الصفحة 188
وفيه أربعة عشر حديثا
الأول: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا شريك عن منصور بن خراش قال: حدثني علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بالرحبة قال: " اجتمعت قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وفيهم سهيل بن عمر وقالوا:
يا محمد أرقاؤنا لحقوا بك فأرددهم علينا، وغضب النبي (صلى الله عليه وآله) حتى رؤي الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه بالإيمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر (رضي الله عنه) قال: لا، قيل: عمر، قال: لا، لكنه خاصف النعل الذي في الحجرة قال: فاستفضع الناس ذلك من علي كرم الله وجهه فقال: أما إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي متعمدا فليلج النار "(1).
الثاني: موفق بن أحمد هذا قال: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة (رضي الله عنه)، من مسند زيد بن علي (رضي الله عنه) حدثنا الفضل بن الفضيل ابن العباس، حدثنا أبو عبد الله محمد بن سهل، حدثنا محمد بن عبد الله البلوى، حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء حدثني أبي عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: " قال النبي (صلى الله عليه وآله) يوم فتحت خيبر لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر على ملأ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وارثك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي يا علي أنت تؤدي ديني
____________
(1) المناقب: 128 / ح 142.
الصفحة 189
وتقاتل علي سنتي وأنت في الآخرة أقرب الناس مني وأنت غدا على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد علي الحوض وأنت أول داخل في الجنة من أمتي، وأن شيعتك على منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني، وأن أعدائك غدا ظماء مظمئين مسودة وجوههم مقمحون مقمعون يضربون بالمقامع وهي سياط من نار مقمحين، حربك حربي وسلمك سلمي وسرك سري وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك كسريرة صدري وأنت باب علمي وأن ولدك ولدي ولحمك لحمي ودمك دمي، وأن الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وأن الله عز وجل أمرني أن أبشرك أنك أنت وعترتك في الجنة وعدوك في النار لا يرد علي الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك ".
قال علي: " فخررت ساجدا لله تعالى وحمدته على ما أنعم به علي من الإسلام والقرآن وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) ".(1)
الثالث: موفق بن أحمد قال: أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، أخبرنا الإمام طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه قال: أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي، حدثنا عبيد الله بن الفضل بن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، حدثنا إسحاق بن أيوب بن سويد، حدثني أبي أيوب عن سويد عن أبي حلبس [ يونس ] بن ميسرة بن حلبس عن أبي عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك قال: بلغ عمر بن عبد العزيز أن قوما ينقصون علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) وذكر عليا وفضله وسابقته ثم قال: حدثني عراك بن مالك الغفاري عن أم سلمة قالت: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندي إذا أتاه جبرائيل فناداه فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضاحكا فلما سرى عنه قلت: بأبي وأمي يا رسول الله ما
____________
(1) المناقب: 128 / ح 143.
الصفحة 190
أضحكك؟ قال: " أخبرني جبرائيل أنه مر بعلي (عليه السلام) وهو يرعى ذودا(1) له وهو نائم قد أبدى بعض جسده قال: فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه وقد وصل إلى قلبي "(2).
الرابع: موفق بن أحمد قال: أخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، أخبرنا الأستاد الأمين أبو الحسن بن مدرك الرازي، أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل ابن علي بن الحسين السمان، أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الغروي(3) بالكوفة، حدثنا أبو العباس أحمد بن علي المرهبي، حدثنا علي بن العباس، حدثنا محمد بن تسنيم أبو الطاهر الوراق، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد، حدثنا رقية بن مصقلة بن عبد الله بن خونقة ابن صبرة عن أبيه عن جده قال: جاء رجلان إلى عمر (رضي الله عنه) فقالا له:
ما ترى في طلاق الأمة فقام إلى حلقه فيها رجل أصلع فقال: ما ترى في طلاق الأمة فقال: بيده اثنتان فالتفت إليهما فقال اثنتان فقال له أحدهما: جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة فجئت إلى رجل فسألته فوالله ما كلمك فقال عمر (رضي الله عنه): ويحك أتدري من هذا؟
هذا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " لو أن السماوات والأرض وضعت في كفة ووزن إيمان علي لرجح إيمان علي "(4).
الخامس: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد إجازة، حدثنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد إذنا، حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي الدارقطني، حدثنا محمد بن سعيد الكوفي، حدثنا علي بن الحسن التيملي، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقية بن مسقلة العبدي عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسمعته وهو يقول: " لو أن السماوات السبع والأرضيين السبع وضعت في كفة الميزان ووضع إيمان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في كفة ميزان لرجح إيمان علي "(5).
السادس: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة هذا، أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا، حدثنا عبد الرحمن بن أحمد المهروي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن،
____________
(1) الذود: ثلاثة أبعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين - قاموس اللغة: 2 / 293.
(2) المناقب: 129 / ح 144.
(3) في المصدر: ابن الحسين العرزمي.
(4) المناقب: 130 / ح 145.
(5) المناقب: 131 / ح 146.
الصفحة 191
حدثنا عمي عن عبد العزيز ابن محمد بن عمر مولى عقدة(1) عن محمد بن كعب قال رأى أبو طالب النبي (صلى الله عليه وآله) يتفل في فم علي فقال ما هذا يا محمد فقال: " إيمان وحكمه " فقال أبو طالب لعلي: يا بني انصر ابن عمك وأزره(2).
السابع: موفق بن أحمد عن الإمام الحافظ أبي العلا الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة، أخبرنا معمر بن الحسين التميمي، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا أبو يحيى الناقد، حدثنا محمد بن جعفر الغيدي، حدثنا محمد بن فضيل عن الأجلح قال: حدثنا قيس بن مسلم وأبو كلثوم عن ربعي بن خراش قال:
سمعت عليا كرم الله وجهه يقول وهو بالمدائن: " جاء سهيل بن عمرو إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال إنه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعوذوا بك، فأرددهم علينا، فقال له أبو بكر وعمر رضي الله عنهما صدق يا رسول الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امحتن الله قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون عنه إجفال النعم فقال أبو بكر (رضي الله عنه) هل هو أنا يا رسول الله؟
قال: لا.
قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟
قال: لا، ولكنه خاصف النعل " قال: وفي كف علي نعل يخصفها لرسول الله (صلى الله عليه وآله)(3).
الثامن: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " يا أبا الحسن لو وضع إيمان الخلائق وأعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك ليوم واحد في الكفة الأخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق وإن الله باهى بك يوم أحد ملائكته المقربين ورفع الحجب من السماوات السبع وأشرقت إليك الجنة وما فيها وابتهج بفعلك رب العالمين وإن الله تعالى يعوضك بذلك اليوم ما يغبطك كل نبي ورسوله وصديق وشهيد ".(4)
التاسع: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان إجازة قال: أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب المقرئ قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن
____________
(1) في المصدر: غفرة.
(2) المناقب: 132 / ح 147.
(3) المناقب: 141 / ح 162.
(4) مائة منقبة: 79 / المنقبة 47.
الصفحة 192
مصقلة بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: أتى عمر رجلان فسألاه عن طلاق العبيد فانتهى إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال: يا أصلع كم طلاق العبد فقال له بإصبعه هكذا فحرك السبابة والتي تليها فالتفت إليه فقال اثنتين فقال أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك فقال ويلك تدري من هذا؟
هذا علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " لو أن السماوات والأرض وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي "(1).
العاشر: أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى ربعي بن خراش قال: حدثنا علي بن أبي طالب بالرحبة قال: " اجتمعت قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وفيهم سهيل بن عمرو فقالوا: يا محمد إن قومنا لحقوا بك فأرددهم علينا فغضب حتى رأى الغضب في وجهه ثم قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امحتن الله قلبه بالإيمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر؟
قال: لا.
فقيل: عمر؟
فقال: لا، ولكن خاصف النعل في الحجرة " قال علي (عليه السلام): " أما إني قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لا تكذبوا علي فمن كذب علي متعمدا أولجته النار "(2).
الحادي عشر: ومن الجمع بين الصحاح الستة للعبدري من سنن أبي داود وصحيح الترمذي يرفعه إلى علي (عليه السلام) قال يوم الحديبية: " جاءت إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا قد خرج إليكم من أبنائنا وأرقائنا وإنما خرجوا فرارا من خدمتنا فارددهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر الله أو ليبعثن عليكم من يضرب رقابكم بالسيف، الذين قد امتحن الله قلوبهم للتقوى، قال بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أولئك يا رسول الله؟
قال منهم خاصف النعل " وكان قد أعطى عليا نعله يخصفها(3).
الثاني عشر: الترمذي أيضا في رواية أخرى في صحيحه عن ربعي بن خراش أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم الحديبية لسهيل بن عمرو وقد سأله رد جماعة فروا إلى النبي (عليه السلام): " يا معشر قريش لتنتهوا أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم [ بالسيف ] على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان ".
____________
(1) مناقب ابن المغازلي: 182 / ح 330.
(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 649 / ح 1105.
(3) نقله عنه ابن البطريق في العمدة: 225 / ح 357.
الصفحة 193
قالوا: من هو يا رسول الله؟
قال: " هو خاصف النعل " وكان أعطى عليا (عليه السلام) نعله يخصفها(1).
الثالث عشر: الخطيب في التاريخ والسمعاني في الفضائل أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " لا تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله رجلا امحتن قلبه بالإيمان " الحديث سواء(2).
الرابع عشر: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان في المناقب المائة من طرق العامة يرفعه إلى جابر ابن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأكملهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا علي وهو الإمام بعدي والخليفة بعدي "(3).
____________
(1) سنن الترمذي: 5 / 298.
(2) تاريخ بغداد: 1 / 144.
(3) مائة منقبة: 51 / منقبة 25.