باب علل الحجّ
قال الشّيخ مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه قد أخرجت أسانيد العلل الّتي أنا ذاكرها عن النّبيّ ص و عن الأئمّة ع في كتابي جامع علل الحجّ
2109- قال النّبيّ ص سمّيت الكعبة كعبة لأنّها وسط الدّنيا
2110- و قد روي أنّه إنّما سمّيت كعبة لأنّها مربّعة و صارت مربّعة لأنّها بحذاء البيت المعمور و هو مربّع و صار البيت المعمور مربّعا لأنّه بحذاء العرش و هو مربّع و صار العرش مربّعا لأنّ الكلمات الّتي بني عليها الإسلام أربع و هي سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر
2111- و سمّي بيت اللّه الحرام لأنّه حرّم على المشركين أن يدخلوه
2112- و سمّي البيت العتيق لأنّه أعتق من الغرق
2113- و روي أنّه سمّي العتيق لأنّه بيت عتيق من النّاس و لم يملكه أحد
2114- و وضع البيت في وسط الأرض لأنّه الموضع الّذي من تحته دحيت الأرض و ليكون الفرض لأهل المشرق و المغرب في ذلك سواء
و إنّما يقبّل الحجر و يستلم ليؤدّى إلى اللّه عزّ و جلّ العهد الّذي أخذ عليهم في الميثاق و إنّما وضع اللّه عزّ و جلّ الحجر في الرّكن الّذي هو فيه و لم يضعه في غيره لأنّه تبارك و تعالى حين أخذ الميثاق أخذه في ذلك المكان و جرت السّنّة بالتّكبير و استقبال الرّكن الّذي فيه الحجر من الصّفا لأنّه لمّا نظر آدم ع من الصّفا و قد وضع الحجر في الرّكن كبّر اللّه عزّ و جلّ و هلّله و مجّده و إنّما جعل الميثاق في الحجر لأنّ اللّه عزّ و جلّ لمّا أخذ الميثاق له بالرّبوبيّة و لمحمّد ص بالنّبوّة و لعليّ ع بالوصيّة اصطكّت فرائص الملائكة و أوّل من أسرع إلى الإقرار بذلك الحجر فلذلك اختاره اللّه عزّ و جلّ و ألقمه الميثاق و هو يجيء يوم القيامة و له لسان ناطق و عين ناظرة يشهد لكلّ من وافاه إلى ذلك المكان و حفظ الميثاق و إنّما أخرج الحجر من الجنّة ليذكر آدم ع ما نسي من العهد و الميثاق و صار الحرم مقدار ما هو لم يكن أقلّ و لا أكثر لأنّ اللّه تبارك و تعالى أهبط على آدم ع ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت فكان يطوف بها آدم ع و كان ضوؤها يبلغ موضع الأعلام فعلّمت الأعلام على ضوئها فجعله اللّه عزّ و جلّ حرما و إنّما يستلم الحجر لأنّ مواثيق الخلائق فيه و كان أشدّ بياضا من اللّبن فاسودّ من خطايا بني آدم و لو لا ما مسّه من أرجاس الجاهليّة ما مسّه ذو عاهة إلّا برأ
2115- و سمّي الحطيم حطيما لأنّ النّاس يحطم بعضهم بعضا هنالك
و صار النّاس يستلمون الحجر و الرّكن اليمانيّ و لا يستلمون الرّكنين الآخرين لأنّ الحجر الأسود و الرّكن اليمانيّ عن يمين العرش و إنّما أمر اللّه عزّ و جلّ أن يستلم ما عن يمين عرشه
2116- و إنّما صار مقام إبراهيم ع عن يساره لأنّ لإبراهيم ع مقاما في القيامة و لمحمّد ص مقاما فمقام محمّد ص عن يمين عرش ربّنا عزّ و جلّ و مقام إبراهيم ع عن شمال عرشه فمقام إبراهيم ع في مقامه يوم القيامة و عرش ربّنا تبارك و تعالى مقبل غير مدبر و صار الرّكن الشّاميّ متحرّكا في الشّتاء و الصّيف و اللّيل و النّهار لأنّ الرّيح مسجونة تحته و إنّما صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدّرج لأنّه لمّا هدم الحجّاج الكعبة فرّق النّاس ترابها فلمّا أرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حيّة فمنعت النّاس البناء فأتي الحجّاج فأخبر فسأل الحجّاج عليّ بن الحسين ع عن ذلك فقال له مر النّاس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئا إلّا ردّه فلمّا ارتفعت حيطانه أمر بالتّراب فألقي في جوفه فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدّرج و صار النّاس يطوفون حول الحجر و لا يطوفون فيه لأنّ أمّ إسماعيل دفنت في الحجر ففيه قبرها فطيف كذلك كيلا يوطأ قبرها
2117- و روي أنّ فيه قبور الأنبياء ع
و ما في الحجر شيء من البيت و لا قلامة ظفر
2118- و سمّيت بكّة لأنّ النّاس يبكّ بعضهم بعضا فيها بالأيدي
2119- و روي أنّها سمّيت بكّة لبكاء النّاس حولها و فيها
و بكّة هو موضع البيت و القرية مكّة و إنّما لا يستحبّ الهدي إلى الكعبة لأنّه يصير إلى الحجبة دون المساكين و الكعبة لا تأكل و لا تشرب و ما جعل هديا لها فهو لزوّارها
و روي أنّه ينادى على الحجر ألا من انقطعت به النّفقة فليحضر فيدفع إليه
2120- و إنّما هدمت قريش الكعبة لأنّ السّيل كان يأتيهم من أعلى مكّة فيدخلها فانصدعت
2121- و سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ سواء العاكف فيه و الباد فقال لم يكن ينبغي أن يصنع على دور مكّة أبواب لأنّ للحاجّ أن ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدّار حتّى يقضوا مناسكهم فإنّ أوّل من جعل لدور مكّة أبوابا معاوية
و يكره المقام بمكّة لأنّ رسول اللّه ص أخرج عنها و المقيم بها يقسو قلبه حتّى يأتي فيها ما يأتي في غيرها و لم يعذب ماء زمزم لأنّها بغت على المياه فأجرى اللّه عزّ و جلّ إليها عينا من صبر و إنّما صار ماء زمزم يعذب في وقت دون وقت لأنّه يجري إليها عين من تحت الحجر فإذا غلبت ماء العين عذب ماء زمزم و إنّما سمّي الصّفا صفا لأنّ المصطفى آدم ع هبط عليه فقطع للجبل اسم من اسم آدم ع لقول اللّه عزّ و جلّ إنّ اللّه اصطفى آدم و نوحا و هبطت حوّاء على المروة فسمّيت المروة لأنّ المرأة هبطت عليه فقطع للجبل اسم من اسم المرأة
2122- و حرّم المسجد لعلّة الكعبة و حرّم الحرم لعلّة المسجد و وجب الإحرام لعلّة الحرم
2123- و إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل الكعبة قبلة لأهل المسجد و جعل المسجد قبلة لأهل الحرم و جعل الحرم قبلة لأهل الدّنيا
و إنّما جعلت التّلبية لأنّ اللّه عزّ و جلّ لمّا قال لإبراهيم ع و أذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالا فنادى فأجيب من كلّ فجّ يلبّون
- و في رواية أبي الحسين الأسديّ رضي اللّه عنه عن سهل بن زياد عن جعفر بن عثمان الدّارميّ عن سليمان بن جعفر قال سألت أبا الحسن ع عن التّلبية و علّتها فقال إنّ النّاس إذا أحرموا ناداهم اللّه عزّ و جلّ فقال عبادي و إمائي لأحرّمنّكم على النّار كما أحرمتم لي فقولهم لبّيك اللّهمّ لبّيك إجابة للّه عزّ و جلّ على ندائه لهم
و إنّما جعل السّعي بين الصّفا و المروة لأنّ الشّيطان تراءى لإبراهيم ع في الوادي فسعى و هو منازل الشّياطين و إنّما صار المسعى أحبّ البقاع إلى اللّه عزّ و جلّ لأنّه يذلّ فيه كلّ جبّار
2125- و إنّما سمّي يوم التّروية لأنّه لم يكن بعرفات ماء و كانوا يستقون من مكّة من الماء لريّهم و كان يقول بعضهم لبعض تروّيتم تروّيتم فسمّي يوم التّروية لذلك
و سمّيت عرفة عرفة لأنّ جبرئيل ع قال لإبراهيم ع هناك اعترف بذنبك و اعرف مناسكك فلذلك سمّيت عرفة و سمّي المشعر مزدلفة لأنّ جبرئيل ع قال لإبراهيم ع بعرفات يا إبراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام فسمّيت المزدلفة لذلك و سمّيت المزدلفة جمعا لأنّه يجمع فيها المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين
2126- و سمّيت منى منى لأنّ جبرئيل ع أتى إبراهيم ع فقال له تمنّ يا إبراهيم و كانت تسمّى منى فسمّاها النّاس منى
2127- و روي إنّها سمّيت منى لأنّ إبراهيم ع تمنّى هناك أن يجعل اللّه مكان ابنه كبشا يأمره بذبحه فدية له
2128- و سمّي الخيف خيفا لأنّه مرتفع عن الوادي و كلّ ما ارتفع عن الوادي سمّي خيفا
2129- و إنّما صيّر الموقف بالمشعر و لم يصيّر بالحرم لأنّ الكعبة بيت اللّه و الحرم حجابه و المشعر بابه فلمّا قصده الزّائرون أوقفهم بالباب يتضرّعون حتّى أذن لهم بالدّخول ثمّ أوقفهم بالحجاب الثّاني و هو مزدلفة فلمّا نظر إلى طول تضرّعهم أمرهم بتقرّب قربانهم فلمّا قرّبوا و قضوا تفثهم و تطهّروا من الذّنوب الّتي كانت لهم حجابا دونه أمرهم بالزّيارة على طهارة
و إنّما كره الصّيام في أيّام التّشريق لأنّ القوم زوّار اللّه عزّ و جلّ فهم في ضيافته و لا ينبغي لضيف أن يصوم عند من زاره و أضافه
2130- و روي أنّها أيّام أكل و شرب و بعال
و مثل التّعلّق بأستار الكعبة مثل الرّجل يكون بينه و بين الرّجل جناية فيتعلّق بثوبه و يستخذي له رجاء أن يهب له جرمه و إنّما صار الحاجّ لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر من يوم يحلق رأسه لأنّ اللّه عزّ و جلّ أباح للمشركين الأشهر الحرم أربعة أشهر إذ يقول فسيحوا في الأرض أربعة أشهر فمن ثمّ وهب لمن يحجّ من المؤمنين البيت مسك الذّنوب أربعة أشهر
2131- و إنّما يكره الاحتباء في المسجد الحرام تعظيما للكعبة
2132- و إنّما سمّي الحجّ الأكبر لأنّها كانت سنة حجّ فيها المسلمون و المشركون و لم يحجّ المشركون بعد تلك السّنة
2133- و إنّما صار التّكبير بمنى في دبر خمس عشرة صلاة و بالأمصار في دبر عشرة صلوات لأنّه إذا نفر النّاس في النّفر الأوّل أمسك أهل الأمصار عن التّكبير و كبّر أهل منى ما داموا بمنى إلى النّفر الأخير
و إنّما صار في النّاس من يحجّ حجّة و فيهم من يحجّ أكثر و فيهم من لا يحجّ لأنّ إبراهيم ع لمّا نادى هلمّ إلى الحجّ أسمع من في أصلاب الرّجال و أرحام النّساء إلى يوم القيامة فلبّى النّاس في أصلاب الرّجال و أرحام النّساء لبّيك داعي اللّه لبّيك داعي اللّه فمن لبّى عشرا حجّ عشرا و من لبّى خمسا حجّ خمسا و من لبّى أكثر فبعدد ذلك و من لبّى واحدا حجّ واحدا و من لم يلبّ لم يحجّ
1234- و سمّي الأبطح أبطحا لأنّ آدم ع أمر أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتّى انفجر الصّبح و إنّما أمر آدم ع بالاعتراف ليكون سنّة في ولده و أذن رسول اللّه ص للعبّاس أن يبيت بمكّة ليالي منى من أجل سقاية الحاجّ و إنّما أحرم رسول اللّه ص من الشّجرة لأنّه لمّا أسري به إلى السّماء فكان بالموضع الّذي بحذاء الشّجرة نودي يا محمّد قال لبّيك قال أ لم أجدك يتيما فآويت و وجدتك ضالّا فهديت فقال النّبيّ ص الحمد و النّعمة و الملك لك لا شريك لك فلذلك أحرم من الشّجرة دون المواضع كلّها و أمّا تقليد البدن فليعرف أنّها بدنة و يعرفها صاحبها بنعله الّذي يقلّدها به و الإشعار إنّما أمر به ليحرم ظهرها على صاحبها من حيث أشعرها و لا يستطيع الشّيطان أن يتسنّمها
2135- و إنّما أمر برمي الجمار لأنّ إبليس اللّعين كان يتراءى لإبراهيم ع في موضع الجمار فيرجمه إبراهيم ع فجرت بذلك السّنّة و روي أنّ أوّل من رمى الجمار آدم ع ثمّ إبراهيم ع
2136- و قال رسول اللّه ص إنّما جعل اللّه هذا الأضحى لتشبع مساكينكم من اللّحم فأطعموهم
و العلّة الّتي من أجلها تجزي البقرة عن خمسة نفر لأنّ الّذين أمرهم السّامريّ بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس و هم الّذين ذبحوا البقرة الّتي أمر اللّه تبارك و تعالى بذبحها و هم أذينونة و أخوه ميذونة و ابن أخيه و ابنته و امرأته و إنّما يجزي الجذع من الضّأن في الأضحيّة و لا يجزي الجذع من المعز لأنّ الجذع من الضّأن يلقح و الجذع من المعز لا يلقح و إنّما يجوز للرّجل أن يدفع الضّحيّة إلى من يسلخها بجلدها لأنّ اللّه عزّ و جلّ قال فكلوا منها و أطعموا و الجلد لا يؤكل و لا يطعم و لا يجوز ذلك في الهدي و لم يبت أمير المؤمنين ع بمكّة بعد أن هاجر منها حتّى قبض لأنّه كان يكره أن يبيت بأرض قد هاجر منها رسول اللّه ص
باب فضائل الحجّ
قال اللّه تبارك و تعالى ففرّوا إلى اللّه يعني حجّوا إلى اللّه
2137- و من اتّخذ محملا للحجّ كان كمن ارتبط فرسا في سبيل اللّه عزّ و جلّ
و يقال حجّ فلان أي أفلج و الحجّ القصد إلى بيت اللّه عزّ و جلّ لخدمته على ما أمر به من قضاء المناسك
2138- و روى الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن محمّد بن قيس قال سمعت أبا جعفر ع يحدّث النّاس بمكّة قال صلّى رسول اللّه ص بأصحابه الفجر ثمّ جلس معهم يحدّثهم حتّى طلعت الشّمس فجعل يقوم الرّجل بعد الرّجل حتّى لم يبق معه إلّا رجلان أنصاريّ و ثقفيّ فقال لهما رسول اللّه ص قد علمت أنّ لكما حاجة تريدان أن تسألاني عنها فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني و إن شئتما فاسألاني قالا بل تخبرنا أنت يا رسول اللّه فإنّ ذلك أجلى للعمى و أبعد من الارتياب و أثبت للإيمان فقال النّبيّ ص أمّا أنت يا أخا الأنصار فإنّك من قوم يؤثرون على أنفسهم و أنت قرويّ و هذا الثّقفيّ بدويّ أ فتؤثره بالمسألة قال نعم قال أمّا أنت يا أخا ثقيف فإنّك جئت تسألني عن وضوئك و صلاتك و ما لك فيهما فاعلم أنّك إذا ضربت يدك في الماء و قلت بسم اللّه الرّحمن الرّحيم تناثرت الذّنوب الّتي اكتسبتها يداك فإذا غسلت وجهك تناثرت الذّنوب الّتي اكتسبتها عيناك بنظرهما و فوك بلفظه فإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذّنوب عن يمينك و شمالك فإذا مسحت رأسك و قدميك تناثرت الذّنوب الّتي مشيت إليها على قدميك فهذا لك في وضوئك فإذا قمت إلى الصّلاة و توجّهت و قرأت أمّ الكتاب و ما تيسّر لك من السّور ثمّ ركعت فأتممت ركوعها و سجودها و تشهّدت و سلّمت غفر لك كلّ ذنب فيما بينك و بين الصّلاة الّتي قدّمتها إلى الصّلاة المؤخّرة فهذا لك في صلاتك و أمّا أنت يا أخا الأنصار فإنّك جئت تسألني عن حجّك و عمرتك و ما لك فيهما من الثّواب فاعلم أنّك إذا توجّهت إلى سبيل الحجّ ثمّ ركبت راحلتك و قلت بسم اللّه و مضت بك راحلتك لم تضع راحلتك خفّا و لم ترفع خفّا إلّا كتب اللّه عزّ و جلّ لك حسنة و محا عنك سيّئة فإذا أحرمت و لبّيت كتب اللّه تعالى لك في كلّ تلبية عشر حسنات و محا عنك عشر سيّئات فإذا طفت بالبيت أسبوعا كان لك بذلك عند اللّه عهد و ذكر يستحيي منك ربّك أن يعذّبك بعده فإذا صلّيت عند المقام ركعتين كتب اللّه لك بهما ألفي ركعة مقبولة و إذا سعيت بين الصّفا و المروة سبعة أشواط كان لك بذلك عند اللّه عزّ و جلّ مثل أجر من حجّ ماشيا من بلاده و مثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة و إذا وقفت بعرفات إلى غروب الشّمس فلو كان عليك من الذّنوب مثل رمل عالج و زبد البحر لغفرها اللّه لك فإذا رميت الجمار كتب اللّه لك بكلّ حصاة عشر حسنات فيما تستقبل من عمرك فإذا حلقت رأسك كان لك بعدد كلّ شعرة حسنة تكتب لك فيما تستقبل من عمرك فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كان لك بكلّ قطرة من دمها حسنة تكتب لك فيما تستقبل من عمرك فإذا طفت بالبيت أسبوعا للزّيارة و صلّيت عند المقام ركعتين ضرب ملك كريم على كتفيك فقال أمّا ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بينك و بين عشرين و مائة يوم
2139- و روي أنّ بني إسرائيل كانت إذا قرّبت القربان تخرج نار فتأكل قربان من قبل منه و أنّ اللّه تبارك و تعالى جعل الإحرام مكان القربان
2140- و قال أمير المؤمنين ع ما من مهلّ يهلّ في التّلبية إلّا أهلّ من عن يمينه من شيء إلى مقطع التّراب و من عن يساره إلى مقطع التّراب و قال له الملكان أبشر يا عبد اللّه و ما يبشّر اللّه عبدا إلّا بالجنّة
