عن محمد بن علي العلوي الحسيني وكان يسكن بمصر قال: اصابني غمّ شديد ودهمني امر عظيم، من قبل رجل من اهل بلدي من ملوكه، فخشيته خشية لم ارج لنفسي منها مخلصاً، فقصدت مشهد ساداتي وآبائي عليهم السلام
بالحائر، لائذاً بهم، وعائذاً بقبورهم، ومستجيراً من عظيم سطوة من كنت اخافه، واقمت بها خمسة عشر يوماً ادعو واتضرّع ليلاً ونهاراً. فتراءى لي قائم الزمان وولي الرحمان عليه وعلى آبائه افضل التحية
والسلام، فأتاني وانا بين النائم واليقظان فقال لي: يا بني خفت فلانا؟ فقلت: نعم، أراد هلاكي وكيت وكيت، فالتجأت إلى ساداتي عليهم السلام اشكو اليهم ليخلصوني منه، فقال لي: هلاّ دعوت الله
ربّك وربّ آبائك بالادعية التي دعا بها اجدادي الانبياء عليهم السلام حيث كانوا في الشدة، فكشف الله عزوجل عنهم ذلك. قلت: وبماذا دعوه به لادعوه به؟ قال عليه السلام: اذا كان ليلة
الجمعة فقم فاغتسل وصل صلاتك، فاذا فرغت من سجدة الشكر فقل وانت بارك على ركبتيك، وادع بهذا الدعاء مبتهلاً: قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر عليّ القول وهذا الدعاء حتى حفظته، وانقطع
مجيئه ليلة الجمعة، فقمت واغتسلت وغيّرت ثيابي وتطيّبت وصلّّيت ما وجب عليّ من صلاة الليل، وجثوت على ركبتي فدعوت الله تعالى بهذا الدعاء. فأتاني عليه السلام ليلة السبت كهيئته التي يأتيني فيها
فقال لي قد أجيبت دعوتك يا محمد وقتل عدوك وأهلكه الله عز وجل عند فراغك من الدعاء. قال: فلما أصبحت لم يكن لي همة غير وداع ساداتي صلوات الله عليهم والرحلة نحو المنزل الذي هربت منه فلما بلغت بعض
الطريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأن الرجل الذي هربت منه جمع قوما واتخذ لهم دعوة فأكلوا وشربوا وتفرق القوم ونام هو وغلمانه في المكان فأصبح الناس ولم يسمع له حس فكشف عنه الغطاء فإذا هو مذبوح من قفاه
ودماه تسيل، وذلك في ليلة الجمعة ولا يدرون من فعل به ذلك ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل فلما وافيت إلى المنزل وسألت عنه وفي أي وقت كان قتله فإذا هو عند فراغي من الدعاء وهذا الدعاء: رب من ذا
الذي دعاك فلم تجبه ومن ذا الذي سألك فلم تعطه ومن ذا الذي ناجاك فخيبته أو تقرب إليك فأبعدته. رب هذا فرعون ذو الأوتاد مع عناده وكفره وعتوه وادعائه (1) الربوبية لنفسه وعلمك بأنه لا يتوب ولا
يرجع ولا يئوب (2) ولا يؤمن ولا يخشع استجبت له دعاءه وأعطيته سؤله كرما منك وجودا وقلة مقدار لما سألك عندك مع عظمه عنده.
أخذا بحجتك عليه وتأكيدا لها حين فجر وكفر واستطال على قومه وتجبر وبكفره عليهم افتخر وبظلمه لنفسه تكبر وبحلمك عنه استكبر فكتب وحكم على نفسه جرأة منه أن جزاء مثله أن يغرق في البحر فجزيته بما
حكم به على نفسه إلهي وأنا عبدك ابن عبدك وابن أمتك معترف لك بالعبودية مقر (3) بأنك أنت الله خالقي لا إله لي غيرك ولا رب لي سواك مقر بأنك ربي وإليك إيابي (4). عالم بأنك على كل شيء قدير
تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد لا معقب لحكمك ولا راد لقضائك وأنك (5) الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ لم تكن من شيء ولم تبن عن شيء (6) كنت قبل كل شيء وأنت الكائن بعد كل شيء والمكون لكل
شيء خلقت كل شيء بتقدير وأنت السميع البصير. وأشهد أنك كذلك كنت وتكون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ولا توصف بالأوهام ولا تدرك بالحواس (7) ولا تقاس بالمقياس ولا تشبه بالناس وإن الخلق
كلهم عبيدك وإماؤك وأنت الرب ونحن المربوبون وأنت الخالق ونحن المخلوقون وأنت الرازق ونحن المرزوقون.
فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويا وجعلتني غنيا مكفيا بعد ما كنت طفلا صبيا تقوتني من الثدي لبنا مريئا وغذيتني غذاء طيبا هنيئا وجعلتني ذكرا مثالا سويا فلك الحمد حمدا إن عد لم يحص وإن وضع
لم يتسع له شيء حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين ويعلو على حمد كل شيء ويفخم ويعظم على ذلك كله وكلما حمد الله شيء والحمد لله كما يحب الله أن يحمد والحمد لله عدد ما خلق وزنة ما خلق وزنة أجل ما خلق
وبوزنه أخف ما خلق وبعدد أصغر ما خلق والحمد لله حتى يرضى ربنا وبعد الرضا وأسأله أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يغفر لي ذنبي (8) وأن يحمد لي أمري ويتوب علي إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
(9). إلهي وإني أدعوك وأسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم(ع) وهو مسيء ظالم حين أصاب الخطيئة فغفرت له خطيئته وتبت عليه واستجبت دعوته وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن
تغفر لي خطيئتي وترضى عني فإن لم ترض عني فاعف عني فإني مسيء ظالم خاطئ عاص وقد يعفو السيد عن عبده وليس براض عنه وأن ترضي عني خلقك وتميط (10) عني حقك.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به إدريس فجعلته صديقا نبيا ورفعته مكانا عليا واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل مآبي إلى جنتك ومحلي في رحمتك وتسكنني فيها
بعفوك وتزوجني من حورها بقدرتك يا قدير. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به نوح إذ نادى ربه وهو أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وفَجَّرْتَ (11)
الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وحَمَلْناهُ ونجيّتَهُ (12) عَلى ذاتِ أَلْواحٍ ودُسُرٍ (13). فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن
تنجيني من ظلم من يريد ظلمي وتكف عني (14) شر كل سلطان جائر وعدو قاهر ومستخف قادر وجبار عنيد وكل شيطان مريد وإنسي شديد وكيد كل مكيد (15) يا حليم يا ودود. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك
ونبيك صالح(ع) فنجيته من الخسف وأعليته (16) على عدوه واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تخلصني من شر ما يريد بي أعدائي به ويبغي لي حسادي وتكفينيهم بكفايتك وتتولاني
بولايتك وتهدي قلبي بهداك وتؤيدني بتقواك وتبصرني بما فيه رضاك وتغنيني بغناك يا حليم.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك وخليلك إبراهيم(ع) حين أراد نمرود إلقاءه في النار فجعلت النار عليه بردا وسلاما واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن
تبرد عني حر نارك وتطفئ عني لهيبها وتكفيني حرها وتجعل نائرة (17) أعدائي في شعارهم ودثارهم وترد كيدهم في نحورهم وتبارك لي فيما أعطيتنيه كما باركت عليه وعلى آله إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ الحميد
المجيد. إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به إسماعيل(ع) فجعلته نبيا ورسولا وجعلت له حرمك منسكا ومسكنا ومأوى واستجبت له دعاءه رحمة منك وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفسح لي
في قبري وتحط عني وزري وتشد لي أزري وتغفر لي ذنبي وترزقني التوبة بحط السيئات وتضاعف الحسنات وكشف البليات وربح التجارات ودفع معرة السعايات (18) إنك مجيب الدعوات ومنزل البركات وقاضي الحاجات ومعطي
الخيرات وجبار السماوات. إلهي وأسألك بما سألك به ابن خليلك الذي نجيته من الذبح وفديته بذبح عظيم وقلبت له المشقص حتى ناجاك موقنا بذبحه راضيا بأمر والده واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب
أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تنجيني من كل سوء وبلية وتصرف عني كل ظلمة وخيبة وتكفيني ما أهمني من أمور دنياي وآخرتي وما أحاذره وأخشاه ومن شر خلقك أجمعين بحق آل يس (19).
