قال الشيخ رحمه الله و القبلة هي الكعبة إلى قوله و من أراد معرفتها في باقي الليل فليجعل الجدي على منكبه الأيمن فإنه يكون متوجها إليها قال الله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره و قال و من حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام و إنه للحق من ربك و ما الله بغافل عما تعملون و قال و من حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره فأوجب الله تعالى بظاهر اللفظ التوجه نحو المسجد الحرام لمن نأى عن المسجد الحرام و المراد بالشطر هاهنا النحو قال هذيل
أقول لأم زنباع أقري صدور العيس شطر بني تميم
و قال لقيط الإيادي
فقد أظلكم من شطر ثغركم هول له ظلم تغشاكم قطعا
1- علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن أبي حمزة عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله عز و جل فأقم وجهك للدين حنيفا قال أمره أن يقيم وجهه للقبلة ليس فيه شيء من عبادة الأوثان خالصا مخلصا
2- و عنه عن ابن أبي حمزة عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله عز و جل و أقيموا وجوهكم عند كل مسجد قال هذه القبلة أيضا
3- و عنه عن ابن أبي حمزة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قلت له متى صرف رسول الله ص إلى الكعبة فقال بعد رجوعه من بدر
4- محمد بن علي بن محبوب عن أحمد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى و أقيموا وجوهكم عند كل مسجد قال مساجد محدثة فأمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام
5- الطاطري عن محمد بن أبي حمزة عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قوله تعالى و ما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه أمره به قال نعم إن رسول الله ص كان يقلب وجهه في السماء فعلم الله عز و جل ما في نفسه فقال قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها
6- و عنه عن وهيب عن أبي بصير عن أحدهما ع في قوله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق و المغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم فقلت له الله أمره أن يصلي إلى البيت المقدس قال نعم أ لا ترى أن الله تعالى يقول و ما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه و إن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله و ما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم قال إن بني عبد الأشهل أتوهم و هم في الصلاة و قد صلوا ركعتين إلى بيت المقدس فقيل لهم إن نبيكم قد صرف إلى الكعبة فتحول النساء مكان الرجال و الرجال مكان النساء و جعلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة فصلوا صلاة واحدة إلى قبلتين فلذلك سمي مسجدهم مسجد القبلتين
7- محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن الحسين عن عبيد الله بن محمد الحجال عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع أن الله تعالى جعل الكعبة قبلة لأهل المسجد و جعل المسجد قبلة لأهل الحرم و جعل الحرم قبلة لأهل الدنيا
8- أبو العباس بن عقدة عن الحسين بن محمد بن حازم قال حدثنا تغلب بن الضحاك قال حدثنا بشر بن جعفر الجعفي أبو الوليد قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول البيت قبلة لأهل المسجد و المسجد قبلة لأهل الحرم و الحرم قبلة للناس جميعا
9- محمد بن يعقوب عن علي بن محمد رفعه قال قيل لأبي عبد الله ع لم صار الرجل ينحرف في الصلاة إلى اليسار فقال لأن للكعبة ستة حدود أربعة منها على يسارك و اثنان منها على يمينك فمن أجل ذلك وقع التحريف على اليسار
10- و سأل المفضل بن عمر أبا عبد الله ع عن التحريف لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة و عن السبب فيه فقال إن الحجر الأسود لما أنزل به من الجنة و وضع في موضعه جعل أنصاب الحرم من حيث يلحقه النور نور الحجر فهي عن يمين الكعبة أربعة أميال و عن يسارها ثمانية أميال كله اثنا عشر ميلا فإذا انحرف الإنسان ذات اليمين خرج عن حد القبلة لقلة أنصاب الحرم و إذا انحرف ذات اليسار لم يكن خارجا عن حد القبلة
11- الطاطري عن جعفر بن سماعة عن علاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال سألته عن القبلة قال ضع الجدي في قفاك و صل
قال الشيخ رحمه الله و إذا أطبقت السماء بالغيم فلم يجد الإنسان دليلا عليها بالشمس و النجوم فليصل إلى أربع جهات و إن لم يقدر على ذلك لسبب من الأسباب المانعة من الصلاة أربع مرات فليصل إلى أي جهة شاء و ذلك مجز مع الاضطرار
12- محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن عباد عن خراش عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك إن هؤلاء المخالفين علينا يقولون إذا أطبقت علينا أو أظلمت فلم نعرف السماء كنا و أنتم سواء في الاجتهاد فقال ليس كما يقولون إذا كان ذلك فليصل لأربع وجوه
13- و روى الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن عباد عن خراش عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع مثله
