145- باب منْ صلّى في غيْر الْوقْت
1- أخْبرني الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ سلمة بْن الْخطّاب عنْ يحْيى بْن إبْراهيم بْن أبي الْبلاد عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال منْ صلّى في غيْر الْوقْت فلا صلاة له
2- فأمّا ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد بْن عثْمان عنْ عبيْد اللّه الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا صلّيْت في السّفر شيْئا من الصّلاة في غيْر وقْتها فلا يضرّ
فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ يكون ذلك إشارة إلى منْ يصلّي في غيْر الْوقْت يعْني بعْد خروج الْوقْت فلا يضرّه لأنّه يكون قاضيا فأمّا قبْل دخول الْوقْت فلا يجوز مسافرا كان أوْ حاضرا
146- باب أنّ لكلّ صلاة وقْتيْن
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ محمّد بْن عيسى عنْ يونس بْن عبْد الرّحْمن عنْ عبْد اللّه بْن سنان قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول لكلّ صلاة وقْتان فأوّل الْوقْت أفْضله و ليْس لأحد أنْ يجْعل آخر الْوقْتيْن وقْتا إلّا في عذْر منْ غيْر علّة
2- محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة بْن أيّوب عنْ معاوية بْن عمّار أو ابْن وهْب قال قال أبو عبْد اللّه ع لكلّ صلاة وقْتان و أوّل الْوقْت أفْضلهما
3- فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ جعْفر بْن بشير عنْ أديْم بْن الْحرّ قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول إنّ جبْرئيل ع أمر رسول اللّه ص بالصّلوات كلّها فجعل لكلّ صلاة وقْتيْن إلّا الْمغْرب فإنّه جعل لها وقْتا واحدا
4- عليّ بْن مهْزيار عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ زيْد الشّحّام قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ وقْت الْمغْرب فقال إنّ جبْرئيل ع أتى النّبيّ ص لكلّ صلاة بوقْتيْن غيْر صلاة الْمغْرب فإنّ وقْتها واحد و وقْتها وجوبها
فلا تنافي بيْن هذيْن الْخبريْن و الْخبريْن الْأوّليْن لأنّ الْوجْه في الْجمْع بيْنهما أنّ وقْت الْمغْرب مضيّق ليْس بيْن أوّله و آخره من السّعة مثْل ما بيْن أوّل الْوقْت و آخره في سائر الصّلوات على ما نبيّنه فيما بعْد و لمْ يردْ أنّ لها وقْتا واحدا لا يجوز أنْ يتقدّم و لا أنْ يتأخّر و ليْس لأحد أنْ يقول في الْجمْع بيْن هذه الْأخْبار بأنْ يخصّ صلاة الْمغْرب منْ بيْن سائر الصّلوات و يقول إنّ لكلّ صلاة وقْتيْن إلّا الْمغْرب لأنّ هاهنا أخْبارا مفصّلة أوْردْناها في كتابنا الْكبير تتضمّن ذكْر صلاة الْمغْرب و أنّ لها وقْتيْن أوّلا و آخرا و ربّما ذكرْنا منْها شيْئا فيما بعْد إنْ عرض ما يقْتضي ذلك و إذا كان الْأمْر على ذلك لمْ يمْكنْ هذا الْوجْه و لمْ يسغْ غيْر ما قلْناه
147- باب أوّل وقْت الظّهْر و الْعصْر
1- أخْبرني أحْمد بْن عبْدون عنْ أبي طالب الْأنْباريّ عنْ حميْد بْن زياد عن الْحسن بْن محمّد بْن سماعة قال حدّثني محمّد بْن أبي حمْزة عنْ معاوية بْن عمّار عن الصّبّاح بْن سيابة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا زالت الشّمْس دخل وقْت الصّلاتيْن
2- عنْه عنْ محمّد بْن أبي حمْزة عنْ سفْيان بْن السّمْط عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الصّلاتيْن
3- عنْه عنْ محمّد بْن زياد عنْ منْصور بْن يونس عن الْعبْد الصّالح ع قال سمعْته يقول إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الصّلاتيْن
4- عنْه عنْ محمّد بْن أبي حمْزة عن ابْن مسْكان عنْ مالك الْجهنيّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ وقْت الظّهْر فقال إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الصّلاتيْن
5- عنْه عنْ معاوية بْن وهْب قال سألْته عنْ رجل صلّى الظّهْر حين زالت الشّمْس قال لا بأْس به
6- عنْه عنْ عبْد اللّه بْن جبلة عنْ علاء عنْ محمّد بْن مسْلم عنْ أحدهما ع في الرّجل يريد الْحاجة حين تزول الشّمْس هلْ يصلّي الْأولى حينئذ قال لا بأْس به
7- الْحسيْن بْن سعيد عنْ عليّ بْن مهْزيار عنْ فضالة بْن أيّوب عنْ عمر بْن أبان عنْ سعيد بْن الْحسن قال قال أبو جعْفر ع أوّل الْوقْت زوال الشّمْس و هو وقْت اللّه الْأوّل و هو أفْضلهما
8- الْحسيْن بْن سعيد عن الْقاسم بْن عرْوة عنْ عبيْد بْن زرارة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ وقْت الظّهْر و الْعصْر فقال إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الظّهْر و الْعصْر جميعا إلّا أنّ هذه قبْل هذه ثمّ أنْت في وقْت منْهما جميعا حتّى تغيب الشّمْس
- أحْمد بْن محمّد بْن عليّ بْن الْحكم عنْ عبْد اللّه بْن بكيْر عنْ زرارة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال صلّى رسول اللّه ص الظّهْر و الْعصْر حين زالت الشّمْس في جماعة منْ غيْر علّة
10- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ يعْقوب بْن يزيد عن الْحسن بْن عليّ الْوشّاء عنْ أحْمد بْن عمر عنْ أبي الْحسن ع قال سألْته عنْ وقْت الظّهْر و الْعصْر فقال وقْت الظّهْر إذا زاغت الشّمْس إلى أنْ يذْهب الظّلّ قامة و وقْت الْعصْر قامة و نصْف إلى قامتيْن
11- فأمّا ما رواه الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عنْ عليّ بْن النّعْمان و ابْن رباط عنْ سعيد الْأعْرج عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عنْ وقْت الظّهْر أ هو إذا زالت الشّمْس فقال بعْد الزّوال بقدم أوْ نحْو ذلك إلّا في السّفر أوْ يوْم الْجمعة فإنّ وقْتها إذا زالت الشّمْس
12- عنْه عنْ صفْوان عن ابْن مسْكان عنْ إسْماعيل بْن عبْد الْخالق قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ وقْت الظّهْر فقال بعْد الزّوال بقدم أوْ نحْو ذلك إلّا في يوْم الْجمعة أوْ في السّفر فإنّ وقْتها حين تزول الشّمْس
13- عنْه عنْ محمّد بْن أبي حمْزة و حسيْن بْن هاشم و ابْن رباط و صفْوان بْن يحْيى كلّهمْ عنْ يعْقوب بْن شعيْب عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عنْ وقْت الظّهْر فقال إذا كان الْفيْء ذراعا
14- عنْه عنْ حسيْن بْن هاشم عن ابْن مسْكان عنْ زرارة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال وقْت الظّهْر على ذراع
- الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال سألْته عنْ وقْت الظّهْر فقال ذراع منْ زوال الشّمْس و وقْت الْعصْر ذراع منْ وقْت الظّهْر فذلك أرْبعة أقْدام منْ زوال الشّمْس
16- الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عنْ حمّاد بْن عثْمان عنْ عيسى بْن أبي منْصور قال قال لي أبو عبْد اللّه ع إذا زالت الشّمْس فصلّيْت سبْحتك فقدْ دخل وقْت الظّهْر
17- عنْه عنْ أحْمد بْن محمّد قال سألْته عنْ وقْت الظّهْر و الْعصْر فكتب قامة للظّهْر و قامة للْعصْر
18- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن عبْد الْجبّار عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عبْد اللّه بْن بكيْر عنْ زرارة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ وقْت صلاة الظّهْر في الْقيْظ فلمْ يجبْني فلمّا أنْ كان بعْد ذلك قال لعمْرو بْن سعيد بْن هلال إنّ زرارة سألني عنْ وقْت صلاة الظّهْر في الْقيْظ فلمْ أخْبرْه فحرجْت منْ ذلك فأقْرئْه منّي السّلام و قلْ له إذا كان ظلّك مثْلك فصلّ الظّهْر و إذا كان ظلّك مثْليْك فصلّ الْعصْر
19- الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ عبْد اللّه عن الْفضيْل بْن يسار و زرارة بْن أعْين و بكيْر بْن أعْين و محمّد بْن مسْلم و بريْد بْن معاوية الْعجْليّ قالوا قال أبو جعْفر ع و أبو عبْد اللّه ع وقْت الظّهْر بعْد الزّوال قدمان و وقْت الْعصْر بعْد ذلك قدمان و هذا أوّل الْوقْت إلى أنْ يمْضي أرْبعة أقْدام للْعصْر
قال محمّد بْن الْحسن الْوجْه في الْجمْع بيْن هذه الْأخْبار و الْأخْبار الْأوّلة هو أنّ ما تضمّنتْ منْ لفْظ الْقدم و الذّراع و الْقامة إنّما ذكر لمكان النّافلة لأنّه إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الصّلاة إلّا أنّه يسْتحبّ أنْ يبْدأ بالسّبْحة أوّلا إلى أنْ يصير الْفيْء على قدميْن فإذا صار كذلك فقدْ فات وقْت النّافلة و تضيّق وقْت الْفريضة فجعلتْ هذه الْمقادير الّتي هي الذّراع و الْقامة و الْقامتيْن لمكان النّافلة لا أنّها ليْستْ وقْتا للْفريضة و الّذي يدلّ على هذا التّفْصيل
20- ما رواه الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عن ابْن مسْكان عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال أ تدْري لم جعل الذّراع و الذّراعيْن قلْت لم قال لمكان الْفريضة لك أنْ تتنفّل منْ زوال الشّمْس إلى أنْ تبْلغ ذراعا فإذا بلغتْ ذراعا بدأْت بالْفريضة و تركْت النّافلة
21- و عنْه عن الْميثميّ عنْ أبان عنْ إسْماعيل الْجعْفيّ عنْ أبي جعْفر ع قال أ تدْري لم جعل الذّراع و الذّراعان قال قلْت لم قال لمكان الْفريضة قال لئلّا يؤْخذ منْ وقْت هذه و يدْخل في وقْت هذه
22- عنْه عنْ جعْفر بْن مثنّى الْعطّار عنْ حسيْن بْن عثْمان الرّوّاسيّ عنْ سماعة بْن مهْران قال قال لي أبو عبْد اللّه ع إذا زالت الشّمْس فصلّ ثماني ركعات ثمّ صلّ الْفريضة أرْبعا فإذا فرغْت منْ سبْحتك قصّرْت أوْ طوّلْت فصلّ الْعصْر
23- عنْه عنْ صفْوان بْن يحْيى عن الْحارث بْن الْمغيرة عنْ عمر بْن حنْظلة قال كنْت أقيس الشّمْس عنْد أبي عبْد اللّه ع فقال يا عمر أ لا أنبّئك بأبْين منْ هذا قال قلْت بلى جعلْت فداك قال إذا زالت الشّمْس فقدْ وقع وقْت الظّهْر إلّا أنّ بيْن يديْها سبْحة و ذلك إليْك فإنْ أنْت خفّفْت سبْحتك فحين تفْرغ منْ سبْحتك و إنْ طوّلْت فحين تفْرغ منْ سبْحتك
24- عنْه عنْ عبْد اللّه بْن جبلة عنْ ذريح الْمحاربيّ عنْ أبي عبْد اللّه قال سأل أبا عبْد اللّه ع أناس و أنا حاضر فقال إذا زالت الشّمْس فهو وقْت لا يحْبسك إلّا سبْحتك تطيلها أوْ تقصّرها فقال بعْض الْقوْم إنّا نصلّي الْأولى إذا كانتْ على قدميْن و الْعصْر على أرْبعة أقْدام فقال أبو عبْد اللّه ع النّصْف منْ ذلك أحبّ إليّ
25- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ موسى بْن الْحسن عن الْحسن بْن الْحسيْن اللّؤْلؤيّ عنْ صفْوان بْن يحْيى عن الْحارث بْن الْمغيرة النّضْريّ و عمر بْن حنْظلة و منْصور بْن حازم قالوا كنّا نقيس الشّمْس بالْمدينة بالذّراع فقال لنا أبو عبْد اللّه ع أ لا أنبّئكمْ بأبْين منْ هذا قالوا قلْنا بلى جعلنا اللّه فداك قال إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الظّهْر إلّا أنّ بيْن يديْها سبْحة و ذلك إليْك فإنْ أنْت خفّفْت فحين تفْرغ منْ سبْحتك و إنْ أنْت طوّلْت فحين تفْرغ منْ سبْحتك
26- الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ زرارة بْن أعْين عنْ أبي جعْفر ع قال سألْته عنْ وقْت الظّهْر قال ذراع منْ زوال الشّمْس و وقْت الْعصْر ذراع منْ وقْت الظّهْر فذاك أرْبعة أقْدام منْ زوال الشّمْس و قال زرارة قال لي أبو جعْفر ع حين سألْته عنْ ذلك إنّ حائط مسْجد رسول اللّه ص كان قامة فكان إذا مضى منْ فيْئه ذراع صلّى الظّهْر فإذا مضى منْ فيْئه ذراعان صلّى الْعصْر ثمّ قال أ تدْري لم جعل الذّراع و الذّراعان قلْت لم جعل ذلك قال لمكان الْفريضة فإنّ لك أنْ تتنفّل منْ زوال الشّمْس إلى أنْ يمْضي الْفيْء ذراعا فإذا بلغ فيْئك ذراعا من الزّوال بدأْت بالْفريضة و تركْت النّافلة قال ابْن مسْكان و حدّثني بالذّراع و الذّراعيْن سليْمان بْن خالد و أبو بصير الْمراديّ و حسيْن صاحب الْقلانسيّ و ابْن أبي يعْفور و منْ لا أحْصيه منْهمْ
فإنْ قيل كيْف يمْكنكم الْعمل على هذه الْأخْبار مع اخْتلاف ألْفاظها و تضادّ معانيها لأنّ بعْضها يتضمّن ذكْر الْقامة و بعْضها يتضمّن ذكْر الذّراع و بعْضها ذكْر الْقدم و هذه مقادير مخْتلفة قلْنا هذه الْألْفاظ و إنْ كانتْ مخْتلفة فالْمعْنى غيْر مخْتلف لأنّ الْقامة عبارة عن الذّراع على ما نبيّنه فيما بعْد فهما عبارتان عنْ شيْء واحد و ذكْر الْقدميْن يطابقهما و ما ورد في بعْض الْأخْبار منْ ذكْر الْقدم يكون لمنْ خفّف نوافله لأنّ الْمعْتبر في ذلك مقْدار ما يصلّى فيه النّوافل قلّ ذلك أوْ كثر غيْر أنّه لا يتجاوز بذلك مقْدار الذّراع أو الْقامة أو الْقدميْن و ما دون ذلك يكون مجْزيا و الّذي يدلّ على ذلك ما قدّمْناه من الْأخْبار منْ قوْله لعمر بْن حنْظلة و منْصور بْن حازم و الْحارث بْن الْمغيرة و غيْرهمْ إنّ ذلك إليْك إنْ شئْت طوّلْت و إنْ شئْت قصّرْت فحين تفْرغ منْ نوافلك تصلّي الْفريضة و الّذي يدلّ على أنّ الْقامة عبارة عن الذّراع و الْقدميْن
27- ما رواه عليّ بْن الْحسن الطّاطريّ عنْ محمّد بْن زياد عنْ عليّ بْن حنْظلة قال قال لي أبو عبْد اللّه ع الْقامة و الْقامتان الذّراع و الذّراعان في كتاب عليّ ع
28- عنْه عنْ عليّ بْن زياد عنْ عليّ بْن أبي حمْزة قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول الْقامة هي الذّراع
29- عنْه عنْ محمّد بْن زياد عنْ عليّ بْن أبي حمْزة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قال له أبو بصير كم الْقامة قال فقال له ذراع إنّ قامة رحْل رسول اللّه ص كانتْ ذراعا
- فأمّا ما رواه الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عنْ عبْد اللّه بْن جبلة عن ابْن بكيْر عنْ أبيه عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت له إنّي صلّيْت الظّهْر في يوْم غيْم فانْجلتْ فوجدْتني قدْ صلّيْت حين زال النّهار قال فقال لا تعدْ و لا تعدْ
فالْوجْه في هذا الْخبر أنّه إنّما نهاه من الْمعاودة إلى مثْله لأنّ ذلك فعْل منْ لا يصلّي النّوافل و ليْس ينْبغي الاسْتمْرار على ترْك النّوافل و إنّما يسوغ ذلك عنْد الْأعْذار و الْعلل و الّذي يدلّ على ذلك
31- ما رواه الْحسن بْن محمّد عنْ أحْمد بْن أبي بشير عنْ معاوية بْن ميْسرة قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع إذا زالت الشّمْس في طول النّهار للرّجل أنْ يصلّي الظّهْر و الْعصْر قال نعمْ و أنا أحبّ أنْ يفْعل ذلك في كلّ يوْم
32- عنْه عنْ محمّد بْن زياد عنْ عبْد اللّه بْن يحْيى الْكاهليّ عنْ زرارة قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أصوم فلا أقيل حين تزول الشّمْس فإذا زالت الشّمْس صلّيْت نوافلي ثمّ صلّيْت الظّهْر ثمّ صلّيْت نوافلي ثمّ صلّيْت الْعصْر ثمّ نمْت و ذلك قبْل أنْ يصلّي النّاس فقال يا زرارة إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل الْوقْت و لكنّي أكْره لك أنْ تتّخذه وقْتا دائما
فإنْ قيل قدْ ذكرْتمْ أنّه إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الْفرْض ثمّ قلْتمْ الْبداية بالنّوافل أفْضل و هذا ينافي ما روي في الْأخْبار أنّه لا تطوّع في وقْت فريضة
33- روى ذلك الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عنْ عبْد اللّه بْن جبلة عنْ علاء عنْ محمّد بْن مسْلم عنْ أبي جعْفر ع قال قال لي رجل منْ أهْل الْمدينة يا أبا جعْفر ما لي لا أراك تتطوّع بيْن الْأذان و الْإقامة كما يصْنع النّاس قال قلْت إنّا إذا أردْنا أنْ نتطوّع كان تطوّعنا في غيْر وقْت فريضة فإذا دخلت الْفريضة فلا تطوّع
- عنْه عنْ صالح بْن خالد عنْ عبيْس بْن هشام عنْ ثابت عنْ زياد بْن أبي غياث عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سمعْته يقول إذا حضرت الْمكْتوبة فابْدأْ بها و لا يضرّك أنْ تتْرك ما قبْلها من النّافلة
و ما قدّمْتموه من الْأخْبار أيْضا أنّ أوّل الْوقْت أفْضل يؤكّد هذه الْأخْبار فكيْف تجْمعون بيْنها قلْنا أمّا الّذي تضمّن الْأخْبار الّتي قدّمْناها منْ أنّ الصّلاة في أوّل الْوقْت أفْضل فهي محْمولة على الْوقْت الّذي يلي وقْت النّافلة لأنّ النّوافل إنّما يجوز تقْديمها إلى أنْ يمْضي مقْدار قدميْن أوْ ذراع فإذا مضى ذلك فلا يجوز الاشْتغال بالنّوافل بلْ ينْبغي أنْ يبْدأ بالْفرْض و يكون ذلك الْوقْت أفْضل من الْوقْت الّذي بعْده و هو وقْت الْمضْطرّ و أصْحاب الْأعْذار و قدْ بيّنّا فيما تقدّم ما يدلّ على ذلك و اسْتوْفيْناه في كتابنا الْكبير و يزيده بيانا
35- ما رواه الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عنْ وهيْب بْن حفْص عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الصّلاة في الْحضر ثماني ركعات إذا زالت الشّمْس ما بيْنك و بيْن أنْ يذْهب ثلثا الْقامة فإذا ذهب ثلثا الْقامة بدأْت بالْفريضة
36- عنْه عن ابْن جبلة عنْ عليّ بْن أبي حمْزة عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الصّلاة في الْحضر ثماني ركعات إذا زالت الشّمْس ما بيْنك و بيْن أنْ يذْهب ثلثا الْقامة فإذا ذهب ثلثا الْقامة بدأْت بالْفريضة
37- عنْه عنْ حسيْن بْن هاشم عن ابْن مسْكان عن الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص يصلّي الظّهْر على ذراع و الْعصْر على نحْو ذلك
فإنْ قيل الْأخْبار الّتي تضمّنتْ أنّ أوّل الْوقْت أفْضل عامّة و ليْس فيها تخْصيص للْوقْت الّذي ذكرْتموه فمنْ أيْن قلْتمْ ذلك و هلّا حملْتموها على الْعموم قيل له حملْنا ذلك على ما قلْنا لئلّا يتناقض الْأخْبار و قدْ ورد بشرْحها أيْضا آثار
38- روى الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عن الْميثميّ عنْ معاوية بْن وهْب عنْ عبيْد بْن زرارة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ أفْضل وقْت الظّهْر قال ذراع بعْد الزّوال قال قلْت في الشّتاء و الصّيْف سواء قال نعمْ
39- الْحسيْن بْن سعيد عنْ عبْد اللّه بْن محمّد قال كتبْت إليْه جعلْت فداك روى أصْحابنا عنْ أبي جعْفر و أبي عبْد اللّه ع أنّهما قالا إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الصّلاتيْن إلّا أنّ بيْن يديْها سبْحة إنْ شئْت طوّلْت إنْ شئْت قصّرْت و روى بعْض مواليك عنْهما ع أنّ وقْت الظّهْر على قدميْن من الزّوال و وقْت الْعصْر على أرْبعة أقْدام من الزّوال فإنْ صلّيْت قبْل ذلك لمْ يجْزك و بعْضهمْ يقول يجوز ذلك و لكنّ الْفضْل في انْتظار الْقدميْن و الْأرْبعة أقْدام و قدْ أحْببْت جعلْت فداك أنْ أعْرف موْضع الْفضْل في الْوقْت فكتب ع الْقدمان و الْأرْبعة أقْدام صواب جميعا
و لا ينافي هذا
40- ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى قال كتب بعْض أصْحابنا إلى أبي الْحسن ع روي عنْ آبائك الْقدم و الْقدميْن و الْأرْبعة و الْقامة و الْقامتيْن و ظلّ مثْلك و الذّراع و الذّراعيْن فكتب ع لا الْقدم و لا الْقدميْن إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الظّهْر و بيْن يديْها سبْحة و هي ثماني ركعات إنْ شئْت طوّلْت و إنْ شئْت قصّرْت ثمّ صلّ الظّهْر فإذا فرغْت كان بيْن الظّهْر و الْعصْر سبْحة و هي ثماني ركعات و إنْ شئْت طوّلْت و إنْ شئْت قصّرْت ثمّ صلّ الْعصْر
لأنّه إنّما نفى الْقدم و الْقدميْن حتّى لا يظنّ أنّ ذلك لا يجوز غيْره لأنّ ما ورد في ذلك فعلى جهة الْأفْضل ورد دون الْوجوب يبيّن ما قلْناه
41- ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ جعْفر بْن موسى عنْ محمّد بْن عبْد الْجبّار عنْ ميْمون بْن يوسف النّخّاس عنْ محمّد بْن الْفرج قال كتبْت أسْأل عنْ أوْقات الصّلاة فأجاب إذا زالت الشّمْس فصلّ سبْحتك و أحبّ أنْ يكون فراغك من الْفريضة و الشّمْس على قدميْن ثمّ صلّ سبْحتك و أحبّ أنْ يكون فراغك من الْعصْر و الشّمْس على أرْبعة أقْدام فإنْ عجّل بك أمْر فابْدأْ بالْفريضتيْن و اقْض بعْدهما النّوافل فإذا طلع الْفجْر فصلّ الْفريضة ثمّ اقْض بعْد ما شئْت
فأمّا ما تضمّنت الْأخْبار الّتي قدّمْناها منْ أنّه لا تطوّع في وقْت الْفريضة فمحْمولة على أنّه لا تطوّع في وقْت فريضة تضيّق وقْتها أوْ في وقْت فريضة لمْ يسغْ فعْل النّافلة فيه على ما بيّنّاه منْ أنّه إذا مضى من الزّوال قدمان أوْ قدم و نصْف فلا نافلة و ينْبغي أنْ يبْدأ بالْفريضة و على هذا لا تنافي بيْن الْأخْبار و يزيد ذلك بيانا
42- ما رواه الْحسن بْن محمّد عن ابْن رباط عن ابْن مسْكان عنْ زرارة قال سمعْت أبا جعْفر ع يقول كان حائط مسْجد رسول اللّه ص قامة فإذا مضى منْ فيْئه ذراع صلّى الظّهْر و إذا مضى منْ فيْئه ذراعان صلّى الْعصْر ثمّ قال أ تدْري لم جعل الذّراع و الذّراعان قلْت لا قال منْ أجْل الْفريضة إذا دخل وقْت الذّراع و الذّراعيْن بدأْت بالْفريضة و تركْت النّافلة
43- عنْه عن الْحسن بْن عديْس عنْ إسْحاق بْن عمّار عنْ إسْماعيل الْجعْفيّ عنْ أبي جعْفر ع قال كان رسول اللّه ص إذا كان فيْء الْجدار ذراعا صلّى الظّهْر فإذا كان ذراعيْن صلّى الْعصْر قلْت الْجدْران تخْتلف منْها قصير و منْها طويل قال إنّ جدار مسْجد رسول اللّه ص كان يوْمئذ قامة و إنّما جعل الذّراع و الذّراعان لئلّا يكون تطوّع في وقْت فريضة
44- عنْه عنْ عبيْس عنْ حمّاد عنْ محمّد بْن حكيم قال سمعْت الْعبْد الصّالح ع و هو يقول إنّ أوّل وقْت الظّهْر زوال الشّمْس و آخر وقْتها قامة من الزّوال و أوّل وقْت الْعصْر قامة و آخر وقْتها قامتان قلْت في الشّتاء و الصّيْف سواء قال نعمْ
فإنْ قيل نراكمْ قدْ رتّبْتم الْأوْقات بعْضها على بعْض و جعلْتمْ لبعْضها على بعْض فضْلا و قدْ روي أنّ ذلك كلّه سواء
45- و روى الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عنْ عليّ بْن شجرة عنْ عبيْد بْن زرارة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت له يكون أصْحابنا في الْمكان مجْتمعين فيقوم بعْضهمْ يصلّي الظّهْر و بعْضهمْ يصلّي الْعصْر قال كلّ ذلك واسع
46- عنْه عنْ أحْمد بْن أبي بشْر عنْ حمّاد بْن أبي طلْحة قال حدّثني زرارة بْن أعْين قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع الرّجلان يصلّيان في وقْت واحد و أحدهما يعجّل الْعصْر و الْآخر يؤخّر الظّهْر قال لا بأْس
47- عنْه عن ابْن رباط عن ابْن أذيْنة عنْ محمّد بْن مسْلم قال ربّما دخلْت على أبي جعْفر ع و قدْ صلّيْت الظّهْر و الْعصْر فيقول صلّيْت الظّهْر فأقول نعمْ و الْعصْر فيقول ما صلّيْت الظّهْر فيقوم مترسّلا غيْر مسْتعْجل فيغْتسل أوْ يتوضّأ ثمّ يصلّي الظّهْر ثمّ يصلّي الْعصْر و ربّما دخلْت عليْه و لمْ أصلّ الظّهْر فيقول قدْ صلّيْت الظّهْر فأقول لا فيقول قدْ صلّيْت الظّهْر و الْعصْر
