الصفحة 277
وفيه تسعة عشر حديثا
الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول قال: قلت له: جعلت فداك، أخبرني عن النبي (صلى الله عليه وآله) ورث النبيين كلهم؟
قال: " نعم " قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟
قال: " نعم، ما بعث الله نبيا إلا ومحمد (صلى الله عليه وآله) أعلم منه " قال: قلت: إن عيسى ابن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله قال: " صدقت، وسليمان بن داود قال: كان يفهم منطق الطير، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقدر على هذه المنازل قال: فقال سليمان بن داود للهدهد حين فقده وشك في أمره * (فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) * حين فقده وغضب عليه فقال: * (لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) *(1) وإنما غضب لأنه كان يدله على الماء، فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح والنمل والأنس والجن والشياطين والمردة له طائعين، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكان الطير يعرفه وإن الله يقول في كتابه: * (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) *(2) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما يسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى، ونحن نعرف تحت الهواء، فإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها إلا يأذن الله به مع، ما قد أذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب إن الله يقول: * (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) *(3) ثم قال: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) *(4) فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ "(5).
____________
(1) النمل: 20 - 21.
(2) الرعد: 31.
(3) النمل: 75.
(4) فاطر: 32.
(5) الكافي 1: 226 / 7.
الصفحة 278
الثاني: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال لي: يا أبا محمد، إن الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا، قال: وقد أعطى محمدا جميع ما أعطى الأنبياء، وعنده الصحف التي قال الله عز وجل: صحف إبراهيم وموسى "(1).
الثالث: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سأله عن قول الله عز وجل * (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر) * ما الزبور؟ وما الذكر؟ قال: " الذكر عند الله، والزبور الذي أنزل على داود، وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم "(2).
الرابع: المفيد في الإختصاص عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان الكلبي عن أديم بن الحر عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا (عليه السلام)، فقال الرجل قد كانت بينهما مناجاة بالطائف، نزل بينهما جبرائيل (عليه السلام) وقال: إن الله علم رسوله الحرام والحلال والتأويل، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا ذلك كله(3).
الخامس: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " ما دخل رأسي يوما ولا غمضنا غمضا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى علمت من رسول الله ما نزل به جبرائيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنة أو أمر أو نهي، فيما نزل فيه وفيمن نزل، فخرجنا فلقينا المعتزلة قد ذكرنا ذلك لهم فقالوا: إن الأمر عظيم، كيف يكون هذا وقد كان أحدهما يغيب عن صاحبه؟ فكيف يعلم هذا؟ قال: فرجعنا إلى زيد فأخبرناه بردهم علينا فقال: كان يتحفظ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدد الأيام التي غاب بها، فإذا التقيا قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي نزل علي في يوم كذا وكذا وكذا ويوم كذا وكذا وكذا حتى يعدها عليه إلى يومه الذي وافى فيه، أخبرناهم بذلك "(4).
السادس: محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " قد ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا أعلم كتاب الله، وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة، وفيه خبر السماء وخبر
____________
(1) الكافي 1: 225 / 5.
(2) الكافي 1: 225 / 6.
(3) الإختصاص: 278.
(4) بصائر الدرجات 197 / 1.
الصفحة 279
الأرض وخبر الجنة وخبر النار وخبر ما كان وخبر ما هو كائن، أعلم ذلك كأنما أنظر إلى كفي، إن الله يقول: فيه تبيان كل شئ "(1).
السابع: الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي علي (عليه السلام): " لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن حتى يزهر إلى الله، ولحكمت بين أهل الإنجيل حتى تزهر إلى الله، ولحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى تزهر إلى الله، ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله، ولولا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما تريدون إلى أن تقوم الساعة "(2).
الثامن: الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " لو كسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وأهل الإنجيل بإنجيلهم، وأهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلى الله يزهر، والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا وقد علمت فيمن أنزلت ولا أحد مر على رأسه المواسي إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟ قال له: أما سمعت الله يقول: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) *(3)
فرسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه، وأنا شاهد له فيه واتلوه معه "(4).
التاسع: الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خلف بن حماد عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " لو ثني الناس لي وسادة كما ثنى ابن صوحان لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى تزهر ما بين السماء والأرض، ولحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر ما بين السماء والأرض، ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر ما بين السماء والأرض، ولحكمت بين أهل الفرقان بالفرقان حتى يزهر ما بين السماء والأرض "(5).
