روي أن ابا عبد الله الامام الصادق (عليه السلام) كان يأمر بهذا الدعاء في الشّدائد، فيكشف الداعي عن ذراعية ويرفع به صوته وينتحب ويكثر البكاء ويقول: اَللّهُمَّ لـَوْلا أَنْ أُلـْقِيَ
بِيَدِي، وَأَعِينَ عَلى نـَفـْسِي، وَأُخَالِفَ كِتابَكَ، وَقَدْ قـُلـْتَ: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» ، «فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» ، لـَمَا انـْشَرَحَ قـَلـْبي
وَلِسَاني لِدُعَائِكَ وَالطـَّلـَبِ مِنـْكَ، وَقـَدْ عَلِمْتُ مِنْ نـَفـْسي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنـَكَ مَا عَرَفـْتَ. اَللّهُمَّ مَنْ أَعْظَمُ جُرْماً مِنـّي، وَقـَدْ سَاوَرْتُ مَعْصِيَتـَكَ
الـَّتي زَجَرْتـَني عَنـْهَا بِنَهْيِكَ إيَّايَ، وَكاثـَرْتُ الـْعَظِيمَ مِنـْها الـَّتي أَوْجَبْتَ النـّارَ لِمَنْ عَمِلـَهَا مِنْ خَلـْقِكَ، وَكـُلَّ ذلِكَ على نـَفـْسي جَنَيْتُ وَإيَّاهَا
أَوْبَقـْتُ، إلهِي فـَتـَدَارَكـْنِي بِرَحْمَتِكَ الـَّتي بِهَا تـَجْمَعُ الـْخَيْراتِ لاَوْلِيَاءِكَ، وَبِهَا تـَصْرِفُ السَّيِّئاتِ عَنْ أحِبَّاءِكَ. اَللّهُمَّ أنَّي أسْألـُكَ
التـَّوْبَةَ النـَّصُوحَ، فـَاسْتـَجِبْ دُعَائِي وَارْحَمْ عَبْرَتي وَأقِلـْني عِثـْرَتي، اَللّهُمَّ لَوْ لا رَجَائِي لِعَفـْوِكَ لـَصَمَتُّ عَنِ الدُّعَاءِ، وَلكِنـَّكَ على كـُلِّ حَالٍ يا إلهي
غَايَة ُ الطَّالِبينَ، وَمُنـْتـَهى رَغْبَةِ الرَّاغِبينَ، وَاسْتِعَاذَةِ الـْعَائِذِينَ. اَللّهُمَّ فَأَنا أَسْتـَعِيذُكَ مِنْ غَضَبِكَ، وَسُوءِ سَخَطِكَ وَعِقابِكَ وَنَقِمَتِكَ، وَمِنْ
شَرِّ نـَفـْسِي وَشَرِّ كـُلِّ ذي شَرٍّ، وَأَسْتـَغـْفِرُكَ مِنْ جَميعِ الذُّنُوبِ، وَأسْألـُكَ الـْغَنِيمَةَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْري بِالـْعَافِيَةِ أَبَداً ما أَبْقـَيْتـَني، وَأسْألـُكَ
الـْفـَوْزَ بالـْجَنـَّةِ وَالرَّحْمَةَ إذَا تـَوَفـَّيْتـَني، فـَإنـَّكَ لِذلِكَ لَطِيفٌ وَعَلـَيْهِ قادِرٌ. اَللّهُمَّ إنِّي أشْكـُو إلـَيْكَ كـُلَّ حَاجَةٍ لا يُجِيرُني مِنـْهَا
إلاَّ أَنـْتَ، يا مَنْ هُوَ عُدَّتي في كـُلِّ عُسْرٍ وَيُسْرٍ، يا مَنْ هُوَ حَسَنُ الـْبَلاءِ عِنـْدِي، يا قـَدِيمَ الـْعَفـْوِ عَنـَّي، إنـَّني لا أرْجُو غَيْرَكَ وَلا أَدْعو سِوَاكَ إذَا لـَمْ
تـُجِبْني. اَللّهُمَّ فلا تـَحْرِمْني لِقِلـَّةِ شُكـْرِي، ولا تـُؤْيِسْني لِكـَثـْرَةِ ذُنُوبَي، فـَإنـَّكَ أَهْلُ التـَّقـْوى وَأَهْلُ المَغـْفِرَةِ يا ارْحَمَ الرّاحِمينَ.
