وقال المفيد: وحملت الجماعة على الحسين (عليه السلام) فغلبوه على عسكره واشتد به العطش فركب المسناة يريد الفرات، وبين يديه العباس اخوه فاعترضه خيل ابن سعد وفيهم رجل من بين دارم، فقال لهم:
ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكنوه من الماء. فقال الحسين (عليه السلام): «اللهم اظمئه»، فغضب الدارمي ورماه بسهم فأثبته في حنكه، فانتزع الحسين (عليه السلام) السهم وبسط يده تحت حنكه
فامتلأت راحتاه من الدم فرمى به ثم قال: «اللهم اني اشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك». ثم رجع الى مكانه وقد اشتد به العطش واحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه، فجعل يقاتلهم وحده حتى قتل رحمة الله
عليه، وكان المتولى لقتله زيد بن ورقاء الخنفي وحكيم بن الطفيل السنسي، بعد ان اثخن بالجراح فلم يستطع حراكاً(1). وقال ابن نما: قال (عليه السلام): «اللهم اقتله عطشاً ولا تغفر له
ابداً»(2).
*******
(1) الارشاد:240، اللهوف: 51، الدمعة الساكبة 321:4، العوالم 292:17.
(2) مثير الأحزان: 71، بحار الأنوار 310:45، اعيان الشيعة 609:1 وقيل: ان الامام عليه السلام قال هذا الكلام في حصين الازدي، وقد مر كلامه.