وعن عبيد بن زرارة قال: حضرت ابا عبد الله الصادق (عليه السلام) وشكا إليه رجلٌ مِنْ شيعته الفقرَ وضِيقَ المعيشةِ، وأنه يَجولُ في طلبِ الرزقِ البلدانَ فلا يزدادُ إلاّ فقراً، فقال (عليه السلام): إذا صلـّيتَ العشاءَ الآخرة فقل وأنتَ مُتأنٍّ: اَللَّهُمَّ إِنـَّه لـَيْسَ لي عِلـْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي، وَإِنـَّما أَطـْلـُبُهُ بِخَطَرَاتٍ تـَخْطـُرُ عَلى قـَلـْبي، فـَاَجُولُ في طَلـَبِهِ الـْبُلـْدانَ، فـَاَنا فيما أنا طالِبٌ كـَالـْحَيْرانِ، لا اَدري أَفي سَهْلٍ هُوَ أمْ في جَبَلٍ، أمْ في أرْضٍ أمْ في سَماءٍ، أمْ في بَرٍّ أمْ في بَحْرٍ، وَعَلى يَدَيْ مَنْ ومِنْ قـِبَلِ مَنْ، وَقـَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلـْمَهُ عِنـْدَكَ وَأَسْبابَهُ بِيَدِكَ، وَأَنـْتَ الـَّذي تـَقـْسِمُهُ بِلـُطْفِكَ، وَتـُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ. اَللَّهُمَّ فـَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقـَكَ لي واسِعاً، وَمَطْلـَبَهُ سَهْلاً، وَمَأخَذَهُ قـَريباً، وَلا تـُعَنـِّني بِطَلـَبِ مَا لـَمْ تـُقـَدِّرْ لي فيهِ رِزْقاً، فـَإِنـَّكَ غـَنِيٌّ عَنْ عَذابي (1) وَأَنا فـَقيرٌ إلى رَحْمَتِكَ، فـَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفـَضْلِكَ، اِنـَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ.