1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز القرشيِّ الكوفيِّ قال: حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سِنان ، عن سعيد بن يسار ؛ أو غيره «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لمّا أن هبط جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقتل الحسين عليه السلام أخذ بيد عليٍّ فخلا به مَليّاً مِن النَّهار فغلبتّهما العَبْرة ، فلم يتفرَّقا حتّى هبط عليهما جبرئيل عليه السلام ـ أو قال : رسول ربّ العالمين ـ فقال لهما : رَبّكما يقرؤكما السّلامَ ويقول : عزمت عليكما لما صبرتما(كذا) ، قال : فصبرا» . حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، سعيد بن يسار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول مثله . حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ، عن محمّد بن سِنان ، عن سعيد بن يَسار مثله .
2 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ الوشّاء ، عن أحمدَ بن عائذ ، عن أبي سَلَمة سالم بن مُكرَم ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : لمّا لمّا حَمَلتْ فاطمة بالحسين جاءَ جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : إنَّ فاطمة سَتَلِدُ وَلداً تقتله اُمتك مِن بعدك ، فلمّا حَمَلتْ فاطمة بالحسين كَرِهَتْ حملَه ، وحين وضَعَتْه كرهتْ وضعه ، ثمَّ قال أبو عبدالله عليه السلام : هل رأيتم في الدّنيا اُمّاً تلد غلاماً فتكرهه(1)؟! ولكنّها كَرِهَتْهُ لاُنّها عَلِمتْ أنّه سَيُقتل ، قال : وفيه نزلتْ هذه الآية : «وَوَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصلُهُ ثَلثون شَهراً(2)»» .
3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن محمّد بن عبدالله ، عن أبيه «قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أتى جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال له : السّلام عليك يا محمّد ، ألا اُبشّرك بغلام تقتله اُمّتك مِن بَعدِك؟ فقال : لا حاجة لي فيه ، قال: فانتهض إلى السّماء ، ثمَّ عاد إليه الثّانية ، فقال له مثل ذلك ، فقال : لا حاجة لي فيه ، فانعرج إلى السّماء ثمَّ انقضّ إليه الثّالثة فقال له مثل ذلك ، فقال : لا حاجة لي فيه ، فقال : إنَّ ربَّك إنّ جاعِل الوصيّة في عَقبه ، فقال : نعم ، ثمَّ قام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فدخل على فاطمة فقال لها : إنّ جبرئيل أتاني فبشّرني بغلام تقتله اُمتي مِن بعدي ! فقالت : لا حاجة لي فيه ، فقال لها إنّ ربّي جاعل الوصيّة في عقبه ، فقالت : نعم إذن ، قال : فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية : « حمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً» لموضع إعلام جبرئيل إياها بقتله ، « فحملته كرها » بأنّه مقتول ، و « وَضَعَتْهُ كُرْهاً» لأنّه مقتول» .
4 ـ وحَدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز قال : حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن عَمرو بن سعيد الزَّيّات قال : حدَّثني رجلٌ من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام «أنَّ جبرئيل نزل على محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا محمّد إنَّ الله يقرء عليك السَّلام ويبشّرك بمولود يولد مِن فاطمة عليها السلام تقتله اُمّتك مِن بعدك ، فقال: يا جبرئيل وعلى ربّي السَّلام ، لا حاجة لي في مولود [يولد مِن فاطمة] تقتله اُمّتي مِن بعدي ، قال : فعرج جبرئيل إلى السّماء ، ثمَّ هبط فقال له مثل ذلك ، فقال : يا جبرئيل وعلى ربّي السَّلام ؛ لا حاجة لي في مولود تقتله اُمّتي مِن بعدي ، فعرج جبرئيل إلى السَّماء ثمّ هبط فقال له : يا محمّد إنَّ ربَّك يقرئك السَّلام ويبشّرك الله جاعل في ذرّيَّته الإمامة والولاية والوصيَّة ، فقال : « قد رضيت(3) ، ثمّ أرسل إلى فاطمة أنَّ الله بُبشّرني بمولود يولد منك تقتله اُمّتي من بعدي ، فأرسَلَتْ إليه أن لا حاجة لي في مولود يولد منّي تقتله اُمّتك مِن بعدك ، فأرسل إليها أنَّ الله جاعلٌ في ذُرِّيَّته الإمامة والوصيَّة ، فأرسَلتْ إليه أني قد رضيت ، «فحمَلَتْهُ اُمُهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحملُهُ وَفِصلُهُ ثَلثُون شَهْراً حتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ وَبَلَغَ أربَعينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أوزِعْني أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتي أنْعَمتَ عَليَّ وَعَلى والِدَيَّ وأنْ أعْمَلَ صالِحاً تَرْضهُ وأصْلِحْ لي في ذُرِّيَّتي » ، فلو أنّه قال : أصلح لي ذرّيّتي لكانت ذرّيَته كلّهم أئمّة ، ولم يرضع الحسين مِن فاطمة ولا مِن اُنثى لكنَّه كان يؤتى به النَّبيّ فيضع إبهامَه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين والثّلاثة فنبت لحم الحسين عليه السلام(4) مِن لحم رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ودمه من دمه ولم يولد مولود لستّة أشهر إلاّ عيسى بن مريم والحسين بن علي عليهما السلام». وحدّثني أبي ـ رحمه الله ـ ، عن سعد بن عبدالله ، عن علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزَّيات بإسناده مثله .
