باب أدب المرأة في الصّلاة
ليس على المرأة أذان و لا إقامة و لا جمعة و لا جماعة و إذا قامت المرأة في صلاتها جمعت بين قدميها و لم تفرج بينهما و وضعت يديها على صدرها لمكان ثدييها فإذا ركعت وضعت يديها فوق ركبتيها على فخذيها لئلّا تطأطأ كثيرا فترتفع عجيزتها و إذا أرادت السّجود جلست ثمّ سجدت لاطئة بالأرض و تضع ذراعيها في الأرض فإذا أرادت النّهوض إلى القيام رفعت رأسها من السّجود و جلست على أليتيها ليس كما يقعي الرّجل ثمّ نهضت إلى القيام من غير أن ترفع عجيزتها تنسلّ انسلالا و إذا قعدت للتّشهّد رفعت رجليها و ضمّت فخذيها و الحرّة لا تصلّي إلّا بقناع و الأمة تصلّي بغير قناع
1081- و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال المرأة تصلّي في الدّرع و المقنعة إذا كان كثيفا يعني ستيرا
- و سأل يونس بن يعقوب أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يصلّي في ثوب واحد قال نعم قال قلت فالمرأة قال لا و لا يصلح للحرّة إذا حاضت إلّا الخمار إلّا أن لا تجده
1083- و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن المرأة ليس لها إلّا ملحفة واحدة كيف تصلّي قال تلتفّ فيها و تغطّي رأسها و تصلّي فإن خرجت رجليها و ليس تقدر على غير ذلك فلا بأس
1084- و في رواية المعلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن المرأة تصلّي في درع و ملحفة ليس عليها إزار و لا مقنعة قال لا بأس إذا التفّت بها و إن لم تكن تكفيها عرضا جعلتها طولا
1085- و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال ليس على الأمة قناع في الصّلاة و لا على المدبّرة قناع في الصّلاة و لا على المكاتبة إذا اشترط عليها مولاها قناع في الصّلاة و هي مملوكة حتّى تؤدّي جميع مكاتبتها و يجري عليها ما يجري على المملوك في الحدود كلّها
1086- قال و سألته عن الأمة إذا ولدت عليها الخمار قال لو كان عليها لكان عليها إذا هي حاضت و ليس عليها التّقنّع في الصّلاة
- و روى عيص بن القاسم عن أبي عبد اللّه ع في الرّجل يصلّي في إزار المرأة و في ثوبها و يعتمّ بخمارها قال إذا كانت مأمونة فلا بأس
1088- و روي أنّ خير مساجد النّساء البيوت و صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في صفّتها و صلاتها في صفّتها أفضل من صلاتها في صحن دارها و صلاتها في صحن دارها أفضل من صلاتها في سطح بيتها و تكره للمرأة الصّلاة في سطح غير محجّر
1089- و قال أبو عبد اللّه ع لا تنزلوا النّساء الغرف و لا تعلّموهنّ الكتابة و لا تعلّموهنّ سورة يوسف و علّموهنّ المغزل و سورة النّور
فإذا سبّحت المرأة عقدت على الأنامل لأنّهنّ مسئولات يوم القيامة
باب الأدب في الانصراف عن الصّلاة
1090- روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إذا انصرفت من الصّلاة فانصرف عن يمينك
باب الجماعة و فضلها
قال اللّه تبارك و تعالى و أقيموا الصّلاة و آتوا الزّكاة و اركعوا مع الرّاكعين فأمر اللّه بالجماعة كما أمر بالصّلاة و فرض اللّه تبارك و تعالى على النّاس من الجمعة إلى الجمعة خمسا و ثلاثين صلاة فيها صلاة واحدة فرضها اللّه في جماعة و هي الجمعة فأمّا سائر الصّلوات فليس الاجتماع إليها بمفروض و لكنّه سنّة من تركها رغبة عنها و عن جماعة المسلمين من غير علّة فلا صلاة له و من ترك ثلاث جمعات متواليات من غير علّة فهو منافق و صلاة الرّجل في جماعة تفضل على صلاة الرّجل وحده بخمس و عشرين درجة في الجنّة و الصّلاة في الجماعة تفضل صلاة الفرد بأربع و عشرين صلاة فيكون خمسا و عشرين صلاة
1091- و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال لا صلاة لمن لا يشهد الصّلاة من جيران المسجد إلّا مريض أو مشغول
1092- و قال رسول اللّه ص لقوم لتحضرنّ المسجد أو لأحرقنّ عليكم منازلكم
1093- و قال ع من صلّى الصّلوات الخمس جماعة فظنّوا به كلّ خير
1094- و قال ع الاثنان جماعة
1095- و سأل الحسن الصّيقل أبا عبد اللّه ع عن أقلّ ما تكون الجماعة قال رجل و امرأة
و إذا لم يحضر المسجد أحد فالمؤمن وحده جماعة لأنّه متى أذّن و أقام صلّى خلفه صفّان من الملائكة و متى أقام و لم يؤذّن صلّى خلفه صفّ واحد
1096- و قد قال النّبيّ ص المؤمن وحده حجّة و المؤمن وحده جماعة
1097- و صلّى رسول اللّه ص الفجر ذات يوم فلمّا انصرف أقبل بوجهه على أصحابه فسأل عن أناس يسمّيهم بأسمائهم هل حضروا الصّلاة قالوا لا يا رسول اللّه فقال غيّب هم فقالوا لا يا رسول اللّه قال أما إنّه ليس من صلاة أثقل على المنافقين من هذه الصّلاة و صلاة العشاء الآخرة و لو علموا الفضل الّذي فيهما لأتوهما و لو حبوا
1098- و قال الصّادق ع من صلّى الغداة و العشاء الآخرة في جماعة فهو في ذمّة اللّه عزّ و جلّ و من ظلمه فإنّما يظلم اللّه و من حقّره فإنّما يحقّر اللّه عزّ و جلّ
و إذا كان مطر و برد شديد فجائز للرّجل أن يصلّي في رحله و لا يحضر المسجد
1099- لقول النّبيّ ص إذا ابتلّت النّعال فالصّلاة في الرّحال
و قال أبي رحمه اللّه في رسالته إليّ اعلم يا بنيّ أنّ أولى النّاس بالتّقدّم في جماعة أقرؤهم للقرآن و إن كانوا في القراءة سواء فأفقههم و إن كانوا في الفقه سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأسنّهم فإن كانوا في السّنّ سواء فأصبحهم وجها و صاحب المسجد أولى بمسجده و ليكن من يلي الإمام منكم أولو الأحلام و التّقى فإن نسي الإمام أو تعايا فقوّموه و أفضل الصّفوف أوّلها و أفضل أوّلها من دنا إلى الإمام
1100- و قال رسول اللّه ص إمام القوم وافدهم فقدّموا أفضلكم
1101- و قال ع إن سرّكم أن تزكّوا صلاتكم فقدّموا خياركم
- و قال رسول اللّه ص من صلّى بقوم و فيهم من هو أعلم منه لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة
و قال أبو ذرّ إنّ إمامك شفيعك إلى اللّه عزّ و جلّ فلا تجعل شفيعك سفيها و لا فاسقا
1103- و روى الحسين بن كثير عن أبي عبد اللّه ع أنّه سأله رجل عن القراءة خلف الإمام فقال لا إنّ الإمام ضامن للقراءة و ليس يضمن الإمام صلاة الّذين هم من خلفه إنّما يضمن القراءة
1104- و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال خمسة لا يؤمّون النّاس و لا يصلّون بهم صلاة فريضة في جماعة الأبرص و المجذوم و ولد الزّنا و الأعرابيّ حتّى يهاجر و المحدود
1105- و قال أمير المؤمنين ع لا يصلّينّ أحدكم خلف الأجذم و الأبرص و المجنون و المحدود و ولد الزّنا و الأعرابيّ لا يؤمّ المهاجر
1106- و قال ع الأغلف لا يؤمّ القوم و لو كان أقرأهم للقرآن لأنّه ضيّع من السّنّة أعظمها و لا تقبل له شهادة و لا يصلّى عليه إلّا أن يكون ترك ذلك خوفا على نفسه
1107- و قال الصّادق ع لا يؤمّ صاحب القيد المطلقين و لا يؤمّ صاحب الفالج الأصحّاء
1108- و قال الباقر و الصّادق ع لا بأس أن يؤمّ الأعمى إذا رضوا به و كان أكثرهم قراءة و أفقههم
1109- و قال أبو جعفر ع إنّما الأعمى أعمى القلب فإنّها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور
1110- و قال الصّادق ع ثلاثة لا يصلّى خلفهم المجهول و الغالي و إن كان يقول بقولك و المجاهر بالفسق و إن كان مقتصدا
1111- و قال عليّ بن محمّد و محمّد بن عليّ ع من قال بالجسم فلا تعطوه شيئا من الزّكاة و لا تصلّوا خلفه
1112- و كتب أبو عبد اللّه البرقيّ إلى أبي جعفر الثّاني ع أ يجوز جعلت فداك الصّلاة خلف من وقف على أبيك و جدّك ع فأجاب لا تصلّ وراءه
1113- و سأل عمر بن يزيد أبا عبد اللّه ع عن إمام لا بأس به في جميع أموره عارف غير أنّه يسمع أبويه الكلام الغليظ الّذي يغيظهما أقرأ خلفه قال لا تقرأ خلفه ما لم يكن عاقّا قاطعا
1114- و روى محمّد بن عليّ الحلبيّ عنه ع أنّه قال لا تصلّ خلف من يشهد عليك بالكفر و لا خلف من شهدت عليه بالكفر
1115- و روى سعد بن إسماعيل عن أبيه عن الرّضا ع أنّه قال سألته عن الرّجل يقارف الذّنب يصلّى خلفه أم لا قال لا
1116- و روي عن إسماعيل بن مسلم أنّه سأل الصّادق ع عن الصّلاة خلف رجل يكذّب بقدر اللّه عزّ و جلّ قال ليعد كلّ صلاة صلّاها خلفه
1117- و قال إسماعيل الجعفيّ لأبي جعفر ع رجل يحبّ أمير المؤمنين ع و لا يتبرّأ من عدوّه و يقول هو أحبّ إليّ ممّن خالفه قال هذا مخلط و هو عدوّ فلا تصلّ وراءه و لا كرامة إلّا أن تتّقيه
و قال أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ لا تصلّ خلف أحد إلّا خلف رجلين أحدهما من تثق بدينه و ورعه و آخر تتّقي سيفه و سطوته و شناعته على الدّين و صلّ خلفه على سبيل التّقيّة و المداراة و أذّن لنفسك و أقم و اقرأ لها غير مؤتمّ به فإن فرغت من قراءة السّورة قبله فأبق منها آية و مجّد اللّه عزّ و جلّ فإذا ركع الإمام فاقرأ الآية و اركع بها فإن لم تلحق القراءة و خشيت أن يركع فقل ما حذفه الإمام من الأذان و الإقامة و اركع و إن كنت في صلاة نافلة و أقيمت الصّلاة فاقطعها و صلّ الفريضة و إن كنت في الفريضة فلا تقطعها و اجعلها نافلة و سلّم في الرّكعتين ثمّ صلّ مع الإمام إلّا أن يكون الإمام ممّن يتّقى فلا تقطع صلاتك و لا تجعلها نافلة و لكن اخط إلى الصّفّ و صلّ معه فإذا قام الإمام إلى رابعته فقم معه و تشهّد من قيام و سلّم من قيام
1118- و قال أبو جعفر ع إنّ رسول اللّه ص صلّى بأصحابه جالسا فلمّا فرغ قال لا يؤمّنّ أحدكم بعدي جالسا
1119- و قال الصّادق ع كان النّبيّ ص وقع عن فرس فشجّ شقّه الأيمن فصلّى بهم جالسا في غرفة أمّ إبراهيم
1120- و سأل جميل بن صالح أيّهما أفضل يصلّي الرّجل لنفسه في أوّل الوقت أو يؤخّر قليلا و يصلّي بأهل مسجده إذا كان إمامهم قال يؤخّر و يصلّي بأهل مسجده إذا كان هو الإمام
1121- و سأله رجل فقال له إنّ لي مسجدا على باب داري فأيّهما أفضل أصلّي في منزلي فأطيل الصّلاة أو أصلّي بهم و أخفّف فكتب ع صلّ بهم و أحسن الصّلاة و لا تثقّل
1122- و إنّ عليّا ع قال في رجلين اختلفا فقال أحدهما كنت إمامك و قال الآخر كنت إمامك قال صلاتهما تامّة قال قلت فإن قال أحدهما كنت أئتمّ بك و قال الآخر كنت أئتمّ بك قال فصلاتهما فاسدة فليستأنفا
1123- و سأل جميل بن درّاج أبا عبد اللّه ع عن إمام قوم أجنب و ليس معه من الماء ما يكفيه للغسل و معهم ماء يتوضّئون به فيتوضّأ بعضهم و يؤمّهم قال لا و لكن يتيمّم الإمام و يؤمّهم إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل الأرض طهورا كما جعل الماء طهورا
1124- و روى عنه عمر بن يزيد أنّه قال ما منكم أحد يصلّي صلاة فريضة في وقتها ثمّ يصلّي معهم صلاة تقيّة و هو متوضّئ إلّا كتب اللّه له بها خمسا و عشرين درجة فارغبوا في ذلك
1125- و روى عنه حمّاد بن عثمان أنّه قال من صلّى معهم في الصّفّ الأوّل كان كمن صلّى خلف رسول اللّه ص في الصّفّ الأوّل
- و روى عنه حفص بن البختريّ أنّه قال يحسب لك إذا دخلت معهم و إن كنت لا تقتدي بهم حسب لك مثل ما يحسب لك إذا كنت مع من تقتدي به
1127- و روى مسعدة بن صدقة أنّ قائلا قال لجعفر بن محمّد ع جعلت فداك إنّي أمرّ بقوم ناصبيّة و قد أقيمت لهم الصّلاة و أنا على غير وضوء فإن لم أدخل معهم في الصّلاة قالوا ما شاءوا أن يقولوا أ فأصلّي معهم ثمّ أتوضّأ إذا انصرفت و أصلّي قال جعفر بن محمّد ع سبحان اللّه أ فما يخاف من يصلّي على غير وضوء أن تأخذه الأرض خسفا
1128- و روى عنه ع زيد الشّحّام أنّه قال يا زيد خالقوا النّاس بأخلاقهم صلّوا في مساجدهم و عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و إن استطعتم أن تكونوا الأئمّة و المؤذّنين فافعلوا فإنّكم إذا فعلتم ذلك قالوا هؤلاء الجعفريّة رحم اللّه جعفرا ما كان أحسن ما يؤدّب أصحابه و إذا تركتم ذلك قالوا هؤلاء الجعفريّة فعل اللّه بجعفر ما كان أسوأ ما يؤدّب أصحابه
1129- و قال الصّادق ع أذّن خلف من قرأت خلفه
1130- و قال له ع رجل أصلّي في أهلي ثمّ أخرج إلى المسجد فيقدّموني فقال تقدّم لا عليك و صلّ بهم
1131- و روى هشام بن سالم عنه ع أنّه قال في الرّجل يصلّي الصّلاة وحده ثمّ يجد جماعة قال يصلّي معهم و يجعلها الفريضة إن شاء
1132- و قد روي أنّه يحسب له أفضلهما و أتمّهما
1133- و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الرّجل هل يصلّي بالقوم و عليه سراويل و رداء قال لا بأس به
1134- و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال إنّ آخر صلاة صلّاها رسول اللّه ص بالنّاس في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه أ لا أريك الثّوب قلت بلى قال فأخرج ملحفة فذرعتها و كانت سبعة أذرع في ثمانية أشبار
1135- و سأل عمر بن يزيد أبا عبد اللّه ع عن الرّواية الّتي يروون أنّه لا ينبغي أن يتطوّع في وقت كلّ فريضة ما حدّ هذا الوقت فقال إذا أخذ المقيم في الإقامة فقال له إنّ النّاس يختلفون في الإقامة قال المقيم الّذي يصلّى معه
1136- و سأله حفص بن سالم إذا قال المؤذّن قد قامت الصّلاة أ يقوم النّاس على أرجلهم أو يجلسون حتّى يجيء إمامهم قال لا بل يقومون على أرجلهم فإن جاء إمامهم و إلّا فليؤخذ بيد رجل من القوم فيقدّم
1137- و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال إذا أقيمت الصّلاة حرم الكلام على الإمام و أهل المسجد إلّا في تقديم إمام
1138- و روي عن محمّد بن مسلم أنّه سئل عن الرّجل يؤمّ الرّجلين قال يتقدّمهما و لا يقوم بينهما و عن الرّجلين يصلّيان جماعة قال نعم يجعله عن يمينه
1139- قال و قال رسول اللّه ص أقيموا صفوفكم فإنّي أراكم من خلفي كما أراكم من قدّامي و من بين يديّ و لا تخالفوا فيخالف اللّه بين قلوبكم
1140- و قال أبو الحسن موسى بن جعفر ع إنّ الصّلاة في الصّفّ الأوّل كالجهاد في سبيل اللّه عزّ و جلّ
- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا أرى بالصّفوف بين الأساطين بأسا
1142- و قال ع أتمّوا صفوفكم إذا رأيتم خللا و لا يضرّك أن تتأخّر وراءك إذا وجدت ضيقا في الصّفّ الأوّل إلى الصّفّ الّذي خلفك و تمشي منحرفا
1143- و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال ينبغي للصّفوف أن تكون تامّة متواصلة بعضها إلى بعض و لا يكون بين الصّفّين ما لا يتخطّى يكون قدر ذلك مسقط جسد إنسان إذا سجد
1144- و قال أبو جعفر ع إن صلّى قوم بينهم و بين الإمام ما لا يتخطّى فليس ذلك الإمام لهم بإمام و أيّ صفّ كان أهله يصلّون بصلاة إمام و بينهم و بين الصّفّ الّذي يتقدّمهم ما لا يتخطّى فليس تلك لهم بصلاة و إن كان سترا أو جدارا فليس تلك لهم بصلاة إلّا من كان حيال الباب قال و قال هذه المقاصير إنّما أحدثها الجبّارون و ليس لمن صلّى خلفها مقتديا بصلاة من فيها صلاة قال و قال أيّما امرأة صلّت خلف إمام و بينها و بينه ما لا يتخطّى فليس لها تلك بصلاة قال قلت فإن جاء إنسان يريد أن يصلّي كيف يصنع و هي إلى جانب الرّجل قال يدخل بينها و بين الرّجل و تنحدر هي شيئا
1145- و في رواية عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال أقلّ ما يكون بينك و بين القبلة مربض عنز و أكثر ما يكون مربط فرس
1146- و قال عمّار بن موسى سئل أبو عبد اللّه ع عن الإمام يصلّي و خلفه قوم أسفل من الموضع الّذي يصلّي فيه قال إن كان الإمام على شبه الدّكّان أو على أرفع من موضعهم لم تجز صلاتهم و إن كان أرفع منهم بإصبع أو أكثر أو أقلّ إذا كان الارتفاع بقطع سيل و إن كانت الأرض مبسوطة و كان في موضع منها ارتفاع فقام الإمام في الموضع المرتفع و قام من خلفه أسفل منه و الأرض مبسوطة إلّا أنّها في موضع منحدر فلا بأس به و سئل فإن قام الإمام أسفل من موضع من يصلّي خلفه قال لا بأس به و قال ع إن كان الرّجل فوق بيت أو غير ذلك دكّانا كان أو غيره و كان الإمام يصلّي على الأرض و الإمام أسفل منه كان للرّجل أن يصلّي خلفه و يقتدي بصلاته و إن كان أرفع منه بشيء كثير
- و سأل موسى بن بكر أبا الحسن موسى بن جعفر ع عن الرّجل يقوم في الصّفّ وحده قال لا بأس إنّما يبدو الصّفّ واحدا بعد واحد
1148- و روي عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه أنّه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا دخلت المسجد و الإمام راكع و ظننت أنّك إن مشيت إليه رفع رأسه فكبّر و اركع فإذا رفع رأسه فاسجد مكانك فإذا قام فالحق بالصّفّ و إن جلس فاجلس مكانك فإذا قام فالحق بالصّفّ
1149- و روي أنّه يمشي في الصّلاة يجرّ رجليه و لا يتخطّى
1150- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا أدركت الإمام و قد ركع فكبّرت قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدركت الرّكعة و إن رفع رأسه قبل أن تركع فقد فاتتك الرّكعة
1151- و روى أبو أسامة أنّه سأله عن رجل انتهى إلى الإمام و هو راكع قال إذا كبّر و أقام صلبه ثمّ ركع فقد أدرك
1152- و قال رجل لأبي جعفر ع إنّي إمام مسجد الحيّ فأركع بهم و أسمع خفقان نعالهم و أنا راكع فقال اصبر ركوعك و مثل ركوعك فإن انقطعوا و إلّا فانتصب قائما
1153- و روى إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ينبغي للإمام أن يكون صلاته على صلاة أضعف من خلفه
1154- و كان معاذ يؤمّ في مسجد على عهد رسول اللّه ص و يطيل القراءة و أنّه مرّ به رجل فافتتح سورة طويلة فقرأ الرّجل لنفسه و صلّى ثمّ ركب راحلته فبلغ ذلك النّبيّ ص فبعث إلى معاذ فقال يا معاذ إيّاك أن تكون فتّانا عليك بالشّمس و ضحيها و ذواتها
1155- و إنّ النّبيّ ص كان ذات يوم يؤمّ أصحابه فيسمع بكاء الصّبيّ فيخفّف الصّلاة
و على الإمام أن يقرأ قراءة وسطا لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و لا تجهر بصلاتك و لا تخافت بها و إذا فرغ الإمام من قراءة الفاتحة فليقل الّذي خلفه الحمد للّه ربّ العالمين و لا يجوز أن يقال بعد قراءة فاتحة الكتاب آمين لأنّ ذلك كانت تقوله النّصارى
1156- و روى زرارة و محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال كان أمير المؤمنين ع يقول من قرأ خلف إمام يأتمّ به فمات بعث على غير فطرة
1157- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا صلّيت خلف إمام تأتمّ به فلا تقرأ خلفه سمعت قراءته أو لم تسمع إلّا أن تكون صلاة يجهر فيها بالقراءة فلم تسمع فاقرأ
- و في رواية عبيد بن زرارة عنه ع أنّه إن سمع الهمهمة فلا يقرأ
1159- و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال لا تقرأنّ في الرّكعتين الأخيرتين من الأربع الرّكعات المفروضات شيئا إماما كنت أو غير إمام قال قلت فما أقول فيها قال إن كنت إماما أو وحدك فقل سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه ثلاث مرّات تكمّله تسع تسبيحات ثمّ تكبّر و تركع
1160- و روى وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال أدنى ما يجزي من القول في الرّكعتين الأخيرتين ثلاث تسبيحات أن تقول سبحان اللّه سبحان اللّه سبحان اللّه
1161- و في رواية زرارة عن أبي جعفر ع قال و إن كنت خلف إمام فلا تقرأنّ شيئا في الأوّلتين و أنصت لقراءته و لا تقرأنّ شيئا في الأخيرتين فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول للمؤمنين و إذا قرئ القرآن يعني في الفريضة خلف الإمام فاستمعوا له و أنصتوا لعلّكم ترحمون فالأخيرتان تبعا للأوّلتين
1162- و روى بكر بن محمّد الأزديّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّي أكره للمرء أن يصلّي خلف الإمام صلاة لا يجهر فيها بالقراءة فيقوم كأنّه حمار قال قلت جعلت فداك فيصنع ما ذا قال يسبّح
1163- و روى عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا أدرك الرّجل بعض الصّلاة و فاته بعض خلف إمام يحتسب بالصّلاة خلفه جعل ما أدرك أوّل صلاته إن أدرك من الظّهر أو العصر أو العشاء الآخرة ركعتين و فاتته ركعتان قرأ في كلّ ركعة ممّا أدرك خلف الإمام في نفسه بأمّ الكتاب فإذا سلّم الإمام قام فصلّى الأخيرتين لا يقرأ فيهما إنّما هو تسبيح و تهليل و دعاء ليس فيهما قراءة و إن أدرك ركعة قرأ فيها خلف الإمام فإذا سلّم الإمام قام فقرأ أمّ الكتاب ثمّ قعد فتشهّد ثمّ قام فصلّى ركعتين ليس فيهما قراءة
1164- و روى عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الرّجل يكون خلف الإمام فيطيل الإمام التّشهّد قال يسلّم و يمضي لحاجته إن أحبّ
- و سأله إسحاق بن عمّار قال له أدخل المسجد و قد ركع الإمام فأركع بركوعه و أنا وحدي و أسجد فإذا رفعت رأسي فأيّ شيء أصنع قال قم فاذهب إليهم فإن كانوا قياما فقم معهم و إن كانوا جلوسا فاجلس معهم
1166- و سأله سماعة عن الرّجل يأتي المسجد و قد صلّى أهله يبدأ بالمكتوبة أو يتطوّع فقال إن كان في وقت حسن فلا بأس بالتّطوّع قبل الفريضة و إن كان خاف خروج الوقت أخّره و ليبدأ بالفريضة و هو حقّ اللّه عزّ و جلّ ثمّ ليتطوّع ما شاء
1167- و روى محمّد بن مسلم عن أحدهما ع في الرّجل يدخل المسجد فيخاف أن تفوته الرّكعة قال يركع قبل أن يبلغ إلى القوم و يمشي و هو راكع حتّى يبلغهم
1168- و روى إبراهيم بن ميمون عن الصّادق ع في الرّجل يؤمّ النّساء ليس معهنّ رجل في الفريضة قال نعم و إن كان معه صبيّ فليقم إلى جانبه
1169- و روى عنه عمّار السّاباطيّ أنّه سئل عن الرّجل يؤذّن و يقيم ليصلّي وحده فيجيء رجل آخر فيقول له أ تصلّي جماعة هل يجوز أن يصلّيا بذلك الأذان و الإقامة قال لا و لكن يؤذّن و يقيم
- و كان أمير المؤمنين ع يقول لا بأس أن يؤذّن الغلام قبل أن يحتلم و لا يؤمّ حتّى يحتلم فإن أمّ جازت صلاته و فسدت صلاة من يصلّي خلفه
1171- و سأل عمّار السّاباطيّ أبا عبد اللّه ع عن رجل أدرك الإمام حين يسلّم قال عليه أن يؤذّن و يقيم و يفتتح الصّلاة
1172- و سئل عن الرّجل يأتي المسجد و هم في الصّلاة و قد سبقه الإمام بركعة فيكبّر فيعتلّ الإمام فيأخذ بيده و يكون أدنى القوم إليه فيقدّمه فقال ع يتمّ بهم الصّلاة ثمّ يجلس حتّى إذا فرغوا من التّشهّد أومأ بيده عن اليمين و الشّمال و كان ذلك الّذي يومئ بيده التّسليم أو تقضى صلاتهم و أتمّ هو ما كان فاته
1173- و روى محمّد بن سهل عن أبيه قال سألت الرّضا ع عمّن ركع مع إمام قوم يقتدى به ثمّ رفع رأسه قبل الإمام قال يعيد ركوعه معه
- و سأل الفضيل بن يسار أبا عبد اللّه ع عن رجل صلّى مع إمام يأتمّ به ثمّ رفع رأسه من السّجود قبل أن يرفع الإمام رأسه من السّجود قال فليسجد
1175- و روى الحسين بن يسار أنّه سمع من يسأل الرّضا ع عن رجل صلّى إلى جانب رجل فقام عن يساره و هو لا يعلم كيف يصنع إذا علم و هو في الصّلاة قال يحوّله إلى يمينه
