بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اُعيذُ نَفْسي بِاللهِ الَّذي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. وَاُعيذُ نَفْسي بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ، وَبِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (1). اَللَّهُمَّ أنْتَ نُورُ النُّورِ، مُدَبِّرُ الاُمُورِ، نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ. اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا. مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، يُعْلِنُ أوْ يُسِرُّ، وَمِنْ شَرِّ الْجِنَّةِ وَالْبَشَرِ، وَمِنْ شَرِّ ما يَطيرُ بِاللَّيْلِ وَيَسْكُنُ بِالنَّهارِ، وَمِنْ شَرِّ طَوارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ ما يَسْكُنُ الْحَمَّاماتِ وَالْوُحُوشَ، وَالْخَراباتِ وَالأوْدِيَةَ، وَيَسْكُنُ الْبَرارِيَّ وَالغِياضَ (2) وَالاَشْجارَ وَمِمّا يَكُونُ فِي الاَنْهارِ. وَاُعيذُ نَفْسِي بِاللهِ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء، لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، وَاُعِيذُهُ بالَّذي خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى، وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى. اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى، أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ، تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَاُعيذُ نَفْسي بِمُنْزِلِ التَّوْراةِ وَالإنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ الْعَظيمِ، مِنْ شَرِّ كُلِّ طاغٍ وَباغٍ، وَشَيْطانٍ وَسُلْطانٍ، وَساحِرٍ وَكاهِنٍ، وَناظِرٍ وَطارِقٍ، وَمُتَحَرِّكٍ وَساكِنٍ، وَصامِتٍ، وَمُتَخَيِّلٍ وَمُتَمَثِّلٍ، وَمُتَلَوِّنٍ وَمُخْتَلِفٍ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ حِرْزِكَ وَناصِرُكَ وَمُونِسُكَ، وَهُوَ يَدْفَعُ عَنْكَ، لا شَريكَ لَهُ وَلا مُعِزَّ لِمَنْ أذَلَّ، وَلا مُذِلَّ لِمَنْ أعَزَّ، وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِهِ.
*******
(1) في الاصل: «وَبِرَبِّ الْفَلَقِ وَالْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»، وما اثبتناه مما روي عن الجواد (عليه السلام)، راجع الصحيفة التقوية.
(2) الغيضة ج غياض: مجتمع الشجر في مغيض الماء.