1 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم قال: حدَّثني سلمة بن الخطّاب ، عن عمر بن عليٍّ ، عن عمّه ، عن عُمَرَ بن يزيدَ بيّاع السّابري ـ رفعه ـ «قال : كان محمّد بن عليٍّ ابن الحنفيّة يأتي قبر الحسن بن عليٍّ عليهما السلام فيقول : «السَّلام عليكَ يَا ابْنَ أميرِ المؤمِنينَ ، وابْنَ أوَّلِ المُسْلِمينَ ، وكيف لا تكون كذلك ، وأنْتَ سَليل الهُدى ، وحَليفُ التَّقوى ، وخامِسُ أهْلِ الكِساء(2) ، غَذَتْك يَدُ الرَّحمة ، و رُبّيتَ في حِجْرِ الإسْلامِ ، ورُضِعْتَ مِنْ ثَدْي الإيمانِ ، فَطِبْتَ حيّاً ، وَطِبتَ ميّتاً ، غَيْرُ أنَّ النَّفْسَ غَيْرُ راضِيةٍ بِفِراقِكَ ، وَلا شاكّةٍ في حَياتِك(2) يَرْحَمُك اللهُ» ، ثمَّ التفت إلى الحسين عليه السلام فقال : «يا أبا عبدِاللهِ فَعلى أبي محمّدٍ السَّلامُ»(3) .
2 ـ وعنه ، عن سَلَمة ، عن عبدالله بن أحمدَ ، عن بكر بن صالح ، عن عَمرِو بنِ هشام ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أحَدهما عليهما السلام «قال : إذا أتيت قبور الأئمَّة بالبقيع فَقِفْ عندهم واجعل القبلةَ خلفَك والقبرَ بين يديك ، ثمَّ تقول : «السَّلامُ عَلَيْكُمْ أئِمَّةَ الْهُدى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ والبِرِّ والتَّقْوى، السَّلامُ عَلَيكم الْحُجَجُ على أهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ الْقَوّامينَ في الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ النَّجْوى، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ في ذاتِ اللهِ، وَكُذِّبْتُمْ ، وَاُسيءَ إلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَأشْهَدُ أنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ المَهديّون ، وَأنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَأنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ، وَأنَّكُمْ دَعْوَتُمْ فَلَمْ تُجابُوا، وَأمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَأنَّكُمْ دَعائِمُ الدّينِ وَأرْكانُ الاَْرْضِ، لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللهِ يَنْسَخُكُمْ مِنْ أصْلابِ كُلِّ مُطهَّرٍ،(4) وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أرْحامِ الْمُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ، وَلَمْ تَشْرَكْ فيكُمْ فِتَنُ الاَْهْواءِ، طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدّينِ(5) فَجَعَلَكُمْ في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلواتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا، إذِ اخْتارَكُمُ اللهُ لَنا، وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَكُنّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفينَ بِتَصْديقِنا إيّاكُمْ، وَهذا مَقامُ مَنْ أسْرَفَ وَأخْطَأ وَاسْتَكانَ وَأقَرَّ بِما جَنى وَرَجى بِمَقامِهِ الْخَلاصَ، وَأنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكى مِنَ الرَّدى، فَكُونُوا لي شُفَعاءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ إلَيْكُمْ إذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أهْلُ الدُّنْيا، وَاتَّخَذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها ، يا مَنْ هُوَ قائِمٌ لا يَسْهُو، وَدائِمٌ لا يَلْهُو، وَمُحيطٌ بِكُلِّ شَىْءٍ لَكَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَني وَعَرَّفْتَني أئمَّتي ، وبِما أقَمْتَني عَلَيه، إذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ، وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَمالُوا إلى سِواهُ ، فكانتِ المِنَّة مِنكَ عَلَيَّ مَعَ أقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَني بِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ إذْ كُنْتُ عِنْدَكَ في مقام مَذْكُوراً مَكْتُوباً، فَلا تَحْرِمْني ما رَجَوْتُ، وَلا تُخَيِّبْني فيـما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ » ، وداع لنفسك بما أحببتَ» .
3 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين؛ وغيرُه ، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ ، عن يزيد بن إسحاقَ شَعَر ، عن الحسن بن عَطيَّة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : تقول عند قبر الحسين ما أحببت» .
____________
1 ـ كذا ، والمشهور أنّ الخامس منهم الحسين عليه السلام .
2 ـ جاء الخبر في التّهذيب للشّيخ الطّوسيّ ـ رحمه الله ـ ج6 ص47 وفيه : «وَلا شاكَّة في الجنان لَكَ» أي لا تشكّ الأنفس في أنّك في الجنان .
3 ـ كذا في النّسخ ، وفي التّهذيب : «ثمّ يلتفت إلى الحسين عليه السلام فيقول : «السَّلامُ عَلَيكَ ياأبا عَبْدِالله وَعَلى أبي مُحَمَّدٍ السَّلامُ» .
4 ـ النّسخ في الأصل : النّقل ، ونسختِ الرّيح آثار الدّار أي غيّرتها .
5 ـ الدَّيّان : القهّار والقاضي والحاكم والسّايس والحاسب والمجازي الّذي لا يضيع عملاً ، بل يجزي بالخير والشّرّ . (القاموس)