إلهي أَنَا مَنْ قـَدْ عَرَفـْتَ، بِئـْسَ العَبْدُ أَنَا، وَخَيرُ الـْمَوْلى أَنـْتَ، فـَيا مَخْشِيَّ الإنـْتِقامِ، وَيَا مَرْهُوبَ الـْبَطـْشِ، يا مَعْرُوفاً بِالـْمَعْرُوفِ، إنـَّني
لـَيْسَ أَخَافُ مِنـْكَ إلاّ عَدْلـَكَ، وَلا أرْجُو الـْفـَضْلَ وَالـْعَفـْوَ إلاّ مِنْ عِنـْدِكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَلا عَبْدَ لـَكَ أحَقُّ بِاسْتِيجَابِ جَميعِ الـْعُقـُوبَةِ بِذُنـُوبِهِ
مِنـّي، وَلكِنـّي وَسِعَني عَفـْوُكَ وَحِلـْمُكَ، وَأَخَّرْتـَنِي إلى اليَوْمِ. فـَلـَيْتَ شِعْري يا إلهي اَ لِاَزْدادَ إثـْماً اَخَّرْتـَني أَمْ لِيَتِمَّ رَجَائِي مِنـْكَ وَيَتـَحَقـَّقَ
حُسْنُ ظَنـّي بِكَ، فَأَمَّا بِعَمَلي فـَقـَدْ أَعْلـَمْتـُكَ يا إلهِي أَنـَّني مُسْتـَحِقٌّ لِجَميعِ عُقـُوبَتِكَ بِذُنُوبي، غَيْرَ أَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَنتَ بِي أَعْلـَمُ مِنْ
نـَفـْسِي، وَعَنـْدَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ رَجاءُ الرَّحْمَةِ. فـَيا أَرْحَمَ الرَّاحمينَ لا تـُشَوِّهْ خَلـْقِي بِالنـّارِ، وَلا تـَقـْطَعْ عَصَبي بِالنـّارِ، يا اللهُ وَلا تـَفـْلِقْ
قِحْفَ رَأسِي بِالنـّارِ يا رَحْمانُ، ولا تـُفـَرِّقْ بَيْنَ أوْصَالي بِالنـّارِ يا كـَرِيمُ، وَلا تـَهْشِمْ عِظَامِي بِالنـّارِ يا عَفـُوُّ، وَلا تـُصْلِ شَيْئاً مِنْ جَسَدِي
بِالنـّارِ يا رَحْمانُ، عَفـْوَكَ عَفـْوَكَ، ثـُمَّ عَفـْوَكَ عَفـْوَكَ، فإنـَّهُ لا يَقـْدِرُ على ذلِكَ غَيْرُكَ، وَأَنـْتَ على كـُلِّ شَيْءٍ قـَدِيرٌ. يا مُحِيطاً بِمَلَكـُوتِ السَّموَاتِ
وَالأرْضِ، ومُدَبِّرَ أُمُورِهِمَا، أَوَّلِهِا وَأخِرِها أَصْلِحْ لي دُنـْيايَ وَآخِرَتي، وَأَصْلِحْ لي نـَفـْسِي وَمَا لي وَمَا خَوَّلـْتـَني ، يا اللهُ خَلـِّصْني مِنَ الـْخَطَايَا، يا
أللهُ مُنَّ عَلـَيَّ بِتـَرْكِ الـْخَطايَا، يا رَحِيمُ تـَحَنـَّنْ عَلـَيَّ بِفـَضْلِكَ، يا عَفـُوّ تـَفـَضَّلْ عَلـَيَّ بِفـَضْلِكَ، يا حَنـّانُ جُدْ عَلـَيَّ بِسَعَةِ عَافِيَتِكَ، يا مَنـّانُُ
أمْنـُنْ عَلـَيَّ بِالـْعِتـْقِ مِنَ النـّارِ، يا ذا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ أوْجِبْ لي الجَنـَّة الـَّتي حَشْوُها رَحْمَتـُكَ، وَسُكـّانُها مَلائِكـَتـُكَ. يا ذا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ
أَكـْرِمْني، وَلا تـَجْعَلْ لاحَدٍ مِنْ خَلـْقِكَ عَلـَيَّ سَبيلاً أَبَدَاً، ما أَبْقـَيْتـَني، فـَإنـَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ، وَأَنـْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَكَ
لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ، رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَكَ الأَسْمَاء الْحُسْنَى، وَأَنـْتَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.