الصفحة 24
وفيه ثلاثة أحاديث.
الأول: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب قال:
حدثنا أحمد بن علي الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني جعفر بن الحسن بن عبيد الله بن موسى العيسى عن محمد بن علي السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر ابن عبد الله الأنصاري أنه قال: لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في علي خصال لو كانت واحدة منها في جميع الناس اكتفوا بها فضلا قوله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه " وقوله (صلى الله عليه وآله): " علي مني كهارون من موسى " وقوله (صلى الله عليه وآله) (عليهم السلام) " علي مني وأنا منه " وقوله (صلى الله عليه وآله): " علي مني كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي " وقوله (صلى الله عليه وآله): " حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله " وقوله (صلى الله عليه وآله):
" ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله " وقوله (صلى الله عليه وآله): " علي حجة الله وخليفته في عباده "، وقوله (صلى الله عليه وآله):
" حب علي إيمان وبغضه كفر " وقوله (صلى الله عليه وآله): " حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان "، وقوله (صلى الله عليه وآله): " علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " وقوله (صلى الله عليه وآله): " علي قسيم الجنة والنار " وقوله (صلى الله عليه وآله): " من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل " وقوله (صلى الله عليه وآله): " شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة "(1).
الثاني: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم (رحمه الله) قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عن أبيه الباقر محمد بن علي عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبنا ذات يوم فقال: أيها الناس أنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة وذكر فضل شهر رمضان " إلى أن قال في آخر الحديث " ثم بكى - يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) - فقلت يا رسول الله ما يبكيك؟
____________
(1) أمالي الصدوق: 150 ح 146 مجلس 20 ح 1.
الصفحة 25
فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وأنت تصلي وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب بها لحيتك، قال: أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟
فقال في سلامة من دينك، ثم قال: يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني، لأنك مني كنفسي، روحك من روحي وطينتك من طينتي، إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك فاختارني للنبوة واختارك للإمامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري ونهيك نهي أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده "(1).
الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل مع المأمون والعلماء في الفرق بين العترة والأمة وفضل العترة على الأمة واصطفاء العترة وذكر الحديث بطوله، وفي الحديث قالت العلماء: هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا (عليه السلام): نعم فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا وذكر (عليه السلام) المواضع من القرآن وقال (عليه السلام) فيها: " وأما الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه وأمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عز وجل: * (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) * " فبرز النبي (صلى الله عليه وآله) عليا والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله * (وأنفسنا وأنفسكم) * قالت العلماء: عني به نفسه؟
قال أبو الحسن (عليه السلام): " غلطتم إنما عني به علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومما يدل على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله) حين قال: لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يعني علي بن أبي طالب وعني بالأبناء الحسن والحسين وعني بالنساء فاطمة (عليها السلام) فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد وفضل لا يلحقهم فيه بشر وشرف ولا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة وأما الرابعة " وذكرها وما بعدها إلى آخر الاثني عشر(2).
في قوله (صلى الله عليه وآله): " علي مني وأنا منه "
____________
(1) أمالي الصدوق: 154 ح 149 مجلس 20 ح 4.
(2) عيون أخبار الرضا: 2 / 210، باب 23، ح 1.