قيل له ليْس في هذه الْأخْبار ما ينافي ما قدّمْناه لأنّ قوْله ع كلّ ذلك واسع محْمول على أنّ ذلك كلّه جائز قدْ سوّغتْه الشّريعة و إنْ كان لبعْضها فضْل على بعْض و ليْس في الْخبر أنّ ذلك كلّه واسع متساو في الْفضْل و يحْتمل أنْ يكون سوّغ ذلك لهمْ لضرْب من الْمصْلحة و التّقيّة يدلّ على ذلك
48- ما رواه محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ عبْد الرّحْمن بْن أبي هاشم الْبجليّ عنْ سالم موْلى أبي خديجة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سأله إنْسان و أنا حاضر فقال ربّما دخلْت الْمسْجد و بعْض أصْحابنا يصلّون الْعصْر و بعْضهمْ يصلّون الظّهْر فقال أنا أمرْتهمْ بهذا لوْ صلّوْا في وقْت واحد لعرفوا فأخذوا برقابهمْ
49- فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن محمّد عنْ محمّد بْن أبي حمْزة عنْ معاوية بْن وهْب عنْ أبي عبْد اللّه ع قال أتى جبْرئيل ع رسول اللّه ص بمواقيت الصّلاة فأتاه حين زالت الشّمْس فأمره فصلّى الظّهْر ثمّ أتاه حين زاد الظّلّ قامة فأمره فصلّى الْعصْر ثمّ أتاه حين غربت الشّمْس فأمره فصلّى الْمغْرب ثمّ أتاه حين سقط الشّفق فأمره فصلّى الْعشاء ثمّ أتاه حين طلع الْفجْر فأمره فصلّى الصّبْح ثمّ أتاه من الْغد حين زاد في الظّلّ قامة فأمره فصلّى الظّهْر ثمّ أتاه حين زاد في الظّلّ قامتان فأمره فصلّى الْعصْر ثمّ أتاه حين غربت الشّمْس فأمره فصلّى الْمغْرب ثمّ أتاه حين ذهب ثلث اللّيْل فأمره فصلّى الْعشاء ثمّ أتاه حين نوّر الصّبْح فأمره فصلّى الصّبْح ثمّ قال ما بيْنهما وقْت
50- و عنْه عنْ أحْمد بْن أبي بشْر عنْ معاوية بْن ميْسرة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال أتى جبْرئيل ع و ذكر مثْله إلّا أنّه قال بدل الْقامة و الْقامتيْن ذراع و ذراعيْن
51- عنْه عن ابْن رباط عنْ مفضّل بْن عمر قال قال أبو عبْد اللّه ع نزل جبْرئيل ع على رسول اللّه ص و ساق الْحديث مثْل الْأوّل و ذكر بدل الْقامة و الْقامتيْن قدميْن و أرْبعة أقْدام
فليْس لأحد أنْ يقول إنّ هذه الْأخْبار تنْبئ أنّ أوّل الْوقْت و الْآخر سواء لأنّه قال ما بيْنهما وقْت لأنّه لا يمْتنع أنْ يجْعل ما بيْن الْوقْتيْن وقْتا و إنْ كان الْأوّل أفْضل منْه و الّذي يدلّ على ذلك
52- ما رواه الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عنْ عبْد اللّه بْن جبلة عنْ ذريح عنْ أبي عبْد اللّه ع قال أتى جبْرئيل ع رسول اللّه ص فأعْلمه مواقيت الصّلاة فقال صلّ الْفجْر حين ينْشقّ الْفجْر و صلّ الْأولى إذا زالت الشّمْس و صلّ الْعصْر بعْدها و صلّ الْمغْرب إذا سقط الْقرْص و صلّ الْعتمة إذا غاب الشّفق ثمّ أتاه جبْرئيل ع من الْغد فقال أسْفرْ بالْفجْر فأسْفر ثمّ أخّر الظّهْر حين كان الْوقْت الّذي صلّى فيه الْعصْر و صلّى الْعصْر بعيْدها و صلّى الْمغْرب قبْل سقوط الشّفق و صلّى الْعتمة حين ذهب ثلث اللّيْل ثمّ قال ما بيْن هذيْن الْوقْتيْن وقْت و أوّل الْوقْت أفْضله ثمّ قال قال رسول اللّه ص لوْ لا أنّي أكْره أنْ أشقّ على أمّتي لأخّرْتها إلى نصْف اللّيْل
148- باب آخر وقْت الظّهْر و الْعصْر
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسن بْن محْبوب عنْ إبْراهيم الْكرْخيّ قال سألْت أبا الْحسن موسى ع متى يدْخل وقْت الظّهْر قال إذا زالت الشّمْس فقلْت متى يخْرج وقْتها فقال منْ بعْد ما يمْضي منْ زوالها أرْبعة أقْدام إنّ أوّل وقْت الظّهْر ضيّق قلْت فمتى يدْخل وقْت الْعصْر قال إنّ آخر وقْت الظّهْر أوّل وقْت الْعصْر فقلْت فمتى يخْرج وقْت الْعصْر فقال وقْت الْعصْر إلى أنْ تغْرب الشّمْس و ذلك منْ علّة و هو تضْييع فقلْت له لوْ أنّ رجلا صلّى الظّهْر بعْد ما تمْضي منْ زوال الشّمْس أرْبعة أقْدام أ كان عنْدك غيْر مؤدّ لها فقال إنْ كان تعمّد ذلك ليخالف السّنّة و الْوقْت لمْ تقْبلْ منْه كما لوْ أنّ رجلا أخّر الْعصْر إلى قريب أنْ تغْرب الشّمْس متعمّدا منْ غيْر علّة لمْ تقْبلْ منْه إنّ رسول اللّه ص قدْ وقّت للصّلوات الْمفْروضات أوْقاتا و حدّ لها حدودا في سنّة للنّاس فمنْ رغب عنْ سنّة منْ سننه الْموجبات مثْل منْ رغب عنْ فرائض اللّه عزّ و جلّ
2- محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عن الْعبيْديّ عنْ سليْمان بْن جعْفر قال قال الْفقيه ع آخر وقْت الْعصْر ستّة أقْدام و نصْف
3- الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عن ابْن مسْكان عنْ سليْمان بْن خالد عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الْعصْر على ذراعيْن فمنْ تركها حتّى تصير على ستّة أقْدام فذلك الْمضيّع
4- عنْه عنْ جعْفر عنْ مثنّى عنْ منْصور بْن حازم عنْ أبي عبْد اللّه ع قال صلّ الْعصْر على أرْبعة أقْدام قال الْمثنّى قال لي أبو بصير قال لي أبو عبْد اللّه ع صلّ الْعصْر يوْم الْجمعة على ستّة أقْدام
5- عنْه عنْ حسيْن بْن هاشم عن ابْن مسْكان عنْ أبي بصير قال قال لي أبو عبْد اللّه ع إنّ الْموْتور أهْله و ماله منْ ضيّع صلاة الْعصْر قلْت و ما الْموْتور قال لا يكون له أهْل و لا مال في الْجنّة قلْت و ما تضْييعها قال يدعها حتّى تصْفرّ و تغيب
6- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ يعْقوب بْن يزيد عن الْحسن بْن عليّ الْوشّاء عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبي الْحسن ع قال سألْته عنْ وقْت الظّهْر و الْعصْر فقال وقْت الظّهْر إذا زاغت الشّمْس إلى أنْ يذْهب الظّلّ قامة و وقْت الْعصْر قامة و نصْف إلى قامتيْن
7- محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ محمّد بْن عيسى عنْ يونس عنْ يزيد بْن خليفة قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع إنّ عمر بْن حنْظلة أتانا عنْك بوقْت فقال أبو عبْد اللّه ع إذا لا يكْذب عليْنا فقلْت ذكر أنّك تقول إنّ أوّل وقْت صلاة افْترضها اللّه تعالى على نبيّه ص الظّهْر و هو قوْل اللّه عزّ و جلّ أقم الصّلاة لدلوك الشّمْس فإذا زالت الشّمْس لمْ يمْنعْك إلّا سبْحتك ثمّ لا تزال في وقْت إلى أنْ يصير الظّلّ قامة و هو آخر الْوقْت فإذا صار الظّلّ قامة دخل وقْت الْعصْر فلمْ تزلْ في وقْت الْعصْر حتّى يصير الظّلّ قامتيْن و ذلك الْمساء قال صدق
8- فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عليّ بْن يعْقوب الْهاشميّ عنْ مرْوان بْن مسْلم عنْ عبيْد بْن زرارة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا تفوت الصّلاة منْ أراد الصّلاة لا تفوت صلاة النّهار حتّى تغيب الشّمْس و لا صلاة اللّيْل حتّى يطْلع الْفجْر و لا صلاة الْفجْر حتّى تطْلع الشّمْس
9- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسيْن بْن سعيد عن الْقاسم بْن عرْوة عنْ عبيْد بْن زرارة قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ وقْت الظّهْر و الْعصْر فقال إذا زالت الشّمْس دخل وقْت الظّهْر و الْعصْر جميعا إلّا أنّ هذه قبْل هذه ثمّ أنْت في وقْت منْهما جميعا حتّى تغيب الشّمْس
10- الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة بْن أيّوب عنْ موسى بْن بكْر عنْ زرارة قال قال أبو جعْفر ع أحبّ الْوقْت إلى اللّه عزّ و جلّ أوّله حين يدْخل وقْت الصّلاة فصلّ الْفريضة فإنْ لمْ تفْعلْ فإنّك في وقْت منْهما حتّى تغيب الشّمْس
11- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى و موسى بْن جعْفر عنْ أبي جعْفر عنْ أبي طالب عبْد اللّه بْن الصّلْت عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ داود بْن أبي يزيد و هو داود بْن فرْقد عنْ بعْض أصْحابنا عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الظّهْر حتّى يمْضي مقْدار ما يصلّي الْمصلّي أرْبع ركعات فإذا مضى ذلك فقدْ دخل وقْت الظّهْر و الْعصْر حتّى يبْقى من الشّمْس مقْدار ما يصلّي الْمصلّي أرْبع ركعات فإذا بقي مقْدار ذلك فقدْ خرج وقْت الظّهْر و بقي وقْت الْعصْر حتّى تغيب الشّمْس
12- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ عبْد اللّه بْن محمّد الْحجّال عنْ ثعْلبة بْن ميْمون عنْ معْمر بْن يحْيى قال سمعْت أبا جعْفر ع يقول وقْت الْعصْر إلى غروب الشّمْس
13- أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر عن الضّحّاك بْن يزيد عنْ عبيْد بْن زرارة عنْ أبي عبْد اللّه ع في قوْله تعالى أقم الصّلاة لدلوك الشّمْس إلى غسق اللّيْل قال إنّ اللّه تعالى افْترض أرْبع صلوات أوّل وقْتها زوال الشّمْس إلى انْتصاف اللّيْل منْها صلاتان أوّل وقْتهما منْ عنْد زوال الشّمْس إلى غروب الشّمْس إلّا أنّ هذه قبْل هذه
فالْوجْه في الْجمْع بيْن هذه الْأخْبار أنْ نحْملها على صاحب الْأعْذار و الْأعْلال الّتي لا يتمكّن معها من الصّلاة في أوّل الْوقْت و قدْ بيّن ذلك أبو الْحسن ع في رواية إبْراهيم الْكرْخيّ عنْه حين قال و ذلك منْ علّة و هو تضْييع و قدْ قدّمْنا أيْضا أنّه لا يجوز أنْ يجْعل آخر الْوقْتيْن وقْتا إلّا منْ علّة و يزيد ذلك بيانا
- ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ إسْماعيل بْن سهْل عنْ حمّاد عنْ ربْعيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إنّا لنقدّم و نؤخّر و ليْس كما يقال منْ أخْطأ وقْت الصّلاة فقدْ هلك و إنّما الرّخْصة للنّاسي و الْمريض و الْمدْنف و الْمسافر و النّائم في تأْخيرها
149- باب وقْت الْمغْرب و الْعشاء الْآخرة
1- أخْبرني الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن يحْيى عنْ أبيه عنْ محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ موسى بْن جعْفر الْبغْداديّ عن الْحسن بْن عليّ الْوشّاء عنْ عبْد اللّه بْن سنان عنْ عمْرو بْن أبي نصْر قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول في الْمغْرب إذا توارى الْقرْص كان وقْت الصّلاة و الْإفْطار
2- عنْه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر عن الْقاسم موْلى أبي أيّوب عنْ عبيْد بْن زرارة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال في الْمغْرب إذا توارى الْقرْص كان وقْت الصّلاتيْن إلى نصْف اللّيْل إلّا أنّ هذه قبْل هذه و إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الصّلاتيْن إلّا أنّ هذه قبْل هذه
3- أحْمد بْن محمّد عنْ عليّ بْن الْحكم عمّنْ حدّثه عنْ أحدهما ع أنّه سئل عنْ وقْت الْمغْرب فقال إذا غاب كرْسيّها قلْت و ما كرْسيّها قال قرْصها فقلْت متى يغيب قرْصها قال إذا نظرْت إليْه فلمْ تره
4- عنْه عنْ محمّد بْن أبي الصّهْبان عنْ عبْد الرّحْمن بْن حمّاد عنْ إبْراهيم بْن عبْد الْحميد عنْ أبي أسامة الشّحّام قال قال رجل لأبي عبْد اللّه ع أؤخّر الْمغْرب حتّى تسْتبين النّجوم قال فقال خطّابيّة إنّ جبْرئيل ع نزل بها على محمّد ص حين سقط الْقرْص
- الْحسيْن بْن سعيد عن النّضْر بْن سويْد عنْ عبْد اللّه بْن سنان قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول وقْت الْمغْرب إذا غربت الشّمْس فغاب قرْصها
6- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى و موسى بْن جعْفر عنْ أبي جعْفر عنْ أبي طالب عبْد اللّه بْن الصّلْت عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ داود بْن أبي يزيد و هو داود بْن فرْقد عنْ بعْض أصْحابنا عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا غابت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الْمغْرب حتّى يمْضي مقْدار ما يصلّي الْمصلّي ثلاث ركعات فإذا مضى ذلك فقدْ دخل وقْت الْمغْرب و الْعشاء الْآخرة حتّى يبْقى من انْتصاف اللّيْل مقْدار ما يصلّي الْمصلّي أرْبع ركعات فإذا بقي مقْدار ذلك فقدْ خرج وقْت الْمغْرب و بقي وقْت الْعشاء الْآخرة إلى انْتصاف اللّيْل
7- الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عنْ الْميثميّ عنْ أبان عنْ إسْماعيل بْن الْفضْل الْهاشميّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص يصلّي الْمغْرب حين تغيب الشّمْس حتّى يغيب حاجبها
8- عنْه عنْ سليْمان بْن داود عنْ عليّ بْن أبي حمْزة عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال وقْت الْمغْرب حين تغيب الشّمْس
9- عنْه عنْ محمّد بْن زياد عنْ عبْد اللّه بْن سنان عنْ أبي عبْد اللّه ع قال وقْت الْمغْرب منْ حين تغيب الشّمْس إلى أنْ تشْتبك النّجوم
10- عنْه عنْ عبْد اللّه بْن جبلة عنْ ذريح عنْ أبي عبْد اللّه ع أنّ جبْرئيل ع أتى النّبيّ ص في الْوقْت الثّاني في الْمغْرب قبْل سقوط الشّفق
11- عنْه عنْ صفْوان بْن يحْيى عنْ إسْماعيل بْن جابر عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عنْ وقْت الْمغْرب قال ما بيْن غروب الشّمْس إلى سقوط الشّفق
12- فأمّا ما رواه الْحسن بْن سماعة عنْ صفْوان بْن يحْيى عنْ يعْقوب بْن شعيْب عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عنْ وقْت الْمغْرب قال قال لي مسّوا بالْمغْرب قليلا فإنّ الشّمْس تغيب عنْدكمْ قبْل أنْ تغيب منْ عنْدنا
13- عنْه عنْ سليْمان بْن داود عنْ عبْد اللّه بْن صبّاح قال كتبْت إلى الْعبْد الصّالح ع يتوارى الْقرْص و يقْبل اللّيْل ثمّ يزيد اللّيْل ارْتفاعا و تسْتتر عنّا الشّمْس و ترْتفع فوْق اللّيْل حمْرة و يؤذّن عنْدنا الْمؤذّنون أ فأصلّي حينئذ و أفْطر إنْ كنْت صائما أوْ أنْتظر حتّى تذْهب الْحمْرة الّتي فوْق اللّيْل فكتب إليّ أرى لك أنْ تنْتظر حتّى تذْهب الْحمْرة و تأْخذ بالْحائطة لدينك
14- أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن الصّلْت عنْ بكْر بْن محمّد عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سأله سائل عنْ وقْت الْمغْرب قال إنّ اللّه تعالى يقول في كتابه لإبْراهيم ع فلمّا جنّ عليْه اللّيْل رأى كوْكبا فهذا أوّل الْوقْت و آخر ذلك غيْبوبة الشّفق و أوّل وقْت الْعشاء ذهاب الْحمْرة و آخر وقْتها إلى غسق اللّيْل نصْف اللّيْل
15- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبي همّام إسْماعيل بْن همّام قال رأيْت الرّضا ع و كنّا عنْده لمْ نصلّ الْمغْرب حتّى ظهرت النّجوم ثمّ قام فصلّى بنا على باب دار ابْن أبي محْمود
16- عنْه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ داود الصّرْميّ قال كنْت عنْد أبي الْحسن الثّالث ع يوْما فجلس يحدّث حتّى غابت الشّمْس ثمّ دعا بشمْع و هو جالس يتحدّث فلمّا خرجْت من الْبيْت نظرْت و قدْ غاب الشّفق قبْل أنْ يصلّي الْمغْرب ثمّ دعا بالْماء و توضّأ و صلّى
فالْوجْه الْأوّل في هذه الْأخْبار أحد شيْئيْن أحدهما أنْ يكون إنّما أمرهمْ أنْ يمسّوا بالْمغْرب قليلا و يحْتاطوا ليتيقّن بذلك سقوط الشّمْس لأنّ حدّها غيْبوبة الْحمْرة عنْ ناحية الْمشْرق لا غيْبوبتها عن الْعيْن يدلّ على ذلك
17- ما رواه محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن خالد و الْحسيْن بْن سعيد عن الْقاسم بْن عرْوة عنْ بريْد بْن معاوية عنْ أبي جعْفر ع قال إذا غابت الْحمْرة منْ هذا الْجانب يعْني من الْمشْرق فقدْ غابت الشّمْس منْ شرْق الْأرْض و منْ غرْبها
18- أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن ابْن أبي عميْر عن الْقاسم بْن عرْوة عنْ يزيد بْن معاوية قال سمعْت أبا جعْفر ع يقول إذا غابت الْحمْرة منْ هذا الْجانب يعْني منْ ناحية الْمشْرق فقدْ غابت الشّمْس منْ شرْق الْأرْض و منْ غرْبها
19- عنْه عنْ عليّ بْن سيْف عنْ محمّد بْن عليّ قال صحبْت الرّضا ع في السّفر فرأيْته يصلّي الْمغْرب إذا أقْبلت الْفحْمة من الْمشْرق يعْني السّواد
20- عنْه عنْ عليّ بْن أحْمد بْن أشْيم عنْ بعْض أصْحابنا عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سمعْته يقول وقْت الْمغْرب إذا ذهبت الْحمْرة من الْمشْرق و تدْري كيْف ذلك قلْت لا قال لأنّ الْمشْرق مطلّ على الْمغْرب هكذا و رفع يمينه فوْق يساره فإذا غابتْ منْ هاهنا ذهبت الْحمْرة منْ هاهنا
21- محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن الْحسن عنْ عليّ بْن يعْقوب عنْ مرْوان بْن مسْلم عنْ عمّار السّاباطيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إنّما أمرْت أبا الْخطّاب أنْ يصلّي الْمغْرب حين تغيب الْحمْرة منْ مطْلع الشّمْس فجعله هو الْحمْرة الّتي منْ قبل الْمغْرب فكان يصلّي حين يغيب الشّفق
22- فأمّا ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ أبي أسامة أوْ غيْره قال صعدْت مرّة جبل أبي قبيْس و النّاس يصلّون الْمغْرب فرأيْت الشّمْس لمْ تغبْ إنّما توارتْ خلْف الْجبل عن النّاس فلقيت أبا عبْد اللّه ع يصلّي فأخْبرْته بذلك فقال لي و لم فعلْت ذلك بئْس ما صنعْت إنّما نصلّيها إذا لمْ نرها فوْق الْجبل غابتْ أوْ غارتْ ما لمْ يتجلّلْها سحاب أوْ ظلْمة تظْلمها و إنّما عليْك مشْرقك و مغْربك و ليْس على النّاس أنْ يبْحثوا
23- عنْه عنْ موسى بْن الْحسن عنْ أحْمد بْن هلال عنْ محمّد بْن أبي عميْر عنْ جعْفر بْن عثْمان عنْ سماعة بْن مهْران قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع في الْمغْرب إنّا ربّما صلّيْنا و نحْن نخاف أنْ تكون الشّمْس خلْف الْجبل و قدْ سترنا منْها الْجبل قال فقال ليْس عليْك صعود الْجبل
فلا تنافي بيْن هذيْن الْخبريْن و بيْن ما اعْتبرْناه في غيْبوبة الشّمْس منْ زوال الْحمْرة منْ ناحية الْمشْرق لأنّه لا يمْتنع أنْ يكون قدْ زالت الْحمْرة عنْها و إنْ كانت الشّمْس باقية خلْف الْجبل لأنّها تغْرب عنْ قوْم و تطْلع على آخرين و إنّما نهى عنْ تتبّعها و صعود الْجبل لرؤْيتها لأنّ ذلك غيْر واجب بل الْواجب عليْه مراعاة مشْرقه و مغْربه مع زوال اللّبْس و الْأعْذار و الْوجْه الثّاني في الْأخْبار الّتي قدّمْناها أنْ تكون مخْصوصة بصاحب الْأعْذار و منْ له حاجة لا بدّ منْها يدلّ على ذلك
24- ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عمْرو بْن سعيد الْمدائنيّ عنْ مصدّق بْن صدقة عنْ عمّار بْن موسى السّاباطيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عنْ صلاة الْمغْرب إذا حضرتْ هلْ يجوز أنْ يؤخّرها ساعة قال لا بأْس إنْ كان صائما أفْطر و إنْ كانتْ له حاجة قضاها ثمّ صلّى
25- عنْه عنْ محمّد بْن الْحسن عنْ محمّد بْن عبْد الْحميد عنْ محمّد بْن عمر بْن يزيد عنْ محمّد بْن عذافر عنْ عمر بْن يزيد قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ وقْت الْمغْرب فقال إذا كان أرْفق بك و أمْكن لك في صلاتك و كنْت في حوائجك فلك أنْ تؤخّرها إلى ربع اللّيْل قال قال لي هذا و هو شاهد في بلده
26- محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ محمّد بْن عيسى عنْ يونس عنْ يزيد بْن خليفة قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع إنّ عمر بْن حنْظلة أتانا عنْك بوقْت قال فقال أبو عبْد اللّه ع إذا لا يكْذب عليْنا قلْت قال وقْت الْمغْرب إذا غاب الْقرْص إلّا أنّ رسول اللّه ص كان إذا جدّ به السّيْر أخّر الْمغْرب و يجْمع بيْنها و بيْن الْعشاء الْآخرة فقال صدق و قال وقْت الْعشاء حين يغيب الشّفق إلى ثلث اللّيْل و وقْت الْفجْر حين يبْدو حتّى يضيء
27- أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ طلْحة بْن زيْد عنْ جعْفر عنْ أبيه أنّ النّبيّ ص كان في اللّيْلة الْمطيرة يؤخّر من الْمغْرب و يعجّل بالْعشاء فيصلّيهما جميعا و يقول منْ لا يرْحمْ لا يرْحمْ
28- عنْه عن الْحسن بْن عليّ بْن يقْطين عنْ أخيه الْحسيْن عنْ أبيه قال سألْته ع عن الرّجل تدْركه صلاة الْمغْرب في الطّريق أ يؤخّرها إلى أنْ يغيب الشّفق قال لا بأْس بذلك في السّفر فأمّا في الْحضر فدون ذلك شيْئا
فهذه الْأخْبار كلّها دالّة على أنّ هذه الْأوْقات لأصْحاب الْأعْذار لأنّها مقيّدة بالْموانع من السّفر و الْمطر و الْحوائج و ما يجْري مجْراه و يزيد ذلك بيانا
29- ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ سعيد بْن جناح عنْ بعْض أصْحابنا عن الرّضا ع قال إنّ أبا الْخطّاب كان أفْسد عامّة أهْل الْكوفة و كانوا لا يصلّون الْمغْرب حتّى يغيب الشّفق و إنّما ذلك للْمسافر و الْخائف و لصاحب الْحاجة
30- عنْه عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ جميل بْن درّاج قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع ما تقول في الرّجل يصلّي الْمغْرب بعْد ما يسْقط من الشّفق فقال لعلّة لا بأْس قلْت فالرّجل يصلّي الْعشاء الْآخرة قبْل أنْ يسْقط الشّفق فقال لعلّة لا بأْس
31- محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عن الْعبّاس بْن معْروف عنْ عبْد اللّه بْن الْمغيرة عنْ ذريح قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع إنّ أناسا منْ أصْحاب أبي الْخطّاب يمسّون بالْمغْرب حتّى تشْتبك النّجوم قال أبْرأ إلى اللّه ممّنْ فعل ذلك متعمّدا
32- فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ يعْقوب بْن يزيد عن ابْن أبي عميْر عنْ محمّد بْن حكيم عنْ شهاب بْن عبْد ربّه قال قال أبو عبْد اللّه ع يا شهاب إنّي أحبّ إذا صلّيْت الْمغْرب أنْ أرى في السّماء كوْكبا
فوجْه الاسْتحْباب في هذا الْخبر أنْ يتأنّى الْإنْسان في صلاته و يصلّيها على تؤدة فإنّه إذا فعل ذلك يكون فراغه منْها عنْد ظهور الْكواكب و يحْتمل أيْضا أنْ يكون مخْصوصا بمنْ يكون في موْضع لا يمْكنه اعْتبار سقوط الْحمْرة من الْمشْرق بأنْ يكون بيْن الْحيطان الْعالية أو الْجبال الشّاهقة فإنّ منْ هذه صفته ينْبغي أنْ يسْتظْهر في ذلك بمراعاة الْكواكب يدلّ على ذلك
- ما رواه سهْل بْن زياد عنْ عليّ بْن الرّيّان قال كتبْت إليْه ع الرّجل يكون في الدّار يمْنعه حيطانها النّظر إلى حمْرة الْمغْرب و معْرفة مغيب الشّفق و وقْت صلاة الْعشاء الْآخرة متى يصلّيها و كيْف يصْنع فوقّع ع يصلّيها إذا كان على هذه الصّفة عنْد قصْر النّجوم و الْمغْرب عنْد اشْتباكها و بياض مغيب الشّمْس
و قدْ قدّمْنا أنّ آخر وقْت الْمغْرب غيْبوبة الشّفق الّذي هو الْحمْرة منْ ناحية الْمغْرب و ما تضمّن بعْض الْأخْبار أنّه ممْتدّ إلى ربع اللّيْل محْمول على أصْحاب الْأعْذار و أوْردْنا في ذلك الْأخْبار و يزيد ذلك بيانا
34- ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عن النّضْر عنْ موسى بْن بكْر عنْ زرارة قال سمعْت أبا جعْفر ع يقول كان رسول اللّه ص لا يصلّي من النّهار شيْئا حتّى تزول الشّمْس فإذا زالتْ قدْر نصْف إصْبع صلّى ثماني ركعات فإذا فاء الْفيْء ذراعا صلّى الظّهْر ثمّ صلّى بعْد الظّهْر ركْعتيْن و يصلّي قبْل وقْت الْعصْر ركْعتيْن فإذا فاء الْفيْء ذراعيْن صلّى الْعصْر و صلّى الْمغْرب حين تغيب الشّمْس فإذا غاب الشّفق دخل وقْت الْعشاء و آخر وقْت الْمغْرب إياب الشّفق فإذا آب الشّفق دخل وقْت الْعشاء و آخر وقْت الْعشاء ثلث اللّيْل و كان لا يصلّي بعْد الْعشاء حتّى ينْتصف اللّيْل ثمّ يصلّي ثلاث عشْرة ركْعة منْها الْوتْر و منْها ركْعتا الْفجْر قبْل الْغداة فإذا طلع الْفجْر و أضاء صلّى الْغداة
35- فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ جعْفر بْن بشير عنْ أديْم بْن الْحرّ قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول إنّ جبْرئيل ع أمر رسول اللّه ص بالصّلوات كلّها فجعل لكلّ صلاة وقْتيْن إلّا الْمغْرب فإنّه جعل لها وقْتا واحدا
36- عليّ بْن مهْزيار عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ زيْد الشّحّام قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ وقْت الْمغْرب فقال إنّ جبْرئيل ع أتى النّبيّ ص لكلّ صلاة بوقْتيْن غيْر صلاة الْمغْرب فإنّ وقْتها واحد و وقْتها وجوبها
فلا تنافي بيْن هذيْن الْخبريْن و بيْن ما قدّمْناه من الْأخْبار في أنّ لهذه الصّلاة وقْتيْن أوّلا و آخرا و أنّ أوّلها غيْبوبة الشّمْس و آخرها غيْبوبة الشّفق لأنّ الْوجْه في هذيْن الْخبريْن ما ذكرْناه فيما تقدّم و هو الْإخْبار عنْ قرْب ما بيْن الْوقْتيْن و أنّه ليْس بيْنهما من الاتّساع ما بيْن الْوقْتيْن في سائر الصّلوات و لوْ أنّ إنْسانا تأنّى في صلاته و صلّاها على تؤدة لكان فراغه منْها عنْد غيْبوبة الشّفق فكأنّ الْوقْتيْن وقْت واحد لضيق ما بيْنهما و الّذي يدلّ على ذلك أيْضا
37- ما رواه سهْل بْن زياد عنْ إسْماعيل بْن مهْران قال كتبْت إلى الرّضا ع ذكر أصْحابنا أنّه إذا زالت الشّمْس فقدْ دخل وقْت الظّهْر و الْعصْر و إذا غربتْ دخل وقْت الْمغْرب و الْعشاء الْآخرة إلّا أنّ هذه قبْل هذه في السّفر و الْحضر و أنّ وقْت الْمغْرب إلى ربع اللّيْل فكتب كذلك الْوقْت غيْر أنّ وقْت الْمغْرب ضيّق و أنّ آخر وقْتها ذهاب الْحمْرة و مصيرها إلى الْبياض في أفق الْمغْرب
فأمّا وقْت الْعشاء الْآخرة فهو سقوط الْحمْرة من الْمغْرب حسب ما ذكرْناه و آخره ثلث اللّيْل أوْ نصْف اللّيْل و يكون ذلك للضّرورة و عنْد الْأعْذار و قدْ تضمّن ذلك كثير من الْأخْبار الّتي قدّمْناها لأنّ أكْثرها يتضمّن ذكْر وقْت الصّلاتيْن و يزيد ذلك بيانا
38- ما رواه محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ عبْد اللّه بْن الْحجّال عنْ ثعْلبة بْن ميْمون عنْ عمْران بْن عليّ الْحلبيّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع متى تجب الْعتمة قال إذا غاب الشّفق و الشّفق الْحمْرة فقال عبيْد اللّه أصْلحك اللّه إنّه يبْقى بعْد ذهاب الْحمْرة ضوْء شديد معْترض فقال أبو عبْد اللّه ع إنّ الشّفق إنّما هو الْحمْرة و ليْس الضّوْء من الشّفق
39- فأمّا ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبي طالب عبْد اللّه بْن الصّلْت عن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عن الْحسن بْن عطيّة عنْ زرارة قال سألْت أبا جعْفر و أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يصلّي الْعشاء الْآخرة قبْل سقوط الشّفق فقال لا بأْس به
40- الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ ثعْلبة بْن ميْمون عنْ عبيْد اللّه و عمْران ابْنيْ عليّ الْحلبيّيْن قالا كنّا نخْتصم في الطّريق في الصّلاة صلاة الْعشاء الْآخرة قبْل سقوط الشّفق و كان منّا منْ يضيق بذلك صدْره فدخلْنا على أبي عبْد اللّه ع فسألْناه عنْ صلاة الْعشاء الْآخرة قبْل سقوط الشّفق فقال لا بأْس بذلك فقلْنا و أيّ شيْء الشّفق قال الْحمْرة
41- و بهذا الْإسْناد عن الْحسن بْن عليّ عنْ إسْحاق الْبطيحيّ قال رأيْت أبا عبْد اللّه ع صلّى الْعشاء الْآخرة قبْل سقوط الشّفق ثمّ ارْتحل
42- أحْمد بْن محمّد عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ عبْد اللّه بْن بكيْر عنْ زرارة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال صلّى رسول اللّه ص بالنّاس الظّهْر و الْعصْر حين زالت الشّمْس في جماعة منْ غيْر علّة و صلّى بهم الْمغْرب و الْعشاء الْآخرة قبْل سقوط الشّفق منْ غيْر علّة في جماعة و إنّما فعل ذلك رسول اللّه ص ليتّسع الْوقْت على أمّته
- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ موسى بْن عمر عنْ عبْد اللّه بْن الْمغيرة عنْ إسْحاق بْن عمّار قال سألْت أبا عبْد اللّه ع نجْمع بيْن الْمغْرب و الْعشاء في الْحضر قبْل أنْ يغيب الشّفق منْ غيْر علّة قال لا بأْس
فالْوجْه في هذه الْأخْبار أنْ تحْمل ما كان منْها مقيّدا بجواز الْجمْع بيْنهما منْ غيْر علّة و عدم عذْر على ضرْب من الرّخْصة و الْجواز و إنْ كان الْأفْضل و الْأوْلى ما قدّمْناه و ما كان منْها خالية منْ ذلك أنْ نحْملها على حال السّفر و غيْره من الْأعْذار و الّذي يدلّ على جواز ذلك في حال السّفر و حال الضّرورة
44- ما رواه عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد عن الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا بأْس بأنْ يعجّل عشاء الْآخرة في السّفر قبْل أنْ يغيب الشّفق
45- أحْمد بْن محمّد عنْ جعْفر بْن بشير عنْ حمّاد بْن عثْمان عنْ محمّد بْن عليّ الْحلبيّ عنْ عبيْد اللّه الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا بأْس بأنْ يؤخّر الْمغْرب في السّفر حتّى يغيب الشّفق و لا بأْس بأنّ يعجّل الْعتمة في السّفر قبْل أنْ يغيب الشّفق
46- الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عن ابْن مسْكان عنْ أبي عبيْدة قال سمعْت أبا جعْفر ع يقول كان رسول اللّه ص إذا كانتْ ليْلة مظْلمة أوْ مطر صلّى الْمغْرب ثمّ مكث قدْر ما يتنفّل النّاس ثمّ أقام مؤذّنه ثمّ صلّى الْعشاء الْآخرة و انْصرفوا
و أمّا آخر وقْت الْعشاء الْآخرة فقدْ بيّنّا أيْضا أنّه إلى ثلث اللّيْل و أقْصاه إلى نصْف اللّيْل و ذلك عنْد الضّرورة و الْعوارض من الْعلل و الْمهمّات و قدْ أوْردْنا في ذلك الْأخْبار و يزيد ذلك بيانا
47- ما رواه الْحسن بْن محمّد بْن سماعة عنْ محمّد بْن زياد عنْ هارون بْن خارجة عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص لوْ لا أنّي أخاف أنْ أشقّ على أمّتي لأخّرْت الْعتمة إلى ثلث اللّيْل و أنْت في رخْصة إلى نصْف اللّيْل و هو غسق اللّيْل فإذا مضى الْغسق نادى ملكان منْ رقد عن الصّلاة الْمكْتوبة بعْد نصْف اللّيْل فلا رقدتْ عيْناه
48- عنْه عنْ صفْوان عنْ معلّى بْن عثْمان عنْ معلّى بْن خنيْس عنْ أبي عبْد اللّه ع قال آخر وقْت الْعتمة نصْف اللّيْل
49- عنْه عن الْحسيْن بْن هاشم عن ابْن مسْكان عن الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الْعتمة إلى ثلث اللّيْل أوْ إلى نصْف اللّيْل و ذلك التّضْييع
50- فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عليّ بْن يعْقوب الْهاشميّ عنْ مرْوان بْن مسْلم عنْ عبيْد بْن زرارة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا يفوت الصّلاة منْ أراد الصّلاة لا يفوت صلاة النّهار حتّى تغيب الشّمْس و لا صلاة اللّيْل حتّى يطْلع الْفجْر و لا صلاة الْفجْر حتّى تطْلع الشّمْس
فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على ضرْب من الرّخْصة لمنْ دامتْ علّته أوْ ضرورته إلى تأْخير الصّلاة أوْ لا يكون متمكّنا من الصّلاة فحينئذ لا يفوت وقْته إلى طلوع الْفجْر فأمّا مع عدم ذلك فلا يجوز ذلك على ما بيّنّاه على أنّه يمْكن أنْ يكون قوْله ع و لا صلاة اللّيْل حتّى يطْلع الْفجْر إشارة إلى النّوافل دون الْفرائض
150- باب وقْت صلاة الْفجْر
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ أبيه عنْ سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن حديد و عبْد الرّحْمن بْن أبي نجْران عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز بْن عبْد اللّه عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال كان رسول اللّه ص يصلّي ركْعتي الصّبْح و هي الْفجْر إذا اعْترض الْفجْر و أضاء حسنا
2- عليّ بْن إبْراهيم عنْ محمّد بْن عيسى عنْ يونس عنْ يزيد بْن خليفة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال وقْت الْفجْر حين يبْدو حتّى يضيء
3- الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عن الْعلاء عنْ محمّد بْن مسْلم قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع رجل صلّى الْفجْر حين طلع الْفجْر فقال لا بأْس
4- أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عن الْعلاء عنْ محمّد بْن مسْلم قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع رجل صلّى الْفجْر حين طلع الْفجْر فقال لا بأْس
5- أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسيْن بْن سعيد عن الْحصيْن بْن أبي الْحصيْن قال كتبْت إلى أبي جعْفر ع جعلْت فداك اخْتلف موالوك في صلاة الْفجْر فمنْهمْ منْ يصلّي إذا طلع الْفجْر الْأوّل الْمسْتطيل في السّماء و منْهمْ منْ يصلّي إذا اعْترض في أسْفل الْأرْض و اسْتبان و لسْت أعْرف أفْضل الْوقْتيْن فأصلّي فيه فإنْ رأيْت يا موْلاي جعلني اللّه فداك أنْ تعلّمني أفْضل الْوقْتيْن و تحدّ لي كيْف أصْنع مع الْقمر و الْفجْر لا يبين حتّى يحْمرّ و يصْبح و كيْف أصْنع مع الْقمر و ما حدّ ذلك في السّفر و الْحضر فعلْت إنْ شاء اللّه فكتب بخطّه الْفجْر يرْحمك اللّه الْخيْط الْأبْيض و ليْس هو الْأبْيض صعدا و لا تصلّ في سفر و لا حضر حتّى تتبيّنه رحمك اللّه فإنّ اللّه لمْ يجْعلْ خلْقه في شبْهة منْ هذا فقال كلوا و اشْربوا حتّى يتبيّن لكم الْخيْط الْأبْيض من الْخيْط الْأسْود من الْفجْر فالْخيْط الْأبْيض هو الْفجْر الّذي يحْرم به الْأكْل و الشّرْب في الصّيام و كذلك هو الّذي يوجب الصّلاة
6- أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر عنْ عبْد الرّحْمن بْن سالم عنْ إسْحاق بْن عمّار قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أخْبرْني عنْ أفْضل الْمواقيت في صلاة الْفجْر قال مع طلوع الْفجْر إنّ اللّه يقول إنّ قرْآن الْفجْر كان مشْهودا يعْني صلاة الْفجْر تشْهده ملائكة اللّيْل و ملائكة النّهار فإذا صلّى الْعبْد صلاة الصّبْح مع طلوع الْفجْر أثْبتتْ له مرّتيْن تثْبته ملائكة اللّيْل و ملائكة النّهار
7- محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسيْن عنْ فضالة عنْ هشام بْن هذيْل عنْ أبي الْحسن الْماضي ع قال سألْته عنْ وقْت صلاة الْفجْر فقال حين يعْترض الْفجْر فتراه مثْل نهر سوراء
8- عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ عليّ بْن عطيّة عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الصّبْح هو الّذي إذا رأيْته يعْترض كأنّه بياض نهر سوراء
9- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عبْد اللّه بْن الْمغيرة عنْ موسى بْن بكْر عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال وقْت صلاة الْغداة ما بيْن طلوع الْفجْر إلى طلوع الشّمْس
10- و ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ محمّد بْن الْحسيْن بْن أبي الْخطّاب و عبْد اللّه بْن محمّد بْن عيسى عنْ عمْرو بْن عثْمان عنْ أبي جميلة الْمفضّل بْن صالح عنْ سعْد بْن طريف عن الْأصْبغ بْن نباتة قال قال أمير الْمؤْمنين ع منْ أدْرك من الْغداة ركْعة قبْل طلوع الشّمْس فقدْ أدْرك الْغداة تامّة
فالْوجْه في هذيْن الْخبريْن أنْ نحْملهما على صاحب الْأعْذار و منْ له حاجة ضروريّة تمْنعه من الصّلاة في أوّل الْوقْت حسب ما قدّمْناه في غيْره من الصّلوات يدلّ على ذلك
11- ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عمْرو بْن سعيد عنْ مصدّق بْن صدقة عنْ عمّار السّاباطيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع في الرّجل إذا غلبتْه عيْنه أوْ عاقه أمْر أنْ يصلّي الْمكْتوبة من الْفجْر ما بيْن أنْ يطْلع الْفجْر إلى أنْ تطْلع الشّمْس و ذلك في الْمكْتوبة خاصّة فإنْ صلّى ركْعة من الْغداة ثمّ طلعت الشّمْس فلْيتمّ و قدْ جازتْ صلاته
12- و روى محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد عن الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال وقْت الْفجْر حين ينْشقّ الْفجْر إلى أنْ يتجلّل الصّبْح السّماء و لا ينْبغي تأْخير ذلك عمْدا لكنّه وقْت لمنْ شغل أوْ نسي أوْ نام
13- الْحسيْن بْن سعيد عن النّضْر عنْ عاصم بْن حميْد عنْ أبي بصير الْمكْفوف قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الصّائم متى يحْرم عليْه الطّعام فقال إذا كان الْفجْر كالْقبْطيّة الْبيْضاء قلْت فمتى تحلّ الصّلاة قال إذا كان كذلك فقلْت أ لسْت في وقْت منْ تلْك السّاعة إلى أنْ تطْلع الشّمْس فقال لا إنّما نعدّها صلاة الصّبْيان ثمّ قال إنّه لمْ يكنْ يحْمد الرّجل أنْ يصلّي في الْمسْجد ثمّ يرْجع فينبّه أهْله و صبْيانه
14- و روى الْحسيْن بْن سعيد عن النّضْر و فضالة عن ابْن سنان عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لكلّ صلاة وقْتان و أوّل الْوقْتيْن أفْضلهما و وقْت صلاة الْفجْر حين ينْشقّ الْفجْر إلى أنْ يتجلّل الصّبْح السّماء و لا ينْبغي تأْخير ذلك عمْدا و لكنّه وقْت منْ شغل أوْ نسي أوْ سها أوْ نام و وقْت الْمغْرب حين تحْجب الشّمْس إلى أنْ تشْتبك النّجوم فليْس لأحد أنْ يجْعل آخر الْوقْتيْن وقْتا إلّا منْ عذْر أوْ علّة
151- باب وقْت نوافل النّهار
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي محمّد الْحسن بْن حمْزة الْعلويّ رحمه اللّه عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عن ابْن أذيْنة عنْ عدّة أنّهمْ سمعوا أبا جعْفر ع يقول كان أمير الْمؤْمنين ع لا يصلّي من النّهار حتّى تزول الشّمْس و لا من اللّيْل بعْد ما يصلّي الْعشاء حتّى ينْتصف اللّيْل
2- محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ عليّ بْن السّنْديّ عنْ محمّد بْن أبي عميْر عنْ جميل بْن درّاج عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال كان أمير الْمؤْمنين ع لا يصلّي من اللّيْل شيْئا إذا صلّى الْعتمة حتّى ينْتصف اللّيْل و لا يصلّي من النّهار حتّى تزول الشّمْس
3- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ أبي أيّوب عنْ إسْماعيل بْن جابر قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع إنّي أشْتغل قال فاصْنعْ كما نصْنع صلّ ستّ ركعات إذا كانت الشّمْس في مثْل موْضعها منْ صلاة الْعصْر يعْني ارْتفاع الضّحى الْأكْبر و اعْتدّ بها من الزّوال
4- و عنْه عنْ عمّار بْن الْمبارك عنْ ظريف بْن ناصح عن الْقاسم بْن الْوليد الْغسّانيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت له جعلْت فداك صلاة النّهار صلاة النّوافل في كمْ هي قال ستّ عشْرة أيّ ساعات النّهار شئْت أنْ تصلّيها صلّيْتها إلّا أنّك إذا صلّيْتها في مواقيتها أفْضل
5- عنْه عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ بعْض أصْحابه عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قال لي صلاة النّهار ستّ عشْرة ركْعة أيّ النّهار شئْت إنْ شئْت في أوّله و إنْ شئْت في وسطه و إنْ شئْت في آخره
6- عنْه عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ سيْف بْن عميرة عنْ عبْد الْأعْلى قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ نافلة النّهار قال ستّ عشْرة ركْعة متى ما نشطْت إنّ عليّ بْن الْحسيْن ع كانتْ له ساعات من النّهار يصلّي فيها فإذا شغله ضيْعة أوْ سلْطان قضاها إنّما النّافلة مثْل الْهديّة متى ما أتي بها قبلتْ
7- محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ إبْراهيم بْن هاشم عنْ عمْرو بْن عثْمان عنْ محمّد بْن عذافر قال قال أبو عبْد اللّه ع صلاة التّطوّع بمنْزلة الْهديّة متى ما أتي بها قبلتْ فقدّمْ منْها ما شئْت و أخّرْ منْها ما شئْت
فالْوجْه في هذه الْأخْبار أنْ نحْملها على ضرْب من الرّخْصة لمنْ علم أنّه إنْ لمْ يقدّمْها اشْتغل عنْها و لمْ يتمكّنْ منْ قضائها يدلّ على ذلك
8- ما رواه الْحسيْن بْن محمّد عنْ عبْد اللّه بْن عامر عنْ عليّ بْن مهْزيار عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ يزيد بْن ضمْرة اللّيْثيّ عنْ محمّد بْن مسْلم قال سألْت أبا جعْفر ع عن الرّجل يشْتغل عن الزّوال أ يعجّل منْ أوّل النّهار فقال نعمْ إذا علم أنّه يشْتغل فيتعجّلها في صدْر النّهار كلّها
- باب أوّل وقْت نوافل اللّيْل
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان عن الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن أبي عميْر عنْ عمر بْن أذيْنة عنْ فضيْل عنْ أحدهما ع أنّ رسول اللّه ص كان يصلّي بعْد ما ينْتصف اللّيْل ثلاث عشْرة ركْعة
2- عنْه عنْ صفْوان عن ابْن بكيْر عنْ عبْد الْحميد الطّائيّ عنْ محمّد بْن مسْلم عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سمعْته يقول كان رسول اللّه ص إذا صلّى الْعشاء الْآخرة أوى إلى فراشه لا يصلّي شيْئا من النّوافل إلّا بعْد انْتصاف اللّيْل لا في شهْر رمضان و لا في غيْره
3- فأمّا ما رواه عبْد اللّه بْن مسْكان عنْ ليْث الْمراديّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الصّلاة في الصّيْف في اللّيالي الْقصار صلاة اللّيْل في أوّل اللّيْل فقال نعمْ نعْم ما رأيْت و نعْم ما صنعْت
فهذا الْخبر يحْتمل شيْئيْن أحدهما أنْ يكون رخْصة للْمسافر و الثّاني أنْ يكون رخْصة لمنْ يشقّ عليْه الْقيام آخر اللّيْل و لا يتمكّن من الْقضاء فإنّه يجوز له حينئذ تقْديمها في أوّل اللّيْل يدلّ على ذلك
4- ما رواه حمّاد بْن عيسى عنْ معاوية بْن وهْب عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت له إنّ رجلا منْ مواليك منْ صلحائهمْ شكا إليّ ما يلْقى من النّوْم فقال إنّي أريد الْقيام لصلاة اللّيْل فيغْلبني النّوْم حتّى أصْبح فربّما قضيْت صلاتي الشّهْر الْمتتابع و الشّهْريْن أصْبر على ثقله قال قرّة عيْن له و اللّه قال و لمْ يرخّصْ له في الصّلاة في أوّل اللّيْل و قال الْقضاء بالنّهار أفْضل قلْت فإنّ منْ نسائنا أبْكار الْجارية تحبّ الْخيْر و أهْله و تحْرص على الصّلاة فيغْلبها النّوْم حتّى تصْبح فربّما قضتْ و ربّما ضعفتْ عنْ قضائه و هي تقْوى عليْه أوّل اللّيْل فرخّص لهنّ في الصّلاة أوّل اللّيْل إذا ضعفْن و ضيّعْن الْقضاء
5- عنْه عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ محمّد بْن مسْلم قال سألْته عن الرّجل لا يسْتيْقظ في آخر اللّيْل حتّى مضى لذلك الْعشْر و الْخمْس عشْرة فيصلّي أوّل اللّيْل أحبّ إليْك أمْ يقْضي قال لا بلْ يقْضي أحبّ إليّ إنّي أكْره أنْ يتّخذ ذلك خلقا و كان زرارة يقول كيْف يقْضي صلاة لمْ يدْخلْ وقْتها إنّما وقْتها بعْد نصْف اللّيْل
فأمّا الّذي يدلّ على جواز ذلك للْمسافر
6- ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عن الْحلبيّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ صلاة اللّيْل و الْوتْر في أوّل اللّيْل في السّفر إذا تخوّفْت الْبرْد أوْ كانتْ علّة فقال لا بأْس أنا أفْعل إذا تخوّفْت
7- عنْه عن النّضْر عنْ موسى بْن بكيْر عنْ عليّ بْن سعيد قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ صلاة اللّيْل و الْوتْر في السّفر في أوّل اللّيْل إذْ لمْ يسْتطعْ أنْ يصلّي في آخره قال نعمْ
153- باب آخر وقْت صلاة اللّيْل
1- محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن الْحسيْن عن الْحجّال عنْ عبْد اللّه بْن الْوليد الْكنْديّ عنْ إسْماعيل بْن جابر أوْ عبْد اللّه بْن سنان قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع إنّي أقوم في آخر اللّيْل و أخاف الصّبْح فقال اقْرأ الْحمْد و اعْجلْ اعْجلْ
2- عنْه عن الْحسيْن بْن محمّد عنْ عبْد اللّه بْن عامر عنْ عليّ بْن مهْزيار عنْ فضالة بْن أيّوب عن الْقاسم بْن بريْد عنْ محمّد بْن مسْلم عنْ أبي جعْفر ع قال سألْته عن الرّجل يقوم آخر اللّيْل و هو يخْشى أنْ يفْجأه الصّبْح أ يبْدأ بالْوتْر أوْ يصلّي الصّلاة على وجْهها حتّى يكون الْوتْر آخر ذلك قال بلْ يبْدأ بالْوتْر و قال أنا كنْت فاعلا ذلك
3- الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عنْ حمّاد عنْ إسْماعيل بْن جابر قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أوتر بعْد ما يطْلع الْفجْر قال لا
4- فأمّا ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْبرْقيّ عن الْمرْزبان بْن عمْران عنْ عمر بْن يزيد قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أقوم و قدْ طلع الْفجْر فإنْ أنا بدأْت بالْفجْر صلّيْتها في أوّل وقْتها و إنْ بدأْت بصلاة اللّيْل و الْوتْر صلّيْت الْفجْر في وقْت هؤلاء فقال ابْدأْ بصلاة اللّيْل و الْوتْر و لا تجْعلْ ذلك عادة
5- عنْه عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ عمّار بْن الْمبارك عنْ محمّد بْن عذافر عنْ إسْحاق بْن عمّار قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أقوم و قدْ طلع الْفجْر و لمْ أصلّ صلاة اللّيْل فقال صلّ صلاة اللّيْل و أوْترْ و صلّ ركْعتي الْفجْر
فهذان الْخبران وردا رخْصة في جواز تأْخير صلاة الْغداة عنْ أوّل وقْتها لأنّ ذلك يجوز عنْد الْأعْذار على ما قدّمْناه و منْ جمْلة الْأعْذار قضاء صلاة اللّيْل إلّا أنّ الْأفْضل ما قدّمْناه و الّذي يدلّ على هذه الرّخْصة أيْضا
- ما رواه الصّفّار عنْ يعْقوب بْن يزيد عنْ عمْرو بْن عثْمان و محمّد بْن عمر بْن يزيد عنْ محمّد بْن عذافر عنْ عمر بْن يزيد عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عنْ صلاة اللّيْل و الْوتْر بعْد طلوع الْفجْر فقال صلّها بعْد الْفجْر حتّى تكون في وقْت تصلّي الْغداة في آخر وقْتها و لا تعمّدْ ذلك في كلّ ليْلة و قال أوْترْ أيْضا بعْد فراغك منْها