1176- و قال أمير المؤمنين ع كان النّساء يصلّين مع النّبيّ ص فكنّ يؤمرن أن لا يرفعن رءوسهنّ قبل الرّجال لضيق الأزر
1177- و سأل هشام بن سالم أبا عبد اللّه ع عن المرأة هل تؤمّ النّساء قال تؤمّهنّ في النّافلة فأمّا في المكتوبة فلا و لا تتقدّمهنّ و لكن تقوم وسطهنّ
1178- و روى زرارة عن أبي جعفر ع قال قلت له المرأة تؤمّ النّساء قال لا إلّا على الميّت إذا لم يكن أحد أولى منها تقوم وسطهنّ معهنّ في الصّفّ فتكبّر و يكبّرن
1179- و روى هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها و صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في الدّار
و الرّجل إذا أمّ المرأة كانت خلفه عن يمينه سجودها مع ركبتيه
1180- و سأله الحلبيّ عن الرّجل يؤمّ النّساء قال نعم و إن كان معهنّ غلمان فأقيموهم بين أيديهنّ و إن كانوا عبيدا
- و روى داود بن الحصين عنه أنّه قال لا يؤمّ الحضريّ المسافر و لا يؤمّ المسافر الحضريّ فإن ابتلي الرّجل بشيء من ذلك فأمّ قوما حاضرين فإذا أتمّ الرّكعتين سلّم ثمّ أخذ بيد أحدهم فقدّمه فأمّهم فإذا صلّى المسافر خلف قوم حضور فليتمّ صلاته ركعتين و يسلّم
1182- و قد روي أنّه إن خاف على نفسه من أجل من يصلّي معه صلّى الرّكعتين الأخيرتين و جعلهما تطوّعا
1183- و قد روي أنّه إن كان في صلاة الظّهر جعل الأوّلتين فريضة و الأخيرتين نافلة و إن كان في صلاة العصر جعل الأوّلتين نافلة و الأخيرتين فريضة
1184- و قد روي أنّه إن كان في صلاة الظّهر جعل الأوّلتين الظّهر و الأخيرتين العصر
و هذه الأخبار ليست بمختلفة و المصلّي فيها بالخيار بأيّها أخذ جاز
1185- و روى عبد اللّه بن المغيرة قال كان منصور بن حازم يقول إذا أتيت الإمام و هو جالس قد صلّى ركعتين فكبّر ثمّ اجلس فإذا قمت فكبّر
1186- و قال الصّادق ع يجزيك من القراءة إذا كنت معهم مثل حديث النّفس
و من صلّى خلف مخالف فقرأ السّجدة و لم يسجد فليوم برأسه و إذا قال الإمام سمع اللّه لمن حمده قال الّذين خلفه الحمد للّه ربّ العالمين و يخفضون أصواتهم و إن كان معهم قال ربّنا لك الحمد
1187- و قال رسول اللّه ص من صلّى بقوم فاختصّ نفسه بالدّعاء دونهم فقد خانهم
1188- و روى أبو بصير عن أحدهما ع قال لا تسمعنّ الإمام دعاك خلفه
1189- و قد روي عن أبي بكر بن أبي سمّال قال صلّيت خلف أبي عبد اللّه ع الفجر فلمّا فرغ من قراءته في الثّانية جهر بصوته نحوا ممّا كان يقرأ و قال اللّهمّ اغفر لنا و ارحمنا و عافنا و اعف عنّا في الدّنيا و الآخرة إنّك على كلّ شيء قدير
1190- و روى حفص بن البختريّ عن أبي عبد اللّه ع قال ينبغي للإمام أن يجلس حتّى يتمّ من خلفه صلاتهم و ينبغي للإمام أن يسمع من خلفه التّشهّد و لا يسمعونه هم شيئا يعني الشّهادتين و يسمعهم أيضا السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين
1191- و قال الصّادق ع أفسد ابن مسعود على النّاس صلاتهم بشيئين بقوله تبارك اسمك و تعالى جدّك و هذا شيء قالته الجنّ بجهالة فحكاه اللّه تعالى عنها و بقوله السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين
يعني في التّشهّد الأوّل و أمّا في التّشهّد الثّاني بعد الشّهادتين فلا بأس به لأنّ المصلّي إذا تشهّد الشّهادتين في التّشهّد الأخير فقد فرغ من الصّلاة
1192- و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الرّجل يكون خلف إمام فيطول في التّشهّد فيأخذه البول أو يخاف على شيء أن يفوت أو يعرض له وجع كيف يصنع قال يسلّم و ينصرف و يدع الإمام
و على الإمام أن لا يقوم من مصلّاه حتّى يتمّ من خلفه الصّلاة فإن قام فلا شيء عليه و قال أبي رحمه اللّه في رسالته إليّ إن خرجت منك ريح أو غيرها ممّا ينقض الوضوء أو ذكرت أنّك على غير وضوء فسلّم في أيّ حال كنت في الصّلاة و قدّم رجلا يصلّي بالقوم بقيّة صلاتهم و توضّأ و أعد صلاتك
1193- و قال أمير المؤمنين ع ما كان من إمام تقدّم في الصّلاة و هو جنب ناسيا أو أحدث حدثا أو رعف رعافا أو أزّ أزّا في بطنه فليجعل ثوبه على أنفه ثمّ لينصرف و ليأخذ بيد رجل فليصلّ مكانه ثمّ ليتوضّأ و ليتمّ ما سبقه به من الصّلاة و إن كان جنبا فليغتسل و ليصلّ الصّلاة كلّها
1194- و روى معاوية بن ميسرة عن الصّادق ع أنّه قال لا ينبغي للإمام إذا أحدث أن يقدّم إلّا من أدرك الإقامة فإن قدّم مسبوقا بركعة فإنّ عبد اللّه بن سنان روى عنه ع أنّه قال إذا أتمّ صلاته بهم فليوم إليهم يمينا و شمالا فلينصرفوا ثمّ ليكمّل هو ما فاته من صلاته
1195- و روى جميل بن درّاج عنه ع في رجل أمّ قوما على غير وضوء فانصرف و قدّم رجلا و لم يدر المقدّم ما صلّى الإمام قبله قال يذكّره من خلفه
1196- و قال زرارة لأبي جعفر ع رجل دخل مع قوم في صلاتهم و هو لا ينويها صلاة و أحدث إمامهم فأخذ بيد ذلك الرّجل فقدّمه فصلّى بهم أ تجزيهم صلاتهم بصلاته و هو لا ينويها صلاة قال لا ينبغي للرّجل أن يدخل مع قوم في صلاتهم و هو لا ينويها صلاة بل ينبغي له أن ينويها و إن كان قد صلّى فإنّ له صلاة أخرى و إلّا فلا يدخلنّ معهم و قد يجزي عن القوم صلاتهم و إن لم ينوها
1197- و سأل عليّ بن جعفر ع أخاه موسى بن جعفر ع عن إمام أحدث و انصرف و لم يقدّم أحدا ما حال القوم قال لا صلاة لهم إلّا بإمام فليقدّم بعضهم بعضهم فليتمّ بهم ما بقي منها و قد تمّت صلاتهم
1198- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن رجل أمّ قوما و صلّى بهم ركعة ثمّ مات قال يقدّمون رجلا آخر فيعتدّ بالرّكعة و يطرحون الميّت خلفهم و يغتسل من مسّه و من صلّى بقوم و هو جنب أو على غير وضوء فعليه الإعادة و ليس عليهم أن يعيدوا و ليس عليه أن يعلمهم و لو كان ذلك عليه لهلك قال قلت كيف كان يصنع بمن قد خرج إلى خراسان و كيف كان يصنع بمن لا يعرف قال هذا عنه موضوع
1199- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا فاتك شيء مع الإمام فاجعل أوّل صلاتك ما استقبلت منها و لا تجعل أوّل صلاتك آخرها
و من أجلسه الإمام في موضع يجب أن يقوم فيه تجافى و أقعى إقعاء و لم يجلس متمكّنا
- و روى عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّه ع في رجل دخل مع الإمام في الصّلاة و قد سبقه بركعة فلمّا فرغ الإمام خرج مع النّاس ثمّ ذكر أنّه فاتته ركعة قال يعيد ركعة واحدة
1201- و في كتاب زياد بن مروان القنديّ و في نوادر محمّد بن أبي عمير أنّ الصّادق ع قال في رجل صلّى بقوم من حين خرجوا من خراسان حتّى قدموا مكّة فإذا هو يهوديّ أو نصرانيّ قال ليس عليهم إعادة
و سمعت جماعة من مشايخنا يقولون إنّه ليس عليهم إعادة شيء ممّا جهر فيه و عليهم إعادة ما صلّى بهم ممّا لم يجهر فيه و الحديث المفصّل يحكّم على المجمل
1202- و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن المرأة تؤمّ النّساء ما حدّ رفع صوتها بالتّكبير و القراءة فقال قدر ما تسمع
1203- و روى عمّار السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الرّجل ينسى و هو خلف الإمام أن يسبّح في السّجود أو في الرّكوع أو ينسى أن يقول بين السّجدتين شيئا قال ليس عليه شيء
1204- و قال أبو جعفر ع لرجل أيّ شيء يقول هؤلاء في الرّجل إذا فاتته مع الإمام الرّكعتان قلت يقولون يقرأ في الرّكعتين بالحمد و سورة فقال هذا يقلّب صلاته فيجعل أوّلها آخرها قلت فكيف يصنع قال يقرأ فاتحة الكتاب في كلّ ركعة
- و سأل عمّار السّاباطيّ أبا عبد اللّه ع عن رجل سها خلف إمام بعد ما افتتح الصّلاة فلم يقل شيئا و لم يكبّر و لم يسبّح و لم يتشهّد حتّى يسلّم فقال قد جازت صلاته و ليس عليه شيء إذا سها خلف الإمام و لا سجدتا السّهو لأنّ الإمام ضامن لصلاة من صلّى خلفه
1206- و روى محمّد بن سهل عن الرّضا ع أنّه قال الإمام يحمل أوهام من خلفه إلّا تكبيرة الافتتاح
1207- و الّذي رواه أبو بصير عن الصّادق ع حين قال له أ يضمن الإمام الصّلاة فقال لا ليس بضامن
ليس بخلاف خبر عمّار و خبر الرّضا ع لأنّ الإمام ضامن لصلاة من صلّى خلفه متى سها عن شيء منها غير تكبيرة الافتتاح و ليس بضامن لما يتركه المأموم متعمّدا و وجه آخر و هو أنّه ليس على الإمام ضمان لإتمام الصّلاة بالقوم فربّما حدث به حدث قبل أن يتمّها أو يذكر أنّه على غير طهر و تصديق ذلك
1208- ما رواه جميل بن درّاج عن زرارة عن أحدهما ع قال سألته عن رجل يصلّي بقوم ركعتين ثمّ أخبرهم أنّه ليس على وضوء قال يتمّ القوم صلاتهم فإنّه ليس على الإمام ضمان
جلّ حجج اللّه ع أن تكون أخبارهم مختلفة إلّا لاختلاف الأحوال
1209- و قال أبو المغراء حميد بن المثنّى كنت عند أبي عبد اللّه ع فسأله حفص الكلبيّ فقال أكون خلف الإمام و هو يجهر بالقراءة فأدعو و أتعوّذ قال نعم فادع
1210- و روى الحسين بن عبد اللّه الأرّجانيّ عنه ع أنّه قال من صلّى في مسجده ثمّ أتى مسجدا من مساجدهم فصلّى معهم خرج بحسناتهم
1211- و روى عبد اللّه بن سنان عنه ع أنّه قال ما من عبد يصلّي في الوقت و يفرغ ثمّ يأتيهم و يصلّي معهم و هو على وضوء إلّا كتب اللّه له خمسا و عشرين درجة
1212- و قال له أيضا إنّ على بابي مسجدا يكون فيه قوم مخالفون معاندون فهم يمسون في الصّلاة و أنا أصلّي العصر ثمّ أخرج فأصلّي معهم فقال أ ما ترضى أن تحسب لك بأربع و عشرين صلاة
1213- و قال الصّادق ع إذا صلّيت معهم غفر لك بعدد من خالفك
1214- و روى الحلبيّ عنه عن أبيه ع قال إذا صلّيت صلاة و أنت في المسجد فأقيمت الصّلاة فإن شئت فاخرج و إن شئت فصلّ معهم و اجعلها تسبيحا
1215- و روى إسحاق بن عمّار عنه ع أنّه قال صلّ و اجعلها لما فات
1216- و روى معاوية بن شريح عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا جاء الرّجل مبادرا و الإمام راكع أجزأته تكبيرة واحدة لدخوله في الصّلاة و الرّكوع
و من أدرك الإمام و هو ساجد كبّر و سجد معه و لم يعتدّ بها و من أدرك الإمام و هو في الرّكعة الأخيرة فقد أدرك فضل الجماعة و من أدركه و قد رفع رأسه من السّجدة الأخيرة و هو في التّشهّد فقد أدرك الجماعة و ليس عليه أذان و لا إقامة و من أدركه و قد سلّم فعليه الأذان و الإقامة و لا يجوز جماعتان في مسجد في صلاة واحدة
1217- فقد روى محمّد بن أبي عمير عن أبي عليّ الحرّانيّ قال كنّا عند أبي عبد اللّه ع فأتاه رجل فقال صلّينا في مسجد الفجر فانصرف بعضنا و جلس بعض في التّسبيح فدخل علينا رجل المسجد فأذّن فمنعناه و دفعناه عن ذلك فقال أبو عبد اللّه ع أحسنتم ادفعوه عن ذلك و امنعوه أشدّ المنع فقلت له فإن دخل جماعة فقال يقومون في ناحية المسجد و لا يبدو لهم إمام
و من نسي التّسليم خلف الإمام أجزأه تسليم الإمام و من سها فسلّم قبل الإمام فليس به بأس
1218- و روى الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع في رجل سبقه الإمام بركعة ثمّ أوهم الإمام فصلّى خمسا قال يقضي تلك الرّكعة و لا يعتدّ بوهم الإمام
باب وجوب الجمعة و فضلها و من وضعت عنه و الصّلاة و الخطبة فيها
1219- قال أبو جعفر الباقر ع لزرارة بن أعين إنّما فرض اللّه عزّ و جلّ على النّاس من الجمعة إلى الجمعة خمسا و ثلاثين صلاة منها صلاة واحدة فرضها اللّه عزّ و جلّ في جماعة و هي الجمعة و وضعها عن تسعة عن الصّغير و الكبير و المجنون و المسافر و العبد و المرأة و المريض و الأعمى و من كان على رأس فرسخين و القراءة فيها بالجهر و الغسل فيها واجب و على الإمام فيها قنوتان قنوت في الرّكعة الأولى قبل الرّكوع و في الرّكعة الثّانية بعد الرّكوع
و من صلّاها وحده فعليه قنوت واحد في الرّكعة الأولى قبل الرّكوع و تفرّد بهذه الرّواية حريز عن زرارة و الّذي أستعمله و أفتي به و مضى عليه مشايخي رحمة اللّه عليهم هو أنّ القنوت في جميع الصّلوات في الجمعة و غيرها في الرّكعة الثّانية بعد القراءة و قبل الرّكوع
1220- و قال زرارة قلت له على من يجب الجمعة قال تجب على سبعة نفر من المسلمين و لا جمعة لأقلّ من خمسة من المسلمين أحدهم الإمام فإذا اجتمع سبعة و لم يخافوا أمّهم بعضهم و خطبهم
1221- و قال أبو جعفر ع إنّما وضعت الرّكعتان اللّتان أضافهما النّبيّ ص يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع الإمام فمن صلّى يوم الجمعة في غير جماعة فليصلّها أربعا كصلاة الظّهر في سائر الأيّام
1222- و قال ع وقت صلاة الجمعة يوم الجمعة ساعة تزول الشّمس و وقتها في السّفر و الحضر واحد و هو من المضيّق و صلاة العصر يوم الجمعة في وقت الأولى في سائر الأيّام
- و روى عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا بأس أن تدع الجمعة في المطر
1224- و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال تجب الجمعة على سبعة نفر من المؤمنين و لا تجب على أقلّ منهم الإمام و قاضيه و مدّعيا حقّ و شاهدان و الّذي يضرب الحدود بين يدي الإمام
- و قال أبو جعفر ع أوّل وقت الجمعة ساعة تزول الشّمس إلى أن تمضي ساعة فحافظ عليها فإنّ رسول اللّه ص قال لا يسأل اللّه عزّ و جلّ عبد فيها خيرا إلّا أعطاه
و قال أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ إن استطعت أن تصلّي يوم الجمعة إذا طلعت الشّمس ستّ ركعات و إذا انبسطت ستّ ركعات و قبل المكتوبة ركعتين و بعد المكتوبة ستّ ركعات فافعل و في نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى و ركعتين بعد العصر و إن قدّمت نوافلك كلّها في يوم الجمعة قبل الزّوال أو أخّرتها إلى بعد المكتوبة فهي ستّ عشرة ركعة و تأخيرها أفضل من تقديمها فإذا زالت الشّمس في يوم الجمعة فلا تصلّ إلّا المكتوبة و اقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة سورة الجمعة و سبّح اسم ربّك الأعلى و في صلاة الغداة و الظّهر و العصر سورة الجمعة و المنافقين فإن نسيتهما أو واحدة منهما في صلاة الظّهر و قرأت غيرهما ثمّ ذكرت فارجع إلى سورة الجمعة و المنافقين ما لم تقرأ نصف السّورة فإذا قرأت نصف السّورة فتمّم السّورة و اجعلها ركعتين نافلة و سلّم فيهما و أعد صلاتك بسورة الجمعة و المنافقين و لا بأس بأن تصلّي العشاء و الغداة و العصر بغير سورة الجمعة و المنافقين إلّا أنّ الفضل في أن تصلّيها بالجمعة و المنافقين و من أراد أن يقرأ في صلاته بسورة فقرأ غيرها فليرجع إليها إلّا أن تكون السّورة قل هو اللّه أحد فلا يرجع عنها إلى غيرها إلّا يوم الجمعة في صلاة الظّهر فإنّه يرجع منها إلى سورة الجمعة و المنافقين و ما روي من الرّخص في قراءة غير الجمعة و المنافقين في صلاة الظّهر يوم الجمعة فهي للمريض و المستعجل و المسافر
1226- و روى صفوان بن يحيى عن عليّ بن يقطين قال سألت أبا الحسن ع عن الجمعة في السّفر ما أقرأ فيهما قال اقرأ فيهما قل هو اللّه أحد
- و روى جعفر بن بشير و عبد اللّه بن جبلة عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول في صلاة الجمعة لا بأس أن تقرأ فيها بغير الجمعة و المنافقين إذا كنت مستعجلا
و غسل يوم الجمعة من وقت طلوع الفجر إلى أن تزول الشّمس و هو سنّة واجبة و يبدأ فيها بالوضوء
1228- و كان موسى بن جعفر ع يتهيّأ يوم الخميس للجمعة
1229- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال وقت الجمعة زوال الشّمس و وقت صلاة الظّهر في السّفر زوال الشّمس و وقت العصر يوم الجمعة في الحضر نحو من وقت الظّهر في غير يوم الجمعة
1230- و قال أمير المؤمنين ع لا كلام و الإمام يخطب و لا التفات إلّا كما يحلّ في الصّلاة و إنّما جعلت الجمعة ركعتين من أجل الخطبتين جعلتا مكان الرّكعتين الأخيرتين فهي صلاة حتّى ينزل الإمام
1231- و روى العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال لا بأس أن يتكلّم الرّجل إذا فرغ الإمام من الخطبة يوم الجمعة ما بينه و بين أن تقام الصّلاة و إن سمع القراءة أو لم يسمع أجزأه
1232- و روى سماعة عنه ع أنّه قال صلاة يوم الجمعة مع الإمام ركعتان فمن صلّى وحده فهي أربع ركعات
- و روى حمّاد بن عثمان عن عمران الحلبيّ قال سئل أبو عبد اللّه ع عن الرّجل يصلّي الجمعة أربع ركعات أ يجهر فيها بالقراءة قال نعم و القنوت في الثّانية
و هذه رخصة الأخذ بها جائز و الأصل أنّه إنّما يجهر فيها إذا كانت خطبة فإذا صلّاها الإنسان وحده فهي كصلاة الظّهر في سائر الأيّام يخفي فيها القراءة و كذلك في السّفر من صلّى الجمعة جماعة بغير خطبة جهر بالقراءة و إن أنكر ذلك عليه و كذلك إذا صلّى ركعتين بخطبة في السّفر جهر فيها
1234- و روى الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أدرك الرّجل ركعة فقد أدرك الجمعة و إن فاتته فليصلّ أربعا
- و روى الحلبيّ عنه ع أنّه قال إذا أدركت الإمام قبل أن يركع الرّكعة الأخيرة فقد أدركت الصّلاة و إن أدركته بعد ما ركع فهي أربع بمنزلة الظّهر
1236- و روى عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي الحسن ع في رجل صلّى في جماعة يوم الجمعة فلمّا ركع الإمام الجأه النّاس إلى جدار أو أسطوانة فلم يقدر على أن يركع و لا أن يسجد حتّى يرفع القوم رءوسهم أ يركع ثمّ يسجد و يلحق بالصّفّ و قد قام القوم أم كيف يصنع فقال يركع و يسجد ثمّ يقوم في الصّفّ و لا بأس بذلك
1237- و روى سليمان بن داود المنقريّ عن حفص بن غياث قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول في رجل أدرك الجمعة و قد ازدحم النّاس فكبّر مع الإمام و ركع و لم يقدر على السّجود و قام الإمام و النّاس في الرّكعة الثّانية و قام هذا معهم فركع الإمام فلم يقدر هذا على الرّكوع في الرّكعة الثّانية من الزّحام و قدر على السّجود كيف يصنع فقال أمّا الرّكعة الأولى فهي إلى عند الرّكوع تامّة فلمّا لم يسجد لها حتّى دخل في الرّكعة الثّانية لم يكن له ذلك فلمّا سجد في الثّانية إن كان نوى هاتين السّجدتين للرّكعة الأولى فقد تمّت له الأولى فإذا سلّم الإمام قام فصلّى ركعة فسجد بها ثمّ تشهّد و سلّم و إن كان لم يكن ينوي السّجدتين للرّكعة الأولى لم تجز عنه الأولى و لا الثّانية و عليه أن يسجد سجدتين و ينوي أنّها للرّكعة الأولى و عليه بعد ذلك ركعة تامّة يسجد فيها
1238- و روى ربعيّ بن عبد اللّه و فضيل بن يسار عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ليس في السّفر جمعة و لا فطر و لا أضحى
1239- و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ اللّه تبارك و تعالى لينادي كلّ ليلة جمعة من فوق عرشه من أوّل اللّيل إلى آخره أ لا عبد مؤمن يدعوني لآخرته و دنياه قبل طلوع الفجر فأجيبه أ لا عبد مؤمن يتوب إليّ من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه أ لا عبد مؤمن قد قتّرت عليه رزقه يسألني الزّيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأوسّع عليه أ لا عبد مؤمن سقيم يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأعافيه أ لا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أطلقه من حبسه فأخلّي سربه أ لا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له و آخذ له بظلامته قال فما يزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر
1240- و روى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ رضي اللّه عنه عن إبراهيم بن أبي محمود قال قلت للرّضا ع يا ابن رسول اللّه ما تقول في الحديث الّذي يرويه النّاس عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزل في كلّ ليلة جمعة إلى السّماء الدّنيا فقال ع لعن اللّه المحرّفين الكلم عن مواضعه و اللّه ما قال رسول اللّه ص ذلك إنّما قال ع إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزل ملكا إلى السّماء الدّنيا كلّ ليلة في الثّلث الأخير و ليلة الجمعة في أوّل اللّيل فيأمره فينادي هل من سائل فأعطيه هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له يا طالب الخير أقبل و يا طالب الشّرّ أقصر فلا يزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر عاد إلى محلّه من ملكوت السّماء حدّثني بذلك أبي عن جدّي عن آبائه عن رسول اللّه ص
1241- و روي أنّه ما طلعت الشّمس في يوم أفضل من يوم الجمعة
و كان اليوم الّذي نصب فيه رسول اللّه ص أمير المؤمنين ع بغدير خمّ يوم الجمعة و قيام القائم ع يكون في يوم الجمعة و تقوم القيامة في يوم الجمعة يجمع اللّه فيها الأوّلين و الآخرين قال اللّه عزّ و جلّ ذلك يوم مجموع له النّاس و ذلك يوم مشهود
1242- و روى محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع في قول يعقوب لبنيه سوف أستغفر لكم ربّي قال أخّرها إلى السّحر ليلة الجمعة
1243- و روى أبو بصير عن أحدهما ع قال إنّ العبد المؤمن ليسأل اللّه جلّ جلاله الحاجة فيؤخّر اللّه عزّ و جلّ قضاء حاجته الّتي سأل إلى يوم الجمعة ليخصّه بفضل يوم الجمعة
1244- و روى داود بن سرحان عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و شاهد و مشهود قال الشّاهد يوم الجمعة
1245- و روى المعلّى بن خنيس عنه ع أيضا أنّه قال من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلنّ بشيء غير العبادة فإنّ فيها يغفر للعباد و تنزل عليهم الرّحمة
- و روى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ليلة الجمعة ليلة غرّاء و يومها يوم أزهر من مات ليلة الجمعة كتب اللّه له براءة من ضغطة القبر و من مات يوم الجمعة كتب اللّه له براءة من النّار
1247- و روى هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه ع في الرّجل يريد أن يعمل شيئا من الخير مثل الصّدقة و الصّوم و نحو هذا قال يستحبّ أن يكون ذلك يوم الجمعة فإنّ العمل يوم الجمعة يضاعف
1248- و قال رسول اللّه ص أطرفوا أهليكم كلّ يوم جمعة بشيء من الفاكهة و اللّحم حتّى يفرحوا بالجمعة
1249- و في رواية إبراهيم بن أبي البلاد عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال من أنشد بيت شعر يوم الجمعة فهو حظّه من ذلك اليوم
1250- و قال رسول اللّه ص إذا رأيتم الشّيخ يحدّث يوم الجمعة بأحاديث الجاهليّة فارموا رأسه و لو بالحصى
1251- و روى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال من قال في آخر سجدة من النّافلة بعد المغرب ليلة الجمعة و إن قاله كلّ ليلة فهو أفضل اللّهمّ إنّي أسألك بوجهك الكريم و اسمك العظيم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تغفر لي ذنبي العظيم سبع مرّات انصرف و قد غفر له قال و قال ع إذا كانت عشيّة الخميس و ليلة الجمعة نزلت ملائكة من السّماء و معها أقلام الذّهب و صحف الفضّة لا يكتبون عشيّة الخميس و ليلة الجمعة و يوم الجمعة إلى أن تغيب الشّمس إلّا الصّلاة على النّبيّ ص
