الباب السّابع والسّبعون إنَّ زائري الحسين عليه السلام العارفين بحقّه تشيّعهم الملائكة وتستقبلهم وتعودهم إذا مرضوا ، ويشهدونهم إذا ماتوا ويستغفرون لهم إلى يوم القيامة (1)
1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ ، عن إسحاقَ بن إبراهيمَ ، عن هارونَ بن خارجَة ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : سمعته يقول : وكّل الله بقبر الحسين عليه السلام أربعةَ آلاف مَلَكٍ شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه عارفاً بحقّه شَيّعوه حتّى يبلغوه مَأمَنَه ، وإن مرض عادوه غُدْوَةً
وعَشيَّة ، وإن مات شهدوا جنازَتَه واستغفروا له إلى يوم القيامة» .
2 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السَّرّاج(2) ، عن يحيى العطّار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : أربعة آلاف ملكٍ شُعث
غُبْر يبكون الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة ، فلا يأتيه أحَدٌ إلاّ استقبلوه ، ولا يرجع أحَدٌ مِن عنده إلاّ شيّعوه ، ولا يمرض أحَدٌ إلاّ عادوه ، ولا يموت أحَدٌ إلاّ شهدوه» . حدَّثني
أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع بإسناده مثله. حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سَعدانَ ، عن
عبدالله بن القاسم ، عن عُمَرَ بنِ أبان ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله .
3 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن ابن أبي ـ عُمير ، عن سَلَمةَ صاحب السّابريّ ، عن أبي الصَّبّاح الكِنانيِّ(3) «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنَّ إلى
جانبكم قبراً ما أتاه مَكروبٌ إلاّ نَفّسَ اللهُ كُربَته وقضى حاجَته ، وإنَّ عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قُبض ، شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه شيّعوه [إلى مَأمَنِه] ، ومَن مَرض
عادُوه ، ومَن ماتَ اتّبعوا جنازَته» .
4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمان النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرّحمن ، عن
صَفوانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ الرّجل إذا خرج مِن منزله يريد زيارةَ الحسين عليه السلام شيّعَتْه سبعمائة ملكٍ مِن فوقِ رأسه ومِن تحتِه ، وعن يمينه وعن شِماله ، ومِن بين
يديه ومِن خلفه حتّى يبلغوه مأمَنَه ، فإذا زارَ الحسين عليه السّلام ناداه مُنادٍ : قد غُفِر لك فاستأنفِ العمل ، ثمَّ يرجعون معه مشيِّعين له إلى منزله ، فإذا صاروا إلى منزله قالوا : «نَستَودِعُكَ
الله» ، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماتِه ، ثمَّ يزورون قبر ـ الحسين عليه السلام في كلِّ يوم ، وثواب ذلك للرَّجل» .
5 ـ وعنه ، عن محمّد بن يحيى بإسناده إلى مَنيع ، عن زياد ، عن عبدالله بن مُسكانَ ، عن محمّد الحلبيِّ «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنَّ اللهَ وكَّل بقبر الحسين عليه السلام أربعةَ آلاف
ملكٍ شُعْثاً غُبراً إلى أن تقوم السّاعة ، يشيّعون مَن زارَه ، يعودونه إذا مرض ، ويشهدون جنازته إذا مات» .
6 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن وليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغِيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن أبان ، عن أبي حَمزة(4) ، عن أبي عبدالله عليه السلام
«قال : إنَّ اللهَ وكّل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملكٍ شُعْثاً غُبراً ، فلم يزل يبكونه مِن طلوع الفجر إلى زَوال الشَّمس ، فإذا زالتِ الشَّمس هبط أربعةُ آلاف ملكٍ وصعد الأربعة آلاف ملكٍ ،
فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر ، ويشهدون لمن زارَه بالوفاء ويشيّعونه إلى أهله(5) ، ويَعودونه إذا مرض ، ويُصلّون عليه إذا مات» .
7 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدِّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم عليه السلام
«قال : مَن خرج مِن بَيته يريد زيارةً قبر أبي عبدالله الحسين عليه السلام وكَّل الله به مَلكاً فوضع إصبعه في قَفاه ، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يرد الحائر ، فإذا دخل مِن باب الحائر وضع كفّه
وسط ظَهره ، ثمّ قال له : أمّا ما مضى فقد غفر الله لك ، فاستأنف العَمَل»(6) . حدِّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن
جدَّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم عليه السلام «قال : من خرج من بيته يريد زيارة الحسين عليه السلام ـ مثله .
