الصفحة 185
من طريق الخاصة، وفيه مائة حديث وعشرة أحاديث
الحديث الأول: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في أماليه قال: حدثنا محمد بن علي (رضي الله عنه) عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك، والمحب له مؤمن، والمبغض له منافق، والمقتفي لأثره لاحق، والمحارب له مارق، والراد عليه زاهق، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده(1)، سيف الله على أعدائه ووارث علم أنبيائه، على كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى، علي سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء، علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين، لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته "(2).
الثاني: ابن بابويه [ حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن علي بن يحيى قال: حدثنا أبو بكر بن نافع، قال: حدثنا أمية بن خالد ](3) قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا علي بن زيد عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) أنه قال: " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يا علي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنك لأفضل الخليقة بعدي، يا علي أنت وصيي وإمام أمتي، من أطاعك أطاعني ومن عصاك عصاني "(4).
الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا مخول بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود اليشكري عن محمد بن عبيد الله عن سلمان الفارسي (رحمه الله) قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله): من
____________
(1) في المصدر: علي سيف الله.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 61 / المجلس 3 / ح 6.
(3) زيادة من المصدر.
(4) أمالي الشيخ الصدوق: 62 / المجلس 3 / ح 10.
الصفحة 186
وصيك من أمتك فإنه لم يبعث نبي إلا كان له وصي من أمته؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لم يبين له(1) بعد " فمكثت ما شاء الله أن أمكث ثم دخلت المسجد فناداني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " يا سلمان سألتني عن وصيي من أمتي، فهل تدري من كان وصي موسى من أمته؟ " فقلت: كان [ وصيه ](2) يوشع بن نون فتاه، قال: " فهل تدري لم كان أوصى إليه؟ " قلت: الله ورسول الله أعلم قال: " أوصى إليه لأنه كان أعلم أمته بعده، ووصيي أعلم أمتي [ من ](3) بعدي، علي بن أبي طالب "(4).
الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي (رحمه الله) عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل عن جابر بن يزيد عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولا وأنزل علي سيد الكتب، فقلت: إلهي وسيدي إنك أرسلت موسى إلى فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا ليشد به عضده ويصدق به قوله، وإني أسألك يا سيدي وإلهي أن تجعل لي من أهلي وزيرا تشد به عضدي، فجعل [ الله ](5) لي عليا وزيرا وأخا وجعل الشجاعة في قلبه وألبسه الهيبة على عدوه، وهو أول من آمن بي وصدقني وأول من وحد الله معي، وإني سألت ذلك ربي عز وجل فأعطانيه، فهو سيد الأوصياء، اللحوق به سعادة، والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي وزوجته الصديقة الكبرى ابنتي وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي، وهو وهما والأئمة من بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين، وهم أبواب العلم في أمتي من تبعهم نجا من النار ومن اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم، لم يهب الله محبتهم لعبد إلا أدخله [ الله ](6) الجنة "(7).
الخامس: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم على منبر الكوفة: " أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين، أنا إمام المسلمين وقائد المتقين وولي المؤمنين وزوج سيدة نساء العالمين، أنا المتختم باليمين والمعفر للجبين، أنا الذي هاجرت الهجرتين وبايعت البيعتين، أنا صاحب بدر وحنين، أنا
____________
(1) في المصدر: يبين لي.
(2) زيادة من المصدر.
(3) زيادة من المصدر.
(4) أمالي الشيخ الصدوق: 63 / المجلس 4 / ح 1.
(5) زيادة من المصدر.
(6) زيادة من المصدر.
(7) أمالي الشيخ الصدوق: 73 / المجلس 7 / ح 5.
الصفحة 187
الضارب بالسيفين والحامل على فرسين، أنا وارث علم الأولين وحجة الله على العالمين بعد الأنبياء، ومحمد بن عبد الله خاتم النبيين، أهل موالاتي مرحومون وأهل عداوتي ملعونون، ولقد كان حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيرا ما يقول لي: يا علي حبك تقوى وإيمان وبغضك كفر ونفاق، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه، كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك "(1).
السادس: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت أبي صفية عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " معاشر الناس من أحسن من الله قيلا وأصدق [ من الله ](2) حديثا، معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن أقيم لكم عليا علما وإماما [ وخليفة ](3) ووصيا وأن اتخذه أخا ووزيرا، معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى ربي وهو صالح المؤمنين ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، معاشر الناس إن عليا مني، ولده ولدي وهو زوج حبيبتي، أمره أمري ونهيه نهيي، معاشر الناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته، وإن طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي.
معاشر الناس إن عليا صديق هذه الأمة وفاروقها ومحدثها، إنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها، إنه باب حطتها وسفينة نجاتها وإنه طالوتها وذو قرنيها، معاشر الناس إنه محنة للورى والحجة العظمى والآية الكبرى وإمام الهدى(4) والعروة الوثقى، [ معاشر الناس إن عليا مع الحق والحق معه وعلى لسانه ](5)، معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له ولا ينجو منها عدو له، إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له ولا يتزحزح منها ولي له، معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلغتكم رسالة ربي ولكن لا تحبون الناصحين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم "(6).
السابع: ابن بابويه قال: حدثني علي بن أحمد بن(7) أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله قال: حدثني سليمان بن عقيل(8) المديني قال: حدثني موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 77 / المجلس 7 / ح 2.
(2) زيادة من المصدر.
(3) زيادة من المصدر.
(4) في المصدر: وإمام أهل الدنيا.
(5) زيادة من المصدر.
(6) أمالي الشيخ الصدوق: 83 / المجلس 8 / ح 4.
(7) في المصدر: بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.
(8) في المصدر: مقبل.
الصفحة 188
أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد قبا ومعه(1) نفر من أصحابه، فلما بصر بي تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه تبرق ثم قال: إلي يا علي، إلي يا علي فما زال يدنيني حتى ألصق فخذي بفخذه، ثم أقبل على أصحابه فقال:
معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال علي بن أبي طالب أخي إليكم، معاشر أصحابي إن عليا مني وأنا من علي، روحه من روحي وطينته من طينتي، وهو أخي ووصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، من أطاعه أطاعني ومن وافقه وافقني ومن خالفه خالفني "(2).
الثامن: ابن بابويه، حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان قال:
حدثنا أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن منزلي ويمسك قضيبا غرسه ربي عز وجل، ثم قال له: كن فكان فليتول علي بن أبي طالب وليأتم بالأوصياء من ولده، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، إلى الله أشكو أعداءهم من أمتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم [ وصلتي ](3)، وأيم الله ليقتلن [ ابني ](4) الحسين بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي "(5).
التاسع: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم المؤدب قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست ابن منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف الخفاف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا خليفة رسول الله ووزيره ووارثه، أنا أخو رسول الله ووصيه [ وحبيبه ](6)، أنا صفي رسول الله وصاحبه، أنا ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأبو ولده، أنا سيد الوصيين [ ووصي سيد النبيين ](7)، أنا الحجة العظمى والآية الكبرى والمثل الأعلى وباب النبي المصطفى، أنا العروة الوثقى وكلمة التقوى وأمين الله تعالى ذكره على أهل الدنيا "(8).
العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا جعفر ابن سلمة قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي قال: حدثنا
____________
(1) في المصدر: وعنده.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 88 / المجلس 9 / ح 10.
(3) زيادة من المصدر.
(4) زيادة من المصدر.
(5) أمالي الشيخ الصدوق: 88 / المجلس 9 / ح 11.
(6) زيادة من المصدر.
(7) زيادة من المصدر.
(8) أمالي الشيخ الصدوق: 92 / المجلس 10 / ح 7.
الصفحة 189
مهلهل العبدي قال: حدثنا كريزة بن صالح الهجري عن أبي ذر جندب بن جنادة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام) كلمات ثلاث لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: " اللهم أعنه واستعن به، [ اللهم ](1) وانصره وانتصر به فإنه عبدك وأخو رسولك (صلى الله عليه وآله) "(2).
ثم قال أبو ذر (رضي الله عنه): أشهد لعلي بالولاية والإخاء والوصية، قال كريزة بن صالح: وكان يشهد له بمثل ذلك سلمان الفارسي والمقداد وعمار وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو أيوب صاحب منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهاشم بن عتبة المرقال، كلهم من أفاضل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله).
الحادي عشر: ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رحمه الله) قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر عن المعلي بن محمد البصري بن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن عليا وصيي وخليفتي وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي، من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني ومن ناواهم فقد ناوأني ومن جفاهم فقد جفاني ومن بر بهم فقد بر بي، وصل الله من وصلهم وقطع من قطعهم ونصر من أعانهم وخذل من خذلهم، اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "(3).
الثاني عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم (رضي الله عنه) قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال له رجل من أهل خراسان: يا بن رسول الله رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم لحمي، فقال له الرضا (عليه السلام): " أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من نبيكم وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجبه الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاءه [ يوم القيامة ](4) نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس، ولقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 107 / المجلس 12 / ح 8.
(3) أمالي الشيخ الصدوق: 112 / المجلس 13 / ح 10.
(4) زيادة ليست في المصدر.
الصفحة 190
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم، وأن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة "(1).
الثالث عشر: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدثني جدي يحيى بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدثني جدي يحيى بن الحسن بن [ بن جعفر بن عبيد الله ](2) [ علي بن الحسين ](3)
قال: حدثني إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى قالا: حدثنا نصر بن مزاحم عن أبي خالد عن زيد ابن علي عن آبائه عن علي (عليه السلام) قال: " كان لي عشر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي: قال لي: يا علي أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وأنت أقرب الناس موقفا يوم القيامة ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الأخوين، وأنت الوصي وأنت الولي، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ووليك وليي ووليي ولي الله "(4).
الرابع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال [ عن أبيه ](5) عن أبي الحسن علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه الصادق وجعفر بن محمد عن أبيه الباقر محمد بن علي عن أبيه زين العابدين بن علي بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبنا ذات يوم فقال: أيها الناس لقد أقبل إليكم شهر الله يعني شهر رمضان، وساق الخطبة (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال أمير المؤمنين: فقمت فقلت:
يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر قال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله ثم بكى فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ [ فقال: ](6) يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي [ لربك ](7) وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت:
يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال: في سلامة من دينك ثم قال: يا علي من قتلك فقد
____________
(1) أمالي الصدوق: 121 / المجلس 15 / ح 10.
(2) زيادة من المصدر.
(3) زيادة ليست في المصدر.
(4) أمالي الشيخ الصدوق: 137 / المجلس 18 / ح 8.
(5) زيادة من المصدر.
(6) زيادة من المصدر.
(7) زيادة من المصدر.
الصفحة 191
قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني، لأنك مني كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي، إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك فاختارني للنبوة واختارك للإمامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد مماتي، أمرك أمري ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية أنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده "(1).
الخامس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن موسى عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال وكرهتهن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة والرفث في الصوم والمن بعد الصدقة وإتيان المساجد جنبا والتطلع في الدور والضحك بين القبور "(2).
السادس عشر: ابن بابويه عن أبيه (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن أحمد(3) بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن علقمة قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) وقد قلت: يا بن رسول الله، أخبرني عن من تقبل شهادته ومن لا تقبل فقال: " يا علقمة كل من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته " قال: فقلت له: تقبل شهادة مقترف الذنوب، فقال: " يا علقمة لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادة الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل العدالة والستر، وشهادته مقبولة إن كان في نفسه مذنبا، من اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله تعالى، ذكره داخل في ولاية الشيطان، ولقد حدثني أبي عن آبائه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا، ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير "(4).
السابع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 155 / المجلس 20 / ح 4.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 118 / المجلس 15 / ح 3.
(3) في المصدر: محمد.
(4) أمالي الشيخ الصدوق: 164 / المجلس 22 / ح 3.
الصفحة 192
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن يوسف بن الحارث عن محمد بن مهران عن علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن معاوية عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة زين عرش رب العالمين بكل زينة ثم يؤتى بمنبرين من نور طولهما مائة ميل، فيوضع أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يسار العرش ثم يؤتى بالحسن والحسين (عليهما السلام)، فيقوم الحسن على أحدهما والحسين على الآخر يزين الرب تبارك وتعالى بهما عرشه كما يزين المرأة قرطاها "(1).
عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب إنه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة وصاحب شفاعتي وحوضي، وهو مولى كل مسلم وإمام كل مؤمن وقائد كل تقي، وهو وصيي وخليفتي على أهل أمتي في حياتي وبعد موتي، محبه محبي ومبغضه مبغضي وبولايته صارت أمتي مرحومة وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة "(2).
الثامن عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن علي بن أحمد الأصفهاني(3) عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي عن سليمان ابن عبد الله الهاشمي عن محمد بن سنان عن الفضل عن جابر(4) قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): " يا علي أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي، محبك محبي ومبغضك مبغضي وعدوك عدوي ووليك وليي "(5).
التاسع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثني أبي عن محمد ابن عبد الجبار عن أبي أحمد الأزدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 174 / المجلس 24 / ح 1.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 175 / المجلس 24 / ح 2.
(3) في المصدر: أحمد بن علي الأصبهاني.
(4) في المصدر: جابر الجعفي.
(5) أمالي الشيخ الصدوق: 187 / المجلس 26 / ح 5.
الصفحة 193
ابنتي من فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته، وجعله لي وصيا وخليفة، فعلي مني وأنا منه، محبه محبي ومبغضه مبغضي، إن الملائكة لتقرب إلى الله بمحبته "(1).
العشرون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: " أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) علما لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا، ثم قال: معاشر الناس أنا من علي وعلي مني، خلق من طينتي وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين وخير الوصيين وزوج سيدة نساء العالمين وأبو الأئمة المهديين، معاشر الناس من أحب عليا أحببته ومن أبغض عليا أبغضته، ومن وصل عليا وصلته ومن قطع عليا قطعته، ومن جفا عليا جفوته، ومن والى عليا واليته ومن عادى عليا عاديته، معاشر الناس أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا، معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على جميع ملائكته "(2).
الحادي والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حمدان المكتب قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الصفار قال: حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني قال: حدثنا يحيى بن المغيرة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: [ قال: ] رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" ليلة أسري بي إلى السماء أخذ جبرائيل بيدي فأدخلني الجنة وأجلسني على درنوك من درانيك الجنة فناولني سفرجلة فانفلقت [ بنصفين ](3) فخرجت منها حوراء كأن أشفار عينيها مقاديم النسور فقالت: السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا محمد فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قالت أنا الراضية، المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أنواع، أسفلي من المسك وأعلاي من الكافور ووسطي من العنبر، وعجنت بماء الحيوان، قال الجليل: كوني
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 178 / المجلس 26 / ح 6.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 188 / المجلس 26 / ح 8.
(3) زيادة من المصدر.
الصفحة 194
فكنت، خلقت لابن عمك ووصيك ووزيرك علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(1).