154- باب منْ صلّى أرْبع ركعات منْ صلاة اللّيْل فطلع عليْه الْفجْر
1- أخْبرني الْحسيْن بْن عبيْد اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ أبيه عنْ محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن إسْماعيل عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ أبي الْفضْل النّحْويّ عنْ أبي جعْفر الْأحْول محمّد بْن نعْمان قال قال أبو عبْد اللّه ع إذا أنْت صلّيْت أرْبع ركعات منْ صلاة اللّيْل قبْل طلوع الْفجْر فأتمّ الصّلاة طلع الْفجْر أوْ لمْ يطْلعْ
2- فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ يعْقوب الْبزّاز قال قلْت له أقوم قبْل الْفجْر بقليل فأصلّي أرْبع ركعات ثمّ أتخوّف أنْ ينْفجر الْفجْر أبْدأ بالْوتْر أوْ أتمّ الرّكعات قال لا بلْ أوْترْ و أخّر الرّكعات حتّى تقْضيها في صدْر النّهار
فالْوجْه في هذه الرّواية أنْ نحْملها على الْفضْل لأنّ الْفضْل أنْ يصلّي الْفريضة في أوّل الْوقْت و الرّواية الْأولى رخْصة على ما بيّنّاه قبْل هذا
155- باب وقْت ركْعتي الْفجْر
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ زرارة قال قلْت لأبي جعْفر ع الرّكْعتان اللّتان قبْل الْغداة أيْن موْضعهما فقال قبْل طلوع الْفجْر فإذا طلع الْفجْر فقدْ دخل وقْت الْغداة
2- عنْه عنْ عليّ بْن محمّد عنْ سهْل بْن زياد عنْ عليّ بْن مهْزيار قال قرأْت في كتاب رجل إلى أبي جعْفر ع الرّكْعتان اللّتان قبْل صلاة الْفجْر منْ صلاة اللّيْل هي أمْ منْ صلاة النّهار و في أيّ وقْت أصلّيهما فكتب بخطّه احْشوهما في صلاة اللّيْل حشْوا
3- أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر قال سألْت الرّضا ع عنْ ركْعتي الْفجْر فقال احْشوا بهما صلاة اللّيْل
4- الْحسيْن بْن سعيد عن الْحسن عنْ زرْعة عن ابْن مسْكان عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت ركْعتي الْفجْر منْ صلاة اللّيْل هي قال نعمْ
5- و عنْه عن النّضْر عنْ هشام بْن سالم عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال سألْته عنْ ركْعتي الْفجْر قبْل الْفجْر أوْ بعْد الْفجْر فقال قبْل الْفجْر إنّهما منْ صلاة اللّيْل ثلاث عشْرة ركْعة صلاة اللّيْل أ تريد أنْ تقايس لوْ كان عليْك منْ شهْر رمضان أ كنْت تتطوّع إذا دخل عليْك وقْت الْفريضة فابْدأْ بالْفريضة
6- عنْه عن النّضْر عنْ هشام عنْ سليْمان بْن خالد قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّكْعتيْن قبْل الْفجْر قال ترْكعهما حين تنوّر الْغداة إنّهما قبْل الْغداة
7- عنْه عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ مخْلد بْن حمْزة بْن بيض عنْ محمّد بْن مسْلم قال سألْت أبا جعْفر ع عنْ أوّل وقْت ركْعتي الْفجْر فقال سدس اللّيْل الْباقي
8- سعْد عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر قال قلْت لأبي الْحسن ع ركْعتي الْفجْر أصلّيهما قبْل الْفجْر أوْ بعْد الْفجْر قال فقال أبو جعْفر ع احْشو بهما صلاة اللّيْل و صلّهما قبْل الْفجْر
9- فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عنْ حمّاد بْن عثْمان عنْ محمّد بْن مسْلم قال سمعْت أبا جعْفر ع يقول صلّ ركْعتي الْفجْر قبْل الْفجْر و بعْده و عنْده
10- عنْه عنْ صفْوان عن الْعلاء عن ابْن أبي يعْفور و محمّد بْن أبي عميْر عنْ محمّد بْن حمْران عن ابْن أبي يعْفور قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ ركْعتي الْفجْر متى أصلّيهما فقال قبْل الْفجْر و معه و بعْده
11- و عنْه عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ محمّد بْن مسْلم عنْ أبي جعْفر ع قال صلّهما مع الْفجْر و قبْله و بعْده
12- ابْن مسْكان عنْ يعْقوب بْن سالم الْبزّاز قال قال أبو عبْد اللّه ع صلّهما بعْد الْفجْر و اقْرأْ فيهما في الْأوّل قلْ يا أيّها الْكافرون و في الثّانية قلْ هو اللّه أحد
13- عنْه عن ابْن أبي عميْر عنْ عمر بْن أذيْنة عنْ محمّد بْن مسْلم قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ ركْعتي الْفجْر فقال صلّهما قبْل الْفجْر و مع الْفجْر و بعْد الْفجْر
14- عنْه عنْ صفْوان عنْ عبْد الرّحْمن بْن الْحجّاج قال قال أبو عبْد اللّه ع صلّهما بعْد ما يطْلع الْفجْر
فالْوجْه في هذه الْأخْبار أحد شيْئيْن أحدهما أنْ يكون ذلك رخْصة لمنْ يصلّيهما في أوّل ما يبْدأ الْفجْر اسْتظْهارا ليتبيّن وقْت الْفريضة على الْيقين يدلّ على ذلك
15- ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ إسْحاق بْن عمّار عمّنْ أخْبره عنْه ع قال صلّ الرّكْعتيْن ما بيْنك و بيْن أنْ يكون الضّوْء بحذاء رأْسك فإذا كان بعْد ذلك فابْدأْ بالْفجْر
- عنْه عن الْقاسم بْن محمّد عن الْحسيْن بْن أبي الْعلاء قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع الرّجل يقوم و قدْ نوّر بالْغداة قال فلْيصلّ السّجْدتيْن اللّتيْن قبْل الْغداة ثمّ لْيصلّ الْغداة
و الْوجْه الْآخر أنْ تكون محْمولة على ضرْب من التّقيّة لأنّ ذلك مذْهب أكْثر الْعامّة و ليْس يوافقنا عليْه إلّا نفر يسير و الّذي يدلّ على ذلك
17- ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ عليّ بْن أبي حمْزة عنْ أبي بصير قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع متى أصلّي ركْعتي الْفجْر قال فقال لي بعْد طلوع الْفجْر قلْت له إنّ أبا جعْفر ع أمرني أنْ أصلّيهما قبْل طلوع الْفجْر فقال يا أبا محمّد إنّ الشّيعة أتوْا أبي مسْترْشدين فأفْتاهمْ بمرّ الْحقّ و أتوْني شكّاكا فأفْتيْتهمْ بالتّقيّة
18- فأمّا ما رواه ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد بْن عثْمان قال قال لي أبو عبْد اللّه ع ربّما صلّيْتهما و عليّ ليْل فإنْ قمْت و لمْ يطْلع الْفجْر أعدْتهما
19- و ما رواه صفْوان عن ابْن بكيْر عنْ زرارة قال سمعْت أبا جعْفر ع يقول إنّي لأصلّي صلاة اللّيْل و أفْرغ منْ صلاتي و أصلّي الرّكْعتيْن فأنام ما شاء اللّه قبْل أنْ يطْلع الْفجْر فإن اسْتيْقظْت عنْد الْفجْر أعدْتهما
فالْوجْه في هذيْن الْخبريْن أنْ نحْملهما على منْ يصلّي الرّكْعتيْن قبْل الْفجْر الْأوّل فإنّه يسْتحبّ له أنْ يعيدهما ما لمْ يطْلع الْفجْر الثّاني و ليْس ذلك بواجب
- باب وقْت منْ فاتتْه صلاة الْفريضة هلْ يجوز له أنْ يتنفّل أمْ لا
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أبيه عن الْحسيْن بْن الْحسن بْن أبان عن الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن أبي عميْر عنْ عمر بْن أذيْنة عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع أنّه سئل عنْ رجل صلّى بغيْر طهور أوْ نسي صلوات لمْ يصلّها أوْ نام عنْها فقال يقْضيها إذا ذكرها في أيّ ساعة ذكرها منْ ليْل أوْ نهار فإذا دخل وقْت صلاة و لمْ يتمّ ما قدْ فاته فلْيقْض ما لمْ يتخوّفْ أنْ يذْهب وقْت هذه الصّلاة الّتي قدْ حضرتْ و هذه أحقّ بوقْتها فلْيصلّها فإذا قضاها فلْيصلّ ما قدْ فاته ممّا قدْ مضى و لا يتطوّعْ بركْعة حتّى يقْضي الْفريضة كلّها
2- سعْد بْن عبْد اللّه عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ صفْوان بْن يحْيى عنْ يعْقوب بْن شعيْب عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قال سألْته عن الرّجل ينام عن الْغداة حتّى تبْزغ الشّمْس أ يصلّي حين يسْتيْقظ أوْ ينْتظر حتّى تنْبسط الشّمْس فقال يصلّي حين يسْتيْقظ قلْت يوتر أوْ يصلّي ركْعتيْن قال بلْ يبْدأ بالْفريضة
3- فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة عنْ حسيْن بْن عثْمان عنْ سماعة عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عنْ رجل نام عن الصّلاة حتّى طلعت الشّمْس فقال يصلّي الرّكْعتيْن ثمّ يصلّي الْغداة
4- عنْه عن النّضْر بْن سويْد عنْ عبْد اللّه بْن سنان عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سمعْته يقول إنّ رسول اللّه ص رقد فغلبتْه عيْناه فلمْ يسْتيْقظْ حتّى آذاه حرّ الشّمْس ثمّ اسْتيْقظ فركع ركْعتيْن ثمّ صلّى الصّبْح فقال يا بلال ما لك فقال بلال أرْقدني الّذي أرْقدك يا رسول اللّه قال و كره الْمقام و قال نمْتمْ بوادي شيْطان
فالْوجْه في هذيْن الْخبريْن أنْ نحْملهما على منْ يريد أنْ يصلّي بقوْم و ينْتظر اجْتماعهمْ جاز له حينئذ أنْ يبْتدئ بركْعتي النّافلة كما فعل النّبيّ ص فأمّا إذا كان وحْده فلا يجوز له ذلك على حال
157- باب منْ فاتتْه صلاة فريضة و دخل عليْه وقْت صلاة أخْرى فريضة
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ محمّد بْن يعْقوب عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ سهْل بْن زياد عنْ محمّد بْن سنان عن ابْن مسْكان عنْ أبي بصير قال سألْته عنْ رجل نسي الظّهْر حتّى دخل وقْت الْعصْر قال يبْدأ بالظّهْر و كذلك الصّلوات تبْدأ بالّتي نسيت إلّا أنْ تخاف أنْ يخْرج وقْت الصّلاة فتبْدأ بالّتي أنْت في وقْتها ثمّ تقْضي الّتي نسيت
2- الْحسيْن بْن سعيد عن الْقاسم بْن عرْوة عنْ عبيْد بْن زرارة عنْ أبيه عنْ أبي جعْفر ع قال إذا فاتتْك صلاة فذكرْتها في وقْت أخْرى فإنْ كنْت تعْلم أنّك إذا صلّيْت الّتي قدْ فاتتْك كنْت من الْأخْرى في وقْت فابْدأْ بالّتي فاتتْك فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول أقم الصّلاة لذكْري و إنْ كنْت تعْلم أنّك إنْ صلّيْت الّتي فاتتْك فاتتْك الّتي بعْدها أيْضا فابْدأْ بالّتي أنْت في وقْتها و اقْض الْأخْرى
3- الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن سنان عن ابْن مسْكان عن الْحلبيّ قال سألْته عنْ رجل نسي أنْ يصلّي الْأولى حتّى صلّى الْعصْر قال فلْيجْعلْ صلاته الّتي صلّى الْأولى ثمّ يسْتأْنف الْعصْر قال قلْت فإنْ نسي الْأولى و الْعصْر جميعا ثمّ ذكر ذلك عنْد غروب الشّمْس فقال إنْ كان في وقْت لا يخاف فوْت إحْداهما فلْيصلّ الظّهْر ثمّ لْيصلّ الْعصْر و إنْ خاف أنْ يفوته فلْيبْدأْ بالْعصْر و لا يؤخّرْها فيفوته فيكون قدْ فاتتاه جميعا و لكنْ يصلّي الْعصْر فيما قدْ بقي منْ وقْتها ثمّ لْيصلّ الْأولى بعْد ذلك على أثرها
4- عنْه عنْ فضالة عن ابْن مسْكان عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إنْ نام رجل أوْ نسي أنْ يصلّي الْمغْرب و الْعشاء الْآخرة فإن اسْتيْقظ قبْل الْفجْر قدْر ما يصلّيهما كلْتيْهما فلْيصلّهما و إنْ خاف أنْ تفوته إحْداهما فلْيبْدأْ بالْعشاء الْآخرة و إن اسْتيْقظ بعْد الْفجْر فلْيبْدأْ فلْيصلّ الصّبْح ثمّ الْمغْرب ثمّ الْعشاء قبْل طلوع الشّمْس
5- عنْه عنْ حمّاد عنْ شعيْب عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إنْ نام الرّجل و لمْ يصلّ صلاة الْمغْرب و الْعشاء الْآخرة أوْ نسي فإذا اسْتيْقظ قبْل الْفجْر قدْر ما يصلّيهما كلْتيْهما فلْيصلّهما و إنْ خشي أنْ تفوته إحْداهما فلْيبْدأْ بالْعشاء الْآخرة و إن اسْتيْقظ بعْد الْفجْر فلْيبْدأْ فلْيصلّ الْفجْر ثمّ الْمغْرب ثمّ الْعشاء الْآخرة قبْل طلوع الشّمْس فإنْ خاف أنْ تطْلع الشّمْس فتفوته إحْدى الصّلاتيْن فلْيصلّ الْمغْرب و يدع الْعشاء الْآخرة حتّى تطْلع الشّمْس و يذْهب شعاعها ثمّ لْيصلّها
