روى يونس بن عبد الرحمان عن مولانا ابي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام، انّه كان يأمر بالدعاء للحجّة صاحب الزّمان عليه السلام، فكان من دعائه له عليهما السلام: اللّهم صل على محمّد وآل
محمّد، وادفع عن وليك وخليفتك وحجّتك على خلقك، ولسانك المعبّر عنك بإذنك، الناطق بحكمتك، وعينك الناظرة في بريّتك، وشاهداً على عبادك، الجحجاح المجاهد المجتهد، عبدك العائذ بك. اللّهم وأعذه
من شرّ ما خلقت وذرأت، وبرأت وأنشأت وصوّرت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته، بحفظك الذي ﻻ يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك وآباءه أئمّتك، ودعائم
دينك، صلواتك عليهم أجمعين. واجعله في وديعتك التي ﻻ تضيع، وفي جوارك الذي ﻻ يخفر، وفي منعك وعزّك الذي لا يقهر. اللّهم وآمنه بأمانك الوثيق، الذي ﻻ يخذل من آمنته به، واجعله في
كنفك الذي ﻻ يضام من كان فيه، وانصره بنصرك العزيز، وأيّده بجندك الغالب، وقوّه بقوّتك، وأردفه بملائكتك. اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والبسه درعك الحصينة، وحفّه بملائكتك حفّاً،
اللّهم وبلّغه افضل ما بلغت القائمين بقسطك من اتباع النبيين.
اللّهم أشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وأمت به الجور، واظهر به العدل، وزيّن بطول بقائه الأرض، وأيّده بالنصر، وانصره بالرعب، وافتح له فتحاً يسيراً، واجعل له من لدنك على عدوّك وعدوّه سلطاناً
نصيراً. اللّهم اجعله القائم المنتظر، والإمام الذي به تنتصر، وأيدّه بنصر عزيز وفتح قريب، وورّثه مشارق الأرض ومغاربها اللاتي باركت فيها، واحي به سنّة نبيك صلواتك عليه وآله، حتّى ﻻ يستخفي
بشيء من الحق مخافة أحدٍ من الخلق، وقوّ ناصره، واخذل خاذله، ودمدم على من نصب له، ودمّر على من غشّه. اللّهم واقتل به جبابرة الكفر، وعمده ودعائمه، والقوّام به، واقصم به رؤوس الضّلالة،
وشارعة البدعة، ومميتة السنّة، ومقوّية الباطل، واذلل به الجبّارين، وأبر به الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين، حيث كانوا وأين كانوا من مشارق الأرض ومغاربها، وبرّها وبحرها، وسهلها وجبلها حتّى ﻻ تدع
منهم ديّاراً، ولا تبقي لهم آثاراً. اللّهم وطهّر منهم بلادك، واشف منهم عبادك، واعزّ به المؤمنين، وأحي به سنن المرسلين، ودارس حكم النبيين، وجدّد به ما محي من دينك، وبدّل من حكمك، حتّى
تعيد دينك به، وعلى يديه غضّاً جديداً صحيحاً محضاً ﻻ عوج فيه ولا بدعة معه، حتّى تنير بعدله ظلم الجور، وتطفئ به نيران الكفر، وتظهر به معاقد الحق، ومجهول العدل، وتوضّح به مشكلات
الحكم. اللّهم وإنّه عبدك الذي استخلصته لنفسك، واصطفيته من خلقك، واصطفيته على عبادك، وائتمنته على غيبك، وعصمته من الذنوب، وبرّأته من العيوب، وطهّرته من الرجس، وصرفته عن الدّنس، وسلمته
من الريب.
اللّهم فإنا نشهد له يوم القيامة، ويوم حلول الطامّة، أنّه لم يذنب ذنباً، ولم يأت حوباً، ولم يرتكب لك معصية، ولم يضيّع لك طاعة، ولم يهتك لك حرمة، ولم يبدّل لك فريضة، ولم يغيّر لك شريعة، وإنّه
الإمام التقي الهادي المهدي الطاهر التقي الوفي الرضي الزكي. اللّهم فصل عليه وعلى آبائه، وأعطه في نفسه وولده وأهله وذرّيته وأمّته وجميع رعيته ما تقر به عينه، وتسرّ به نفسه، وتجمع له ملك
المملكات كلّها قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتّى يجري حكمه على كل حكمٍ، ويغلب بحقّه على كل باطل. اللّهم واسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجّة العظمى، والطريقة الوسطى التي يرجع
إليها الغالي، ويلحق بها التالي. اللّهم وقوّنا على طاعته، وثبتنا على مشايعته، وامنن علينا بمتابعته، واجعلنا في حزبه القوّامين بأمره الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتّى تحشرنا يوم
القيامة في أنصاره وأعوانه، ومقوّية سلطانه. اللّهم صل على محمّد وآل محمّد، واجعل ذلك كلّه منا لك، خالصاً من كل شك وشبهة، ورياء وسمعة، حتّى ﻻ نعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلاّ وجهك، وحتّى
تحلّنا محلّه، وتجعلنا في الجنّة معه، ولا تبتلنا في أمره بالسّأمة والكسل، والفترة والفشل، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك، وتعزّ به نصر وليّك، ولا تستبدل بنا غيرنا، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير،
وهو علينا كبير، إنّك على كل شيء قدير.
