الصفحة 319
وفيه أربعة أحاديث
الأول: عبد الله بن جعفر الحميري في كتاب قرب الإسناد عن جعفر الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن ابن عباس قال: " انتدب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس ليلة بدر إلى الماء فانتدب عليا فخرج، وكانت ليلة باردة ذات ريح وظلمة، فخرج بقربته، فلما كان على القليب لم يجد دلوا فنزل في الجب تلك الساعة، فملأ قربته ثم أقبل فاستقبلته ريح شديدة فجلس حتى مضت، ثم قام ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت، ثم قام ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت، ثم قام فلما جاء قال النبي: ما حبسك يا أبا الحسن؟
قال: لقيت ريحا ثم ريحا ثم ريحا شديدة وأصابني قشعريرة.
فقال (صلى الله عليه وآله): أتدري ما كان ذلك يا علي؟
قال: لا.
قال (صلى الله عليه وآله): جبرائيل في ألف ملك من الملائكة وقد سلم عليك وسلموا، ثم مر ميكائيل في ألف من الملائكة فسلم عليك ثم سلموا، ثم مر إسرافيل في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا "(1).
الثاني: الشيخ الطوسي في المجالس قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدثنا الربيع بن سيار قال:
حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) إن عليا (عليه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي قاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام فإن توافق الخمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب: " إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه وإن يكن باطلا فأنكروه " قالوا: قل ثم ساق الحديث بذكر فضائله وهم يقولون في ذلك: اللهم نعم، وقال في ذلك: " فهل فيكم من سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة وفيهم جبرائيل
____________
(1) قرب الإسناد: 111 / خ 387.
الصفحة 320
وميكائيل وإسرافيل ليلة القليب لما جئت بالماء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ".
قالوا: لا(1).
الثالث: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا علي بن محمد بن موسى (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال: حدثنا الحسن بن نصر الخزاز قال: حدثنا عمر بن طلحة عن إسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير قال: أتيت عبد الله بن عباس فقلت: يا بن عم رسول الله، إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه فقال ابن عباس: يا بن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد نبي الله، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القربة. يا بن جبير، جئتني تسألني عن وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته، والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عز وجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى(2).
الرابع: المفيد في كتاب الإختصاص في حديث طويل يذكر فيه فضائل علي (عليه السلام) وما خص به، وفي الحديث هكذا: ثم القرآن وما يوجد فيه من مغازي النبي (صلى الله عليه وآله) مما نزل في القرآن وفضائله، وما تحدث الناس مما قال به رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مناقبه التي لا تحصى، ثم أجمعوا أنه لم يرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلمة قط، ولم يكع عن موضع بعثه، وكان يخدمه في أسفاره ويملأ رواياه وقربه، ويضرب خباه، ويقوم على رأسه بالسيف حتى يأمره بالقعود والانصراف، وقد بعث غير واحد في استعذاب ماء من الجحفة وغلظ عليه الماء فانصرفوا ولم يأتوا بشئ، ثم توجه هو بالروايا فأتاه بماء مثل الزلال واستقبله أرواح فأعلم بذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: " ذلك جبرائيل في ألف وميكائيل في ألف وإسرافيل في ألف " فقال السيد الشاعر:
ذاك الذي سلم في ليلة عليه ميكال وجبريل
ميكال في ألف وجبريل في ألف ويتلوهم سرافيل
عني الذي سلم في ليلة عليه جبرائيل (عليه السلام) في ألف وميكائيل (عليه السلام) في ألف ويتلوهم إسرافيل (عليه السلام).
جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة يا بن جبير(3).
____________
(1) أمالي الطوسي: 545 / مجلس 20 / ح 4.
(2) أمالي الصدوق: 652 / مجلس 82 / ح 15.
(3) الإختصاص: 159.