1252- و يكره السّفر و السّعي في الحوائج يوم الجمعة بكرة من أجل الصّلاة فأمّا بعد الصّلاة فجائز يتبرّك به ورد ذلك في جواب السّريّ عن أبي الحسن عليّ بن محمّد ع
1253- و سأل أبو أيّوب الخزّاز أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل اللّه قال الصّلاة يوم الجمعة و الانتشار يوم السّبت
1254- و قال ع السّبت لبني هاشم و الأحد لبني أميّة فاتّقوا أخذ الأحد
1255- و قال رسول اللّه ص اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها يوم سبتها و خميسها
1256- و قال الرّضا ع ينبغي للرّجل أن لا يدع أن يمسّ شيئا من الطّيب في كلّ يوم فإن لم يقدر فيوم و يوم لا فإن لم يقدر ففي كلّ جمعة لا يدع ذلك
1257- و كان رسول اللّه ص إذا كان يوم الجمعة و لم يصب طيبا دعا بثوب مصبوغ بزعفران فرشّ عليه الماء ثمّ مسح بيده ثمّ مسح به وجهه
و يستحبّ أن يعتمّ الرّجل يوم الجمعة و أن يلبس أحسن ثيابه و أنظفها و يتطيّب فيدّهن بأطيب دهنه
1258- و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال إذا كان بين القريتين ثلاثة أميال فلا بأس أن يجمّع هؤلاء و هؤلاء و لا يكون بين الجماعتين أقلّ من ثلاثة أميال
1259- و قال ع إنّ الملائكة المقرّبين يهبطون في كلّ يوم جمعة معهم قراطيس الفضّة و أقلام الذّهب فيجلسون على كلّ أبواب المساجد على كراسيّ من نور فيكتبون من حضر الجمعة الأوّل و الثّاني و الثّالث حتّى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام طووا صحفهم
1260- و قال رسول اللّه ص من أتى الجمعة إيمانا و احتسابا استأنف العمل
1261- و قال أمير المؤمنين ع لا يشرب أحدكم الدّواء يوم الخميس فقيل يا أمير المؤمنين و لم ذلك قال لئلّا يضعف عن إتيان الجمعة
1262- و قال النّبيّ ص كلّ واعظ قبلة للموعوظ و كلّ موعوظ قبلة للواعظ
يعني في الجمعة و العيدين و صلاة الاستسقاء
1263- و خطب أمير المؤمنين ع في الجمعة فقال الحمد للّه الوليّ الحميد الحكيم المجيد الفعّال لما يريد علّام الغيوب و خالق الخلق و منزل القطر و مدبّر أمر الدّنيا و الآخرة و وارث السّماوات و الأرض الّذي عظم شأنه فلا شيء مثله تواضع كلّ شيء لعظمته و ذلّ كلّ شيء لعزّته و استسلم كلّ شيء لقدرته و قرّ كلّ شيء قراره لهيبته و خضع كلّ شيء لملكته و ربوبيّته الّذي يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه و أن تقوم السّاعة إلّا بأمره و أن يحدث في السّماوات و الأرض شيء إلّا بعلمه نحمده على ما كان و نستعينه من أمرنا على ما يكون و نستغفره و نستهديه و نشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ملك الملوك و سيّد السّادات و جبّار الأرض و السّماوات القهّار الكبير المتعال ذو الجلال و الإكرام ديّان يوم الدّين ربّ آبائنا الأوّلين و نشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله أرسله بالحقّ داعيا إلى الحقّ و شاهدا على الخلق فبلّغ رسالات ربّه كما أمره لا متعدّيا و لا مقصّرا و جاهد في اللّه أعداءه لا وانيا و لا ناكلا و نصح له في عباده صابرا محتسبا فقبضه اللّه إليه و قد رضي عمله و تقبّل سعيه و غفر ذنبه ص أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه و اغتنام ما استطعتم عملا به من طاعته في هذه الأيّام الخالية و بالرّفض لهذه الدّنيا التّاركة لكم و إن لم تكونوا تحبّون تركها و المبلية لكم و إن كنتم تحبّون تجديدها فإنّما مثلكم و مثلها كركب سلكوا سبيلا فكأن قد قطعوه و أفضوا إلى علم فكأن قد بلغوه و كم عسى المجرى إلى الغاية أن يجرى إليها حتّى يبلغها و كم عسى أن يكون بقاء من له يوم لا يعدوه و طالب حثيث في الدّنيا يحدوه حتّى يفارقها فلا تتنافسوا في عزّ الدّنيا و فخرها و لا تعجبوا بزينتها و نعيمها و لا تجزعوا من ضرّائها و بؤسها فإنّ عزّ الدّنيا و فخرها إلى انقطاع و إنّ زينتها و نعيمها إلى زوال و إنّ ضرّاءها و بؤسها إلى نفاد و كلّ مدّة منها إلى منتهى و كلّ حيّ منها إلى فناء و بلاء أ و ليس لكم في آثار الأوّلين و في آبائكم الماضين معتبر و تبصرة إن كنتم تعقلون أ لم تروا إلى الماضين منكم لا يرجعون و إلى الخلف الباقين منكم لا يقفون قال اللّه تبارك و تعالى و حرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون و قال كلّ نفس ذائقة الموت و إنّما توفّون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النّار و أدخل الجنّة فقد فاز و ما الحياة الدّنيا إلّا متاع الغرور أ و لستم ترون إلى أهل الدّنيا و هم يصبحون و يمسون على أحوال شتّى فميّت يبكى و آخر يعزّى و صريع يتلوّى و عائد و معود و آخر بنفسه يجود و طالب الدّنيا و الموت يطلبه و غافل و ليس بمغفول عنه و على أثر الماضين يمضي الباقون و الحمد للّه ربّ العالمين ربّ السّماوات السّبع و ربّ الأرضين السّبع و ربّ العرش العظيم الّذي يبقى و يفنى ما سواه و إليه يئول الخلق و يرجع الأمر ألا إنّ هذا اليوم يوم جعله اللّه لكم عيدا و هو سيّد أيّامكم و أفضل أعيادكم و قد أمركم اللّه في كتابه بالسّعي فيه إلى ذكره فلتعظم رغبتكم فيه و لتخلص نيّتكم فيه و أكثروا فيه التّضرّع و الدّعاء و مسألة الرّحمة و الغفران فإنّ اللّه عزّ و جلّ يستجيب لكلّ من دعاه و يورد النّار من عصاه و كلّ مستكبر عن عبادته قال اللّه عزّ و جلّ ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين و فيه ساعة مباركة لا يسأل اللّه عبد مؤمن فيها شيئا إلّا أعطاه و الجمعة واجبة على كلّ مؤمن إلّا على الصّبيّ و المريض و المجنون و الشّيخ الكبير و الأعمى و المسافر و المرأة و العبد المملوك و من كان على رأس فرسخين غفر اللّه لنا و لكم سالف ذنوبنا فيما خلا من أعمارنا و عصمنا و إيّاكم من اقتراف الآثام بقيّة أيّام دهرنا إنّ أحسن الحديث و أبلغ الموعظة كتاب اللّه عزّ و جلّ أعوذ باللّه من الشّيطان
الرّجيم إنّ اللّه هو الفتّاح العليم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ثمّ يبدأ بعد الحمد بقل هو اللّه أحد أو بقل يا أيّها الكافرون أو بإذا زلزلت الأرض زلزالها أو بألهيكم التّكاثر أو بالعصر و كان ممّا يدوم عليه قل هو اللّه أحد ثمّ يجلس جلسة خفيفة ثمّ يقوم فيقول الحمد للّه نحمده و نستعينه و نؤمن به و نتوكّل عليه و نشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا عبده و رسوله صلوات اللّه و سلامه عليه و آله و مغفرته و رضوانه اللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك صلاة نامية زاكية ترفع بها درجته و تبيّن بها فضله و صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد كما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد اللّهمّ عذّب كفرة أهل الكتاب الّذين يصدّون عن سبيلك و يجحدون آياتك و يكذّبون رسلك اللّهمّ خالف بين كلمتهم و ألق الرّعب في قلوبهم و أنزل عليهم رجزك و نقمتك و بأسك الّذي لا تردّه عن القوم المجرمين اللّهمّ انصر جيوش المسلمين و سراياهم و مرابطيهم في مشارق الأرض و مغاربها إنّك على كلّ شيء قدير اللّهمّ اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات اللّهمّ اجعل التّقوى زادهم و الإيمان و الحكمة في قلوبهم و أوزعهم أن يشكروا نعمتك الّتي أنعمت عليهم و أن يوفوا بعهدك الّذي عاهدتهم عليه إله الحقّ و خالق الخلق اللّهمّ اغفر لمن توفّي من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات و لمن هو لاحق بهم من بعدهم منهم إنّك أنت العزيز الحكيم إنّ اللّه يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلّكم تذكّرون اذكروا اللّه يذكركم فإنّه ذاكر لمن ذكره و اسألوا اللّه من رحمته و فضله فإنّه لا يخيب عليه داع دعاه ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار
1264- و قال أبو عبد اللّه ع أوّل من قدّم الخطبة على الصّلاة يوم الجمعة عثمان لأنّه كان إذا صلّى لم يقف النّاس على خطبته و تفرّقوا و قالوا ما نصنع بمواعظه و هو لا يتّعظ بها و قد أحدث ما أحدث فلمّا رأى ذلك قدّم الخطبتين على الصّلاة
و سألت شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضي اللّه عنه عمّا يستعمله العامّة من التّهليل و التّكبير على أثر الجمعة ما هو فقال روّيت أنّ بني أميّة كانوا يلعنون أمير المؤمنين ع بعد صلاة الجمعة ثلاث مرّات فلمّا ولّي عمر بن عبد العزيز نهى عن ذلك و قال للنّاس التّهليل و التّكبير بعد الصّلاة أفضل
باب الصّلاة الّتي تصلّى في كلّ وقت
1264- روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال أربع صلوات يصلّيها الرّجل في كلّ ساعة صلاة فاتتك فمتى ما ذكرتها أدّيتها و صلاة ركعتي طواف الفريضة و صلاة الكسوف و الصّلاة على الميّت هذه يصلّيهنّ الرّجل في السّاعات كلّها
باب الصّلاة في السّفر
1265- روي عن زرارة و محمّد بن مسلم أنّهما قالا قلنا لأبي جعفر ع ما تقول في الصّلاة في السّفر كيف هي و كم هي فقال إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و إذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصّلاة فصار التّقصير في السّفر واجبا كوجوب التّمام في الحضر قالا قلنا إنّما قال اللّه عزّ و جلّ فليس عليكم جناح و لم يقل افعلوا فكيف أوجب ذلك كما أوجب التّمام في الحضر فقال ع أ و ليس قد قال اللّه عزّ و جلّ في الصّفا و المروة فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما أ لا ترون أنّ الطّواف بهما واجب مفروض لأنّ اللّه عزّ و جلّ ذكره في كتابه و صنعه نبيّه ع و كذلك التّقصير في السّفر شيء صنعه النّبيّ ص و ذكره اللّه تعالى ذكره في كتابه قالا قلنا له فمن صلّى في السّفر أربعا أ يعيد أم لا قال إن كان قد قرئت عليه آية التّقصير و فسّرت له فصلّى أربعا أعاد و إن لم يكن قرئت عليه و لم يعلمها فلا إعادة عليه و الصّلوات كلّها في السّفر الفريضة ركعتان كلّ صلاة إلّا المغرب فإنّها ثلاث ليس فيها تقصير تركها رسول اللّه ص في السّفر و الحضر ثلاث ركعات و قد سافر رسول اللّه ص إلى ذي خشب و هي مسيرة يوم من المدينة يكون إليها بريدان أربعة و عشرون ميلا فقصّر و أفطر فصارت سنّة و قد سمّى رسول اللّه ص قوما صاموا حين أفطر العصاة قال ع فهم العصاة إلى يوم القيامة و إنّا لنعرف أبناءهم و أبناء أبنائهم إلى يومنا هذا
1266- و سأل محمّد بن مسلم أبا عبد اللّه ع فقال له الرّجل يريد السّفر متى يقصّر قال إذا توارى من البيوت قال قلت له الرّجل يريد السّفر فيخرج حين تزول الشّمس فقال إذا خرجت فصلّ ركعتين
1267- و قد روي عن الصّادق ع أنّه قال إذا خرجت من منزلك فقصّر إلى أن تعود إليه
1268- و سمعه عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ يقول في التّقصير في الصّلاة بريد في بريد أربعة و عشرون ميلا ثمّ قال كان أبي ع يقول إنّ التّقصير لم يوضع على البغلة السّفواء و الدّابّة النّاجية و إنّما وضع على سير القطار
و متى كان سفر الرّجل ثمانية فراسخ فالتّقصير واجب عليه و إذا كان سفره أربعة فراسخ و أراد الرّجوع من يومه فالتّقصير عليه واجب و إن كان سفره أربعة فراسخ و لم يرد الرّجوع من يومه فهو بالخيار إن شاء أتمّ و إن شاء قصّر
- و روى معاوية بن وهب عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا دخلت بلدا و أنت تريد المقام عشرة أيّام فأتمّ الصّلاة حين تقدم و إن أردت المقام دون العشرة فقصّر و إن أقمت تقول غدا أخرج و بعد غد و لم تجمع على عشرة فقصّر ما بينك و بين شهر فإذا تمّ الشّهر فأتمّ الصّلاة قال قلت إن دخلت بلدا أوّل يوم من شهر رمضان و لست أريد أن أقيم عشرا فقال قصّر و أفطر قلت فإن مكثت كذلك أقول غدا أو بعد غد فأفطر الشّهر كلّه و أقصر قال نعم هذا واحد إذا قصرت أفطرت و إذا أفطرت قصرت
1270- و قال أبو ولّاد الحنّاط قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي كنت نويت حين دخلت المدينة أن أقيم بها عشرا فأتممت الصّلاة ثمّ بدا لي أن لا أقيم بها فما ترى لي أتمّ أم أقصر فقال لي إن كنت دخلت المدينة و صلّيت بها صلاة واحدة فريضة بتمام فليس لك أن تقصر حتّى تخرج منها و إن كنت حين دخلتها على نيّتك في التّمام و لم تصلّ فيها صلاة فريضة واحدة بتمام حتّى بدا لك أن لا تقيم فأنت في تلك الحال بالخيار إن شئت فانو المقام عشرا و أتمّ و إن لم تنو المقام عشرا فقصّر ما بينك و بين شهر فإذا مضى لك شهر فأتمّ الصّلاة
1271- و سأل زرارة أبا جعفر ع عن الرّجل يخرج مع القوم في سفر يريده فدخل عليه الوقت و قد خرج من القرية على فرسخين فصلّوا و انصرف بعضهم في حاجة فلم يقض لهم الخروج ما يصنع بالصّلاة الّتي كان صلّاها ركعتين قال تمّت صلاته و لا يعيد
1272- و قال رسول اللّه ص من صلّى في السّفر أربعا فأنا إلى اللّه منه بريء
يعني متعمّدا
1273- و قال الصّادق ع المتمّم في السّفر كالمقصّر في الحضر
1274- و سأله أبو بصير عن الرّجل يصلّي في السّفر أربع ركعات ناسيا قال إن ذكر في ذلك اليوم فليعد و إن لم يذكر حتّى يمضي ذلك اليوم فلا إعادة عليه
- و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال أربعة يجب عليهم التّمام في السّفر كانوا أو في الحضر المكاري و الكريّ و الرّاعي و الأشتقان لأنّه عملهم
و روي الملّاح و الأشتقان البريد
1276- و روى محمّد بن مسلم عن أحدهما ع أنّه قال ليس على الملّاحين في سفنهم تقصير و لا على المكاري و الجمّال
1277- و روى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال المكاري إذا لم يستقرّ في منزله إلّا خمسة أيّام أو أقلّ قصّر في سفره بالنّهار و أتمّ صلاة اللّيل و عليه صوم شهر رمضان فإن كان له مقام في البلد الّذي يذهب عشرة أيّام أو أكثر و ينصرف إلى منزله و يكون له مقام عشرة أيّام أو أكثر قصّر في سفره و أفطر
1278- و قال الصّادق ع الجمّال و المكاري إذا جدّ بهما السّير قصّرا فيما بين المنزلين و أتمّا في المنزلين
1279- و روى عبد اللّه بن جعفر عن محمّد بن جزّك قال كتبت إلى أبي الحسن الثّالث ع أنّ لي جمالا و لي قوّام عليها و لست أخرج فيها إلّا في طريق مكّة لرغبتي في الحجّ أو في النّدرة إلى بعض المواضع فما يجب عليّ إذا أنا خرجت معها أن أعمل أ يجب التّقصير في الصّلاة و الصّوم في السّفر أو التّمام فوقّع ع إذا كنت لا تلزمها و لا تخرج معها في كلّ سفر إلّا إلى مكّة فعليك تقصير و فطور
1280- و سأل عبد الرّحمن بن الحجّاج أبا عبد اللّه ع عن الرّجل له الضّياع بعضها قريب من بعض فيخرج فيطوف فيها أ يتمّ أو يقصّر قال يتمّ
1281- و روى إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال سبعة لا يقصّرون في الصّلاة الجابي الّذي يدور في جبايته و الأمير الّذي يدور في إمارته و التّاجر الّذي يدور في تجارته من سوق إلى سوق و الرّاعي و البدويّ و الّذي يطلب مواضع القطر و منبت الشّجر و الرّجل يطلب الصّيد يريد به لهو الدّنيا و المحارب الّذي يقطع السّبيل
1282- و روى موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا نسي الرّجل صلاة أو صلّاها بغير طهور و هو مقيم أو مسافر فذكرها فليقض الّذي وجب عليه لا يزيد على ذلك و لا ينقص و من نسي أربعا قضى أربعا حين يذكرها مسافرا كان أو مقيما و إن نسي ركعتين صلّى ركعتين حين يذكرها مسافرا كان أو مقيما
1283- و قال الصّادق ع من الأمر المذخور إتمام الصّلاة في أربعة مواطن بمكّة و المدينة و مسجد الكوفة و حائر الحسين ع
قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه يعني بذلك أن يعزم على مقام عشرة أيّام في هذه المواطن حتّى يتمّ و تصديق ذلك
1284- ما رواه محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرّضا ع قال سألته عن الصّلاة بمكّة و المدينة يقصّر أو يتمّ قال قصّر ما لم تعزم على مقام عشرة أيّام
1285- و ما رواه محمّد بن خالد البرقيّ عن حمزة بن عبد اللّه الجعفريّ قال لمّا أن نفرت من منى نويت المقام بمكّة فأتممت الصّلاة ثمّ جاءني خبر من المنزل فلم أجد بدّا من المصير إلى المنزل فلم أدر أتمّ أم أقصّر و أبو الحسن ع يومئذ بمكّة فأتيته فقصصت عليه القصّة فقال لي ارجع إلى التّقصير
1286- و روى الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللّه ع قال ليس في السّفر جمعة و لا أضحى و لا فطر
1287- و روى إسماعيل بن جابر قال قلت لأبي عبد اللّه ع يدخل عليّ وقت الصّلاة و أنا في السّفر فلا أصلّي حتّى أدخل أهلي فقال صلّ و أتمّ الصّلاة قلت فيدخل عليّ وقت الصّلاة و أنا في أهلي أريد السّفر فلا أصلّي حتّى أخرج قال صلّ و قصّر فإن لم تفعل فقد خالفت رسول اللّه ص
1288- و أمّا خبر حريز عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن رجل يدخل من سفره و قد دخل وقت الصّلاة و هو في الطّريق قال يصلّي ركعتين و إن خرج إلى سفره و قد دخل وقت الصّلاة فليصلّ أربعا
فإنّه يعني به إذا كان لا يخاف فوات خروج الوقت أتمّ و إن خاف خروج الوقت قصّر و تصديق ذلك
1289- في كتاب الحكم بن مسكين قال قال أبو عبد اللّه ع في الرّجل يقدم من سفره في وقت صلاة فقال إن كان لا يخاف خروج الوقت فليتمّ و إن كان يخاف خروج الوقت فليقصّر
و هذا موافق لحديث إسماعيل بن جابر
1290- و سأل إسحاق بن عمّار أبا إبراهيم موسى بن جعفر ع في الرّجل يكون مسافرا ثمّ يقدم فيدخل بيوت الكوفة أ يتمّ الصّلاة أم يكون مقصّرا حتّى يدخل إلى أهله قال بل يكون مقصّرا حتّى يدخل إلى أهله
1291- و روى سيف التّمّار عن أبي عبد اللّه ع قال قال له بعض أصحابنا كنّا نقضي صلاة النّهار إذا نزلنا بين المغرب و العشاء الآخرة فقال لا اللّه أعلم بعباده حين رخّص إنّما فرض اللّه عزّ و جلّ على المسافر ركعتين لا قبلهما و لا بعدهما شيء إلّا صلاة اللّيل على بعيرك حيث توجّه بك
1292- و سئل أبو عبد اللّه ع عن صلاة النّافلة بالنّهار في سفر فقال لو صلحت النّافلة في السّفر تمّت الفريضة
و لا بأس بقضاء صلاة اللّيل بالنّهار في السّفر
1293- و كان رسول اللّه ص يصلّي على راحلته الفريضة في يوم مطير
- و قال إبراهيم الكرخيّ قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي أقدر أن أتوجّه نحو القبلة في المحمل فقال هذا الضّيق أ ما لكم في رسول اللّه ص أسوة
1295- و سأل سعد بن سعد أبا الحسن الرّضا ع عن الرّجل تكون معه المرأة الحائض في المحمل أ يصلّي و هي معه قال نعم
1296- و سأل سعيد بن يسار أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يصلّي صلاة اللّيل و هو على دابّته أ له أن يغطّي وجهه و هو يصلّي قال أمّا إذا قرأ فنعم و أمّا إذا أومأ بوجهه للسّجود فليكشفه حيث ما أومأت به الدّابّة
1297- و سأل عبد الرّحمن بن الحجّاج أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يصلّي النّوافل في الأمصار و هو على دابّته حيثما توجّهت به قال لا بأس
1298- و سأل عليّ بن يقطين أبا الحسن ع عن الرّجل يخرج في السّفر ثمّ يبدو له في الإقامة و هو في الصّلاة قال يتمّ إذا بدت له الإقامة و عن الرّجل يشيّع أخاه إلى المكان الّذي يجب عليه فيه التّقصير و الإفطار قال لا بأس بذلك
و لا بأس بالجمع بين الصّلاتين في السّفر و الحضر من علّة و غير علّة و لا بأس بتأخير المغرب في السّفر حتّى يغيب الشّفق و لا بأس بتأخير المغرب للمسافر إذا كان في طلب المنزل إلى ربع اللّيل
1299- و في رواية أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال أنت في وقت المغرب في السّفر إلى خمسة أميال من بعد غروب الشّمس
و لا بأس بتعجيل العتمة في السّفر قبل مغيب الشّفق
1300- و سأل عمّار السّاباطيّ أبا عبد اللّه ع عن حدّ الطّين الّذي لا يسجد فيه ما هو قال إذا غرقت فيه الجبهة و لم تثبت على الأرض
1301- و قال معاوية بن عمّار لأبي عبد اللّه ع إنّ أهل مكّة يتمّون الصّلاة بعرفات قال ويلهم أو ويحهم و أيّ سفر أشدّ منه لا لا يتمّ
1302- و قال الصّادق ع إنّ رسول اللّه ص لمّا نزل عليه جبرئيل بالتّقصير قال له النّبيّ ص في كم ذلك فقال في بريد قال و كم البريد قال ما بين ظلّ عير إلى فيء وعير فذرعته بنو أميّة ثمّ جزّءوه على اثني عشر ميلا فكان كلّ ميل ألفا و خمسمائة ذراع و هو أربعة فراسخ
يعني أنّه إذا كان السّفر أربعة فراسخ و أراد الرّجوع من يومه فالتّقصير عليه واجب و متى لم يرد الرّجوع من يومه فهو بالخيار إن شاء أتمّ و إن شاء قصّر و تصديق ما فسّرت من ذلك
1303- خبر جميل بن درّاج عن زرارة بن أعين قال سألت أبا جعفر ع عن التّقصير فقال بريد ذاهب و بريد جائي و كان رسول اللّه ص إذا أتى ذبابا قصّر
و ذباب على بريد و إنّما فعل ذلك لأنّه إذا رجع كان سفره بريدين ثمانية فراسخ
1304- و سأل زكريّا بن آدم أبا الحسن الرّضا ع عن التّقصير في كم يقصّر الرّجل إذا كان في ضياع أهل بيته و أمره جائز فيها يسير في الضّياع يومين و ليلتين و ثلاثة أيّام و لياليهنّ فكتب التّقصير في مسيرة يوم و ليلة
1305- و روى محمّد بن أبي عمير عن محمّد بن إسحاق بن عمّار قال سألت أبا الحسن الرّضا ع عن امرأة كانت في طريق مكّة فصلّت ذاهبة و جائية المغرب ركعتين ركعتين فقال ليس عليها إعادة
و في رواية الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن محمّد بن إسحاق بن عمّار عن أبي الحسن ع قال ليس عليها قضاء
- و في رواية العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إذا صلّى المسافر خلف قوم حضور فليتمّ صلاته ركعتين و يسلّم و إن صلّى معهم الظّهر فليجعل الأوّلتين الظّهر و الأخيرتين العصر
1307- و سأل إسماعيل بن الفضل أبا عبد اللّه ع عن رجل يسافر من أرض إلى أرض و إنّما ينزل قراه و ضيعته فقال إذا نزلت قراك و أرضك فأتمّ الصّلاة و إذا كنت في غير أرضك فقصّر
قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه يعني بذلك إذا أراد المقام في قراه و أرضه عشرة أيّام و متى لم يرد المقام بها عشرة أيّام قصّر إلّا أن يكون له بها منزل يكون فيه في السّنة ستّة أشهر فإن كان كذلك أتمّ متى دخلها و تصديق ذلك
1308- ما رواه محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرّضا ع قال سألته عن الرّجل يقصّر في ضيعته فقال لا بأس ما لم ينو مقام عشرة أيّام إلّا أن يكون له بها منزل يستوطنه قال قلت له ما الاستيطان فقال أن يكون له بها منزل يقيم فيه ستّة أشهر فإذا كان كذلك يتمّ فيها متى دخلها
