القصيدة: للسيد حسين الموسوي الغريفي
البحراني ت1001هـ
امـربعُ الـطفِّ ذا أم جـانبُ الطور حـيا الـحيا منك ربعا غير ممطور
كـم فـيك روضةُ قدسٍ أعبقت ارجا كـأنـها جـنةُ الـوالدان والـحور
يـا كـربلا حـزت شأنا دونه زُحلٌ وفـزت بـالسادة الـغرِّ الـمغاوير
أيـجمل الـصبر فـي آل النبي وهم جـمعٌ قـضوا بين مسمومٍ ومنحور
فـأيُّ عـين عـليهم غـيرُ بـاكيةٍ وأيُّ قـلبٍ عـليهم غـير مـفطور
مـن مُبلِغُ المصطفى والطهر فاطمةٍ أن الـحسين طـريح غـير مـقبور
مـن مبلغ المرتضى أن الحسينَ لُقىً سـقته أيـدي الـمنايا كـأس تكدير
وإنَّ أعـظم شـيءٍ سـوق نـسوته أسـرى يُـسارُ بـها من غير تسيير
وزيـنـب ذات أشـجان ومـدمعها فـي الـخد مـا بين منظومٍ ومنثور
تـبكي وتُـظهر مـما في ضمائرها مـن الأسـى فـي رثاها كلَّ مستور
تـقول يـا قـمراً حـاقَ المحاقَ به وشـمسَ عِـزٍّ عراها صرف تكوير
سُـؤلي غـياثي مُغيثي غايتب أملي ركني عمادي عميدي عصمتي سوري(1)
(مجردات)
يـخويه جيت كون اخبر جنابك يـخويه بـالعده نهبوا اطنابك
يخويه الگيت بالمنحر اصوابك يخويه انشلت ايده اشلون صابك
يـخويه مـن سلب منك اثيابك يـخويه ما خجل منك او هابك
(أبوذية)
حـسين الطاعته الباري فرضها الـظالم هـشّم اعظامه فرضها
عليه صلّت سيوف الشر فرضها وهـو صـابر جرع مُر المنيه
(تخميس)
يـا مـن له فصلُ الخلائقِ صائرُ وعـليه قطب رحى الجلالةِ دائر
ومـجيبَ دعـوةِ من دعاه وناصر يا ليت في الأحياء شخصك حاضر
وحـسينُ مطروحٌ بعرصة كربلا
رسول الله (ص) لا يطيق رؤية الحسنين (ع) عطاشى
نقل في المنتخب، عن لوط بن يحيى، عن عبد الله بن قيس، قال: كنت ممن غزى مع أمير المؤمنين (ع) في صفين وقد أخذ أبو أيوب الأعور السلمي الماء وحرزه عن الناس، فشكى المسلمون العطش، فأرسل فوارس على كشفه، فانحرفوا خائبين، فضاق صدره فقال له والده الحسين (ع): امضي إليه يا أبتاه؟ فقال: امض يا ولدي، فمضى مع فوارس، فهزم أبا أيوب عن الماء، وبنى خيمته، وحط فوارسه، وأتى إلى أبيه وأخبره.
فبكى (ع) فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ وهذا أول فتح ببركة الحسين، فقال ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلاء حتى ينفر فرسه
ويحمحم ويقول: الظليمة الظليمة لأمة قتلت ابن بنت نبيها.
وعن ابن عباس، قال: عطش المسلمون في مدينة الرسول في بعض السنين عطشا شديدا، حتى أنهم عادوا لا يجدون الماء في المدينة، فجاءت فاطمة الزهراء (ع) بولديها الحسن والحسين (ع) إلى رسول الله (ص) فقالت: يا أبة ان ابنيَّ الحسن والحسين صغيران لا يتحملان العطش فدعا النبي (ص) بالحسن فأعطاه لسانه حتى روي، ثم دعا بالحسين فأعطاه أيضا لسانه فمصه حتى روي، فلما رويا وضعهما على ركبتيه، وجعل يقبل هذا مرة وهذا أخرى ثم يلثم هذا لثمة وهذا لثمة ثم يضع لسانه الشريف في أفواههما وهو معهما في غبطة ونعمة.
فبينما هو كذلك إذ هبط الأمين جبرئيل (ع) بالتحية من الرب الجليل إلى النبي (ص) فقال: يا محمد ربك يقرؤك السلام، ويقول: ان هذا ولدك الحسن يموت مسموما مظلوما (أي واإماماه واحسناه)، وهذا ولدك الحسين يموت عطشانا مذبوحا (أي وا إماماه واحسيناه), فقال: يا أخي جبرئيل ومن يفعل ذلك بهما؟ قال: قوم من بني أمية يزعمون أنهم من أمتك، يقتلون أبناء صفوتك، ويشردون ذريتك(2).
أقول يا رسول الله: أنت لا تحتمل رؤية الحسن والحسين عطاشى فعمدت إلى اروائهم فكيف بك لو نظرت إلى سبطك الحسين عطشانا لا يسقى وظمآنا لا يروى وكيف بك لو نظرت إليه مذبوحا من قفاه قد حمل رأسه إلى طاغية الكوفة أما جسده فمسلوب عار في صحراء كربلاء والشمس تصهره بحرارتها:
معرّىً في الهجيرة لا يوارى مـخلّىً من بعيدة أو قريب
وأين الزهراء التي لا تطيق رؤية الحسين عطشانا كيف بها لو رأته بحالة تقشعر منها الأبدان.
(مجردات)
يـبني يـريحانة الـمختار يـحسين يـلمثلك فلا صار
اشـذنبك يـقتلونك الأشرار تـمنيت لن حاضر الكرار
چان اعله شانك رجّ الأقطار والـلي يـهيج بالگلب نار
ويقول ابن فايز (ره) عن لسان الزهراء (ع):
(فايزي)
حـتى جـنينك ذابـحينه يـا جـنيني يـا نور عين المصطفى او يا نور عيني
لـيش الـعداوه بـين هـلأمة او بيني الله يـجازي مـن فـعل بـيك هلافعال
ايحگلي على امصابك لشق يحسين جيبي وابدمك يسبط المصطفى لخضب الشيبي
جـيتك امـن الـجنه اشوفك يا حبيبي الله يـاخذلي ابـحقي مـن هـل أنذال
يحسين گلي وين ابو فاضل اشوفه گلها بعد مثلي او مگطوعه اچفوفه
گطعوا يمينه مع شماله هل الكوفة خلوا عفيره جثته من فوگ الرمال
(تخميس)
قومي اندُبي بين أهل الأرض عصمتها بـعَـولةٍ تـسمع الأمـلاكُ جـلبتها
قـومي لـرأسٍ هُـدي أهدوه صعدتها وجـثـة أبـلـتِ الأيــامُ جـدّتَها
وغـيّـرتها الـلـيالي أيَّ تـغـيير
ــــــــــــــ
(1) ـ رياض المدح والرثاء ص692.
(2) ـ المنتخب ص187/188.