الباب في أن ولاية رسول الله وولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام) بعث الله جل جلاله عليها النبيين (عليهم السلام) في قوله * (واسأل من أرسلنا

الصفحة 57    

وفيه ستة أحاديث:

الحديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) عن جعفر بن محمد الحسيني عن علي بن إبراهيم القطان عن عباد بن يعقوب عن محمد بن الفضيل عن محمد بن سويد(1) عن علقمة بن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث الإسراء: " فإذا ملك قد أتاني فقال: يا محمد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ماذا بعثتم، فقال لهم: معاشر الرسل والنبيين على ماذا بعثكم الله قبلي؟ قالوا: على ولايتك يا محمد وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(2).

 

الحديث الثاني: الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمد بن مروان قال: حدثنا السائب بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما عرج بي إلى السماء انتهى بي المسير مع جبرائيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر، فقال لي جبرائيل: يا محمد هذا البيت المعمور خلقه الله قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف عام فصل فيه الصلاة، وجمع إليه النبيين والمرسلين فصفهم جبرائيل صفا فصليت بهم، فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام، ويقول لك اسأل الرسل على ماذا أرسلتم من قبلي، فقلت: معاشر الأنبياء والرسل على ماذا بعثكم ربي قبلي؟ قالوا: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك قوله: * (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) * "(3).

 

الحديث الثالث: أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان)(4) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) " فهذا من براهين نبينا (صلى الله عليه وآله) التي أتاه الله إياها وأوجب أنه الحجة على سائر خلقه، لأنه لما ختم به الأنبياء وجعله الله رسولا إلى جميع الأمم وسائر الملل خصه بالارتقاء إلى السماء عند المعراج، وجمع

 

____________

 

(1) في المصدر: سوقة.

 

(2) تأويل الآيات: 2 / 563 ح 29.

 

(3) البحار: 26 / 307 و 36 / 155.

 

(4) لم يذكره في التفسير بل ذكره في الاحتجاج.

 

الصفحة 58    

له يومئذ الأنبياء فعلم منهم ما أرسلوا به وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه، وأقروا أجمعين بفضله وفضل الأوصياء والحجج في الأرض من بعده، وفضل شيعة وصيه من المؤمنين والمؤمنات الذين سلموا لأهل الفضل فضلهم ولم يستكبروا عن أمرهم وعرف من أطاعهم وعصاهم من أممهم وسائر من مضى ومن غبر(1) أو تقدم أو تأخر "(2).

 

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن يوسف عن العباس عن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث الله نبيا قط إلا بها "(3).

 

الحديث الخامس: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد - يعني المفيد - قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: أخبرني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما قبض الله نبيا حتى أمر الله أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته وأمرني أن أوصي فقلت: إلى من يا رب؟ فقال: أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب، فإني قد أثبته في الكتب السالفة وكتبت فيها أنه وصيك وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي أخذت مواثيقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بالولاية "(4).

 

الحديث السادس: محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: " ولاية علي مكتوب في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث الله نبيا إلا بنبوة محمد ووصيه علي (عليهما السلام) "(5).

 

____________

 

(1) غبر: ذهب.

 

(2) الإحتجاج: 1 / 370، وتفسير نور الثقلين: 4 / 607 ح 64.

 

(3) الكافي: 1 / 437 ح 3.

 

(4) أمالي الطوسي: 104 / مجلس 4 / ح 14.

 

(5) البصائر: 92 / ح 1 / باب 8 من الجزء الثاني.