الصفحة 57
من طريق العامة
أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن والده قال: حدثنا علي بن بحر، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خيثم أبي يزيد، عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذات العشيرة فلما نزلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأقام بها رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل فقال لي علي: يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء(1) من التراب فنمنا فوالله ما أهبنا إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: " يا أبا تراب " لما يرى عليه من التراب، قال: " ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ " قلنا: بلى يا رسول الله قال: " أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه يعني قرنه حتى تبتل منه هذه يعني لحيته "(2).
قلت: وروي هذا الحديث إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب فرائد السمطين بإسناده المتصل عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي (عليه السلام) وساق الحديث إلى آخره(3).
ومن الجزء الأول من صحيح البخاري في باب نوم الرجل من المسجد في نصف المجلدة أو زيادة على ذلك من أجزاء ثمانية قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال: " أين ابن عمك "؟
قالت: " كان بيني وبينه شئ فغاضبني فخرج فلم يقم عندي " فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لإنسان: " أنظر أين هو " فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمسحه عنه ويقول: " قم أبا تراب قم أبا
____________
(1) الدقعاء: الأرض لا نبات بها. التراب.
(2) مسند أحمد 4 / 263.
(3) فرائد السمطين: 1 / 384 / ح 316.
الصفحة 58
تراب "(1).
ومن صحيح البخاري أيضا في الجزء الرابع من أجزاء ثمانية في ثلثه الأخير قال: حدثنا عبد الله ابن مسلمة، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليا عند المنبر قال: فيقول ماذا؟ قال: يقول له أبو تراب، فضحك وقال: والله ما سماه إلا النبي (صلى الله عليه وآله) وما كان له اسم أحب إليه منه فاستعظمت الحديث سهلا وقلت يا أبا عباس كيف؟
قال: دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أين ابن عمك قالت: " في المسجد " فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول: " اجلس يا أبا تراب مرتين "(2).
ومن صحيح مسلم في ثالث كراس من الجزء الرابع من أجزاء ستة في باب فضائل علي بن أبي طالب قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز - يعني ابن أبي حازم - عن أبي حازم، عن سهل ابن سعد قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال: فأبى سهل فقال له: أما إذا أبيت فقل لعن الله أبا تراب فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب؟ قال:
جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال: " أين ابن عمك "؟ فقالت: " كان بيني وبينه شئ فغاضبني فخرج فلم يقم عندي " فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لإنسان: " انظر أين هو " فجاء فقال:
يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمسحه عنه ويقول: " قم أبا التراب، قم أبا التراب "(3).
ومن طريق المخالفين أيضا ما رواه أبو المؤيد موفق بن أحمد - وهو من أعيانهم - في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أنبأني سيد القراء أبو العلا الحسن بن أحمد العطار الهمداني قال:
أخبرنا أبو الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد
____________
(1) صحيح البخاري 1 / 114 ط - دار الطباعة العامرة - مصر.
قال العلامة الأميني (قدس سره) في الغدير 6 / 336، بعد ذكر الحديث: " عند الحفاظ في متن حديث سهل اضطراب ينبأ عن تصرف الأهواء فيه، وفي بعض ألفاظه إبهام المباغضة بين أمير المؤمنين وابنة عمه الطاهرة الصديقة فاطمة، وهما - سلام الله عليهما - بعيدان عن ذلك بما منحهما الله تعالى من العصمة بنص الكتاب الكريم ".
(2) صحيح البخاري 4 / 207 - 208 ط - دار الطباعة العامرة - مصر.
(3) صحيح مسلم 7: 123 - 124 - ط - المكتب التجاري.
الصفحة 59
الطبراني، حدثنا محمود بن محمد المروزي، حدثنا حامد بن آدم المروزي، حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما آخا النبي (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه وبين المهاجرين والأنصار فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم، خرج علي (عليه السلام) مغضبا حتى أتى جدولا من الأرض فتوسد ذراعه وسفت عليه الريح فطلبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى وجده فوكزه برجله فقال له: " قم فما صلحت إلا أن تكون أبا تراب، أغضبت علي حين واخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أواخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي، ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان، ومن أبغضك(1) أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الإسلام "(2).
____________
(1) في المخطوطة: أغضبك.
(2) مناقب الخوارزمي: 7.
وذكر ذلك العلامة الأميني في الغدير 3 / 200 وأفرد لها بحثا في: 6 / 333، جمع فيه طرقها ومصادرها وقال:
" وهذا الحديث صحيح السند مما استدرك به الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، وصححه الهيثمي، أخرجه إمام الحنابلة في مسنده 4 / 263 والحاكم في المستدرك 3 / 140، والطبري في تاريخه 2 / 261، وابن هشام في السيرة النبوية 2 / 236، وابن كثير في تاريخه 3 / 247، والهيثمي في المجمع 9: 136، والسيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 / 399، والعيني في عمدة القاري 7: 630 ويجده القارئ من المتسالم عليه في طبقات ابن سعد: 509، وعيون الأثر لابن سيد الناس 1 / 226، والإمتاع للمقريزي 1: 55، والسيرة الحلبية 2 / 142، وتاريخ الخميس 2 / 364، ومجمع الزوائد 9:..، والفصول المهمة لابن صباغ: 22، وكفاية الطالب: 82، وتاريخ الطبري 2 / 363، والسنن الكبرى للبيهقي 2 / 446، وتذكرة سبط ابن الجوزي: 4، ونزل الأبرار: 15، والإصابة 2 / 509 ".