اللّهم وصل على ولاة عهوده، وبلّغهم آمالهم، وزد في آجالهم، وانصرهم وتمّم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك، واجعلنا لهم أعواناً، وعلى دينك أنصاراً، وصل على آبائه الطاهرين الأئمّة
الراشدين. اللّهم فإنّهم معادن كلماتك، وخزّان علمك، وولاة أمرك، وخالصتك من عبادك، وخيرتك من خلقك، وأوليائك وسلائل أوليائك، وصفوتك وأولاد أصفيائك، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم
أجمعين. اللّهم وشركاؤه في أمره، ومعاونوه على طاعتك، الذين جعلتهم حصنه وسلاحه ومفزعه، وانسه الذين سلوا عن الأهل والأولاد، وتجافوا الوطن، وعطّلوا الوثير من المهاد، قد رفضوا تجاراتهم،
واضرّوا بمعايشهم، وفقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم، وحالفوا البعيد ممّن عاضدهم على أمرهم، وخالفوا القريب ممّن صدّ عن وجهتهم، وائتلفوا بعد التدابر والتقاطع في دهرهم، وقطعوا الأسباب المتصلة
بعاجل حطام من الدنيا. فاجعلهم اللّهم في حرزك، وفي ظل كنفك، وردّ عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من خلقك، واجزل لهم من دعوتك من كفايتك ومعونتك لهم، وتأييدك ونصرك إيّاهم ما تعينهم به على
طاعتك، وازهق بحقّهم باطل من أراد إطفاء نورك، وصل على محمّد وآله، واملأ بهم كل أفق من الآفاق، وقطر من الأقطار، قسطاً وعدلاً ومرحمة وفضلاً، واشكر لهم على حسب كرمك وجودك، وما مننت به على القائمين
بالقسط من عبادك، واذخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات، إنّك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد آمين رب العالمين.
وفي رواية اخرى: ان الرضا عليه السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب الامر بهذا: اَللّـهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ
النّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ، وَعَيْنِكَ النّاظِرَةِ بِاِذْنِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ، الْجَحْجاحِ الُْمجاهِدِ الْعائِذِ بِكَ الْعابِدِ عِنْدَكَ، وَاَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأتَ
وَاَنْشَأتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ
بِهِ. وَاحْفَظْ فيهِ رَسوُلَكَ وَآباءِهِ اَئِمَّتَكَ، وَدَعائِمَ دينِكَ، وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ، وَفي جَوارِكَ الَّذي لا يُخْفَرُ، وَفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذي لا
يُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِاَمانِكَ الْوَثيقِ الَّذي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ. وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُرامُ مَنْ كانَ فيهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ، وَاَيِّدْهُ
بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَاَرْدِفْهُ بِملائِكَتِكَ، وَوالِ مَنْ والاهِ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَاَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ وَحُفَّهُ بِالْمَلائِكَةِ
حَفّاً. اَللّـهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ، وَاَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الاَْرْضَ، وَاَيِّدْهُ بِالنَّصْرَ،
وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَدَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ مِنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ وَعَمَدَهُ وَدَعائِمَهُ. وَاقْصِمْ
بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ الْبِدَعِ وَمُميتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبّارينَ، وَأَبْرِ بِهِ الْكافِرينَ وَجميعَ الْمُلْحِدينَ في مَشارِقِ الاَْرْضِ
وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيّاراً وَلا تَبْقِيَ لَهُمْ آثاراً.
اَللّهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَاَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ وَاَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ، وَدارِسَ حُكْمِ النَّبِيّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى
مِنْ دينِكَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً مَحْضاً صَحيحاً، لا عِوَجَ فيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّى تُنيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ،
وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ، وَتوُضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ. فَاِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذيِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ
مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأتَهُ مِنَ الْعُيوُبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اَللّـهُمَّ فَاِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطّامَّةِ اَنَّهُ
لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا اَتى حوُباً، وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً،
وَاَنَّهُ الْهاديِ الْمُهْتَديِ الطّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ. اَللّهُمَّ اَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَاَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِهِ
ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ كُلِّها قَريبِها وَبَعيدِها وَعَزيزِها وَذَليلِها، حَتّى تُجْرِيَ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْم، وَتَغْلِبَ
بِحَقِّهِ كُلَّ باطِل.
اَللّهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى، وَالَْمحَجَّةَ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطَى الَّتى يَرْجِعُ اِلَيْهَا الْغالي، وَيَلْحَقُ بِهَا التّالي، وَقَوِّنا عَلى
طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ الْقَوّامينَ بِاَمْرِهِ الصّابِرينَ مَعَهُ الطّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتّى تَحْشُرَنا
يَوْمَ الْقِيامَةِ في اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ، اَللّـهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَة وَرِياء وَسُمْعَة، حَتّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ،
وَلا نَطْلُبَ بِهِ اِلاّ وَجْهَكَ، وَحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ وَتَجْعَلَنا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ، وَاَعِذْنا مِنَ السَّاْمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ
لِدينِكَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا فَاِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَثيرٌ. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ،
وَالاَْئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ، وَاَعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما اَسْنَدْتَ اِلَيْهِمْ مِنْ اَمْرِكَ لَهُمْ، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُمْ،
وَاجْعَلْنا لَهُمْ اَعْواناً وَعَلى دينِكَ اَنْصاراً، فَاِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَخُزّانُ عِلْمِكَ، وَاَرْكانُ تَوْحيدِكَ، وَدَعائِمُ دينِكَ، وَوُلاةُ اَمْرِكَ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ،
وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَاَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ اَوْلِيائِكَ، وَصَفْوَةُ اَوْلادِ نَبِيِّكَ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.