- و من لبّى في إحرامه سبعين مرّة إيمانا و احتسابا أشهد اللّه له ألف ملك ببراءة من النّار و براءة من النّفاق و من انتهى إلى الحرم فنزل و اغتسل و أخذ نعليه بيده ثمّ دخل الحرم حافيا تواضعا للّه عزّ و جلّ محا اللّه عنه مائة ألف سيّئة و كتب اللّه له مائة ألف حسنة و بنى اللّه له مائة ألف درجة و قضى له مائة ألف حاجة و من دخل مكّة بسكينة و وقار غفر اللّه له ذنبه و هو أن يدخلها غير متكبّر و لا متجبّر و من دخل المسجد حافيا على سكينة و وقار و خشوع غفر اللّه له و من نظر إلى الكعبة عارفا بحقّها غفر اللّه له ذنوبه و كفى ما أهمّه
2142- و قال الصّادق ع من نظر إلى الكعبة عارفا فعرف من حقّنا و حرمتنا مثل الّذي عرف من حقّها و حرمتها غفر اللّه له ذنوبه كلّها و كفاه همّ الدّنيا و الآخرة
- و روي أنّ من نظر إلى الكعبة لم يزل تكتب له حسنة و تمحى عنه سيّئة حتّى يصرف ببصره عنها
2144- و روي أنّ النّظر إلى الكعبة عبادة و النّظر إلى الوالدين عبادة و النّظر في المصحف من غير قراءة عبادة و النّظر إلى وجه العالم عبادة و النّظر إلى آل محمّد ع عبادة
2145- و قال النّبيّ ص النّظر إلى عليّ ع عبادة
2146- و في خبر آخر قال ص ذكر عليّ ع عبادة
2147- و قال الصّادق ع من أمّ هذا البيت حاجّا أو معتمرا مبرّأ من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمّه و الكبر هو أن يجهل الحقّ و يطعن على أهله و من فعل ذلك فقد نازع اللّه رداءه
2148- و قال الصّادق ع في قول اللّه عزّ و جلّ و من دخله كان آمنا قال من أمّ هذا البيت و هو يعلم أنّه البيت الّذي أمر اللّه به و عرفنا أهل البيت حقّ معرفتنا كان آمنا في الدّنيا و الآخرة
و روي أنّ من جنى جناية ثمّ لجأ إلى الحرم لم يقم عليه الحدّ و لا يطعم و لا يشرب و لا يسقى و لا يؤوى حتّى يخرج من الحرم فيقام عليه الحدّ فإن أتى ما يوجب الحدّ في الحرم أخذ به في الحرم لأنّه لم ير للحرم حرمة
2149- و قال ع دخول الكعبة دخول في رحمة اللّه و الخروج منها خروج من الذّنوب معصوم فيما بقي من عمره مغفور له ما سلف من ذنوبه
2150- و قال ع من دخل الكعبة بسكينة و هو أن يدخلها غير متكبّر و لا متجبّر غفر له
2151- و من قدم حاجّا فطاف بالبيت و صلّى ركعتين كتب اللّه له سبعين ألف حسنة و محا عنه سبعين ألف سيّئة و رفع له سبعين ألف درجة و شفّعه في سبعين ألف حاجة و كتب له عتق سبعين ألف رقبة قيمة كلّ رقبة عشرة آلاف درهم
2152- و في خبر آخر هذا الثّواب لمن طاف بالبيت حتّى تزول الشّمس حاسرا عن رأسه حافيا يقارب بين خطاه و يغضّ بصره و يستلم الحجر في كلّ طواف من غير أن يؤذي أحدا و لا يقطع ذكر اللّه عزّ و جلّ عن لسانه
2153- و قال الصّادق ع إنّ للّه عزّ و جلّ حول الكعبة عشرين و مائة رحمة منها ستّون للطّائفين و أربعون للمصلّين و عشرون للنّاظرين
2154- و روي أنّ من طاف بالبيت خرج من ذنوبه
2155- و قال أبو جعفر ع من صلّى عند المقام ركعتين عدلتا عتق ستّ نسمات
2156- و طواف قبل الحجّ أفضل من سبعين طوافا بعد الحجّ
2157- و من أقام بمكّة سنة فالطّواف أفضل له من الصّلاة و من أقام سنتين خلط من ذا و ذا و من أقام ثلاث سنين كانت الصّلاة أفضل له
2158- و روي أنّ الطّواف لغير أهل مكّة أفضل من الصّلاة و الصّلاة لأهل مكّة أفضل
و من كان مع قوم و حفظ عليهم رحلهم حتّى يطوفوا أو يسعوا كان أعظمهم أجرا
2159- و قال الصّادق ع قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف و طواف و طواف حتّى عدّ عشرا
2160- و قال الصّادق ع الرّكن اليمانيّ بابنا الّذي ندخل منه الجنّة
2161- و قال ع فيه باب من أبواب الجنّة لم يغلق منذ فتح
2162- و فيه نهر من الجنّة يلقى فيه أعمال العباد
2163- و روي أنّه يمين اللّه في أرضه يصافح بها خلقه
2164- و قال الصّادق ع ماء زمزم شفاء لما شرب له
2165- و روي أنّه من روي من ماء زمزم أحدث له به شفاء و صرف عنه داء
2166- و كان رسول اللّه ص يستهدي ماء زمزم و هو بالمدينة
2167- و روي أنّ الحاجّ إذا سعى بين الصّفا و المروة خرج من ذنوبه
2168- و قال عليّ بن الحسين ع السّاعي بين الصّفا و المروة تشفع له الملائكة فتشفّع فيه بالإيجاب
2169- و روي أنّ من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف على الصّفا و المروة
2170- و قال الصّادق ع إن تهيّأ لك أن تصلّي صلواتك كلّها الفرائض و غيرها عند الحطيم فافعل فإنّه أفضل بقعة على وجه الأرض
و الحطيم ما بين باب البيت و الحجر الأسود و هو الموضع الّذي فيه تاب اللّه عزّ و جلّ على آدم ع و بعده الصّلاة في الحجر أفضل و بعد الحجر ما بين الرّكن العراقيّ و باب البيت و هو الموضع الّذي كان فيه المقام و بعده خلف المقام حيث هو السّاعة و ما قرب من البيت فهو أفضل إلّا أنّه لا يجوز لك أن تصلّي ركعتي طواف النّساء و غيره إلّا خلف المقام حيث هو السّاعة
2171- و من صلّى في المسجد الحرام صلاة واحدة قبل اللّه عزّ و جلّ منه كلّ صلاة صلّاها و كلّ صلاة يصلّيها إلى أن يموت
2172- و الصّلاة فيه بمائة ألف صلاة
2173- و إذا أخذ النّاس مواطنهم بمنى نادى مناد من قبل اللّه عزّ و جلّ إن أردتم أن أرضى فقد رضيت
2174- و روي أنّه إذا أخذ النّاس منازلهم بمنى ناداهم مناد لو تعلمون بفناء من حللتم لأيقنتم بالخلف بعد المغفرة
- و روي أنّ الجبّار جلّ جلاله يقول إنّ عبدا أحسنت إليه و أجملت إليه فلم يزرني في هذا المكان في كلّ خمس سنين لمحروم
2176- و قد صلّى في مسجد الخيف بمنى سبعمائة نبيّ
2177- و كان مسجد رسول اللّه ص على عهده عند المنارة الّتي في وسط المسجد و فوقها إلى القبلة نحو ثلاثين ذراعا و عن يمينها و عن يسارها و خلفها نحو ذلك
2178- و من صلّى في مسجد منى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما و من سبّح اللّه في مسجد منى مائة تسبيحة كتب اللّه عزّ و جلّ له أجر عتق رقبة و من هلّل اللّه فيه مائة مرّة عدلت إحياء نسمة و من حمد اللّه عزّ و جلّ فيه مائة مرّة عدلت أجر خراج العراقين في سبيل اللّه عزّ و جلّ
2179- و الحاجّ إذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه
2180- و قال أبو جعفر ع ما يقف أحد على تلك الجبال برّ و لا فاجر إلّا استجاب اللّه له فأمّا البرّ فيستجاب له في آخرته و دنياه و أمّا الفاجر فيستجاب له في دنياه
- و قال الصّادق ع ما من رجل من أهل كورة وقف بعرفة من المؤمنين إلّا غفر اللّه لأهل تلك الكورة من المؤمنين و ما من رجل وقف بعرفة من أهل بيت من المؤمنين إلّا غفر اللّه لأهل ذلك البيت من المؤمنين
2182- و سمع عليّ بن الحسين ع يوم عرفة سائلا يسأل النّاس فقال له ويحك أ غير اللّه تسأل في هذا اليوم إنّه ليرجى لما في بطون الحبالى في هذا اليوم أن يكون سعيدا
2183- و كان أبو جعفر ع إذا كان يوم عرفة لم يردّ سائلا
و من أعتق عبدا له عشيّة يوم عرفة فإنّه يجزي عن العبد حجّة الإسلام و يكتب للسّيّد أجران ثواب العتق و ثواب الحجّ و روي في العبد إذا أعتق يوم عرفة أنّه إذا أدرك أحد الموقفين فقد أدرك الحجّ و أعظم النّاس جرما من أهل عرفات الّذي ينصرف من عرفات و هو يظنّ أنّه لم يغفر له يعني الّذي يقنط من رحمة اللّه عزّ و جلّ
- و قال الصّادق ع إذا كان عشيّة عرفة بعث اللّه عزّ و جلّ ملكين يتصفّحان وجوه النّاس فإذا فقدا رجلا قد عوّد نفسه الحجّ قال أحدهما لصاحبه يا فلان ما فعل فلان قال فيقول اللّه أعلم قال فيقول أحدهما اللّهمّ إن كان حبسه عن الحجّ فقر فأغنه و إن كان حبسه دين فاقض عنه دينه و إن كان حبسه مرض فاشفه و إن كان حبسه موت فاغفر له و ارحمه
2185- و قال ع إذا دعا الرّجل لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش و لك مائة ألف ضعف مثله و إذا دعا لنفسه كانت له واحدة فمائة ألف مضمونة خير من واحدة لا يدرى يستجاب له أم لا
2186- و من دعا لأربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه استجيب له فيهم و في نفسه
2187- و من مرّ بين مأزمي منى غير مستكبر غفر اللّه له ذنوبه
2188- و إنّ أبواب السّماء لا تغلق تلك اللّيلة لأصوات المؤمنين لهم دويّ كدويّ النّحل يقول اللّه عزّ و جلّ أنا ربّكم و أنتم عبادي أدّيتم حقّي و حقّ عليّ أن أستجيب لكم فيحطّ تلك اللّيلة عمّن أراد أن يحطّ عنه ذنوبه و يغفر لمن أراد أن يغفر له
فإذا ازدحم النّاس فلم يقدروا على أن يتقدّموا و لا يتأخّروا كبّروا فإنّ التّكبير يذهب بالضّغاط
2189- و الحاجّ إذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه
و الوقوف بعرفة سنّة و بالمشعر فريضة و ما من عمل أفضل يوم النّحر من دم مسفوك أو مشي في برّ الوالدين أو ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل و يبدأه بالسّلام أو رجل أطعم من صالح نسكه ثمّ دعا إلى بقيّته جيرانه من اليتامى و أهل المسكنة و المملوك و تعاهد الأسراء
2190- و قال رسول اللّه ص استفرهوا ضحاياكم فإنّها مطاياكم على الصّراط
2191- و جاءت أمّ سلمة رضي اللّه عنها إلى النّبيّ ص فقالت يا رسول اللّه يحضر الأضحى و ليس عندي ثمن الأضحيّة فأستقرض و أضحّي فقال استقرضي و ضحّي فإنّه دين مقضيّ
- و يغفر لصاحب الأضحيّة عند أوّل قطرة تقطر من دمها
2193- و قال أبو جعفر ع إنّما استحسنوا إشعار البدن لأنّ أوّل قطرة تقطر من دمها يغفر اللّه له على ذلك
2194- و من كفّ بصره و لسانه و يده أيّام التّشريق كتب اللّه عزّ و جلّ له مثل حجّ من قابل
2195- و قال رسول اللّه ص رمي الجمار ذخر يوم القيامة
2196- و قال ص الحاجّ إذا رمى الجمار خرج من ذنوبه
2197- و قال الصّادق ع من رمى الجمار يحطّ عنه بكلّ حصاة كبيرة موبقة و إذا رماها المؤمن التقفها الملك و إذا رماها الكافر قال الشّيطان باستك ما رميت
2198- و قال الصّادق ع إنّ المؤمن إذا حلق رأسه بمنى ثمّ دفنه جاء يوم القيامة و كلّ شعرة لها لسان طلق تلبّي باسم صاحبها
2199- و استغفر رسول اللّه ص للمحلّقين ثلاث مرّات و للمقصّرين مرّة
- و روي أنّ من حلق رأسه بمنى كان له بكلّ شعرة نور يوم القيامة
و لا يجوز للصّرورة أن يقصّر و عليه الحلق
2201- و سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه و من تأخّر فلا إثم عليه قال يرجع مغفورا لا ذنب له
2202- و روي يخرج من ذنوبه كنحو ما ولدته أمّه
2203- و قال ع لا يزال العبد في حدّ الطّائف بالكعبة ما دام شعر الحلق عليه
2204- و روي أنّ الحاجّ من حين يخرج من منزله حتّى يرجع بمنزلة الطّائف بالكعبة
- و قال الصّادق ع من حجّ حجّة الإسلام فقد حلّ عقدة من النّار من عنقه و من حجّ حجّتين لم يزل في خير حتّى يموت و من حجّ ثلاث حجج متوالية ثمّ حجّ أو لم يحجّ فهو بمنزلة مدمن الحجّ
2206- و روي أنّ من حجّ ثلاث حجج لم يصبه فقر أبدا
2207- و أيّما بعير حجّ عليه ثلاث سنين جعل من نعم الجنّة
و روي سبع سنين
2208- و قال الرّضا ع من حجّ بثلاثة من المؤمنين فقد اشترى نفسه من اللّه عزّ و جلّ بالثّمن و لم يسأله من أين اكتسب ماله من حلال أو حرام
- و من حجّ أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر أبدا و إذا مات صوّر اللّه عزّ و جلّ الحجج الّتي حجّ في صورة حسنة أحسن ما يكون من الصّور بين عينيه تصلّي في جوف قبره حتّى يبعثه اللّه عزّ و جلّ من قبره و يكون ثواب تلك الصّلاة له و اعلم أنّ الرّكعة من تلك الصّلاة تعدل ألف ركعة من صلاة الآدميّين
2210- و من حجّ خمس حجج لم يعذّبه اللّه أبدا و من حجّ عشر حجج لم يحاسبه اللّه أبدا و من حجّ عشرين حجّة لم ير جهنّم و لم يسمع شهيقها و لا زفيرها
2211- و من حجّ أربعين حجّة قيل له اشفع فيمن أحببت و يفتح له باب من أبواب الجنّة يدخل منه هو و من يشفع له
2212- و من حجّ خمسين حجّة بني له مدينة في جنّة عدن فيها ألف قصر في كلّ قصر ألف حوراء من حور العين و ألف زوجة و يجعل من رفقاء محمّد ص في الجنّة
2213- و من حجّ أكثر من خمسين حجّة كان كمن حجّ خمسين حجّة مع محمّد و الأوصياء ص و كان ممّن يزوره اللّه عزّ و جلّ كلّ جمعة و هو ممّن يدخل جنّة عدن الّتي خلقها اللّه عزّ و جلّ بيده و لم ترها عين و لم يطّلع عليها مخلوق و ما من أحد يكثر الحجّ إلّا بنى اللّه عزّ و جلّ له بكلّ حجّة مدينة في الجنّة فيها غرف في كلّ غرفة منها حوراء من حور العين مع كلّ حوراء ثلاثمائة جارية لم ينظر النّاس إلى مثلهنّ حسنا و جمالا
2214- و قال الصّادق ع من حجّ سنة و سنة لا فهو ممّن أدمن الحجّ
2215- و قال إسحاق بن عمّار قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي قد وطّنت نفسي على لزوم الحجّ كلّ عام بنفسي أو برجل من أهل بيتي بمالي فقال و قد عزمت على ذلك قلت نعم قد عزمت على ذلك فقال إن فعلت ذلك فأيقن بكثرة المال أو أبشر بكثرة المال
2216- و روي أنّه ما تقرّب عبد إلى اللّه عزّ و جلّ بشيء أحبّ إليه من المشي إلى بيته الحرام على القدمين و إنّ الحجّة الواحدة تعدل سبعين حجّة و من مشى عن جمله كتب اللّه له ثواب ما بين مشيه و ركوبه و الحاجّ إذا انقطع شسع نعله كتب اللّه له ثواب ما بين مشيه حافيا إلى متنعّل
2217- و الحجّ راكبا أفضل منه ماشيا لأنّ رسول اللّه ص حجّ راكبا
و الجمع ما بين الخبرين في هذا المعنى
2218- ما رواه أبو بصير عن الصّادق ع أنّه سأله عن المشي أفضل أو الرّكوب فقال إذا كان الرّجل موسرا فمشى ليكون أقلّ لنفقته فالرّكوب أفضل
2219- و كان الحسين بن عليّ ع يمشي و تساق معه المحامل و الرّحال
2220- و جاء رجل إلى عليّ بن الحسين ع فقال قد آثرت الحجّ على الجهاد و قد قال اللّه عزّ و جلّ إنّ اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأنّ لهم الجنّة إلى آخرها فقال له عليّ بن الحسين ع فاقرأ ما بعدها فقال التّائبون العابدون الحامدون إلى أن بلغ آخر الآية فقال إذا رأيت هؤلاء فالجهاد معهم يومئذ أفضل من الحجّ
و روي أنّه ع قرأ التّائبين العابدين إلى آخر الآية
2221- و من حجّ يريد به وجه اللّه عزّ و جلّ لا يريد به رياء و لا سمعة غفر اللّه له البتّة
2222- و قال رسول اللّه ص من أراد دنيا و آخرة فليؤمّ هذا البيت
- و من رجع من مكّة و هو ينوي الحجّ من قابل زيد في عمره
2224- و من خرج من مكّة و هو لا ينوي العود إليها فقد قرب أجله و دنا عذابه
2225- و روي عن الصّادق ع أنّه قال ترون هذا الجبل ثافلا إنّ يزيد بن معاوية لمّا رجع من حجّه مرتحلا إلى الشّام أنشأ يقول
إذا تركنا ثافلا يمينا فلن نعود بعده سنيناللحجّ و العمرة ما بقينا
فأماته اللّه عزّ و جلّ قبل أجله
2226- و قال أبو جعفر ع ما من عبد يؤثر على الحجّ حاجة من حوائج الدّنيا إلّا نظر إلى المحلّقين قد انصرفوا قبل أن تقضى له تلك الحاجة
2227- و قال الصّادق ع ما تخلّف رجل من الحجّ إلّا بذنب و ما يعفو اللّه عزّ و جلّ أكثر
2228- و سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ فأصّدّق و أكن من الصّالحين قال أصّدّق من الصّدقة و أكن من الصّالحين أي أحجّ
2229- و قال الرّضا ع العمرة إلى العمرة كفّارة ما بينهما
2230- و روي عن النّبيّ ص قال الحجّة ثوابها الجنّة و العمرة كفّارة كلّ ذنب و أفضل العمرة عمرة رجب
- و قال رسول اللّه ص كلّ نعيم مسئول عنه صاحبه إلّا ما كان في غزو أو حجّ
2232- و قال أبو جعفر الباقر ع الحجّ و العمرة سوقان من أسواق الآخرة اللّازم لهما من أضياف اللّه عزّ و جلّ إن أبقاه أبقاه و لا ذنب له و إن أماته أدخله الجنّة