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به لوط فنجيته وأهله من الخسف والهدم والمثل (20) والشدة والجهد وأخرجته وأهله من الكرب العظيم واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن
تأذن بجمع ما شتت من شملي وتقر عيني بولدي وأهلي ومالي وتصلح لي أموري وتبارك لي في جميع أحوالي وتبلغني في نفسي آمالي وتجيرني من النار وتكفيني شر الأشرار بالمصطفين الأخيار الأئمة الأبرار ونور
الأنوار محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار الأئمة المهديين والصفوة المنتجبين صلوات الله عليهم أجمعين. وترزقني مجالستهم وتمن علي بمرافقتهم وتوفق لي صحبتهم مع أنبيائك المرسلين وملائكتك
المقربين وعبادك الصالحين وأهل طاعتك أجمعين وحملة عرشك والكروبيين. إلهي وأسألك باسمك الذي سألك به يعقوب وقد كف بصره وشتت شمله (21) وفقد قرة عينه ابنه فاستجبت له دعاءه وجمعت شمله وأقررت عينه
وكشفت ضره وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تأذن لي بجمع ما تبدد من أمري وتقر عيني بولدي وأهلي ومالي وتصلح لي شأني كله وتبارك لي في جميع أحوالي وتبلغني في نفسي آمالي وتصلح لي
أفعالي وتمن علي يا كريم يا ذا المعالي برحمتك يا أرحم الراحمين.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك يوسف(ع) فنجيته من غيابت الجب وكشفت ضره وكفيته كيد إخوته وجعلته بعد العبودية ملكا واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن
تدفع عني كيد كل كائد وشر كل حاسد إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك موسى بن عمران إذ قلت تباركت وتعاليت: «ونادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ
الْأَيْمَنِ وقَرَّبْناهُ نَجِيًّا» (22) وضربت له طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً ونجيته ومن تبعه من بني إسرائيل وأغرقت فِرْعَوْنَ وهامانَ وجُنُودَهُما واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أسألك
أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعيذني من شر خلقك وتقربني من عفوك وتنشر علي من فضلك ما تغنيني به عن جميع خلقك ويكون لي بلاغا أنال به مغفرتك ورضوانك يا وليي وولي المؤمنين. إلهي وأسألك بالاسم
الذي دعاك به عبدك ونبيك داود فاستجبت له دعاءه وسخرت له الجبال يسبحن معه بالعشي والإبكار والطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ وشددت ملكه وآتيته الحكمة وفصل الخطاب وألنت له الحديد وعلمته صنعة
لبوس لهم وغفرت ذنبه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تسخر لي جميع أموري وتسهل لي تقديري وترزقني مغفرتك وعبادتك وتدفع عني ظلم الظالمين وكيد المعاندين ومكر الماكرين وسطوات
الفراعنة الجبارين وحسد الحاسدين يا أمان الخائفين وجار المستجيرين وثقة الواثقين وذريعة (23) المؤمنين ورجاء المتوكلين ومعتمد الصالحين يا أرحم الراحمين.
