دعاؤه في شكواه من قوم:
عن ابي صالح الحنفي قال: رأيت علياً (عليه السلام) - بعد غارة النعمان بن بشير على عين التمر - يخطب وقد وضع المصحف على رأسه، حتى رأيت الورق يتقعقع (1) على رأسه، قال:
فقال: اَللَّهُمَّ قَدْ مَنَعُوني ما فيهِ، فَاَعْطِني ما فيهِ، اَللَّهُمَّ قَدْ اَبْغَضْتُهُمْ واَبْغَضُوني، ومَلِلْتُهُمْ ومَلُّوني، وَحَمَلُوني عَلى غَيْر خُلْقي وطَبيعَتي، وَاَخْلاقٍ
لَمْ تَكُنْ تُعْرَفُ لي. اَللَّهُمَّ فَاَبْدِلْني بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ، واَبْدِلْهُمْ بي شَرّاً مِنّي، اَللَّهُمَّ مِثْ (2) قُلُوبَهُمْ كَما يُماثُ الْمِلْحُ فِي الْماءِ.
دعاؤه في شكواه من قومه، بعد غارة النعمان بن بشير:
عن سعد بن ابراهيم قال: سمعت ابن ابي رافع قال: رأيت عليا (عليه السلام) - بعد غارة النعمان بن بشير - قد ازدحموا عليه حتى ادموا رجله، فقال: اَللَّهُمَّ قَدْ كَرِهْتُهُمْ وكَرِهُوني،
فَأَرِحْني مِنْهُمْ وأرِحْهُمْ مِنّي.
دعاؤه في شكواه من قومه وذمّ اهل الكوفة:
روي انه (عليه السلام) قال: يا اهل الكوفة خذوا اهبتكم لجهاد عدوكم معاوية واشياعه، فقالوا: يا اميرالمؤمنين امهلنا يذهب عنا القر - الى ان قال: - قال (عليه السلام): لقد استعملت منكم
رجالاً فخانوا وغدروا، ولقد جمع بعضهم ما ائتمنته عليه من فىء المسلمين، فحمله الى معاوية وآخر حمله الى منزله، تهاوناً بالقران، وجرأة على الرحمان، حتى اني لو ائتمنت احدكم على علاقة سوط لخانني، ولقد
اعييتموني، ثم رفع يده الى السماء فقال: اَللَّهُمَّ اِنّي سَئِمْتُ بَيْنَ ظَهْرانَيْ هؤُلاءِ الْقَوْمِ، وتَبَرَّمْتُ (3) الْاَمَلَ، فَاَتِحْ (4) لي صاحِبي، حَتّى اَسْتَريحَ مِنْهُمْ
ويَسْتَريحُوا مِنّي، ولَنْ يُفْلِحُوا بَعْدي.
*******
المصدر: الصحيفة العلوية
(1) القعقعة: حركة القرطاس.
(2) مثت الشيء: اذا دفته في الماء، دفته: اذابه.
(3) تبرّم: تضجّر.
(4) تاح له الشيء واتيح له: قدّر له.