روي أنّ أحد أصحاب مولانا الامام الصّادق (عليه السلام) وإسمُهُ بشّار جاءه وأخبره بأنه رأى في الطريق أحد جلاوزة الطاغية العباسي يضرب رأس امرأة ويسوقها الى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد، فقال الامام (عليه السلام): - يا بشّار قم بنا الى السّهلة فندعوا الله ونسأله خلاص هذه المرأة. ثمّ قال الراوي: فصرنا الى مسجد السهلة وصلّى كلّ واحد منّا ركعتين، ثمّ رفع الامام الصادق (عليه السلام) يده الى السّماء وقال: أنْتَ اللهُ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ مُبْدِىءُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُم، وَأنْتَ اللهُ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ خَالِقُ الخَلْقِ وَرَازِقُهُم، وَأنْتَ اللهُ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ القَابِضُ البَاسِطُ، وَأنْتَ اللهُ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ مُدَبِّرُ الأُمُورِ وَبَاعِثُ مَن فِي الْقُبُورِ، وَأنْتَ وَارِثُ الأرْضِ وَمَنْ عَلَيْهَا. أسْألُكَ بِاسْمِكَ الَمخْزُونِ المَكْنُونِ الحَيِّ القَيُّومِ، وَأنْتَ اللهُ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ عَالِمُ السِرِّ وَأخْفَى، أسْألُكَ بِاسْمِكَ الذِي إذا دُعِيتَ بِهِ أجَبْتَ، وَإذا سُئِلْتَ بِهِ أعْطَيْتَ، وَأسْألُكَ بِحَقِّكَ عَلَى مُحَمَّد وَأهْلِ بَيْتِهِ وَبِحَقِّهِم الذِي أوْجَبْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأنْ تَقْضِيَ لِي حَاجَتِي السَاعَةَ السَاعَةَ السَاعَةَ. يَا سَامِعَ الدُّعَاء، يَا سَيِّدَاهُ، يَا مَوْلاَهُ يَا غِيَاثَاهُ، أسْألُكَ بِكُلِّ اسْم سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أوِ اسْتَأثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وأنْ تُعَجِّلَ خَلاصَ هذِهِ الـْمَرْأَةِ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَْبْصارِ، يا سَميعَ الدُّعَاء. قال الراوي: ثمّ خرّ (عليه السلام) ساجداً لا أسمع منه الاّ النفس، ثم رفع رأسه فقال: قم فقد أُطلقت المرأة، قال: فخرجنا جميعاً فبينما نحن في بعض الطريق اذ لحق بنا رجل وجّهناه الى باب السلطان فقال (عليه السلام) له: ما الخبر، قال: قد أُطلق عنها.