1309- و ما رواه عليّ بن يقطين عن أبي الحسن الأوّل ع أنّه قال كلّ منزل من منازلك لا تستوطنه فعليك فيه التّقصير
1310- و قال الصّادق ع في الرّجل يخرج إلى الصّيد مسيرة يوم أو يومين أو ثلاثة أ يقصّر أو يتمّ فقال إن خرج لقوته و قوت عياله فليقصّر و ليفطر و إن خرج لطلب الفضول فلا و لا كرامة
1311- و روى أبو بصير أنّه ع قال ليس على صاحب الصّيد تقصير ثلاثة أيّام فإذا جاوز الثّلاثة لزمه
يعني الصّيد للفضول
1312- و روى عيص بن القاسم عنه ع أنّه سئل عن الرّجل يتصيّد فقال إن كان يدور حوله فلا يقصّر و إن كان تجاوز الوقت فليقصّر
و لو أنّ مسافرا ممّن يجب عليه التّقصير مال عن طريقه إلى صيد لوجب عليه التّمام لطلب الصّيد فإن رجع من صيده إلى الطّريق فعليه في رجوعه التّقصير و من كان سفره معصية للّه عزّ و جلّ فعليه التّمام في الصّلاة و الصّوم و على المسافر أن يقول في دبر كلّ صلاة يقصّرها سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر ثلاثين مرّة لتمام الصّلاة
1313- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إن خشيت أن لا تقوم في آخر اللّيل أو كانت بك علّة أو أصابك برد فصلّ و أوتر في أوّل اللّيل في السّفر
1314- و سأل عليّ بن سعيد أبا عبد اللّه ع عن صلاة اللّيل و الوتر في السّفر في أوّل اللّيل قال نعم
1315- و سأل سماعة بن مهران أبا الحسن الأوّل ع عن وقت صلاة اللّيل في السّفر فقال من حين تصلّي العتمة إلى أن ينفجر الصّبح
1316- و روى حريز عمّن حدّثه عن أبي جعفر ع أنّه كان لا يرى بأسا بأن يصلّي الماشي و هو يمشي و لكن لا يسوق الإبل
باب العلّة الّتي من أجلها لا يقصّر المصلّي في صلاة المغرب و نوافلها في السّفر و الحضر
1317- سئل الصّادق ع لم صارت المغرب ثلاث ركعات و أربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر و لا سفر فقال إنّ اللّه تبارك و تعالى أنزل على نبيّه ص كلّ صلاة ركعتين فأضاف إليها رسول اللّه ص لكلّ صلاة ركعتين في الحضر و قصّر فيها في السّفر إلّا المغرب و الغداة فلمّا صلّى ع المغرب بلغه مولد فاطمة ع فأضاف إليها ركعة شكرا للّه عزّ و جلّ فلمّا أن ولد الحسن ع أضاف إليها ركعتين شكرا للّه عزّ و جلّ فلمّا أن ولد الحسين ع أضاف إليها ركعتين شكرا للّه عزّ و جلّ فقال للذّكر مثل حظّ الأنثيين فتركها على حالها في الحضر و السّفر
باب علّة التّقصير في السّفر
1318- ذكر الفضل بن شاذان النّيسابوريّ رحمه اللّه في العلل الّتي سمعها من الرّضا ع إنّ الصّلاة إنّما قصرت في السّفر لأنّ الصّلاة المفروضة أوّلا إنّما هي عشر ركعات و السّبع إنّما زيدت فيها بعد فخفّف اللّه عزّ و جلّ عن العبد تلك الزّيادة لموضع سفره و تعبه و نصبه و اشتغاله بأمر نفسه و ظعنه و إقامته لئلّا يشتغل عمّا لا بدّ منه من معيشته رحمة من اللّه عزّ و جلّ و تعطّفا عليه إلّا صلاة المغرب فإنّها لا تقصّر لأنّها صلاة مقصّرة في الأصل و إنّما وجب التّقصير في ثمانية فراسخ لا أقلّ من ذلك و لا أكثر لأنّ ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامّة و القوافل و الأثقال فوجب التّقصير في مسيرة يوم و لو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة ألف سنة و ذلك لأنّ كلّ يوم يكون بعد هذا اليوم فإنّما هو نظير هذا اليوم فلو لم يجب في هذا اليوم لما وجب في نظيره إذ كان نظيره مثله لا فرق بينهما و إنّما ترك تطوّع النّهار و لم يترك تطوّع اللّيل لأنّ كلّ صلاة لا يقصّر فيها لا يقصّر في تطوّعها و ذلك أنّ المغرب لا يقصّر فيها فلا تقصير فيما بعدها من التّطوّع و كذلك الغداة لا تقصير فيها فلا تقصير فيما قبلها من التّطوّع و إنّما صارت العتمة مقصورة و ليس تترك ركعتيها لأنّ الرّكعتين ليستا من الخمسين و إنّما هي زيادة في الخمسين تطوّعا ليتمّ بهما بدل كلّ ركعة من الفريضة ركعتين من التّطوّع و إنّما جاز للمسافر و المريض أن يصلّيا صلاة اللّيل في أوّل اللّيل لاشتغاله و ضعفه و ليحرز صلاته فيستريح المريض في وقت راحته و ليشتغل المسافر باشتغاله و ارتحاله و سفره
1319- و سأل سعيد بن المسيّب عليّ بن الحسين ع فقال له متى فرضت الصّلاة على المسلمين على ما هي اليوم عليه فقال بالمدينة حين ظهرت الدّعوة و قوي الإسلام و كتب اللّه عزّ و جلّ على المسلمين الجهاد زاد رسول اللّه ص في الصّلاة سبع ركعات في الظّهر ركعتين و في العصر ركعتين و في المغرب ركعة و في العشاء الآخرة ركعتين و أقرّ الفجر على ما فرضت بمكّة لتعجيل عروج ملائكة اللّيل إلى السّماء و لتعجيل نزول ملائكة النّهار إلى الأرض فكانت ملائكة النّهار و ملائكة اللّيل يشهدون مع رسول اللّه ص صلاة الفجر فلذلك قال اللّه تبارك و تعالى و قرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودا يشهده المسلمون و تشهده ملائكة النّهار و ملائكة اللّيل
باب الصّلاة في السّفينة
1320- سأل عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن الصّلاة في السّفينة فقال يستقبل القبلة و يصفّ رجليه فإن دارت و استطاع أن يتوجّه إلى القبلة فليفعل و إلّا فليصلّ حيث توجّهت به و إن أمكنه القيام فليصلّ قائما و إلّا فليقعد ثمّ يصلّي
1321- و قال له جميل بن درّاج تكون السّفينة قريبة من الجدّ فأخرج و أصلّي قال صلّ فيها أ ما ترضى بصلاة نوح ع
1322- و قال له إبراهيم بن ميمون نخرج إلى الأهواز في السّفن فنجمّع فيها الصّلاة فقال نعم ليس به بأس فقال له فنسجد على ما فيها و على القير قال لا بأس
1323- و روى عنه منصور بن حازم أنّه قال القير من نبات الأرض
1324- و سأل زرارة أبا جعفر ع في الرّجل يصلّي النّوافل في السّفينة قال يصلّي نحو رأسها
- و سأل يونس بن يعقوب أبا عبد اللّه ع عن الصّلاة في الفرات و ما هو أصغر منه من الأنهار في السّفينة فقال إن صلّيت فحسن و إن خرجت فحسن و سأله عن الصّلاة في السّفينة و هي تأخذ شرقا و غربا فقال استقبل القبلة ثمّ كبّر ثمّ در مع السّفينة حيث دارت بك
1326- و سأله هارون بن حمزة الغنويّ عن الصّلاة في السّفينة فقال إن كانت محمّلة ثقيلة إذا قمت فيها لم تتحرّك فصلّ قائما و إن كانت خفيفة تكفّأ فصلّ قاعدا
1327- و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الرّجل يكون في السّفينة هل يجوز له أن يضع الحصير على المتاع أو القتّ و التّبن و الحنطة و الشّعير و غير ذلك ثمّ يصلّي عليه فقال لا بأس
1328- و قال عليّ ع إذا ركبت السّفينة و كانت تسير فصلّ و أنت جالس و إذا كانت واقفة فصلّ و أنت قائم
1329- و قال أبو جعفر ع لبعض أصحابه إذا عزم اللّه لك على البحر فقل الّذي قال اللّه عزّ و جلّ بسم اللّه مجراها و مرساها إنّ ربّي لغفور رحيم فإذا اضطرب بك البحر فاتّك على جانبك الأيمن و قل بسم اللّه اسكن بسكينة اللّه و قرّ بقرار اللّه و اهدأ بإذن اللّه و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه
1330- و روى محمّد بن مسلم عن أحدهما ع قال كان أبي ع يكره الرّكوب في البحر للتّجارة
- و سأل محمّد بن مسلم أبا عبد اللّه ع عن ركوب البحر في هيجانه فقال و لم يغرّر الرّجل بدينه
1332- و نهى رسول اللّه ص عن ركوب البحر في هيجانه
1333- و قال ع ما أجمل في الطّلب من ركب البحر
باب صلاة الخوف و المطاردة و المواقفة و المسايفة
1334- روى عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه عن الصّادق ع أنّه قال صلّى النّبيّ ص بأصحابه في غزاة ذات الرّقاع ففرّق أصحابه فرقتين فأقام فرقة بإزاء العدوّ و فرقة خلفه فكبّر و كبّروا فقرأ فأنصتوا فركع و ركعوا فسجد و سجدوا ثمّ استمرّ رسول اللّه ص قائما فصلّوا لأنفسهم ركعة ثمّ سلّم بعضهم على بعض ثمّ خرجوا إلى أصحابهم فقاموا بإزاء العدوّ و جاء أصحابهم فقاموا خلف رسول اللّه ص و كبّر فكبّروا و قرأ فأنصتوا و ركع فركعوا و سجد فسجدوا ثمّ جلس رسول اللّه ص فتشهّد ثمّ سلّم عليهم فقاموا ثمّ قضوا لأنفسهم ركعة ثمّ سلّم بعضهم على بعض
و قد قال اللّه تعالى لنبيّه ص و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصّلاة فلتقم طائفة منهم معك و ليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم و لتأت طائفة أخرى لم يصلّوا فليصلّوا معك و ليأخذوا حذرهم و أسلحتهم ودّ الّذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم و أمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة و لا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم و خذوا حذركم إنّ اللّه أعدّ للكافرين عذابا مهينا. فإذا قضيتم الصّلاة فاذكروا اللّه قياما و قعودا و على جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصّلاة إنّ الصّلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا فهذه صلاة الخوف الّتي أمر اللّه عزّ و جلّ بها نبيّه ص
1335- و قال من صلّى المغرب في خوف بالقوم صلّى بالطّائفة الأولى ركعة و بالطّائفة الثّانية ركعتين
و من تعرّض له سبع و خاف فوت الصّلاة استقبل القبلة و صلّى صلاته بالإيماء فإن خشي السّبع و تعرّض له فليدر معه كيف دار و ليصلّ بالإيماء
1336- و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الرّجل يلقاه السّبع و قد حضرت الصّلاة فلم يستطع المشي مخافة السّبع قال يستقبل الأسد و يصلّي و يومئ برأسه إيماء و هو قائم و إن كان الأسد على غير القبلة
1337- و سأل سماعة بن مهران أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يلقاه السّبع و قد حضرت الصّلاة فلا يستطيع المشي مخافة الأسد قال يستقبل الأسد و يصلّي و يومئ برأسه إيماء و هو قائم و إن كان الأسد على غير القبلة
1338- و سأل سماعة بن مهران أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يأخذه المشركون فتحضره الصّلاة فيخاف منهم أن يمنعوه قال يومئ إيماء
1339- و روى زرارة عن أبي جعفر ع قال قلت له صلاة الخوف و صلاة السّفر تقصران جميعا قال نعم و صلاة الخوف أحقّ أن تقصر من صلاة السّفر لأنّ فيها خوفا
1340- و سمعت شيخنا محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه يقول روّيت أنّه سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و إذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصّلاة إن خفتم أن يفتنكم الّذين كفروا فقال هذا تقصير ثان و هو أن يردّ الرّجل ركعتين إلى ركعة
و قد رواه حريز عن أبي عبد اللّه ع
1341- و روى عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه عن الصّادق ع في صلاة الزّحف قال تكبّر و تهلّل يقول اللّه عزّ و جلّ فإن خفتم فرجالا أو ركبانا
1342- و روي عن أبي بصير أنّه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إن كنت في أرض مخوفة فخشيت لصّا أو سبعا فصلّ الفريضة و أنت على دابّتك
1343- و في رواية زرارة عن أبي جعفر ع قال الّذي يخاف اللّصوص يصلّي إيماء على دابّته
1344- و قد رخّص في صلاة الخوف من السّبع إذا خشيه الرّجل على نفسه أن يكبّر و لا يومئ رواه محمّد بن مسلم عن أحدهما ع
1345- و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال الّذي يخاف اللّصوص و السّبع يصلّي صلاة المواقفة إيماء على دابّته قال قلت أ رأيت إن لم يكن المواقف على وضوء كيف يصنع و لا يقدر على النّزول قال يتيمّم من لبد دابّته أو سرجه أو معرفة دابّته فإنّ فيها غبارا و يصلّي و يجعل السّجود أخفض من الرّكوع و لا يدور إلى القبلة و لكن أينما دارت دابّته غير أنّه يستقبل القبلة بأوّل تكبيرة حين يتوجّه
1346- و روى عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال صلاة الزّحف على الظّهر إيماء برأسك و تكبير و المسايفة تكبير بغير إيماء و المطاردة إيماء يصلّي كلّ رجل على حياله
1347- و قال ع فات النّاس مع عليّ ع يوم صفّين صلاة الظّهر و العصر و المغرب و العشاء فأمرهم فكبّروا و هلّلوا و سبّحوا رجالا و ركبانا
1348- و في كتاب عبد اللّه بن المغيرة أنّ الصّادق ع قال أقلّ ما يجزي في حدّ المسايفة من التّكبير تكبيرتان لكلّ صلاة إلّا المغرب فإنّ لها ثلاثا من التّكبير
1349- و سأله سماعة بن مهران عن صلاة القتال فقال إذا التقوا فاقتتلوا فإنّما الصّلاة حينئذ تكبير و إذا كانوا وقوفا لا يقدرون على الجماعة فالصّلاة إيماء
و العريان يصلّي قاعدا و يضع يده على عورته و إن كانت امرأة وضعت يدها على فرجها ثمّ يوميان إيماء و يكون سجودهما أخفض من ركوعهما و لا يركعان و لا يسجدان فيبدو ما خلفهما و لكن إيماء برءوسهما و إن كانوا جماعة صلّوا وحدانا و في الماء و الطّين تكون الصّلاة بالإيماء و الرّكوع أخفض من السّجود
باب ما يقول الرّجل إذا أوى إلى فراشه
1350- قال الصّادق ع من تطهّر ثمّ أوى إلى فراشه بات و فراشه كمسجده فإن ذكر أنّه ليس على وضوء فليتيمّم من دثاره و كائنا ما كان لم يزل في صلاة ما ذكر اللّه عزّ و جلّ
1351- و روى العلاء عن محمّد بن مسلم قال قال لي أبو جعفر ع إذا توسّد الرّجل يمينه فليقل بسم اللّه اللّهمّ إنّي أسلمت نفسي إليك و وجّهت وجهي إليك و فوّضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك و توكّلت عليك رهبة منك و رغبة إليك لا ملجأ و لا منجى منك إلّا إليك آمنت بكتابك الّذي أنزلت و برسولك الّذي أرسلت ثمّ يسبّح تسبيح فاطمة الزّهراء ع و من أصابه فزع عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوّذتين و آية الكرسيّ
1352- و روى العلاء عن محمّد بن مسلم عن أحدهما ع قال لا يدع الرّجل أن يقول عند منامه أعيذ نفسي و ذرّيّتي و أهل بيتي و مالي بكلمات اللّه التّامّات من كلّ شيطان و هامّة و من كلّ عين لامّة فذلك الّذي عوّذ به جبرئيل ع الحسن و الحسين ع
1353- و روى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال له اقرأ قل هو اللّه أحد و قل يا أيّها الكافرون عند منامك فإنّها براءة من الشّرك و قل هو اللّه أحد نسبة الرّبّ عزّ و جلّ
1354- و روى بكر بن محمّد عنه ع أنّه قال من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرّات الحمد للّه الّذي علا فقهر و الحمد للّه الّذي بطن فخبر و الحمد للّه الّذي ملك فقدر و الحمد للّه الّذي يحيي الموتى و يميت الأحياء و هو على كلّ شيء قدير خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه
1355- و قال النّبيّ ص من قرأ هذه الآية عند منامه قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد إلى آخرها سطع له نور إلى المسجد الحرام حشو ذلك النّور ملائكة يستغفرون له حتّى يصبح
1356- و روى عامر بن عبد اللّه بن جذاعة عن أبي عبد اللّه ع قال ما من عبد يقرأ آخر الكهف حين ينام إلّا استيقظ من منامه في السّاعة الّتي يريد
1357- و روى سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع أنّه قال من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب و لا هامّة حتّى يصبح أعوذ بكلمات اللّه التّامّات الّتي لا يجاوزهنّ برّ و لا فاجر من شرّ ما ذرأ و من شرّ ما برأ و من شرّ كلّ دابّة هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم
1358- و روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا خفت الجنابة فقل في فراشك اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الاحتلام و من سوء الأحلام و من أن يتلاعب بي الشّيطان في اليقظة و المنام
1359- و روى العبّاس بن هلال عن أبي الحسن الرّضا عن أبيه ع قال لم يقل أحد قطّ إذا أراد أن ينام إنّ اللّه يمسك السّماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنّه كان حليما غفورا فسقط عليه البيت
باب ثواب صلاة اللّيل
1360- نزل جبرئيل ع على النّبيّ ص فقال له يا جبرئيل عظني فقال يا محمّد عش ما شئت فإنّك ميّت و أحبب من شئت فإنّك مفارقه و اعمل ما شئت فإنّك ملاقيه شرف المؤمن صلاته باللّيل و عزّه كفّ الأذى عن النّاس
1361- و روى بحر السّقّاء عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ من روح اللّه عزّ و جلّ ثلاثة التّهجّد باللّيل و إفطار الصّائم و لقاء الإخوان
1362- و قال أبو الحسن الأوّل ع في قول اللّه عزّ و جلّ و رهبانيّة ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلّا ابتغاء رضوان اللّه قال صلاة اللّيل
1363- و قال الصّادق ع عليكم بصلاة اللّيل فإنّها سنّة نبيّكم و أدب الصّالحين قبلكم و مطردة الدّاء عن أجسادكم
1364- و روى هشام بن سالم عنه أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئا و أقوم قيلا قال قيام الرّجل عن فراشه يريد به وجه اللّه عزّ و جلّ لا يريد به غيره
- و قال الصّادق ع يقوم النّاس من فرشهم على ثلاثة أصناف صنف له و لا عليه و صنف عليه و لا له و صنف لا عليه و لا له فأمّا الصّنف الّذي له و لا عليه فيقوم من منامه فيتوضّأ و يصلّي و يذكر اللّه عزّ و جلّ فذلك الّذي له و لا عليه و أمّا الصّنف الثّاني فلم يزل في معصية اللّه عزّ و جلّ فذلك الّذي عليه و لا له و أمّا الصّنف الثّالث فلم يزل نائما حتّى أصبح فذلك الّذي لا عليه و لا له
1366- و سأله عبد اللّه بن سنان عن قول اللّه عزّ و جلّ سيماهم في وجوههم من أثر السّجود قال هو السّهر في الصّلاة
1367- و روى عنه الفضيل بن يسار أنّه قال إنّ البيوت الّتي يصلّى فيها باللّيل بتلاوة القرآن تضيء لأهل السّماء كما تضيء نجوم السّماء لأهل الأرض
1368- و قال ع في قول اللّه عزّ و جلّ إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات قال صلاة المؤمن باللّيل تذهب بما عمل من ذنب بالنّهار
و مدح اللّه تبارك و تعالى أمير المؤمنين ع في كتابه بقيام صلاة اللّيل فقال عزّ و جلّ أمّن هو قانت آناء اللّيل ساجدا و قائما يحذر الآخرة و يرجوا رحمة ربّه و آناء اللّيل ساعاته
1369- و قال أمير المؤمنين ع إنّ اللّه تبارك و تعالى إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال لو لا الّذين يتحابّون بجلالي و يعمرون مساجدي و يستغفرون بالأسحار لو لا هم لأنزلت عذابي
1370- و قال رسول اللّه ص من كثر صلاته باللّيل حسن وجهه بالنّهار
1371- و جاء رجل إلى أبي عبد اللّه ع فشكا إليه الحاجة فأفرط في الشّكاية حتّى كاد أن يشكو الجوع فقال له أبو عبد اللّه ع يا هذا أ تصلّي باللّيل فقال الرّجل نعم فالتفت أبو عبد اللّه ع إلى أصحابه فقال كذب من زعم أنّه يصلّي باللّيل و يجوع بالنّهار إنّ اللّه تبارك و تعالى ضمّن صلاة اللّيل قوت النّهار
1372- و قال أبو جعفر ع إنّ اللّه تبارك و تعالى يحبّ المداعب في الجماعة بلا رفث المتوحّد بالفكر المتخلّي بالعبر السّاهر بالصّلاة
1373- و قال النّبيّ ص عند موته لأبي ذرّ رحمة اللّه عليه يا أبا ذرّ احفظ وصيّة نبيّك تنفعك من ختم له بقيام اللّيل ثمّ مات فله الجنّة
و الحديث فيه طويل أخذت منه موضع الحاجة
1374- و روى جابر بن إسماعيل عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع أنّ رجلا سأل عليّ بن أبي طالب ع عن قيام اللّيل بالقراءة فقال له أبشر من صلّى من اللّيل عشر ليلة للّه مخلصا ابتغاء ثواب اللّه قال اللّه تبارك و تعالى لملائكته اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في اللّيل من حبّة و ورقة و شجرة و عدد كلّ قصبة و خوص و مرعى و من صلّى تسع ليلة أعطاه اللّه عشر دعوات مستجابات و أعطاه اللّه كتابه بيمينه و من صلّى ثمن ليلة أعطاه اللّه أجر شهيد صابر صادق النّيّة و شفّع في أهل بيته و من صلّى سبع ليلة خرج من قبره يوم يبعث و وجهه كالقمر ليلة البدر حتّى يمرّ على الصّراط مع الآمنين و من صلّى سدس ليلة كتب في الأوّابين و غفر له ما تقدّم من ذنبه و من صلّى خمس ليلة زاحم إبراهيم خليل الرّحمن في قبّته و من صلّى ربع ليلة كان في أوّل الفائزين حتّى يمرّ على الصّراط كالرّيح العاصف و يدخل الجنّة بغير حساب و من صلّى ثلث ليلة لم يبق ملك إلّا غبطه بمنزلته من اللّه عزّ و جلّ و قيل له ادخل من أيّ أبواب الجنّة الثّمانية شئت و من صلّى نصف ليلة فلو أعطي ملء الأرض ذهبا سبعين ألف مرّة لم يعدل جزاءه و كان له بذلك عند اللّه عزّ و جلّ أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل و من صلّى ثلثي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرّات و من صلّى ليلة تامّة تاليا لكتاب اللّه عزّ و جلّ راكعا و ساجدا و ذاكرا أعطي من الثّواب ما أدناه يخرج من الذّنوب كما ولدته أمّه و يكتب له عدد ما خلق اللّه عزّ و جلّ من الحسنات و مثلها درجات و يثبت النّور في قبره و ينزع الإثم و الحسد من قلبه و يجار من عذاب القبر و يعطى براءة من النّار و يبعث من الآمنين و يقول الرّبّ تبارك و تعالى لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيا ليلة ابتغاء مرضاتي أسكنوه الفردوس و له فيها مائة ألف مدينة في كلّ مدينة جميع ما تشتهي الأنفس و تلذّ الأعين و لم يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة و المزيد و القربة
باب وقت صلاة اللّيل
1375- روى عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كان رسول اللّه ص إذا صلّى العشاء أوى إلى فراشه فلم يصلّ شيئا حتّى ينتصف اللّيل
1376- و قال أبو جعفر ع وقت صلاة اللّيل ما بين نصف اللّيل إلى آخره
1377- و قال عمر بن حنظلة لأبي عبد اللّه ع إنّي مكثت ثماني عشرة ليلة أنوي القيام فلا أقوم أ فأصلّي أوّل اللّيل قال لا اقض بالنّهار فإنّي أكره أن يتّخذ ذلك خلقا
1378- و روي عن معاوية بن وهب أنّه قال قلت له إنّ رجلا من مواليك من صلحائهم شكا إليّ ما يلقى من النّوم و قال لي إنّي أريد القيام لصلاة اللّيل فيغلبني النّوم حتّى أصبح فربّما قضيت صلاتي الشّهر المتتابع أو الشّهرين أصبر على ثقله فقال قرّة عين و اللّه قرّة عين و اللّه و لم يرخّص في الوتر أوّل اللّيل فقال القضاء بالنّهار أفضل
1379- و روى عبد اللّه بن مسكان عن ليث المراديّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الصّلاة في الصّيف في اللّيالي القصار صلاة اللّيل في أوّل اللّيل فقال نعم نعم ما رأيت و نعم ما صنعت
يعني في السّفر
1380- و قال سألته عن الرّجل يخاف الجنابة في السّفر أو في البرد فيعجّل صلاة اللّيل و الوتر في أوّل اللّيل فقال نعم
1381- و روى أبو جرير بن إدريس عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال قال صلّ صلاة اللّيل في السّفر من أوّل اللّيل في المحمل و الوتر و ركعتي الفجر
و كلّ ما روي من الإطلاق في صلاة اللّيل من أوّل اللّيل فإنّما هو في السّفر لأنّ المفسّر من الأخبار يحكّم على المجمل
1382- و روى العلاء عن محمّد بن مسلم عن أحدهما ع قال ليس من عبد إلّا و هو يوقظ في ليلته مرّة أو مرّتين فإن قام كان ذلك و إلّا جاء الشّيطان فبال في أذنه أ و لا يرى أحدكم أنّه إذا قام و لم يكن ذلك منه قام و هو متخثّر ثقيل كسلان
1383- و روى الحسن الصّيقل عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّي لأمقت الرّجل يأتيني فيسألني عن عمل رسول اللّه ص فيقول أزيد كأنّه يرى أنّ رسول اللّه ص قصّر في شيء و إنّي لأمقت الرّجل قد قرأ القرآن ثمّ يستيقظ من اللّيل فلا يقوم حتّى إذا كان عند الصّبح قام يبادره بصلاته
1384- و روى أبو حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع أنّه قال ما نوى عبد أن يقوم أيّة ساعة نوى فعلم اللّه تبارك و تعالى ذلك منه إلّا وكّل به ملكين يحرّكانه تلك السّاعة
1385- و روى عيص بن القاسم عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا غلب الرّجل النّوم و هو في الصّلاة فليضع رأسه فلينم فإنّي أتخوّف عليه إن أراد أن يقول اللّهمّ أدخلني الجنّة أن يقول اللّهمّ أدخلني النّار
1386- و روى زكريّا النّقّاض عن أبي جعفر ع في قول اللّه عزّ و جلّ لا تقربوا الصّلاة و أنتم سكارى حتّى تعلموا ما تقولون قال منه سكر النّوم
باب ما يقول الرّجل إذا استيقظ من النّوم
1387- كان رسول اللّه ص إذا أوى إلى فراشه قال باسمك اللّهمّ أحيا و باسمك أموت فإذا استيقظ قال الحمد للّه الّذي أحياني بعد ما أماتني و إليه النّشور
1388- و روى جرّاح المدائنيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا قام أحدكم فليقل سبحان اللّه ربّ النّبيّين و إله المرسلين و ربّ المستضعفين و الحمد للّه الّذي يحيي الموتى و هو على كلّ شيء قدير فإنّه إذا قال ذلك يقول اللّه تبارك و تعالى صدق عبدي و شكر
1389- و روى عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع أنّه كان إذا قام آخر اللّيل رفع صوته حتّى يسمع أهل الدّار و يقول اللّهمّ أعنّي على هول المطّلع و وسّع عليّ المضجع و ارزقني خير ما قبل الموت و ارزقني خير ما بعد الموت
1390- و في خبر آخر عن أبي جعفر ع قال إذا قمت من فراشك فانظر في أفق السّماء و قل الحمد للّه الّذي ردّ عليّ روحي أعبده و أحمده اللّهمّ إنّه لا يواري منك ليل ساج و لا سماء ذات أبراج و لا أرض ذات مهاد و لا ظلمات بعضها فوق بعض و لا بحر لجّيّ يدلج بين يدي المدلج من خلقك تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور غارت النّجوم و نامت العيون و أنت الحيّ القيّوم لا تأخذك سنة و لا نوم سبحان اللّه ربّ العالمين و إله المرسلين و خالق النّبيّين و الحمد للّه ربّ العالمين اللّهمّ اغفر لي و ارحمني و تب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم ثمّ اقرأ خمس آيات من آخر آل عمران إنّ في خلق السّماوات و الأرض إلى قوله إنّك لا تخلف الميعاد
و عليك بالسّواك فإنّ السّواك في السّحر قبل الوضوء من السّنّة ثمّ توضّأ
1391- و روى أبو عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر ع في قول اللّه عزّ و جلّ تتجافى جنوبهم عن المضاجع فقال لعلّك ترى أنّ القوم لم يكونوا ينامون فقلت اللّه و رسوله أعلم فقال لا بدّ لهذا البدن أن تريحه حتّى يخرج نفسه فإذا خرج النّفس استراح البدن و رجعت الرّوح فيه و فيه قوّة على العمل فإنّما ذكرهم فقال تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفا و طمعا أنزلت في أمير المؤمنين ع و أتباعه من شيعتنا ينامون في أوّل اللّيل فإذا ذهب ثلثا اللّيل أو ما شاء اللّه فزعوا إلى ربّهم راغبين راهبين طامعين فيما عنده فذكرهم اللّه عزّ و جلّ في كتابه لنبيّه ع و أخبرهم بما أعطاهم و أنّه أسكنهم في جواره و أدخلهم جنّته و آمن خوفهم و آمن روعتهم قلت جعلت فداك إن أنا قمت في آخر اللّيل أيّ شيء أقول إذا قمت فقال قل الحمد للّه ربّ العالمين و إله المرسلين و الحمد للّه الّذي يحيي الموتى و يبعث من في القبور فإنّك إذا قلتها ذهب عنك رجز الشّيطان و وسواسه إن شاء اللّه تعالى
باب القول عند صراخ الدّيك
1392- قال الصّادق ع إذا سمعت صراخ الدّيك فقل سبّوح قدّوس ربّ الملائكة و الرّوح سبقت رحمتك غضبك لا إله إلّا أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت
1393- و قال ع تعلّموا من الدّيك خمس خصال محافظته على أوقات الصّلاة و الغيرة و السّخاء و الشّجاعة و كثرة الطّروقة
1394- و قال ع تعلّموا من الغراب ثلاث خصال استتاره بالسّفاد و بكوره في طلب الرّزق و حذره
1395- و قال أبو جعفر ع إنّ للّه تبارك و تعالى ملكا على صورة ديك أبيض رأسه تحت العرش و رجلاه في تخوم الأرض السّابعة له جناح في المشرق و جناح في المغرب لا تصيح الدّيوك حتّى يصيح فإذا صاح خفق بجناحيه ثمّ قال سبحان اللّه سبحان اللّه سبحان اللّه العظيم الّذي ليس كمثله شيء قال فيجيبه اللّه تبارك و تعالى و يقول لا يحلف بي كاذبا من يعرف ما تقول
1396- و روي أنّ فيه نزلت و الطّير صافّات كلّ قد علم صلاته و تسبيحه
1397- و روي أنّ حملة العرش اليوم أربعة واحد منهم على صورة الدّيك يسترزق اللّه عزّ و جلّ للطّير و واحد على صورة الأسد يسترزق اللّه تعالى للسّباع و واحد على صورة الثّور يسترزق اللّه تعالى للبهائم و واحد منهم على صورة بني آدم يسترزق اللّه تعالى لولد آدم ع فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية قال اللّه عزّ و جلّ و يحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية
باب القول عند القيام إلى صلاة اللّيل
1398- قال الصّادق ع إذا أردت أن تقوم إلى صلاة اللّيل فقل اللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرّحمة و آله و أقدّمهم بين يدي حوائجي فاجعلني بهم وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين اللّهمّ ارحمني بهم و لا تعذّبني بهم و اهدني بهم و لا تضلّني بهم و ارزقني بهم و لا تحرمني بهم و اقض لي حوائجي للدّنيا و الآخرة إنّك على كلّ شيء قدير و بكلّ شيء عليم
باب الصّلوات الّتي جرت السّنّة بالتّوجّه فيهنّ
من السّنّة التّوجّه في ستّ صلوات و هي أوّل ركعة من صلاة اللّيل و المفردة من الوتر و أوّل ركعة من ركعتي الزّوال و أوّل ركعة من ركعتي الإحرام و أوّل ركعة من نوافل المغرب و أوّل ركعة من الفريضة كذلك ذكره أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ
باب صلاة اللّيل
قال اللّه تبارك و تعالى لنبيّه ص و من اللّيل فتهجّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا فصارت صلاة اللّيل فريضة على رسول اللّه ص لقول اللّه عزّ و جلّ فتهجّد و هي لغيره سنّة و نافلة
1399- و قال النّبيّ ص في وصيّته لعليّ ع يا عليّ عليك بصلاة اللّيل و عليك بصلاة اللّيل و عليك بصلاة اللّيل
فإذا أردت أن تصلّيها فكبّر اللّه عزّ و جلّ سبعا و احمده سبعا ثمّ توجّه ثمّ صلّ ركعتين تقرأ في الأولى الحمد و قل هو اللّه أحد و في الثّانية الحمد و قل يا أيّها الكافرون و تقرأ في السّتّ الرّكعات بما أحببت إن شئت طوّلت و إن شئت قصّرت
1400- و روي أنّ من قرأ في الرّكعتين الأوّلتين من صلاة اللّيل في كلّ ركعة منهما الحمد مرّة و قل هو اللّه أحد ثلاثين مرّة انفتل و ليس بينه و بين اللّه عزّ و جلّ ذنب إلّا غفر له
و تقرأ في ركعتي الشّفع و ركعة الوتر قل هو اللّه أحد و افصل بين الشّفع و الوتر بتسليمة
1401- و روي أنّ من قرأ في الوتر بالمعوّذتين و قل هو اللّه أحد قيل له أبشر يا عبد اللّه فقد قبل اللّه وترك
و القنوت في كلّ ركعتين في الثّانية قبل الرّكوع و بعد القراءة و القراءة بها جهارا و القنوت في الوتر قبل الرّكوع و إن قمت و لم يكن عليك من الوقت بقدر ما تصلّي فيه صلاة اللّيل على ما تريد فصلّها و أدرجها إدراجا و الإدراج أن تقرأ في كلّ ركعة الحمد وحدها فإن خشيت طلوع الفجر فصلّ ركعتين و أوتر بالثّالثة و إن طلع الفجر فصلّ ركعتي الفجر و قد مضى الوقت بما فيه و إذا صلّيت من صلاة اللّيل أربع ركعات من قبل طلوع الفجر فأتمّ الصّلاة طلع الفجر أو لم يطلع و قد رويت رخصة في أن يصلّي الرّجل صلاة اللّيل بعد طلوع الفجر المرّة بعد المرّة و لا يتّخذ ذلك عادة و إذا كان عليك قضاء صلاة اللّيل فقمت و عليك من الوقت بقدر ما تصلّي الفائتة و صلاة ليلتك فابدأ بالفائتة فصلّ ثمّ صلّ صلاة ليلتك فإن كان الوقت بقدر ما تصلّي واحدة فصلّ صلاة ليلتك لئلّا تصيرا جميعا قضاء ثمّ اقض الصّلاة الفائتة من الغد أو بعد ذلك
باب دعاء قنوت الوتر
1402- كان النّبيّ ص يقول في قنوت الوتر اللّهمّ اهدني فيمن هديت و عافني فيمن عافيت و تولّني فيمن تولّيت و بارك لي فيما أعطيت و قني شرّ ما قضيت فإنّك تقضي و لا يقضى عليك سبحانك ربّ البيت أستغفرك و أتوب إليك و أومن بك و أتوكّل عليك لا حول و لا قوّة إلّا بك يا رحيم
1403- و قال رسول اللّه ص أطولكم قنوتا في دار الدّنيا أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف
1404- و قال أبو جعفر ع القنوت في يوم الجمعة تمجيد اللّه و الصّلاة على نبيّ اللّه و كلمات الفرج
ثمّ هذا الدّعاء و القنوت في الوتر كقنوتك يوم الجمعة ثمّ تقول قبل دعائك لنفسك اللّهمّ تمّ نورك فهديت فلك الحمد ربّنا و بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد ربّنا و عظم حلمك فعفوت فلك الحمد ربّنا وجهك أكرم الوجوه و جهتك خير الجهات و عطيّتك أفضل العطيّات و أهنؤها تطاع ربّنا فتشكر و تعصى ربّنا فتغفر لمن شئت تجيب المضطرّ و تكشف الضّرّ و تشفي السّقيم و تنجي من الكرب العظيم لا يجزي بآلائك أحد و لا يحصي نعماءك قول قائل اللّهمّ إليك رفعت الأبصار و نقلت الأقدام و مدّت الأعناق و رفعت الأيدي و دعيت بالألسن و إليك سرّهم و نجواهم في الأعمال ربّنا اغفر لنا و ارحمنا و افتح بيننا و بين قومنا بالحقّ و أنت خير الفاتحين اللّهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا عنّا و شدّة الزّمان علينا و وقوع الفتن بنا و تظاهر الأعداء علينا و كثرة عدوّنا و قلّة عددنا فرّج ذلك يا ربّ بفتح منك تعجّله و نصر منك تعزّه و إمام عدل تظهره إله الحقّ ربّ العالمين ثمّ تقول أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه سبعين مرّة و تعوّذ باللّه من النّار كثيرا
- و روى عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من قال في وتره إذا أوتر أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه سبعين مرّة و واظب على ذلك حتّى تمضي سنة كتبه اللّه عنده من المستغفرين بالأسحار و وجبت له الجنّة و المغفرة من اللّه عزّ و جلّ
1406- و روى عبد اللّه بن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال استغفر اللّه في الوتر سبعين مرّة تنصب يدك اليسرى و تعدّ باليمنى الاستغفار و كان رسول اللّه ص يستغفر اللّه في الوتر سبعين مرّة و يقول هذا مقام العائذ بك من النّار سبع مرّات
1407- و روى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال تدعو في الوتر على العدوّ و إن شئت سمّيتهم و تستغفر و ترفع يديك في الوتر حيال وجهك و إن شئت فتحت ثوبك
1408- و كان عليّ بن الحسين ع سيّد العابدين يقول العفو العفو ثلاثمائة مرّة في الوتر في السّحر
1409- و روى معروف بن خرّبوذ عن أحدهما يعني أبا جعفر و أبا عبد اللّه ع قال قل في قنوت الوتر لا إله إلّا اللّه الحليم الكريم لا إله إلّا اللّه العليّ العظيم سبحان اللّه ربّ السّماوات السّبع و ربّ الأرضين السّبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و ربّ العرش العظيم اللّهمّ أنت اللّه نور السّماوات و الأرض و أنت اللّه زين السّماوات و الأرض و أنت اللّه جمال السّماوات و الأرض و أنت اللّه عماد السّماوات و الأرض و أنت اللّه قوام السّماوات و الأرض و أنت اللّه صريخ المستصرخين و أنت اللّه غياث المستغيثين و أنت اللّه المفرّج عن المكروبين و أنت اللّه المروّح عن المغمومين و أنت اللّه مجيب دعوة المضطرّين و أنت اللّه إله العالمين و أنت اللّه الرّحمن الرّحيم و أنت اللّه كاشف السّوء و أنت اللّه بك منزل كلّ حاجة يا اللّه ليس يردّ غضبك إلّا حلمك و لا ينجي من عذابك إلّا رحمتك و لا ينجي منك إلّا التّضرّع إليك فهب لي من لدنك يا إلهي رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك بالقدرة الّتي بها أحييت جميع ما في البلاد و بها تنشر ميت العباد و لا تهلكني غمّا حتّى تغفر لي و ترحمني و تعرّفني الاستجابة في دعائي و ارزقني العافية إلى منتهى أجلي و أقلني عثرتي و لا تشمت بي عدوّي و لا تمكّنه من رقبتي اللّهمّ إن رفعتني فمن ذا الّذي يضعني و إن وضعتني فمن ذا الّذي يرفعني و إن أهلكتني فمن ذا الّذي يحول بينك و بيني أو يتعرّض لك في شيء من أمري و قد علمت أن ليس في حكمك ظلم و لا في نقمتك عجلة إنّما يعجل من يخاف الفوت و إنّما يحتاج إلى الظّلم الضّعيف و قد تعاليت عن ذلك يا إلهي فلا تجعلني للبلاء غرضا و لا لنقمتك نصبا و مهّلني و نفّسني و أقلني عثرتي و لا تتبعني ببلاء على أثر بلاء فقد ترى ضعفي و قلّة حيلتي أستعيذ بك اللّيلة فأعذني و أستجير بك من النّار فأجرني و أسألك الجنّة فلا تحرمني ثمّ ادع اللّه بما أحببت و استغفر اللّه سبعين مرّة
1410- و روي عن أبي حمزة الثّماليّ قال كان عليّ بن الحسين ع يقول في آخر وتره و هو قائم ربّ أسأت و ظلمت نفسي و بئس ما صنعت و هذه يداي جزاء بما صنعتا قال ثمّ يبسط يديه جميعا قدّام وجهه و يقول و هذه رقبتي خاضعة لك لما أتت قال ثمّ يطأطئ رأسه و يخضع برقبته ثمّ يقول و ها أنا ذا بين يديك فخذ لنفسك الرّضا من نفسي حتّى ترضى لك العتبى لا أعود لا أعود لا أعود قال و كان و اللّه إذا قال لا أعود لم يعد
1411- و روى عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه عن الصّادق ع أنّه قال القنوت في الوتر استغفار و في الفريضة الدّعاء
1412- و كان أمير المؤمنين ع يدعو في قنوت الوتر بهذا الدّعاء اللّهمّ خلقتني بتقدير و تدبير و تبصير بغير تقصير و أخرجتني من ظلمات ثلاث بحولك و قوّتك أحاول الدّنيا ثمّ أزاولها ثمّ أزايلها و آتيتني فيها الكلأ و المرعى و بصّرتني فيها الهدى فنعم الرّبّ أنت و نعم المولى فيا من كرّمني و شرّفني و نعّمني أعوذ بك من الزّقّوم و أعوذ بك من الحميم و أعوذ بك من مقيل في النّار بين أطباق النّار في ظلال النّار يوم النّار يا ربّ النّار اللّهمّ إنّي أسألك مقيلا في الجنّة بين أنهارها و أشجارها و ثمارها و ريحانها و خدمها و أزواجها اللّهمّ إنّي أسألك خير الخير رضوانك و الجنّة و أعوذ بك من شرّ الشّرّ سخطك و النّار هذا مقام العائذ بك من النّار ثلاث مرّات اللّهمّ اجعل خوفك في جسدي كلّه و اجعل قلبي أشدّ مخافة لك ممّا هو و اجعل لي في كلّ يوم و ليلة حظّا و نصيبا من عمل بطاعتك و اتّباع مرضاتك اللّهمّ أنت منتهى غايتي و رجائي و مسألتي و طلبتي أسألك يا إلهي كمال الإيمان و تمام اليقين و صدق التّوكّل عليك و حسن الظّنّ بك يا سيّدي اجعل إحساني مضاعفا و صلاتي تضرّعا و دعائي مستجابا و عملي مقبولا و سعيي مشكورا و ذنبي مغفورا و لقّنّي منك نضرة و سرورا و صلّى اللّه على محمّد و آله
1413- و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال القنوت في كلّ ركعتين في التّطوّع و الفريضة
1414- و روى عنه زرارة أنّه قال القنوت في كلّ الصّلوات
- و روى أبان بن عثمان عن الحلبيّ أنّه قال لأبي عبد اللّه ع أسمّي الأئمّة ع في الصّلاة فقال أجملهم
1416- و قال ع كلّ ما ناجيت به ربّك في الصّلاة فليس بكلام
1417- و روي عن أبي ولّاد حفص بن سالم الحنّاط أنّه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لا بأس بأن يصلّي الرّجل ركعتين من الوتر ثمّ ينصرف فيقضي حاجته ثمّ يرجع فيصلّي ركعة
و لا بأس أن يصلّي الرّجل ركعتين من الوتر ثمّ يشرب الماء و يتكلّم و ينكح و يقضي ما شاء من حاجة و يحدث وضوءا ثمّ يصلّي الرّكعة قبل أن يصلّي الغداة
1418- و سأل معاوية بن عمّار أبا عبد اللّه ع عن القنوت في الوتر قال قبل الرّكوع قال فإن نسيت أقنت إذا رفعت رأسي فقال لا
قال مصنّف هذا الكتاب حكم من ينسى القنوت حتّى يركع أن يقنت إذا رفع رأسه من الرّكوع و إنّما منع الصّادق ع من ذلك في الوتر و الغداة خلافا للعامّة لأنّهم يقنتون فيهما بعد الرّكوع و إنّما أطلق ذلك في سائر الصّلوات لأنّ جمهور العامّة لا يرون القنوت فيها فإذا فرغ الإنسان من الوتر صلّى ركعتي الفجر
1419- و قال الصّادق ع صلّ ركعتي الفجر قبل الفجر و عنده و بعيده تقرأ في الأولى الحمد و قل يا أيّها الكافرون و في الثّانية الحمد و قل هو اللّه أحد
و يجوز للرّجل أن يحشوهما في صلاة اللّيل حشوا و كلّما قرب من الفجر فهو أفضل فإذا طلع الفجر فصلّ الغداة و افصل بين ركعتي الفجر و بين الغداة باضطجاع و يجزيك التّسليم
1420- فقد قال الصّادق ع أيّ قطع أقطع من التّسليم
1421- و روي عن سعيد الأعرج أنّه قال قلت لأبي عبد اللّه ع جعلت فداك إنّي أكون في الوتر و أكون قد نويت الصّوم و أكون في الدّعاء و أخاف الفجر و أكره أن أقطع على نفسي الدّعاء و أشرب الماء و تكون القلّة أمامي قال فقال لي فاخط إليها الخطوة و الخطوتين و الثّلاث و اشرب و ارجع إلى مكانك و لا تقطع على نفسك الدّعاء
1422- و روى زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا أنت انصرفت من الوتر فقل سبحان ربّي الملك القدّوس العزيز الحكيم ثلاث مرّات ثمّ تقول يا حيّ يا قيّوم يا برّ يا رحيم يا غنيّ يا كريم ارزقني من التّجارة أعظمها فضلا و أوسعها رزقا و خيرها لي عاقبة فإنّه لا خير فيما لا عاقبة له
باب القول في الضّجعة بين ركعتي الفجر و ركعتي الغداة
اضطجع بين ركعتي الفجر و ركعتي الغداة على يمينك مستقبل القبلة و قل في ضجعتك استمسكت بعروة اللّه الوثقى الّتي لا انفصام لها و اعتصمت بحبل اللّه المتين و أعوذ باللّه من شرّ فسقة العرب و العجم و أعوذ باللّه من شرّ فسقة الجنّ و الإنس سبحان ربّ الصّباح فالق الإصباح سبحان ربّ الصّباح فالق الإصباح سبحان ربّ الصّباح فالق الإصباح ثمّ تقول بسم اللّه وضعت جنبي للّه فوّضت أمري إلى اللّه أطلب حاجتي من اللّه توكّلت على اللّه حسبي اللّه و نعم الوكيل و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه إنّ اللّه بالغ أمره قد جعل اللّه لكلّ شيء قدرا اللّهمّ و من أصبح و حاجته إلى مخلوق فإنّ حاجتي و رغبتي إليك و تقرأ خمس آيات من آخر آل عمران إنّ في خلق السّماوات و الأرض إلى قوله إنّك لا تخلف الميعاد و صلّ على محمّد و آله مائة مرّة
1423- فإنّه روي أنّه من صلّى على محمّد و آله مائة مرّة بين ركعتي الفجر و ركعتي الغداة وقى اللّه وجهه حرّ النّار و من قال مائة مرّة سبحان ربّي العظيم و بحمده أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه بنى اللّه له بيتا في الجنّة و من قرأ إحدى و عشرين مرّة قل هو اللّه أحد بنى اللّه له بيتا في الجنّة فإن قرأها أربعين مرّة غفر اللّه له
باب المواضع الّتي يستحبّ أن يقرأ فيها قل هو اللّه أحد و قل يا أيّها الكافرون
1424- لا تدع أن تقرأ قل هو اللّه أحد و قل يا أيّها الكافرون في سبعة مواطن في الرّكعتين الأوّلتين من صلاة اللّيل و في الرّكعتين اللّتين قبل الفجر و ركعتي الزّوال و في الرّكعتين اللّتين بعد المغرب و ركعتي الطّواف و ركعتي الإحرام و الفجر إذا أصبحت بها
باب أفضل النّوافل
قال أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ اعلم يا بنيّ أنّ أفضل النّوافل ركعتا الفجر و بعدهما ركعة الوتر و بعدها ركعتا الزّوال و بعدهما نوافل المغرب و بعدها تمام صلاة اللّيل و بعدها تمام نوافل النّهار
باب قضاء صلاة اللّيل
1425- قال الصّادق ع كلّ ما فاتك باللّيل فاقضه بالنّهار قال اللّه تبارك و تعالى و هو الّذي جعل اللّيل و النّهار خلفة لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورا
يعني أن يقضي الرّجل ما فاته باللّيل بالنّهار و ما فاته بالنّهار باللّيل و اقض ما فاتك من صلاة اللّيل أيّ وقت شئت من ليل أو نهار ما لم يكن وقت فريضة و إن فاتتك فريضة فصلّها إذا ذكرت فإن ذكرتها و أنت في وقت فريضة أخرى فصلّ الّتي أنت في وقتها ثمّ صلّ الصّلاة الفائتة
- و قال الصّادق ع قضاء صلاة اللّيل بعد الغداة و بعد العصر من سرّ آل محمّد المخزون
و قد روي نهي عن الصّلاة عند طلوع الشّمس و عند غروبها لأنّ الشّمس تطلع بين قرني شيطان و تغرب بين قرني شيطان إلّا أنّه روى لي جماعة من مشايخنا
- عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ رضي اللّه عنه أنّه ورد عليه فيما ورد من جواب مسائله من محمّد بن عثمان العمريّ قدّس اللّه روحه و أمّا ما سألت عنه من الصّلاة عند طلوع الشّمس و عند غروبها فلئن كان كما يقول النّاس إنّ الشّمس تطلع بين قرني شيطان و تغرب بين قرني شيطان فما أرغم أنف الشّيطان بشيء أفضل من الصّلاة فصلّها و أرغم أنف الشّيطان
1428- و قال رسول اللّه ص إنّ اللّه تبارك و تعالى ليباهي ملائكته بالعبد يقضي صلاة اللّيل بالنّهار فيقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي يقضي ما لم أفترضه عليه أشهدكم أنّي قد غفرت له
1429- و روى بريد بن معاوية العجليّ عن أبي جعفر ع أنّه قال أفضل قضاء صلاة اللّيل في السّاعة الّتي فاتتك آخر اللّيل و ليس بأس أن تقضيها بالنّهار و قبل أن تزول الشّمس
1430- و روي عن مرازم بن حكيم الأزديّ أنّه قال كنت مرضت أربعة أشهر لم أصلّ نافلة فيها فقلت لأبي عبد اللّه ع إنّي مرضت أربعة أشهر لم أصلّ نافلة فقال ليس عليك قضاء إنّ المريض ليس كالصّحيح كلّ ما غلب اللّه عليه فاللّه أولى بالعذر فيه
1431- و روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال قلت له رجل مرض فترك النّافلة فقال يا محمّد ليست بفريضة إن قضاها فهو خير يفعله و إن لم يفعل فلا شيء عليه
1432- و سأله سليمان بن خالد عن قضاء الوتر بعد الظّهر فقال اقضه وترا أبدا كما فاتك
1433- و سأله حمّاد بن عثمان فقال له أصبح عن الوتر إلى اللّيل فكيف أقضي فقال مثلا بمثل
- و روى عنه حريز أنّه قال كان أبي ع ربّما قضى عشرين وترا في ليلة
1435- و سأل عبد اللّه بن المغيرة أبا إبراهيم موسى بن جعفر ع عن الرّجل يفوته الوتر فقال يقضيه وترا أبدا
باب معرفة الصّبح و القول عند النّظر إليه
1436- روى عليّ بن عطيّة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال الفجر هو الّذي إذا رأيته كان معترضا كأنّه بياض نهر سورى
- و روي أنّ وقت الغداة إذا اعترض الفجر فأضاء حسنا
و أمّا الفجر الّذي يشبه ذنب السّرحان فذاك الفجر الكاذب و الفجر الصّادق هو المعترض كالقباطيّ
1438- و روى عمّار بن موسى السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع قال تقول إذا طلع الفجر الحمد للّه فالق الإصباح سبحان اللّه ربّ المساء و الصّباح اللّهمّ صبّح آل محمّد ببركة و عافية و سرور و قرّة عين اللّهمّ إنّك تنزل باللّيل و النّهار ما تشاء فأنزل عليّ و على أهل بيتي من بركة السّماوات و الأرض رزقا حلالا طيّبا واسعا تغنيني به عن جميع خلقك
باب كراهية النّوم بعد الغداة
1439- روى العلاء عن محمّد بن مسلم عن أحدهما ع قال سألته عن النّوم بعد الغداة فقال إنّ الرّزق يبسط تلك السّاعة فأنا أكره أن ينام الرّجل تلك السّاعة
1440- و روى جابر عن أبي جعفر ع قال إنّ إبليس إنّما يبثّ جنود اللّيل من حين تغيب الشّمس إلى مغيب الشّفق و يبثّ جنود النّهار من حين يطلع الفجر إلى مطلع الشّمس و ذكر أنّ نبيّ اللّه ع كان يقول أكثروا ذكر اللّه عزّ و جلّ في هاتين السّاعتين و تعوّذوا باللّه عزّ و جلّ من شرّ إبليس و جنوده و عوّذوا صغاركم في هاتين السّاعتين فإنّهما ساعتا غفلة
1441- و قال الصّادق ع نومة الغداة مشومة تطرد الرّزق و تصفّر اللّون و تقبّحه و تغيّره و هو نوم كلّ مشئوم إنّ اللّه تبارك و تعالى يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس فإيّاكم و تلك النّومة
1442- و قال الباقر ع النّوم أوّل النّهار خرق و القائلة نعمة و النّوم بعد العصر حمق و النّوم بين العشاءين يحرم الرّزق
و النّوم على أربعة أوجه نوم الأنبياء ع على أقفيتهم لمناجاة الوحي و نوم المؤمنين على أيمانهم و نوم الكفّار على يسارهم و نوم الشّياطين على وجوههم
- و قال الصّادق ع من رأيتموه نائما على وجهه فأنبهوه
1444- و قال ع ثلاثة فيهنّ المقت من اللّه عزّ و جلّ نوم من غير سهر و ضحك من غير عجب و أكل على الشّبع
1445- و أتى أعرابيّ إلى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه إنّي كنت ذكورا و إنّي صرت نسيّا فقال أ كنت تقيل قال نعم قال و تركت ذاك قال نعم قال عد فعاد فرجع إليه ذهنه
1446- و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال خمسة لا ينامون الهامّ بدم يسفكه و ذو المال الكثير لا أمين له و القائل في النّاس الزّور و البهتان عن عرض من الدّنيا يناله و المأخوذ بالمال الكثير و لا مال له و المحبّ حبيبا يتوقّع فراقه
1447- و روي قيلوا فإنّ اللّه يطعم الصّائم في منامه و يسقيه
1448- و روي قيلوا فإنّ الشّيطان لا يقيل
1449- و قال ع نوم الغداة شؤم يحرم الرّزق و يصفّر اللّون و كان المنّ و السّلوى ينزل على بني إسرائيل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس فمن نام تلك السّاعة لم ينزل نصيبه فكان إذا انتبه فلا يرى نصيبه احتاج إلى السّؤال و الطّلب
- و قال الرّضا ع في قول اللّه عزّ و جلّ فالمقسّمات أمرا قال الملائكة تقسّم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس فمن ينام فيما بينهما ينام عن رزقه
1451- و روى معمّر بن خلّاد عن أبي الحسن الرّضا ع قال كان و هو بخراسان إذا صلّى الفجر جلس في مصلّاه إلى أن تطلع الشّمس ثمّ يؤتى بخريطة فيها مساويك فيستاك بها واحدا بعد واحد ثمّ يؤتى بكندر فيمضغه ثمّ يدع ذلك فيؤتى بالمصحف فيقرأ فيه
1452- و قال رسول اللّه ص من جلس في مصلّاه من صلاة الفجر إلى طلوع الشّمس ستره اللّه من النّار
باب صلاة العيدين
1453- روى جميل بن درّاج عن الصّادق ع أنّه قال صلاة العيدين فريضة و صلاة الكسوف فريضة
يعني أنّهما من صغار الفرائض و صغار الفرائض سنن لرواية حريز
- عن زرارة عن أبي جعفر ع قال صلاة العيدين مع الإمام سنّة و ليس قبلهما و لا بعدهما صلاة ذلك اليوم إلى الزّوال
و وجوب العيد إنّما هو مع إمام عدل
1455- و روى سماعة بن مهران عن الصّادق ع أنّه قال لا صلاة في العيدين إلّا مع إمام و إن صلّيت وحدك فلا بأس
1456- و روى زرارة بن أعين عن أبي جعفر ع قال لا صلاة يوم الفطر و الأضحى إلّا مع إمام عادل
1457- و سئل الصّادق ع عن صلاة الأضحى و الفطر فقال صلّهما ركعتين في جماعة أو في غير جماعة و كبّر سبعا و خمسا
1458- و روى منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع قال مرض أبي ع يوم الأضحى فصلّى في بيته ركعتين ثمّ ضحّى
1459- و روى جعفر بن بشير عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال من لم يشهد جماعة النّاس في العيدين فليغتسل و ليتطيّب بما وجد و يصلّي في بيته وحده كما يصلّي في جماعة
1460- و روى هارون بن حمزة الغنويّ عن أبي عبد اللّه ع قال الخروج يوم الفطر و الأضحى إلى الجبّانة حسن لمن استطاع الخروج إليها قال فقلت أ رأيت إن كان مريضا لا يستطيع أن يخرج أ يصلّي في بيته فقال لا
1461- و روى ابن المغيرة عن القاسم بن الوليد قال سألته عن غسل الأضحى قال واجب إلّا بمنى
1462- و روي أنّ غسل العيدين سنّة
1463- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن المرأة عليها غسل يوم الجمعة و الفطر و الأضحى و يوم عرفة قال نعم عليها الغسل كلّه
و جرت السّنّة أن يأكل الإنسان يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلّى و لا يأكل في الأضحى إلّا بعد الخروج إلى المصلّى
1464- و كان عليّ ع يأكل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلّى و لا يأكل يوم الأضحى حتّى يذبح
1465- و روى حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لا تخرج يوم الفطر حتّى تطعم شيئا و لا تأكل يوم الأضحى شيئا إلّا من هديك و أضحيّتك إن قويت عليه و إن لم تقو فمعذور قال و قال أبو جعفر ع كان أمير المؤمنين ع لا يأكل يوم الأضحى شيئا حتّى يأكل من أضحيّته و لا يخرج يوم الفطر حتّى يطعم و يؤدّي الفطرة ثمّ قال و كذلك نحن
1466- و روى حفص بن غياث عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال السّنّة على أهل الأمصار أن يبرزوا من أمصارهم في العيدين إلّا أهل مكّة فإنّهم يصلّون في المسجد الحرام
1467- و روى عليّ بن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال لا ينبغي أن تصلّى صلاة العيدين في مسجد مسقّف و لا في بيت إنّما تصلّى في الصّحراء أو في مكان بارز
1468- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع أنّه كان إذا خرج يوم الفطر و الأضحى أبى أن يؤتى بطنفسة يصلّي عليها يقول هذا يوم كان رسول اللّه ص يخرج فيه حتّى يبرز لآفاق السّماء ثمّ يضع جبهته على الأرض
1469- و روى إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له أ رأيت صلاة العيدين هل فيهما أذان و إقامة قال ليس فيهما أذان و لا إقامة و لكن ينادى الصّلاة الصّلاة ثلاث مرّات و ليس فيهما منبر المنبر لا يحرّك من موضعه و لكن يصنع للإمام شبه المنبر من طين فيقوم عليه فيخطب النّاس ثمّ ينزل
1470- و روى حريز عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال لا تقض وتر ليلتك يعني في العيدين إن كان فاتك حتّى تصلّي الزّوال في ذلك اليوم
1471- و روى محمّد بن الفضل الهاشميّ عن أبي عبد اللّه ع قال ركعتان من السّنّة ليس تصلّيان في موضع إلّا بالمدينة و تصلّى في مسجد رسول اللّه ص في العيدين قبل أن يخرج إلى المصلّى ليس ذلك إلّا بالمدينة لأنّ رسول اللّه ص فعله
1472- و روى إسماعيل بن مسلم عن الصّادق عن أبيه ع قال كانت لرسول اللّه ص عنزة في أسفلها عكّاز يتوكّأ عليها و يخرجها في العيدين يصلّي إليها
1473- و سأل الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن الفطر و الأضحى إذا اجتمعا يوم الجمعة قال اجتمعا في زمان عليّ ع فقال من شاء أن يأتي الجمعة فليأت و من قعد فلا يضرّه و ليصلّ الظّهر و خطب ع خطبتين جمع فيهما خطبة العيد و خطبة الجمعة
1474- و سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ قد أفلح من تزكّى قال من أخرج الفطرة فقيل له و ذكر اسم ربّه فصلّى قال خرج إلى الجبّانة فصلّى
1475- و في رواية السّكونيّ أنّ النّبيّ ص كان إذا خرج إلى العيد لم يرجع في الطّريق الّذي بدأ فيه يأخذ في طريق غيره
1476- و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أردت الشّخوص في يوم العيد فانفجر الفجر و أنت في البلد فلا تخرج حتّى تشهد ذلك العيد
1477- و روى سعد بن سعد عن الرّضا ع في المسافر إلى مكّة و غيرها هل عليه صلاة العيدين الفطر و الأضحى قال نعم إلّا بمنى يوم النّحر
1478- و روى جابر عن أبي جعفر ع قال قال النّبيّ ص إذا كان أوّل يوم من شوّال نادى مناد يا أيّها المؤمنون اغدوا إلى جوائزكم ثمّ قال يا جابر جوائز اللّه ليست كجوائز هؤلاء الملوك ثمّ قال هو يوم الجوائز
1479- و نظر الحسن بن عليّ ع إلى أناس في يوم فطر يلعبون و يضحكون فقال لأصحابه و التفت إليهم إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه فسبق فيه قوم ففازوا و تخلّف آخرون فخابوا فالعجب كلّ العجب من الضّاحك اللّاعب في اليوم الّذي يثاب فيه المحسنون و يخيب فيه المقصّرون و ايم اللّه لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه و مسيء بإساءته
1480- و قال أبو جعفر ع ما من عيد للمسلمين أضحى و لا فطر إلّا و هو يجدّد فيه لآل محمّد حزن قيل و لم ذلك قال لأنّهم يرون حقّهم في يد غيرهم
و صلاة العيدين ركعتان في الفطر و الأضحى و ليس قبلهما و لا بعدهما شيء و لا يصلّيان إلّا مع إمام في جماعة و من لم يدرك الإمام في جماعة فلا صلاة له و لا قضاء عليه و ليس لهما أذان و لا إقامة أذانهما طلوع الشّمس يبدأ الإمام فيكبّر واحدة ثمّ يقرأ الحمد و سبّح اسم ربّك الأعلى ثمّ يكبّر خمسا و يقنت بين كلّ تكبيرتين ثمّ يركع بالسّابعة و يسجد سجدتين فإذا نهض إلى الثّانية كبّر و قرأ الحمد و الشّمس و ضحيها ثمّ كبّر تمام أربع تكبيرات مع تكبيرة القيام ثمّ ركع بالخامسة
1481- و قد روى محمّد بن الفضيل عن أبي الصّبّاح الكنانيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن التّكبير في العيدين فقال اثنتا عشرة تكبيرة سبع في الأولى و خمس في الأخرى فإذا قمت في الصّلاة فكبّر واحدة و تقول أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله اللّهمّ أنت أهل الكبرياء و العظمة و أهل الجود و الجبروت و القدرة و السّلطان و العزّة أسألك في هذا اليوم الّذي جعلته للمسلمين عيدا و لمحمّد ص ذخرا و مزيدا أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تصلّي على ملائكتك المقرّبين و أنبيائك المرسلين و أن تغفر لنا و لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات اللّهمّ إنّي أسألك من خير ما سألك عبادك الصّالحون و أعوذ بك من شرّ ما عاذ منه عبادك المخلصون اللّه أكبر أوّل كلّ شيء و آخره و بديع كلّ شيء و منتهاه و عالم كلّ شيء و معاده و مصير كلّ شيء إليه و مردّه و مدبّر الأمور و باعث من في القبور قابل الأعمال و مبدئ الخفيّات و معلن السّرائر اللّه أكبر عظيم الملكوت شديد الجبروت حيّ لا يموت دائم لا يزول إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون اللّه أكبر خشعت لك الأصوات و عنت لك الوجوه و حارت دونك الأبصار و كلّت الألسن عن عظمتك و النّواصي كلّها بيدك و مقادير الأمور كلّها إليك لا يقضي فيها غيرك و لا يتمّ منها شيء دونك اللّه أكبر أحاط بكلّ شيء حفظك و قهر كلّ شيء عزّك و نفذ كلّ شيء أمرك و قام كلّ شيء بك و تواضع كلّ شيء لعظمتك و ذلّ كلّ شيء لعزّتك و استسلم كلّ شيء لقدرتك و خضع كلّ شيء لملكتك اللّه أكبر و تقرأ الحمد و سبّح اسم ربّك الأعلى و تكبّر السّابعة و تركع و تسجد و تقوم و تقرأ الحمد و الشّمس و ضحيها و تقول اللّه أكبر أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله اللّهمّ أنت أهل الكبرياء و العظمة تتمّه كلّه كما قلته أوّل التّكبير يكون هذا القول في كلّ تكبيرة حتّى يتمّ خمس تكبيرات
1482- و خطب أمير المؤمنين ع يوم الفطر فقال الحمد للّه الّذي خلق السّماوات و الأرض و جعل الظّلمات و النّور ثمّ الّذين كفروا بربّهم يعدلون لا نشرك باللّه شيئا و لا نتّخذ من دونه وليّا و الحمد للّه الّذي له ما في السّماوات و ما في الأرض و له الحمد في الدّنيا و الآخرة و هو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و ما ينزل من السّماء و ما يعرج فيها و هو الرّحيم الغفور كذلك اللّه لا إله إلّا هو إليه المصير و الحمد للّه الّذي يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه إنّ اللّه بالنّاس لرءوف رحيم اللّهمّ ارحمنا برحمتك و اعممنا بمغفرتك إنّك أنت العليّ الكبير و الحمد للّه الّذي لا مقنوط من رحمته و لا مخلوّ من نعمته و لا مؤيس من روحه و لا مستنكف عن عبادته الّذي بكلمته قامت السّماوات السّبع و استقرّت الأرض المهاد و ثبتت الجبال الرّواسي و جرت الرّياح اللّواقح و سار في جوّ السّماء السّحاب و قامت على حدودها البحار و هو إله لها و قاهر يذلّ له المتعزّزون و يتضاءل له المتكبّرون و يدين له طوعا و كرها العالمون نحمده كما حمد نفسه و كما هو أهله و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له يعلم ما تخفي النّفوس و ما تجنّ البحار و ما توارى منه ظلمة و لا تغيب عنه غائبة و ما تسقط من ورقة من شجرة و لا حبّة في ظلمات إلّا يعلمها لا إله إلّا هو و لا رطب و لا يابس إلّا في كتاب مبين و يعلم ما يعمل العاملون و أيّ مجرى يجرون و إلى أيّ منقلب ينقلبون و نستهدي اللّه بالهدى و نشهد أنّ محمّدا عبده و نبيّه و رسوله إلى خلقه و أمينه على وحيه و أنّه قد بلّغ رسالات ربّه و جاهد في اللّه الحائدين عنه العادلين به و عبد اللّه حتّى أتاه اليقين ص أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه الّذي لا تبرح منه نعمة و لا تنفد منه رحمة و لا يستغني العباد عنه و لا يجزي أنعمه الأعمال الّذي رغّب في التّقوى و زهّد في الدّنيا و حذّر المعاصي و تعزّز بالبقاء و ذلّل خلقه بالموت و الفناء و الموت غاية المخلوقين و سبيل العالمين و معقود بنواصي الباقين لا يعجزه إباق الهاربين و عند حلوله يأسر أهل الهوى يهدم كلّ لذّة و يزيل كلّ نعمة و يقطع كلّ بهجة و الدّنيا دار كتب اللّه لها الفناء و لأهلها منها الجلاء فأكثرهم ينوي بقاءها و يعظّم بناءها و هي حلوة خضرة و قد عجلت للطّالب و التبست بقلب النّاظر و يضنّ ذو الثّروة الضّعيف و يجتويها الخائف الوجل فارتحلوا منها يرحمكم اللّه بأحسن ما بحضرتكم و لا تطلبوا منها أكثر من القليل و لا تسألوا منها فوق الكفاف و ارضوا منها باليسير و لا تمدّنّ أعينكم منها إلى ما متّع المترفون به و استهينوا بها و لا توطّنوها و أضرّوا بأنفسكم فيها و إيّاكم و التّنعّم و التّلهّي و الفاكهات فإنّ في ذلك غفلة و اغترارا ألا إنّ الدّنيا قد تنكّرت و أدبرت و احلولت و آذنت بوداع ألا و إنّ الآخرة قد رحلت فأقبلت و أشرفت و آذنت باطّلاع ألا و إنّ المضمار اليوم و السّباق غدا ألا و إنّ السّبقة الجنّة و الغاية النّار ألا فلا تائب
من خطيئته قبل يوم منيّته أ لا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه و فقره جعلنا اللّه و إيّاكم ممّن يخافه و يرجو ثوابه ألا و إنّ هذا اليوم يوم جعله اللّه لكم عيدا و جعلكم له أهلا فاذكروا اللّه يذكركم و ادعوه يستجب لكم و أدّوا فطرتكم فإنّها سنّة نبيّكم و فريضة واجبة من ربّكم فليؤدّها كلّ امرئ منكم عنه و عن عياله كلّهم ذكرهم و أنثاهم صغيرهم و كبيرهم و حرّهم و مملوكهم عن كلّ إنسان منهم صاعا من برّ أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير و أطيعوا اللّه فيما فرض اللّه عليكم و أمركم به من إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت و صوم شهر رمضان و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و الإحسان إلى نسائكم و ما ملكت أيمانكم و أطيعوا اللّه فيما نهاكم عنه من قذف المحصنة و إتيان الفاحشة و شرب الخمر و بخس المكيال و نقص الميزان و شهادة الزّور و الفرار من الزّحف عصمنا اللّه و إيّاكم بالتّقوى و جعل الآخرة خيرا لنا و لكم من الأولى إنّ أحسن الحديث و أبلغ موعظة المتّقين كتاب اللّه العزيز الحكيم أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. قل هو اللّه أحد. اللّه الصّمد. لم يلد و لم يولد. و لم يكن له كفوا أحد ثمّ يجلس جلسة كجلسة العجلان ثمّ يقوم بالخطبة
الّتي كتبناها في آخر خطبة يوم الجمعة بعد جلوسه و قيامه
1483- و خطب أمير المؤمنين ع في عيد الأضحى فقال اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر اللّه أكبر و للّه الحمد اللّه أكبر على ما هدانا و له الشّكر فيما أولانا و الحمد للّه على ما رزقنا من بهيمة الأنعام
1484- و كان عليّ ع يبدأ بالتّكبير إذا صلّى الظّهر من يوم النّحر و كان يقطع التّكبير آخر أيّام التّشريق عند الغداة و كان يكبّر في دبر كلّ صلاة فيقول اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر اللّه أكبر و للّه الحمد فإذا انتهى إلى المصلّى تقدّم فصلّى بالنّاس بغير أذان و لا إقامة فإذا فرغ من الصّلاة صعد المنبر ثمّ بدأ فقال اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر زنة عرشه و رضا نفسه و عدد قطر سمائه و بحاره له الأسماء الحسنى و الحمد للّه حتّى يرضى و هو العزيز الغفور اللّه أكبر كبيرا متكبّرا و إلها متعزّزا و رحيما متحنّنا يعفو بعد القدرة و لا يقنط من رحمته إلّا الضّالّون اللّه أكبر كبيرا و لا إله إلّا اللّه كثيرا و سبحان اللّه حنّانا قديرا و الحمد للّه نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نشهد أن لا إله إلّا هو و أنّ محمّدا عبده و رسوله من يطع اللّه و رسوله فقد اهتدى و فاز فوزا عظيما و من يعص اللّه و رسوله فقد ضلّ ضلالا بعيدا و خسر خسرانا مبينا أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه و كثرة ذكر الموت و الزّهد في الدّنيا الّتي لم يتمتّع بها من كان فيها قبلكم و لن تبقى لأحد من بعدكم و سبيلكم فيها سبيل الماضين أ لا ترون أنّها قد تصرّمت و آذنت بانقضاء و تنكّر معروفها و أدبرت حذّاء فهي تخبر بالفناء و ساكنها يحدى بالموت فقد أمرّ منها ما كان حلوا و كدر منها ما كان صفوا فلم يبق منها إلّا سملة كسملة الإداوة و جرعة كجرعة الإناء يتمزّزها الصّديان لم تنفع غلّته فأزمعوا عباد اللّه بالرّحيل من هذه الدّار المقدور على أهلها الزّوال الممنوع أهلها من الحياة المذلّلة أنفسهم بالموت فلا حيّ يطمع في البقاء و لا نفس إلّا مذعنة بالمنون فلا يغلبنّكم الأمل و لا يطل عليكم الأمد و لا تغترّوا فيها بالآمال و تعبدوا اللّه أيّام الحياة فو اللّه لو حننتم حنين الواله العجلان و دعوتم بمثل دعاء الأنام و جأرتم جؤار متبتّل الرّهبان و خرجتم إلى اللّه من الأموال و الأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيّئة أحصتها كتبته و حفظتها رسله لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه و أتخوّف عليكم من أليم عقابه و باللّه لو انماثت قلوبكم انمياثا و سالت عيونكم من رغبة إليه و رهبة منه دما ثمّ عمّرتم في الدّنيا ما كانت الدّنيا باقية ما جزت أعمالكم و لو لم تبقوا شيئا من جهدكم لنعمه العظام عليكم و هداه إيّاكم إلى الإيمان ما كنتم لتستحقّوا أبد الدّهر ما الدّهر قائم بأعمالكم جنّته و لا رحمته و لكن برحمته ترحمون و بهداه تهتدون و بهما إلى جنّته تصيرون جعلنا اللّه و إيّاكم من التّائبين العابدين و إنّ هذا يوم حرمته عظيمة و بركته مأمولة و المغفرة فيه مرجوّة فأكثروا ذكر اللّه تعالى و استغفروه و توبوا إليه إنّه هو التّوّاب الرّحيم و من ضحّى منكم بجذع من المعز فإنّه لا يجزي عنه و الجذع من الضّأن يجزي و من تمام الأضحيّة استشراف عينها و أذنها و إذا سلمت العين و الأذن تمّت الأضحيّة و إن كانت عضباء القرن أو تجرّ برجليها إلى المنسك فلا تجزي و إذا ضحّيتم فكلوا و أطعموا و أهدوا و احمدوا اللّه على ما رزقكم من بهيمة الأنعام و أقيموا الصّلاة و آتوا الزّكاة و أحسنوا العبادة و أقيموا الشّهادة و ارغبوا فيما كتب عليكم و فرض من الجهاد و الحجّ و الصّيام فإنّ ثواب ذلك عظيم لا ينفد و تركه وبال لا يبيد و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و أخيفوا الظّالم و انصروا المظلوم و خذوا على يد المريب و أحسنوا إلى النّساء و ما ملكت أيمانكم و اصدقوا الحديث و أدّوا الأمانة و كونوا قوّامين بالحقّ و لا تغرّنّكم الحياة الدّنيا و لا يغرّنّكم باللّه الغرور إنّ أحسن الحديث ذكر اللّه و أبلغ موعظة المتّقين كتاب اللّه أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. قل هو اللّه أحد. اللّه الصّمد. لم يلد و لم يولد. و لم يكن له كفوا أحد
و يقرأ قل يا أيّها الكافرون إلى آخرها أو ألهيكم التّكاثر إلى آخرها أو و العصر و كان ممّا يدوم عليه قل هو اللّه أحد فكان إذا قرأ إحدى هذه السّور جلس جلسة كجلسة العجلان ثمّ ينهض و هو ع كان أوّل من حفظ عليه الجلسة بين الخطبتين ثمّ يخطب بالخطبة الّتي كتبناها بعد الجمعة
1485- و في العلل الّتي تروى عن الفضل بن شاذان النّيسابوريّ رضي اللّه عنه و يذكر أنّه سمعها من الرّضا ع أنّه إنّما جعل يوم الفطر العيد ليكون للمسلمين مجتمعا يجتمعون فيه و يبرزون للّه عزّ و جلّ فيمجّدونه على ما منّ عليهم فيكون يوم عيد و يوم اجتماع و يوم فطر و يوم زكاة و يوم رغبة و يوم تضرّع و لأنّه أوّل يوم من السّنة يحلّ فيه الأكل و الشّرب لأنّ أوّل شهور السّنة عند أهل الحقّ شهر رمضان فأحبّ اللّه عزّ و جلّ أن يكون لهم في ذلك مجمع يحمدونه فيه و يقدّسونه و إنّما جعل التّكبير فيها أكثر منه في غيرها من الصّلاة لأنّ التّكبير إنّما هو تعظيم للّه و تمجيد على ما هدى و عافى كما قال اللّه عزّ و جلّ و لتكبّروا اللّه على ما هداكم و لعلّكم تشكرون و إنّما جعل فيها اثنتا عشرة تكبيرة لأنّه يكون في كلّ ركعتين اثنتا عشرة تكبيرة و جعل سبع في الأولى و خمس في الثّانية و لم يسوّ بينهما لأنّ السّنّة في الصّلاة الفريضة أن تستفتح بسبع تكبيرات فلذلك بدئ هاهنا بسبع تكبيرات و جعل في الثّانية خمس تكبيرات لأنّ التّحريم من التّكبير في اليوم و اللّيلة خمس تكبيرات و ليكون التّكبير في الرّكعتين جميعا وترا وترا
1486- و روى الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في صلاة العيدين إذا كان القوم خمسة أو سبعة فإنّهم يجمّعون الصّلاة كما يصنعون يوم الجمعة و قال يقنت في الرّكعة الثّانية قال قلت يجوز بغير عمامة قال نعم و العمامة أحبّ إليّ
1487- و روى أبو الصّبّاح الكنانيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن التّكبير في العيدين فقال اثنتا عشرة سبع في الأولى و خمس في الأخرى فإذا قمت إلى الصّلاة فكبّر واحدة ثمّ تقول أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله اللّهمّ أنت أهل الكبرياء و العظمة و أهل الجود و الجبروت و القدرة و السّلطان و العزّة أسألك في هذا اليوم الّذي جعلته للمسلمين عيدا و لمحمّد صلواتك عليه و آله ذخرا و مزيدا أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تصلّي على ملائكتك المقرّبين و أنبيائك المرسلين و أن تغفر لنا و لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات اللّهمّ إنّي أسألك من خير ما سألك به عبادك المرسلون و أعوذ بك من شرّ ما عاذ منه عبادك المخلصون اللّه أكبر أوّل كلّ شيء و آخره و بديع كلّ شيء و منتهاه و عالم بكلّ شيء و معاده و مصير كلّ شيء إليه و مردّه و مدبّر الأمور و باعث من في القبور قابل الأعمال مبدئ الخفيّات معلن السّرائر اللّه أكبر عظيم الملكوت شديد الجبروت حيّ لا يموت دائم لا يزول إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون اللّه أكبر خشعت لك الأصوات و عنت لك الوجوه و حارت دونك الأبصار و كلّت الألسن عن عظمتك و النّواصي كلّها بيدك و مقادير الأمور كلّها إليك لا يقضي فيها غيرك و لا يتمّ منها شيء دونك اللّه أكبر أحاط بكلّ شيء حفظك و قهر كلّ شيء عزّك و نفذ كلّ شيء أمرك و قام كلّ شيء بك و تواضع كلّ شيء لعظمتك و ذلّ كلّ شيء لعزّتك و استسلم كلّ شيء لقدرتك و خضع كلّ شيء لملكتك اللّه أكبر و تقرأ الحمد و الشّمس و ضحيها و تركع بالسّابعة و تقول في الثّانية اللّه أكبر أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله اللّهمّ أنت أهل الكبرياء و العظمة تتمّه كلّه كما قلت أوّل التّكبير يكون هذا القول في كلّ تكبيرة حتّى تتمّ خمس تكبيرات و الخطبة في العيدين بعد الصّلاة
باب صلاة الاستسقاء
1488- روى عبد الرّحمن بن كثير عن الصّادق ع أنّه قال إذا فشت أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزّنى ظهرت الزّلازل و إذا أمسكت الزّكاة هلكت الماشية و إذا جار الحكّام في القضاء أمسك القطر من السّماء و إذا خفرت الذّمّة نصر المشركون على المسلمين
1489- و روي عن النّبيّ ص أنّه قال إذا غضب اللّه تعالى على أمّة ثمّ لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها و قصرت أعمارها و لم يربح تجّارها و لم تزك ثمارها و لم تغزر أنهارها و حبس عنها أمطارها و سلّط عليها أشرارها
1490- و روى حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ سليمان بن داود ع خرج ذات يوم مع أصحابه ليستسقي فوجد نملة قد رفعت قائمة من قوائمها إلى السّماء و هي تقول اللّهمّ إنّا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم فقال سليمان ع لأصحابه ارجعوا فقد سقيتم بغيركم
1491- و روى حفص بن البختريّ عنه ع أنّه قال إنّ اللّه تبارك و تعالى إذا أراد أن ينفع بالمطر أمر السّحاب فأخذ الماء من تحت العرش و إذا لم يرد النّبات أمر السّحاب فأخذ الماء من البحر قيل إنّ ماء البحر مالح قال إنّ السّحاب يعذبه
1492- و روى سعدان عنه ع أنّه قال ما من قطرة تنزل من السّماء إلّا و معها ملك يضعها الموضع الّذي قدّرت له
1493- و قال النّبيّ ص ما أتى على أهل الدّنيا يوم واحد منذ خلقها اللّه عزّ و جلّ إلّا و السّماء فيها تمطر فيجعل اللّه عزّ و جلّ ذلك حيث يشاء
1494- و قال رسول اللّه ص ما خرجت ريح قطّ إلّا بمكيال إلّا زمن عاد فإنّها عتت على خزّانها فخرجت في مثل خرق الإبرة فأهلكت قوم عاد و ما نزل مطر قطّ إلّا بوزن إلّا زمن نوح ع فإنّه عتا على خزّانه فخرج في مثل خرق الإبرة فأغرق اللّه به قوم نوح ع
1495- و قال أمير المؤمنين ع السّحاب غربال المطر لو لا ذلك لأفسد كلّ شيء وقع عليه
1496- و سأل أبو بصير أبا عبد اللّه ع عن الرّعد أيّ شيء يقول قال إنّه بمنزلة الرّجل يكون في الإبل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك قال قلت جعلت فداك فما حال البرق فقال تلك مخاريق الملائكة تضرب السّحاب فيسوقه إلى الموضع الّذي قضى اللّه عزّ و جلّ فيه المطر
1497- و قال ع الرّعد صوت الملك و البرق سوطه
1498- و روي أنّ الرّعد صوت ملك أكبر من الذّباب و أصغر من الزّنبور فينبغي لمن سمع صوت الرّعد أن يقول سبحان من يسبّح الرّعد بحمده و الملائكة من خيفته
1499- و قال الصّادق ع جاء أصحاب فرعون إلى فرعون فقالوا له غار ماء النّيل و فيه هلاكنا فقال انصرفوا اليوم فلمّا كان من اللّيل توسّط النّيل و رفع يديه إلى السّماء و قال اللّهمّ إنّك تعلم أنّي أعلم أنّه لا يقدر على أن يجيء بالماء إلّا أنت فجئنا به فأصبح النّيل يتدفّق
و لا يستسقى إلّا بالبراري حيث ينظر إلى السّماء و لا يستسقى في شيء من المساجد إلّا بمكّة و إذا أحببت أن تصلّي صلاة الاستسقاء فليكن اليوم الّذي تصلّي فيه الإثنين ثمّ تخرج كما تخرج يوم العيد يمشي المؤذّنون بين يديك حتّى تنتهي إلى المصلّى فتصلّي بالنّاس ركعتين بغير أذان و لا إقامة ثمّ تصعد المنبر و تخطب و تقلب رداءك الّذي على يمينك على يسارك و الّذي على يسارك على يمينك ثمّ تستقبل القبلة فتكبّر اللّه مائة تكبيرة رافعا بها صوتك ثمّ تلتفت إلى يمينك فتسبّح اللّه مائة مرّة رافعا بها صوتك ثمّ تلتفت إلى يسارك فتهلّل اللّه مائة مرّة رافعا بها صوتك ثمّ تستقبل النّاس بوجهك فتحمد اللّه مائة مرّة رافعا بها صوتك ثمّ ترفع يديك فتدعو و يدعو النّاس و يرفعون أصواتهم فإنّ اللّه عزّ و جلّ لا يخيّبكم إن شاء اللّه تعالى
1500- و كان رسول اللّه ص إذا استسقى قال اللّهمّ اسق عبادك و بهائمك و انشر رحمتك و أحي بلادك الميتة يردّدها ثلاث مرّات
1501- و خطب أمير المؤمنين ع في الاستسقاء فقال الحمد للّه سابغ النّعم و مفرّج الهمّ و بارئ النّسم الّذي جعل السّماوات لكرسيّه عمادا و الجبال للأرض أوتادا و الأرض للعباد مهادا و ملائكته على أرجائها و حملة العرش على أمطائها و أقام بعزّته أركان العرش و أشرق بضوئه شعاع الشّمس و أجبأ بشعاعه ظلمة الغطش و فجّر الأرض عيونا و القمر نورا و النّجوم بهورا ثمّ علا فتمكّن و خلق فأتقن و أقام فتهيمن فخضعت له نخوة المتكبّر و طلبت إليه خلّة المتمسكن اللّهمّ فبدرجتك الرّفيعة و محلّتك المنيعة و فضلك السّابغ و سبيلك الواسع أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد كما دان لك و دعا إلى عبادتك و وفى بعهدك و أنفذ أحكامك و اتّبع أعلامك عبدك و نبيّك و أمينك على عهدك إلى عبادك القائم بأحكامك و مؤيّد من أطاعك و قاطع عذر من عصاك اللّهمّ فاجعل محمّدا أجزل من جعلت له نصيبا من رحمتك و أنضر من أشرق وجهه بسجال عطيّتك و أقرب الأنبياء زلفة يوم القيامة عندك و أوفرهم حظّا من رضوانك و أكثرهم صفوف أمّة في جنانك كما لم يسجد للأحجار و لم يعتكف للأشجار و لم يستحلّ السّباء و لم يشرب الدّماء اللّهمّ خرجنا إليك حين أجاءتنا المضايق الوعرة و ألجأتنا المحابس العسرة و عضّتنا الصّعبة علائق الشّين و تأثّلت علينا لواحق المين و اعتكرت علينا حدابير السّنين و أخلفتنا مخايل الجود و استظمأنا لصوارخ العود فكنت رجاء المبتئس و الثّقة للملتمس ندعوك حين قنط الأنام و منع الغمام و هلك السّوام يا حيّ يا قيّوم عدد الشّجر و النّجوم و الملائكة الصّفوف و العنان المكفوف أن لا تردّنا خائبين و لا تؤاخذنا بأعمالنا و لا تحاصّنا بذنوبنا و انشر علينا رحمتك بالسّحاب المتئق و النّبات المونق و امنن على عبادك بتنويع الثّمرة و أحي بلادك ببلوغ الزّهرة و أشهد ملائكتك الكرام السّفرة سقيا منك نافعة دائمة غزرها واسعا درّها سحابا وابلا سريعا عاجلا تحيي به ما قد مات و تردّ به ما قد فات و تخرج به ما هو آت اللّهمّ اسقنا غيثا مغيثا ممرعا طبقا مجلجلا متتابعا خفوقه منبجسة بروقه مرتجسة هموعه و سيبه مستدرّ و صوبه مسبطرّ لا تجعل ظلّه علينا سموما و برده علينا حسوما و ضوءه علينا رجوما و ماءه أجاجا و نباته رمادا رمددا اللّهمّ إنّا نعوذ بك من الشّرك و هواديه و الظّلم و دواهيه و الفقر و دواعيه يا معطي الخيرات من أماكنها و مرسل البركات من معادنها منك الغيث المغيث و أنت الغياث المستغاث و نحن الخاطئون و أهل الذّنوب و أنت المستغفر الغفّار نستغفرك للجمّات من ذنوبنا و نتوب إليك من عوامّ خطايانا اللّهمّ فأرسل علينا ديمة مدرارا و اسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا واسعا و بركة من الوابل نافعة يدافع الودق بالودق و يتلو القطر منه القطر غير خلّب برقه و لا مكذّب رعده و لا عاصفة جنائبه بل ريّا يغصّ بالرّيّ ربابه و فاض فانصاع به سحابه و جرى آثار هيدبه جنابه سقيا منك محيية مروية محفلة مفضلة زاكيا نبتها ناميا زرعها ناضرا عودها ممرعة آثارها جارية بالخير و الخصب على أهلها تنعش بها الضّعيف من عبادك و تحيي بها الميّت من بلادك و تنعم بها المبسوط من رزقك و تخرج بها المخزون من رحمتك و تعمّ بها من نأى من خلقك حتّى يخصب لإمراعها المجدبون و يحيا ببركتها المسنتون و تترع بالقيعان غدرانها و تورق ذرى الأكمام زهراتها و يدهامّ بذرى الآكام شجرها و تستحقّ علينا بعد اليأس شكرا منّة من مننك مجلّلة و نعمة من نعمك مفضلة على بريّتك المرملة و بلادك المغربة و بهائمك المعملة و وحشك المهملة اللّهمّ منك ارتجاؤنا و إليك مآبنا فلا تحبسه عنّا لتبطّنك سرائرنا و لا تؤاخذنا بما فعل السّفهاء منّا فإنّك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا و تنشر رحمتك و أنت الوليّ الحميد ثمّ بكى و قال سيّدي ساخت جبالنا و اغبرّت أرضنا و هامت دوابّنا و قنط النّاس منّا أو من قنط منهم و تاهت البهائم و تحيّرت في مراتعها و عجّت عجيج الثّكالى على أولادها و ملّت الدّوران في مراتعها حين حبست عنها قطر السّماء فدقّ لذلك عظمها و ذهب لحمها و ذاب شحمها و انقطع درّها اللّهمّ ارحم أنين الآنّة و حنين الحانّة ارحم تحيّرها في مراتعها و أنينها في مرابضها
1502- و قال أبو جعفر ع كان رسول اللّه ص يصلّي للاستسقاء ركعتين و يستسقي و هو قاعد و قال بدأ بالصّلاة قبل الخطبة و جهر بالقراءة
1503- و سئل الصّادق ع عن تحويل النّبيّ ص رداءه إذا استسقى قال علامة بينه و بين أصحابه تحوّل الجدب خصبا
1504- و جاء قوم من أهل الكوفة إلى عليّ بن أبي طالب ع فقالوا له يا أمير المؤمنين ادع لنا بدعوات في الاستسقاء فدعا عليّ ع الحسن و الحسين ع فقال يا حسن ادع فقال الحسن ع اللّهمّ هيّج لنا السّحاب بفتح الأبواب بماء عباب و رباب بانصباب و انسكاب يا وهّاب و اسقنا مطبّقة مغدقة مونقة فتّح أغلاقها و سهّل إطلاقها و عجّل سياقها بالأندية في الأودية يا وهّاب بصوب الماء يا فعّال اسقنا مطرا قطرا طلّا مطلّا طبقا مطبّقا عامّا معمّا رهما بهما رحما رشّا مرشّا واسعا كافيا عاجلا طيّبا مباركا سلاطحا بلاطحا يناطح الأباطح مغدودقا مطبوبقا مغرورقا و اسق سهلنا و جبلنا و بدونا و حضرنا حتّى ترخّص به أسعارنا و تبارك به في ضياعنا و مدننا أرنا الرّزق موجودا و الغلاء مفقودا آمين يا ربّ العالمين ثمّ قال للحسين ع ادع فقال الحسين ع اللّهمّ معطي الخيرات من مظانّها و منزل الرّحمات من معادنها و مجري البركات على أهلها منك الغيث المغيث و أنت الغياث المستغاث و نحن الخاطئون و أهل الذّنوب و أنت المستغفر الغفّار لا إله إلّا أنت اللّهمّ أرسل السّماء علينا ديمة مدرارا و اسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا مغيثا واسعا مسبغا مهطّلا مريئا مريعا غدقا مغدقا عبابا مجلجلا سحّا سحساحا بسّا بسّاسا مسبلا عامّا ودقا مطفاحا يدفع الودق بالودق دفاعا و يطلع القطر منه غير خلّب البرق و لا مكذّب الرّعد تنعش به الضّعيف من عبادك و تحيي به الميت من بلادك منّا علينا منك آمين يا ربّ العالمين فما تمّ كلامه حتّى صبّ اللّه الماء صبّا و سئل سلمان الفارسيّ رضي اللّه عنه فقيل له يا أبا عبد اللّه هذا شيء علّماه فقال ويحكم أ لم تسمعوا قول رسول اللّه ص حيث يقول أجريت الحكمة على لسان أهل بيتي
1505- و روي عن ابن عبّاس أنّ عمر بن الخطّاب خرج يستسقي فقال للعبّاس قم فادع ربّك و استسق و قال اللّهمّ إنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّك فقام العبّاس فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال اللّهمّ إنّ عندك سحابا و إنّ عندك مطرا فانشر السّحاب و أنزل فيه الماء ثمّ أنزله علينا و اشدد به الأصل و أطلع به الفرع و أحي به الزّرع اللّهمّ إنّا شفعاء إليك عمّن لا منطق له من بهائمنا و أنعامنا شفّعنا في أنفسنا و أهالينا اللّهمّ إنّا لا ندعو إلّا إيّاك و لا نرغب إلّا إليك اللّهمّ اسقنا سقيا وادعا نافعا طبقا مجلجلا اللّهمّ إنّا نشكو إليك جوع كلّ جائع و عري كلّ عار و خوف كلّ خائف و سغب كلّ ساغب يدعو اللّه
باب صلاة الكسوف و الزّلازل و الرّياح و الظّلم و علّتها
1506- قال سيّد العابدين عليّ بن الحسين ع إنّ من الآيات الّتي قدّرها اللّه عزّ و جلّ للنّاس ممّا يحتاجون إليه البحر الّذي خلقه اللّه بين السّماء و الأرض قال و إنّ اللّه تبارك و تعالى قد قدّر منها مجاري الشّمس و القمر و النّجوم و قدّر ذلك كلّه على الفلك ثمّ وكّل بالفلك ملكا معه سبعون ألف ملك فهم يديرون الفلك فإذا أداروه دارت الشّمس و القمر و النّجوم معه فنزلت في منازلها الّتي قدّرها اللّه تعالى ليومها و ليلتها فإذا كثرت ذنوب العباد و أحبّ اللّه أن يستعتبهم بآية من آياته أمر الملك الموكّل بالفلك أن يزيل الفلك عن مجاريه قال فيأمر الملك السّبعين ألف الملك أن أزيلوا الفلك عن مجاريه قال فيزيلونه فتصير الشّمس في ذلك البحر الّذي كان فيه الفلك فينطمس ضوؤها و يتغيّر لونها فإذا أراد اللّه عزّ و جلّ أن يعظّم الآية غمست في البحر على ما يحبّ أن يخوّف عباده بالآية قال و ذلك عند انكساف الشّمس و كذلك يفعل بالقمر فإذا أراد اللّه عزّ و جلّ أن يجلّيها و يردّها إلى مجراها أمر الملك الموكّل بالفلك أن يردّ الفلك على مجراه فيردّ الفلك و ترجع الشّمس إلى مجراها قال فتخرج من الماء و هي كدرة و القمر مثل ذلك قال ثمّ قال عليّ بن الحسين ع أما إنّه لا يفزع للآيتين و لا يرهب إلّا من كان من شيعتنا فإذا كان ذلك منهما فافزعوا إلى اللّه تعالى و راجعوه
قال مصنّف هذا الكتاب إنّ الّذي يخبر به المنجّمون من الكسوف فيتّفق على ما يذكرونه ليس من هذا الكسوف في شيء و إنّما تجب الفزع إلى المساجد و الصّلاة عند رؤيته لأنّه مثله في المنظر و شبيه له في المشاهدة كما أنّ الكسوف الواقع ممّا ذكره سيّد العابدين ع إنّما وجب الفزع فيه إلى المساجد و الصّلاة لأنّه آية تشبه آيات السّاعة و كذلك الزّلازل و الرّياح و الظّلم و هي آيات تشبه آيات السّاعة فأمرنا بتذكّر القيامة عند مشاهدتها و الرّجوع إلى اللّه تعالى بالتّوبة و الإنابة و الفزع إلى المساجد الّتي هي بيوته في الأرض و المستجير بها محفوظ في ذمّة اللّه تعالى ذكره
1507- و قد قال النّبيّ ص إنّ الشّمس و القمر آيتان من آيات اللّه يجريان بتقديره و ينتهيان إلى أمره و لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياة أحد فإذا انكسف أحدهما فبادروا إلى مساجدكم
1508- و انكسفت الشّمس على عهد أمير المؤمنين ع فصلّى بهم حتّى كان الرّجل ينظر إلى الرّجل قد ابتلّت قدمه من عرقه
1509- و سأل عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه الصّادق ع عن الرّيح و الظّلمة تكون في السّماء و الكسوف فقال الصّادق ع صلاتهما سواء
1510- و في العلل الّتي ذكرها الفضل بن شاذان رحمه اللّه عن الرّضا ع قال و إنّما جعلت للكسوف صلاة لأنّه من آيات اللّه تبارك و تعالى لا يدرى أ لرحمة ظهرت أم لعذاب فأحبّ النّبيّ ص أن تفزع أمّته إلى خالقها و راحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرّها و يقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس ع حين تضرّعوا إلى اللّه عزّ و جلّ و إنّما جعلت عشر ركعات لأنّ أصل الصّلاة الّتي نزل فرضها من السّماء أوّلا في اليوم و اللّيلة إنّما هي عشر ركعات فجمعت تلك الرّكعات هاهنا و إنّما جعل فيها السّجود لأنّه لا تكون صلاة فيها ركوع إلّا و فيها سجود و لأن يختموا صلاتهم أيضا بالسّجود و الخضوع و إنّما جعلت أربع سجدات لأنّ كلّ صلاة نقص سجودها من أربع سجدات لا تكون صلاة لأنّ أقلّ الفرض من السّجود في الصّلاة لا يكون إلّا أربع سجدات و إنّما لم يجعل بدل الرّكوع سجود لأنّ الصّلاة قائما أفضل من الصّلاة قاعدا و لأنّ القائم يرى الكسوف و الأعلى و السّاجد لا يرى و إنّما غيّرت عن أصل الصّلاة الّتي افترضها اللّه عزّ و جلّ لأنّه تصلّى لعلّة تغيّر أمر من الأمور و هو الكسوف فلمّا تغيّرت العلّة تغيّر المعلول
1511- و قال الصّادق ع إنّ ذا القرنين لمّا انتهى إلى السّدّ جاوزه فدخل في الظّلمات فإذا هو بملك قائم على جبل طوله خمسمائة ذراع فقال له الملك يا ذا القرنين أ ما كان خلفك مسلك فقال له ذو القرنين من أنت قال أنا ملك من ملائكة الرّحمن موكّل بهذا الجبل و ليس من جبل خلقه اللّه إلّا و له عرق متّصل بهذا الجبل فإذا أراد اللّه عزّ و جلّ أن يزلزل مدينة أوحى إليّ فزلزلتها
و قد تكون الزّلزلة من غير ذلك
1512- و قال الصّادق ع إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق الأرض فأمر الحوت فحملتها فقالت حملتها بقوّتي فبعث اللّه عزّ و جلّ إليها حوتا قدر فتر فدخلت في منخرها فاضطربت أربعين صباحا فإذا أراد اللّه عزّ و جلّ أن يزلزل أرضا تراءت لها تلك الحوتة الصّغيرة فزلزلت الأرض فرقا
و قد تكون الزّلزلة من غير هذا الوجه
1513- و قال الصّادق ع إنّ اللّه تبارك و تعالى أمر الحوت بحمل الأرض و كلّ بلد من البلدان على فلس من فلوسه فإذا أراد اللّه عزّ و جلّ أن يزلزل أرضا أمر الحوت أن يحرّك ذلك الفلس فيحرّكه و لو رفع الفلس لانقلبت الأرض بإذن اللّه عزّ و جلّ
و الزّلزلة قد تكون من هذه الوجوه الثّلاثة و ليست هذه الأخبار بمختلفة
1514- و سأل سليمان الدّيلميّ أبا عبد اللّه ع عن الزّلزلة ما هي فقال آية فقال و ما سببها قال إنّ اللّه تبارك و تعالى وكّل بعروق الأرض ملكا فإذا أراد اللّه أن يزلزل أرضا أوحى إلى ذلك الملك أن حرّك عرق كذا و كذا قال فيحرّك ذلك الملك عرق تلك الأرض الّتي أمر اللّه تبارك و تعالى فتتحرّك بأهلها قال قلت فإذا كان ذلك فما أصنع قال صلّ صلاة الكسوف فإذا فرغت خررت للّه عزّ و جلّ ساجدا و تقول في سجودك يا من يمسك السّماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنّه كان حليما غفورا يا من يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه أمسك عنّا السّوء إنّك على كلّ شيء قدير
1515- و روي عن عليّ بن مهزيار قال كتبت إلى أبي جعفر ع و شكوت إليه كثرة الزّلازل في الأهواز و قلت ترى لي التّحويل عنها فكتب ع لا تتحوّلوا عنها و صوموا الأربعاء و الخميس و الجمعة و اغتسلوا و طهّروا ثيابكم و ابرزوا يوم الجمعة و ادعوا اللّه فإنّه يرفع عنكم قال ففعلنا فسكنت الزّلازل
1516- و قال الصّادق ع إنّ الصّاعقة تصيب المؤمن و الكافر و لا تصيب ذاكرا
1517- و قال عليّ ع للرّيح رأس و جناحان
1518- و روي عن كامل قال كنت مع أبي جعفر ع بالعريض فهبّت ريح شديدة فجعل أبو جعفر ع يكبّر ثمّ قال إنّ التّكبير يردّ الرّيح
1519- و قال ع ما بعث اللّه عزّ و جلّ ريحا إلّا رحمة أو عذابا فإذا رأيتموها فقولوا اللّهمّ إنّا نسألك خيرها و خير ما أرسلت له و نعوذ بك من شرّها و شرّ ما أرسلت له و كبّروا و ارفعوا أصواتكم بالتّكبير فإنّه يكسرها
1520- و قال رسول اللّه ص لا تسبّوا الرّياح فإنّها مأمورة و لا الجبال و لا السّاعات و لا الأيّام و لا اللّيالي فتأثموا و يرجع إليكم
- و قال ع ما خرجت ريح قطّ إلّا بمكيال إلّا زمن عاد فإنّها عتت على خزّانها فخرجت في مثل خرق الإبرة فأهلكت قوم عاد
1522- و روى عليّ بن رئاب عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر ع عن الرّياح الأربع الشّمال و الجنوب و الصّبا و الدّبور و قلت له إنّ النّاس يقولون إنّ الشّمال من الجنّة و الجنوب من النّار فقال إنّ للّه عزّ و جلّ جنودا من الرّيح يعذّب بها من عصاه موكّل بكلّ ريح منهنّ ملك مطاع فإذا أراد اللّه عزّ و جلّ أن يعذّب قوما بعذاب أوحى اللّه إلى الملك الموكّل بذلك النّوع من الرّيح الّذي يريد أن يعذّبهم به فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب و لكلّ ريح منهنّ اسم أ ما تسمع لقول اللّه عزّ و جلّ إنّا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمرّ و قال عزّ و جلّ الرّيح العقيم و قال تعالى فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت و ما ذكر في الكتاب من الرّياح الّتي يعذّب بها من عصاه و للّه عزّ و جلّ رياح رحمة لواقح و رياح تهيّج السّحاب فتسوق السّحاب و رياح تحبس السّحاب بين السّماء و الأرض و رياح تعصره فتمطره بإذن اللّه و رياح تفرّق السّحاب و رياح ممّا عدّ اللّه عزّ و جلّ في الكتاب فأمّا الرّياح الأربع فإنّها أسماء الملائكة الشّمال و الجنوب و الصّبا و الدّبور و على كلّ ريح منهنّ ملك موكّل بها فإذا أراد اللّه تبارك و تعالى أن يهبّ شمالا أمر الملك الّذي اسمه الشّمال فهبط على البيت الحرام فقام على الرّكن اليمانيّ فضرب بجناحيه فتفرّقت ريح الشّمال حيث يريد اللّه عزّ و جلّ في البرّ و البحر و إذا أراد اللّه تبارك و تعالى أن يبعث الصّبا أمر الملك الّذي اسمه الصّبا فهبط على البيت الحرام فقام على الرّكن اليمانيّ فضرب بجناحيه فتفرّقت ريح الصّبا حيث يريد اللّه تعالى في البرّ و البحر و إذا أراد اللّه تبارك و تعالى أن يبعث جنوبا أمر الملك الّذي اسمه الجنوب فهبط على البيت الحرام فقام على الرّكن اليمانيّ فضرب بجناحيه فتفرّقت ريح الجنوب حيث يريد اللّه في البرّ و البحر و إذا أراد اللّه عزّ و جلّ أن يبعث دبورا أمر الملك الّذي اسمه الدّبور فهبط على البيت الحرام فقام على الرّكن اليمانيّ فضرب بجناحيه فتفرّقت ريح الدّبور حيث يريد اللّه تعالى في البرّ و البحر