إلهي وأسألك اللهم بالاسم الذي سألك به عبدك ونبيك سليمان بن داود(ع) إذ قال: «هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ» (24) فاستجبت له دعاءه وأطعت له
الخلق وحملته على الريح وعلمته منطق الطير وسخرت له الشياطين من كل بَنَّاءٍ وغَوَّاصٍ وآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ هذا عطاؤك لا عطاء غيرك وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد
وأن تهدي لي قلبي وتجمع لي لبي وتكفيني همي وتؤمن خوفي وتفك أسري وتشد أزري وتمهلني وتنفسني وتستجيب دعائي وتسمع ندائي ولا تجعل في النار مأواي ولا الدنيا أكبر همي وأن توسع علي رزقي وتحسن خلقي وتعتق
رقبتي فإنك سيدي ومولاي ومؤملي. إلهي وأسألك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب لما حل به البلاء بعد الصحة ونزل السقم منه منزل العافية والضيق بعد السعة فكشفت ضره ورددت عليه أهله ومثلهم معهم حين
ناداك داعيا لك راغبا إليك راجيا لفضلك شاكيا إليك: «رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» (25) فاستجبت له دعاءه وكشفت ضره وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل
محمد وأن تكشف ضري وتعافيني في نفسي وأهلي ومالي وولدي وإخواني فيك عافية باقية شافية كافية وافرة هادية نامية مستغنية عن الأطباء والأدوية وتجعلها شعاري ودثاري وتمتعني بسمعي وبصري وتجعلهما الوارثين
مني إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به يونس بن متّى في بطن الحوت حين ناداك في ظلمات ثلاث: «أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» (26) وأنت أرحم الراحمين فاستجبت
له دعاءه وأنبت عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وأرسلته إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تستجيب دعائي وتداركني بعفوك فقد غرقت في بحر الظلم
لنفسي وركبتني مظالم كثيرة لخلقك علي وصل على محمد وآل محمد واسترني منهم وأعتقني من النار واجعلني من عتقائك وطلقائك من النار في مقامي هذا بمنك يا منان. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك
ونبيك عيسى ابن مريم إذ أيدته بروح القدس وأنطقته في المهد فأحيا به الموتى وأبرأ به الأكمه والأبرص بإذنك وخلق من الطين كهيئة الطير فصار طائرا بإذنك وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد
وأن تفرغني لما خلقت له ولا تشغلني بما قد تكفلته لي وتجعلني من عبادك وزهادك في الدنيا وممن خلقته للعافية وهنأته بها مع كرامتك يا كريم يا علي يا عظيم. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به آصف بن
برخيا على عرش ملكة سبأ فكان أقل من لحظة الطرف حتى كان مصورا بين يديه فلما رأته قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكفر عني سيئاتي وتقبل
مني حسناتي وتقبل توبتي وتتوب علي وتغني فقري وتجبر كسري وتحيي فؤادي بذكرك وتحييني في عافية وتميتني في عافية.
إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك زكريا حين سألك داعيا راجيا لفضلك فقام في المحراب ينادي نداء خفيا فقال: «فهب لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي ويَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
واجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا» (27) فوهبت له يحيى واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبقي لي أولادي وأن تمتعني بهم وتجعلني وإياهم مؤمنين لك راغبين في ثوابك خائفين
من عقابك راجين لما عندك آيسين مما عند غيرك حتى تحيينا حياة طيبة وتميتنا ميتة طيبة إنك فعال لما تريد. إلهي وأسألك بالاسم الذي سألتك به امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ: «رَبِّ ابْنِ لِي
عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ونَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وعَمَلِهِ ونَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» (28) فاستجبت لها دعاءها وكنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقر عيني
بالنظر إلى جنتك وأوليائك وتفرحني بمحمد وآله وتؤنسني به وبآله وبمصاحبتهم ومرافقتهم وتمكن لي فيها وتنجيني من النار وما أعد لأهلها من السلاسل والأغلال والشدائد والأنكال وأنواع العذاب
بعفوك. إلهي وأسألك باسمك الذي دعتك عبدتك وصديقتك مريم البتول وأم المسيح الرسول(ع) إذ قلت: «ومَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وصَدَّقَتْ
بِكَلِماتِ رَبِّها وكُتُبِهِ وكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ» (29) فاستجبت دعاءها وكنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تحصنني بحصنك الحصين وتحجبني بحجابك المنيع وتحرزني بحرزك الوثيق
وتكفيني بكفايتك الكافية من شر كل طاغ وظلم كل باغ ومكر كل ماكر وغدر كل غادر وسحر كل ساحر وجور كل سلطان فاجر بمنعك يا منيع.
إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك وصفيك وخيرتك من خلقك وأمينك على وحيك وبعيثك إلى بريتك ورسولك إلى خلقك محمد(ص) خاصتك وخالصتك فاستجبت دعاءه وأيدته بجنود لم يروها وجعلت كلمتك العليا
وكَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد صلاة زاكية طيبة نامية باقية مباركة كما صليت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم وبارك عليهم كما باركت عليهم وسلم
عليهم كما سلمت عليهم وزدهم فوق ذلك كله زيادة من عندك واخلطني بهم واجعلني منهم واحشرني معهم وفي زمرتهم حتى تسقيني من حوضهم وتدخلني في جملتهم وتجمعني وإياهم وتقر عيني بهم وتعطيني سؤلي وتبلغني آمالي
في ديني ودنياي وآخرتي ومحياي ومماتي وتبلغهم سلامي وترد علي منهم السلام وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته.
إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة هل من سائل فأعطيه أم هل من داع فأجيبه أم هل من مستغفر فأغفر له أم هل من راج فأبلغه رجاءه أم هل من مؤمل فأبلغه أمله ها أنا سائلك بفنائك ومسكينك ببابك
وضعيفك ببابك وفقيرك ببابك ومؤملك بفنائك أسألك نائلك وأرجو رحمتك وأؤمل عفوك وألتمس غفرانك فصل على محمد وآل محمد وأعطني سؤلي وبلغني أملي واجبر فقري وارحم عصياني واعف عن ذنوبي وفك رقبتي من مظالم
لعبادك ركبتني وقو ضعفي وأعز مسكنتي وثبت وطأتي واغفر جرمي وأنعم بالي وأكثر من الحلال مالي وخر لي في جميع أموري وأفعالي ورضني بها وارحمني ووالدي وما ولدا من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات إنك سميع الدعوات وألهمني من برهما ما أستحق به ثوابك والجنة وتقبل حسناتهما واغفر سيئاتهما واجزهما بأحسن ما فعلا بي ثوابك والجنة. إلهي وقد علمت يقينا أنك لا تأمر بالظلم
ولا ترضاه ولا تميل إليه ولا تهواه ولا تحبه ولا تغشاه وتعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك وبغيهم علينا وتعديهم بغير حق ولا معروف بل ظلما وعدوانا وزورا وبهتانا فإن كنت جعلت لهم مدة لا بد من
بلوغها أو كتبت لهم آجالا ينالونها فقد قلت وقولك الحق ووعدك الصدق: «يَمْحُو اللَّهُ ما يَشاءُ ويُثْبِتُ وعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ» (30) فأنا أسألك بكل ما سألك به أنبياؤك المرسلون (31) وأسألك بما
سألك به عبادك الصالحون وملائكتك المقربون أن تمحو من أم الكتاب ذلك وتكتب لهم الاضمحلال والمحق حتى تقرب آجالهم وتقضي مدتهم وتذهب أيامهم وتبتر (32) أعمارهم وتهلك فجارهم وتسلط بعضهم على بعض حتى لا
تبقي منهم أحدا ولا تنجي منهم أحدا وتفرق جموعهم وتكلّ (33) سلاحهم وتبدد شملهم وتقطع آجالهم وتقصر أعمارهم وتزلزل أقدامهم وتطهر بلادك منهم وتظهر عبادك عليهم فقد غيروا سنتك ونقضوا عهدك وهتكوا حريمك
وأتوا ما نهيتهم عنه وعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً وضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً. فصل على محمد وآل محمد وأُذن لجمعهم بالشتات ولحيهم بالممات ولأزواجهم بالنهبات وخلص عبادك من ظلمهم واقبض أيديهم عن
هضمهم وطهر أرضك منهم وأذن بحصد نباتهم واستئصال شأفتهم وشتات شملهم وهدم بنيانهم يا ذا الجلال والإكرام.