فأما ما يدل على أن التحري يجزي عند الضرورة ما رواه
14- محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن حماد عن حريز عن زرارة قال قال أبو جعفر ع يجزي التحري أبدا إذا لم يعلم أين وجه القبلة
- و عنه عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سألته عن الصلاة بالليل و النهار إذا لم تر الشمس و لا القمر و لا النجوم قال اجتهد رأيك و تعمد القبلة جهدك
16- الحسين بن سعيد عن الحسن عن زرعة عن سماعة قال سألته عن الصلاة بالليل و النهار إذا لم تر الشمس و لا القمر و لا النجوم قال تجتهد رأيك و تعمد القبلة جهدك
و ليس لأحد أن يقول لم حملتم هذه الأخبار على حال الاضطرار دون حال الاختيار و هلا جاز التحري في كل وقت التبس فيه القبلة لأنا متى لم نحمل هذه الأخبار على حال الاضطرار لم يكن لما قدمناه من الخبرين بأنه يصلي إلى أربع جهات معنى لأن على مقتضى ظاهر هذه الأحاديث يجزي التحري و لا يحتاج في حال أن يصلي إلى أربع جهات فيسقط متضمنهما جملة و إذا حملنا هذه الأخبار على حال الضرورة و ذينك الحديثين على حال الاختيار نكون قد جمعنا بينها على وجه لا تنافي بينها و الذي يدل على ما قلناه من أن المراد بهذه الأخبار حال الاضطرار دون حال الاختيار
17- ما رواه الطاطري عن محمد بن زياد عن حماد عن عمرو بن يحيى قال سألت أبا عبد الله ع عن رجل صلى على غير القبلة ثم تبينت له القبلة و قد دخل في وقت صلاة أخرى قال يعيدها قبل أن يصلي هذه التي قد دخل وقتها
18- و عنه عن محمد بن زياد عن حماد بن عثمان عن معمر بن يحيى قال سألت أبا عبد الله ع عن رجل صلى على غير القبلة ثم تبين له القبلة و قد دخل وقت صلاة أخرى قال يصليها قبل أن يصلي هذه التي دخل وقتها إلا أن يخاف فوت التي دخل وقتها
فلو لم يكن المراد بتلك الأحاديث حال الاضطرار لم يكن لإيجاب الإعادة بعد خروج الوقت معنى حسب ما تضمنه هذان الخبران لأن ظاهرهما يقضي أنه متى تحرى القبلة و صلى ثم خرج الوقت فإنه أجزأت صلاته قال الشيخ رحمه الله و من أخطأ القبلة أو سها عنها ثم عرف ذلك و الوقت باق أعاد فإن عرفه بعد خروج الوقت لم يكن عليه إعادة فيما مضى اللهم إلا أن يكون قد صلى مستدبر القبلة فيجب عليه حينئذ إعادة الصلاة كان الوقت باقيا أو منقضيا
19- علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله ع قال إذا صليت و أنت على غير القبلة و استبان لك أنك صليت و أنت على غير القبلة و أنت في وقت فأعد و إن فاتك الوقت فلا تعد
20- و عنه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال قلت لأبي عبد الله ع الرجل يكون في قفر من الأرض في يوم غيم فيصلي لغير القبلة ثم يصحي فيعلم أنه صلى لغير القبلة كيف يصنع قال إن كان في وقت فليعد صلاته و إن كان مضى الوقت فحسبه اجتهاده
21- الطاطري عن محمد بن أبي حمزة عن عبد الله بن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع مثله
22- و عنه عن محمد بن زياد عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله ع قال قال أبو عبد الله ع إذا صليت و أنت على غير القبلة و استبان لك أنك على غير القبلة و أنت في وقت فأعد و إن فاتك فلا تعد
23- محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عن يعقوب بن يقطين قال سألت عبدا صالحا عن رجل صلى في يوم سحاب على غير القبلة ثم طلعت الشمس و هو في وقت أ يعيد الصلاة إذا كان قد صلى على غير القبلة و إن كان قد تحرى القبلة بجهده أ تجزيه صلاته فقال يعيد ما كان في وقت فإذا ذهب الوقت فلا إعادة عليه
24- عنه عن أحمد عن الحسين عن فضالة عن أبان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا صليت على غير القبلة فاستبان لك قبل أن تصبح أنك صليت على غير القبلة فأعد صلاتك
25- عنه عن محمد بن الحسين عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قلت الرجل يقوم في الصلاة ثم ينظر بعد ما فرغ فيرى أنه قد انحرف عن القبلة يمينا و شمالا قال قد مضت صلاته و ما بين المشرق و المغرب قبلة
26- عنه عن أحمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن القاسم بن الوليد قال سألته عن رجل تبين له و هو في الصلاة أنه على غير القبلة قال يستقبلها إذا أثبت ذلك و إن كان قد فرغ منها فلا يعيدها
27- محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن الحسن بن علي عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطي عن أبي عبد الله ع في رجل صلى على غير القبلة فيعلم و هو في الصلاة قبل أن يفرغ من صلاته قال إن كان متوجها فيما بين المشرق و المغرب فليحول وجهه إلى القبلة حين يعلم و إن كان متوجها إلى دبر القبلة فليقطع ثم يحول وجهه إلى القبلة ثم يفتتح الصلاة
28- الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين قال كتبت إلى عبد صالح ع الرجل يصلي في يوم غيم في فلاة من الأرض و لا يعرف القبلة فيصلي حتى إذا فرغ من صلاته بدت له الشمس فإذا هو قد صلى لغير القبلة أ يعتد بصلاته أم يعيدها فكتب يعيدها ما لم يفته الوقت أ و لم يعلم أن الله يقول و قوله الحق فأينما تولوا فثم وجه الله