الصفحة 194
فيه اثنا عشر حديثا
الأول: في كتاب المجالس للشيخ الطوسي قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي الوراق قال: حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خويعة قال: قدمنا وفد عند القيس في إمارة عمر بن الخطاب فسأله رجلان منا عن طلاق الأمة فقام معهما وقال: انطلقا فجاء إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال: يا أصلع كم طلاق الأمة قال فأشار بإصبعيه هكذا يعني اثنتين قال: فالتفت عمر إلى الرجلين فقال طلاقها اثنتان فقال له أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك فقال عمر: ويلك أتدري من هذا هذا علي بن أبي طالب سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" لو أن السماوات والأرض وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي "(1).
الثاني: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره ما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن قال:
حدثنا أحمد بن محمد ابن سعيد عن محمد بن أحمد عن المنذر بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر ابن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال: خطبنا علي (عليه السلام) في الرحبة ثم قال: " لما كان في زمن الحديبية خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أناس من قريش من أشراف أهل مكة فيهم سهيل ابن عمرو وقالوا: يا محمد أنت جارنا وحليفنا وابن عمنا وقد لحق بك أناس من أبنائنا وإخواننا وأقاربنا ليس فيهم التفقه في الدين ولا رغبة فيما عندك، ولكن إنما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا فارددهم علينا فدعى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر فقال له: انظر ما يقولون فقال: صدقوا يا رسول الله أنت جارهم فاردد عليهم قال: ثم دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
عند ذلك لا تنتهون يا معاشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتقوى يضرب رقابكم على الدين.
____________
(1) أمالي الطوسي: 575 / مجلس 23 / ح 2.
الصفحة 195
فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟
فقال: لا.
فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول الله؟
قال: لا ولكنه خاصف النعل وكنت أخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) " ثم التفت إلينا علي (عليه السلام) وقال:
" سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار "(1).
الثالث: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (عليه السلام): " أن أمير المؤمنين (عليه السلام) جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس، فقال بعضهم لا تقعد تحت هذا الحائط فإنه معور فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): حرس امرءا أجله، فلما قام سقط الحائط، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) مما يفعل هذا وأشباهه وهذا اليقين ".(2)
الرابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة عن سعيد بن قيس الهمداني قال: نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع فقال: " نعم يا سعيد بن قيس أنه ليس من عبد إلا وله من الله عز وجل حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر فإذا نزل القضا خليا بينه وبين كل شئ ".(3)
الخامس: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن العزرمي عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان قنبر غلام علي (عليه السلام) يحب عليا حبا شديدا فإذا خرج علي (عليه السلام) خرج على أثره بالسيف فرآه ذات ليلة فقال: يا قنبر ما لك؟
فقال: جئت لأمشي خلفك يا أمير المؤمنين.
قال: ويحك من أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟
فقال: لا، بل من أهل الأرض.
فقال: إن أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلا بإذن الله من السماء فارجع فرجع "(4).
السادس: الحديث المشهور عنه (عليه السلام): " لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ".(5)
السابع: ابن شهرآشوب قال كان يطوف بين الصفين بصفين في غلالة فقال الحسن (عليه السلام): " ما هذا زي الحرب " فقال: " يا بني إن أباك لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه " ولما ضربه ابن
____________
(1) أنظر البحار: 32 / 300 ح 262، والإرشاد للمفيد: 1 / 122.
(2) أصول الكافي: 2 / 57 / ح 5.
(3) أصول الكافي: 2 / 58 / ح 8.
(4) أصول الكافي: 2 / 59 / ح 10.
(5) مناقب آل أبي طالب: 1 / 317.
الصفحة 196
ملجم قال: " فزت ورب الكعبة "(1).
الثامن: والسيد الرضي في الخصائص عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " ما شككت في الحق منذ رأيته ".(2) وقال (عليه السلام): " عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ".(3)
التاسع: ابن بابويه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري قالا:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن أحمد بن يزيد النيسابوري قال:
حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين فارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض فيه النبي (صلى الله عليه وآله) وجاء رجل باك وهو متسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين وقال: رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدهم يقينا وأخوفهم لله عز وجل وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحديث طويل(4) تقدم عن قريب في الباب الثاني والعشرين في أن أمير المؤمنين أول من أسلم وهو حديث حسن فليؤخذ تمامه من هناك.
العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثنا أحمد بن علي الرملي قال: حدثنا محمد ابن موسى قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق المروزي قال: حدثنا عمرو بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأحلمهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا وهو الإمام والخليفة بعدي "(5).
الحادي عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني قال:
حدثنا أبو علي الحسن بن إسماعيل القحطبي قال: حدثنا إسماعيل(6) بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الأوزاعي عن أبي كثير عن عبد الله بن مرة عن سلمة بن قيس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض أعطى الله عليا من الفضل جزء لو قسم على أهل الأرض لوسعهم وأعطاه الله من الفهم جزءا
____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 1 / 385.
(2) خصائص الأئمة: 107.
(3) خصائص الأئمة: 101.
(4) أمالي الصدوق: 312 / مجلس 42 / ح 11.
(5) أمالي الصدوق: 57 / مجلس 2 / ح 6.
(6) في المصدر: سعيد.
الصفحة 197
لو قسم على أهل الأرض لوسعهم "(1) وفي الحديث(2) الأول من الباب فليؤخذ تمامه من هناك فهو حديث حسن.
الثاني عشر: كتاب سليم بن قيس الهلالي قال: قال ابن قيس: يا بن أبي طالب ما منعك حين بويع أخو بني تيم بن مرة وأخو عدي وأخو بني أمية بعدهما أن تقاتل وتضرب بسيفك فإنك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلا قلت فيها والله إني أولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ قال: " قد قلت فاستمع الجواب لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي وأن لا أكون أعلم بأن ما عند الله خير لي من الدنيا بما فيها ولكني منعني من ذلك أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعهده إلي أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما الأمة [ صانعة بي ] بعده، فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني به ولا أشد يقينا به مني قبل ذلك بل أنا بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشد يقينا بما عاينت وشاهدت، فقلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فما تعهد إلي إذا كان ذلك قال إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك وأحقن دمك حتى تجد على إقامة كتاب الله وسنتي أعوانا، وأخبرني أن الأمة ستخذلني [ وتبايع غيري ] وتتبع غيري، وأخبرني أني منه بمنزلة هارون من موسى وأن الأمة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه ومنزلة العجل ومن تبعه فقال موسى: * (يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تبعتني أفعصيت أمري قال: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني) * وقال: * (يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي) * وإنما يعني أن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا ثم وجد أعوانا أن يجاهدهم وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم، وإني خشيت أن يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرقت بين الأمة ولم ترقب قولي وقد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا فكف يدك وأحقن دمك ودم أهل بيتك وشيعتك فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول بغسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم شغلت بالقرآن، فآليت على نفسي أن لا أرتدي برداء إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب، ثم حملت فاطمة وأخذت بيد ابني الحسن والحسين (عليهما السلام) فلم أدع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي ودعوتهم إلى نصرتي، فلم يستجب لي من الناس إلا أربعة رهط: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير، ولم يبق معي أحد إلا أهل بيتي أصول به ولا أقوى به ".(3)
____________
(1) أمالي الصدوق: 57 / مجلس 2 / ح 7.
(2) يوجد هنا سقط لم نتبينه.
(3) كتاب سليم بن قيس: 215.