اَيَّتُهَا الشَّمْسُ الْبَديعَةُ التَّصْويرِ، الْمُعْجِزَةُ التَّقْديرِ، الَّتي جُعِلْتِ سِراجاً لِلْاَبْصارِ، نَفْعاً لِسُكَّانِ الْاَمْصارِ، شُرُوقُكِ حَياةٌ، وَغُرُوبُكِ وَفاةٌ، اِنْ طَلَعْتِ
بِاَمْرٍ عَزيزٍ وَاِنْ رَجَعْتِ اِلى مُسْتَقَرٍّ حَريزٍ. اَسْأَلُ الَّذي زَيَّنَ بِكِ السَّماءَ، وَاَلْبَسَكِ الضِّياءَ، وَصَدَعَ (1) لَكِ اَرْكانَ الْمَطالِعِ، وَحَجَبَكِ بِالشُّعاعِ
اللاَّمِعِ، فَلا يُشْرِفُ بِكِ شَيْءٌ اِلاَّ امْتَحَقَ (2)، وَلا يُواجِهُكِ بَشَرٌ اِلاَّ احْتَرَقَ، اَنْ يَهَبَ لَنا بِكِ مِنَ الصِّحَّةِ وَدَفْعِ الْعِلَّةِ، وَرَدِّ الْغُرْبَةِ وَكَشْفِ
الْكُرْبَةِ، وَاَنْ يَقِيَنا مِنَ الزَّلَلِ، وَمُتابَعَةِ الْهَوى، وَمُصاحَبَةِ الرَّدى، وَاَنْ يَمُنَّ عَلَيْنا مِنَ الْعُمْرِ بِاَطْوَلِهِ، وَمِنَ الْعَمَلِ بِاَفْضَلِهِ، وَاَنْ يَجْعَلَكِ
لِقَضاءٍ جَديدٍ سَعيدٍ، يُؤْذِنُ بِلِباسِ الصِّحَّةِ، وَيَضْمَنُ دِفاعَ النِّعْمَةِ. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاَتْمِمْ عَلَيْنا الاءَكَ الَّتي اَوْلَيْتَنيها (3)،
وَاحْرُسْ عَلَيْنا عَوارِفَكَ الَّتي اَسْدَيْتَنيها، اِنَّكَ وَلِيُّ الْاِحْسانِ، وَواهِبُ الْاِمْتِنانِ، ذُو الطَّوْلِ الشَّديدِ، فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ، وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
*******
المصدر: الصحيفة العلوية
(1) صدع الشيء صدعاً: شقـّه ولم يفترق.
(2) امتحق الشيء: اضمحلّ وبطل وامّحى.
(3) اولاه معروفاً: صنعه اليه.