القصيدة: للشيخ حسن النجفي
لـمصاب الـحسين زاد شجوني فـاعذلوني إن شئتموا فاعذلوني
كـيف لا أنـدُبُ الحسين بجفني مـقرحٍ بـالبكا وقـلبٍ حـنين
لـهف قـلبي عـليه وهو جديلٌ فـوق وجه الصعد دامي الجبين
يـتلضى من الصدى وعلى الخدّ جــواري عـيـونه كـالعيون
لـست أنـساه بـالطفوف فريدا مـنشدا مـن لـواعج وشجون
لـيت شعري لأي ذنبٍ ويا ليت عـلـى أيِّ بـدعـةٍ يـقتلوني
ان يـكن قد جهلتموا الفضل منا فـاسئلوا مـحكم الكتاب المبين
والـدي أشرف الورى بعد جدي وأخـي أصـلُ كيل فضلٍ ودين
والـبتولُ الـزهراءُ أمي وعمّي دوالـجناحين صـاحب التمكين
ويـنادي يـا أمَّ كـلثوم قـومي قـبل تـفريق شـملنا ودِّعـيني
واذرفي دمعك المصون على الخدِّ ونـوحي عـليَّ ثـم انـدبيني
وإذا مـا رأيـت مـقتلو ظـلمٍ مـنعوه عـن حـقه فـاذكريني
لـهف قـلبي لزينبٍ وهي تبكي وتـنادي مـن قـلبها المحزون
يـا أخـي يـا مؤمَّلي يا رجائي يـا مُـنائي يا مسعدي يا معيني
كـنت أمـنا لـلخائقين ويمنا لـلبرايا فـي كل وقت وحين
يـا هـلالا لما استتمَّ ضياءً غـيبته بالطف أيدي المنون
لـيت عينيك يا شقيقي ترانا حاسراتٍ من بعد خدرٍ مصون
سـافرات الـوجوه مهتكاتٍ بـين عـبدٍ فاغٍ ووغدٍ لعين(1)
(مجردات)
بـعدك تـراهو الدهر ذبني واعله العين يا خويه سطرني
والـسوط هـلورمه المتني وحچي الـشماته اللي كتلني
امـصايبك خـويه عـمنّي
(مجردات)
حرمه او غريبه ابين ظلام و امـحنه ابنسوان وايتام
مـا چنت احسب لن الأيام ابـيسر امشي الديرة الشام
فـبكى الحسينُ وقال رزئي فادحٌ فـتصارخوا أهـل الـعبا لبكائه
قال الحسينُ وحقَّ من خلق الورى طـرّا وسـقت أرضـه بسمائه
لا أدخـل الـجنات حتى يدخلوا والله يـهدي مـن يـشا بـهدائه
امسكه ثم يقع عليه فيقبله ويبكي فيقول الحسين: يا أبه لم تبكي؟ فيقول له: يا بني اقبل موضع السيوف منك وأبكي، قال: يا أبه واقتل؟ قال: أي والله وأبوك وأخوك وأنت قال: يا أبه فمصارعنا شتى ـ أي كل واحد منا يدفن في ناحية ـ؟ قال نعم يا بني قال: من يزورنا من أمتك؟ قال لا يزور أباك وأخاك وأنت غلا الصديقون من أمتي(2).
قالت بأيّ الأرض يُقطع رأسه وبـأيّ شـهر كـان كون فنائه
قـال الـنبيُّ يـكون ذا بمحرم فـي يـوم عاشورا شنيع نعائه
ويكون مصرعُه المهول بكربلا ومصارع الأنصار في صحرائه
فـبكت وقالت واشماته حاسدي واصـفوة الـجبار من خلصائه
مـن ذا يـغسله ويحمل نعشه مـن ذا يـواري جسمه بثرائه
مـن يـكفل الأيـتام بعد وفاته مـن ذا يـقيم مـآتما لـعزائه
وفيه عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: كان الحسين (ع) مع أمه تحمله فأخذه رسول الله (ص) فقال لعن الله قاتليك ولعن الله سالبيك ولعن الله المتأزرين عليك وحكم الله بيني وبين من أعان عليك.
فقالت فاطمة (ع): يا أبه أي شيء تقول؟ قال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر والبغي وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل وكأني أنظر إلى معسكرهم وإلى موضع رحالهم وتربتهم يا أبة وأين هذا الموضع الذي تصف؟
قال: موضع يقال له كربلاء وهي ذات كرب وبلاء علينا وعلى الأمة يخرج عليهم شرار أمتي قالت: يا أبة فيقتل؟
قال: نعم يا بنتاه ما قتل قبله أحد كان تبكيه السموات والأرض
والملائكة والوحوش والحيتان في البحار والجبال لو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس وتأتيه قوم من محبينا ليس على الأرض أعلم الله ولا أقول بحقنا منهم وليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم وأولئك مصابيح في ظلمات الجور وهم الشفعاء وهم واردون حوضي غدا أعرفهم غذا وردوا عليّ بسيماهم وأهل كل دين يطلبون أئمتهم وهم يطلبوننا ولا يطلبون غيرنا(3).
ما چنت أظن ايموت عطشان او محد يشيله امن آل عدنان
او تـلعب عليه الخيل ميدان او راسه يرفعونه على اسنان
او تبگه الحريم ابغير وليان
وكأني بالزهراء (ع):
(مجردات)
ما چنت أظن ايموت عطشان او محد يشيله امن آل عدنان
او تـلعب عليه الخيل ميدان او راسه يرفعونه على اسنان
او تبگه الحريم ابغير وليان
او تبگه الحريم ابغير وليان
وكأني برسول الله (ص) يجيبها:
(مجردات)
يگلها يبويه او دمعه غدران الشيعه تدفنه ابَّچي او أحزان
او تلطم عليه شيب او شبان
(أبوذية)
عـلـيه حگ ولايـتكم لـهبها وأنـه روحـي لبو اليمه لهبها
ابگلـبي نـارك الـيسعر لهبها او عله امصابك أون يبن الزجيه
فأتى الأمينُ إلى الأمينِ يقول قد اوحـى إلهُ العرشِ في أنحائه
أن قـل لـسيدةٍ الـنساء بأنني أنـشي كـراما شـيعةً لعزائه
ــــــــــــــ
(1) ـ المنتخب ص413: لقد ذكر الشيخ الطريحي (ره) أن هذه القصيدة هي للشيخ حسن النجفي وقد فتشت في كتب التراجم والأدب فلم أعثر على ترجمة لهذا الشاعر، نعم ان الخاقاني (ره) ذكر في موسوعته شعراء الغري ج3 شاعر بهذا الاسم إلا انه من معاصري السيد مهدي بحر العلوم ومن المعلوم ان الطريحي سابق لعصر السيد بحر العلوم بأثر من مائة سنة لهذا فان حسن النجفي الشاعر المذكور في المنتخب مجهول الحال ولعل تصحيفا او خطأ ما قد وقع والله العالم.
(2) ـ مقتل الحسين ص48 بحر العلوم.
(3) ـ مقتل الحسين ص48/49 بحر العلوم.