القصيدة: للسيد أحمد علي خان المشعشعي الحويزي
توفي قبل سنة 1168هـ
هـي الـطفوف فـطُت سبعاً بمغناها فـمـا لـبـكة مـعنىً دون مـعناها
أرض ولـكنها الـسبعُ الـشدادُ لـها دانــت وطـأطأ أعـلاها لأدنـاها
هــي الـمباركةُ الـميمون جـانُبها مـا طـور سـيناء إلا طـور سيناها
وصـفوةُ الأرض أصفا الخلقِ حلَّ بها صـفاه ذوالـعرش إكـراما وصـفاها
وكـيف لا وهـي أرضٌ ضُمِّنَت جُثثا مـا كـان ذا الـكون لا والله لـولاها
فـيها الـحسين وفـتيانٌ لـه بـذلوا فــي الله أيَّ نـفوسٍ كـان أزكـاها
أنـسى الـحسين وسمرُ الخطَّ تشجره إذاً فـمـا انـتفعت نـفسي بـذكراها
الأنـس تـبكي رزايـاك التي عظُمت والـجنُّ تـحت طباق الأرض تنعاها
رزيـةٌ حـل فـي الإسـلام مـوقعها تـنسى الـرزايا ولـكن ليس تنساها
وكـيف تـنسى مـصاباً قد أصيب به قـلب الـوصيِّ وقلب المصطفى طه
خطبٌ دهى البضعة الزهراء حين دهى رزءٌ جـرت بـنجيع مـنه عـيناها
آل الـنـبيِّ عـلى الأقـتاب عـاريةً كـيـما يُـسَرَّ يـزيدً عـند رؤيـاها
ورأس أكــرمِ خـلـقِ اللهِ يـرفعه عـلى الـسنان سـنانٌ وهـو أشقاها(1)
(فائزي)
بالله ارد انـشدچ كـربله تـجاوبيني شـنهو الـعذر يا كربله بالله اخبريني
حگي اعـتـبنچ واريــد اتـعلميني شنهو العذر يا كربله من هذا المصاب
يـا كـربله الـخطار لازم يـكرمونه والـلي يـجي ويـاه ابـعز ايضيفونه
خـطار عـن الـماي شفتي يمنعونه يـا كربله ابفعلچ تره مني الگلب ذاب
يـا كـربله هـذا الـذي ناغاه جبريل شمامة الهادي او مهجة حامي الادخيل
وبأرضچ اتخلين تسحگ صدره الخيل مـا تـعرفينه هذا ابن دحّاي الابواب
هـاي الـضيافه كـربله منچ للحسين يـبگهه ثـلث تيام مرمي ابغير تكفين
ومـخدراته بـاليسر تـالي تـمشين وتدرين بيها امخدره او ربات الاحجاب
گالـت أراضـي كـربله لا تعتبوني غـصبن عليه هلجره ابگرت اعيوني
كـعبه صرت والناس كلهم يگصدوني والـحاربوا لحسين خسروا يوم الحسب
ا هلي جره اعلى احسين خطّه الباري معلوم يـنذبح ظـامي والغسل من فيض الادموم
وامـخدراته ابـلا ولـي تمشي مع الگوم واتـمر على جسمه او منها الدمع سچاب
أهل البيت (ع) يقيمون المآتم الحسينية في أحلك الظروف
كان أهل البيت (ع) يجسدون بعض الصور والمشاهد المفجعة التي جرت على الحسين (ع) وأصحابه وأهله ونسائه، بالإضافة إلى دعوتهم الشعراء والراثين كانوا يقومون بهذه المهمة. يقول المؤرخون دخل الكميت على الإمام الصادق (ع) فقال له: يا كميت أنشدني في جدي الحسين، فأنشده شيئا من الشعر، فبكى الإمام بكاء شديدا، وبكت النسوة وصحن في حجراتهن. فبينما الإمام يبكي ومن حضر من أصحابه إذ خرجت جارية من خلف الستر وفي يدها طفل رضيع فوضعته في حجر الإمام، فاشتد بكاء الإمام، وعلا منه النحيب، وعلت أصوات النساء بالبكاء(2).
أقول كان ذلك العمل تجسيدا وتصويرا لمأساة الطفل الرضيع الذي ذبح يوم عاشوراء وهو على يد والده الحسين (ع) وتلك مصيبة بقيت تهز العواطف والمشاعر سيما مشاعر أهل البيت (ع) لأن الأطفال لا يعطشون ولا يجوَّعون ولا يذبحون هكذا في شريعة الله والمروءة بخلاف ما فعله الكوفيون مع أطفال الحسين (ع) وبالخصوص مع الطفل الرضيع عبد الله الذي أفجع مقتله الخلائق كلها لاسيما الأئمة من أهل البيت (ع) وأما الإمام الحجة (عج) فقد نقل بعض الأكابر أنه (عج) إذا ظهر يأتي إلى قبر جده أبي عبد الله الحسين ويقول: (السلام عليك يا جداه يا أبا عبد الله). وإذا بالجواب: (وعليك السلام يا ولدي يا مهدي). ثم يمد يده إلى القبر ويخرج عبد الله الرضيع والسهم مشكوك في نحره ثم يلتفت إلى أصحابه فيقول: (أصحابي ما ذنب هذا الرضيع حتى يذبح من الوريد إلى الوريد؟) فلما ينظر أصحابه إلى الطفل يبكون بكاء شديدا.
(شيعتي)
چنـي بالغايب المهدي حين يشهر صارمه يـعتني لـلغاضريه الـشبل حـماي الحمه
ايطلع ابچفه الرضيع امخضب ابفيض الدمه والـسهم نابت ابنحره والعطش ضرّ چبدته
(مجردات)
امصاب الطفل ما صار مثله گطـع رگبته حرمله ابنبله
او من سدر عوده بيه لأهله الله ايـعينها امـه الـثكله
مـن شافت او دمه امغسله
(مجردات)
يـا نـاس حتى الطفل مذبوح أو دمه اعله زند احسين مسفوح
وين اليساعدني او يجي اينوح گلـبي عـلى فـرگاه مجروح
(تخميس)
ما حال عمته وحالُ شجونها من نار أحشاها وماء جفونها
لما رأت خطفته كفُّ منونها هـمت تغسله بماء عيونها
فـتكلفت عنها الدماءُ بغُسله
ــــــــــــــ
(1) ـ أدب الطف ج9 للسيد جواد شبر
(2) ـ إرشاد الخطيب للسيد جاسم شبر.