اَللَّهُمَّ انْشُرْ عَلَيْنا رَحْمَتَكَ بِالْغَيْثِ الْعَميقِ (1)، والسَّحابِ الْفَتيقِ (2)، ومُنَّ عَلى عِبادِكَ بِيُنُوعِ (3) الَّثمَرَةِ، واَحْىِ عِبادَكَ وبِلادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ،
واَشْهِدْ مَلائِكَتَكَ الْكِرامَ السَّفَرَةَ، بِسُقْياً (4) مِنْكَ نافِعاً، دائِماً غَزْرُهُ (5)، واسِعاً دَرُّهُ، وابِلاً(6) سَريعاً عاجِلاً.تُحْيي بِهِ ما قَدْ ماتَ، وتَرُدُّ بِهِ ما قَدْ فاتَ،
وتُخْرِجُ بِهِ ما هُوَ اتٍ، وتُوَسِّعُ لَنا بِهِ فِي الْاَقْواتِ، سَحاباً مُتَراكِماً، هَنيئاً مَريئاً، طَبَقاً مُجَلَّلاً (7)، غَيْرَ مُلِثٍّ وَدْقُهُ (8)، ولا خُلَّبٍ بَرْقُهُ
(9). اَللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مَريعاً، مُمْرِعاً عَريضاً، واسِعاً غَزيراً، تُرْوي بِهِ الْبَهَمَ، وتَجْبُرُ بِهِ النَّهَمَ (10). اَللَّهُمَّ اسْقِنا سُقْياً تَسيلُ مِنْهُ الرِّضابَ
(11)، وتَمْلَأُ مِنْهُ الْجِبابَ (12)، وتُفَجِّرُ مِنْهُ الْاَنْهارَ، وتُنْبِتُ بِهِ الْاَشْجارَ، وتُرَخِّصُ بِهِ الْاَسْعارَ في جَميعِ الْاَمْصارِ، وتَنْعَشُ بِهِ الْبَهائِمَ والْخَلْقَ،
وتُنْبِتُ بِهِ الزَّرْعَ، وتُدِرُّ بِهِ الضَّرْعَ (13)، وتَزيدُنا بِهِ قُوَّةً اِلى قُوَّتِكَ. اَللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنا سُمُوماً، ولا تَجْعَلْ بَرْدَهُ عَلَيْنا حُسُوماً
(14)، ولا تَجْعَلْ ضُرَّهُ عَلَيْنا رُجُوماً، ولا مائَهُ عَلَيْنا اُجاجاً، اَللَّهُمَّ ارْزُقْنا مِنْ بَرَكاتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.
*******
المصدر: الصحيفة العلوية
(1) الغيث العميق: هو المنبسط على جميع النواحى.
(2) السحاب الفتيق: الذي ينشق وينكشف عن مطر.
(3) ينع الثمر: ادرك وطاب وحان قطافه.
(4) السقى: اعطاء الماء للشرب، السُقيا: الحظّ من الماء والنصيب منه.
(5) الغزر: الكثير، المراد منه هنا: الخير والبركة.
(6) الوابل: المطر الشديد.
(7) طبقاً: عامّاً شاملاً كثيراً يطبّق الارض ويغطيها، جلـّل المطر الارض: عمّها وطبّقها.
(8) الثّ السحاب: دام، الودق: المطر.
(9) البرق الخلـّب: الذي يطمع الناس فيه المطر ولا مطر فيه.
(10) البهم: اولاد المعز والضأن والبقر، النهم: افراط الشهوة في الطعام وان لا تمتليء عين الاكل ولا يشبع.
(11) الصواب «الظراب» كما في الصحيفة السجّادية، وهو ما ارتفع من الارض.
(12) الجباب: جمع الجبّ، وهو البئر العادية القديمة.
(13) الضرع: مدّر اللبن من للشاة والبقر ونحوها.
(14) الحسوم: الشوم او المتتابع.