- و قال الصّادق ع نعم الرّيح الجنوب تكسر البرد عن المساكين و تلقح الشّجر و تسيل الأودية
1524- و قال عليّ ع الرّياح خمسة منها العقيم فنعوذ باللّه من شرّها
1525- و كان النّبيّ ص إذا هبّت ريح صفراء أو حمراء أو سوداء تغيّر وجهه و اصفرّ لونه و كان كالخائف الوجل حتّى تنزل من السّماء قطرة من مطر فيرجع إليه لونه و يقول جاءتكم بالرّحمة
1526- و روى زرارة و محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قالا قلنا له أ رأيت هذه الرّياح و الظّلم الّتي تكون هل يصلّى بها قال كلّ أخاويف السّماء من ظلمة أو ريح أو فزع فصلّ لها صلاة الكسوف حتّى تسكن
1527- و روى محمّد بن مسلم و بريد بن معاوية عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع قالا إذا وقع الكسوف أو بعض هذه الآيات صلّها ما لم تتخوّف أن يذهب وقت الفريضة فإن تخوّفت فابدأ بالفريضة و اقطع ما كنت فيه من صلاة الكسوف فإذا فرغت من الفريضة فارجع إلى حيث كنت قطعت و احتسب بما مضى
1528- و روي عن عليّ بن الفضل الواسطيّ أنّه قال كتبت إلى الرّضا ع إذا انكسفت الشّمس و القمر و أنا راكب لا أقدر على النّزول فكتب ع إليّ صلّ على مركبك الّذي أنت عليه
- و روي عن محمّد بن مسلم و الفضيل بن يسار أنّهما قالا قلنا لأبي جعفر ع أ يقضي صلاة الكسوف من إذا أصبح فعلم و إذا أمسى فعلم قال إن كان القرصان احترقا كلّهما قضيت و إن كان إنّما احترق بعضهما فليس عليك قضاؤه
1530- و سأل الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن صلاة الكسوف كسوف الشّمس و القمر قال عشر ركعات و أربع سجدات تركع خمسا ثمّ تسجد في الخامسة ثمّ تركع خمسا ثمّ تسجد في العاشرة و إن شئت قرأت سورة في كلّ ركعة و إن شئت قرأت نصف سورة في كلّ ركعة فإذا قرأت سورة في كلّ ركعة فاقرأ فاتحة الكتاب و إن قرأت نصف سورة أجزأك أن لا تقرأ فاتحة الكتاب إلّا في أوّل ركعة حتّى تستأنف أخرى و لا تقل سمع اللّه لمن حمده في رفع رأسك من الرّكوع إلّا في الرّكعة الّتي تريد أن تسجد فيها
1531- و روى عمر بن أذينة أنّ القنوت في الرّكعة الثّانية قبل الرّكوع ثمّ في الرّابعة ثمّ في السّادسة ثمّ في الثّامنة ثمّ في العاشرة
و إن لم تقنت إلّا في الخامسة و العاشرة فهو جائز لورود الخبر به و إذا فرغ الرّجل من صلاة الكسوف و لم تكن انجلت فليعد الصّلاة و إن شاء قعد و مجّد اللّه عزّ و جلّ حتّى ينجلي و لا يجوز أن يصلّيهما في وقت فريضة حتّى يصلّي الفريضة و إذا كان في صلاة الكسوف و دخل عليه وقت الفريضة فليقطعها و ليصلّ الفريضة ثمّ يبني على ما صلّى من صلاة الكسوف
1532- و روى حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع قال ذكروا عنده انكساف القمر و ما يلقى النّاس من شدّته فقال ع إذا انجلى منه شيء فقد انجلى
باب صلاة الحبوة و التّسبيح و هي صلاة جعفر بن أبي طالب ع
1533- روى أبو حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لجعفر بن أبي طالب يا جعفر أ لا أمنحك أ لا أعطيك أ لا أحبوك أ لا أعلّمك صلاة إذا أنت صلّيتها لو كنت فررت من الزّحف و كان عليك مثل رمل عالج و زبد البحر ذنوبا غفرت لك قال بلى يا رسول اللّه قال تصلّي أربع ركعات إذا شئت إن شئت كلّ ليلة و إن شئت كلّ يوم و إن شئت فمن جمعة إلى جمعة و إن شئت فمن شهر إلى شهر و إن شئت فمن سنة إلى سنة تفتتح الصّلاة ثمّ تكبّر خمس عشرة مرّة تقول اللّه أكبر و سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه ثمّ تقرأ الفاتحة و سورة و تركع فتقولهنّ في ركوعك عشر مرّات ثمّ ترفع رأسك من الرّكوع فتقولهنّ عشر مرّات و تخرّ ساجدا و تقولهنّ عشر مرّات في سجودك ثمّ ترفع رأسك من السّجود فتقولهنّ عشر مرّات ثمّ تخرّ ساجدا و تقولهنّ عشر مرّات ثمّ ترفع رأسك من السّجود فتقولهنّ عشر مرّات ثمّ تنهض فتقولهنّ خمس عشرة مرّة ثمّ تقرأ فاتحة الكتاب و سورة ثمّ تركع فتقولهنّ عشر مرّات ثمّ ترفع رأسك من الرّكوع فتقولهنّ عشر مرّات ثمّ تخرّ ساجدا فتقولهنّ عشر مرّات ثمّ ترفع رأسك من السّجود فتقولهنّ عشر مرّات ثمّ تسجد فتقولهنّ عشر مرّات ثمّ ترفع رأسك من السّجود فتقولهنّ عشر مرّات ثمّ تتشهّد و تسلّم ثمّ تقوم و تصلّي ركعتين أخراوين تصنع فيهما مثل ذلك ثمّ تسلّم قال أبو جعفر ع فذلك خمس و سبعون مرّة في كلّ ركعة ثلاثمائة تسبيحة تكون ثلاثمائة مرّة في الأربع ركعات ألف و مائتا تسبيحة يضاعفها اللّه عزّ و جلّ و يكتب لك بها اثنتي عشرة ألف حسنة الحسنة منها مثل جبل أحد و أعظم
1534- و قد روي أنّ التّسبيح في صلاة جعفر بعد القراءة و أنّ ترتيب التّسبيح سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر
فبأيّ الحديثين أخذ المصلّي فهو مصيب و جائز له و القنوت في كلّ ركعتين منهما قبل الرّكوع و القراءة في الرّكعة الأولى الحمد و إذا زلزلت و في الثّانية الحمد و العاديات و في الثّالثة الحمد و إذا جاء نصر اللّه و في الرّابعة الحمد و قل هو اللّه أحد و إن شئت صلّيتها كلّها بالحمد و قل هو اللّه أحد
1535- و في رواية عبد اللّه بن المغيرة عن الصّادق ع قال اقرأ في صلاة جعفر ع بقل هو اللّه أحد و قل يا أيّها الكافرون
1536- و روي عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قلت لأبي الحسن يعني موسى بن جعفر ع أيّ شيء لمن صلّى صلاة جعفر قال لو كان عليه مثل رمل عالج و زبد البحر ذنوبا لغفرها اللّه له قال قلت هذه لنا قال فلمن هي إلّا لكم خاصّة قال قلت فأيّ شيء أقرأ فيها قال و قلت أعترض القرآن قال لا اقرأ فيها إذا زلزلت و إذا جاء نصر اللّه و إنّا أنزلناه في ليلة القدر و قل هو اللّه أحد
1537- و سئل أبو عبد اللّه ع عمّن صلّى صلاة جعفر هل يكتب له من الأجر مثل ما قال رسول اللّه ص لجعفر قال إي و اللّه
1538- و روي عن عليّ بن الرّيّان أنّه قال كتبت إلى الماضي الأخير ع أسأله عن رجل صلّى من صلاة جعفر ع ركعتين ثمّ تعجّله عن الرّكعتين الأخيرتين حاجة أو يقطع ذلك لحادث يحدث أ يجوز له أن يتمّها إذا فرغ من حاجته و إن قام عن مجلسه أم لا يحتسب بذلك إلّا أن يستأنف الصّلاة و يصلّي الأربع ركعات كلّها في مقام واحد فكتب ع بلى إن قطعه عن ذلك أمر لا بدّ له منه فليقطع ثمّ ليرجع فليبن على ما بقي منها إن شاء اللّه
1539- و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع قال صلّ صلاة جعفر في أيّ وقت شئت من ليل أو نهار و إن شئت حسبتها من نوافل اللّيل و إن شئت حسبتها من نوافل النّهار تحسب لك من نوافلك و تحسب لك من صلاة جعفر ع
1540- و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إذا كنت مستعجلا فصلّ صلاة جعفر مجرّدة ثمّ اقض التّسبيح
1541- و في رواية الحسن بن محبوب قال تقول في آخر سجدة من صلاة جعفر بن أبي طالب ع يا من لبس العزّ و الوقار يا من تعطّف بالمجد و تكرّم به يا من لا ينبغي التّسبيح إلّا له يا من أحصى كلّ شيء علمه يا ذا النّعمة و الطّول يا ذا المنّ و الفضل يا ذا القدرة و الكرم أسألك بمعاقد العزّ من عرشك و منتهى الرّحمة من كتابك و باسمك الأعظم الأعلى و كلماتك التّامّات أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تفعل بي كذا و كذا
باب صلاة الحاجة
1542- روى مرازم عن العبد الصّالح موسى بن جعفر ع قال إذا فدحك أمر عظيم فتصدّق في نهارك على ستّين مسكينا على كلّ مسكين نصف صاع بصاع النّبيّ ص من تمر أو برّ أو شعير فإذا كان باللّيل اغتسلت في ثلث اللّيل الأخير ثمّ لبست أدنى ما يلبس من تعول من الثّياب إلّا أنّ عليك في تلك الثّياب إزارا ثمّ تصلّي ركعتين تقرأ فيهما بالتّوحيد و قل يا أيّها الكافرون فإذا وضعت جبينك في الرّكعة الأخيرة للسّجود هلّلت اللّه و قدّسته و عظّمته و مجّدته ثمّ ذكرت ذنوبك فأقررت بما تعرف منها تسمّي و ما لم تعرف أقررت به جملة ثمّ رفعت رأسك فإذا وضعت جبينك في السّجدة الثّانية استخرت اللّه مائة مرّة تقول اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك ثمّ تدعو اللّه بما شئت من أسمائه و تقول يا كائنا قبل كلّ شيء و يا مكوّن كلّ شيء و يا كائنا بعد كلّ شيء افعل بي كذا و كذا و كلّما سجدت فأفض بركبتيك إلى الأرض و ترفع الإزار حتّى تكشف عنهما و اجعل الإزار من خلفك بين أليتيك و باطن ساقيك فإنّي أرجو أن تقضى حاجتك إن شاء اللّه تعالى و ابدأ بالصّلاة على النّبيّ و أهل بيته صلوات اللّه عليهم أجمعين
صلاة أخرى للحاجة
1543- روى موسى بن القاسم البجليّ عن صفوان بن يحيى و محمّد بن سهل عن أشياخهما عن أبي عبد اللّه ع قال إذا حضرت لك حاجة مهمّة إلى اللّه عزّ و جلّ فصم ثلاثة أيّام متوالية الأربعاء و الخميس و الجمعة فإذا كان يوم الجمعة إن شاء اللّه تعالى فاغتسل و البس ثوبا جديدا ثمّ اصعد إلى أعلى بيت في دارك و صلّ فيه ركعتين و ارفع يديك إلى السّماء ثمّ قل اللّهمّ إنّي حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيّتك و صمدانيّتك و أنّه لا قادر على حاجتي غيرك و قد علمت يا ربّ أنّه كلّما تظاهرت نعمتك عليّ اشتدّت فاقتي إليك و قد طرقني همّ كذا و كذا و أنت بكشفه عالم غير معلّم واسع غير متكلّف فأسألك باسمك الّذي وضعته على الجبال فنسفت و وضعته على السّماء فانشقّت و على النّجوم فانتثرت و على الأرض فسطحت و أسألك بالحقّ الّذي جعلته عند محمّد و الأئمّة ع و تسمّيهم إلى آخرهم أن تصلّي على محمّد و أهل بيته و أن تقضي حاجتي و أن تيسّر لي عسيرها و تكفيني مهمّها فإن فعلت فلك الحمد و إن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك و لا متّهم في قضائك و لا حائف في عدلك و تلصق خدّك بالأرض و تقول اللّهمّ إنّ يونس بن متّى عبدك دعاك في بطن الحوت و هو عبدك فاستجبت له و أنا عبدك أدعوك فاستجب لي ثمّ قال أبو عبد اللّه ع لربّما كانت الحاجة لي فأدعو بهذا الدّعاء فأرجع و قد قضيت
صلاة أخرى للحاجة
1544- روى سماعة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ أحدكم إذا مرض دعا الطّبيب و أعطاه و إذا كانت له حاجة إلى سلطان رشا البوّاب و أعطاه و لو أنّ أحدكم إذا فدحه أمر فزع إلى اللّه تعالى فتطهّر و تصدّق بصدقة قلّت أو كثرت ثمّ دخل المسجد فصلّى ركعتين فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النّبيّ و أهل بيته ع ثمّ قال اللّهمّ إن عافيتني من مرضي أو رددتني من سفري أو عافيتني ممّا أخاف من كذا و كذا إلّا آتاه اللّه ذلك و هي اليمين الواجبة و ما جعل اللّه تبارك و تعالى عليه في الشّكر
صلاة أخرى للحاجة
1545- كان عليّ بن الحسين ع إذا حزنه أمر لبس ثوبين من أغلظ ثيابه و أخشنها ثمّ ركع في آخر اللّيل ركعتين حتّى إذا كان في آخر سجدة من سجوده سبّح اللّه مائة تسبيحة و حمد اللّه مائة مرّة و هلّل اللّه مائة مرّة و كبّر اللّه مائة مرّة ثمّ يعترف بذنوبه كلّها ما عرف منها أقرّ له تبارك و تعالى به في سجوده و ما لم يذكر منها اعترف به جملة ثمّ يدعو اللّه عزّ و جلّ و يفضي بركبتيه إلى الأرض
صلاة أخرى للحاجة
1546- روي عن يونس بن عمّار قال شكوت إلى أبي عبد اللّه ع رجلا كان يؤذيني فقال ادع عليه فقلت قد دعوت عليه فقال ليس هكذا و لكن اقلع عن الذّنوب و صم و صلّ و تصدّق فإذا كان آخر اللّيل فأسبغ الوضوء ثمّ قم فصلّ ركعتين ثمّ قل و أنت ساجد اللّهمّ إنّ فلان بن فلان قد آذاني اللّهمّ أسقم بدنه و اقطع أثره و انقص أجله و عجّل له ذلك في عامه هذا قال ففعلت فما لبث أن هلك
صلاة أخرى للحاجة
1547- روى عمر بن أذينة عن شيخ من آل سعد قال كانت بيني و بين رجل من أهل المدينة خصومة ذات خطر عظيم فدخلت على أبي عبد اللّه ع فذكرت له ذلك و قلت علّمني شيئا لعلّ اللّه يردّ عليّ مظلمتي فقال إذا أردت العدوّ فصلّ بين القبر و المنبر ركعتين أو أربع ركعات و إن شئت ففي بيتك و اسأل اللّه أن يعينك و خذ شيئا ممّا تيسّر فتصدّق به على أوّل مسكين تلقاه قال ففعلت ما أمرني فقضى لي و ردّ اللّه عليّ أرضي
صلاة أخرى للحاجة
1548- روى زياد القنديّ عن عبد الرّحيم القصير قال دخلت على أبي عبد اللّه ع فقلت جعلت فداك إنّي اخترعت دعاء فقال دعني من اختراعك إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول اللّه ص فصلّ ركعتين تهديهما إلى رسول اللّه ص قلت كيف أصنع قال تغتسل و تصلّي ركعتين تستفتح بهما افتتاح الفريضة و تتشهّد تشهّد الفريضة فإذا فرغت من التّشهّد و سلّمت قلت اللّهمّ أنت السّلام و منك السّلام و إليك يرجع السّلام اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بلّغ روح محمّد و آل محمّد عنّي السّلام و السّلام عليهم و رحمة اللّه و بركاته اللّهمّ إنّ هاتين الرّكعتين هديّة منّي إلى رسولك ص فأثبني عليهما ما أمّلت و رجوت منك و في رسولك يا وليّ المؤمنين ثمّ تخرّ ساجدا و تقول يا حيّ يا قيّوم يا حيّا لا يموت يا حيّ لا إله إلّا أنت يا ذا الجلال و الإكرام يا أرحم الرّاحمين أربعين مرّة ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض فتقولها أربعين مرّة ثمّ تضع خدّك الأيسر فتقول ذلك أربعين مرّة ثمّ ترفع رأسك و تمدّ يديك و تقول ذلك أربعين مرّة ثمّ تردّ يدك إلى رقبتك و تلوذ بسبّابتك أربعين مرّة ثمّ خذ لحيتك بيدك اليسرى فابك أو تباك و قل يا محمّد يا رسول اللّه أشكو إلى اللّه و إليك حاجتي و أشكو إلى أهل بيتك الرّاشدين حاجتي و بكم أتوجّه إلى اللّه في حاجتي ثمّ تسجد و تقول يا اللّه يا اللّه حتّى ينقطع نفسك صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي كذا و كذا قال أبو عبد اللّه ع أنا الضّامن على اللّه عزّ و جلّ أن لا يبرح حتّى تقضى حاجته
صلاة أخرى للحاجة
قال أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ إذا كانت لك يا بنيّ إلى اللّه عزّ و جلّ حاجة فصم ثلاثة أيّام الأربعاء و الخميس و الجمعة فإذا كان يوم الجمعة فابرز إلى اللّه تعالى قبل الزّوال و أنت على غسل و صلّ ركعتين تقرأ في كلّ ركعة منهما الحمد و خمس عشرة مرّة قل هو اللّه أحد فإذا ركعت قرأتها عشرا فإذا رفعت رأسك من الرّكوع قرأتها عشرا فإذا سجدت قرأتها عشرا فإذا رفعت رأسك من السّجود قرأتها عشرا فإذا سجدت ثانية قرأتها عشرا فإذا رفعت رأسك من السّجدة الثّانية قرأتها عشرا ثمّ نهضت إلى الثّانية بغير تكبير و صلّيتها مثل ما وصفت لك و اقنت في الثّانية قبل الرّكوع و بعد القراءة فإذا تفضّل اللّه عليك بقضاء حاجتك فصلّ ركعتي الشّكر تقرأ في الأولى الحمد و قل هو اللّه أحد و في الثّانية الحمد و قل يا أيّها الكافرون و تقول في الرّكعة الأولى في ركوعك الحمد للّه شكرا و في سجودك شكرا للّه و حمدا و تقول في الرّكعة الثّانية في الرّكوع و السّجود الحمد للّه الّذي قضى حاجتي و أعطاني مسألتي
صلاة أخرى للحاجة
1549- في كتاب محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ عن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن سنان يرفعه إلى أبي عبد اللّه ع في الرّجل يحزنه الأمر و يريد الحاجة قال يصلّي ركعتين و يقرأ في إحداهما قل هو اللّه أحد ألف مرّة و في الأخرى مرّة ثمّ يسأل حاجته
و قد أخرجت ما رويته من صلوات الحوائج في كتاب ذكر الصّلوات الّتي هي سوى الخمسين
باب صلاة الاستخارة
1550- روى هارون بن خارجة عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاور فيه أحدا من النّاس حتّى يبدأ فيشاور اللّه تبارك و تعالى قال قلت و ما مشاورة اللّه تبارك و تعالى جعلت فداك قال يبدأ فيستخير اللّه فيه أوّلا ثمّ يشاور فيه فإنّه إذا بدأ باللّه تبارك و تعالى أجرى له الخيرة على لسان من يشاء من الخلق
1551- و روى مرازم عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أراد أحدكم شيئا فليصلّ ركعتين ثمّ ليحمد اللّه عزّ و جلّ و ليثن عليه و ليصلّ على النّبيّ ص و يقول اللّهمّ إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني و دنياي فيسّره لي و قدّره لي و إن كان غير ذلك فاصرفه عنّي قال مرازم فسألت أيّ شيء يقرأ فيهما فقال اقرأ فيهما ما شئت إن شئت فاقرأ فيهما بقل هو اللّه أحد و قل يا أيّها الكافرون و قل هو اللّه أحد تعدل ثلث القرآن
1552- و سأل محمّد بن خالد القسريّ أبا عبد اللّه ع عن الاستخارة فقال استخر اللّه في آخر ركعة من صلاة اللّيل و أنت ساجد مائة مرّة و مرّة قال كيف أقول قال تقول أستخير اللّه برحمته أستخير اللّه برحمته
1553- و روى حمّاد بن عثمان النّاب عنه ع أنّه قال في الاستخارة أن يستخير اللّه الرّجل في آخر سجدة من ركعتي الفجر مائة مرّة و مرّة و يحمد اللّه و يصلّي على النّبيّ و آله ثمّ يستخير اللّه خمسين مرّة ثمّ يحمد اللّه و يصلّي على النّبيّ و آله ص و يتمّ المائة و الواحدة
1554- و روى حمّاد بن عيسى عن ناجية عن أبي عبد اللّه ع أنّه كان إذا أراد شراء العبد أو الدّابّة أو الحاجة الخفيفة أو الشّيء اليسير استخار اللّه عزّ و جلّ فيه سبع مرّات فإذا كان أمرا جسيما استخار اللّه مائة مرّة
1555- و روى معاوية بن ميسرة عنه ع أنّه قال ما استخار اللّه عبد سبعين مرّة بهذه الاستخارة إلّا رماه اللّه عزّ و جلّ بالخيرة يقول يا أبصر النّاظرين و يا أسمع السّامعين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الرّاحمين و يا أحكم الحاكمين صلّ على محمّد و أهل بيته و خر لي في كذا و كذا
و قال أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ إذا أردت يا بنيّ أمرا فصلّ ركعتين و استخر اللّه مائة مرّة و مرّة فما عزم لك فافعل و قل في دعائك لا إله إلّا اللّه الحليم الكريم لا إله إلّا اللّه العليّ العظيم ربّ بحقّ محمّد و آله صلّ على محمّد و آله و خر لي في كذا و كذا للدّنيا و الآخرة خيرة في عافية
باب ثواب الصّلاة الّتي يسمّيها النّاس صلاة فاطمة ع و يسمّونها أيضا صلاة الأوّابين
1556- روى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال من توضّأ فأسبغ الوضوء و افتتح الصّلاة فصلّى أربع ركعات يفصل بينهنّ بتسليمة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة و قل هو اللّه أحد خمسين مرّة انفتل حين ينفتل و ليس بينه و بين اللّه عزّ و جلّ ذنب إلّا غفر له
1557- و أمّا محمّد بن مسعود العيّاشيّ رحمه اللّه فقد روى في كتابه عن عبد اللّه بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل بن السّماك عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال من صلّى أربع ركعات فقرأ في كلّ ركعة بخمسين مرّة قل هو اللّه أحد كانت صلاة فاطمة ع و هي صلاة الأوّابين
و كان شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضي اللّه عنه يروي هذه الصّلاة و ثوابها إلّا أنّه كان يقول إنّي لا أعرفها بصلاة فاطمة ع و أمّا أهل الكوفة فإنّهم يعرفونها بصلاة فاطمة ع و قد روى هذه الصّلاة و ثوابها أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع
باب ثواب صلاة ركعتين بمائة و عشرين مرّة قل هو اللّه أحد
1558- في رواية ابن أبي عمير عن الصّادق ع قال من صلّى ركعتين خفيفتين بقل هو اللّه أحد في كلّ ركعة ستّين مرّة انفتل و ليس بينه و بين اللّه عزّ و جلّ ذنب
باب ثواب التّنفّل في ساعة الغفلة
1559- قال رسول اللّه ص تنفّلوا في ساعة الغفلة و لو بركعتين خفيفتين فإنّهما تورثان دار الكرامة
1560- و في خبر آخر دار السّلام
و هي الجنّة و ساعة الغفلة بين المغرب و العشاء الآخرة
باب نوادر الصّلوات
1561- روى بكير بن أعين عن أبي جعفر ع قال ما صلّى رسول اللّه ص الضّحى قطّ
- و روى عبد الواحد بن المختار الأنصاريّ عن أبي جعفر ع قال سألته عن صلاة الضّحى فقال أوّل من صلّاها قومك إنّهم كانوا من الغافلين فيصلّونها و لم يصلّها رسول اللّه ص و قال إنّ عليّا ع مرّ على رجل و هو يصلّيها فقال عليّ ع ما هذه الصّلاة فقال أدعها يا أمير المؤمنين فقال ع أكون أنهى عبدا إذا صلّى
1563- و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال ما صلّى رسول اللّه ص الضّحى قطّ قال فقلت له أ لم تخبرني أنّه كان ع يصلّي في صدر النّهار أربع ركعات قال بلى إنّه كان يجعلها من الثّمان الّتي بعد الظّهر
1564- و سأل عبد اللّه بن سنان أبا عبد اللّه ع عن الصّلاة في شهر رمضان فقال ثلاث عشرة ركعة منها الوتر و ركعتان قبل صلاة الفجر كذلك كان رسول اللّه ص يصلّي و لو كان فضلا كان رسول اللّه ص أعمل به و أحقّ
1565- و سأله عقبة بن خالد عن رجل دعاه رجل و هو يصلّي فسها فأجابه بحاجته كيف يصنع قال يمضي على صلاته
1566- و روى عمران الحلبيّ عنه أنّه قال ينبغي تخفيف الصّلاة من أجل السّهو
1567- و روى سماعة بن مهران عنه ع أنّه قال يجوز صدقة الغلام و عتقه و يؤمّ النّاس إذا كان له عشر سنين
- و قال الصّادق ع إذا صلّيت معهم غفر لك بعدد من خالفك
1569- و روى عنه عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه أنّه قال إذا صلّيت فصلّ في نعليك إذا كانت طاهرة فإنّ ذلك من السّنّة
1570- و روى الحلبيّ عنه ع أنّه قال إذا صلّيت في السّفر شيئا من الصّلوات في غير وقتها فلا يضرّك
1571- و روي عن عائذ الأحمسيّ أنّه قال دخلت على أبي عبد اللّه ع و أنا أريد أن أسأله عن الصّلاة فابتدأني من غير أن أسأله فقال إذا لقيت اللّه عزّ و جلّ بالصّلوات الخمس المفروضات لم يسألك عمّا سوى ذلك
1572- و قال الصّادق ع المؤمن معقّب ما دام على وضوء
1573- و روى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له أخبرني عن رجل عليه من صلاة النّوافل ما لا يدري ما هو من كثرتها كيف يصنع قال فليصلّ حتّى لا يدري كم صلّى من كثرتها فيكون قد قضى بقدر ما علمه من ذلك ثمّ قال قلت له فإنّه لا يقدر على القضاء فقال إن كان شغله في طلب معيشة لا بدّ منها أو حاجة لأخ مؤمن فلا شيء عليه و إن كان شغله لجمع الدّنيا و التّشاغل بها عن الصّلاة فعليه القضاء و إلّا لقي اللّه و هو مستخفّ متهاون مضيّع لحرمة رسول اللّه ص قلت فإنّه لا يقدر على القضاء فهل يجزي أن يتصدّق فسكت مليّا ثمّ قال فليتصدّق بصدقة قلت فما يتصدّق قال بقدر طوله و أدنى ذلك مدّ لكلّ مسكين مكان كلّ صلاة قلت و كم الصّلاة الّتي يجب فيها مدّ لكلّ مسكين قال لكلّ ركعتين من صلاة اللّيل مدّ و لكلّ ركعتين من صلاة النّهار مدّ فقلت لا يقدر فقال مدّ إذا لكلّ أربع ركعات من صلاة النّهار قلت لا يقدر قال فمدّ إذا لصلاة اللّيل و مدّ لصلاة النّهار و الصّلاة أفضل و الصّلاة أفضل و الصّلاة أفضل