181- باب أقلّ ما يجْزي من التّسْبيح في الرّكوع و السّجود
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ أبيه عنْ سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسيْن بْن سعيد و محمّد بْن خالد الْبرْقيّ و الْعبّاس بْن معْروف عن الْقاسم بْن عرْوة عنْ هشام بْن سالم قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن التّسْبيح في الرّكوع و السّجود فقال تقول في الرّكوع سبْحان ربّي الْعظيم و في السّجود سبْحان ربّي الْأعْلى الْفريضة منْ ذلك تسْبيحة و السّنّة ثلاثة و الْفضْل في سبْع
2- عنْه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ عليّ بْن حديد و عبْد الرّحْمن بْن أبي نجْران و الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز بْن عبْد اللّه عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال قلْت له ما يجْزي من الْقوْل في الرّكوع و السّجود فقال ثلاث تسْبيحات في ترسّل واحد و واحدة تامّة تجْزي
3- عنْه عنْ أيّوب بْن نوح النّخعيّ عنْ محمّد بْن أبي حمْزة عنْ عليّ بْن يقْطين عنْ أبي الْحسن الْأوّل ع قال سألْته عن الرّكوع و السّجود كمْ يكْفي فيه من التّسْبيح فقال ثلاثة و تجْزيك واحدة إذا أمْكنْت جبْهتك من الْأرْض
4- و عنْه عنْ أبي جعْفر عن الْحسن بْن عليّ بْن يقْطين عنْ أخيه الْحسيْن بْن عليّ بْن يقْطين عنْ أبيه عنْ أبي الْحسن الْأوّل ع قال سألْته عن الرّجل يسْجد كمْ يجْزيه من التّسْبيح في ركوعه و سجوده فقال ثلاث و يجْزيه واحدة
5- فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ صفْوان عنْ مسْمع عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا يجْزي الرّجل في صلاته أقلّ منْ ثلاث تسْبيحات أوْ قدْرهنّ
6- عنْه عن النّضْر عنْ يحْيى الْحلبيّ عنْ داود الْأبْزاريّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال أدْنى التّسْبيح ثلاث مرّات و أنْت ساجد لا تعْجل فيهنّ
7- عنْه عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ أبي بصير قال سألْته عنْ أدْنى ما يجْزي من التّسْبيح في الرّكوع و السّجود فقال ثلاث تسْبيحات
فالْوجْه في الْجمْع بيْن هذه الْأخْبار منْ وجْهيْن أحدهما أنّه إنّما يجوز الاقْتصار على تسْبيحة واحدة إذا كان تسْبيحا مخْصوصا و هو قوْل سبْحان ربّي الْعظيم في الرّكوع و سبْحان ربّي الْأعْلى في السّجود حسب ما تضمّنتْه الرّواية الّتي رويْناها في أوّل الْباب عنْ هشام بْن سالم فأمّا إذا قال سبْحان اللّه فلا يجْزيه أقلّ منْ ثلاث دفعات يدلّ على ذلك
8- ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن الْحسن عن الْحسيْن عن الْحسن عنْ زرْعة عنْ سماعة قال سألْته عن الرّكوع و السّجود هلْ نزل في الْقرْآن فقال نعمْ قوْل اللّه تعالى يا أيّها الّذين آمنوا ارْكعوا و اسْجدوا فقلْت كيْف حدّ الرّكوع و السّجود فقال أمّا ما يجْزيك من الرّكوع فثلاث تسْبيحات تقول سبْحان اللّه سبْحان اللّه سبْحان اللّه ثلاثا
9- عنْه عن الْعبّاس بْن معْروف عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ معاوية بْن عمّار قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أخفّ ما يكون من التّسْبيح في الصّلاة قال ثلاث تسْبيحات مترسّلا تقول سبْحان اللّه سبْحان اللّه سبْحان اللّه
و الْوجْه الثّاني أنْ نحْمل الْأخْبار الْأخيرة على الْفضْل و الاسْتحْباب دون الْفرْض و الْإيجاب و الّذي يكْشف عمّا ذكرْناه
10- ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ يحْيى بْن عبْد الْملك عنْ أبي بكْر الْحضْرميّ قال قلْت لأبي جعْفر ع أيّ شيْء حدّ الرّكوع و السّجود فقال تقول سبْحان ربّي الْعظيم و بحمْده ثلاثا في الرّكوع و سبْحان ربّي الْأعْلى و بحمْده في السّجود ثلاثا فمنْ نقص واحدة نقص ثلث صلاته و منْ نقص اثْنتيْن نقص ثلثيْ صلاته و منْ لمْ يسبّحْ فلا صلاة له
فدلّ هذا الْخبر على أنّهمْ إنّما نفوا الْكمال و الْفضْل أ لا ترى أنّهمْ قالوا منْ نقص واحدة نقص ثلث صلاته و منْ نقص اثْنتيْن نقص ثلثيْ صلاته فلوْ لا الْأمْر على ما ذكرْناه لما كان فرْق بيْن الْإخْلال بواحدة في أنْ يكون ذلك مبْطلا للصّلاة و بيْن الْإخْلال بالْجميع و قدْ علمْنا أنّهمْ فرّقوا
11- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد عن ابْن فضّال عن ابْن بكيْر عنْ حمْزة بْن حمْران و الْحسن بْن زياد قالا دخلْنا على أبي عبْد اللّه ع و عنْده قوْم يصلّي بهم الْعصْر و قدْ كنّا صلّيْنا فعددْنا له في ركوعه سبْحان ربّي الْعظيم أرْبعا أوْ ثلاثا و ثلاثين مرّة و قال أحدهما في حديثه و بحمْده في الرّكوع و السّجود
فهذه الرّواية مخْصوصة بفعْله ع و صلاته لمنْ علم أنّه يطيق ذلك لأنّ الْأصْل في صلاة الْجماعة التّخْفيف على ما نبيّنه
182- باب تلقّي الْأرْض بالْيديْن لمنْ أراد السّجود
1- أخْبرني أبو الْحسن بْن أبي جيد الْقمّيّ عنْ محمّد بْن الْحسن بْن الْوليد عن الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عن الْعلاء عنْ محمّد بْن مسْلم قال رأيْت أبا عبْد اللّه ع يضع يديْه قبْل ركْبتيْه إذا سجد
2- عنْه عن الْقاسم بْن محمّد الْجوْهريّ عن الْحسيْن بْن أبي الْعلاء قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يضع يديْه قبْل ركْبتيْه في الصّلاة قال نعمْ
- عنْه عنْ صفْوان عن الْعلاء عنْ محمّد بْن مسْلم قال سئل عن الرّجل يضع يديْه على الْأرْض قبْل ركْبتيْه قال نعمْ يعْني في الصّلاة
4- فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عن الْحسيْن عنْ سماعة عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا بأْس إذا صلّى الرّجل أنْ يضع ركْبتيْه على الْأرْض قبْل يديْه
فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على حال الضّرورة الّتي لا يتمكّن الْإنْسان فيها منْ تلقّي الْأرْض بيديْه أوّلا لعلّة أوْ مرض أوْ غيْرهما
5- فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عنْ أبان بْن عثْمان عنْ عبْد الرّحْمن بْن أبي عبْد اللّه عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عن الرّجل إذا ركع ثمّ رفع رأْسه أ يبْدأ فيضع يديْه على الْأرْض أمْ ركْبتيْه قال لا يضرّه بأيّ ذلك بدأ هو مقْبول منْه
قوْله ع لا يضرّه معْناه لا يبْطل عليْه الصّلاة أوْ لا يكون مسْتحقّا للْعقاب بترْكه لأنّ ذلك منْ آداب الصّلاة لا منْ فرائضها الّتي يسْتحقّ ترْكه الْعقاب
183- باب السّجود على الْجبْهة
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ أبي عبْد اللّه الْبرْقيّ عنْ محمّد بْن مصادف قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول إنّما السّجود على الْجبْهة و ليْس على الْأنْف سجود
2- محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ موسى بْن عميْر عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عن ابْن بكيْر و ثعْلبة بْن ميْمون عنْ بريْد عنْ أبي جعْفر ع قال الْجبْهة إلى الْأنْف أيّ ذلك أصبْت به الْأرْض في السّجود أجْزأك و السّجود عليْه كلّه أفْضل
3- أحْمد بْن محمّد عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ مرْوان بْن مسْلم و عمّار السّاباطيّ قال ما بيْن قصاص الشّعْر إلى طرف الْأنْف مسْجد أيّ ذلك أصبْت به الْأرْض أجْزأك
4- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ عمّار عنْ جعْفر عنْ أبيه ع قال قال عليّ ع لا تجْزي صلاة لا يصيب الْأنْف ما يصيب الْجبين
فهذه الرّواية محْمولة على ضرْب من الْكراهية دون الْفرْض لأنّ الْفرْض هو السّجود على الْجبْهة و الْإرْغام بالْأنْف سنّة على ما بيّنّاه و يؤكّد ما قلْناه
5- ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن محمّد عن ابْن أبي نجْران عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ زرارة قال قال أبو جعْفر ع قال رسول اللّه ص السّجود على سبْعة أعْظم الْجبْهة و الْيديْن و الرّكْبتيْن و الْإبْهاميْن من الرّجْليْن و ترْغم بأنْفك إرْغاما
أمّا الْفرْض فهذه السّبْعة و أمّا الْإرْغام بالْأنْف فسنّة من النّبيّ ص
184- باب الْإقْعاء بيْن السّجْدتيْن
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عن الْحسيْن بْن عثْمان عنْ سماعة عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا تقْع بيْن السّجْدتيْن إقْعاء
2- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد بْن عثْمان عنْ عبيْد اللّه الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا بأْس بالْإقْعاء في الصّلاة فيما بيْن السّجْدتيْن
فالْوجْه في هذه الرّواية الرّخْصة أوْ حال الضّرورة غيْر أنّ الْأفْضل ما قدّمْناه في الرّواية الْأولى و ذلك أيْضا مطابق للرّوايات الّتي أوْردْناها في كتابنا الْكبير و يؤكّد أيْضا ذلك
3- ما رواه معاوية بْن عمّار و ابْن مسْلم و الْحلبيّ جميعا قالوا قال لا تقْع بيْن السّجْدتيْن كإقْعاء الْكلْب
185- باب منْ يقوم من السّجْدة الثّانية إلى الرّكْعة الثّانية
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ أبي أيّوب الْخزّاز عنْ عبْد الْحميد بْن عوّاض عنْ أبي عبْد اللّه ع قال رأيْته إذا رفع رأْسه من السّجْدة الثّانية من الرّكْعة الْأولى جلس حتّى يطْمئنّ ثمّ يقوم
2- سماعة عنْ أبي بصير قال قال أبو عبْد اللّه ع إذا رفعْت رأْسك من السّجْدة الثّانية من الرّكْعة الْأولى حين تريد أنْ تقوم فاسْتو جالسا ثمّ قمْ
3- فأمّا ما رواه عليّ بْن الْحكم عنْ رحيم قال قلْت لأبي الْحسن الرّضا ع أراك إذا صلّيْت فرفعْت رأْسك من السّجود في الرّكْعة الْأولى و الثّالثة فتسْتوي جالسا ثمّ تقوم فنصْنع كما تصْنع فقال لا تنْظروا إلى ما أصْنع اصْنعوا ما تؤْمرون
إنّما قال ع لا تنْظروا إلى ما أصْنع لئلّا يعْتقدوا أنّ ذلك يلْزمهمْ على طريق الْفرْض دون أنْ يكون قدْ منعه أنْ يقْتدي بفعْله على جهة الْفضْل و الْكمال و هذه الْجلْسة منْ آداب الصّلاة لا منْ فرائضها و الّذي يدلّ على ذلك
4- ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحجّال عنْ عبْد اللّه بْن بكيْر عنْ زرارة قال رأيْت أبا جعْفر و أبا عبْد اللّه ع إذا رفعا رءوسهما من السّجْدة الثّانية نهضا و لمْ يجْلسا
185- باب وضْع الْإبْهام في حال السّجود
1- أخْبرني الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن يحْيى عنْ أبيه عنْ محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن محمّد عن ابْن أبي نجْران عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ زرارة قال قال أبو جعْفر ع قال رسول اللّه ص السّجود على سبْعة أعْظم الْجبْهة و الْيديْن و الرّكْبتيْن و الْإبْهاميْن و ترْغم بأنْفك إرْغاما أمّا الْفرْض فهذه السّبْعة و أمّا الْإرْغام فسنّة من النّبيّ ص
2- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن إسْماعيل بْن بزيع عنْ أبي إسْماعيل السّرّاج عنْ هارون بْن خارجة قال رأيْت أبا عبْد اللّه ع و هو ساجد و قدْ رفع قدميْه من الْأرْض و إحْدى قدميْه على الْأخْرى
فالْوجْه في هذا الْخبر هو أنّه يجوز أنْ يكون ع إنّما فعل ذلك لضرورة دعتْه إلى ذلك دون حال الاخْتيار
186- باب النّفْخ في موْضع السّجود في حال الصّلاة
1- الْحسيْن بْن سعيد عنْ صفْوان عنْ إسْحاق بْن عمّار عنْ رجل منْ بني عجْل قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الْمكان يكون عليْه الْغبار فأنْفخه إذا أردْت السّجود فقال لا بأْس
2- فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عن الْفضْل عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ محمّد بْن مسْلم عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت له الرّجل ينْفخ في الصّلاة موْضع جبْهته فقال لا
فالْوجْه في هذه الرّواية ضرْب من الْكراهية دون الْحظْر و يجوز أنْ يكون إنّما كره ذلك إذا كان ممّا يتأذّى به قوْم يدلّ على ذلك
3- ما رواه أحْمد بْن محمّد عنْ أبي محمّد الْحجّال عنْ أبي إسْحاق عنْ أبي بكْر الْحضْرميّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا بأْس بالنّفْخ في الصّلاة في موْضع السّجود ما لمْ يؤْذ أحدا
187- باب منْ يسْجد فتقع جبْهته على موْضع مرْتفع
1- أحْمد بْن محمّد عنْ معاوية بْن حكيْم عنْ أبي مالك الْحضْرميّ عن الْحسن بْن حمّاد قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أسْجد فتقع جبْهتي على الْموْضع الْمرْتفع فقال ارْفعْ رأْسك ثمّ ضعْه
2- فأمّا ما رواه محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن إسْماعيل عن الْفضْل بْن شاذان عنْ صفْوان بْن يحْيى عنْ معاوية بْن عمّار قال قال أبو عبْد اللّه ع إذا وضعْت جبْهتك على نبكة فلا ترْفعْها و لكنْ جرّها على الْأرْض
3- محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ عبْد اللّه بْن الْمغيرة عن ابْن مسْكان عنْ حسيْن بْن حمّاد عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت له أضع وجْهي للسّجود فيقع وجْهي على حجر أوْ على موْضع مرْتفع أحوّل وجْهي إلى مكان مسْتو قال نعمْ جرّ وجْهك على الْأرْض منْ غيْر أنْ ترْفعه
- أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ موسى بْن جعْفر ع قال سألْته عن الرّجل يسْجد على الْحصى فلا يمْكن جبْهته من الْأرْض قال يحرّك جبْهته حتّى يتمكّن فينحّي الْحصى عنْ جبْهته و لا يرْفع رأْسه
فالْوجْه في هذه الْأخْبار أنْ نحْملها على حالة الّتي يتمكّن الْإنْسان منْ أنْ يضع جبْهته مسْتويا منْ غيْر أنْ يرْفع رأْسه لأنّه إذا رفع رأْسه يكون قدْ زاد سجْدة في الصّلاة و ذلك لا يجوز و الْخبر الْأوّل محْمول على حال الاضْطرار الّذي لا يتأتّى ذلك إلّا مع رفْع الرّأْس
188- باب السّجود على الْقطْن و الْكتّان
1- أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن خالد عن الْقاسم بْن عرْوة عنْ أبي الْعبّاس الْفضْل بْن عبْد الْملك قال قال أبو عبْد اللّه ع لا تسْجدْ إلّا على الْأرْض أوْ ما أنْبتتْه الْأرْض إلّا الْقطْن و الْكتّان
2- عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال قلْت له أسْجد على الزّفْت يعْني على الْقير فقال لا و لا على الثّوْب من الْكرْسف و لا على الصّوف و لا على شيْء من الْحيوان و لا على طعام و لا على شيْء منْ ثمار الْأرْض و لا على شيْء من الرّياش
3- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد عنْ أحْمد بْن إسْحاق عنْ ياسر الْخادم قال مرّ بي أبو الْحسن ع و أنا أصلّي على الطّبريّ و قدْ ألْقيْت عليْه شيْئا أسْجد عليْه فقال لي ما لك لا تسْجد عليْه أ ليْس هو منْ نبات الْأرْض
فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على حال التّقيّة يدلّ على ذلك
- ما رواه أحْمد بْن محمّد عن الْحسن بْن عليّ بْن يقْطين عنْ أخيه الْحسيْن عنْ أبيه عليّ بْن يقْطين قال سألْت أبا الْحسن الْماضي ع عن الرّجل يسْجد على الْمسْح و الْبساط فقال لا بأْس إذا كان في حال تقيّة
5- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ محمّد بْن الْحسيْن بْن أبي الْخطّاب عنْ وهْب بْن حفْص عنْ أبي بصير قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يسْجد على الْمسْح فقال إذا كان في تقيّة فلا بأْس
6- فأمّا ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ داود الصّرْميّ قال سألْت أبا الْحسن الثّالث ع هلْ يجوز السّجود على الْكتّان و الْقطْن منْ غيْر تقيّة فقال جائز
فالْمعْنى في هذا الْخبر أنّه يجوز السّجود على هذيْن الْجنْسيْن إذا لمْ يكنْ هناك تقيّة بشرْط أنْ تحْصل ضرورة أخْرى منْ حرّ أوْ برْد و ما يجْري مجْراهما و لمْ يقلْ إنّه يجوز ذلك منْ غيْر تقيّة و لا ما يقوم مقامها يدلّ على ذلك
7- ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن عبْد الْحميد عنْ سيْف بْن عميرة عنْ منْصور بْن حازم عنْ غيْر واحد منْ أصْحابنا قال قلْت لأبي جعْفر ع إنّا نكون بأرْض باردة يكون الثّلْج نسْجد على الثّلْج فقال لا و لكن اجْعلْ بيْنك و بيْنه شيْئا قطْنا أوْ كتّانا
8- أحْمد بْن محمّد عنْ أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر عن الْمثنّى الْحنّاط عنْ عييْنة بيّاع الْقصب قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أدْخل الْمسْجد في الْيوْم الشّديد الْحرّ فأكْره أنْ أصلّي على الْحصى فأبْسط ثوْبي و أسْجد عليْه فقال نعمْ ليْس به بأْس
- الْحسيْن بْن سعيد عن الْقاسم بْن محمّد عنْ عليّ بْن أبي حمْزة عنْ أبي بصير عنْ أبي جعْفر ع قال قلْت له أكون في السّفر فتحْضر الصّلاة و أخاف الرّمْضاء على وجْهي كيْف أصْنع قال تسْجد على بعْض ثوْبك فقلْت ليْس كلّ ثوْب يمْكنني أنْ أسْجد على طرفه و لا ذيْله قال اسْجدْ على ظهْر كفّك فإنّها أحد الْمساجد
10- أحْمد بْن محمّد عنْ أبي طالب عبْد اللّه بْن الصّلْت عن الْقاسم بْن الْفضيْل قال قلْت للرّضا ع جعلْت فداك الرّجل يسْجد على كمّه منْ أذى الْحرّ و الْبرْد قال لا بأْس به
11- عنْه عنْ عبّاد بْن سليْمان عنْ سعْد بْن سعْد عنْ محمّد بْن الْقاسم بْن الْفضيْل عنْ أحْمد بْن عمر قال سألْت أبا الْحسن ع عن الرّجل يسْجد على كمّه ليقيه منْ أذى الْحرّ و الْبرْد أوْ على ردائه إذا كان تحْته مسْح أوْ غيْره ممّا لا يسْجد عليْه فقال لا بأْس
12- عنْه عنْ عبّاد بْن سليْمان عنْ سعْد بْن سعْد عنْ محمّد بْن الْقاسم بْن الْفضيْل بْن يسار قال كتب رجل إلى أبي الْحسن ع هلْ يسْجد الرّجل على الثّوْب يتّقي به على وجْهه من الْحرّ و الْبرْد و من الشّيْء يكْره السّجود عليْه فقال نعمْ لا بأْس به
13- فأمّا ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ عبْد اللّه بْن جعْفر عن الْحسيْن بْن عليّ بْن كيْسان الصّنْعانيّ قال كتبْت إلى أبي الْحسن الثّالث ع أسْأله عن السّجود على الْقطْن و الْكتّان منْ غيْر تقيّة و لا ضرورة فكتب إليّ ذلك جائز
فلا ينافي ما جمعْنا عليْه الْأخْبار الْأوّلة لأنّه يجوز أنْ يكون إنّما أجاز مع نفْي ضرورة تبْلغ هلاك النّفْس و إنْ كان هناك ضرورة دون ذلك منْ حرّ أوْ برْد و ما أشْبه ذلك على ما بيّنّاه
- باب السّجود على الْقير و الْقفْر
1- أحْمد بْن محمّد عنْ عليّ بْن إسْماعيل عنْ محمّد بْن عمْرو بْن سعيد عنْ أبي الْحسن الرّضا ع قال لا تسْجدْ على الْقير و لا على الْقفْر و لا على الصّاروج
2- فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عن النّضْر عنْ محمّد بْن أبي حمْزة عنْ معاوية بْن عمّار قال سأل الْمعلّى بْن خنيْس أبا عبْد اللّه ع و أنا عنْده عن السّجود على الْقفْر و على الْقير فقال لا بأْس
فالْوجْه في هذه الرّواية أنْ نحْملها على حال الضّرورة أو التّقيّة دون حال الاخْتيار
190- باب السّجود على الْقرْطاس فيه كتابة
1- الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عنْ جميل بْن درّاج عنْ أبي عبْد اللّه ع أنّه كره أنْ يسْجد على قرْطاس عليْه كتابة
2- فأمّا ما رواه عليّ بْن مهْزيار قال سأل داود بْن فرْقد أبا الْحسن ع عن الْقراطيس و الْكواغذ الْمكْتوب عليْها هلْ يجوز السّجود عليْها أمْ لا فكتب يجوز
3- أحْمد بْن محمّد عنْ عبْد الرّحْمن بْن أبي نجْران عنْ صفْوان الْجمّال قال رأيْت أبا عبْد اللّه ع في الْمحْمل سجد على الْقرْطاس و أكْثر ذلك يومئ إيماء
فلا تنافي بيْن هذيْن الْخبريْن و الْخبر الْأوّل لأنّ الْوجْه في الْخبر الْأوّل ضرْب من الْكراهية و قدْ صرّح بذلك في قوْله أنّه كره أنْ يسْجد على قرْطاس عليْه كتاب و يكون الْخبران محْموليْن على الْجواز على أنّ خبر صفْوان الْجمّال الّذي حكى فيه فعْل أبي عبْد اللّه ع ليْس فيه أنّ الْقرْطاس الّذي كان يسْجد عليْه كان فيه كتابة و الْكراهية إنّما توجّهتْ إلى ما هذه صفته و يجوز أنْ يكون بلا كتابة فيطابق الْخبر الْأوّل
191- باب السّجود على شيْء ليْس عليْه سائر الْبدن
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عنْ جميل بْن درّاج عنْ أبان عنْ عبْد الرّحْمن بْن أبي عقْبة عنْ حمْران عنْ أحدهما ع قال كان أبي يصلّي على الْخمْرة يجْعلها على الطّنْفسة و يسْجد عليْها فإذا لمْ يكنْ خمْرة جعل حصى على الطّنْفسة حيْث يسْجد
2- عليّ عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ عمر بْن أذيْنة عن الْفضيْل بْن يسار و بريْد بْن معاوية عنْ أحدهما ع قال لا بأْس بالْقيام على الْمصلّى من الشّعْر و الصّوف إذا كان يسْجد على الْأرْض فإنْ كان منْ نبات الْأرْض فلا بأْس بالْقيام و السّجود عليْه
3- فأمّا ما رواه عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ غياث بْن إبْراهيم عنْ جعْفر عنْ أبيه عنْ عليّ ع أنّه قال لا يسْجد الرّجل على شيْء ليْس عليْه سائر جسده
فلا ينافي الْخبريْن الْأوّليْن لأنّ هذا الْخبر موافق للْعامّة و الْوجْه فيه التّقيّة دون حال الاخْتيار
192- باب السّجود على الثّلْج
1- أحْمد بْن محمّد عنْ معمّر بْن خلّاد قال سألْت أبا الْحسن ع عن السّجود على الثّلْج قال لا تسْجدْ على السّبخة و لا على الثّلْج
2- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد عنْ داود الصّرْميّ قال سألْت أبا الْحسن ع قلْت له إنّي أخْرج في هذا الْوجْه و ربّما لمْ يكنْ موْضع أصلّي فيه من الثّلْج فكيْف أصْنع فقال إنْ أمْكنك أنْ لا تسْجد على الثّلْج فلا تسْجدْ عليْه و إنْ لمْ يمْكنْك فسوّه و اسْجدْ عليْه
فالْوجْه في هذا الْخبر حال الضّرورة حسب ما قدّمْناه في الْخبر الْأوّل و بيّنه أيْضا في خبر منْصور بْن حازم و قدْ قدّمْناه فيما مضى