الصفحة 147
وفيه ستة أحاديث
الأول: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان قال: حدثنا أبو علي الحسن بن إسماعيل القحطبي قال: حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الأوزاعي عن يحيى [ بن ] أبي كثير [ عن ] عبد الله بن مرة عن سلمة بن قيس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض أعطى الله عليا من الفضل جزء لو قسم على أهل الأرض لوسعهم وأعطاه من الفهم جزء لو قسم على أهل الأرض لوسعهم شبهت لينه بلين لوط وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيوب وسخاءه بسخاء إبراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود وقوته بقوة داود له اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة بشرني به ربي وكانت له البشارة عندي علي محمود عند الحق مزكى عند الملائكة وخاصتي وخالصتي وظاهرتي ومصباحي وجنتي ورفيقي آنسني به ربي فسألت ربي أن لا يقبضه قبلي وسألته أن يقبضه شهيدا دخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر وقصور علي بعدد البشر، علي مني وأنا من علي من تولى عليا فقد تولاني حب علي نعمة واتباعه فضيلة دانت به الملائكة وحفت به الملائكة(1) الصالحون لم يمش على الأرض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا، لم يكن قط عجولا ولا مسترسلا لفساد ولا منعقدا حملته الأرض فأكرمته لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه ولم ينزل منزلا إلا كان مئمونا أنزل الله عليه الحكمة ورداه بالفهم تجالسه الملائكة ولا يراها ولو أوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه، فزين الله به المحافل وأكرم به العساكر وأخصب به البلاد وأعز به الأجناد مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت، وصفه الله تعالى في كتابه ومدحه بآياته ووصف فيه آثاره وأجرى منازله فهو الكريم حيا والشهيد ميتا "(2).
____________
(1) في المصدر: الجن.
(2) أمالي الصدوق: 57 / مجلس 2 / ح 7.
الصفحة 148
الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن محمد بن موسى (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال: حدثنا الحسن بن نصر الخزاز قال: حدثنا عمر بن طلحة عن أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير قال: أتيت عبد الله بن عباس فقلت له: يا بن عم رسول الله إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) واختلاف الناس فيه، فقال ابن عباس: يا بن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد نبي الله، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القربة، يا بن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول الله ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته، والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عز وجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما أتاه الله تبارك وتعالى.(1)
الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم ابن إسحاق قال: حدثني عبد العزيز بن يحيى البصري عن يحيى البصري قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري عن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن آبائه الصادقين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يحصى عددها إلا الله فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو وافى يوم القيامة بذنوب الثقلين، ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ".
ثم قال رسول الله (عليه السلام): " النظر إلى علي ابن أبي طالب عباده وذكره عبادة ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه "(2).
الرابع: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد عن مخلد قال:
حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن البختري البزاز إملاء في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة في داره درب السلولي في القطيعة قال: أخبرنا الرزاز قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا فطر قال: سمعت أبا الطفيل يقول قال بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) لقد كان لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه من السوابق ما إن لو سابقة منها قسمت بين
____________
(1) أمالي الصدوق: 651 / مجلس 82 / ح 15.
(2) أمالي الصدوق: 201 / مجلس 28 / ح 10.
الصفحة 149
الخلائق لوسعتهم خيرا(1).
الخامس: كتاب الشيخ البرسي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لو كانت البحار مدادا والرياض أقلاما والسماوات صحفا والإنس والجن كتابا لنفذ المداد وكلت الثقلان أن يكتبوا معشار عشر فضائل علي (عليه السلام) إمام يوم الغدير وكيف يكتبون وأنى يهتدون(2).
السادس: البرسي أيضا في كتابه في حديث مفاخرة أمير المؤمنين (عليه السلام) وابنه الحسين (عليه السلام) بمحضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد ذكر أمير المؤمنين من فضائله الكثيرة حذفناها للاختصار قال النبي (صلى الله عليه وآله) في آخر الحديث للحسين (عليه السلام): " أسمعت يا أبا عبد الله ما قاله أبوك وهو عشر عشير معشار ما قاله أبوك من فضائله من ألف ألف فضيلة وهو فوق ذلك أعلى ".(3)
فائدة: ذكر البرسي في كتابه عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يعذب الله هذا الخلق إلا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحق من فضل علي وعترته ألا وإنه لم يمش فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعة علي ومحبيه الذين يظهرون أمره وينشرون فضله أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة والويل كل الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره فما أصبرهم على النار "(4).
محمد بن يعقوب عن أحمد بن علي المستورد النخعي عن من رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" إن الملائكة الذين في السماء الدنيا ليطلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد (عليه السلام) فيقولون ما ترون هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد فتقول الطائفة الأخرى ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "(5).
عن وابل عن نافع عن أم سلمة أم المؤمنين (رضي الله عنها) قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
" ما من قوم اجتمعوا يذكرون فضل محمد وعلي بن أبي طالب وأهل بيته إلا هبطت ملائكة من السماء يحفون بهم فإذا تفرقوا عرجت الملائكة إلى السماء فتقول الملائكة إنا نشم منكم رائحة ما شممناها ولا رائحة أطيب منها فيقولون: إنا كنا قعودا عند قوم يذكرون فضل محمد وآل محمد فعبق بنا من ريحهم فيقولون اهبطوا بنا إلى المكان الذي كانوا فيه فيقولون إنهم تفرقوا "(6).
البرسي قال روى ميسر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما تقول يا ميسر فيمن لم يعص الله طرفة عين
____________
(1) أمالي الطوسي: 391 / مجلس 14 / ح 7.
(2) مشارق الأنوار: 111.
(3) نقله في حلية الأبرار عن البرسي ولم نجده في مشارق الأنوار المطبوع، حلية الأبرار: 2 / 126.
(4) مشارق الأنوار: 151.
(5) أصول الكافي: 2 / 187 / باب تذاكر الإخوان / ح 4.
(6) الروضة في المعجزات والفضائل: 151.
الصفحة 150
في أمره ونهيه لكنه ليس منا ويجعل هذا الأمر في غيرنا " قال ميسر وما أقول وأنا بحضرتك يا سيدي فقال: " هو في النار " ثم قال: " فما تقول فيمن يدين الله [ بما تدين ] ويبرء من أعدائنا لكن به من الذنوب ما بالناس غير أنه يجتنب الكبائر ".
قال: فقلت: وما أقول يا سيدي وأنا بحضرتك؟
فقال: " إنه في الجنة وإن الله قد ذكر ذلك في آية من كتابه فقال: * (إن تجتنبون كبائر ما تنهون عنه) *: وهو حب فرعون وهامان * (نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) *: وهو حب علي "(1).
____________
(1) مشارق الأنوار: 151.