2233- و سئل الصّادق ع عن رجل ذي دين يستدين و يحجّ فقال نعم هو أقضى للدّين
2234- و روي عن إسحاق بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ رجلا استشارني في الحجّ و كان ضعيف الحال فأشرت عليه أن لا يحجّ فقال ما أخلقك أن تمرض سنة فقال فمرضت سنة
2235- و قال الصّادق ع ليحذر أحدكم أن يعوّق أخاه من الحجّ فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يدّخر له في الآخرة
2236- و قد روي أنّ الحجّ أفضل من الصّلاة و الصّيام لأنّ المصلّي إنّما يشتغل عن أهله ساعة و أنّ الصّائم يشتغل عن أهله بياض يوم و أنّ الحاجّ يشخص بدنه و يضحي نفسه و ينفق ماله و يطيل الغيبة عن أهله لا في مال يرجوه و لا إلى تجارة
2237- و روي أنّ صلاة فريضة خير من عشرين حجّة و حجّة خير من بيت مملوء ذهبا يتصدّق به حتّى يفنى
قال مصنّف هذا الكتاب رضي اللّه عنه هذان الحديثان متّفقان غير مختلفين و ذلك أنّ الحجّ فيه صلاة و الصّلاة ليس فيها حجّ فالحجّ بهذا الوجه أفضل من الصّلاة و صلاة فريضة أفضل من عشرين حجّة متجرّدة عن الصّلاة
2238- و قال رسول اللّه ص ما من حاجّ يضحى ملبّيا حتّى تزول الشّمس إلّا غابت ذنوبه معها و الحجّ و العمرة ينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد
2239- و سئل الصّادق ع عن الرّجل يحجّ عن آخر أ له من الأجر و الثّواب شيء فقال للّذي يحجّ عن الرّجل أجر و ثواب عشر حجج و يغفر له و لأبيه و لأمّه و لابنه و لابنته و لأخيه و لأخته و لعمّه و لعمّته و لخاله و لخالته إنّ اللّه واسع كريم
2240- و قال الصّادق ع من حجّ عن إنسان اشتركا حتّى إذا قضى طواف الفريضة انقطعت الشّركة فما كان بعد ذلك من عمل كان لذلك الحاجّ
2241- و سأل عليّ بن يقطين أبا الحسن ع عن رجل دفع إلى خمسة نفر حجّة واحدة فقال يحجّ بها بعضهم و كلّهم شركاء في الأجر فقال له لمن الحجّ فقال لمن صلي في الحرّ و البرد
فإن أخذ رجل من رجل مالا فلم يحجّ عنه و مات و لم يخلّف شيئا فإن كان الأجير قد حجّ أخذت حجّته و دفعت إلى صاحب المال و إن لم يكن حجّ كتب لصاحب المال ثواب الحجّ
2242- و قال الصّادق ع لو أشركت ألفا في حجّتك لكان لكلّ واحد حجّ من غير أن ينقص من حجّتك شيء
2243- و روي أنّ اللّه عزّ و جلّ جاعل له و لهم حجّا و له أجر لصلته إيّاهم
و من أراد أن يطوف عن غيره فليقل حين يفتتح الطّواف اللّهمّ تقبّل من فلان و يسمّي الّذي يطوف عنه
2244- و من حجّ عن غيره فليقل اللّهمّ ما أصابني من نصب أو تعب أو شعث فآجر فيه فلانا و آجرني في قضائي عنه
و قد روي أنّه يذكره إذا ذبح و إن لم يقل شيئا فليس عليه شيء لأنّ اللّه عزّ و جلّ عالم بالخفيّات و من وصل قريبا بحجّة أو عمرة كتب اللّه عزّ و جلّ له حجّتين و عمرتين و كذلك من حمل عن حميم يضاعف له الأجر ضعفين
2245- و روي أنّ حجّة واحدة أفضل من عتق سبعين رقبة
2246- و لمّا صدّ رسول اللّه ص أتاه رجل فقال يا رسول اللّه إنّي رجل ميّل يعني كثير المال و إنّي في بلد ليس يصلح مالي غيري فأخبرني يا رسول اللّه بشيء إن أنا صنعته كان لي مثل أجر الحاجّ فقال له انظر إلى الجبل يعني أبا قبيس لو أنفقت مثل هذا ذهبا تتصدّق به في سبيل اللّه عزّ و جلّ ما أدركت أجر الحاجّ
- و قال الصّادق ع من أنفق درهما في الحجّ كان خيرا له من مائة ألف درهم ينفقها في حقّ
2248- و روي أنّ درهما في الحجّ خير من ألف ألف درهم في غيره و درهم يصل إلى الإمام مثل ألف ألف درهم في حجّ
2249- و روي أنّ درهما في الحجّ أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه في سبيل اللّه عزّ و جلّ
2250- و الحاجّ عليه نور الحجّ ما لم يلمّ بذنب
و هديّة الحاجّ من نفقة الحجّ و لا تماكس في أربعة أشياء في ثمن الكفن و في ثمن النّسمة و في شراء الأضحيّة و في الكراء إلى مكّة
- و قال الصّادق ع ودّ من في القبور لو أنّ له حجّة بالدّنيا و ما فيها
2252- و روي أنّ الحاجّ و المعتمر يرجعان كمولودين مات أحدهما طفلا لا ذنب له و عاش الآخر ما عاش معصوما
2253- و الحاجّ على ثلاثة أصناف فأفضلهم نصيبا رجل يغفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و وقاه اللّه عذاب القبر و أمّا الّذي يليه فرجل غفر له ذنبه ما تقدّم منه و يستأنف العمل فيما بقي من عمره و أمّا الّذي يليه فرجل يحفظ في أهله و ماله
و روي أنّه هو الّذي لا يقبل منه الحجّ
2254- و قال الصّادق ع الحجّ جهاد الضّعفاء و نحن الضّعفاء
2255- و قال رسول اللّه ص أربعة لا تردّ لهم دعوة حتّى تفتّح لهم أبواب السّماء و تصير إلى العرش دعوة الوالد لولده و المظلوم على من ظلمه و المعتمر حتّى يرجع و الصّائم حتّى يفطر
2256- و من ختم القرآن بمكّة من جمعة إلى جمعة أو أقلّ أو أكثر كتب اللّه عزّ و جلّ له من الأجر و الحسنات من أوّل جمعة كانت في الدّنيا إلى آخر جمعة تكون و كذلك إن ختمه في سائر الأيّام
2257- و قال عليّ بن الحسين ع من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتّى يرى رسول اللّه ص و يرى منزله من الجنّة
2258- و تسبيحة بمكّة تعدل خراج العراقين ينفق في سبيل اللّه عزّ و جلّ
2259- و من صلّى بمكّة سبعين ركعة فقرأ في كلّ ركعة بقل هو اللّه أحد و إنّا أنزلناه و آية السّخرة و آية الكرسيّ لم يمت إلّا شهيدا و الطّاعم بمكّة كالصّائم فيما سواها و صيام يوم بمكّة يعدل صيام سنة فيما سواها و الماشي بمكّة في عبادة اللّه عزّ و جلّ
2260- و قال الباقر أبو جعفر ع من جاور سنة بمكّة غفر اللّه له ذنبه و لأهل بيته و لكلّ من استغفر له و لعشيرته و لجيرانه ذنوب تسع سنين و قد مضت و عصموا من كلّ سوء أربعين و مائة سنة
و الانصراف و الرّجوع أفضل من المجاورة
- و النّائم بمكّة كالمتهجّد في البلدان
2262- و السّاجد بمكّة كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه عزّ و جلّ
2263- و من خلف حاجّا في أهله بخير كان له كأجره حتّى كأنّه يستلم الأحجار
2264- و قال عليّ بن الحسين ع يا معشر من لم يحجّ استبشروا بالحاجّ إذا قدموا فصافحوهم و عظّموهم فإنّ ذلك يجب عليكم تشاركوهم في الأجر
2265- و قال ع بادروا بالسّلام على الحاجّ و المعتمرين و مصافحتهم من قبل أن تخالطهم الذّنوب
2266- و قال أبو جعفر ع وقّروا الحاجّ و المعتمرين فإنّ ذلك واجب عليكم
2267- و من أماط أذى عن طريق مكّة كتب اللّه عزّ و جلّ له حسنة
و في خبر آخر من قبل اللّه منه حسنة لم يعذّبه
2268- و من مات محرما بعث يوم القيامة ملبّيا بالحجّ مغفورا له
2269- و من مات في طريق مكّة ذاهبا أو جائيا أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة
2270- و من مات في أحد الحرمين بعثه اللّه من الآمنين
2271- و من مات بين الحرمين لم ينشر له ديوان
2272- و من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر من برّ النّاس و فاجرهم
2273- و ما من سفر أبلغ في لحم و لا دم و لا جلد و لا شعر من سفر مكّة و ما من أحد يبلغه حتّى تلحقه المشقّة
و إنّ ثوابه على قدر مشقّته
نكت في حجّ الأنبياء و المرسلين صلوات اللّه عليهم أجمعين
2274- قال أبو جعفر ع أتى آدم ع هذا البيت ألف أتية على قدميه منها سبعمائة حجّة و ثلاثمائة عمرة و كان يأتيه من ناحية الشّام و كان يحجّ على ثور و المكان الّذي يبيت فيه ع الحطيم و هو ما بين باب البيت و الحجر الأسود و طاف آدم ع قبل أن ينظر إلى حوّاء مائة عام و قال له جبرئيل ع حيّاك اللّه و بيّاك يعني أضحكك اللّه
2275- و قال الصّادق ع لمّا أفاض آدم ع من منى تلقّته الملائكة بالأبطح فقالوا يا آدم برّ حجّك أما إنّا قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجّه بألفي عام
2276- و نزل جبرئيل ع بمهاة من الجنّة و روي بياقوتة حمراء فأدارها على رأس آدم و حلق رأسه بها
2277- و روي أنّه كان طول سفينة نوح ع ألفا و مائتي ذراع و عرضها مائة ذراع و طولها في السّماء ثمانين ذراعا فركب فيها فطافت بالبيت سبعة أشواط و سعت بين الصّفا و المروة سبعا ثمّ استوت على الجوديّ
2278- و سئل الصّادق ع عن الذّبيح من كان فقال إسماعيل ع لأنّ اللّه عزّ و جلّ ذكر قصّته في كتابه ثمّ قال و بشّرناه بإسحاق نبيّا من الصّالحين
و قد اختلفت الرّوايات في الذّبيح فمنها ما ورد بأنّه إسماعيل و منها ما ورد بأنّه إسحاق و لا سبيل إلى ردّ الأخبار متى صحّ طرقها و كان الذّبيح إسماعيل لكنّ إسحاق لمّا ولد بعد ذلك تمنّى أن يكون هو الّذي أمر أبوه بذبحه و كان يصبر لأمر اللّه عزّ و جلّ و يسلّم له كصبر أخيه و تسليمه فينال بذلك درجته في الثّواب فعلم اللّه عزّ و جلّ ذلك من قلبه فسمّاه بين ملائكته ذبيحا لتمنّيه لذلك و قد ذكرت إسناد ذلك في كتاب النّبوّة متّصلا بالصّادق ع
2279- و سئل الصّادق ع أين أراد إبراهيم ع أن يذبح ابنه فقال على الجمرة الوسطى و لمّا أراد إبراهيم ع أن يذبح ابنه ص قلّب جبرئيل ع المدية و اجترّ الكبش من قبل ثبير و اجترّ الغلام من تحته و وضع الكبش مكان الغلام و نودي من ميسرة مسجد الخيف أن يا إبراهيم قد صدّقت الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين إنّ هذا لهو البلاء المبين و فديناه بذبح عظيم يعني بكبش أملح يمشي في سواد و يأكل في سواد و ينظر في سواد و يبعر في سواد و يبول في سواد أقرن فحل و كان يرتع في رياض الجنّة أربعين عاما
قال مصنّف هذا الكتاب رضي اللّه عنه لم أحبّ تطويل هذا الكتاب بذكر القصص لأنّ قصدي كان بوضع هذا الكتاب على إيراد النّكت و قد ذكرت القصص مشروحة في كتاب النّبوّة
2280- و إنّ إبراهيم و إسماعيل ع حدّا المسجد الحرام ما بين الصّفا و المروة فكان النّاس يحجّون من مسجد الصّفا
- و قد روي أنّ إبراهيم ع خطّ ما بين الحزورة إلى المسعى
و أوّل من كسا البيت إبراهيم ع
2282- و روي أنّ إبراهيم ع لمّا قضى مناسكه أمره اللّه عزّ و جلّ بالانصراف فانصرف و ماتت أمّ إسماعيل فدفنها في الحجر و حجّر عليه لئلّا يوطأ قبرها و بقي إسماعيل ع وحده فلمّا كان من قابل أذن اللّه عزّ و جلّ لإبراهيم ع في الحجّ و بناء الكعبة و كانت العرب تحجّ البيت و كان ردما إلّا أنّ قواعده معروفة و كان إسماعيل ع لمّا صدر النّاس جمع الحجارة و طرحها في جوف الكعبة فلمّا قدم إبراهيم ع كشف هو و إسماعيل عنها فإذا هو حجر واحد أحمر فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه ضع بناءها عليه و أنزل عليه أربعة أملاك فلمّا تمّ بناؤه قعد على كلّ ركن ثمّ نادى هلمّ إلى الحجّ هلمّ إلى الحجّ فلو ناداهم هلمّوا إلى الحجّ لم يحجّ إلّا من كان يومئذ إنسيّا مخلوقا و لكنّه نادى هلمّ إلى الحجّ فلبّى النّاس في أصلاب الرّجال و أرحام النّساء لبّيك داعي اللّه لبّيك داعي اللّه فمن لبّى مرّة حجّ مرّة و من لبّى عشرا حجّ عشر حجج و من لم يلبّ لم يحجّ و كان إبراهيم و إسماعيل ع يضعان الحجارة و يرفعان بها القواعد و الملائكة يناولونهما حتّى تمّت اثنا عشر ذراعا فلمّا انتهى إلى موضع الحجر ناداه أبو قبيس يا إبراهيم إنّ لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه و هيّأ له بابين بابا يدخل منه و بابا يخرج منه و جعلا عليه عتبا و شريجا من جريد على أبوابها و كانت الكعبة عريانة فصدر إبراهيم ع و قد سوّى البيت و أقام إسماعيل ع فتزوّج إسماعيل امرأة من العمالقة و خلّى سبيلها و تزوّج أخرى حميريّة فكانت عاقلة فتأمّلت بابي البيت فقالت لإسماعيل ع هلّا تعلّق على هذين البابين سترين سترا من هاهنا و سترا من هاهنا فقال لها نعم فعملت للبيت سترين طولهما اثنا عشر ذراعا فعلّقهما إسماعيل ع على البابين فأعجبها ذلك فقالت فهلّا أحوك للكعبة ثيابا تسترها كلّها فإنّ هذه الأحجار سمجة فقال لها إسماعيل ع بلى فأسرعت في ذلك و بعثت إلى قومها تستغزلهم و إنّما وقع استغزال النّساء بعضهنّ من بعض لذلك فكلّما فرغت من شقّة علّقتها فجاء الموسم و قد بقي وجه واحد من وجوه الكعبة فقالت لإسماعيل ع كيف نصنع بهذا الوجه فكسوه خصفا فلمّا جاء الموسم نظرت العرب إلى أمر أعجبهم فقالوا ينبغي أن نهدي إلى عامر هذا البيت فمن ثمّ وقع الهدي فجعل يأتي الكعبة كلّ فخذ من العرب بشيء من ورق و غيره حتّى اجتمع شيء كثير فنزعوا ذلك الخصف و أتمّوا الكسوة و علّقوا على البيت بابين و لم تكن الكعبة مسقّفة فوضع إسماعيل فيها أعمدة مثل الأعمدة الّتي ترون من خشب و سقّفها بالجرائد و سوّاها بالطّين فجاءت العرب من الحول فدخلوا الكعبة و رأوا عمارتها فقالوا ينبغي لعامر هذا البيت أن يزاد فلمّا كان من قابل جاءه الهدي فلم يدر إسماعيل ع ما يصنع به فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه أن انحره و أطعمه الحاجّ و انقطع ماء زمزم فشكا إسماعيل إلى إبراهيم ع قلّة الماء فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى إبراهيم ع و أمره بالحفر فحفر هو و إسماعيل و جبرئيل ع حتّى ظهر ماؤها و ضرب في أربع زوايا البئر و قال في كلّ ضربة بسم اللّه فتفجّرت بأربعة أعين فقال له جبرئيل ع اشرب يا إبراهيم و ادع لولدك فيها بالبركة و أفض عليك من الماء و طف بهذا البيت فهذه سقيا سقاها اللّه تعالى لإسماعيل و ولده و أمّا قول اللّه عزّ و جلّ فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم فأحدها أنّ إبراهيم ع حين قام على الحجر أثّر قدماه فيه و الثّانية الحجر و الثّالثة منزل إسماعيل ع
2283- و روي أنّ موسى ع أحرم من رملة مصر و أنّه مرّ في سبعين نبيّا على صفائح الرّوحاء عليهم العباء القطوانيّة يقول لبّيك عبدك و ابن عبديك لبّيك
2284- و روي في خبر آخر أنّ موسى ع مرّ بصفائح الرّوحاء على جمل أحمر خطامه من ليف عليه عباءتان قطوانيّتان و هو يقول لبّيك يا كريم لبّيك و مرّ يونس بن متّى ع بصفائح الرّوحاء و هو يقول لبّيك كشّاف الكرب العظام لبّيك و مرّ عيسى ابن مريم ع بصفائح الرّوحاء و هو يقول لبّيك عبدك ابن أمتك لبّيك و مرّ محمّد ص بصفائح الرّوحاء و هو يقول لبّيك ذا المعارج لبّيك و كان موسى ع يلبّي و تجيبه الجبال و سمّيت التّلبية إجابة لأنّه أجاب موسى ع ربّه عزّ و جلّ و قال لبّيك
2285- و روى زرارة عن أبي جعفر ع قال إنّ سليمان ع قد حجّ البيت في الجنّ و الإنس و الطّير و الرّياح و كسا البيت القباطيّ
2286- و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ آدم ع هو الّذي بنى البيت و وضع أساسه و أوّل من كساه الشّعر و أوّل من حجّ إليه ثمّ كساه تبّع بعد آدم ع الأنطاع ثمّ كساه إبراهيم ع الخصف و أوّل من كساه الثّياب سليمان بن داود ع كساه القباطيّ
2287- و قال الصّادق ع لمّا حجّ موسى ع نزل عليه جبرئيل ع فقال له موسى يا جبرئيل ما لمن حجّ هذا البيت بلا نيّة صادقة و لا نفقة طيّبة قال لا أدري حتّى أرجع إلى ربّي عزّ و جلّ فلمّا رجع قال اللّه عزّ و جلّ يا جبرئيل ما قال لك موسى و هو أعلم بما قال قال يا ربّ قال لي ما لمن حجّ هذا البيت بلا نيّة صادقة و لا نفقة طيّبة قال اللّه عزّ و جلّ ارجع إليه و قل له أهب له حقّي و أرضي عنه خلقي قال فقال يا جبرئيل فما لمن حجّ هذا البيت بنيّة صادقة و نفقة طيّبة قال فرجع إلى اللّه تعالى فأوحى اللّه إليه قل له أجعله في الرّفيق الأعلى مع النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا
2288- و نزلت المتعة على النّبيّ ص عند المروة بعد فراغه من السّعي فقال يا أيّها النّاس هذا جبرئيل و أشار بيده إلى خلفه يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحلّ و لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم و لكنّي سقت الهدي و ليس لسائق الهدي أن يحلّ حتّى يبلغ الهدي محلّه فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم الكنانيّ فقال يا رسول اللّه علّمتنا ديننا فكأنّنا خلقنا اليوم أ رأيت هذا الّذي أمرتنا به لعامنا هذا أو للأبد فقال رسول اللّه ص لا بل لأبد الأبد و إنّ رجلا قام فقال يا رسول اللّه نخرج حاجّا و رءوسنا تقطر فقال إنّك لن تؤمن بهذا أبدا و كان عليّ ع باليمن فلمّا رجع وجد فاطمة ع قد أحلّت فجاء إلى النّبيّ ص مستفتيا و محرّشا على فاطمة ع فقال له أنا أمرت النّاس بذلك فبم أهللت أنت يا عليّ فقال إهلالا كإهلال النّبيّ ص فقال له النّبيّ ص كن على إحرامك مثلي فأنت شريكي في هديي و كان النّبيّ ص ساق معه مائة بدنة فجعل لعليّ ع منها أربعا و ثلاثين و لنفسه ستّا و ستّين و نحرها كلّها بيده ثمّ أخذ من كلّ بدنة جذوة و طبخها في قدر و أكلا منها و تحسّيا من المرق فقال قد أكلنا الآن منها جميعا و لم يعطيا الجزّارين جلودها و لا جلالها و لا قلائدها و لكن تصدّقا بها
2289- و كان عليّ ع يفتخر على الصّحابة و يقول من فيكم مثلي و أنا شريك رسول اللّه ص في هديه من فيكم مثلي و أنا الّذي ذبح رسول اللّه ص هديي بيده
2290- و روي أنّ رسول اللّه ص غدا من منى في طريق ضبّ و رجع من بين المأزمين و كان ع إذا سلك طريقا لم يرجع فيه
2291- و روي أنّه ع حجّ عشرين حجّة مستسرّا و في كلّها يمرّ بالمأزمين فينزل و يبول
و اعتمر ع تسع عمر و لم يحجّ حجّة الوداع إلّا و قبلها حجّ
2292- و روى محمّد بن أحمد السّنانيّ و عليّ بن أحمد بن موسى الدّقّاق قالا حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبديّ عن سليمان بن مهران قال قلت لجعفر بن محمّد ع كم حجّ رسول اللّه ص فقال عشرين حجّة مستسرّا في كلّ حجّة يمرّ بالمأزمين فينزل فيبول فقلت له يا ابن رسول اللّه و لم كان ينزل هناك فيبول قال لأنّه موضع عبد فيه الأصنام و منه أخذ الحجر الّذي نحت منه هبل الّذي رمى به عليّ ع من ظهر الكعبة لمّا علا ظهر رسول اللّه ص فأمر به فدفن عند باب بني شيبة فصار الدّخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنّة لأجل ذلك قال سليمان فقلت فكيف صار التّكبير يذهب بالضّغاط هناك قال لأنّ قول العبد اللّه أكبر معناه اللّه أكبر من أن يكون مثل الأصنام المنحوتة و الآلهة المعبودة دونه و أنّ إبليس في شياطينه يضيّق على الحاجّ مسلكهم في ذلك الموضع فإذا سمع التّكبير طار مع شياطينه و تبعتهم الملائكة حتّى يقعوا في اللّجّة الخضراء قلت و كيف صار الصّرورة يستحبّ له دخول الكعبة دون من قد حجّ فقال لأنّ الصّرورة قاضي فرض مدعوّ إلى حجّ بيت اللّه فيجب أن يدخل البيت الّذي دعي إليه ليكرم فيه فقلت و كيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حجّ فقال ليصير بذلك موسما بسمة الآمنين أ لا تسمع قول اللّه عزّ و جلّ يقول لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء اللّه آمنين محلّقين رؤسكم و مقصّرين لا تخافون فقلت فكيف صار وطء المشعر الحرام عليه فريضة قال ليستوجب بذلك وطء بحبوحة الجنّة
2293- و روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال الّذي كان على بدن النّبيّ ص ناجية بن جندب الخزاعيّ الأسلميّ و الّذي حلق رأسه ع يوم الحديبية خراش بن أميّة الخزاعيّ و الّذي حلق رأسه في حجّته معمر بن عبد اللّه بن حارث بن نصر بن عوف بن عويج بن عديّ بن كعب فقيل له و هو يحلقه يا معمر أذن رسول اللّه ص في يدك قال و اللّه إنّي لأعدّه فضلا عليّ من اللّه عظيما و كان معمر بن عبد اللّه يرجّل شعره ع و كان ثوبا رسول اللّه ص اللّذان أحرم فيهما يمانيّين عبريّ و ظفار و قطع التّلبية حين زاغت الشّمس يوم عرفة
2294- و قد أحرم رسول اللّه ص في ثوبي كرسف
2295- و إنّ رسول اللّه ص طاف بالكعبة حتّى إذا بلغ الرّكن اليمانيّ رفع رأسه إلى الكعبة و قال الحمد للّه الّذي شرّفك و عظّمك و الحمد للّه الّذي بعثني نبيّا و جعل عليّا إماما اللّهمّ اهد له خيار خلقك و جنّبه شرار خلقك
باب ابتداء الكعبة و فضلها و فضل الحرم
2296- قال أبو جعفر لمّا أراد اللّه عزّ و جلّ أن يخلق الأرض أمر الرّياح الأربع فضربن متن الماء حتّى صار موجا ثمّ أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ثمّ جعله جبلا من زبد ثمّ دحا الأرض من تحته و هو قول اللّه عزّ و جلّ إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركا فأوّل بقعة خلقت من الأرض الكعبة ثمّ مدّت الأرض منها
2297- و قال الصّادق ع إنّ اللّه تبارك و تعالى دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى ثمّ دحاها من منى إلى عرفات ثمّ دحاها من عرفات إلى منى فالأرض من عرفات و عرفات من منى و منى من الكعبة و كذلك علمنا بعضه من بعض
2298- و إنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل البيت من السّماء و له أربعة أبواب على كلّ باب قنديل من ذهب معلّق
2299- و روي عن موسى بن جعفر ع أنّه قال في خمسة و عشرين من ذي القعدة أنزل اللّه عزّ و جلّ الكعبة البيت الحرام فمن صام ذلك اليوم كان كفّارة سبعين سنة و هو أوّل يوم أنزلت فيه الرّحمة من السّماء على آدم ع
2300- و قال الرّضا ع ليلة خمسة و عشرين من ذي القعدة دحيت الأرض من تحت الكعبة فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستّين شهرا
2301- و سأل محمّد بن عمران العجليّ أبا عبد اللّه ع أيّ شيء كان موضع البيت حيث كان الماء في قول اللّه تعالى و كان عرشه على الماء قال كانت مهاة بيضاء يعني درّة
2302- و في رواية أبي خديجة عن أبي عبد اللّه ع أنّ اللّه عزّ و جلّ أنزله لآدم ع من الجنّة و كان درّة بيضاء فرفعه اللّه تعالى إلى السّماء و بقي أسّه و هو بحيال هذا البيت يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا فأمر اللّه عزّ و جلّ إبراهيم و إسماعيل ع ببنيان البيت على القواعد
2303- و في رواية عيسى بن عبد اللّه الهاشميّ عن أبيه عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع قال كان موضع الكعبة ربوة من الأرض بيضاء تضيء كضوء الشّمس و القمر حتّى قتل ابنا آدم أحدهما صاحبه فاسودّت فلمّا نزل آدم ع رفع اللّه عزّ و جلّ له الأرض كلّها حتّى رآها ثمّ قال هذه لك كلّها قال يا ربّ ما هذه الأرض البيضاء المنيرة قال هي حرمي في أرضي و قد جعلت عليك أن تطوف بها كلّ يوم سبعمائة طواف
2304- و روى سعيد بن عبد اللّه الأعرج عن أبي عبد اللّه ع قال أحبّ الأرض إلى اللّه تعالى مكّة و ما تربة أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من تربتها و لا حجر أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من حجرها و لا شجر أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من شجرها و لا جبال أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من جبالها و لا ماء أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من مائها
2305- و في خبر آخر ما خلق اللّه تبارك و تعالى بقعة في الأرض أحبّ إليه منها و أومأ بيده إلى الكعبة و لا أكرم على اللّه عزّ و جلّ منها لها حرّم اللّه الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السّماوات و الأرض
2306- و روي عن الصّادق ع أنّه قال إنّ اللّه عزّ و جلّ اختار من كلّ شيء شيئا و اختار من الأرض موضع الكعبة
2307- و قال ع لا يزال الدّين قائما ما قامت الكعبة
2308- و قال زرارة بن أعين لأبي جعفر ع أدركت الحسين ع قال نعم أذكر و أنا معه في المسجد الحرام و قد دخل فيه السّيل و النّاس يتخوّفون على المقام يخرج الخارج فيقول قد ذهب به السّيل و يدخل الدّاخل فيقول هو مكانه قال فقال يا فلان ما يصنع هؤلاء فقلت أصلحك اللّه يخافون أن يكون السّيل قد ذهب بالمقام قال إنّ اللّه عزّ و جلّ قد جعله علما لم يكن ليذهب به فاستقرّوا و كان موضع المقام الّذي وضعه إبراهيم ع عند جدار البيت فلم يزل هناك حتّى حوّله أهل الجاهليّة إلى المكان الّذي هو فيه اليوم فلمّا فتح النّبيّ ص مكّة ردّه إلى الموضع الّذي وضعه إبراهيم ع فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر فسأل النّاس من منكم يعرف المكان الّذي كان فيه المقام فقال له رجل أنا قد كنت أخذت مقداره بنسع فهو عندي فقال ائتني به فأتاه فقاسه ثمّ ردّه إلى ذلك المكان
2309- و روي أنّه قتل الحسين بن عليّ ع و لأبي جعفر ع أربع سنين
2310- و روي أنّ الكعبة شكت إلى اللّه عزّ و جلّ في الفترة بين عيسى و محمّد صلوات اللّه عليهما فقالت يا ربّ ما لي قلّ زوّاري ما لي قلّ عوّادي فأوحى اللّه جلّ جلاله إليها أنّي منزل نورا جديدا على قوم يحنّون إليك كما تحنّ الأنعام إلى أولادها و يزفّون إليك كما تزفّ النّسوان إلى أزواجها يعني أمّة محمّد ص
2311- و روى حريز عن أبي عبد اللّه ع قال وجد في حجر أنّي أنا اللّه ذو بكّة صنعتها يوم خلقت السّماوات و الأرض و يوم خلقت الشّمس و القمر و حففتها بسبعة أملاك حفّا مبارك لأهلها في الماء و اللّبن يأتيها رزقها من سبل من أعلاها و أسفلها و الثّنيّة
2312- و روي أنّه وجد في حجر آخر مكتوب هذا بيت اللّه الحرام بمكّة تكفّل اللّه عزّ و جلّ برزق أهله من ثلاثة سبل مبارك لأهله في اللّحم و الماء
2313- و روي عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال لنا عليّ بن الحسين ع أيّ البقاع أفضل فقلنا اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم فقال أمّا أفضل البقاع ما بين الرّكن و المقام و لو أنّ رجلا عمّر ما عمّر نوح ع في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما يصوم النّهار و يقوم اللّيل في ذلك المكان ثمّ لقي اللّه عزّ و جلّ بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا
2314- و قال رسول اللّه ص يوم فتح مكّة إنّ اللّه تبارك و تعالى حرّم مكّة يوم خلق السّماوات و الأرض فهي حرام إلى أن تقوم السّاعة لم تحلّ لأحد قبلي و لا تحلّ لأحد من بعدي و لم تحلّ لي إلّا ساعة من النّهار
2315- و روى كليب الأسديّ عن أبي عبد اللّه ع أنّ رسول اللّه ص استأذن اللّه عزّ و جلّ في مكّة ثلاث مرّات من الدّهر فأذن اللّه له فيها ساعة من النّهار ثمّ جعلها حراما ما دامت السّماوات و الأرض
2316- و قال ع إنّ اللّه عزّ و جلّ حرّم مكّة يوم خلق السّماوات و الأرض و لا يختلى خلاها و لا يعضد شجرها و لا ينفّر صيدها و لا يلتقط لقطتها إلّا لمنشد فقام إليه العبّاس بن عبد المطّلب فقال يا رسول اللّه إلّا الإذخر فإنّه للقبر و لسقوف بيوتنا فسكت رسول اللّه ص ساعة و ندم العبّاس على ما قال ثمّ قال رسول اللّه ص إلّا الإذخر
2317- و قال الصّادق ع أساس البيت من الأرض السّابعة السّفلى إلى الأرض السّابعة العليا
2318- و روى أبو همّام إسماعيل بن همّام عن الرّضا ع أنّه قال لرجل أيّ شيء السّكينة عندكم فلم يدر القوم ما هي فقالوا جعلنا اللّه فداك ما هي قال ريح تخرج من الجنّة طيّبة لها صورة كصورة الإنسان تكون مع الأنبياء ع و هي الّتي أنزلت على إبراهيم ع حين بنى الكعبة فأخذت تأخذ كذا و كذا و بنى الأساس عليها
2319- و قال الصّادق ع كان طول الكعبة تسعة أذرع و لم يكن لها سقف فسقّفها قريش ثمانية عشر ذراعا ثمّ كسرها الحجّاج على ابن الزّبير فبناها و جعلها سبعة و عشرين ذراعا
2320- و روي عن سعيد بن عبد اللّه الأعرج عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ قريشا في الجاهليّة هدموا البيت فلمّا أرادوا بناءه حيل بينه و بينهم و ألقي في روعهم الرّعب حتّى قال قائل منهم ليأت كلّ رجل منكم بأطيب ماله و لا تأتوا بمال اكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام ففعلوا فخلّى بينهم و بين بنيانه فبنوه حتّى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود فتشاجروا فيه أيّهم يضع الحجر في موضعه حتّى كاد أن يكون بينهم شرّ فحكّموا أوّل من يدخل من باب المسجد فدخل رسول اللّه ص فلمّا أتاهم أمر بثوب فبسط ثمّ وضع الحجر في وسطه ثمّ أخذت القبائل بجوانب الثّوب فرفعوه ثمّ تناوله عليه السّلام فوضعه في موضعه فخصّه اللّه عزّ و جلّ به
2321- و روي أنّ الحجّاج لمّا فرغ من بناء الكعبة سأل عليّ بن الحسين ع أن يضع الحجر في موضعه فأخذه و وضعه في موضعه
2322- و روي أنّه كان بنيان إبراهيم ع الطّول ثلاثين ذراعا و العرض اثنين و عشرين ذراعا و السّمك تسعة أذرع و إنّ قريشا لمّا بنوها كسوها الأردية
2323- و روى البزنطيّ عن داود بن سرحان عن أبي عبد اللّه ع أنّ رسول اللّه ص ساهم قريشا في بناء البيت فصار لرسول اللّه ص من باب الكعبة إلى النّصف ما بين الرّكن اليمانيّ إلى الحجر الأسود
2324- و في رواية أخرى أنّه كان لبني هاشم من الحجر الأسود إلى الرّكن الشّاميّ
من أراد الكعبة بسوء
و ما أراد الكعبة أحد بسوء إلّا غضب اللّه عزّ و جلّ لها و نوى يوما تبّع الملك أن يقتل مقاتلة أهل الكعبة و يسبي ذرّيّتهم ثمّ يهدم الكعبة فسالت عيناه حتّى وقعتا على خدّيه فسأل عن ذلك فقالوا ما نرى الّذي أصابك إلّا بما نويت في هذا البيت لأنّ البلد حرم اللّه و البيت بيت اللّه و سكّان مكّة ذرّيّة إبراهيم خليل اللّه فقال صدقتم فما مخرجي ممّا وقعت فيه قالوا تحدّث نفسك بغير ذلك فحدّث نفسه بخير فرجعت حدقتاه حتّى ثبتتا في مكانهما فدعا القوم الّذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم ثمّ أتى البيت فكساه الأنطاع و أطعم الطّعام ثلاثين يوما كلّ يوم مائة جزور حتّى حملت الجفان إلى السّباع في رءوس الجبال و نثرت الأعلاف للوحوش ثمّ انصرف من مكّة إلى المدينة فأنزل بها قوما من أهل اليمن من غسّان و هم الأنصار و روي أنّه ذبح له ستّة آلاف بقرة بشعب ابن عامر و كان يقال لها مطابخ تبّع حتّى نزلها ابن عامر فأضيفت إليه فقيل شعب ابن عامر و لم يكن تبّع مؤمنا و لا كافرا و لكنّه كان ممّن يطلب الدّين الحنيف و لم يملك المشرق إلّا تبّع و كسرى و قصده أصحاب الفيل و ملكهم أبو يكسوم أبرهة بن الصّبّاح الحميريّ ليهدمه فأرسل اللّه عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل فجعلهم كعصف مأكول و إنّما لم يجر على الحجّاج ما جرى على تبّع و أصحاب الفيل لأنّ قصد الحجّاج لم يكن إلى هدم الكعبة إنّما كان قصده إلى ابن الزّبير و كان ضدّا لصاحب الحقّ فلمّا استجار بالكعبة أراد اللّه أن يبيّن للنّاس أنّه لم يجره فأمهل من هدمها عليه