الثاني والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا الفضل بن الصقر العبدي قال: حدثنا معاوية عن الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه قال خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ وعليه ](2) خميصة قد اشتمل بها فقيل: يا رسول الله: من كساك هذه الخميصة؟
قال: " كساني حبيبي وصفيي وخاصتي وخالصتي والمؤدي عني ووصيي ووارثي وأخي وأول المؤمنين إسلاما وأخلصهم إيمانا وأسمح الناس كفا، سيد الناس بعدي، قائد الغر المحجلين وإمام أهل الأرض علي بن أبي طالب "(3) فلم يزل يبكي حتى ابتل الحصى من دموعه شوقا إليه.
الثالث والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال: حدثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال: حدثني محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن حبيب بن الجهم قال: لما [ رحل ] بنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى بلاد صفين نزل بقرية يقال لها صندودا ثم أمرنا فعبرنا عنها ثم عرس بنا في أرض بلقع، فقام إليه مالك بن الحارث الأشتر (رضي الله عنه) فقال: يا أمير المؤمنين أتنزل الناس على غير ماء فقال: " يا مالك إن الله عز وجل سيسقينا في هذا المكان ماء أعذب من الشهد وألين من الزبد وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت " فتعجبنا ولا عجب من قول أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم أقبل يجر رداءه وبيده سيفه حتى وقف على أرض بلقع فقال: " يا مالك احتفر أنت وأصحابك " قال مالك: فاحتفرنا وإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فقال لنا: رموها فرمناها بأجمعنا ونحن مائة رجل فلم نستطع أن نزيلها عن موضعها، فدنا منها أمير المؤمنين (عليه السلام) رافعا يده إلى السماء وهو يدعو وهو يقول طاب طاب مريا عالم طيبو ثابوتة شميثاكو با حاحا نوثاد نوثيا برحوثا آمين آمين رب العالمين رب موسى وهارون، ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا.
قال مالك بن الحارث الأشتر فظهر لنا ماء أعذب من الشهد وأبرد من الثلج وأصفى من الياقوت فشربنا وسقينا ثم رد الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراث، ثم ارتحل [ وسرنا ](4) فما سرنا [ إلا ](5) غير بعيد وقال: من منكم يعرف موضع العين؟ قلنا: كلنا يا أمير المؤمنين فرجعنا فطلبنا العين فخفى
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 250 / المجلس 34 / ح 12.
(2) زيادة من المصدر.
(3) أمالي الشيخ الصدوق: 250 / المجلس 34 / ح 13.
(4) زيادة ليست في المصدر.
(5) زيادة من المصدر.
الصفحة 195
علينا مكانها أشد خفاء فظننا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد رهقه العطش فأومأنا بأطرافنا فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منها، فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فقلنا: يا راهب أعندك ماء نسقي منه صاحبنا؟ قال: عندي ماء قد استعذبته منذ يومين، فأنزل إلينا ماء مرا خشنا فقلنا: هذا قد استعذبته منذ يومين؟ فكيف لو شربت من الماء الذي سقاناه صاحبنا؟ وحدثناه بالأمر فقال: صاحبكم هذا نبي قلنا لا ولكنه وصي نبي، فنزل إلينا بعد وحشته منا وقال: انطلقوا [ بي ](1) إلى صاحبكم فانطلقنا إليه فلما بصر به أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " شمعون " قال الراهب نعم شمعون هذا اسم سمتني به أمي ما اطلع عليه أحد إلا الله تبارك وتعالى ثم أنت، فكيف عرفته؟
فأتم حتى أتمه لك. قال وما تشاء يا شمعون قال: هذا العين واسمه. قال: هذا عين راحوما وهو من الجنة، شرب منها ثلاثمائة وثلاثة عشر [ وصيا وأنا آخر الوصيين شربت منه ](2)، قال الراهب: هكذا وجدت [ في ](3) جميع كتب الإنجيل، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي محمد، ثم رحل أمير المؤمنين والراهب يقدمه حتى نزل صفين ونزل معه بقامدين والتقى الصفان فكان أول من أصابته الشهادة الراهب فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) وعيناه تهملان وهو يقول المرء مع من أحب، الراهب معنا يوم القيامة رفيقي في الجنة(4).
الرابع والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن [ عمه ](5) محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن [ أبي ](6) عبد الله البرقي عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي عن عبد الله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب قال: " جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول الله وأنك الذي يوحى إليك كما أوحى إلى موسى بن عمران، فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) ساعة ثم قال: نعم أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين، قالوا: إلى من العرب أم إلى العجم أم إلينا، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: * (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) *(7).
قال اليهودي الذي كان أعلمهم: يا محمد إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها الله عز وجل موسى بن عمران (عليه السلام) في البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب، قال
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) زيادة من المصدر.
(3) زيادة من المصدر.
(4) أمالي الشيخ الصدوق: 252 / المجلس 34 / ح 14.
(5) زيادة من المصدر.
(6) زيادة من المصدر.
(7) الأعراف: 158.
الصفحة 196
النبي (صلى الله عليه وآله): سلني فسأله اليهودي عن العشر الكلمات واحدة بعد واحدة والنبي (صلى الله عليه وآله) يجيبه في كل جواب عن واحدة ويقول اليهودي للنبي (صلى الله عليه وآله) صدقت يا محمد، إلى أن قال اليهودي بعد سؤاله وجواب النبي (صلى الله عليه وآله) له، أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين، فلما أسلم وحسن إسلامه أخرج رقا أبيض فيه جميع ما قاله النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا ما استنسختها إلا من الألواح التي كتبها الله عز وجل لموسى بن عمران (عليه السلام)، ولقد قرأت في التوراة فضلك حتى شككت فيها ولقد كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة كلما محوته وجدته مثبتا فيها، ولقد قرأت في التوراة أن هذه المسائل لا يخرجها غيرك وأن في هذه الساعة التي ترد عليك هذه المسائل يكون جبرائيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك ووصيك بين يديك فقال: صدقت، هذا جبرائيل عن يميني وميكائيل عن يساري ووصيي علي بن أبي طالب (عليه السلام) بين يدي فآمن اليهودي وحسن إسلامه "(1).
الخامس والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا حذيفة إن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب، الكفر به كفر بالله، والشرك به شرك بالله، والشك فيه شك في الله، والإلحاد فيه إلحاد في الله، والإنكار له إنكار لله، والإيمان به إيمان بالله لأنه أخو رسول الله ووصيه وإمام أمته ومولاهم، وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انقصام لها، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له محب غال ومقصر، يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني ولا تخالفن عليا فتخالفني، إن عليا مني وأنا منه، من أسخطه فقد أسخطني ومن أرضاه فقد أرضاني "(2).
السادس والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن علي بن عثمان عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي وحجة الله وحجتي وباب الله وبابي وصفي الله وصفيي وحبيب الله وحبيبي وخليل الله وخليلي وسيف الله وسيفي، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي، محبه محبي ومبغضه
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 262 / المجلس 35 / ح 1.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 265 / المجلس 36 / ح 3.
الصفحة 197
مبغضي، ووليه وليي، وعدوه عدوي، وحربه حربي، وسلمه سلمي، وقوله قولي، وأمره أمري، وزوجته ابنتي، وولده ولدي، وهو سيد الوصيين وخير أمتي أجمعين "(1).
السابع والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التاجر قال: حدثنا علي بن مهران عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن زياد بن المنذر عن بدر بن عبد الله عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يقول يدخل عليكم من هذا الباب خير الأوصياء وسيد الشهداء وأدنى الناس منزلة من الأنبياء، فدخل علي ابن أبي طالب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وما لي لا أقول هذا يا أبا الحسن وأنت صاحب حوضي والموفي بذمتي والمؤدي عني ديني؟ "(2).
الثامن والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن(3) بن أخي يونس البغدادي ببغداد قال: حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي قال: حدثنا علي ابن موسى الرضا (عليه السلام)(4) عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله: " أنه قال أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخلق بقدرتي واخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمدا (صلى الله عليه وآله) حبيبا وخليلا وصفيا وبعثته رسولا إلى خلقي، واصطفيت له عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي، وخليفتي على عبادي ليبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي، وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابي الذي أؤتى منه، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة، ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه، وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي، لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالإقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي، وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي، فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 271 / المجلس 36 / ح 20.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 278 / المجلس 37 / ح 10.
(3) في المصدر: الحسين.
(4) في المصدر: عن أبيه موسى بن جعفر.
الصفحة 198
عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته، وولايته بعزتي حلفت وبجلالي أقسمت [ أنه ](1) لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير "(2).
التاسع والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الوراق قال: حدثنا علي بن محمد [ بن محمد ](3) بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة ابن نهشل بن مجمع الصنعاني قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " خلق الله عز وجل مائة ألف نبي [ وأربعة ](4) وعشرين ألف نبي أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله عز وجل مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي فعلي أكرمهم على الله [ وأفضلهم ](5) ".
قال الشيخ: وحدثني بهذا الحديث محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال: حدثنا علي بن محمد مولى الرشيد قال: حدثني دارم بن قبيصة قال: حدثني عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله).
الثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي [ بن فضال عن علي ](6) بن حمزة عن أبي [ فقال عن علي بن ](7) بصير قال: قلت للصادق جعفر ابن محمد (عليه السلام): من آل محمد؟ قال: " ذريته " قلت: من أهل بيته؟ قال: " الأئمة الأوصياء " فقلت: من عترته؟ قال: " أصحاب العبا " فقلت: من أمته؟ قال: المؤمنون الذين صدقوا ما جاء به من عند الله عز وجل، المتمسكون بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما، كتاب الله وعترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهما الخليفتان على الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) "(8).
الحادي والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم قال: حدثنا محمد بن علي القرشي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 292 / المجلس 39 / ح 10.
(3) زيادة ليست في المصدر.
(4) زيادة من المصدر.
(5) زيادة من المصدر.
(6) زيادة من المصدر.
(7) زيادة ليست في المصدر.
(8) أمالي الشيخ الصدوق: 312 / المجلس 42 / ح 10.
الصفحة 199
عن الصادق (عليه السلام) [ عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) ](1) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمك واخدمي من رفضك، وإن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه، فإذا قال: يا رب يا رب ناداه الجليل جل جلاله: لبيك عبدي سلني أعطك وتوكل علي أكفك، ثم يقول جل جلاله لملائكته: ملائكتي انظروا إلى عبدي فيكم فإنها غرارة دار فنائكم من مغتربها قد أهلكته، وكم واثق بها قد خلفته، وكم من مغتر قد خدعته وأسلمته، اعلموا أن أمامكم طريق مهول وسفر بعيد، وممركم على الصراط، ولا بد للمسافر من زاد فمن لم يتزود وسافر عطب وهلك، قال خير الزاد التقوى ثم اذكروا وقوفكم بين يدي الله جل جلاله، واستعدوا لجوابه إذا سألكم فإنه لا بد مسائلكم عما علمتم فيما تركت بينكم من كتاب الله وعترتي فانظروا أن لا تقولوا: أما الكتاب فغيرنا وحرفنا، وأما العترة ففارقنا وقتلنا فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلا النار، فمن أراد منكم أن يتخلص من هول ذلك اليوم فليتول وليي وليتبع وصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب، فإنه صاحب حوضي يذود أعداءه ويسقي أولياءه، فمن لم يسق منه لم يزل عطشانا ولم يرو أبدا، ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظن أبدا، إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) لصاحب لوائي في الآخرة كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنه أول من يدخل الجنة لأنه يقدمني وبيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الأنبياء "(2).
الثاني والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا سلمة ابن الخطاب قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق عن عبد الرحمن بن كثير عن أبيه [ عن ](3) الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم لأصحابه: " معاشر أصحابي إن الله جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب والاقتداء به، وهو وليكم وإمامكم من بعدي، لا تخالفوه فتكفروا ولا تفارقوه فتضلوا، إن الله جل جلاله جعل عليا علما بين الإيمان والنفاق، فمن أحبه كان مؤمنا ومن أبغضه كان منافقا، إن الله جل جلاله جعل عليا وصيي ومنار الهدى بعدي وموضع سري وعيبة علمي وخليفتي في أهلي، إلى الله أشكو ظالميه من أمتي [ من بعدي ](4) "(5).
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 354 / المجلس 47 / ح 9 بتفاوت.
(3) زيادة من المصدر.
(4) زيادة من المصدر.
(5) أمالي الشيخ الصدوق: 359 / المجلس 47 / ح 20.
الصفحة 200
الثالث والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن جعفر [ أبو الحسين ] الأسدي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا جعفر بن أحمد ابن محمد التميمي عن أبيه قال: حدثنا عبد الملك بن عمير الشيباني عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين، وأصحابي الذين سلكوا [ منهاجي ](1) أفضل أصحاب النبيين والمرسلين، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين والطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين، وأمتي خير أمة أخرجت للناس، وإني أكثر النبيين تبعا يوم القيامة، ولي حوض عرضه ما بين بصرا وصنعاء فيه أباريق عدد نجوم السماء، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا " قيل: ومن ذاك يا رسول الله؟ قال: " إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب، يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعدائه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء " ثم قال (صلى الله عليه وآله): " من أحب عليا وأطاعه في دار الدنيا ورد علي حوضي غدا وكان معي في درجتي في الجنة، ومن أبغض عليا في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة، واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النار "(2).
الرابع والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي ابن سالم عن أبيه عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجة الله بعدي على الخلائق أجمعين وسيد الوصيين ووصيي سيد النبيين، يا علي إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وأكرمني ربي بمناجاته قال لي: يا محمد قلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت، قال: إن عليا إمام أوليائي ونور لمن أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني فبشره بذلك، فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله، بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك؟ فقال: نعم، [ يا علي ](3) فاشكر ربك، فخر علي (عليه السلام) ساجدا شكرا لله على ما أنعم به عليه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ارفع رأسك يا علي فإن
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 374 / المجلس 49 / ح 12.
(3) زيادة من المصدر.
الصفحة 201
الله قد باهى بك ملائكته "(1).
الخامس والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن أحمد السناني (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال:
حدثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للإمامة، أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل وأنت أبو هذه الأمة، يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي، شيعتك شيعتي وأنصارك أنصاري وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي، يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا وأنت صاحبي في المقام المحمود وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا، لقد سعد من تولاك وشقى من عاداك، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك، وإن أهل مودتك في السماء أكثر منهم في الأرض، يا علي أنت أمير أمتي وحجة الله عليها بعدي، قولك قولي وأمرك أمري وطاعتك طاعتي وزجرك زجري ونهيك نهيي ومعصيتك معصيتي وحزبك حزبي وحزبي حزب الله، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "(2).
السادس والثلاثون: ابن بابويه قال: أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال: حدثنا الحضرمي قال: حدثنا عباد بن يعقوب عن ثابت بن حماد عن موسى بن صهيب عن عبادة بن نسي عن عبد الله بن أبي [ أوفى ](3) [ شعيب ](4) قال آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه وترك عليا (عليه السلام) فقال له:
" آخيت بين أصحابك وتركتني " فقال: " فوالذي نفسي بيده ما أخرتك إلا لنفسي، أنت أخي ووصيي ووارثي، قال: ما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما أورث النبيون قبلي أورث كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت وابناك معي في قصري في الجنة "(5).
السابع والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا عبد الله بن محمد الصانع (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن عيسى بن محمد الوسقندي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن ديزيل قال: حدثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمد قال: حدثنا علي بن هاشم عن مطير بن ميمون أنه سمع أنس
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 376 / المجلس 49 / ح 16.
(2) أمالي الصدوق: 411 ح 53.
(3) زيادة من المصدر.
(4) زيادة ليست في المصدر.
(5) أمالي الشيخ الصدوق: 427 / المجلس 55 / ح 4.
الصفحة 202
ابن مالك يقول: حدثني سلمان الفارسي أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(1).
عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر قال: حدثني أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان ابن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم وهو في مسجد قبا والأنصار مجتمعون: " يا علي أنت أخي وأنا أخوك، يا علي أنت وصيي وخليفتي وإمام أمتي بعدي وإلى الله من والاك وعادى الله من عاداك وأبغض الله من أبغضك ونصر الله من نصرك وخذل من خذلك، يا علي أنت زوج ابنتي وأبو ولدي، يا علي إنه لما عرج بي إلى السماء عهد لي ربي فيك ثلاث كلمات فقال: يا محمد قلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت فقال:
إن عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين "(2).
الثامن والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أخي وأنا أخوك، يا علي أنت مني وأنا منك، يا علي أنت وصيي وخليفتي وحجة الله على أمتي بعدي، لقد سعد من تولاك وشقى من عاداك "(3).
التاسع والثلاثون: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه عن أيوب بن نوح عن [ محمد ](4) بن أبي عمير عن أبان الأحمر عن سعد الكناني عن الأصبغ بن نباتة عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت خليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، وأنت مني كشيث من آدم وكسام من نوح وكإسماعيل من إبراهيم وكيوشع من موسى وكشمعون من عيسى، يا علي أنت وصيي ووارثي وغاسل جثتي، وأنت الذي تواريني في حفرتي وتؤدي ديني وتنجز عدتي، يا علي أنت أمير
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 427 / المجلس 55 / ح 5.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 434 / المجلس 56 / ح 7.
(3) أمالي الشيخ الصدوق: 422 / المجلس 57 / ح 12.
(4) زيادة من المصدر.
الصفحة 203
المؤمنين وإمام المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المتقين، يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي وأبو سبطي الحسن والحسين، يا علي إن الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك، يا علي من أحبك ووالاك أحببته وواليته ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لأنك مني وأنا منك، يا علي إن الله طهرنا واصطفانا، ولم يلتق لنا أبوان على سفاح قط من لدن آدم، فلا يحبنا إلا من طابت ولادته، يا علي أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي ومقتول " فقال علي (عليه السلام): " يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك، يا علي إنك لن تظل ولن تزال، ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي "(1).
الأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثني محمد ابن [ أبي ](2) القاسم عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر [ أن ](3) عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال: " بلغ أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) أن مولى لها ينتقص عليا (عليه السلام) ويتناوله فأرسلت إليه، فلما أن صار إليها قالت [ له ](4): يا بني بلغني أنك تنتقص عليا وتتناوله قال: نعم يا أماه، قالت: اقعد ثكلتك أمك حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم اختر لنفسك [ ما شئت ](5)، إنا كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسع نسوة وكانت ليلتي ويومي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتيت الباب فقلت: أدخل يا رسول الله؟ قال: لا، فكبوت كبوة أشد من الأولى ثم لم ألبث حتى أتيت الباب الثالثة فقلت: أدخل يا رسول الله؟ قال ادخلي يا أم سلمة، فدخلت وعلي (عليه السلام) جاث بين يديه وهو يقول: فداك أبي وأمي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فما تأمرني به؟
قال: آمرك بالصبر ثم أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر فأعاد عليه القول الثالثة فقال له: يا أخي يا علي إذا كان ذاك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك واضرب به قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم، ثم التفت (عليه السلام) إلي فقال لي [ والله ](6) ما هذه الكآبة يا أم سلمة؟
قلت: الذي كان من ردك لي يا رسول الله فقال لي: والله ما رددتك من موجدة فإنك لعلى خير من الله ورسوله، ولكن أتيتني وجبرائيل عن يميني وعلي على يساري وجبرائيل يخبرني بالأحداث التي تكون من بعدي، وأمرني أن أوصي بذلك عليا.
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 450 / المجلس 58 / ح 19.
(2) زيادة من المصدر.
(3) ما بين المعقوفين زيادة ليست في المصدر.
(4) زيادة من المصدر.
(5) زيادة ليست في المصدر.
(6) زيادة ليست في المصدر.
الصفحة 204
يا أم سلمة اسمعي وأشهدي، هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي في الآخرة، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي وقاضي عداتي والذائد عن حوضي، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، قلت: يا رسول الله من الناكثون؟ قال: الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة، قلت: من القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه من أهل الشام، قلت: من المارقون؟ قال: أصحاب النهروان، فقال مولى أم سلمة فرجت عني فرج الله عنك والله لا سببت عليا أبدا "(1).
الحادي والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله ابن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الأوصياء، إن آدم (عليه السلام) سأل عز وجل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحى الله عز وجل إليه إني أكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء، ثم أوحى الله عز وجل إليه: يا آدم أوص إلى شيث [ فأوصى آدم إلى شيث ](2) وهو هبة الله بن آدم، وأوصي شيث إلى ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيث، وأوصي شبان إلى مجلث، وأوصى مجلث إلى محوق، وأوصى محوق إلى غثميشا، وأوصى غثميشا إلى أخنوخ وهو إدريس (عليه السلام)، وأوصى إدريس إلى ناحور ودفعها ناحور إلى نوح (عليه السلام)، وأوصى نوح إلى سام، وأوصى سام إلى عثامر، وأوصى عثامر إلى برعيثاشا وأوصى برعيثاشا إلى يافث وأوصى يافث إلى برة وأوصى برة إلى جفيسة وأوصى جفيسة إلى عمران ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل وأوصى إسماعيل إلى إسحاق وأوصى إسحاق إلى يعقوب وأوصى يعقوب إلى يوسف وأوصى يوسف إلى بثرياء وأوصى بثرياء إلى شعيب ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران (عليه السلام) وأوصى موسى إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع بن نون إلى داود وأوصى داود إلى سليمان وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف إلى زكريا ودفعها زكريا إلى عيسى ابن مريم، وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا وأوصى شمعون
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 464 / المجلس 60 / ح 10.
(2) زيادة من المصدر.
الصفحة 205
إلى يحيى بن زكريا وأوصى يحيى إلى منذر وأوصى منذر إلى سليمة وأوصى سليمة إلى بردة، ثم قال رسول الله ودفعها إلي بردة وأنا أدفعها إليك يا علي وأنت تدفعها إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحد بعد واحد حتى تدفعها إلى خير أهل الأرض بعدك، ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا، الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذ عنك في النار والنار مثوى للكافرين "(1).
الثاني والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني وعبد الله بن محمد الصايع - رضي الله عنهم - قالوا، حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا أبو بكر محمد [ بكر ](2) بن عبد الله بن حبيب قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثنا الفضل بن عياش(3) قال: حدثنا عبد القدوس الوراق قال:
حدثنا محمد بن كثير عن الأعمش، وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من إصبهان قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة السادسة والعشرين ومائتين(4) قال:
حدثنا الوليد بن الفضل العنزي قال: حدثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش، وحدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا أبو سعيد الحسن عن العدوي قال: حدثنا علي ابن عيسى الكوفي قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش(5) وزاد بعضهم على بعض في اللفظ، وقال بعضهم ما لم يقل بعض، وساق الحديث لمندل بن علي العنزي عن الأعمش عن أبي جعفر الدوانيقي قال: أخبرني أبي عن أبيه عن جده يعني عبد الله بن عباس قال: كنا قعودا عند النبي إذ جاءت فاطمة (عليها السلام) تبكي بكاء شديدا فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما يبكيك يا فاطمة؟ " فقالت: " يا أبة عيرتني نساء قريش وقلن: إن أباك زوجك من معدم لا مال له ".
فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): " لا تبكين فوالله ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه وأشهد بذلك جبرائيل وميكائيل، فإن الله عز وجل اطلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا فزوجك إياه واتخذه وصيا، فعلي أشجع الناس قلبا وأعظم الناس حلما وأسمح الناس كفا وأقدم الناس سلما وأعلم الناس علما، والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة واسمهما في التوراة شبر وشبير لكرامتهما على الله عز وجل، يا فاطمة
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 485 / المجلس 63 / ح 3.
(2) زيادة من المصدر.
(3) في المصدر: العباس.
(4) في المصدر: ست وثمانين ومائتين.
(5) يوجد اختلاف في السند عما في المصدر.
الصفحة 206
لا تبكين فوالله إنه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين وعلي حلتين، ولواء الحمد بيدي فأناوله عليا لكرامته على الله عز وجل، يا فاطمة لا تبكين فإني إذا دعيت إلى رب العالمين يجيء علي معي، وإذا شفعني الله عز وجل شفع علي معي، يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم، يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمن ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب، يا فاطمة علي يعينني على مفاتيح الجنة وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة "(1).
الثالث والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " إن عليا وصيي [ وخليفتي ](2) وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي، من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني ومن ناواهم فقد ناوأني ومن جفاهم فقد جفاني ومن برهم فقد برني، وصل الله من وصلهم وقطع من قطعهم [ ونصر من أعانهم ](3) وخذل من خذلهم وأعان من أعانهم، اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "(4).
الرابع والأربعون: ابن بابويه قال: حدثني أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي هاشم قال:
حدثني يحيى بن الحسين عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " يا معاشر المهاجرين والأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا " قالوا بلى يا رسول الله قال: " هذا علي أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم، فأحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي فإن جبرائيل أمرني أن أقوله لكم "(5).
الخامس والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي الله عنه) قال: حدثنا إسماعيل بن الفضل عن أبيه عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول
____________
(1) الحديث أطول من هذا بكثير اقتطع منه المصنف (قدس سره) هذه الفقرة، أنظر: أمالي الصدوق: 524 / مجلس 67 / ح 2.
(2) زيادة من المصدر.
(3) زيادة من المصدر.
(4) أمالي الشيخ الصدوق: 113 / المجلس 13 / ح 10.
(5) أمالي الصدوق: 564 / مجلس 72 / ح 21.
الصفحة 207
الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه جاعل لي من أمتي أخا ووارثا وخليفة ووصيا فقلت: يا رب من هو؟ فأوحى إلي يا محمد، إنه إمام أمتك وحجتي عليها بعدك، فقلت: يا رب من هو؟ فأوحى إلي عز وجل: يا محمد ذاك من أحبه يحبني، ذاك المجاهد في سبيلي والمقاتل لناكثي عهدي والقاسطين في حكمي والمارقين من ديني، ذاك وليي حقا، زوج ابنتك وأبو ولدك علي بن أبي طالب "(1).
السادس والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن محمد بن موسى (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال: حدثنا الحسن بن نصر الخزاز قال: حدثنا عمر بن طلحة عن أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير قال: أتيت عبد الله بن عباس فقلت له: يا بن عم رسول الله إني جئت أسألك عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) واختلاف الناس فيه، فقال ابن عباس: يا بن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمة بعد محمد نبي الله، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة، يا بن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته، والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عز وجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى(2).
السابع والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن محمد بن موسى (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول عن إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة والأئمة بعدهما سادة المتقين، ولينا ولي والله وعدونا عدو الله وطاعتنا طاعة الله ومعصيتنا معصية الله عز وجل "(3).
الثامن والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال:
حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال:
[ حدثني الحسين بن علي قال ](4) حدثني عبد الله بن سعيد قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث قال:
____________
(1) أمالي الصدوق: 641 ح 767.
(2) أمالي الصدوق: 652 / مجلس 82 / ح 15.
(3) أمالي الصدوق: 652 / مجلس 82 / ح 16.
(4) زيادة من المصدر.
الصفحة 208
حدثنا عاصم بن سليمان قال: حدثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال: " سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي " فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " يا علي والذي بعثني بالنبوة وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي " فقال المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه: لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى وما ينطق في شأنه إلا بالهوى فأنزل الله تبارك وتعالى * (والنجم إذا هوى) * يقول عز وجل: وخالق النجم إذا هوى * (ما ضل صاحبكم) * يعني في محبة علي بن أبي طالب * (وما غوى) * * (وما ينطق عن الهوى) * في شأنه * (إن هو إلا وحي يوحى) *(1).
التاسع والأربعون: ابن بابويه قال: حدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الرأي يقال له أحمد بن [ محمد ](2) الصقر الصانع العدل قال: حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال: حدثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال: حدثني أحمد بن الخطاب قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جده (عليه السلام) عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك إلا أن في حديثه: يهوى كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم(3).
الخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي بن عبد ربه العدل قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال:
حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا محمد بن إسحاق الكوفي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله السحري أبو إسحاق عن يحيى بن الحسين المشهدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي قال: سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل * (والنجم إذا هوى) * قال: هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في حجرة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصية والخلافة والإمامة، ولكن أبى الله أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب، وذلك فضله يؤتيه من يشاء(4).
____________
(1) أمالي الصدوق: 660 / مجلس 83 / ح 4، والآيات من أوائل سورة النجم.
(2) زيادة من المصدر.
(3) أمالي الصدوق: 660 / مجلس 83 / ح 5.
(4) أمالي الصدوق: 661 / مجلس 83 / ح 6.
الصفحة 209
الحادي والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد عيسى عن بن محمد بن سنان عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي بن أبي طالب والأئمة من لده بعدي سادة أهل الأرض وقادة الغر المحجلين يوم القيامة "(1) وعنه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبد الله بن صالح ابن سلمة النصيبي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا سيد الأولين والآخرين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وهو أخي ووارثي وخليفتي على أمتي، ولايته فريضة وأتباعه فضيلة ومحبته إلى الله وسيلة، فحزبه حزب الله وشيعته أنصار الله وأولياؤه أولياء الله وأعداؤه أعداء الله، وهو إمام المسلمين وولي المؤمنين وأميرهم بعدي "(2).
الثاني والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم (رضي الله عنه) قال: حدثني أبي عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من سره أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده ويكون متمسكا به فليتول عليا (عليه السلام) والأئمة من ولده، فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة "(3). وعنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد البصري عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: " بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبيبي جبرائيل لم أرك في هذه الصورة فقال الملك:
لست بجبرائيل أنا محمود بعثني الله عز وجل أن أزوج النور من النور قال: من ممن؟ قال: فاطمة من علي، فلما ولى الملك إذا بين كتفيه: محمد رسول الله علي وصيه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): منذ كم كتب هذه بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله آدم باثنين وعشرين ألف عام "(4).
الثالث والخمسون: ابن بابويه قال: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد الخليلي عن محمد بن
____________
(1) أمالي الصدوق: 678 / مجلس 85 / ح 25.
(2) أمالي الصدوق: 678 / مجلس 85 / ح 26.
(3) أمالي الصدوق: 679 / مجلس 85 / ح 27.
(4) أمالي الصدوق: 690 / مجلس 86 / ح 19.
الصفحة 210
[ علي بن ](1) أبي بكر الفقيه عن أحمد بن محمد النوفلي عن إسحاق بن يزيد عن حماد بن عيسى عن زرعة بن محمد عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): كيف كان ولادة فاطمة (عليها السلام)؟ فقال: " إن خديجة (عليها السلام) لما تزوج بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) هجرها(2) نسوة مكة فكن لا يدخلن إليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه (صلى الله عليه وآله)، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة (عليها السلام) تحدثها من بطنها وتصبرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة (عليها السلام) فقال لها:
يا خديجة من تحدثين؟.
قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني، قال: يا خديجة هذا جبرائيل (عليه السلام) يبشرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه، فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما يلي النساء [ من النساء ](3) فأرسلن إليها: عصيتنا ولم تقبلي منا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا، فاغتمت خديجة (عليها السلام) لذلك فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن:
لا تحزني يا خديجة إنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران (عليه السلام) بعثنا الله إليك لنلي منك ما يلي النساء.
من النساء فجلست واحدة عن يمينها والأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق أرض الله وغربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور، ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوتين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بواحدة ثم استنطقتها فنطقت فاطمة (عليها السلام) بالشهادة(4) وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) في المصدر: هجرتها.
(3) زيادة من المصدر.
(4) في المصدر: بالشهادتين.
الصفحة 211
بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط، ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة باسمها، وأقبلن يضحكن إليها، وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة (عليها السلام)، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة، بورك فيها وفي نسلها فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها، فكانت فاطمة (عليها السلام) تنمى في اليوم كما ينمى الصبي في الشهر وتنمى في الشهر كما ينمى الصبي في السنة "(1).
الرابع والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا المنذر بن محمد قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن عبد الله بن المفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين في بعض خطبه: " أيها الناس استمعوا قولي واعقلوه عني فإن الفراق قريب، أنا إمام البرية ووصي خير الخليقة وزوج سيدة نساء هذه الأمة وأبو العترة الطاهرة الهادية، أنا أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين، حربي حرب الله وسلمي سلم الله وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصار الله، والذي خلقني ولم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى "(2).
الخامس والخمسون: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن عيسى (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن محمد ماجيلويه عن أحمد بن [ أبي ](3) عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الناشري(4) عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أخي ووارثي وصفيي وخليفتي في أهلي وأمتي في حياتي وبعد مماتي، محبك محبي ومبغضك مبغضي، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة من عرفنا فقد عرف الله ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل "(5).
____________
(1) أمالي الشيخ الصدوق: 692 / مجلس 87 / ح 1.
(2) أمالي الشيخ الصدوق: 703 / مجلس 88 / ح 9.
(3) زيادة من المصدر.
(4) في المصدر: الأسدي.
(5) أمالي الشيخ الصدوق: 755 / مجلس 94 / ح 6.
الصفحة 212
السادس والخمسون: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني عبد الله محمد بن علي بن رياح القرشي إجازة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو الحسن بن محمد قال: حدثنا الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: " إن أبا ذر وسلمان خرجا في طلب رسول الله فقيل لهما: إنه توجه إلى ناحية قبا فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة، فجلسا ينتظرانه حتى ظنا أنه نائم [ فإذا هو باليقظاء ](1) فرفع رأسه إليهما ثم قال: قد رأيت مكانكما وسمعت مقالتكما ولم أكن راقدا، إن الله بعث كل نبي كان قبلي إلى أمته بلسان قومه وبعثني في كل أسود وأحمر بالعربية، وأعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي: نصرني بالرعب، يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي، وأحل لي المغنم، وجعل لي الأرض مسجدا وطهورا أينما كنت منها، أتيمم من تربتها وأصلي عليها، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا، وأعطاني مسألة فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي يوم القيامة، ففعل ذلك، وأعطاني جوامع العلم ومفاتح الكلام ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقى الله لا يشرك به شيئا مؤمنا بي، مواليا لوصيي محبا لأهل بيتي "(2).
السابع والخمسون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين البصير قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الحاسب قال: حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا نصر بن نصير البحراني عن أبيه عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أيها الناس اتقوا الله واسمعوا، قالوا: لمن السمع والطاعة بعدك يا رسول الله؟ قال: لأخي وابن عمي ووصيي علي بن أبي طالب " قال جابر بن عبد الله: فعصوه والله وخالفوا أمره وحملوا عليه السيوف(3).
الثامن والخمسون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزيات قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام(4) الإسكافي قال:
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى قال: حدثني أبي عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن عمار بن يزيد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطن قديد قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): " يا علي إني سألت الله عز وجل أن يوالي
____________
(1) في المصدر: فأهويا ليوقظاه.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 57 / مجلس 2 / ح 50.
(3) أمالي الشيخ الطوسي: 58 / مجلس 2 / ح 52.
(4) في المصدر: هشام.
الصفحة 213
بينك وبيني ففعل، وسألته أن يواخي بيني وبينك ففعل، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل " فقال رجل من القوم: والله لصاع من تمر في شن بال خير مما سأل محمد ربه، هلا سأله ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستعين به على فاقته فأنزل الله تعالى: * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل) *(1)(2).
التاسع والخمسون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال: أخبرنا أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته [ من عصبته ](3)، وأمرني أن أوصي فقلت: إلى من يا رب؟ فقال: أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد أثبته في الكتب السالفة وكتبت فيها إنه وصيك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي، أخذت مواثيقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية "(4).
الستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو بكر محمد ابن عمر الجماني(5) قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من كتابه قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي قال: حدثنا نصر بن حماد قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن جبرائيل نزل علي وقال: إن الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب (عليه السلام) خطيبا على أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره والله يوحي إليك، يا محمد، إن من خالفك في أمره فله النار ومن أطاعك فله الجنة، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) مناديا ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس وخرج حتى علا المنبر، فكان أول ما تكلم به: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال: يا أيها الناس أنا البشير النذير وأنا النبي الأمي، إني مبلغكم عن الله عز وجل في أمر رجل لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة العلم وهو الذي انتخبه من هذه الأمة واصطفاه وهداه وتولاه، وخلقني [ له ](6) وإياه وفضلني بالرسالة
____________
(1) سورة هود: 12.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 107 / مجلس 4 / ح 18.
(3) زيادة من المصدر.
(4) أمالي الشيخ الطوسي: 104 / مجلس 4 / ح 14.
(5) في المصدر: الجعابي.
(6) زيادة من المصدر.
الصفحة 214
وفضله بالتبليغ عني وجعلني مدينة العلم وجعله الباب وجعله خازن العلم المقتبس منه الأحكام وخصه بالوصية، وأبان أمره وخوف من عداوته وأزلف من والاه وغفر لشيعته وأمر الناس جميعا بطاعته، وأنه عز وجل يقول: من عاداه عاداني ومن والاه والاني ومن ناصبه ناصبني ومن خالفه خالفني ومن عصاه عصاني ومن آذاه آذاني ومن أبغضه أبغضني ومن أحبه أحبني ومن ازدراه ازدراني ومن كاده كادني ومن نصره نصرني.
يا أيها الناس اسمعوا ما آمركم به وأطيعوه فإني أخوفكم عقاب الله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير، ثم أخذ بيد علي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: معاشر الناس هذا مولى المؤمنين وحجة الله على الخلق أجمعين والمجاهد للكافرين، اللهم قد بلغت، وهم عبادك وأنت القادر على صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين، أستغفر الله لي ولكم، ثم نزل عن المنبر فأتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: جزاك الله عن تبليغك خيرا فقد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وأرضيت المؤمنين وأرغمت الكافرين، يا محمد إن ابن عمك مبتلى ومبتلى به، يا محمد قل في كل أوقاتك: الحمد لله رب العالمين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "(1).
الحادي والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن محمد بن يحيى قال: حدثني جدي قال: حدثنا إبراهيم والحسن بن يحيى جميعا قالا: حدثنا مضر(2) بن مزاحم عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " كان لي من رسول الله عشر لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي، قال لي: يا علي أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الأخوين، وأنت الوصي وأنت الولي وأنت الوزير، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ووليك وليي ووليي ولي الله "(3).
الثاني والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم التمار (رضي الله عنه) قال وجدت في كتاب ميثم (رضي الله عنه) يقول تمسينا
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 119 / مجلس 4 / ح 39.
(2) في المصدر: نصر.
(3) أمالي الشيخ الطوسي: 137 / مجلس 5 / ح 35.
الصفحة 215
ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لنا: " ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه، ولا أصبح عبد سخط الله عليه إلا أصبح يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا [ نفرح ](1) بحب المحب لنا ونعرف ببغض المبغض لنا وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم، وتعسا لأهل النار مثواهم، إن عبدا لن يقصر في حبنا بخير جعله الله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا، إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد، ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه، ونحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصي الأوصياء، وأنا حزب الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرائيل وميكائيل، فإن الله عدو للكافرين "(2).
الثالث والستون: الشيخ في أماليه قال: حدثنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو أحمد إسماعيل ابن يحيى العبسي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا محمد بن إسماعيل المواري(3) قال: حدثني عبد السلام بن صالح الهروي قال: حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر قال:
حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي الأسدي عن أبي أيوب الأنصاري قال: مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرضة فأتته فاطمة (عليها السلام) تعوده، فلما رأت ما برسول الله (صلى الله عليه وآله) من المرض والجهد استعبرت وبكت حتى سألت دموعها على خديها فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): " يا فاطمة إني لكرامة الله إياك زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما، إن الله اطلع اطلاعة إلى أهل الأرض فاختارني منها فبعثني نبيا فاطلع إليها ثانية فاختار بعلك فجعله وصيا، فسرت فاطمة (عليها السلام) واستبشرت فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يزيدها من مزيد الخير فقال: يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبعا لم يعطها أحد قبلنا ولم يعطاها أحد بعدنا: نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك ووصينا أفضل الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا أفضل الشهداء وهو عمك، ومنا من جعل الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة وهو [ ابن ](4) عمك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، والذي نفسي بيده لا بد لهذه
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 149 / مجلس 5 / ح 56.
(3) في المصدر: الضراري.
(4) زيادة من المصدر.
الصفحة 216
الأمة من مهدي وهو والله من ولدك "(1).
الرابع والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن البصري قال: حدثنا أبو بشير أحمد بن إبراهيم العتمي(2) قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن علي الأحمر الناقد قال: حدثني نصر بن علي قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحميد قال: حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي على يمين العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرين والأرحام المطهرات حتى انتهينا إلى صلب عبد المطلب فقسمنا قسمين، فجعل في عبد الله نصفا وجعل في أبي طالب نصفا، وجعل النبوة والرسالة في وجعل الوصية والقضية في علي، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه فالله محمود وأنا محمد والله العلي وهذا علي، فأنا للنبوة والرسالة وعلي للوصية والقضية "(3).
الخامس والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو الحسن أحمد ابن محمد بن الحسن قال: حدثني أبي عن سعد(4) بن عبد الله بن هارون(5) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الفزرمي(6) قال: حدثنا المعلي بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أعطاني الله خمسا [ وأعطى عليا خمسا ](7): أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعل عليا وصيا، وأعطاني الكوثر وأعطى عليا السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطى عليا الإلهام، وأسرى [ بي ](8) إليه وفتحت له أبواب السماء حتى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه "(9) ثم قال: يا بن عباس: " خالف من خالف عليا ولا تكونن له ظهيرا ولا وليا فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلا غير الله ما به من نعمة وشوه خلقه قبل إدخال النار، يا بن عباس لا تشك في علي فإن الشك فيه كفر يخرج من الإيمان ويوجب الخلود في النار "(10).
السادس والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو نصر محمد بن
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 155 / مجلس 6 / ح 8.
(2) في المصدر: العمي.
(3) أمالي الشيخ الطوسي: 183 / مجلس 7 / ح 9.
(4) في المصدر: سعيد.
(5) في المصدر: موسى.
(6) في المصدر: العرزمي.
(7) زيادة من المصدر.
(8) زيادة من المصدر.
(9) أمالي الشيخ الطوسي: 105 / مجلس 4 / ح 15.
(10) أمالي الشيخ الطوسي: 105 / مجلس 4 / ح 15.
الصفحة 217
الحسين المقري قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي المرزباني(1) قال: حدثنا جعفر بن محمد الحنفي قال: حدثنا يحيى بن هاشم السمسار قال: حدثنا عمرو بن شمر قال: حدثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله بن خزام قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله من وصيك؟ قال: فأمسك عني عشرا لا يجيبني ثم قال: " يا جابر ألا أخبرك عما سألتني؟ " فقلت: بأبي أنت وأمي أم والله لقد سكت عني حتى ظننت أنك وجدت علي فقال: " ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت انتظر ما يأتيني من السماء، فأتاني جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد ربك يقول: إن علي بن أبي طالب وصيك وخليفتك على أهلك وأمتك والذائد عن حوضك وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنة " فقلت: يا نبي الله أرأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟ قال: " نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلا ليبايع عليه فمن بايعه يكون معي غدا ومن خالفه لم يرد علي الحوض أبدا "(2).
السابع والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على منبر الكوفة: " أيها الناس إنه كان لي من رسول الله عشر خصال لهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس قال لي رسول الله: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة وأنت أقرب الخلائق لي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار، ومنزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الإخوان في الله عز وجل، وأنت الوارث مني وأنت الوصي من بعدي في عداتي وأسرتي، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي، وأنت الإمام لأمتي، وأنت القائم بالقسط في رعيتي وأنت وليي ووليي ولي الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله "(3).
الثامن والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال: حدثني إسماعيل بن علي بن عبد الرحمن البربري الخزاعي قال: حدثني أبي قال: حدثني عيسى بن حميد الطائي قال: حدثنا حميد بن قيس قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين قال: سمعت أبي يقول سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين يقول: " إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس أنها الزوراء فسيروا وجنبوا منها، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة، فلما أتى موضعا من أرضها
____________
(1) في المصدر: الرازي.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 190 / مجلس 7 / ح 23.
(3) أمالي الشيخ الطوسي: 194 / مجلس 7 / ح 31.