5 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فَضّال ، عن عبدالله بن بُكَير ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : دَخَلَتْ فاطمة عليها السلام على رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وعيناه تَدْمَع ـ فسألتْه : ما لكَ ؟! فقال : إنّ جَبرئيل أخبرني أنّ اُمتي تقتل حسيناً ، فجزعتْ وشقّ عليها ، فأخبرها بمن يملك مِن ولدها فطابت نفسها وسكنتْ» .
6 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى(5) ، عن صفوانَ بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غُنْدَر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : زارنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد أهدَتْ لنا اُمُّ أيمن لبناً وزَبداً وتَمراً ، فقدَّمنا منه ، فأكل(6) ثمَّ قام إلى زاوية البيت فصلّى رَكعات ، فلمّا كان في آخر سجوده بكى بكاءً شديداً ، فلم يسأله أحد منّا ، إجلالاً وإعظاماً له ، فقام الحسين وقعد في حجره ، فقال : يا أبة لقد دخلتَ بيتنا فما سَررنا بشيء كسُرورنا بدخولك ، ثمَّ بكيتَ بكاء غمّنا فما أبكاك؟! فقال : يا بُنَّي أتاني جبرئيل آنفاً فأخبرني أنّكم قَتلى ؛ وأنّ مصارعكم شتّى ، فقال : يا أبة فما لمن زار قبورنا على تشتّتها؟ فقال : يا بُنَّي أولئك طوائف مِن اُمّتي يزورونكم فيلتمسون بذلك البركة ، وحقيق عَليَّ أن آتيهم يوم القيامة حتّى اُخلِّصَهم مِن أهوال السّاعة ومِن ذنوبهم ، ويسكنهم الله الجنّة» .
7 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد قال: حدَّثني محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن عليٍّ القرشيّ ، عن عبيد بن يحيى الثَّوريِّ ، عن محمّد بن الحسين بن عليِّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام «قال : زارنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم فقدّمنا إليه طعاماً وأهدت إلينا اُمُّ أيمن صَحْفَة من تمر وقَعْباً من لَبَن وزَبَد ، فقدّمنا إليه فأكل منه ، فلمّا فرغ قمتُ و سكبتُ على يدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ماءً ، فلمّا غسل يديه مسح وجهه ولحيته ببلّة يديه ، ثمّ قام إلى مسجد في جانب البيت وصلّى وخرَّ ساجداً فبكى وأطال البكاء ، ثمَّ رفع راسه ، فما اجترء منّا أهل البيت أحدٌ يسأله عن شيءٍ ، فقام الحسين يدرج حتّى صعد على فَخذي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخذ برأسه إلى صدره ، وضع ذقنه على رأس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ثمّ قال : يا أبة ما يُبكيكَ؟ فقال : يابني إنّي نظرت إليكم اليوم فسررت بكم سروراً لم أسرّ بكم قبله مثله ، فهبط إليَّ جبرئيل فأخبرني أنّكم قتلى ؛ وأنَّ مصارعكم شتّى ، فحمدت اللهَ على ذلك وسألت لكم الخيرة ، فقال له : يا أبة فمن يزور قبورنا ويتعاهدها على تشتّتها؟ قال : طوائف مِن اُمّتي يريدون بذلك بِرّي وصِلتي أتعاهدهم في الموقف ، وآخذ بأعضادِهم فاُنجّيهم من أهواله وشدائده» .
____________
1 ـ في الكافي : «لم تر في الدّنيا اُمٌّ تلد غلاماً تكرهه ولكنّها ـ إلخ» .
2 ـ الأحقاف: 15 .
3 ـ المراد بذلك ما قاله إبراهيم : «ومن ذرّيتي» بعد قوله : «انّي جاعلك للنّاس إماماً».
4 ـ الخبر خبر واحد مجهول ، وكان فيه وهم ، والظّاهر أنّ الأصل : «لكنه يؤتي به النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيضع يده في فمه فإذا مسّ إصبعه يظهر له أنّه جائع فأمر بإرضاعه ، وبهذا الوجه نبت لحم الحسين ـ يعني بمراقبة النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ » ، وراوي الخبر غير معلوم ، ولعلّ الزَّيّات لترديده في صحَّة اللّفظ لم يسمّ الرّاوي .
5 ـ هو محمّد بن عيسى بن عبيد أبو جعفر اليقطيني .
6 ـ كذا ، والصّواب : «فقدّمنا إليه فأكل منه» ، كما يأتي في الخبر الآتي .