8 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله ـ رحمهما الله ـ جميعاً ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن إبراهيمَ بنِ مَهزيار ، عن أخيه عليّ بن مَهزيار ، عن أبي القاسم(7) ، عن القاسم بن محمّد ، عن إسحاقَ
بن إبراهيم ، عن هارونَ بن خارجَة «قال : سأل رَجلٌ أبا عبدالله عليه السلام ـ وأنا عنده ـ فقال : ما لِمَن زارَ قبر الحسين عليه السلام ؟ قال : إنَّ الحسين عليه السلام لمّا اُصيب بَكَتْهُ حتّى البلاد
، فوكّل اللهُ به أربعةَ آلاف ملكٍ شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه عارفاً بحقِّه شيّعوه حتّى يُبلّغوه مَأمَنَه ، وإن مرض عادوه غُدْوَةً وعَشِيَّة ، وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا
له إلى يوم القيامة» .
9 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سَعدانَ ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عُمَرَ بن أبان الكلبيِّ(8) ، عن أبان بن تَغْلِب «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام :
هبط أربعة آلافِ مَلَك يريدونَ القِتال مع الحسين ، لم يؤذن لهم في القتال فرجعوا في الاستيذان ، فهبطوا وقد قُتل الحسين عليه السلام فهم عِند قبره شُعثٌ غُبْرٌ يَبكونه إلى يوم القيامَة ، رَئيسهم
مَلَك يقال له: المنصور ، فلا يَزورُه زائرٌ إلاّ اسْتقبلوه ، ولا يُوَدِّعه مُودِّعٌ إلاّ شيَّعوه ، ولا يمرض مريض إلاّ عادوه ، ولا يموت إلاّ صلّوا عَلىُ جِنازته(9) واستغفروا له بعد مَوْته ، وكلُّ
هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم عليه السلام» .
10 ـ حدَّثني أبو العبّاس الرَّزَّاز ، عن ابن أبي الخطّاب قال : حدَّثني محمّد بن الفُضَيل ، عن محمّد بن مُضارب ، عن مالك الجُهَنيِّ ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : قال : يا مالِكُ إنَّ اللهَ
تبارك تعالى لمّا قبض الحسين عليه السلام بعث إليه أربعةَ آلاف مَلَكٍ شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه عارفاً بحقِّه غفر الله له ما تقدّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر(10) ، وكتب له
حَجّة ، ولم يزل محفوظاً حتّى يرجع إلى أهله ؛ قال(11) : فلمّا مات مالك(12) ـ وقبض أبو جعفر عليه السلام ـ دخلتُ على أبي عبدالله عليه السلام فأخبرته بالحديث ، فلمّا انتهيت إلى «حَجّة» قال : وعُمرَة
يا محمّد» .
____________
1 ـ مرّ غير واحد من أخبار الباب بعضها بهذه الأسانيد وبعضها بغيرها.
2 ـ مرّ ترجمته في ص 82 ذيل الخبر 1.
3 ـ يعني إبراهيم بن نعيم.
4 ـ يعني الثّمالي ، وراويه أبان بن عثمان الأحمر.
5 ـ في بعض النّسخ : «ويشهدون لمن زاره ، ويشيّعونه بالوفاء إلى أهله» ، وفي المتن كما في البحار.
6 ـ تقدّم الخبر في ص 167 تحت رقم 7 ، وفيه : «فإذا خرج من باب الحائر» .
7 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص88 ذيل الخبر 12.
8 ـ النّسبة إلى كَلْب وهو بطن من قُضاعة ومن بني لَيْث ومن بَجِيلة . (اللّباب) وقال العلاّمة الأمينيّ ـ رحمه الله ـ : بطنْ مِن خَثعم ، مساكنهم بالحجاز.
9 ـ قيل : الجنازة بالكسر : الميِّت ، و ـ بالفتح ـ : السَّرير ، وقيل : الجنازة بالكسر : السَّرير مع الميِّت وكلّ يُشيِّعهُ .
10 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص 149 ذيل الخبر 1.
11 ـ أي قال محمّد بن مضارب.
12 ـ يعني مالك بن أعين الجُهَنيّ الكوفيّ ، المتوفّى في حياة الصّادق عليه السلام.