قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام): إذا عزمت على السّفرِ أو حاجة مهمّة فاكثر الدعاء والاستخارة، فإنَ أبي حدّثني عن أبيه، عن جدّه أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يعلّم أصحابه الاستخارة كما يُعَلّمهمُ السورة من القرآنِ، وإنّا لنعملُ ذلك متى هممنا بامر، ونتـّخذُ رقاعاً للاستخارة، فما خرج لنا عَمِلنا عليه، أحببنا ذلك أم كَرِهْنَا. فقال الرجلُ: يا مولاي فعلمني كيف أعمل؟ فقال: إذا أردت ذلك فأسبغ الوضوءَ وصلِّ ركعتين تقرأ في كل ركعة الْحَمْدُ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مائة مرة، فإذا سلّمت فارفع يديك بالدعاء، وقل في دعائك: يا كاشِفَ الكربِ، وَمُفرِّجَ الهَمِّ، وَمُذهِبَ الغمِّ، وَمُبتدئاً بالنـِّعَمِ قبلَ اسْتِحقاقِها، يا مَنْ يَفزَعُ الخـَلقُ إليهِ في حوائِجِهِم وَمُهمّاتِهم وَأمورِهِم، وَيَتوكـَّلونَ عليهِ، أمرتَ بالدُّعاءِ وَضَمِنتَ الإِجابَة َ. اللـّهُمَّ فصلِّ على محمَّدٍ وَآل محمَّدٍ، وَابدأ بهم في كـُلِّ أمري، وَفرِّج همِّي، وَنفـِّس كربي، وَأذهِب غمِّي، وَاكشِف لي عن الأمرِ الـّذي قد التـَبَسَ عَليَّ، وَخِرلي في جَميع أموري خِيَرَة ً في عافيةٍ. فإنـّي أستخيرُكَ اللـّهُمَّ بعلمِكَ، وَأستِقدِرُكَ بقدرَتِكَ، وَأسألكَ مِنْ فـَضلِكَ، وَألجأ إليكَ في كـُلِّ أموري، وَأبرأ مِن الحَولِ وَالقـُوَّةِ إلاّ بكَ، وَأتوكَّلُ عليكَ، وَأنتَ حَسبي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. اللـّهُمَّ فافتـَحْ لي أبوابَ رزقِكَ، َوسَهَّلِها لي، وَيَسِّر لي جَميعَ أموري، فإنّكَ تـَقدِرُ وَلا أقدِرُ، وَتـَعلمُ وَلا أعلَمُ، وَأَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. اللـّهُمَّ إنْ كنتَ تـَعلمُ أنَّ هذا الأمرَ - وَتـُسمّي ما عَزَمْتَ عليه وأردتَهُ - هو خيرٌ لي في ديني وَدُنيايَ وَمَعاشي وَمَعادي، وَعاقبَةِ أموري، فـَقـَدِّرهُ لي، وَعَجِّلهُ عَليَّ وَسَهِّلهُ، وَيَسِّرهُ، وَباركْ لي فيهِ، وَإن كنتَ تـَعلمُ أنَّهُ غيرُ نافِعٍ لي في العاجِلِ وَالاجِلِ، بَل هوَ شَرٌّ عَليَّ، فاصرِفهُ عَنّي وَاصرفني عنهُ، كيفَ شِئتَ، وَأنـّى شِئتَ، وَقدِّر لي الخيرَ حَيثُ كانَ وَأينَ كانَ. وَرَضِّني يا رَبِّ بقـَضائِكَ، وَبارِك لي في قدَرِكَ، حتـّى لا أحِبَّ تـَعجيلَ ما أخَّرتَ، وَلا تأَخيرَ ما عَجَّلتَ، إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَهو عليكَ يَسيرٌ. ثم أكْثِر الصلاة على محمّدٍ النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين، ويكون معك ثلاث رقاعٍ قد اتخذتها في قَدرٍ واحدِ، وهيئةٍ واحدةٍ، واكتب في رقعتين منها: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اللـّهُمَّ إنّكَ تـَعلمُ وَلا أعلَمُ، وَتـَقدِرُ وَلا أقدِرُ، وَتـَقضي وَلا أقضي، وَأنتَ عَلاّمُ الغيوبِ، صلِّ على مُحمَّدٍ وَآل مُحمَّدٍ، وَأخرج لي أحَبَّ السَّهمَينِِ إليكَ، وَخيرَهما لي في ديني وَدُنيايَ وَعاقبةِ أمري، إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَهو عَليكَ يَسيرٌ. وتكتب في ظهر إحدى الرقعتين: (إفعَلْ)، وعلى ظهر الأخرى: (لا تفعل) وتكتب على الرقعةِ الثالثة: لا حولَ وَلا قـُوَّةَ إلاّ باللهِ العَليِّ العَظيمِ، اسْتـَعَنتُ باللهِ، وَتَوكّلتُ على اللهِ وَهو حَسبي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، توكَـَّلتُ في جَميعِ أموري على اللهِ الحَيِّ الذي لا يَموتُ، وَاعتـَصَمتُ بذي العزَّةِ وَالجَبَرُوتِ، وَتـَحَصَّنتُ بذي الحَولِ وَالطَّولِ وَالمَلكُوتِ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ، وَصلـّى اللهُ على مُحمَّدٍ النـَّبيِّ وَآلهِ الطـّاهرينَ. ثم ذكر (عليه السلام) طريقة اخذ الرقعة والعمل بما فيها.