2325- و روي عن عيسى بن يونس قال كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصريّ فانحرف عن التّوحيد فقيل له تركت مذهب صاحبك و دخلت فيما لا أصل له و لا حقيقة فقال إنّ صاحبي كان مخلطا كان يقول طورا بالقدر و طورا بالجبر و ما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه قال و دخل مكّة تمرّدا و إنكارا على من يحجّ و كان يكره العلماء مساءلته إيّاهم و مجالسته لهم لخبث لسانه و فساد ضميره فأتى جعفر بن محمّد ع فجلس إليه في جماعة من نظرائه ثمّ قال له إنّ المجالس أمانات و لا بدّ لكلّ من كان به سعال أن يسعل أ فتأذن لي في الكلام فقال تكلّم فقال إلى كم تدوسون هذا البيدر و تلوذون بهذا الحجر و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطّوب و المدر و تهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر من فكّر في هذا أو قدّر علم أنّ هذا فعل أسّسه غير حكيم و لا ذي نظر فقل فإنّك رأس هذا الأمر و سنامه و أبوك أسّه و نظامه فقال أبو عبد اللّه ع إنّ من أضلّه اللّه و أعمى قلبه استوخم الحقّ فلم يستعذبه و صار الشّيطان وليّه يورده مناهل الهلكة ثمّ لا يصدره و هذا بيت استعبد اللّه به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثّهم على تعظيمه و زيارته و جعله محلّ أنبيائه و قبلة للمصلّين له فهو شعبة من رضوانه و طريق يؤدّي إلى غفرانه منصوب على استواء الكمال و مجتمع العظمة و الجلال خلقه اللّه قبل دحو الأرض بألفي عام و أحقّ من أطيع فيما أمر و انتهي عمّا نهى عنه و زجر اللّه المنشئ للأرواح بالصّور فقال ابن أبي العوجاء ذكرت يا أبا عبد اللّه فأحلت على غائب فقال أبو عبد اللّه ع ويلك و كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد و إليهم أقرب من حبل الوريد يسمع كلامهم و يرى أشخاصهم و يعلم أسرارهم و إنّما المخلوق الّذي إذا انتقل عن مكان اشتغل به مكان و خلا منه مكان فلا يدري في المكان الّذي صار إليه ما حدث في المكان الّذي كان فيه فأمّا اللّه العظيم الشّأن الملك الدّيّان فإنّه لا يخلو منه مكان و لا يشتغل به مكان و لا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان و الّذي بعثه بالآيات المحكمة و البراهين الواضحة و أيّده بنصره و اختاره لتبليغ رسالاته صدّقنا قوله بأنّ ربّه بعثه و كلّمه فقام عنه ابن أبي العوجاء فقال لأصحابه من ألقاني في بحر هذا سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فألقيتموني على جمرة قالوا له ما كنت في مجلسه إلّا حقيرا فقال إنّه ابن من حلق رءوس من ترون
2326- و قال الصّادق ع في خبر آخر حديث يذكر فيه الإسلام و الإيمان و لو أنّ رجلا دخل الكعبة فبال فيها معاندا أخرج من الكعبة و من الحرم و ضربت عنقه
2327- و سأل عبد اللّه بن سنان أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و من دخله كان آمنا قال من دخل الحرم مستجيرا به فهو آمن من سخط اللّه عزّ و جلّ و ما دخل من الوحش و الطّير كان آمنا من أن يهاج أو يؤذى حتّى يخرج من الحرم
الإلحاد في الحرم و الجنايات
و من أتى بموجب الحدّ في الحرم أخذ به في الحرم لأنّه لم ير للحرم حرمة
2328- و روى معاوية بن عمّار أنّه أتي أبو عبد اللّه ع فقيل له إنّ سبعا من سباع الطّير على الكعبة ليس يمرّ به شيء من حمام الحرم إلّا ضربه فقال انصبوا له و اقتلوه فإنّه قد ألحد
2329- قال و سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم قال كلّ ظلم إلحاد و ضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الإلحاد
2330- و في رواية أبي الصّبّاح الكنانيّ عنه ع قال كلّ ظلم يظلمه الرّجل نفسه بمكّة من سرقة أو ظلم أحد أو شيء من الظّلم فإنّي أراه إلحادا و لذلك كان يتّقي الفقهاء أن يسكنوا مكّة
إظهار السّلاح بمكّة
2331- و سأله أبو بصير عن الرّجل يريد مكّة أو المدينة أ يكره أن يخرج منه بالسّلاح فقال لا بأس أن يخرج بالسّلاح من بلده و لكن إذا دخل مكّة لم يظهره
2332- و في رواية حريز بن عبد اللّه عنه ع قال لا ينبغي أن يدخل الحرم بسلاح إلّا أن يدخله في جوالق أو يغيّبه يعني حتّى يلفّ على الحديد شيئا
الانتفاع بثياب الكعبة
2333- و سأل عبد الملك بن عتبة أبا عبد اللّه ع عمّا يصل إلينا من ثياب الكعبة هل يصلح لنا أن نلبس شيئا منها فقال يصلح للصّبيان و المصاحف و المخدّة تبتغي بذلك البركة إن شاء اللّه تعالى
كراهية أخذ تراب البيت و حصاه
2334- و روي عن معاوية بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع أخذت سكّا من سكّ المقام و ترابا من تراب البيت و سبع حصيات فقال بئس ما صنعت أمّا التّراب و الحصى فردّه
2335- و روى محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال لا ينبغي لأحد أن يأخذ من تربة ما حول البيت و إن أخذ من ذلك شيئا ردّه
2336- و قال حذيفة بن منصور لأبي عبد اللّه ع إنّ عمّي كنس الكعبة فأخذ من ترابها فنحن نتداوى به فقال ردّه إليها
2337- و قال له زيد الشّحّام أخرج من المسجد حصاة قال فردّها أو اطرحها في مسجد
كراهية المقام بمكّة
2338- و روى العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لا ينبغي للرّجل أن يقيم بمكّة سنة قلت كيف يصنع قال يتحوّل عنها و لا ينبغي أن يرفع بناء فوق الكعبة
2339- و روي أنّ المقام بمكّة يقسي القلب
2340- و روى داود الرّقّيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا فرغت من نسكك فارجع فإنّه أشوق لك إلى الرّجوع
شجر الحرم
2341- و روي عن معاوية بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع شجرة أصلها في الحلّ و فرعها في الحرم فقال حرّم أصلها لمكان فرعها قلت فإنّ أصلها في الحرم و فرعها في الحلّ قال حرّم فرعها لمكان أصلها
2342- و روى حريز عنه ع أنّه قال كلّ شيء ينبت في الحرم فهو حرام على النّاس أجمعين إلّا ما أنبتّه أنت أو غرسته
- و قال ع يخلّى عن البعير في الحرم يأكل ما شاء
2344- و ما يأكله الإبل فليس به بأس أن ينزعه
2345- و سأله سليمان بن خالد عن الرّجل يقطع من الأراك الّذي بمكّة قال عليه ثمنه يتصدّق به و لا ينزع من شجر مكّة شيئا إلّا النّخل و شجر الفواكه
2346- و روى محمّد بن مسلم عن أحدهما ع قال قلت له المحرم ينزع الحشيش من غير الحرم فقال نعم قلت فمن الحرم قال لا
2347- و سأل إسحاق بن يزيد أبا جعفر ع عن الرّجل يدخل مكّة فيقطع من شجرها فقال اقطع ما كان داخلا عليك و لا تقطع ما لم يدخل منزلك عليك
- و سأل منصور بن حازم أبا عبد اللّه ع عن الأراك يكون في الحرم فأقطعه قال عليك فداؤه
لقطة الحرم
2349- و روى إبراهيم بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال اللّقطة لقطتان لقطة الحرم تعرّف سنة فإن وجدت صاحبها و إلّا تصدّقت بها و لقطة غير الحرم تعرّفها سنة فإن جاء صاحبها و إلّا فهي كسبيل مالك
و روي أنّ في أسماء مكّة أنّها مكّة و بكّة و أمّ القرى و أمّ رحم و الباسّة كانوا إذا ظلموا بها بسّتهم أي أهلكتهم و كانوا إذا ظلموا رحموا
باب تحريم صيد الحرم و حكمه
2350- روى زرارة بن أعين عن أبي جعفر ع قال إذا أصاب المحرم في الحرم حمامة إلى أن تبلغ الظّبي فعليه دم يهريقه و يتصدّق بمثل ثمنه أيضا فإن أصاب منه و هو حلال فعليه أن يتصدّق بمثل ثمنه
2351- و سأل سليمان بن خالد أبا عبد اللّه ع عن رجل أغلق بابه على طير فمات فقال إن كان أغلق الباب عليه بعد ما أحرم فعليه دم و إن كان أغلقه قبل أن يحرم و هو حلال فعليه ثمنه
- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع في رجل أغلق باب بيت على طير من حمام الحرم فمات قال يتصدّق بدرهم أو يطعم به حمام الحرم
2353- و روى محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن ع قال سألته عن رجل قتل حمامة من حمام الحرم و هو في الحرم غير محرم فقال عليه قيمتها و هو درهم يتصدّق به أو يشتري به طعاما لحمام الحرم فإن قتلها و هو محرم في الحرم فعليه شاة و قيمة الحمامة
2354- و روى حفص بن البختريّ عن أبي عبد اللّه ع فيمن أصاب طيرا في الحرم قال إن كان مستوي الجناح فليخلّ عنه و إن كان غير مستوي الجناح نتفه و أطعمه و أسقاه فإذا استوى جناحاه خلّى عنه
- و روى العلاء عن محمّد بن مسلم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يحرم و عنده في أهله صيد إمّا وحش و إمّا طير قال لا بأس
2356- و روى ابن أبي عمير عن خلّاد عن أبي عبد اللّه ع في رجل ذبح حمامة من حمام الحرم قال عليه الفداء قال قلت فيأكله قال لا قلت فيطرحه قال إذا يكون عليه فداء آخر قال قلت فما يصنع به قال يدفنه
2357- و روى ابن فضّال عن يونس بن يعقوب قال أرسلت إلى أبي الحسن ع أنّ أخا لي اشترى حماما من المدينة فذهبنا بها معنا إلى مكّة فاعتمرنا و أقمنا إلى الحجّ ثمّ أخرجنا الحمام معنا من مكّة إلى الكوفة هل علينا في ذلك شيء فقال للرّسول إنّي أظنّهنّ كنّ فرهة قل له يذبح مكان كلّ طير شاة
2358- و روى صفوان عن العيص بن القاسم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن شراء القماريّ بمكّة و المدينة فقال ما أحبّ أن يخرج منها شيء
2359- و روى حريز عن زرارة أنّ الحكم سأل أبا جعفر ع عن رجل أهدي له في الحرم حمامة مقصوصة فقال انتفها و أحسن علفها حتّى إذا استوى ريشها فخلّ سبيلها
2360- و روى حريز عن محمّد بن مسلم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجل أهدي له حمام أهليّ و جيء به و هو في الحرم محلّ قال إن أصاب منه شيئا فليتصدّق مكانه بنحو من ثمنه
2361- و روى صفوان بن يحيى عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجل رمى صيدا في الحلّ و هو يؤمّ الحرم فيما بين البريد و المسجد فأصابه في الحلّ فمضى برميته حتّى دخل الحرم فمات من رميته هل عليه جزاء فقال ليس عليه جزاء إنّما مثل ذلك مثل من نصب شركا في الحلّ إلى جانب الحرم فوقع فيه صيد فاضطرب حتّى دخل الحرم فمات فليس عليه جزاؤه لأنّه نصب حيث نصب و هو له حلال و رمى حيث رمى و هو له حلال فليس عليه فيما كان بعد ذلك شيء فقلت هذا القياس عند النّاس فقال إنّما شبّهت لك الشّيء بالشّيء لتعرفه
2362- و روى المثنّى عن كرب الصّيرفيّ قال كنّا جميعا فاشترينا طيرا فقصصناه فدخلنا به مكّة فعاب ذلك أهل مكّة فأرسل كرب إلى أبي عبد اللّه ع فسأله فقال استودعوه رجلا من أهل مكّة مسلما أو امرأة مسلمة فإذا استوى خلّوا سبيله
2363- و روى ابن مسكان عن إبراهيم بن ميمون قال قلت لأبي عبد اللّه ع رجل نتف حمامة من حمام الحرم فقال يتصدّق بصدقة على مسكين و يعطي باليد الّتي نتف بها فإنّه قد أوجعه
2364- و روى صفوان عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد اللّه ع أهدي لنا طير مذبوح بمكّة فأكله أهلنا فقال لا يرى به أهل مكّة بأسا قلت فأيّ شيء تقول أنت قال عليهم ثمنه
2365- و روى صفوان عن عبد اللّه بن سنان قال قال أبو عبد اللّه ع لا يذبح الصّيد في الحرم و إن صيد في الحلّ
2366- و روى النّضر عن عبد اللّه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول في حمام مكّة الطّير الأهليّ من حمام الحرم من ذبح منه طيرا فعليه أن يتصدّق بصدقة أفضل من ثمنه فإن كان محرما فشاة عن كلّ طير
2367- و سأل معاوية بن عمّار أبا عبد اللّه ع عن طير أهليّ أقبل فدخل الحرم فقال لا يؤخذ و لا يمسّ لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و من دخله كان آمنا
2368- و سأل محمّد بن مسلم أحدهما ع عن الظّبي يدخل الحرم فقال لا يؤخذ و لا يمسّ لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و من دخله كان آمنا
2369- و روى ابن مسكان عن يزيد بن خليفة قال كان في جانب بيتي مكتل كان فيه بيضتان من حمام الحرم فذهب غلامي فكبّ المكتل و هو لا يعلم أنّ فيه بيضتين فكسرهما فخرجت فلقيت عبد اللّه بن الحسن فذكرت ذلك له فقال تصدّق بكفّين من دقيق قال فلقيت أبا عبد اللّه ع بعد فأخبرته فقال لي ع عليه ثمن طيرين يطعم به حمام الحرم فلقيت عبد اللّه بن الحسن فأخبرته فقال صدق خذ به فإنّه أخذ عن آبائه ع
2370- و روي عن شهاب بن عبد ربّه قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي أتسحّر بفراخ أتي بها من غير مكّة فتذبح في الحرم فأتسحّر بها فقال بئس السّحور سحورك أ ما علمت أنّ ما أدخلت به الحرم حيّا فقد حرم عليك ذبحه و إمساكه
2371- و روى محمّد بن حمران عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع قال كنت مع عليّ بن الحسين ع بالحرم فرآني أوذي الخطاطيف فقال يا بنيّ لا تقتلهنّ و لا تؤذهنّ فإنّهنّ لا يؤذين شيئا
- و روي عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سألت أبا عبد اللّه ع عن فرخين مسرولين ذبحتهما و أنا بمكّة فقال لي لم ذبحتهما فقلت جاءتني بهما جارية من أهل مكّة فسألتني أن أذبحهما فظننت أنّي بالكوفة و لم أذكر الحرم قال تصدّق بقيمتهما قلت كم قال درهما و هو خير منهما
2373- و سأله زرارة عن رجل أخرج طيرا من مكّة إلى الكوفة فقال يردّه إلى مكّة
2374- و روى المثنّى عن محمّد بن أبي الحكم قال قلت لغلام لنا هيّئ لنا غداءنا فأخذ لنا من أطيار مكّة فذبحها و طبخها فدخلت على أبي عبد اللّه ع فقال ادفنهنّ و افد عن كلّ طير منهنّ
2375- و روى عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في رجل قتل طيرا من طيور الحرم و هو محرم في الحرم فقال عليه شاة و قيمة الحمام درهم يعلف به حمام الحرم و إن كان فرخا فعليه حمل و قيمة الفرخ نصف درهم يعلف به حمام الحرم
2376- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال لا تشترينّ في الحرم إلّا مذبوحا قد ذبح في الحلّ ثمّ جيء به إلى الحرم مذبوحا فلا بأس به للحلال
2377- و سأل سعيد بن عبد اللّه الأعرج أبا عبد اللّه ع عن بيضة نعامة أكلت في الحرم فقال تصدّق بثمنها
2378- و روى عبد الرّحمن بن الحجّاج قال قال أبو عبد اللّه ع في قيمة الحمامة درهم و في الفرخ نصف درهم و في البيضة ربع درهم
باب ما يجوز أن يذبح في الحرم و يخرج به منه
2379- روى ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال لا يذبح في الحرم إلّا الإبل و البقر و الغنم و الدّجاج
2380- و سأله معاوية بن عمّار عن دجاج الحبش فقال ليس من الصّيد إنّما الطّير ما طار بين السّماء و الأرض و صفّ
2381- و قال جميل بن درّاج و محمّد بن مسلم سئل أبو عبد اللّه ع عن الدّجاج السّنديّ يخرج به من الحرم فقال نعم لأنّها لا تستقلّ بالطّيران
و في خبر آخر أنّها تدفّ دفيفا
2382- و سأله الحسن بن الصّيقل عن دجاج مكّة و طيرها فقال ما لم يصفّ فكله و ما كان يصفّ فخلّ سبيله
2383- و سئل الصّادق ع عن رجل أدخل فهده إلى الحرم أ له أن يخرجه فقال هو سبع فكلّ ما أدخلت من السّبع الحرم أسيرا فلك أن تخرجه
- و روى عنه ع معاوية بن عمّار أنّه قال لا بأس بقتل النّمل و البقّ في الحرم و قال لا بأس بقتل القملة في الحرم و غيره
2385- و روى عبد اللّه بن سنان عنه ع أنّه قال كلّ ما لم يصفّ من الطّير فهو بمنزلة الدّجاج
باب ما جاء في السّفر إلى الحجّ و غيره من الطّاعات
2386- روى عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد اللّه ع قال في حكمة آل داود ع أنّ على العاقل أن لا يكون ظاعنا إلّا في ثلاث تزوّد لمعاد أو مرمّة لمعاش أو لذّة في غير محرّم