وأسألك يا إلهي وإله كل شيء وربي ورب كل شيء وأدعوك بما دعاك به عبداك ورسولاك ونبياك وصفياك موسى وهارون(ع) حين قالا داعيين لك راجيين لفضلك (34): «رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ
ومَلَأَهُ زِينَةً وأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ واشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ
الْأَلِيمَ» (35). فمننت وأنعمت عليهما بالإجابة لهما إلى أن قرعت سمعهما بأمرك اللهم رب: «قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما ولا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ»
(36). أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تطمس على أموال هؤلاء الظلمة وأن تشدد على قلوبهم وأن تخسف بهم برّك وأن تغرقهم في بحرك فإن السماوات والأرض وما فيهما لك وأرِ الخلق قدرتك فيهم وبطشك عليهم
فافعل ذلك بهم وعجل ذلك لهم يا خير من سئل وخير من دعي وخير من تذللت له الوجوه ورفعت إليه الأيدي ودعي بالألسن وشخصت إليه الأبصار وأمّت (37) إليه القلوب ونقلت إليه الأقدام وتحوكم إليه في الأعمال.
إلهي وأنا عبدك أسألك من أسمائك بأبهاها وكل أسمائك بهي بل أسألك بأسمائك كلها أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تركسهم على أم رؤوسهم في زبيتهم (38) وترديهم في مهوى حفرتهم (39) وارمهم بحجرهم وذكهم
بمشاقصهم واكببهم على مناخرهم واخنقهم بوترهم واردد كيدهم في نحورهم وأوبقهم (40) بندامتهم. حتى يستخذلوا ويتضاءلوا (41) بعد نخوتهم (42) وينقمعوا ويخشعوا بعد استطالتهم أذلاء مأسورين في ربق
حبائلهم التي كانوا يؤملون أن يرونا فيها وترينا قدرتك فيهم وسلطانك عليهم وتأخذهم أخذ القرى وهِيَ ظالِمَةٌ إن أخذك الأليم الشديد أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ فإنك عزيز مقتدر شَدِيدُ الْعِقابِ شَدِيدُ
الْمِحالِ. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل إيرادهم عذابك الذي أعددته للظالمين من أمثالهم والطاغين من نظرائهم وارفع حلمك عنهم وأحلل عليهم غضبك الذي لا يقوم له شيء وأمر في تعجيل ذلك بأمرك
الذي لا يرد ولا يؤخر فإنك شاهد كل نجوى وعالم كل فحوى ولا تخفى عليك من أعمالهم خافية ولا يذهب عنك من أعمالهم خائنة وأنت علام الغيوب عالم ما في الضمائر والقلوب.
اللهم وأسألك وأناديك بما ناداك به سيدي وسألك به نوح إذ قلت تباركت وتعاليت: «ولَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ» أجل اللهم يا رب أنت نعم المجيب ونعم المدعو ونعم المسئول ونعم
المعطي أنت الذي لا تخيب سائلك ولا تمل دعاء من أملك ولا تتبرم (43) بكثرة حوائجهم إليك ولا بقضائها لهم فإن قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف وأخف عليك وأهون من جناح
بعوضة. وحاجتي يا سيدي ومولاي ومعتمدي ورجائي أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي ذنبي فقد جئتك ثقيل الظهر بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي وركبني من مظالم عبادك ما لا يكفيني ولا يخلصني منه غيرك
ولا يقدر عليه ولا يملكه سواك. فامح يا سيدي كثرة سيئاتي بيسير عبراتي بل بقساوة قلبي وجمود عيني لا بل برحمتك التي وسعت كل شيء وأنا شيء فلتسعني رحمتك يا رحمان يا رحيم يا أرحم الراحمين لا
تمتحني في هذه الدنيا بشيء من المحن ولا تسلط علي من لا يرحمني ولا تهلكني بذنوبي وعجل خلاصي من كل مكروه وادفع عني كل ظلم ولا تهتك ستري ولا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب يا جزيل العطاء
والثواب. أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تحييني حياة السعداء وتميتني ميتة الشهداء وتقبلني قبول الأوداء وتحفظني في هذه الدنيا الدنية من شر سلاطينها وفجارها وشرارها ومحبيها والعاملين لها
فيها وقني شر طغاتها وحسادها وباغي الشرك فيها حتى تكفيني مكر المكرة وتفقأ عني أعين الكفرة وتفحم عني ألسن الفجرة وتقبض لي على أيدي الظلمة وتؤمن(44) لي كيدهم وتميتهم بغيظهم وتشغلهم بأسماعهم وأبصارهم
وأفئدتهم وتجعلني من ذلك كله في أمنك وأمانك وحرزك(45) وسلطانك وحجابك وكنفك وعياذك وجارك إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ.