العاشر: الصفار عن محمد بن عبد الحميد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سمعت المنهال بن عمر وقال: أخبرني زادان قال: سمعت عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يقول: " ما رجل من قريش جر عليه المواسي إلا وقد نزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلى الجنة أو النار، وما من آية نزلت في بر أو بحر أو سهل أو جبل إلا وقد عرفت حيث نزلت وفي من نزلت، ولو ثنيت لي وسادة
____________
(1) بصائر الدرجات 197 / 2.
(2) بصائر الدرجات 132 / 1 و 134 / 7.
(3) هود: 17.
(4) بصائر الدرجات 133 / 2.
(5) بصائر الدرجات 133 / 2.
الصفحة 280
لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم حتى يزهر إلى الله "(1).
الحادي عشر: الصفار عن إبراهيم ابن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عن علي (عليه السلام) قال: " لو وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى ربه ولو وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الفرقان بالفرقان حتى يزهر إلى ربه "(2).
الثاني عشر: الصفار عن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن عن فضيل عن أبي بكر الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال: قال علي (عليه السلام): " لو استقامت لي الأمة وثنيت لي وسادة لحكمت في التوراة بما أنزل الله فيه، ولحكمت في الزبور بما أنزل الله فيها حتى يزهر إلى السماء، إني قد حكمت في القرآن بما أنزل الله "(3).
الثالث عشر: الصفار عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل الفرقان بالفرقان حتى يزهر إلى الله، ولحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى تزهر إلى الله ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله، لولا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة "(4).
الرابع عشر: الصفار عن الحسن بن أحمد عن أبيه أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن العباس بن حريش عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال علي (عليه السلام): والله لا يسألني أهل التوراة ولا أهل الإنجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان إلا فرقت بين كل أهل الكتاب بحكم ما في كتابهم "(5).
الخامس عشر: الصفار عن محمد بن الحسين عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) قال: " لأنا أعلم بالتوراة من أهل التوراة، وأعلم بالإنجيل من أهل الإنجيل "(6).
السادس عشر: الشيخ في أماليه بإسناده عن علي (عليه السلام) قال: " سلوني عن كتاب الله فوالله ما أنزلت آية من كتاب الله عز وجل في ليل أو نهار ولا مسير ولا مقام إلا وقد أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمني تأويلها، فقام ابن الكوا فقال: يا أمير المؤمنين، فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه؟ قال:
كان يحفظ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غائب حتى أقدم عليه فيقرئنيه
____________
(1) بصائر الدرجات 133 / 4.
(2) بصائر الدرجات 134 / 5.
(3) بصائر الدرجات 134 / 6.
(4) بصائر الدرجات 134 / 7.
(5) بصائر الدرجات 134 / 8.
(6) بصائر الدرجات 135 / 9.
الصفحة 281
ويقول لي: يا علي أنزل الله علي بعدك كذا وكذا، وتأويله كذا وكذا فيعلمني تأويله وتنزيله "(1).
السابع عشر: الشيخ في أماليه بإسناده قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول لرأس اليهود: " على كم افترقتم فقال: على كذا وكذا فرقة، فقال علي (عليه السلام): كذبت ثم أقبل على الرأس فقال: والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل القرآن بقرآنهم، افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة سبعون منها في النار وواحدة ناجية في الجنة، وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة إحدى وسبعين فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى (عليه السلام)، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت وصي محمد (صلى الله عليه وآله)، وضرب بيده على صدره ثم قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين فرقة كلها تنتحل مودتي وحبي، وواحدة منها في الجنة وهم النمط الأوسط واثنتا عشرة في النار "(2).
الثامن عشر: الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: " * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره) * فهو محمد (صلى الله عليه وآله) * (فيها مصباح) * هو العلم * (المصباح في زجاجة) *(3) الزجاجة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلم نبي الله عنده "(4).
التاسع عشر: المفيد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن عنبسة بن بجاد العابد عن المغيرة الحواري مولى عبد المؤمن الأنصاري عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول على المنبر: " سلوني قبل أن تفقدوني فوالله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة، ولا فئة تظل مائة أو تهدي مائة إلا وعرفت قائدها وسائقها، وقد أخبرت بهذا رجلا من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم وصغيرهم إلى أن تقوم الساعة "(5).
____________
(1) أمالي الطوسي 523 / 1158.
(2) أمالي الطوسي 523 / 1159.
(3) النور: 35.
(4) الإختصاص: 278.
(5) الإختصاص: 279.