2387- و روى السّكونيّ بإسناده قال قال رسول اللّه ص سافروا تصحّوا و جاهدوا تغنموا و حجّوا تستغنوا
2388- و روى جعفر بن بشير عن إبراهيم بن الفضل عن أبي عبد اللّه ع قال إذا سبّب اللّه عزّ و جلّ لعبد الرّزق في أرض جعل له فيها حاجة
باب الأيّام و الأوقات الّتي يستحبّ فيها السّفر و الأيّام و الأوقات الّتي يكره فيها السّفر
2389- روى حفص بن غياث النّخعيّ عن أبي عبد اللّه ع قال من أراد سفرا فليسافر يوم السّبت فلو أنّ حجرا زال عن جبل في يوم السّبت لردّه اللّه عزّ و جلّ إلى مكانه و من تعذّرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثّلاثاء فإنّه اليوم الّذي ألان اللّه عزّ و جلّ فيه الحديد لداود ع
2390- و روى إبراهيم بن أبي يحيى المدينيّ عنه ع أنّه قال لا بأس بالخروج في السّفر ليلة الجمعة
2391- و روى عبد اللّه بن سليمان عن أبي جعفر ع قال كان رسول اللّه ص يسافر يوم الخميس
2392- و قال ع يوم الخميس يوم يحبّه اللّه و رسوله و ملائكته
2393- و كتب بعض البغداديّين إلى أبي الحسن الثّاني ع يسأله عن الخروج يوم الأربعاء لا يدور فكتب ع من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطّيرة وقي من كلّ آفة و عوفي من كلّ عاهة و قضى اللّه عزّ و جلّ له حاجته
2394- و قال رسول اللّه ص عليكم بالسّير باللّيل فإنّ الأرض تطوى باللّيل
2395- و في رواية جميل بن درّاج و حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع قال الأرض تطوى من آخر اللّيل
- و روى محمّد بن يحيى الخثعميّ عنه ع لا تخرج يوم الجمعة في حاجة فإذا كان يوم السّبت و طلعت الشّمس فاخرج في حاجتك
2397- و سأل أبو أيّوب الخزّاز و عبد اللّه بن سنان أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل اللّه فقال ع الصّلاة يوم الجمعة و الانتشار يوم السّبت
2398- و قال ع السّبت لنا و الأحد لبني أميّة
2399- و قال ع لا تسافر يوم الإثنين و لا تطلب فيه حاجة
2400- و روي عن أبي أيّوب الخزّاز أنّه قال أردنا أن نخرج فجئنا نسلّم على أبي عبد اللّه ع فقال كأنّكم طلبتم بركة الإثنين قلنا نعم قال فأيّ يوم أعظم شؤما من يوم الإثنين فقدنا فيه نبيّنا ص و ارتفع الوحي عنّا لا تخرجوا يوم الإثنين و اخرجوا يوم الثّلاثاء
2401- و روى محمّد بن حمران عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال من سافر أو تزوّج و القمر في العقرب لم ير الحسنى
2402- و روي عن عبد الملك بن أعين قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي قد ابتليت بهذا العلم فأريد الحاجة فإذا نظرت إلى الطّالع و رأيت الطّالع الشّرّ جلست و لم أذهب فيها و إذا رأيت الطّالع الخير ذهبت في الحاجة فقال لي تقضي قلت نعم قال أحرق كتبك
- و روى سليمان بن جعفر الجعفريّ عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال الشّؤم للمسافر في طريقه في ستّة الغراب النّاعق عن يمينه و الكلب النّاشر لذنبه و الذّئب العاوي الّذي يعوي في وجه الرّجل و هو مقع على ذنبه يعوي ثمّ يرتفع ثمّ ينخفض ثلاثا و الظّبي السّانح من يمين إلى شمال و البومة الصّارخة و المرأة الشّمطاء تلقى فرجها و الأتان العضباء يعني الجدعاء فمن أوجس في نفسه منهنّ شيئا فليقل اعتصمت بك يا ربّ من شرّ ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك قال فيعصم من ذلك
باب افتتاح السّفر بالصّدقة
2404- روى الحسن بن محبوب عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال قال أبو عبد اللّه ع تصدّق و اخرج أيّ يوم شئت
2405- و روي عن حمّاد بن عثمان قال قلت لأبي عبد اللّه ع أ يكره السّفر في شيء من الأيّام المكروهة مثل الأربعاء و غيره فقال افتتح سفرك بالصّدقة و اخرج إذا بدا لك و اقرأ آية الكرسيّ و احتجم إذا بدا لك
2406- و روي عن ابن أبي عمير أنّه قال كنت أنظر في النّجوم و أعرفها و أعرف الطّالع فيدخلني من ذلك شيء فشكوت ذلك إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع فقال إذا وقع في نفسك شيء فتصدّق على أوّل مسكين ثمّ امض فإنّ اللّه عزّ و جلّ يدفع عنك
2407- و روى كردين عن أبي عبد اللّه ع قال من تصدّق بصدقة إذا أصبح دفع اللّه عزّ و جلّ عنه نحس ذلك اليوم
- و روى هارون بن خارجة عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كان عليّ بن الحسين ع إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله اشترى السّلامة من اللّه عزّ و جلّ بما تيسّر له و يكون ذلك إذا وضع رجله في الرّكاب فإذا سلّمه اللّه عزّ و جلّ و انصرف حمد اللّه تعالى و شكره و تصدّق بما تيسّر له
باب حمل العصا في السّفر
2409- قال أمير المؤمنين ع قال رسول اللّه ص من خرج في سفر و معه عصا لوز مرّ و تلا هذه الآية و لمّا توجّه تلقاء مدين قال عسى ربّي أن يهديني سواء السّبيل إلى قول اللّه عزّ و جلّ و اللّه على ما نقول وكيل آمنه اللّه عزّ و جلّ من كلّ سبع ضار و من كلّ لصّ عاد و كلّ ذات حمة حتّى يرجع إلى أهله و منزله و كان معه سبعة و سبعون من المعقّبات يستغفرون له حتّى يرجع و يضعها
2410- و قال قال رسول اللّه ص حمل العصا ينفي الفقر و لا يجاوره الشّيطان
2411- و قال ع من أراد أن تطوى له الأرض فليتّخذ النّقد من العصا و النّقد عصا لوز مرّ
2412- و قال ع تعصّوا فإنّها من سنن إخواني النّبيّين و كانت بنو إسرائيل الصّغار و الكبار يمشون على العصا حتّى لا يختالوا في مشيهم
باب ما يستحبّ للمسافر من الصّلاة إذا أراد الخروج
2413- قال رسول اللّه ص ما استخلف رجل على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفره و يقول اللّهمّ إنّي أستودعك نفسي و أهلي و مالي و ذرّيّتي و دنياي و آخرتي و أمانتي و خاتمة عملي فما قال ذلك أحد إلّا أعطاه اللّه عزّ و جلّ ما سأل
و سيأتي ذلك في أوّل باب سياق المناسك في هذا الكتاب عند انتهائي إليه إن شاء اللّه تعالى
باب ما يستحبّ للمسافر من الدّعاء عند خروجه في السّفر
2514- روى موسى بن القاسم البجليّ عن صبّاح الحذّاء قال سمعت موسى بن جعفر ع يقول لو كان الرّجل منكم إذا أراد سفرا أقام على باب داره تلقاء الوجه الّذي يتوجّه إليه فقرأ فاتحة الكتاب أمامه و عن يمينه و عن شماله و آية الكرسيّ أمامه و عن يمينه و عن شماله ثمّ قال اللّهمّ احفظني و احفظ ما معي و سلّمني و سلّم ما معي و بلّغني و بلّغ ما معي ببلاغك الحسن لحفظه اللّه و لحفظ ما معه و سلّمه اللّه و سلّم ما معه و بلّغه اللّه و بلّغ ما معه قال ثمّ قال يا صبّاح أ ما رأيت الرّجل يحفظ و لا يحفظ ما معه و يسلم و لا يسلم ما معه و يبلغ و لا يبلغ ما معه قلت بلى جعلت فداك
2415- و كان الصّادق ع إذا أراد سفرا قال اللّهمّ خلّ سبيلنا و أحسن تسييرنا و أعظم عافيتنا
2416- و روى عليّ بن أسباط عن أبي الحسن الرّضا ع قال قال لي إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل بسم اللّه آمنت باللّه توكّلت على اللّه ما شاء اللّه و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه فتلقّاه الشّياطين فتضرب الملائكة وجوهها و تقول ما سبيلكم عليه و قد سمّى اللّه عزّ و جلّ و آمن به و توكّل على اللّه و قال ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلّا باللّه
2417- و روى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال من قال حين يخرج من باب داره أعوذ باللّه ممّا عاذت منه ملائكة اللّه من شرّ هذا اليوم و من شرّ الشّياطين و من شرّ من نصب لأولياء اللّه عزّ و جلّ و من شرّ الجنّ و الإنس و من شرّ السّباع و الهوامّ و من شرّ ركوب المحارم كلّها أجير نفسي باللّه من كلّ شرّ غفر اللّه له و تاب عليه و كفاه المهمّ و حجزه عن السّوء و عصمه من الشّرّ
باب القول عند الرّكوب
2418- كان الصّادق ع إذا وضع رجله في الرّكاب يقول سبحان الّذي سخّر لنا هذا و ما كنّا له مقرنين و يسبّح اللّه سبعا و يحمّد اللّه سبعا و يهلّل اللّه سبعا
2419- و روي عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال أمسكت لأمير المؤمنين ع بالرّكاب و هو يريد أن يركب فرفع رأسه ثمّ تبسّم فقلت يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك و تبسّمت قال نعم يا أصبغ أمسكت لرسول اللّه ص كما أمسكت لي فرفع رأسه إلى السّماء و تبسّم فسألته كما سألتني و سأخبرك كما أخبرني أمسكت لرسول اللّه ص الشّهباء فرفع رأسه إلى السّماء و تبسّم فقلت يا رسول اللّه رفعت رأسك إلى السّماء و تبسّمت فقال يا عليّ إنّه ليس من أحد يركب ما أنعم اللّه عليه ثمّ يقرأ آية السّخرة ثمّ يقول أستغفر اللّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم و أتوب إليه اللّهمّ اغفر لي ذنوبي فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت إلّا قال السّيّد الكريم يا ملائكتي عبدي يعلم أنّه لا يغفر الذّنوب غيري اشهدوا أنّي قد غفرت له ذنوبه
باب ذكر اللّه عزّ و جلّ و الدّعاء في المسير
2420- روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص في سفره إذا هبط سبّح و إذا صعد كبّر
2421- و روى العلاء عن أبي عبيدة عن أحدهما ع قال إذا كنت في سفر فقل اللّهمّ اجعل مسيري عبرا و صمتي تفكّرا و كلامي ذكرا
2422- و قال رسول اللّه ص و الّذي نفس أبي القاسم بيده ما هلّل اللّه مهلّل و لا كبّر اللّه مكبّر على شرف من الأشراف إلّا هلّل ما خلفه و كبّر ما بين يديه بتهليله و تكبيره حتّى يبلغ مقطع التّراب
باب ما يجب على المسافر في الطّريق من حسن الصّحابة و كظم الغيظ و حسن الخلق و كفّ الأذى و الورع
2423- روي عن أبي الرّبيع الشّاميّ قال كنّا عند أبي عبد اللّه ع و البيت غاصّ بأهله فقال ليس منّا من لم يحسن صحبة من صحبه و مرافقة من رافقه و ممالحة من مالحه و مخالقة من خالقه
2424- و روى صفوان الجمّال عن أبي عبد اللّه ع قال كان أبي ع يقول ما يعبأ بمن يؤمّ هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال خلق يخالق به من صحبه و حلم يملك به غضبه و ورع يحجزه عن محارم اللّه عزّ و جلّ
2425- و قال الصّادق ع ليس من المروءة أن يحدّث الرّجل بما يلقى في السّفر من خير أو شرّ
2426- و روي عن عمّار بن مروان الكلبيّ قال أوصاني أبو عبد اللّه ع فقال أوصيك بتقوى اللّه و أداء الأمانة و صدق الحديث و حسن الصّحبة لمن صحبك و لا قوّة إلّا باللّه
2427- و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال من خالطت فإن استطعت أن يكون يدك العليا عليه فافعل
باب تشييع المسافر و توديعه و الدّعاء له
2428- لمّا شيّع أمير المؤمنين ع أبا ذرّ رحمة اللّه عليه شيّعه الحسن و الحسين ع و عقيل بن أبي طالب و عبد اللّه بن جعفر و عمّار بن ياسر قال أمير المؤمنين ع ودّعوا أخاكم فإنّه لا بدّ للشّاخص أن يمضي و للمشيّع من أن يرجع فتكلّم كلّ رجل منهم على حياله فقال الحسين بن عليّ ع رحمك اللّه يا أبا ذرّ إنّ القوم إنّما امتهنوك بالبلاء لأنّك منعتهم دينك فمنعوك دنياهم فما أحوجك غدا إلى ما منعتهم و أغناك عمّا منعوك فقال أبو ذرّ رحمكم اللّه من أهل بيت فما لي شجن في الدّنيا غيركم إنّي إذا ذكرتكم ذكرت بكم جدّكم رسول اللّه ص
- و كان رسول اللّه ص إذا ودّع المؤمنين قال زوّدكم اللّه التّقوى و وجّهكم إلى كلّ خير و قضى لكم كلّ حاجة و سلّم لكم دينكم و دنياكم و ردّكم سالمين إلى سالمين
2430- و في خبر آخر عن أبي جعفر ع قال كان رسول اللّه ص إذا ودّع مسافرا أخذ بيده ثمّ قال أحسن اللّه لك الصّحابة و أكمل لك المعونة و سهّل لك الحزونة و قرّب لك البعيد و كفاك المهمّ و حفظ لك دينك و أمانتك و خواتيم عملك و وجّهك لكلّ خير عليك بتقوى اللّه استودع اللّه نفسك سر على بركة اللّه عزّ و جلّ
باب ما يقول من خرج وحده في سفر
2431- روى بكر بن صالح عن سليمان بن جعفر عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال من خرج وحده في سفر فليقل ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلّا باللّه اللّهمّ آنس وحشتي و أعنّي على وحدتي و أدّ غيبتي
باب كراهة الوحدة في السّفر
2432- روى عليّ بن أسباط عن عبد الملك بن مسلمة عن السّريّ بن خالد عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص أ لا أنبّئكم بشرّ النّاس قالوا بلى يا رسول اللّه قال من سافر وحده و منع رفده و ضرب عبده
2433- و قال أبو الحسن موسى بن جعفر ع في وصيّة رسول اللّه ص لعليّ ع لا تخرج في سفر وحدك فإنّ الشّيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد يا عليّ إنّ الرّجل إذا سافر وحده فهو غاو و الاثنان غاويان و الثّلاثة نفر و روى بعضهم سفر
2434- و روى إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال لعن رسول اللّه ص ثلاثة الآكل زاده وحده و النّائم في بيت وحده و الرّاكب في الفلاة وحده
2435- و روى محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال كنت عند أبي عبد اللّه ع بمكّة إذ جاءه رجل من المدينة فقال له من صحبك فقال ما صحبت أحدا فقال له أبو عبد اللّه ع أما لو كنت تقدّمت إليك لأحسنت أدبك ثمّ قال واحد شيطان و اثنان شيطانان و ثلاثة صحب و أربعة رفقاء
باب الرّفقاء في السّفر و وجوب حقّ بعضهم على بعض
2436- روى السّكونيّ بإسناده قال قال رسول اللّه ص الرّفيق ثمّ السّفر
2437- و قال رسول اللّه ص ما اصطحب اثنان إلّا كان أعظمهما أجرا و أحبّهما إلى اللّه عزّ و جلّ أرفقهما لصاحبه
2438- و قال أمير المؤمنين ع لا تصحبنّ في سفر من لا يرى لك من الفضل عليه كما ترى له عليك
2439- و قال رسول اللّه ص من السّنّة إذا خرج القوم في سفر أن يخرجوا نفقتهم فإنّ ذلك أطيب لأنفسهم و أحسن لأخلاقهم
2440- و روى إسحاق بن جرير عن أبي عبد اللّه ع قال كان يقول اصحب من تتزيّن به و لا تصحب من يتزيّن بك
2441- و روى شهاب بن عبد ربّه قال قلت لأبي عبد اللّه ع قد عرفت حالي و سعة يدي و توسيعي على إخواني فأصحب النّفر منهم في طريق مكّة فأوسّع عليهم قال لا تفعل يا شهاب فإنّك إن بسطت و بسطوا أجحفت بهم و إن هم أمسكوا أذللتهم فاصحب نظراءك اصحب نظراءك
2442- و قال أبو جعفر ع إذا صحبت فاصحب نحوك و لا تصحب من يكفيك فإنّ ذلك مذلّة للمؤمن
2443- و روى أبو خديجة عن أبي عبد اللّه ع قال البائت في البيت وحده شيطان و الاثنان لمّة و الثّلاثة أنس
2444- و قال رسول اللّه ص أحبّ الصّحابة إلى اللّه عزّ و جلّ أربعة و ما زاد قوم على سبعة إلّا كثر لغطهم
2445- و قال الصّادق ع حقّ المسافر أن يقيم عليه إخوانه إذا مرض ثلاثا
2446- و روى عبد اللّه بن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص ما من نفقة أحبّ إلى اللّه من نفقة قصد و يبغض الإسراف إلّا في حجّ أو عمرة
باب الحداء و الشّعر في السّفر
2447- روى السّكونيّ بإسناده قال قال رسول اللّه ص زاد المسافر الحداء و الشّعر ما كان منه ليس فيه خنا
باب حفظ النّفقة في السّفر
2448- روي عن صفوان الجمّال قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ معي أهلي و أنا أريد الحجّ فأشدّ نفقتي في حقويّ قال نعم فإنّ أبي ع كان يقول من قوّة المسافر حفظ نفقته