اللهم بك أعوذ وبك ألوذ ولك أعبد وإياك أرجو وبك أستعين وبك أستكفي وبك أستغيث وبك أستقدر ومنك أسأل أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة لن تبور وأن تفعل بي ما
أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله فإنك أَهْلُ التَّقْوى وأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وأهل الفضل والرحمة إلهي. وقد أطلت دعائي وأكثرت خطابي وضيق صدري حداني على ذلك كله وحملني عليه علما مني بأنه يجزيك
منه قدر الملح في العجين بل يكفيك عزم إرادة وأن يقول العبد بنية صادقة ولسان صادق (يا ربّ) فتكون عند ظن عبدك بك وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي. فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقرن دعائي
بالإجابة منك وتبلغني ما أملته فيك منة منك وطولا وقوة وحولا ولا تقيمني من مقامي هذا إلا بقضائك جميع ما سألتك فإنه عليك يسير وخطره عندي جليل كثير وأنت عليه قدير يا سميع يا بصير. إلهي وهذا مقام
العائذ بك من النار والهارب منك إليك من ذنوب تهجمته وعيوب فضحته فصل على محمد وآل محمد وانظر إلي نظرة رحمة أفوز بها إلى جنتك واعطف علي عطفة أنجو بها من عقابك فإن الجنة والنار لك وبيدك ومفاتيحهما
ومغاليقهما إليك وأنت على ذلك قادر وهو عليك هين يسير وافعل بي ما سألتك يا قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الْوَكِيلُ.
*******
(1) اذعانه (خ ل).
(2) آب: رجع.
(3) موقن (خ ل).
(4) مردّي (خ ل).
(5) انت (خ ل).
(6) وانت الكائن عن كل شيء (خ ل).
(7) لا تدركك الحواسّ (خ ل).
(8) ربّي (خ ل).
(9) صفو الشيء: خالصه.
(10) اماط عنه: ابعد.
(11) ففتحنا: فجّرنا (خ ل).
(12) نجّيناه (خ ل).
(13) اقتباس من الكريمة، القمر: 10- 14.
(14) زيادة: بأس من يريد هضمني وتكفيني (تكفّ عني) (خ ل).
(15) كائد (خ ل).
(16) عليته (خ ل).
(17) النائرة: العداوة، الشحناء.
(18) التبعات (خ ل)، المعرّة: المساءة والاثم والاذى، العيب والامر القبيح.
(19) آل طه ويس (خ ل).
(20) المثلة: العقوبة والتنكيل.
(21) جمعه (خ ل).
(22) مريم 52.
(23) الذريعة: الوسيلة.
(24) ص: 35.
(25) الانبياء: 83.
(26) الانبياء: 87.
(27) مريم: 5، وفي الاصل: (فهب لي).
(28) التحريم: 11.
(29) التحريم: 12.
(30) الرعد: 39.
(31) انبياؤك ورسلك (خ ل).
(32) بتره: قطعه.
(33) كلّ السيف: لم يقطع.
(34) راضيين بقضائك (خ ل).
(35) يونس: 88.
(36) يونس: 89.
(37) أمتّ: قصدت.
(38) الزبية: الحفرة.
(39) حفيرتهم (خ ل).
(40) اوبقه: اهلكه.
(41) ضاءل: صغر وضعف.
(42) النخوة: التكبّر.
(43) برم: سئم وضجر.
(44) توهن (خ ل).
(45) حجبك (خ ل).