اسمه ونسبه
أُويس بن عامر بن جزء القَرني المرادي.
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلاّ أنّه من أعلام القرن الأوّل الهجري.
مكانته العلمية
كان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، وذكره رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالخير وبيّن فضله.
من أقوال النبيّ(صلى الله عليه آله) والأئمّة(عليهم السلام) فيه
1ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «ليشفعن رجل من أُمّتي لأكثر من تميم ومن مضر، وإنّه أُويس القرني»(2).
2ـ قال الإمام عليّ(عليه السلام): «أخبرني حبيبي رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّي أدرك رجلاً من أُمّته يُقال له أُويس القرني، يكون من حزب الله ورسوله، يموت على الشهادة، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر»(3).
3ـ قال الإمام الكاظم(عليه السلام): «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر.
ثمّ ينادي: أين حواري عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وصيّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم عمرو بن الحمق، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار ـ مولى بني أسد ـ، وأُويس القرني... وهؤلاء أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرة من التابعين»(4).
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال الشيخ الطوسي(قدس سره): «وكان أُويس من خيار التابعين، لم ير النبيّ(صلى الله عليه وآله) ولم يصحبه»(5).
2ـ قال الشيخ عبد الله المامقاني(قدس سره): «وقد اتّفق الفريقان على وثاقة الرجل وتقواه وزهده وعُلاه، وملأوا الكتب من مدائحه وفضائله»(6).
3ـ قال الشيخ محيي الدين المامقاني(قدس سره): «إنّ جلالة المترجم، وتحلّيه بالصفات الملكوتية، والأخلاق المحمّدية صلى الله عليه وآله وسلم، ممّا لا يتطرّقه شك، إلاّ ممّن طبع الله على قلبه، ووثاقته العظيمة لابدّ وأن يُذعن لها كلّ مَن له نصيب من الإيمان، بل الإسلام، وشهادته بين يدي سيّد المتّقين وأمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، وكونه من حواريّيه، ومن الأركان، يرفعه عن مستوى الوثاقة إلى ما دون مرتبة العصمة»(7).
4ـ قال الحافظ أبو نعيم الإصفهاني: «فمن الطبقة الأُولى من التابعين سيّد العبّاد، وعلم الأصفياء من الزهّاد، أُويس بن عامر القرني، بشّر النبيّ(صلى الله عليه وآله) به، وأوصى به أصحابه»(8).
5ـ قال ابن عدي: «وقد شكّ قوم فيه، ولا يجوز أن يشكّ فيه لشهرته، ولا يتهيّأ أن يحكم عليه بالضعف، بل هو ثقة صدوق»(9).
زهده
كان(رضي الله عنه) أحد الزهّاد الثمانية، الذين أعرضوا عن ملذّات الدنيا وزخارفها، وروي في زهده أنّ رجلاً من قبيلة مراد جاء إليه وقال له: «كيف أنت يا أُويس؟ قال: بخير نحمد الله. قال: كيف الزمان عليكم؟ قال: ما تسأل رجلاً إذا أمسى لم ير أنّه يُصبح، وإذا أصبح لم ير أنّه يُمسي، يا أخا مراد، إنّ الموت لم يبق لمؤمن فرحاً، يا أخا مراد، إنّ معرفة المؤمن بحقوق الله لم تبق له فضّة وذهباً، يا أخا مراد، إنّ قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقاً، والله إنّا لنأمرهم بالمعروف، وننهاهم عن المنكر فيتّخذونا أعداء، ويجدون على ذلك من الفسّاق أعواناً حتّى والله لقد رموني بالعظائم، وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بالحق»(10).
سبب شهادته
قُتل(رضي الله عنه) بين يدي الإمام علي(عليه السلام) في معركة صفّين، فلمّا سقط نظروا إلى جسده الشريف، فإذا به أكثر من أربعين جراحة، بين طعنة وضربة ورمية.
شهادته
استُشهد(رضي الله عنه) في شهر صفر 37ﻫ، ودُفن في منطقة صفّين، وقبره معروف يُزار.
ـــــــــ
1. اُنظر: معجم رجال الحديث 4/154، أعيان الشيعة 3/215.
2. ميزان الاعتدال 1/281.
3. الإرشاد 1/316.
4. الاختصاص: 61.
5. اختيار معرفة الرجال 1/316.
6. تنقيح المقال 11/299.
7. المصدر السابق 11/310.
8. سير أعلام النبلاء 4/27.
9. ميزان الاعتدال 1/279.
10. الطبقات الكبرى 6/164.