2449- و روى عليّ بن أسباط عن عمّه يعقوب بن سالم قال قلت لأبي عبد اللّه ع تكون معي الدّراهم فيها تماثيل و أنا محرم فأجعلها في همياني و أشدّه في وسطي قال لا بأس أ و ليس هي نفقتك و عليها اعتمادك بعد اللّه عزّ و جلّ
باب اتّخاذ السّفرة في السّفر
2450- قال الصّادق ع إذا سافرتم فاتّخذوا سفرة و تنوّقوا فيها
- و روي عن نصر الخادم قال نظر العبد الصّالح أبو الحسن موسى بن جعفر ع إلى سفرة عليها حلق صفر فقال انزعوا هذه و اجعلوا مكانها حديدا فإنّه لا يقرب شيئا ممّا فيها شيء من الهوامّ
باب السّفر الّذي يكره فيه اتّخاذ السّفرة
2452- قال الصّادق ع لبعض أصحابه تأتون قبر أبي عبد اللّه ص فقال له نعم قال تتّخذون لذلك سفرة قال نعم قال أما لو أتيتم قبور آبائكم و أمّهاتكم لم تفعلوا ذلك قال قلت فأيّ شيء نأكل قال الخبز باللّبن
2453- و في خبر آخر قال الصّادق ع بلغني أنّ قوما إذا زاروا الحسين ع حملوا معهم السّفرة فيها الجداء و الأخبصة و أشباهه لو زاروا قبور أحبّائهم ما حملوا معهم هذا
باب الزّاد في السّفر
2454- قال رسول اللّه ص من شرف الرّجل أن يطيّب زاده إذا خرج في سفر
- و كان عليّ بن الحسين ع إذا سافر إلى مكّة للحجّ أو العمرة تزوّد من أطيب الزّاد من اللّوز و السّكّر و السّويق المحمّض و المحلّى
2456- و روي أنّه قام أبو ذرّ رحمة اللّه عليه عند الكعبة فقال أنا جندب بن السّكن فاكتنفه النّاس فقال لو أنّ أحدكم أراد سفرا لاتّخذ فيه من الزّاد ما يصلحه لسفره فتزوّدوا لسفر يوم القيامة أ ما تريدون فيه ما يصلحكم فقام إليه رجل فقال أرشدنا فقال صم يوما شديد الحرّ للنّشور و حجّ حجّة لعظائم الأمور و صلّ ركعتين في سواد اللّيل لوحشة القبور كلمة خير تقولها و كلمة شرّ تسكت عنها أو صدقة منك على مسكين لعلّك تنجو بها يا مسكين من يوم عسير اجعل الدّنيا درهمين درهما أنفقته على عيالك و درهما قدّمته لآخرتك و الثّالث يضرّ و لا ينفع لا ترده اجعل الدّنيا كلمتين كلمة في طلب الحلال و كلمة للآخرة و الثّالثة تضرّ و لا تنفع لا تردها ثمّ قال قتلني همّ يوم لا أدركه
2457- و قال لقمان لابنه يا بنيّ إنّ الدّنيا بحر عميق و قد هلك فيها عالم كثير فاجعل سفينتك فيها الإيمان باللّه و اجعل شراعها التّوكّل على اللّه و اجعل زادك فيها تقوى اللّه عزّ و جلّ فإن نجوت فبرحمة اللّه و إن هلكت فبذنوبك
باب حمل الآلات و السّلاح في السّفر
2458- روى سليمان بن داود المنقريّ عن حمّاد بن عيسى عن أبي عبد اللّه ع قال في وصيّة لقمان لابنه يا بنيّ سافر بسيفك و خفّك و عمامتك و حبالك و سقائك و خيوطك و مخرزك و تزوّد معك من الأدوية ما تنتفع به أنت و من معك و كن لأصحابك موافقا إلّا في معصية اللّه عزّ و جلّ و زاد فيه بعضهم و فرسك
باب الخيل و ارتباطها و أوّل من ركبها
2459- قال رسول اللّه ص الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة و المنفق عليها في سبيل اللّه عزّ و جلّ كالباسط يده بالصّدقة لا يقبضها
فإذا أعددت شيئا فأعدّه أقرح أرثم محجّل الثّلاثة طلق اليمين كميتا ثمّ أغرّ تسلم و تغنم
- و روى بكر بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفريّ عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول الخيل على كلّ منخر منها شيطان فإذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسمّ
2461- قال و سمعته يقول من ربط فرسا عتيقا محيت عنه عشر سيّئات و كتبت له إحدى عشرة حسنة في كلّ يوم و من ارتبط هجينا محيت عنه في كلّ يوم سيّئتان و كتبت له تسع حسنات في كلّ يوم و من ارتبط برذونا يريد به جمالا أو قضاء حاجة أو دفع عدوّ محيت عنه في كلّ يوم سيّئة و كتبت له ستّ حسنات و من ارتبط فرسا أشقر أغرّ أو أقرح فإن كان أغرّ سائل الغرّة به وضح في قوائمه فهو أحبّ إليّ لم يدخل بيته فقر ما دام ذاك الفرس فيه و ما دام في ملك صاحبه لا يدخل بيته حيف
2462- قال و سمعته يقول أهدى أمير المؤمنين ع لرسول اللّه ص أربعة أفراس من اليمن فأتاه فقال يا رسول اللّه أهديت لك أربعة أفراس قال صفها قال هي ألوان مختلفة قال فيها وضح قال نعم قال فيها أشقر به وضح قال نعم قال فأمسكه لي و قال فيها كميتان أوضحان قال أعطهما ابنيك قال و الرّابع أدهم بهيم قال بعه و استخلف قيمته لعيالك إنّما يمن الخيل في ذوات الأوضاح
2463- قال و سمعته يقول من خرج من منزله أو منزل غير منزله في أوّل الغداة فلقي فرسا أشقر به أوضاح بورك له في يومه و إن كانت به غرّة سائلة فهو العيش و لم يلق في يومه ذلك إلّا سرورا و قضى اللّه عزّ و جلّ حاجته
- و قال الصّادق ع كانت الخيل وحوشا في بلاد العرب و صعد إبراهيم و إسماعيل ع على أبي قبيس فناديا ألا هلا ألا هلمّ فما بقي فرس إلّا أعطى بقياده و أمكن من ناصيته
باب حقّ الدّابّة على صاحبها
2465- روى إسماعيل بن أبي زياد بإسناده قال قال رسول اللّه ص للدّابّة على صاحبها خصال يبدأ بعلفها إذا نزل و يعرض عليها الماء إذا مرّ به و لا يضرب وجهها فإنّها تسبّح بحمد ربّها و لا يقف على ظهرها إلّا في سبيل اللّه عزّ و جلّ و لا يحمّلها فوق طاقتها و لا يكلّفها من المشي إلّا ما تطيق
2466- و سأل رجل أبا عبد اللّه ع متى أضرب دابّتي تحتي قال إذا لم تمش تحتك كمشيها إلى مذودها
2467- و روي أنّه قال اضربوها على العثار و لا تضربوها على النّفار فإنّها ترى ما لا ترون
2468- و قال رسول اللّه ص إذا عثرت الدّابّة تحت الرّجل فقال لها تعست تقول تعس أعصانا للرّبّ
2469- و قال عليّ ع في الدّوابّ لا تضربوا الوجوه و لا تلعنوها فإنّ اللّه عزّ و جلّ لعن لاعنها و في خبر آخر لا تقبّحوا الوجوه
2470- و قال النّبيّ ص إنّ الدّوابّ إذا لعنت لزمتها اللّعنة
2471- و قال رسول اللّه ص لا تتورّكوا على الدّوابّ و لا تتّخذوا ظهورها مجالس
- و قال الباقر ع لكلّ شيء حرمة و حرمة البهائم في وجوهها
باب ما لم تبهم عنه البهائم
2473- روى عليّ بن رئاب عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع أنّه كان يقول ما بهمت البهائم عنه فلم تبهم عن أربعة معرفتها بالرّبّ تبارك و تعالى و معرفتها بالموت و معرفتها بالأنثى من الذّكر و معرفتها بالمرعى الخصب
2474- و أمّا الخبر الّذي روي عن الصّادق ع أنّه قال لو عرفت البهائم من الموت ما تعرفون ما أكلتم منها سمينا قطّ
فليس بخلاف هذا الخبر لأنّها تعرف الموت لكنّها لا تعرف منه ما تعرفون
باب ثواب النّفقة على الخيل
2475- قال رسول اللّه ص في قول اللّه عزّ و جلّ الّذين ينفقون أموالهم باللّيل و النّهار سرّا و علانية فلهم أجرهم عند ربّهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون قال نزلت في النّفقة على الخيل
قال مصنّف هذا الكتاب رضي اللّه عنه هذه الآية روي أنّها نزلت في أمير المؤمنين ع و كان سبب نزولها أنّه كان معه أربعة دراهم فتصدّق بدرهم منها باللّيل و بدرهم منها بالنّهار و بدرهم في السّرّ و بدرهم في العلانية فنزلت فيه هذه الآية و الآية إذا نزلت في شيء فهي منزلة في كلّ ما يجري فيه فالاعتقاد في تفسيرها أنّها نزلت في أمير المؤمنين ع و جرت في النّفقة على الخيل و أشباه ذلك
باب علّة الرّقعتين في باطن يدي الدّابّة
2476- روى حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له جعلت فداك نرى الدّوابّ في بطون أيديها مثل الرّقعتين في باطن يديها مثل الكيّ فأيّ شيء هو قال ذلك موضع منخريه في بطن أمّه
باب حسن القيام على الدّوابّ
2477- روي عن أبي ذرّ رحمة اللّه عليه أنّه قال سمعت رسول اللّه ص يقول إنّ الدّابّة تقول اللّهمّ ارزقني مليك صدق يشبعني و يسقيني و لا يحمّلني ما لا أطيق
2478- و قال الصّادق ع ما اشترى أحد دابّة إلّا قالت اللّهمّ اجعله بي رحيما
2479- و روى عنه عبد اللّه بن سنان أنّه قال اتّخذوا الدّابّة فإنّها زين و تقضى عليها الحوائج و رزقها على اللّه عزّ و جلّ
2480- و روى السّكونيّ بإسناده قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه تبارك و تعالى يحبّ الرّفق و يعين عليه فإذا ركبتم الدّوابّ العجاف فأنزلوها منازلها فإن كانت الأرض مجدبة فانجوا عليها و إن كانت مخصبة فأنزلوها منازلها
2481- و قال عليّ صلوات اللّه عليه من سافر منكم بدابّة فليبدأ حين ينزل بعلفها و سقيها
2482- و قال أبو جعفر ع إذا سرت في أرض خصبة فارفق بالسّير و إذا سرت في أرض مجدبة فعجّل بالسّير
باب ما جاء في الإبل
2483- قال الصّادق ع إيّاكم و الإبل الحمر فإنّها أقصر الإبل أعمارا
2484- و قال ع إنّ على ذروة كلّ بعير شيطانا فأشبعه و امتهنه
2485- و قال أبو عبد اللّه ع اشتروا السّود القباح فإنّها أطول الإبل أعمارا
2486- و قال رسول اللّه ص الإبل عزّ لأهلها
- و نهى رسول اللّه ص أن يتخطّى القطار قيل يا رسول اللّه و لم قال لأنّه ليس من قطار إلّا و ما بين البعير إلى البعير شيطان
2488- و سئل النّبيّ ص أيّ المال خير قال زرع زرعه صاحبه و أصلحه و أدّى حقّه يوم حصاده قيل يا رسول اللّه فأيّ المال بعد الزّرع خير قال رجل في غنمه قد تبع بها مواضع القطر يقيم الصّلاة و يؤتي الزّكاة قيل يا رسول اللّه فأيّ المال بعد الغنم خير قال البقر تغدو بخير و تروح بخير قيل يا رسول اللّه فأيّ المال بعد البقر خير فقال الرّاسيات في الوحل المطعمات في المحل نعم الشّيء النّخل من باعه فإنّما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهقة اشتدّت به الرّيح في يوم عاصف إلّا أن يخلف مكانها قيل يا رسول اللّه فأيّ المال بعد النّخل خير فسكت فقال له رجل فأين الإبل قال فيها الشّقاء و الجفاء و العناء و بعد الدّار تغدو مدبرة و تروح مدبرة لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأشأم أما إنّها لا تعدم الأشقياء الفجرة
قال مصنّف هذا الكتاب رضي اللّه عنه معنى قوله ص لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأشأم هو أنّها لا تحلب و لا تركب إلّا من الجانب الأيسر
- و قال ع في الغنم إذا أقبلت أقبلت و إذا أدبرت أقبلت و البقر إذا أقبلت أقبلت و إذا أدبرت أدبرت و الإبل إذا أقبلت أدبرت و إذا أدبرت أدبرت
باب ما يجب من العدل على الجمل و ترك ضربه و اجتناب ظلمه
2490- روى السّكونيّ بإسناده أنّ النّبيّ ص أبصر ناقة معقولة و عليها جهازها فقال أين صاحبها مروه فليستعدّ غدا للخصومة
2491- و في خبر آخر قال النّبيّ ص أخّروا الأحمال فإنّ اليدين معلّقة و الرّجلين موثّقة
2492- و روى ابن فضّال عن حمّاد اللّحّام قال مرّ قطار لأبي عبد اللّه ع فرأى زاملة قد مالت فقال يا غلام اعدل على هذا الحمل فإنّ اللّه تعالى يحبّ العدل
2493- و روي أيّوب بن أعين قال سمعت الوليد بن صبيح يقول لأبي عبد اللّه ع إنّ أبا حنيفة رأى هلال ذي الحجّة بالقادسيّة و شهد معنا عرفة فقال ما لهذا صلاة ما لهذا صلاة
2494- و حجّ عليّ بن الحسين ع على ناقة له أربعين حجّة فما قرعها بسوط
2485- و قال الصّادق ع أيّ بعير حجّ عليه ثلاث سنين يجعل من نعم الجنّة و روي سبع سنين
باب ما جاء في ركوب العقب
2496- روى عليّ بن رئاب عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كان رسول اللّه ص و أمير المؤمنين ع و مرثد بن أبي مرثد الغنويّ يعقّبون بعيرا بينهم و هم منطلقون إلى بدر
باب ثواب من أعان مؤمنا مسافرا
2497- قال رسول اللّه ص من أعان مؤمنا مسافرا نفّس اللّه عنه ثلاثا و سبعين كربة و أجاره في الدّنيا و الآخرة من الغمّ و الهمّ و نفّس عنه كربه العظيم يوم يغصّ النّاس بأنفاسهم و في خبر آخر حيث يتشاغل النّاس بأنفاسهم
باب المروءة في السّفر
2498- تذاكر النّاس عند الصّادق ع أمر الفتوّة فقال تظنّون أمر الفتوّة بالفسق و الفجور إنّما الفتوّة و المروءة طعام موضوع و نائل مبذول بشيء معروف و أذى مكفوف فأمّا تلك فشطارة و فسق ثمّ قال ما المروءة فقال النّاس لا نعلم قال المروءة و اللّه أن يضع الرّجل خوانه بفناء داره و المروءة مروءتان مروءة في الحضر و مروءة في السّفر فأمّا الّتي في الحضر فتلاوة القرآن و لزوم المساجد و المشي مع الإخوان في الحوائج و النّعمة ترى على الخادم أنّها تسرّ الصّديق و تكبت العدوّ و أمّا الّتي في السّفر فكثرة الزّاد و طيبه و بذله لمن كان معك و كتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إيّاهم و كثرة المزاح في غير ما يسخط اللّه عزّ و جلّ ثمّ قال ع و الّذي بعث جدّي ص بالحقّ نبيّا إنّ اللّه عزّ و جلّ ليرزق العبد على قدر المروءة و إنّ المعونة تنزل على قدر المئونة و إنّ الصّبر ينزل على قدر شدّة البلاء
باب ارتياد المنازل و الأمكنة الّتي يكره النّزول فيها
2499- روى السّكونيّ بإسناده قال قال رسول اللّه ص إيّاكم و التّعريس على ظهر الطّريق و بطون الأودية فإنّها مدارج السّباع و مأوى الحيّات
2500- و قال رسول اللّه ص من نزل منزلا يتخوّف فيه السّبع فقال أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ كلّ سبع إلّا أمن من شرّ ذلك السّبع حتّى يرحل من ذلك المنزل إن شاء اللّه تعالى
باب المشي في السّفر
2501- روى منذر بن جيفر عن يحيى بن طلحة النّهديّ قال قال لنا أبو عبد اللّه ع سيروا و انسلّوا فإنّه أخفّ عليكم
2502- و روي أنّ قوما مشاة أدركهم رسول اللّه ص فشكوا إليه شدّة المشي فقال لهم استعينوا بالنّسل
2503- و سأل معاوية بن عمّار أبا عبد اللّه ع عن رجل عليه دين أ عليه أن يحجّ قال نعم إنّ حجّة الإسلام واجبة على من أطاق المشي من المسلمين و لقد كان أكثر من حجّ مع رسول اللّه ص مشاة و لقد مرّ رسول اللّه ص بكراع الغميم فشكوا إليه الجهد و الطّاقة و الإعياء فقال شدّوا أزركم و استبطنوا ففعلوا ذلك فذهب ذلك عنهم
2504- و روى عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له قول اللّه عزّ و جلّ و للّه على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا قال يخرج يمشي إن لم يكن عنده شيء قلت لا يقدر على المشي قال يمشي و يركب قلت لا يقدر على ذلك قال يخدم القوم و يخرج معهم
باب آداب المسافر