الصفحة 218
قال: ما هذه الأرض؟ قيل: أرض بحرا فقال: أرض سباخ جنبوا ويمنوا، فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة [ له ](1) فقال له: يا راهب أنزل ههنا؟ قال الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك فقال: ولم؟ قال له: لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عز وجل، نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): فأنا وصي سيد الأنبياء وسيد الأوصياء، فقال له الراهب:
فأنت إذا أصلع قريش ووصي محمد (صلى الله عليه وآله)، قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا ذلك فنزل الراهب فقال على شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك وإنك تنزل أرض برثا بيت مريم وأرض عيسى (عليه السلام) فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): قف ولا تخبرنا بشئ، ثم أتى موضعا فقال ألكزوا هذا فألكزه برجله (عليه السلام) فانبجست عين خرارة فقال: هذا عين مريم التي انبعث لها ثم قال: اكشفوا ههنا على سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا بصخرة بيضاء فقال علي (عليه السلام): على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها، وصلت ههنا فنصب أمير المؤمنين (عليه السلام) الصخرة وصلى إليها، وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة ثم قال: أرض براثا هذا بيت مريم (عليها السلام)، هذا الموضع المقدس صلى به الأنبياء " قال أبو جعفر محمد بن علي (عليه السلام): " ولقد وجدنا أنه صلى فيه إبراهيم قبل عيسى (عليهما السلام) "(2).
التاسع والستون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أبي الجوزا عن منبه بن عبد الله عن الحسين ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إن الله تعالى أمرني إن اتخذك أخا ووصيا فأنت أخي ووصيي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، من تبعك فقد تبعني ومن تخلف عنك فقد تخلف عني ومن كفر بك فقد كفر بي ومن ظلمك فقد ظلمني، يا علي أنت مني وأنا منك، يا علي لولا أنت لما قوتل أهل النهر، فقلت: يا رسول الله ومن أهل النهر؟ قال: قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية "(3).
السبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي قال: حدثنا محمد بن الحسين الطائي قال: حدثنا محمد بن الحسن [ بن الحسن ](4)
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 200 / مجلس 7 / ح 42.
(3) أمالي الشيخ الطوسي: 200 / مجلس 7 / ح 43.
(4) زيادة ليست في المصدر.
الصفحة 219
ابن جعفر بن سليمان الاصغي(1) قال: حدثني أبي عن أبيه قال: حدثني يعقوب بن الفضل قال:
حدثني شريك [ بن بعد الله بن أبي نمر عن عبد الله ](2) بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أعطيت في علي تسعا، ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة واثنتين ادخروهما(3) له وواحدة أخافها عليه، فأما الثلاثة التي في الدنيا: فساتر عورتي والقائم بأمر أهلي ووصيي فيهم، وأما الثلاثة التي في الآخرة فأعطى يوم القيامة لواء الحمد فأدفعه إلى علي بن أبي طالب يحمله عني، وأعتمد عليه في مقام الشفاعة ويعينني على حمل مفاتيح الجنة، وأما اللتان أرجوهما له لا يرجع بعدي ضالا ولا كافرا، وأما التي أخافها عليه فغدر قريش به [ من بعدي ](4) "(5).
الحادي والسبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا ابن هامان المروزي قال: حدثني عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة " فقال له العباس بن عبد المطلب: عمه فداك أبي وأمي، من هؤلاء الأربعة؟ قال: " أنا على البراق وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا على كل ركن ياقوتة حمرا تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطن العرش: ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي ابن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم "(6).
الثاني والسبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي في منزله بدرب الزعفراني ببغداد في الكرخ سنة عشرة وأربعمائة قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن
____________
(1) في المصدر: الضبعي.
(2) زيادة من المصدر.
(3) في المصدر: أرجوهما.
(4) زيادة من المصدر.
(5) أمالي الشيخ الطوسي: 209 / مجلس 8 / ح 9.
(6) أمالي الشيخ الطوسي: 259 / مجلس 10 / ح 4 باختلاف في الرواة.
الصفحة 220
محمد بن سعيد بن عقدة في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة إملاء في مسجد براثا لثمان بقين من جمادى الأولى سنة ثلاثين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن الحسين بن عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال: خطب الحسن بن علي (عليهما السلام) بعد وفاة علي (عليه السلام) وذكر أمير المؤمنين فقال: " خاتم الوصيين وصي خاتم الأنبياء وأمير الصديقين والشهداء والصالحين ثم قال: يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعطيه الراية فيقاتل جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتى يفتح الله عليه، ما ترك ذهبا ولا فضة إلا شيئا على صبي له، وما ترك في بيت المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم، ثم قال: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فإنا الحسن بن محمد النبي (صلى الله عليه وآله) ثم تلا هذه الآية قول يوسف:
واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أنا ابن البشير وأنا ابن المنذر وأنا ابن الداعي إلى الله، وأنا ابن السراج المنير وأنا ابن الذي أرسله رحمة للعالمين وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين كان جبرائيل ينزل عليهم ومنهم كان يعرج، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله): قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، ومن يقترف حسنة، واقتراف الحسنة مودتنا "(1).
الثالث والسبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا [ أحمد بن يحيى بن زكريا قال: حدثنا عبيد ](2) عبد الله بن موسى قال: حدثنا مطر عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أخي ووزيري ووصيي علي بن أبي طالب "(3).
الرابع والسبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال: حدثني عمي عمر بن يحيى قال:
حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن عاصم قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال: حدثنا علي بن الحسن الأموي قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدثنا عبد الجبار بن العلا بمكة قال:
حدثني يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عن أنس بن مالك قال: أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أسرج بغلته الذلول وحماره اليعفور، ففعلت ما أمرني به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فاستوى على بغلته واستوى على حماره وسارا وسرت معهما، فأتينا سفح جبل فنزلا وصعدا حتى صارا على ذروة الجبل، ثم رأيت غمامة بيضاء كدارة الكرسي وقد أظلتهما ورأيت النبي (صلى الله عليه وآله) وقد مد يده إلى شئ يأكل وأطعم عليا
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 270 / مجلس 10 / ح 39.
(2) زيادة من المصدر.
(3) أمالي الشيخ الطوسي: 272 / مجلس 10 / ح 46.
الصفحة 221
حتى توهمت أنهما قد شبعا، ثم رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) وقد مد يده إلى شئ وقد شرب وسقي عليا حتى قدرت أنهما شربا ريهما، ثم رأيت الغمامة قد ارتفعت ونزلا فركبا وسارا وسرت معهما، والتفت النبي (صلى الله عليه وآله) فرأى في وجهي تغيرا فقال: " ما لي أرى وجهك متغيرا؟ " فقلت ذهلت مما رأيت فقال: " فرأيت ما كان؟ " فقلت: نعم فداك أبي وأمي يا رسول الله، قال: " يا أنس والذي خلق ما يشاء لقد أكل من تلك الغمامة ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا وثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا، ما فيهم نبي أكرم على الله مني ولا فيهم وصي أكرم على الله من علي "(1).
الخامس والسبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال: حدثني عمي قال: حدثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علي الرأس قال: حدثنا أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله العمري قال: حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة قال: حدثني أخي محمد بن المغيرة عن محمد بن سنان عن سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: قال أبي لجابر بن عبد الله: " لي إليك حاجة أريد أخلو بك فيها " فلما خلا به في بعض الأيام قال له: " أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة (عليها السلام)، قال جابر: أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأهنيها بولدها الحسين فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب من رائحة المسك الأذفر فقلت: ما هذا يا بنت رسول الله؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعد من ولدي، فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ففعلت، فقال له:
فهل لك أن تعارضني بها؟ قال: نعم فمضى جابر إلى منزله وأتى بصحيفة من كاغذ فقال له: انظر في صحيفتك حتى أقرأها عليك فكان في صحيفته مكتوب:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز العليم أنزله الروح الأمين على محمد خاتم النبيين، يا محمد عظم أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ولا ترج سوائي ولا تخش غيري، فإن من يرج سواي ويخش غيري أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، يا محمد إني اصطفيتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء، وجعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدة أبيه، والحسين خير أولاد الأولين والآخرين فيه ثبتت الإمامة ومنه يعقب علي زين العابدين، ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحق، وجعفر الصادق في القول والعمل ينشب بعده فتنة صماء، فالويل كل الويل للمكذب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى، وعلي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله،
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 283 / مجلس 10 / ح 86.
الصفحة 222
ومحمد الهادي إلى سبيلي الذاب عن حريمي والقيم في رعيته، وحسن الأعز يخرج منه ذو الاسمين علي، والحسن الخلف محمد يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين هو المهدي من آل محمد يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا "(1).
السادس والسبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال: حدثني المنصوري قال:
حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى [ بن ](2) المنصوري قال: حدثني الإمام علي ابن محمد قال: [ حدثني أبي محمد بن علي قال: ](3) حدثني أبي علي بن موسى الرضا قال:
حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن علي قال:
حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وآله): " يا علي خلقني الله تعالى وأنت من نور الله خير خلق آدم فأفرغ ذلك النور في صلبه فأفضى به إلى عبد المطلب، ثم افترقنا من عبد المطلب أنا في عبد الله وأنت في أبي طالب، لا تصلح النبوة إلا لي، ولا تصلح الوصية إلا لك، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي ومن جحد نبوتي أكبه الله على منخريه في النار "(4).
السابع والسبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت عن أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدثنا ناصح عن زكريا عن أنس بن مالك قال: اتكأ النبي (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) قال: " يا علي أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك وتكون وليي ووصيي ووارثي، تدخل رابع أربعة الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذريتهما خلف ظهورنا ومن تبعنا من أمتنا على أيمانهم وشمائلهم؟ قال: بلى يا رسول الله "(5).
الثامن والسبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أحمد ابن محمد قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا قطر عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أخي ووصيي ووزيري في أهلي علي بن أبي طالب "(6).
التاسع والسبعون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 292 / مجلس 11 / ح 13.
(2) زيادة من المصدر.
(3) زيادة من المصدر.
(4) أمالي الشيخ الطوسي: 295 / مجلس 11 / ح 24.
(5) أمالي الشيخ الطوسي: 332 / مجلس 12 / ح 6.
(6) أمالي الشيخ الطوسي: 334 / مجلس 12 / ح 11.
الصفحة 223
محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه قال: أخبرنا محمد بن مالك الأبرد النخعي قال: حدثنا محمد ابن فضيل بن غزوان العيني(1) قال: حدثنا غالب الجعفي(2) عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي عز وجل فقال: يا محمد فقلت: لبيك ربي وسعديك قال: قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع إليك؟ قال: فقلت رب عليا قال: صدقت يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت: اختر لي فإن خيرتك لي خير قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، ونحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده.
يا محمد علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): رب قد بشرته، فقال علي: أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي فقال: اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان [ بك ](3) قال: قد فعلت ذاك به يا محمد، غير إني مختصه بشئ من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي قال: قلت: ربي أخي وصاحبي، قال: إنه سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به، ولولا علي لم يعرف [ حزبي ولا ](4)، أوليائي ولا أولياء رسلي "(5) قال محمد بن مالك فلقيت نصر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني عن جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء... " وذكر مثله سواء، قال محمد بن مالك: فلقيت علي بن موسى ابن جعفر عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى "(6) وذكر الحديث بطوله.
الثمانون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا الحفار قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا أبي إسحاق بن إبراهيم الديري قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا أبي عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا دعوة أبي إبراهيم، قلنا: يا رسول الله وكيف صرت
____________
(1) في المصدر: الضبي.
(2) في المصدر: الجهني.
(3) زيادة من المصدر.
(4) زيادة من المصدر.
(5) أمالي الشيخ الطوسي: 344 / مجلس 12 / ح 45.
(6) أمالي الشيخ الطوسي: 344 / مجلس 12 / ح 46.
الصفحة 224
دعوة أبيك إبراهيم؟ قال: أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم إني جاعلك للناس إماما، واستخف إبراهيم الفرح فقال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي، فأوحى الله عز وجل إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال: لا أعطيك [ عهدا ](1) لظالم من ذريتك قال: يا رب ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟ قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا ولا يصح أن يكون إماما، قال إبراهيم: واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أظللن كثيرا من الناس، قال النبي (صلى الله عليه وآله): فانتهت الدعوة إلي وإلى أخي علي لم يسجد أحد منا لصنم قط، فاتخذني الله نبيا وعليا وصيا "(2).
الحادي والثمانون: الشيخ في أماليه قال: قرئ على أبي القاسم بن شبل بن أسد الوكيل وأنا اسمع في منزله ببغداد في الريض بباب محول في صفر سنة عشر وأربعمائة، حدثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد الباري أي أبو منصور بباد رآي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري في منزله بفارسفان من رستان الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله ابن حماد [ الأنصاري ](3) عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت الأشعث بن قيس الكندي وجوبير الجبلي قالا لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام): " حدثنا في خلواتك أنت وفاطمة قال: نعم [ بينا ](4) أنا وفاطمة في كساء إذا أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصف الليل وكان يأتينا بالتمر واللبن ليعيننا على الغلامين، فدخل فوضع رجلا بحيالي ورجلا بحيالها، ثم إن فاطمة بكت فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما يبكيك يا بنت محمد؟ فقالت: حالنا [ كما ترى ](5) في كساء نصفه تحتنا ونصفه فوقنا، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة أما تعلمين أن الله تعالى اطلع اطلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها أباك فاتخذه صفيا [ وابتعثه ] برسالته وائتمنه على وحيه؟ يا فاطمة أما تعلمين أن الله تعالى اطلع اطلاعة من سمائه إلى أرضه فاتخذ منها بعلك، وأمرني أن أزوجك به وأن أتخذه وصيا؟ يا فاطمة أما تعلمين أن العرش [ شاك ] ربه أن يزينه بزينة لم يزين بها بشرا من خلقه فزينه بالحسن والحسين بركنين من أركان الجنة، وروي ركن من أركان العرش "(6).
الثاني والثمانون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن
____________
(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في المصدر.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 379 / مجلس 13 / ح 62.
(3) زيادة ليست في المصدر.
(4) زيادة من المصدر.
(5) زيادة من المصدر.
(6) أمالي الشيخ الطوسي: 406 / مجلس 14 / ح 58.
الصفحة 225
علي بن زكريا [ أبو ](1) سعيد البصري قال: حدثنا محمد بن صدقة العنبري قال: حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما صلاة الفجر، ثم انفتل وأقبل علينا يحدثنا ثم قال: " أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين " قال: فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا: يا رسول الله من الشمس؟ قال: " أنا، فإذا هو (صلى الله عليه وآله) قد ضرب لنا مثلا فقال: إن الله تعالى خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم، فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر " قلنا: فمن القمر؟ قال: " أخي ووصيي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي [ علي بن أبي طالب ](2) " قلنا: فمن الفرقدان؟ قال: " الحسن والحسين " ثم مكث مليا فقال: " [ هؤلاء ](3) وفاطمة هي الزهرة وعترتي أهل بيتي هم مع القرآن [ والقرآن معهم ](4) لا يفترقان حتى يردا علي الحوض "(5).