6- فأمّا ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عمْرو بْن سعيد الْمدائنيّ عنْ مصدّق بْن صدقة عنْ عمّار السّاباطيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عن الرّجل يفوته الْمغْرب حتّى تحْضر الْعتمة فقال إنْ حضرت الْعتمة و ذكر أنّ عليْه صلاة الْمغْرب فإنْ أحبّ أنْ يبْدأ بالْمغْرب بدأ و إنْ أحبّ بدأ بالْعتمة ثمّ صلّى الْمغْرب بعْدها
فهذا خبر شاذّ مخالف للْأخْبار كلّها لأنّ الْعمل على ما قدّمْناه منْ أنّه إذا كان الْوقْت واسعا ينْبغي أنْ يبْدأ بالْفائتة و إنْ كان الْوقْت مضيّقا بدأ بالْحاضرة و ليْس هاهنا وقْت يكون الْإنْسان فيه مخيّرا و يمْكن أنْ يحْمل الْخبر على الْجواز و الْأخْبار الْأوّلة على الْفضْل و الاسْتحْباب
- فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عن الْعبّاس عنْ إسْماعيل بْن همّام عنْ أبي الْحسن ع أنّه قال في الرّجل يؤخّر الظّهْر حتّى يدْخل وقْت الْعصْر فإنّه يبْدأ بالْعصْر ثمّ يصلّي الظّهْر
فالْوجْه في هذا الْخبر هو أنّه إذا تضيّق وقْت الْعصْر بدأ به ثمّ صلّى الظّهْر على ما فصّلْناه
8- فأمّا ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ عليّ بْن خالد عنْ أحْمد بْن الْحسن بْن عليّ بْن فضّال عنْ عمْرو بْن سعيد الْمدائنيّ عنْ مصدّق بْن صدقة عنْ عمّار السّاباطيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عن الرّجل ينام عن الْفجْر حتّى تطْلع الشّمْس و هو في سفر كيْف يصْنع أ يجوز له أنْ يقْضي بالنّهار قال لا يقْضي صلاة نافلة و لا فريضة بالنّهار و لا يجوز له و لا يثْبت له و لكنْ يؤخّرها فيقْضيها باللّيْل
فهذا خبر شاذّ لا يعارض به الْأخْبار الّتي قدّمْناها مع مطابقتها لظاهر الْكتاب و إجْماع الْأمّة
158- باب وقْت قضاء ما فات من النّوافل
1- أخْبرني الشّيْخ رحمه اللّه عنْ أبي الْقاسم جعْفر بْن محمّد عنْ أبيه عنْ سعْد بْن عبْد اللّه عنْ محمّد بْن الْحسيْن بْن أبي الْخطّاب عنْ محمّد بْن بزيع الْعدويّ عنْ أبي الْحسن عبْد اللّه بْن عوْن الشّاميّ قال حدّثني عبْد اللّه بْن أبي يعْفور عنْ أبي عبْد اللّه ع في قضاء صلاة اللّيْل و الْوتْر تفوت الرّجل أ يقْضيها بعْد صلاة الْفجْر و بعْد الْعصْر فقال لا بأْس بذلك
2- عنْه عنْ موسى بْن جعْفر عنْ أبي جعْفر عنْ محمّد بْن عبْد الْجبّار عنْ ميْمون عنْ محمّد بْن فرح قال كتبْت إلى الْعبْد الصّالح ع أسْأله عنْ مسائل فكتب إليّ و صلّ بعْد الْعصْر من النّوافل ما شئْت و صلّ بعْد الْغداة من النّوافل ما شئْت
3- محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ إبْراهيم عنْ محمّد بْن عمر الزّيّات عنْ جميل بْن درّاج قال سألْت أبا الْحسن الْأوّل ع عنْ قضاء صلاة اللّيْل بعْد الْفجْر إلى طلوع الشّمْس قال نعمْ و بعْد الْعصْر إلى اللّيْل فهو منْ سرّ آل محمّد الْمخْزون
4- أحْمد بْن محمّد عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ سيْف بْن عميرة عنْ سليْمان بْن هارون قال سألْت أبا الْحسن ع عنْ قضاء الصّلاة بعْد الْعصْر قال فاقْضها متى ما شئْت
5- الْحسيْن بْن سعيد عنْ فضالة بْن أيّوب عن الْحسيْن بْن أبي الْعلاء عنْ أبي عبْد اللّه ع قال اقْض صلاة النّهار أيّ ساعة شئْت منْ ليْل أوْ نهار كلّ ذلك سواء
6- عنْه عنْ فضالة عنْ عبْد اللّه بْن مسْكان عن ابْن أبي يعْفور قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول صلاة النّهار يجوز قضاؤها أيّ ساعة شئْت منْ ليْل أوْ نهار
7- أحْمد بْن محمّد عنْ عليّ بْن سيْف عنْ حسّان بْن مهْران قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ قضاء النّوافل قال ما بيْن طلوع الشّمْس إلى غروبها
8- فأمّا ما رواه الطّاطريّ عنْ محمّد بْن أبي حمْزة و عليّ بْن رباط عن ابْن مسْكان عنْ محمّد الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا صلاة بعْد الْفجْر حتّى تطْلع الشّمْس فإنّ رسول اللّه ص قال إنّ الشّمْس تطْلع بيْن قرْني الشّيْطان و تغْرب بيْن قرْني الشّيْطان و قال لا صلاة بعْد الْعصْر حتّى تصلّى الْمغْرب
9- عنْه عنْ محمّد بْن مسْكين عنْ معاوية بْن عمّار عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا صلاة بعْد الْعصْر حتّى تصلّى الْمغْرب و لا صلاة بعْد الْفجْر حتّى تطْلع الشّمْس
فالْوجْه في هذه الْأخْبار و ما جانسها أحد شيْئيْن أحدهما أنْ تكون محْمولة على التّقيّة لأنّها موافقة لمذاهب الْعامّة و الثّاني أنْ تكون محْمولة على كراهة ابْتداء النّوافل في هذيْن الْوقْتيْن و إنْ لمْ يكنْ ذلك محْظورا لأنّه قدْ رويتْ رخْصة في جواز الابْتداء بالنّوافل في هذيْن الْوقْتيْن
10- روى ذلك أبو جعْفر محمّد بْن عليّ بْن الْحسيْن بْن بابويْه رحمه اللّه قال قال لي جماعة منْ مشايخنا عنْ أبي الْحسيْن محمّد بْن جعْفر الْأسديّ و ورد عليْه فيما ورد منْ جواب مسائله عنْ محمّد بْن عثْمان الْعمْريّ رحمه اللّه و أمّا ما سألْت عنْه من الصّلاة عنْد طلوع الشّمْس و عنْد غروبها فإنْ كان كما يقول النّاس إنّ الشّمْس تطْلع بيْن قرْني الشّيْطان و تغْرب بيْن قرْني الشّيْطان فما أرْغم أنْف الشّيْطان بشيْء أفْضل من الصّلاة فصلّها و أرْغمْ أنْف الشّيْطان
و الّذي يدلّ على هذا التّفْصيل الّذي ذكرْناه
11- ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن عيسى عنْ أبي الْحسن عليّ بْن بلال قال كتبْت إليْه في قضاء النّافلة منْ طلوع الْفجْر إلى طلوع الشّمْس و منْ بعْد الْعصْر إلى أنْ تغيب الشّمْس فكتب لا يجوز ذلك إلّا للْمقْتضي فأمّا لغيْره فلا
12- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد عنْ سعْد بْن إسْماعيل عنْ أبيه إسْماعيل بْن عيسى قال سألْت الرّضا ع عن الرّجل يصلّي الْأولى ثمّ يتنفّل فيدْركه وقْت الْعصْر منْ قبْل أنْ يفْرغ منْ نافلته فيبْطئ بالْعصْر بعْد نافلته أوْ يصلّيها بعْد الْعصْر أوْ يؤخّرها حتّى يصلّيها في آخر وقْت قال يصلّي الْعصْر و يقْضي نافلته في يوْم آخر
فالْوجْه في هذا الْخبر أنّه إذا صلّى في آخر وقْته فيكون قدْ قارب غيْبوبة الشّمْس و ذلك وقْت يكْره فيه الصّلاة على ما بيّنّاه و ذلك أيْضا محْمول على ما ذكرْناه من الاسْتحْباب
- فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد عن الْبرْقيّ عنْ سعْد بْن سعْد عنْ أبي الْحسن الرّضا ع قال سألْته عن الرّجل يكون في بيْته و هو يصلّي و هو يرى أنّ عليْه اللّيْل ثمّ يدْخل عليْه الْآخر من الْباب فقال قدْ أصْبحْت هلْ يصلّي الْوتْر أمْ لا أوْ يعيد شيْئا منْ صلاة اللّيْل قال يعيد إنْ صلّاها مصْبحا
فالْوجْه في هذا الْخبر أنّه إنّما أوْجب عليْه الْإعادة إذا صلّاها مصْبحا لأنّه إذا أصْبح يكون قدْ تضيّق وقْت الْفريضة فلا يجوز أنْ يصلّي نافلة فإذا صلّاها كان عليْه إعادتها لأنّه صلّاها في غيْر وقْتها على ما بيّنّاه يبيّن ذلك
14- ما رواه أحْمد بْن محمّد عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ سيْف بْن عميرة عنْ أبي بكْر الْحضْرميّ عنْ جعْفر بْن محمّد ع قال إذا دخل وقْت صلاة فريضة فلا تطوّع
فأمّا كيْفيّة الْقضاء فقدْ أفْردْنا له بابا عقيب هذا الْباب
159- باب كيْفيّة قضاء صلاة النّوافل و الْوتْر
1- عليّ بْن مهْزيار عن الْحسن عن النّضْر عنْ هشام بْن سالم و فضالة عنْ أبان جميعا عنْ سليْمان بْن خالد قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ قضاء الْوتْر بعْد الظّهْر فقال اقْضه وتْرا أبدا كما فاتك قلْت وتْران في ليْلة قال نعمْ أ ليْس أحدهما قضاء
2- عنْه عن الْحسن بْن عليّ عنْ عليّ بْن النّعْمان و محمّد بْن سنان و فضالة عن الْحسيْن جميعا عن ابْن مسْكان عنْ سليْمان بْن خالد عنْ أبي عبْد اللّه ع في قضاء الْوتْر فقال اقْضه وتْرا أبدا
3- عنْه عن الْحسن عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ جميل بْن درّاج عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال سألْته عن الْوتْر يفوت الرّجل قال يقْضي وتْرا أبدا
4- عنْه عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ عبْد اللّه بْن الْمغيرة قال سألْت أبا إبْراهيم ع عن الرّجل يفوته الْوتْر قال يقْضيه وتْرا أبدا
5- عنْه عن الْحسن عنْ فضالة عنْ حمّاد بْن عثْمان عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت أصْبح عن الْوتْر إلى اللّيْل كيْف أقْضي قال مثْلا بمثْل
5- فأمّا ما رواه عليّ بْن مهْزيار عن الْحسن عن ابْن أبي عميْر عنْ عمر بْن أذيْنة عنْ زرارة عن الْفضيْل قال سمعْت أبا جعْفر ع يقول يقْضيه من النّهار ما لمْ تزل الشّمْس وتْرا فإذا زالت الشّمْس فمثْنى مثْنى
7- عنْه عن الْحسن عنْ فضالة عنْ حسيْن بْن عثْمان عنْ سماعة عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الْوتْر ثلاث ركعات إلى زوال الشّمْس فإذا زالتْ فأرْبع ركعات
8- عنْه عن الْحسن عنْ محمّد بْن زياد عنْ كرْدويْه الْهمْدانيّ قال سألْت أبا الْحسن ع عنْ قضاء الْوتْر فقال ما كان بعْد الزّوال فهو شفْع ركْعتيْن ركْعتيْن
فالْوجْه في هذه الْأخْبار أحد شيْئيْن أحدهما أنْ نحْملها على منْ يريد قضاء الْوتْر جالسا فهو ينْبغي أنْ يصلّي بدل كلّ ركْعة ركْعتيْن على جهة الْأفْضل و إنْ كان لوْ صلّى بدل كلّ ركْعة ركْعة جالسا لمْ يكنْ عليْه شيْء يدلّ على ذلك
6- ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ عبْد اللّه بْن بحْر عنْ حريز عنْ محمّد بْن مسْلم قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ رجل يكْسل أوْ يضْعف فيصلّي التّطوّع جالسا قال يضعّف ركْعتيْن بركْعة
10- عنْه عنْ فضالة عنْ حسيْن عن ابْن مسْكان عن الْحسن بْن زياد الصّيْقل قال قال لي أبو عبْد اللّه ع إذا صلّى الرّجل جالسا و هو يسْتطيع الْقيام فلْيضعّفْ
و الّذي يدلّ على أنّه يجوز له أنْ يقْضيه وتْرا و إنْ قضاه بعْد الظّهْر
11- ما رواه أحْمد بْن محمّد عن الْحسن بْن عليّ بْن يقْطين عنْ أخيه الْحسيْن عنْ عليّ بْن يقْطين قال سألْت أبا الْحسن ع عنْ رجل يفوته الْوتْر من اللّيْل قال يقْضيه وتْرا متى ما ذكر و إنْ زالت الشّمْس
و الْوجْه الثّاني في الْأخْبار الْمتقدّمة أنْ يكون متوجّها إلى منْ يتهاون بالصّلاة و يتعمّد ترْكها على سبيل التّغْليظ عليْه يدلّ على ذلك
12- ما رواه عليّ بْن مهْزيار عن الْحسن عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ زرارة قال إذا فاتك وتْر منْ ليْلتك فمتى ما قضيْته من الْغد قبْل الزّوال قضيْته وتْرا و متى ما قضيْته ليْلا قضيْته وتْرا و متى ما قضيْته نهارا بعْد ذلك الْيوْم قضيْته شفْعا تضيف إليْه أخْرى حتّى يكون شفْعا قال قلْت له و لم جعل الشّفْع قال عقوبة لتضْييعه الْوتْر
فأمّا ما يدلّ على أنّه إذا صلّى جالسا جاز له ركْعة بركْعة
13- ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عن الْقاسم بْن محمّد عنْ عليّ بْن أبي حمْزة عنْ أبي بصير عنْ أبي جعْفر ع قال قلْت له إنّا نتحدّث نقول منْ صلّى و هو جالس منْ غيْر علّة كانتْ صلاته ركْعتيْن بركْعة و سجْدتيْن بسجْدة فقال ليْس هو هكذا هي تامّة لكمْ