2505- روى سليمان بن داود المنقريّ عن حمّاد بن عيسى عن أبي عبد اللّه ع قال قال لقمان لابنه إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك و أمورهم و أكثر التّبسّم في وجوههم و كن كريما على زادك بينهم و إذا دعوك فأجبهم و إذا استعانوا بك فأعنهم و استعمل طول الصّمت و كثرة الصّلاة و سخاء النّفس بما معك من دابّة أو ماء أو زاد و إذا استشهدوك على الحقّ فاشهد لهم و اجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثمّ لا تعزم حتّى تثبّت و تنظر و لا تجب في مشورة حتّى تقوم فيها و تقعد و تنام و تأكل و تصلّي و أنت مستعمل فكرتك و حكمتك في مشورتك فإنّ من لم يمحض النّصيحة لمن استشاره سلبه اللّه رأيه و نزع عنه الأمانة و إذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم و إذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم و إذا تصدّقوا و أعطوا قرضا فأعط معهم و اسمع لمن هو أكبر منك سنّا و إذا أمروك بأمر و سألوك شيئا فقل نعم و لا تقل لا فإنّ لا عيّ و لؤم و إذا تحيّرتم في الطّريق فانزلوا و إذا شككتم في القصد فقفوا و تآمروا و إذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم و لا تسترشدوه فإنّ الشّخص الواحد في الفلاة مريب لعلّه أن يكون عين اللّصوص أو يكون هو الشّيطان الّذي حيّركم و احذروا الشّخصين أيضا إلّا أن تروا ما لا أرى فإنّ العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحقّ منه و الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب يا بنيّ إذا جاء وقت الصّلاة فلا تؤخّرها لشيء صلّها و استرح منها فإنّها دين و صلّ في جماعة و لو على رأس زجّ و لا تنامنّ على دابّتك فإنّ ذلك سريع في دبرها و ليس ذلك من فعل الحكماء إلّا أن تكون في محمل يمكنك التّمدّد لاسترخاء المفاصل و إذا قربت من المنزل فانزل عن دابّتك و ابدأ بعلفها قبل نفسك فإنّها نفسك و إذا أردتم النّزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لونا و ألينها تربة و أكثرها عشبا فإذا نزلت فصلّ ركعتين قبل أن تجلس و إذا أردت قضاء حاجتك فابعد المذهب في الأرض و إذا ارتحلت فصلّ ركعتين ثمّ ودّع الأرض الّتي حللت بها و سلّم عليها و على أهلها فإنّ لكلّ بقعة أهلا من الملائكة و إن استطعت أن لا تأكل طعاما حتّى تبدأ فتصدّق منه فافعل و عليك بقراءة كتاب اللّه عزّ و جلّ ما دمت راكبا و عليك بالتّسبيح ما دمت عاملا عملا و عليك بالدّعاء ما دمت خاليا و إيّاك و السّير من أوّل اللّيل و سر في آخره و إيّاك و رفع الصّوت في مسيرك
باب دعاء الضّالّ عن الطّريق
2506- روى عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إذا ضللت عن الطّريق فناد يا صالح أو يا أبا صالح أرشدونا إلى الطّريق يرحمكم اللّه
2507- و روي أنّ البرّ موكّل به صالح و البحر موكّل به حمزة
باب القول عند نزول المنزل
2508- قال النّبيّ ص لعليّ ع يا عليّ إذا نزلت منزلا فقل اللّهمّ أنزلني منزلا مباركا و أنت خير المنزلين ترزق خيره و يدفع عنك شرّه
باب القول عند دخول مدينة أو قرية
2509- كان في وصيّة رسول اللّه ص لعليّ ع يا عليّ إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها اللّهمّ إنّي أسألك خيرها و أعوذ بك من شرّها اللّهمّ حبّبنا إلى أهلها و حبّب صالحي أهلها إلينا
باب الموت في الغربة
2510- روى الحسن بن محبوب عن أبي محمّد الوابشيّ عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مؤمن يموت في أرض غربة تغيب عنه فيها بواكيه إلّا بكته بقاع الأرض الّتي كان يعبد اللّه عزّ و جلّ عليها و بكته أثوابه و بكته أبواب السّماء الّتي كانت يصعد فيها عمله و بكاه الملكان الموكّلان به
2511- و قال ع إنّ الغريب إذا حضره الموت التفت يمنة و يسرة و لم ير أحدا رفع رأسه فيقول اللّه عزّ و جلّ إلى من تلتفت إلى من هو خير لك منّي و عزّتي و جلالي لئن أطلقتك عن عقدتك لأصيّرنّك في طاعتي و لئن قبضتك لأصيّرنّك إلى كرامتي
باب تهنئة القادم من الحجّ
2512- قال الصّادق ع إنّ رسول اللّه ص كان يقول للقادم من مكّة قبل اللّه منك و أخلف عليك نفقتك و غفر ذنبك
باب ثواب معانقة الحاجّ
2513- في رواية أبي الحسين الأسديّ رضي اللّه عنه قال قال الصّادق ع من عانق حاجّا بغباره كان كأنّما استلم الحجر الأسود
باب النّوادر
2514- روي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال نهى رسول اللّه ص أن يطرق الرّجل أهله ليلا إذا جاء من الغيبة حتّى يؤذنهم
2515- و قال ع السّفر قطعة من العذاب فإذا قضى أحدكم سفره فليسرع الإياب إلى أهله
2516- و قال الصّادق ع سير المنازل ينفد الزّاد و يسيء الأخلاق و يخلق الثّياب و السّير ثمانية عشر
2517- و روى عبد اللّه بن ميمون بإسناده قال قال رسول اللّه ص إذا ضللتم الطّريق فتيامنوا
- و روى جعفر بن القاسم عن الصّادق ع قال إنّ على ذروة كلّ جسر شيطانا فإذا انتهيت إليه فقل بسم اللّه يرحل عنك
2519- و قال أبو الحسن موسى بن جعفر ع أنا ضامن لمن خرج يريد سفرا معتمّا تحت حنكه ثلاثا ألّا يصيبه السّرق و الغرق و الحرق
باب توفير الشّعر للحجّ و العمرة
2520- روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال الحجّ أشهر معلومات شوّال و ذو القعدة و ذو الحجّة و من أراد الحجّ وفّر شعره إذا نظر إلى هلال ذي القعدة و من أراد العمرة وفّر شعره شهرا
و قد يجزي الحاجّ بالرّخص أن يوفّر شعره شهرا روى ذلك هشام بن الحكم و إسماعيل بن جابر عن الصّادق ع و رواه إسحاق بن عمّار عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع
2521- و روي عن سماعة قال سألته عن الحجامة و حلق القفا في أشهر الحجّ قال لا بأس و لا بأس بالنّورة و السّواك
باب مواقيت الإحرام
2522- روى عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال الإحرام من مواقيت خمسة وقّتها رسول اللّه ص لا ينبغي لحاجّ و لا معتمر أن يحرم قبلها و لا بعدها وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة و هو مسجد الشّجرة كان يصلّي فيه و يفرض الحجّ فإذا خرج من المسجد فسار و استوت به البيداء حين يحاذي الميل الأوّل أحرم و وقّت لأهل الشّام الجحفة و وقّت لأهل نجد العقيق و وقّت لأهل الطّائف قرن المنازل و وقّت لأهل اليمن يلملم و لا ينبغي لأحد أن يرغب عن مواقيت رسول اللّه ص
2523- و في رواية رفاعة بن موسى عن أبي عبد اللّه ع قال وقّت رسول اللّه ص العقيق لأهل نجد و قال هو وقت لما أنجدت الأرض و أنتم منهم و وقّت لأهل الشّام الجحفة و يقال لها مهيعة
2524- و روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال يجزيك إذا لم تعرف العقيق أن تسأل النّاس و الأعراب عن ذلك
2525- و قال الصّادق ع أوّل العقيق بريد البعث و هو بريد من دون بريد غمرة
2526- و قال الصّادق ع وقّت رسول اللّه ص لأهل العراق العقيق و أوّله المسلخ و وسطه غمرة و آخره ذات عرق و أوّله أفضل
و لا يجوز الإحرام قبل بلوغ الميقات و لا يجوز تأخيره عن الميقات إلّا لعلّة أو تقيّة و إذا كان الرّجل عليلا أو اتّقى فلا بأس بأن يؤخّر الإحرام إلى ذات عرق
- و سأل معاوية بن عمّار أبا عبد اللّه ع عن رجل من أهل المدينة أحرم من الجحفة فقال لا بأس
2528- و روي عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّا نروى بالكوفة أنّ عليّا ع قال إنّ من تمام حجّك إحرامك من دويرة أهلك فقال سبحان اللّه لو كان كما يقولون لما تمتّع رسول اللّه ص بثيابه إلى الشّجرة
2529- و سأل ميسّر الصّادق ع عن رجل أحرم من العقيق و آخر أحرم من الكوفة أيّهما أفضل عملا فقال يا ميسّر تصلّي العصر أربعا أفضل أو تصلّيها ستّا فقلت أصلّيها أربعا قال فكذلك سنّة رسول اللّه ص أفضل من غيرها
2530- و سئل الصّادق ع عن رجل منزله خلف الجحفة من أين يحرم قال من منزله
2531- و في خبر آخر من كان منزله دون المواقيت ما بينها و بين مكّة فعليه أن يحرم من منزله
- و روى الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال من أقام بالمدينة و هو يريد الحجّ شهرا أو نحوه ثمّ بدا له أن يخرج في غير طريق المدينة فإذا كان حذاء الشّجرة و البيداء مسيرة ستّة أميال فليحرم منها
باب التّهيّؤ للإحرام
2533- روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا انتهيت إلى العقيق من قبل العراق أو إلى وقت من هذه المواقيت و أنت تريد الإحرام إن شاء اللّه فانتف إبطيك و قلّم أظفارك و اطل عانتك و خذ من شاربك و لا يضرّك بأيّ ذلك بدأت ثمّ استك و اغتسل و البس ثوبيك و ليكن فراغك من ذلك إن شاء اللّه تعالى عند زوال الشّمس و إن لم يكن ذلك عند زوال الشّمس فلا يضرّك إلّا أنّ ذلك أحبّ إليّ أن يكون عند زوال الشّمس
2534- و روى معاوية بن وهب قال سألت أبا عبد اللّه ع و نحن بالمدينة عن التّهيّؤ للإحرام فقال اطّل بالمدينة و تجهّز بكلّ ما تريد و اغتسل إن شئت و إن شئت استمتعت بقميصك حتّى تأتي مسجد الشّجرة
2535- و سأل معاوية بن عمّار عن الرّجل يطّلي قبل أن يأتي الوقت بستّ ليال قال لا بأس به و سأله عن الرّجل يطّلي قبل أن يأتي مكّة بسبع ليال أو ثمان ليال قال لا بأس به
2536- و روى عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سأل رجل أبا عبد اللّه ع و أنا حاضر فقال إذا اطّليت للإحرام الأوّل كيف لي أن أصنع في الطّلية الأخيرة و كم حدّ ما بينهما فقال إن كان بينهما جمعتان خمسة عشر يوما فاطّل
2537- و روى ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال أرسلنا إلى أبي عبد اللّه ع و نحن جماعة بالمدينة أنّا نريد أن نودّعك فأرسل إلينا أبو عبد اللّه ع أن اغتسلوا بالمدينة فإنّي أخاف أن يعزّ الماء عليكم بذي الحليفة فاغتسلوا بالمدينة و البسوا ثيابكم الّتي تحرمون فيها ثمّ تعالوا فرادى و مثاني قال فاجتمعنا عنده فقال له ابن أبي يعفور ما تقول في دهنة بعد الغسل للإحرام فقال قبل و بعد و مع ليس به بأس قال ثمّ دعا بقارورة بان سليخة ليس فيها شيء فأمرنا فادّهنّا منها فلمّا أردنا أن نخرج قال لا عليكم أن تغتسلوا إن وجدتم ماء إذا بلغتم ذا الحليفة
2538- و سأله محمّد الحلبيّ عن دهن الخيريّ و البنفسج أ ندّهن به إذا أردنا أن نحرم قال نعم و سأله عن الرّجل يغتسل بالمدينة لإحرامه فقال يجزيه ذلك من الغسل بذي الحليفة
2539- و روى معاوية بن عمّار عنه ع قال الرّجل يدّهن بأيّ دهن شاء إذا لم يكن فيه مسك و لا عنبر و لا زعفران و لا ورس قبل أن يغتسل للإحرام قال و لا تجمّر ثوبا لإحرامك
2540- و روى القاسم بن محمّد الجوهريّ عن عليّ بن أبي حمزة قال سألته عن الرّجل يدّهن بدهن فيه طيب و هو يريد أن يحرم فقال لا تدّهن حين تريد أن تحرم بدهن فيه مسك و لا عنبر يبقى ريحه في رأسك بعد ما تحرم و ادّهن بما شئت من الدّهن حين تريد أن تحرم قبل الغسل و بعده فإذا أحرمت فقد حرم عليك الدّهن حتّى تحلّ
2541- و روى حمّاد عن حريز عن أبي عبد اللّه ع أنّه كان لا يرى بأسا بأن تكتحل المرأة و تدّهن و تغتسل بعد هذا كلّه للإحرام
2542- و في رواية جميل أنّه قال غسل يومك يجزيك لليلتك و غسل ليلتك يجزيك ليومك
2543- و سئل أبو جعفر ع عن رجل اغتسل لإحرامه ثمّ قلّم أظفاره قال يمسحها بالماء و لا يعيد الغسل
و لا بأس أن يغتسل الرّجل بكرة و يحرم عشيّة و إن لبست ثوبا من قبل أن تلبّي فانزعه من فوق و أعد الغسل و لا شيء عليك و إن لبسته بعد ما لبّيت فانزعه من أسفل و عليك دم شاة و إن كنت جاهلا فلا شيء عليك و إذا اغتسل الرّجل للإحرام فلا بأس أن يمسح رأسه بمنديل و إزار و إذا اغتسل الرّجل للإحرام ثمّ نام قبل أن يحرم فعليه إعادة الغسل استحبابا
2544- لأنّه قد روى العيص بن القاسم عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الرّجل يغتسل للإحرام بالمدينة و يلبس ثوبين ثمّ ينام قبل أن يحرم قال ليس عليه غسل
و من اغتسل أوّل اللّيل ثمّ أحرم آخر اللّيل أجزأه غسله
باب وجوه الحاجّ
2545- روى منصور الصّيقل عن أبي عبد اللّه ع قال الحاجّ عندنا على ثلاثة أوجه حاجّ متمتّع و حاجّ مفرد للحجّ و سائق للهدي و السّائق هو القارن
و لا يجوز لأهل مكّة و لا حاضريها التّمتّع بالعمرة إلى الحجّ و ليس لهم إلّا القران أو الإفراد لقول اللّه عزّ و جلّ فمن تمتّع بالعمرة إلى الحجّ فما استيسر من الهدي ثمّ قال بعد ذلك ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام و حدّ حاضري المسجد الحرام أهل مكّة و حواليها على ثمانية و أربعين ميلا و من كان خارجا من هذا الحدّ فلا يحجّ إلّا متمتّعا بالعمرة إلى الحجّ و لا يقبل اللّه غيره
2546- و روى ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول من طاف بالبيت و بالصّفا و المروة أحلّ إن أحبّ أو كره إلّا من اعتمر في عامه ذلك أو ساق الهدي و أشعره و قلّده
2547- و روى ابن أذينة عن زرارة قال جاء رجل إلى أبي جعفر ع و هو خلف المقام فقال إنّي قرنت بين حجّة و عمرة فقال له هل طفت بالبيت فقال نعم قال هل سقت الهدي قال لا فأخذ أبو جعفر ع بشعره ثمّ قال أحللت و اللّه
2548- و روى أبو أيّوب عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أحدهم يقرن و يسوق فأدعه عقوبة بما صنع
2549- و روي عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد اللّه ع الرّجل يحرم بحجّة و عمرة و ينشئ العمرة أ يتمتّع قال نعم
2550- و روى إسحاق بن عمّار عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع رجل يفرد الحجّ فيطوف بالبيت و يسعى بين الصّفا و المروة ثمّ يبدو له أن يجعلها عمرة فقال إن كان لبّى بعد ما سعى قبل أن يقصّر فلا متعة له
- و كتب عليّ بن ميسّر إلى أبي جعفر الثّاني ع يسأله عن رجل اعتمر في شهر رمضان ثمّ حضر الموسم أ يحجّ مفردا للحجّ أو يتمتّع أيّهما أفضل فكتب ع إليه يتمتّع
2552- و روى حفص بن البختريّ عن أبي عبد اللّه ع قال المتعة و اللّه أفضل و بها نزل القرآن و جرت السّنّة إلى يوم القيامة
2553 -17- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال ابن عبّاس دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة
2554- و سأل أبو أيّوب إبراهيم بن عثمان الخزّاز أبا عبد اللّه ع أيّ أنواع الحجّ أفضل فقال المتعة و كيف يكون شيء أفضل منها و رسول اللّه ص يقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما فعل النّاس
و المتمتّع هو الّذي يحجّ في أشهر الحجّ و يقطع التّلبية إذا نظر إلى بيوت مكّة فإذا دخل مكّة طاف بالبيت سبعا و صلّى ركعتين عند مقام إبراهيم ع و سعى بين الصّفا و المروة سبعا و قصّر و أحلّ فهذه عمرة يتمتّع بها من الثّياب و الجماع و الطّيب و كلّ شيء يحرم على المحرم إلّا الصّيد لأنّه حرام على المحلّ في الحرم و على المحرم في الحلّ و الحرم و يتمتّع بما سوى ذلك إلى الحجّ و الحجّ ما يكون بعد يوم التّروية من عقد الإحرام الثّاني بالحجّ المفرد و الخروج إلى منى و منها إلى عرفات و قطع التّلبية عند زوال الشّمس يوم عرفة و الجمع فيها بين الظّهر و العصر بأذان واحد و إقامتين و الوقوف بها إلى غروب الشّمس و الإفاضة إلى المشعر الحرام و الجمع بين المغرب و العشاء بها بأذان واحد و إقامتين و البيتوتة بها و الوقوف بها بعد الصّبح إلى أن تطلع الشّمس على جبل ثبير و الرّجوع إلى منى و الذّبح و الحلق و الرّمي و دخول مسجد الحصباء و الاستلقاء فيه على القفا و زيارة البيت و طواف الحجّ و هو طواف الزّيارة و طواف النّساء فهذه صفة المتمتّع بالعمرة إلى الحجّ و المتمتّع عليه ثلاثة أطواف بالبيت طواف للعمرة و طواف للحجّ و طواف للنّساء و سعيان بين الصّفا و المروة كما ذكرناه و على القارن و المفرد طوافان بالبيت و سعيان بين الصّفا و المروة و لا يحلّان بعد العمرة يمضيان على إحرامهما الأوّل و لا يقطعان التّلبية إذا نظرا إلى بيوت مكّة كما يفعل المتمتّع بالعمرة و لكنّهما يقطعان التّلبية يوم عرفة عند زوال الشّمس و القارن و المفرد صفتهما واحدة إلّا أنّ القارن يفضل على المفرد بسياق الهدي
- و روى درست عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال دخلت مع إخواني على أبي عبد اللّه ع فقلنا له إنّا نريد الحجّ و بعضنا صرورة فقال ع عليكم بالتّمتّع فإنّا لا نتّقي أحدا في التّمتّع بالعمرة إلى الحجّ و اجتناب المسكر و المسح على الخفّين