الثالث والثمانون: الشيخ في أماليه بإسناده قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول لرأس اليهود: على كم افترقتم فقال: على كذا وكذا فرقة فقال علي (عليه السلام): " كذبت [ يا أخا اليهود ](6) " ثم أقبل على الناس فقال: " والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم [ وبين أهل الزبور بزبورهم ](7) وبين أهل القرآن بقرآنهم، [ أيها الناس ](8) افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار وواحدة ناجية في الجنة وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى (عليه السلام)، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت وصي محمد (صلى الله عليه وآله)، وضرب بيده على صدره ثم قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين فرقة كلها تنتحل مودتي وحبي، وواحدة منها في الجنة وهم النمط الأوسط واثنتا عشرة في النار "(9).
الرابع والثمانون: الشيخ الطوسي أيضا في كتاب المجالس قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) زيادة من المصدر.
(3) زيادة ليست في المصدر.
(4) زيادة من المصدر.
(5) أمالي الشيخ الطوسي: 517 / مجلس 18 / ح 38.
(6) زيادة من المصدر.
(7) زيادة من المصدر.
(8) زيادة من المصدر.
(9) أمالي الشيخ الطوسي: 524 / مجلس 19 / ح 66.
الصفحة 226
قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله [ محمد ](1) بن عمار الثقفي قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال: حدثنا معتب مولانا قال: حدثنا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين قال: سمعت محمد بن أبي [ عبيد الله ] بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر قال: سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخذا بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: " يا علي أنت أخي ووصيي ووزيري وأميني، مكانك مني في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلا أنه لا نبي معي، من مات وهو يحبك ختم الله عز وجل له بالأمن والإيمان، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب "(2).
الخامس والثمانون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدثنا الربيع بن سيار قال:
حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) أن عليا (عليه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب (عليه السلام): " إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول [ لكم ](3) فإن يكن حقا فاقبلوه وإن يكن باطلا فأنكروه " قالوا: قل: ثم ساق الحديث بذكر علي (عليه السلام) فضائله وسوابقه والنص من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم يصدقونه فيما يقوله لهم، وكان فيما قاله لهم: " فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنك عن يمين العرش يا علي يوم القيامة يكسوك الله عز وجل [ بردين ](4) أحدهما الأحمر والآخر الأخضر غيري؟ قالوا: لا، قال: فهل فيكم أحد أطعمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاكهة الجنة لما هبط بها جبرائيل وقال: لا ينبغي أن يأكله في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي غيري؟ " قالوا: لا.
" فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهله وماله غيري؟ "، قالوا: اللهم لا، قال:
" فأنشدكم بالله فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) مقالته يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاهم، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري؟ "(5) قالوا: اللهم لا، وحديث المناشدة هذا متكرر الرواة
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 545 / مجلس 20 / ح 3.
(3) زيادة ليست في المصدر.
(4) زيادة من المصدر.
(5) أمالي الشيخ الطوسي: 554 / مجلس 20 / ح 4.
الصفحة 227
والأسانيد من طرق العامة والخاصة.
السادس والثمانون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن جورية الجندي سابوري من أصل كتابه قال: حدثنا علي بن منصور الترجماني قال:
حدثنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال: حدثنا شريك بن عبد الله النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: " إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار " ولقد سمعت هذه الآية من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله)، منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كل رجل منهم: لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر، هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين والآخرين فمن رأى مثلها [ أو ](1) سمع أو تزوج بمثلها أحد في الأولين والآخرين؟ وهو أبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، فمن له أيها الناس مثلهما ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حموه وهو وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهله وأزواجه، وسد الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه، وهو صاحب باب خيبر وهو صاحب الراية يوم خيبر، وتفل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يومئذ في عينه وهو أرمد فما اشتكاهما من بعد ولا وجد حرا ولا قراء بعد يوم ذلك، وهو صاحب غدير خم إذ نوه رسول الله باسمه، وألزم أمته وولايته وعرفهم بخطره وبين لهم مكانه فقال: أيها الناس من أولى بكم منكم بأنفسكم، قالوا: الله ورسوله، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه.
وهو صاحب العبا ومن أذهب الله عز وجل عنه الرجس وطهره تطهيرا، وهو صاحب الطائر حين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم ائتني بأحب خلقك إليك [ وإلي ](2) [ يأكل معي ](3)، فجاء علي (عليه السلام) وأكل معه، وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد سار أبو بكر بالسورة فقال له: يا محمد، إنه لا يبلغها إلا أنت أو علي، إنه منك وأنت منه، وكان رسول الله منه في حياته وبعد وفاته، وهو عيبة علم رسول الله، ومن قال له النبي (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر الله فقال: وأتوا البيوت من أبوابها، وهو مفرج الكرب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحروب، وهو أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) وصدقه واتبعه، وهو أول من صلى، فمن أعظم قربة على الله وعلى رسوله فمن قاس به أحدا أو أشبه به بشرا صلى الله عليه(4)؟.
السابع والثمانون: الشيخ في مجالسه، قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني محمد
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) زيادة ليست في المصدر.
(3) زيادة من المصدر.
(4) أمالي الشيخ الطوسي: 559 / مجلس 20 / ح 8.
الصفحة 228
ابن جعفر بن محمد بن رباح(1) الأشجعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا إبراهيم ابن محمد بن أبي الرواس الخثعمي، قال: حدثني عدي بن زيد الهجري عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمد: فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد فحدثني عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه فكان رأسه في حجري، والعباس يذب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأغمي عليه إغماء ثم فتح عينيه فقال:
يا عباس يا عم رسول الله أقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي فقال العباس: يا رسول الله أنت أجود من الريح المرسلة وليس في مالي وفاء لدينك وعداتك فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك ثلاثا يعيده عليه والعباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لأقولنها لمن يقبلها، ولا يقول يا عباس مثل مقالتك فقال: يا علي أقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي، قال فخنقتني العبرة وارتج جسدي ونظرت إلى رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذهب ويجيء في حجري، فقطرت دموعي على وجهه ولم أقدر أن أجيبه ثم ثنى فقال: يا علي أقبل وصيتي واضمن ديني وعداتي.
قال: قلت: نعم بأبي وأمي، قال: أجلسني فأجلسته، فكان ظهره إلى صدري فقال: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ووصيي وخليفتي في أهلي ثم قال: يا بلال هلم سيفي ودرعي وبغلتي وسرجها ولجامها ومنطقتي التي أشدها على درعي، فجاء بلال بهذه الأشياء، فوقف البغلة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي قم فاقبض، قال: فقمت وقام العباس وجلس مكاني، فقمت فقبضت ذلك فقال: انطلق به إلى منزلك فانطلقت به ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائما، فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي فقال: هاك يا علي، هذا لك في الدنيا والآخرة، والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين فقال: يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا ولا تحسدوه فتكفروه، يا عباس قم من مكان علي، فقال: تقيم الشيخ وتجلس الغلام، فأعادها عليه ثلاث مرات، فقام العباس، فنهض مبغضا وجلست مكاني فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عم يا عباس، يا عم رسول الله، لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار فرجع وجلس "(2).
الثامن والثمانون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان وثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة ابن الفضل الأبرش قال: حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم وقال أبو المفضل
____________
(1) في المصدر: رياح.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 573 / مجلس 22 / ح 2.
الصفحة 229
وحدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي واللفظ له قال: حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال: حدثني سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش وأبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، قال: فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أبادرهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصممت على ذلك وجاءني جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك.
فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع له بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) جذمة من اللحم فنتفها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي صحيفة.
ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى صدروا، ما لهم بشئ من الطعام حاجة وما أرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت، لجميعهم، ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يكلمهم ابتدره أبو لهب بالكلام فقال: لشد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي من الغد: يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما قد سمعت من القول ففرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم لي، قال: ففعلت ثم جمعتهم فدعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس وأكلوا حتى ما لهم به من حاجة، ثم قال: اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا ثم تكلم رسول الله فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي عز وجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويوازرني على أمري فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي؟
قال: فأمسك القوم وأحجموا منها جميعا، قال: فقمت وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به، قال: فأخذ بيدي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، قال: فقام القوم
الصفحة 230
يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع "(1).
التاسع والثمانون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا عمران ابن محضر(2) بن محمد بن عمران بن طاووس الخطيب مولى الصادق (عليه السلام) بالموصل قال: حدثنا إدريس بن زياد الحناط بكفوتوثا قال: حدثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع عن أبيه الربيع بن يونس صاحب(3) المنصور، وكان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) على عهد مروان الحمار فقلت: يا سيدي أخبرني عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين، فما كان سببها، فحدثني عن أبيه علي (عليه السلام): " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجهه في أمر من أمره فحسن فيه بلاؤه وعظم فيه ثناؤه، فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قد خرج لصلاة الظهر فصلى معه، فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاعتنقه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم سأله عن سفره ذلك وما صنع فيه، فجعل علي يحدثه وأسارير وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلمع نورا وسرورا بما حدثه، فلما أتى علي (عليه السلام) على حديثه قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أبشرك يا أبا الحسن؟
قال: بلى فداك أبي وأمي فكم من خير بشرت به.
قال: إن جبرائيل هبط علي في وقت الزوال فقال لي: يا محمد، هذا ابن عمك علي وارد عليك وأن الله تعالى أبلى المسلمين به بلاء حسنا وإنه كان من صنيعه كذا وكذا، فحدثني بما أنبأتني به، ثم قال لي: يا محمد إنه نجا من ذرية آدم من تولى شيث بن آدم وصي أبيه، ونجا شيث بأبيه آدم، ونجا آدم بالله عز وجل ونجا من تولى سام بن نوح، وصي نوح ونجا سام بأبيه ونجا نوح بالله عز وجل ونجا من تولى إسماعيل أو قال إسحاق وصي إبراهيم خليل الله، ونجا إسماعيل بأبيه إبراهيم، ونجا إبراهيم (عليه السلام) بالله عز وجل، ونجا من تولى يوشع وصي موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى ونجا موسى بالله عز وجل، ونجا من تولى شمعون وصي عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى بالله عز وجل، ونجا يا محمد من تولى عليا وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك، ونجا علي بك، ونجوت أنت بالله، يا محمد إن الله جعلك سيد الأنبياء وجعل عليا سيد الأوصياء وخيرهم وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فسجد علي (عليه السلام)
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 583 / مجلس 24 / ح 11.
(2) في المصدر: محسن.
(3) في المصدر: حاجب.
الصفحة 231
وجعل يقلب وجهه لله على الأرض شكرا "(1).
التسعون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس القرشي قال: حدثنا أيوب بن نوح بن دراج قال: حدثنا محمد بن سعيد بن زائدة عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن محمد بن علي وعن زيد بن علي كليهما عن أبيهما عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " لما ثقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري، والبيت مملوء من أصحابه من المهاجرين والأنصار والعباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغمى عليه ساعة ويضيق ساعة ثم وجد خفة وأقبل على العباس فقال: يا عباس، يا عم النبي، أقبل وصيتي في أهلي وفي أزواجي واقض ديني وأنجز عداتي وأبرئ ذمتي، فقال العباس: يا نبي الله، أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود وأنت أجود من السحاب الهاطل والريح المرسلة، فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوع له مني، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ومن لا يقول، به مثل ما تقول يا علي هاكها خالصة لا يخافك فيها أحد، يا علي أقبل وصيتي وأنجز مواعيدي واد ديني، يا علي أخلفني في أهلي وبلغ عني من بعدي.
قال علي (عليه السلام): فلما نعى إلي نفسه رجف فؤادي وألقى علي لقوله البكاء فلم أقدر أن أجيبه بشئ ثم عاد لقوله فقال: يا علي أو تقبل وصيتي؟ قال: فقلت وقد خنقتني العبرة ولم أكد أن أبين:
نعم يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): يا بلال ائتني بسوادي، ائتني بذي الفقار ودرعي ذات الفضول، ائتني بمغفري ذي الحبين ورايتي العقاب، ائتني بالعنزة والممشوق، فأتى بلال بذلك كله إلا درعه كانت يومئذ مرتهنة ثم قال: ائتني بالمرتجز والعضباء وأتني باليعفور والدلدل، فأتى بهما فوقفهما بالباب، ثم قال: ائتني بالأتحمية والسحاب، فأتى بهما، فلم يزل يدعو بشئ شئ فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب، فطلبها فأوتي بها والبيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين والأنصار ثم قال: يا علي قم فاقبض هذا، ومد إصبعه وقال: في حياة مني وشهادة من في البيت لكي لا ينازعك أحد من بعدي، فقمت وما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعا منزلي.
فقال: يا علي أجلسني فأجلسته وأسندته إلى صدري قال علي (عليه السلام): فلقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وان رأسه ليثقل ضعفا وهو يقول يسمع أقصى أهل البيت وأدناهم: إن أخي ووصيي ووزيري
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 592 / مجلس 25 / ح 15.
الصفحة 232
وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب، يقضي ديني وينجز موعدي، يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب لا تبغضوا عليا ولا تخالفوا عن أمره فتضلوا، ولا تحسدوه وترغبوا عنه فتكفروا، أضجعني يا علي فأضجعته وقال: يا بلال ائتني بولدي الحسن والحسين، فانطلق فجاء بهما فأسندهما إلى صدره فجعل (صلى الله عليه وآله) يشمهما، قال علي (عليه السلام): فظننت أنهما قد غماه، قال الجارودي(1):
يعني أكرباه، فذهبت لآخذهما عنه، فقال: دعهما يا علي يشماني ويتزودا مني وأتزود منهما فسيلقيان من بعدي أمرا عضالا، فلعن الله من يخيفهما، اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين "(2).
الحادي والتسعون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد ابن فيروز بن غياث الجلاب بباب الأبواب قال: حدثنا محمد بن الفضل بن المختار الباني ويعرف بفضلان صاحب الجار قال: حدثني أبي الفضل بن مختار عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة قال: حدثني أبو عامر القاسم بن عوف عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: حدثني سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه، فجلست بين يديه وسألته عما يجد [ وقمت لأخرج ](3) فقال لي: " اجلس يا سلمان [ فسيشهدك ] الله عز وجل أمرا إنه لمن خير الأمور فجلست، فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته ورجال من أصحابه ودخلت فاطمة ابنته فيمن دخل، فلما رأت ما برسول الله (صلى الله عليه وآله) من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خديها فأبصر ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال ما يبكيك يا بنية أقر الله عينيك ولا أبكاك، فقالت: وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف؟ قال لها: يا فاطمة توكلي على الله واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء وأمهاتك من أزواجهم، ألا أبشرك يا فاطمة؟ قالت: بلى يا نبي الله أو قالت: يا أبت، قال: أما علمت أن الله اختار أباك فجعله نبيا وبعثه إلى كافة الخلق رسولا، ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا، يا فاطمة إن عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا وأقدمهم سلما وأعظمهم علما وأحلمهم حلما وأثبتهم في الميزان قدرا، فاستبشرت فاطمة فأقبل عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هل سررتك يا فاطمة؟
قالت: نعم يا أبه.
قال: أفلا أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله؟ قالت: نعم يا نبي الله، قال: إن
____________
(1) في المصدر: أبو الجارود.
(2) أمالي الشيخ الطوسي: 602 / مجلس 27 / ح 1.
(3) زيادة ليست في المصدر.
الصفحة 233
عليا أول من آمن بالله عز وجل ورسوله من هذه الأمة هو وخديجة أمك، وأول من وازرني على ما جئت به، يا فاطمة إن عليا أخي وصفيي وأبو ولدي، إن عليا أعطي خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله ولا يعطاها أحد بعده، فأحسني عزاك واعلمي أن أباك لاحق بالله عز وجل قالت:
يا أبت قد سررتني وأحزنتني، قال: كذلك يا بنية إن أمور الدنيا يشوب سرورها حزنها وصفوها كدرها، أفلا أزيدك يا بنية؟ قالت: بلى يا رسول الله قال: إن الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين، فجعلني وعليا في خيرها قسما وذلك قوله عز وجل: * (أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين) *(1) ثم جعل قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة وذلك قوله عز وجل: * (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) *(2) ثم جعل القبائل بيوتا فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(3) ثم إن الله اختارني من أهل بيتي واختار عليا والحسن والحسين واختارك، فأنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب وأنت سيدة النساء والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ومن ذريتك المهدي يملأ الله عز وجل به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا "(4).
الثاني والتسعون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا يحيى بن علي بن عبد الجبار السدوسي بالشريجار قال: حدثني عمي محمد بن عبد الجبار قال: حدثنا حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان ومعاوية بن الريان جميعا عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة صدى بن عجلان الباهلي، قال: كنا ذات يوم عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) جلوسا فأتى علي (عليه السلام) فدخل المسجد وقد وافق من رسول الله قياما، فلما رأى عليا جلس ثم أقبل عليه فقال: " يا أبا الحسن إنك أتيت ووافق [ مني ](5) قياما فجلست لك، أفلا أخبرك ببعض ما فضلك الله به، أخبرك إني ختمت النبيين وختمت [ أنت ](6) يا علي الوصيين، وحق على الله أن لا يوقف موسى بن عمران (عليه السلام) موقفا إلا وقف معه وصيه يوشع بن نون، وإني أقف وتوقف وأسأل وتسأل فاعدد يا بن أبي طالب جوابا فإنما أنت مني تزول أينما زلت، قال علي: يا نبي الله فما الذي تبينه لي حتى اهتدي بهداك لي؟
فقال: يا علي من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له، فإنه عز وجل هاديك ومعلمك وحق لك أن تعي، لقد أخذ الله حق ميثاقي وميثاقك وميثاق شيعتك وأهل مودتك إلى يوم القيامة
____________
(1) الواقعة: 27.
(2) الحجرات: 13.
(3) الأحزاب: 33.
(4) أمالي الشيخ الطوسي: 607 / مجلس 28 / ح 2.
(5) زيادة ليست من المصدر.
(6) زيادة من المصدر.
الصفحة 234
فهم شيعتي وذو ومودتي وهم ذو والألباب، يا علي حق على الله ينزلهم في جناته ويسكنهم مسكن الملوك وحق لهم أن يطيبوا "(1).
الثالث والتسعون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله يعني الغضائري عن علي ابن محمد العلوي قال: حدثنا الحسن بن علي بن صالح بن شعيب الجوهري قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: حدثنا الحسن بن علي صلوات الله عليه: " إن الله عز وجل بمنه وبرحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه لا إله إلا هو ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ولتتسابقوا إلى رحمته ولتتفاضل منازلكم في جنته، ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية [ وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا إلى سبله ](2) ولولا محمد (صلى الله عليه وآله) والأوصياء من ولده (عليهم السلام) كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض، وهل تدخلون قرية إلا من بابها؟ فلما من عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم (صلى الله عليه وآله) قال: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا، ففرض عليكم لأوليائه حقوقا وأمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة، ليعلم من يطيعه منكم بالغيب ثم قال عز وجل: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى فاعلموا أن من يبخل فإنما يبخل عن نفسه إن الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه فاعملوا ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين "(3).
الرابع والتسعون: الشيخ في مجالسه بإسناده عن إبراهيم بن صالح عن زيد بن الحسن عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " [ وفدت بالأبطح على ساعة ](4) علي عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي، قال: فنزل جبرائيل وميكائيل وسرافيل ففزعت لخفق أجنحتهم قال: فرفعت رأسي فإذا إسرافيل يقول لجبرائيل: إلى أي الأربعة بعثت وبعثنا معك؟
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 613 / مجلس 29 / ح 1.
(2) زيادة من المصدر.
(3) أمالي الشيخ الصدوق: 655 / مجلس 34 / ح 5 باختصار في عدد الرواة.
(4) في المصدر: رقدت بالأبطح على ساعدي.
الصفحة 235
قال: فركض برجله فقال: إلى هذا وهو محمد سيد النبيين ثم قال: من هذا الآخر؟ قال: هذا أخوه ووصيه وابن عمه "(1).
الخامس والتسعون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد ابن جعفر [ بن قيس ](2) بن مسكان أبو [ عمرو ](3) المصيصي الفقيه من أصل كتابه [ بياس ](4) قال:
حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر أبو محمد إمام جامع المصيصة قال: حدثني [ يحيى بن ](5) عبد الحميد بن عبد الرحمن بن بشير الحماني قال: حدثني [ عبد الله بن ](6) قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: أصبح علي (عليه السلام) ذات يوم ساغبا فقال: " يا فاطمة هل عندك شئ تطعمينني " قالت: " والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح عندي شئ يطعمه بشر وما كان ما أطعمتك منذ يومين إلا شئ كنت أؤثرك به على نفسي وعلى الحسن والحسين " قال: " أعلى الصبيين؟ ألا أعلمتني فآتيكم بشئ؟ " قالت: " يا أبا الحسن إني لأستحي من إلهي من [ أن ] أكلفك بشئ ما لا تقدر عليه، فخرج واثقا بالله حسن الظن به فاستقرض دينارا فبينا الدينار في يد علي (عليه السلام) إذ عرض له المقداد (رضي الله عنه) وذلك في يوم شديد الحر قد أحرقته الشمس من فوقه ومن تحته فأنكر علي (عليه السلام) شأنه فقال: " يا مقداد ما الذي أزعجك هذه الساعة؟ " قال: خل سبيلي يا أبا الحسن ولا تكشفني عما ورائي قال: " إنه لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك ".
قال: يا أبا الحسن إلى الله ثم إليك أن تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي، فقال علي (عليه السلام): " إنه لا يسعني أن تكتمني حالك " فقال له: أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أزعجني إلا الجهد ولقد تركت عيالي بحال لم تحملني لها الأرض، فخرجت مهموما راكبا رأسي فهذه حالي، فهملت عينا علي (عليه السلام) بالدموع حتى اخضلت دموعه لحيته ثم قال: " أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني من أهلي إلا الذي أزعجك ولقد استقرضت دينارا فخذه، فدفع الدينار إليه وآثره به على نفسه ".
وانطلق حتى دخل مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى الظهر والعصر والمغرب فلما قضى رسول الله
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 723 / مجلس 43 / ح 7.
(2) زيادة من المصدر.
(3) في المصدر: عمر.
(4) زيادة ليست في المصدر.
(5) زيادة ليست من المصدر.
(6) زيادة من المصدر.
الصفحة 236
بالمغرب مر بعلي وهو في الصف الأول فغمزه برجله فقام علي (عليه السلام) فلحقه في باب المسجد وسلم عليه فرد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " يا أبا الحسن هل عندك عشاء تعشيناه فنميل معك؟ " فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعرف ما كان من أمر الدينار ومن أين وجهه بوحي من الله إلى نبيه وأمره أن يتعشى عند علي تلك الليلة، فلما نظر إلى سكوته قال: " يا أبا الحسن ما لك لا تقول: لا فانصرف أو نعم فامضي معك " فقال: حبا وتكرما فاذهب بنا، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فانطلقا حتى دخلا على فاطمة (عليها السلام) وهي في مصلاها قد قضت صلواتها وخلفها جفنة تفور دخانا، فلما سمعت كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرجت من مصلاها فسلمت عليه، وكانت أعز الناس عليه فرد السلام ومسح بيديه على رأسها وقال لها: " بنتاه كيف أمسيت رحمك الله؟ " فقالت: " بخير " قال: " عشينا رحمك الله " فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام)، فلما نظر علي إلى الطعام وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا، قالت له فاطمة: " سبحان الله ما أشح نظرك وأشده! هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا استوجب منك السخط؟ " فقال: " وأي ذنب أصبته أليس عهدي بك اليوم الماضي أنك تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين؟ " قال: فنظرت إلى السماء وقالت: " إلهي يعلم ما في سمائه وأرضه إني لم أقل إلا حقا " فقال لها: " يا فاطمة إني لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه ولم أشم مثل رائحته قط ولم آكل أطيب منه " قال: فوضع رسول الله (صلى الله عليه وآله) كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي (عليه السلام) فغمزها ثم قال: " يا علي هذا بدل عن دينارك، هذا جزاء دينارك، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " ثم استعبر النبي (صلى الله عليه وآله) باكيا ثم قال: " الحمد لله الذي أبى لكما أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران "(1).
السادس والتسعون: ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو الحسن عيسى بن العراد السكني(2) قال: حدثني أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحقي البصري في سنة عشر وثلاثمائة قال: حدثنا محمد ابن عمارة السكري عن إبراهيم بن عاصم عن عبد الله بن هارون الكرخي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن زيد بن سلام عن حذيفة بن اليمان قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم أقبل بوجهه الكريم علينا ثم قال: " معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته، فمن عمل بها فاز وغنم
____________
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 618 / مجلس 29 / ح 8.
(2) في المصدر: الكبير.
الصفحة 237
وانجح ومن تركها حلت عليه الندامة، فالتمسوا بالتقوى السلامة من أهوال يوم القيامة فكأني أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، ومن تمسك بعترتي كان من الفائزين ومن تخلف عنهم كان من الهالكين.
فقلت: يا رسول الله على من تخلفنا؟ قال: على من خلف موسى بن عمران على قومه، قلت على وصيه يوشع بن نون، قال: فإن وصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب، قائد البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، فقلت: يا رسول الله فكم تكون الأئمة من بعدك؟
قال: عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله تعالى علمي وفهمي، خزان علم الله ومعادن وحيه قلت: يا رسول الله فما لأولاد الحسن قال: إن الله تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسين (عليه السلام) وذلك قوله عز وجل: * (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) *(1) قلت:
أفلا سميتهم لي يا رسول الله؟ قال: نعم، إنه لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة ورأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا عليا ومحمدا محمدا وجعفرا وموسى والحسن، والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري فقلت: يا رب من هؤلاء الذين قرنت أسماؤهم باسمك؟ قال: يا محمد إنهم هم الأوصياء والأئمة بعدك خلقتهم من طينتك فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم فبهم أنزل الغيث وبهم أثيب وأعاقب ثم رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده إلى السماء ودعا بدعوات سمعته يقول: اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي "(2).
السابع والتسعون: ابن بابويه قال: حدثني أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن الفضيل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله عز وجل أرسل محمدا (صلى الله عليه وآله) إلى الجن والإنس وجعل من بعده اثني عشر وصيا منهم من سبق ومنهم من بقي، وكل وصي جرت سنة الأوصياء الذين من بعد محمد (صلى الله عليه وآله) على سنة أوصياء عيسى، وكانوا اثني عشر، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) على سنة المسيح (عليه السلام) "(3).
الثامن والتسعون: ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) قال: أخبرنا أبو
____________
(1) الزخرف: 28.
(2) كفاية الأثر: 137.
(3) عيون أخبار الرضا: 2 / 59.
الصفحة 238
المفضل الشيباني قال: حدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال: حدثنا محمد بن مسعود يعني العياشي عن يوسف بن السخت عن سفيان الثوري عن موسى بن عبيدة عن إياس بن مسلمة الأكوع عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أنا سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء وسبطاي خير الأسباط ومنا الأئمة المعصومون من صلب الحسين ومنا مهدي هذه الأمة، فقام إليه أعرابي فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد الأسباط وحواري عيسى ونقباء بني إسرائيل "(1).
التاسع والتسعون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني (رحمه الله) قال: حدثنا هاشم بن مالك أبو دلف الخزاعي ببغداد في مسجد الشرقية قال: حدثنا العباس بن فرج الرياحي قال:
حدثني شرحبيل بن أبي عوف عن يزيد بن عبد الملك عن سعيد المقري عن أبي هريرة قال: قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن لكل نبي وصيا وسبطين فمن وصيك وسبطاك؟ " فسكت ولم يرد علي جوابا فانصرفت حزينا فلما حان الظهر قال: ادن يا أبا هريرة فجعلت أدنو وأقول: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ثم قال: إن الله بعث أربعة آلاف نبي وكان لهم أربعة آلاف وصي وثمانية آلاف سبط، فوالذي نفسي بيده لأنا خير النبيين ووصيي خير الوصيين وأن سبطي خير الأسباط الحسن والحسين سبطي هذه الأمة، وأن الأسباط كانوا من ولد يعقوب وكانوا اثني عشر رجلا وأن الأئمة من بعدي اثني عشر من أهل بيتي، علي أولهم وأوسطهم محمد وآخرهم محمد ومهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى ابن مريم، ألا إن من تمسك بهم بعدي فقد تمسك بحبل الله ومن تخلى عنهم فقد تخلى من الله "(2).
المائة: ابن بابويه في كتاب النصوص قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري قال: حدثنا محمد بن أحمد الصفواني قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا عبد الله ابن سلمة قال: حدثنا عبد الله بن محمد الحمصي قال: حدثنا ابن حماد عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفجر ثم أقبل علينا فقال: " معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا، ومن استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى " فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال: يا رسول الله كم الأئمة من بعدك؟ قال: " عدد نقباء بني إسرائيل، فقال: كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم "(3).
____________
(1) كفاية الأثر: 114.
(2) كفاية الأثر: 79.
(3) كفاية الأثر: 74.
الصفحة 239
الحادي والمائة: الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن ابن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه أحمد بن هلال العبرتاني عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث له: " إن الله اختار من الناس الأنبياء واختار من الأنبياء الرسل واختارني من الرسل واختار مني عليا واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين الأوصياء تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وباطنهم "(1).
ورواه محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أبي عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن هلال قال: حدثنا ابن أبي عمير سنة أربع ومائتين قال: حدثني سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله اختار من الأيام يوم الجمعة ومن الشهور شهر رمضان ومن الليالي ليلة القدر واختار من الناس الأنبياء واختار من الأنبياء الرسل واختارني من الرسل واختار مني عليا واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين الأوصياء ينفون من التنزيل تأويل القائلين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين تاسعهم باطنهم ظاهرهم وهو أفضلهم " قال عبد الله بن جعفر في حديثه: وتأويل الجاهلين(2).
الثاني والمائة: ابن بابويه في النصوص قال: حدثني علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثني عبد الله بن سعيد(3) قال: حدثني موسى بن إبراهيم بن الممتع قال: حدثني عبد الكريم بن هلال عن أسلم عن أبي الطفيل عن عمار قال لما حضر رسول الله الوفاة دعا بعلي (عليه السلام) فساره طويلا ثم قال: " يا علي أنت وصيي ووارثي وقد أعطاك الله علمي وفهمي، فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم وغصبت على حقك(4)، فبكت فاطمة (عليها السلام) وبكى الحسن والحسين، فقال لفاطمة: يا سيدة النسوان مم بكاؤك؟ قالت: أخشى الضيعة بعدك، قال: أبشري يا فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي لا تبكي ولا تحزني فإنك سيدة نساء أهل الجنة وأباك سيد الأنبياء وابن عمك سيد الأوصياء وابنيك سيدا شباب أهل الجنة، ومن صلب الحسين يخرج الله الأئمة التسعة مطهرون معصومون، ومنا مهدي هذه الأمة " ثم التفت إلى علي وقال: " يا علي لا يلي غسلي وتكفيني
____________
(1) الغيبة للشيخ الطوسي: 143 / ح 107.
(2) كتاب الغيبة للنعماني: 67 / ح 7 وقد اختصر المصنف.
(3) في المصدر: بن معبد.
(4) في المصدر: حقد.
الصفحة 240
غيرك " فقال علي: " يا رسول الله من يناولني الماء فإنك رجل ثقيل لا أستطيع أن أقلبك؟ " فقال:
" إن جبرائيل معك ويناولك الفضل الماء، قل له فليغض عينيه فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه " فلما مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان الفضل يناوله الماء وجبرائيل يعاونه، فلما أن غسله وكفنه أتاه العباس فقال: يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي (صلى الله عليه وآله) بالبقيع وأن يؤمهم رجل منهم واحد، فخرج علي إلى الناس فقال: " أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إمامنا حيا وميتا، وهل تعلمون أن رسول الله لعن من جعل القبور مصلى، ولعن من جعل مع الله إلها آخر، ولعن من كسر رباعيته وشق لثته؟ قال: فقالوا: الأمر إليك فاصنع ما رأيت، قال: وإني أدفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في البقعة التي قبض فيها، ثم قام علي على الباب فصلى عليه وأمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون "(1).
الثالث والمائة: ابن بابويه في النصوص عن محمد بن عبد الله الشيباني قال: حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان المقري ببغداد قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن الفضل بن الربيع أبو العباس مولى بني هاشم قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة في مسند أنس قال: حدثنا يزيد ابن هارون قال: حدثنا عبد الله بن عوف عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أوصياء الأنبياء الذين يقومون بعدهم لقضاء ديونهم وإنجاز عداتهم ويقاتلون على سنتهم " ثم التفت إلى علي (عليه السلام) فقال: " أنت وصيي وأخي في الدنيا والآخرة، تقضي ديني وتنجز عدتي وتقاتل على سنتي، تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل فأنا خير الأنبياء وأنت خير الأوصياء وسبطاي خير الأسباط، ومن صلبهما تخرج الأئمة التسعة مطهرون معصومون قوامون بالقسط، والأئمة بعدي على عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى، هم عترتي من لحمي ودمي "(2).
الرابع والمائة: الشيخ في الغيبة بإسناده عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن نعمة السلولي عن وهيب بن حفص عن عبد الله بن خالد عن أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي(3).
الخامس والمائة: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أبي الحارث عبد الله بن
____________
(1) كفاية الأثر: 124.
(2) كفاية الأثر: 76.
(3) كتاب الغيبة: 139.
الصفحة 241
عبد الملك بن سهل الطبراني قال: حدثنا محمد بن المثنى البغدادي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الرقي قال: حدثنا موسى بن عيسى بن عبد الرحمن قال: حدثنا هشام بن عبد الله الروسايي قال: حدثني علي بن [ محمد ](1) [ علي ](2) عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي الباقر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله أوحى إلي ليلة أسري [ بي ]: يا محمد من خلفت في الأرض على أمتك؟
وهو أعلم بذلك قلت: يا رب أخي قال: يا محمد، علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب قال: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فلا أذكر حتى تذكر معي، أنا المحمود وأنت محمد ثم إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيك، فأنت سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء ثم شققت له اسما من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي، يا محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد، ثم عرضت ولايتكم على الملائكة فمن قبلها كان من المؤمنين ومن جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم يلقاني جاحدا لولايتكم أدخلته النار.
ثم قال: يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم فقال: تقدم أمامك، فتقدمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب والحسن ابن علي والحسين بن علي وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم كأنه الكوكب الدري في وسطهم فقلت: يا رب ومن هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمة وهذا القائم يحل حلالي ويحرم حرامي وينتقم من أعدائي، يا محمد أحبه فإني أحبه وأحب من يحبه "(3).
السادس والمائة: الشيخ الطوسي في الغيبة عن جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل عن علي بن الحسين عن أحمد بن محمد [ ابن ](4) الخليل عن جعفر بن محمد المصري عن عمه الحسن بن علي عن أبيه عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (عليه السلام): " يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) زيادة ليست في المصدر.
(3) غيبة النعماني: 94 / ح 24.
(4) زيادة من المصدر.
الصفحة 242
بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهديا، وأنت يا علي أول الاثني عشر الإمام، سماك [ الله ](1) في سمائه المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون المهدي، فلا تصلح هذه الأسماء لأحد غيرك، يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقتني غدا ومن طلقتها فأنا منها برئ لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، فأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الزكي الشهيد المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد باقر العلم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى بن جعفر الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه المستحفظ من آل محمد، فذلك اثنا عشر إماما، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم كاسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين "(2).
السابع والمائة: ابن بابويه في النصوص قال: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال: حدثنا محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال: حدثني محمد بن معافي السلماسي عن محمد بن عامر قال: حدثنا عبد الله بن زاهر عن عبد القدوس عن الأعمش عن حبش بن المعتمر قال: قال أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه) دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي توفي فيه فقال:
يا أبا ذر " ايتني بابنتي فاطمة " قال: فقمت دخلت عليها وقلت لها: يا سيدة النسوان أجيبي أباك فلبست نعليها واتزرت وخرجت حتى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما رأت رسول الله انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله لبكائها وضمها إليه ثم قال: " يا فاطمة لا تبكي فداك أبوك فأنت أول من يلحقني مظلومة مغصوبة، وسوف تظهر بعدي حسبكة النفاق وسيمل جلباب الدين، وأنت أول من يرد علي الحوض " قالت: " يا أبت أين ألقاك؟ " قال: " تلقينني عند الحوض وأنا أسقي شيعتك ومحبيك وأطرد أعداءك ومبغضيك، قالت: يا رسول الله فإن لم ألقك عند الحوض قال: تلقينني عند
____________
(1) زيادة من المصدر.
(2) غيبة الطوسي: 151 / ح 111.
الصفحة 243
الميزان " قالت: " يا أبت فإن لم ألقك عند الميزان " قال: " تلقينني عند الصراط، وأنا أقول: سلم سلم شيعة علي " قال أبو ذر: فسكن قلبها ثم التفت إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " يا أبا ذر إنها بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني، ألا إنها سيدة نساء العالمين وبعلها سيد الوصيين وابناها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وإنهما إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما، وسوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء معصومون قوامون بالقسط، ومنا مهدي هذه الأمة " قلت:
يا رسول الله فكم الأئمة بعدك؟ قال (صلى الله عليه وآله): " عدد نقباء بني إسرائيل "(1).
الثامن والمائة: ابن بابويه في النصوص قال: حدثنا علي بن محمد بن مقول قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر القاضي الجعابي قال: حدثني نصر بن عبد الله الوشا قال: حدثني زيد بن الحسن الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) في بيت أم سلمة فأنزل الله هذه الآية: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *(2) فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم ودعا عليا فأجلسه خلف ظهره وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة: فأنا معهم يا رسول الله؟ قال: " أنت على خير " فقلت: يا رسول الله لقد أكرم الله هذه العترة الطاهرة والذرية المباركة بذهاب الرجس عنهم قال: " يا جابر إنهم عترتي من لحمي ودمي فأخي سيد الأوصياء وابني خير الأسباط وابنتي سيدة النسوان ومنا المهدي " قلت: يا رسول الله ومن المهدي؟ قال:
" تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار، والتاسع يملأ الأرض قسطا وعدلا، يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل "(3).
التاسع والمائة: ابن بابويه في كتاب الغيبة قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمد بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثني عشر، أولهم أخي وآخرهم ولدي، قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟ قال: علي بن أبي طالب، قيل: فمن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق نبيا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى ابن مريم يصلي خلفه وتشرق الأرض
____________
(1) كفاية الأثر: 38.
(2) الأحزاب: 33.
(3) كفاية الأثر: 66.
الصفحة 244
بنوره ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب "(1).
العاشر والمائة: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ومحمد بن همام بن سهيل وعبد العزيز وعبد الواحد ابني عبد الله بن يونس [ الموصلي ](2) عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس، وأخبرنا به من غير هذه الطرق هارون بن محمد قال: حدثني أحمد بن عبيد الله بن جعفر المعلى الهمداني قال: حدثني [ أبو ](3) الحسن عمرو بن جامع عن عمرو بن حرب الكندي قال: حدثنا عبد الله بن مبارك شيخ لنا كوفي ثقة قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام [ شيخنا ](4) عن معمر عن أبان ابن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي، وذكر أبان أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة، قال معمر: وذكر أبو هارون العبدي أنه سمعه [ أيضا ](5) عن عمر بن سلمة عن سليم أن معاوية لما دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ونحن مع أمير المؤمنين (عليه السلام) بصفين فحملهما الرسالة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وأديا إليه قال: " بلغتماني مما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني وبلغا عني [ كما بلغتماني ](6) ".
قالا: نعم، فأجابه (عليه السلام) الجواب بطوله حتى انتهى إلى نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إياه بغدير خم بأمر الله عز وجل: لما أنزل عليه * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(7).
فقال: الناس يا رسول الله أخاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاية من أمر الله بولايته وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم، قال علي (عليه السلام): " فنصبني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغدير خم وقال: إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس تكذبني فأوعدني لأبلغنها أو ليعذبني ثم قال: قم يا علي ثم نادى بأعلى صوته بعد أن أمر أن ينادي بالصلاة جامعة فصلى بهم الظهر ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم ومن كنت مولاه فعلي مولاه وإلى الله من والاه وعادى من عاداه، فقام إليه سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله ولاة ماذا؟ فقال: من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه فأنزل الله: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
____________
(1) كمال الدين وتمام النعمة: 280.
(2) زيادة من المصدر.
(3) زيادة من المصدر.
(4) زيادة من المصدر.
(5) زيادة من المصدر.
(6) زيادة من المصدر.
(7) المائدة: 55.
الصفحة 245
ورضيت لكم الإسلام دينا) *(1) فقال: يا رسول الله هؤلاء الآيات في علي خاصة؟ فقال: بل فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة، فقال: يا رسول الله سمهم لي فقال: علي وصيي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي، ولي كل مؤمن من بعدي، وأحد عشر إماما من ولدي، أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه حتى يردوا علي حوضي، فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا: نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله كما قلت يا أمير المؤمنين سواء لم نزد ولم ننقص، وقال بقية السبعين من البدريين الذين شهدوا مع علي صفين: حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفاضلنا فقال علي (عليه السلام): صدقتم ليس كل الناس يحفظ، بعضهم أفضل من بعض، وقام من الاثني عشر أربعة: أبو الهيثم بن التيهان وأبو أيوب وعمار وخزيمة ذو الشهادتين فقالوا: نشهد أنا حفظنا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يومئذ وعلي قائم إلى جنبه: يا أيها الناس إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم ووصيي فيكم وخليفتي في أهلي وفي أمتي من بعدي: والذي فرض الله طاعته على المؤمنين وأمركم فيه بولايته فقلت: يا رب خشية طعن أهل النفاق وتلذيبهم فأوعدني لأبلغنها أو ليعاقبني.
أيها الناس إن الله عز وجل ذكره أمركم في كتابه بالصلاة وقد بينتها لكم وسميتها، والزكاة والصوم والحج فبينته وفسرته لكم، وأمركم في كتابه بولايته، وإني أشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي وأوصيائي من ولدي وولده، أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين (عليه السلام) لا يفارقون الكتاب حتى يردوا علي حوضي.
يا أيها الناس إني قد أعلمتكم المهدي بعدي، ووليكم وإمامكم وهاديكم بعدي وهو أخي علي بن أبي طالب، وهو فيكم بمنزلتي فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني جل وعز، وهو أمرني أن أعلمه إياه وأن أعلمكم إنه عنده فاسألوه وتعلموا منه ومن أوصيائه ولا تعلموهم ولا تقدموهم ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم " قال علي (عليه السلام) لأبي الدرداء وأبي هريرة ومن حوله: " يا أيها الناس، تعلمون أن الله أنزل في كتابه إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فجعلني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة وحسنا وحسينا في كساء ثم قال: اللهم هؤلاء لحمي وعترتي وثقلي وحامتي وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا؟ فقال لها، وأنت إلى
____________
(1) المائدة: 3.
الصفحة 246
خير، إنما أنزلت في وفي أخي وفي ابنتي وفي ابني حسن وحسين وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا " فقام جل القوم فقالوا: نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك، فسألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.
فقال علي (عليه السلام): " تعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس " فقام سلمان عند نزولها فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء على الناس؟ قال: " الذين اختارهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عنى بذلك ثلاثة عشر إنسانا: أنا وأخي علي وأحد عشر من ولده " فقالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال علي (عليه السلام): " أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك، فقال: أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد أخبرني وعهد إلي أنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض؟ " قالوا:
اللهم قد شهدنا ذلك كله من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا: نشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين خطب في اليوم الذي قبض فيه فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال: يا رسول الله لكل أهل بيتك؟ فقال: " لا ولكن الأوصياء منهم علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن من بعدي، وهو أولهم وخيرهم ثم وصيه ابني هذا وأشار إلى الحسن، ثم وصيه ابني هذا وأشار إلى الحسين، ثم وصيه ابني سمي أخي، ثم وصيه بعده سمي ثم سبعة من ولده واحدا بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه، من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله " فقام إليه السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا:
ذكرتمونا ما كنا نسيناه، نشهد أن قد كنا سمعنا ذاك من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانطلق أبو هريرة وأبو الدرداء فحدثا معاوية بكل ما قال علي (عليه السلام) واستشهد عليه وما ورد على الناس وشهدوا به.
قلت: هذا القدر كاف في هذا الباب ومن أراد الزيادة فعليه بكتابنا التحفة البهية في إثبات الوصية فقد اشتمل على أربعمائة وخمسين حديثا من طرق الخاصة والعامة(1).
____________
(1) غيبة النعماني: 72 / ح 8.