روي انه لمّا نزل ابو جعفر المنصور الرّبذة والامام الصادق (عليه السلام) يومئذٍ بها هَمَّ بقتلِ الامامِ (عليه السلام)، فأنجاهُ اللهُ منه إذ أنّ الامامَ الصادقَ (عليه السلام) صَلـّى رَكعتينِ وَدعا اللهُ عَزّ وَجَلّ قائلاً: محمّد - أقول: يعني محمّد بن عبد الله بن الحسن - فإن يظفر فإنّها الأمر لي وإن تكن الاُخرى فكنت قد أحرزت نفسي، أما والهه لأقتلنّه، ثمّ التفت الى إبراهيم بن جبلة فقال: يابن جبلة، قم اليه فضع في عنقه ثيابه ثم آتني به سحباً. قال إِبراهيم: فخرجت حتى أتيت منزله فلم اُصبه، فطلبته في مسجد أبي ذرّ فوجدته على باب المسجد، قال: فاستحييت أن أفعل ما اُمرت به، فأخذت بكـُمّه فقلت: أجب أمير المؤمنين، فقال: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، دعني حتـّى اُصلـّي ركعتين، ثمّ بكى بكاءً شديداً وأنا خلفه، ثمّ قال: اَللّهُمَّ اَنـْتَ ثِقـَتي في كـُلِّ كـَرْبٍ، واَنـْتَ رَجائي في كـُلِّ شِدَّةٍ، واَنـْتَ لي في كـُلِّ اَمْرٍ نـَزَلَ بي ثِقـَةٌ وَعُدَّةٌ، فـَكـَمْ مِنْ كـَرْبٍ قد يَضْعُفُ عَنـْهُ الـْفـُؤادُ وَتـَقِلُّ فيهِ الـْحيلـَةُ، وَيَخْذُ لُ فيهِ الـْقـَريبُ، وَيَشْمَتُ بِهِ الـْعَدُوُّ، وَتـُعْييني فيهِ الاُمُورُ، اَنـْزَلـْتـُهُ بِكَ، وَشَكـَوْتـُهُ اِلـَيْكَ، راغِباً فيهِ اِلـَيْكَ سِواكَ، فـَفـَرَّجْتـَهُ وَكـَشَفـْتـَهُ وَكـَفـَيْتـَنيهِ، فـَانـْتَ وَلِيُّ كـُلِّ نِعْمَةٍ، وَصاحِبُ كـُلِّ حَسَنـَةٍ، وَمُنـْتـَهى كـُلِّ حاجَةٍ، فـَلـَكَ الـْحَمْدُ كـَثيراً، وَلـَكَ الـْمَنُّ فاضِلاً. وفيه زيادة من الرضا (عليه السلام): بِنِعْمَتِكَ اَللّهُمَّ تـَتِمُّ الصّالِحاتِ، يا مَعْرُوفاً بِالـْمَعْرُوفِ، يا مَنْ هُوَ بِالـْمَعْرُوفِ مَوْصُوفٌ، أنِلـْني مِنْ مَعْرُوفِكَ مَعْرُوفًا تـُغـْنِيني بِهِ عَنْ مَعْرُوفِ مَنْ سِواكَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرّاحِمينَ.