الصفحة 98
إعلم: أن غالب هذه الأقطاب المستقبلة رواية الشيخ أحمد بن محمد بن عياش الجوهري والشيخ أبي جعفر الطوسي عن الحسين بن عبيد الله الغضائري والشيخ محمد ابن عبد الله الشيباني والشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي.
قال محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري في كتابه بصائر الأنس بحضائر القدس: أجاز لي الشيخ الإمام محمد بن سعيد بن هبة الله الراوندي رواية كتب الأصحاب عن والده عن الشيخ أبي جعفر الطوسي وعنه: عن السيد الإمام أبي الرضا الحسني عن السيد بن معبد الحسيني عن الطوسي، وعنه: عن أبي الفتوح الخزاعي عن عمه المفيد عبد الرحمن النيشابوري، وعنه: عن أبي الفضل الحلبي عن علي بن أبي جعفر الطوسي رواياته عن الشيخ أبي الفتوح الرازي، وعن الشيخ أمين الدين الطبرسي كلاهما عن المفيد عبد الجبار الرازي.
قال: وإنما اخترنا هذا الإسناد مع كثرة أسانيد أصحابنا لأنه ليس في رجاله إلا من تفرد على أقرانه، والشيخ الطوسي أخذ عن السيد الأجل علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين وعن الشيخ أبي عبد الله المفيد وأخذ المفيد عن أبي الجيش المظفر بن محمد البلخي وهو أخذ عن شيخ المتكلمين أبي سهل بن إسماعيل بن علي النوبختي خال الحسن بن موسى، وهو لقي البحر الزخار أبا محمد الحسن العسكري عليه السلام.
وأخذ الشيخ الطوسي أيضا عن الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد عن أحمد بن محمد بن يحيى القطان عن سعد بن عبد الله القمي عن أحمد بن إسحاق القمي شيخ القميين وكان من خواص العسكري ورأى صاحب الزمان المهدي عليه السلام.
الصفحة 99
وأخذ الطوسي أيضا عن محمد بن جعفر بن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن داود ابن القاسم الجعفري وكان جليل القدر عظيم المنزلة عند أبي جعفر الثاني، و أبي الحسن وأبي محمد وأخذ عنهم صلوات الله عليهم وهم أخذوا عن آبائهم إمام إمام إلى علي إلى النبي صلى الله عليه وآله إلى جبرائيل إلى الرب الجليل وليس لأحد من المسلمين إسناد يشبه هذا أو يقاربه.
قلت: لما علمت وسنعلم من نصر الله ورسوله عليهم وإظهار الأعلام الباهرة على يديهم، ووصف جدهم الثابت صدقه الكمالات فيهم، ولم ينقل أحد بحمد الله نقيصة لهم من أعدائهم، مع حرصهم على إطفاء نورهم، وتزهد الأتباع في اتباعهم بل كل واحد منهم علم الوجود في زمانه، وكعبة التقى والوجود في آياته، ترجع أماثل العلماء إلى أقواله، وتقتدي أكابر الفضلاء بأفعاله، وتضرب لهم الأمثال بمحاسن الحال، وتشد الرحال لجلب الكمال، وسلب المحال، ومنازلهم بعد موتهم أعلام شيعتهم على رغم حسدتهم معمورة بخلفاء الدين، مغمورة بحلفاء النبيين، تخر الأعداء سجودا لأبوابهم، وتجر بالذلة والخشوع لتقبيل أعتابهم.
وقد روي أن بعض المتولين أراد زيارة أمير المؤمنين فهم أن يترجل فقال له بعض الشقيين: لا تترجل لأن إماما حيا خير من إمام ميت، فألهمه الله أن رمى رأسه بالسيف وأنشأ يقول:
تزاحم تيجان الملوك ببابه ويكثر في يوم السلام ازدحامها
إذا ما رأته من بعيد ترجلت فإن هي لم تفعل ترجل هامها
وكيف لا تتوجه الهمم إلى قوم إذا انتسبوا، والمصطفى والمرتضى إذا انتدبوا أدت إليهم الأملاك والأفلاك الرضا، إن جادوا بخلوا السحاب، واضمحلوا العباب وإن قالوا نطقوا بالصواب، وسبقوا بالحكم وفصل الخطاب.
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا تمسك في أخراه بالسبب الأقوى
ولاؤهم فرض وحبهم هدى وطاعتهم قربى وودهم تقوى
فلله الحمد على ما ألهمنا من كلمة التقوى، وشيد لأئمتنا ربوعا لا تقوى
الصفحة 100
وليحسن أن يضاف إلى ذلك شعر زهير بن أبي سلمى.
ولو تقعد فوق الشمس من كرم قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا
محسدون على ما كان من نعم لا ينزع الله منهم ماله حسدوا
إذا تقرر هذا ففي هذا الباب أقطاب:
الأول: في العدد المجرد عن ذكر مجموع الأسماء إلا نادرا.
والثاني: في العدد المصاحب للأسماء والترتيب.
والثالث: في نص كل واحد على المتعين من بعده، بعد ثبوت إمامته.
والرابع: في شئ من المعاجز التي خرجت عليهم مع دعواهم الإمامة أما -
الأول
* (ففيه فصول وفيها نصوص) *
منها: ما أخرجوه في المصابيح وغيرها من قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة اثنا عشر كلهم من قريش.
وقوله صلى الله عليه وآله: لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة، وقوله: لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان، وأسنده البخاري في الجزء الأول من أجزاء ثمانية من صحيحه عن جابر بن سمرة، وفي موضع آخر عن عيينة: وعن ابن عمر أيضا.
وأسنده مسلم في مواضع أخر من صحيحه بطرق مختلفة، وأبو داود في سننه والثعلبي في تفسيره، والحميدي في مواضع من الجمع بين الصحيحين، وفي الجمع بين الصحاح الستة في موضعين.
وفي تفسير السدي: أمر الله خليله بالنزول بإسماعيل وأمه في بيته التهامي وقال: إني ناشر به ذريته، وجاعل منه نبيا عظيما، ومن ذريته اثني عشر عظيما.
وقد صنف محمد بن عبد الله بن عياش كتاب مقتضب الأثر في إمامة الاثني عشر.
قالوا: قد مضى منهم أربعة، وتمام الاثني عشر يأتي قبل قيام الساعة، إذ
الصفحة 101
لا دليل على التوالي في الأحاديث، وعلى أنهم من نسل علي كما يقوله المتوالي.
قلنا: لا يتم لكم ذلك، وقد رويتم قول النبي: الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تصير ملكا عضوضا، والنصوص الواردة بتعيينهم وأسمائهم تدل على كونهم من أولاد علي، وعلى تواليهم، ولأن كل من قال بوجوب هذا العدد، قال: بأنهم المشهورون من ولد الحسين عليه السلام دون كل أحد، ومما يجري مجرى النص ما نقله الفريقان من قول النبي صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح إلى آخره.
أسند الحسين بن جبر في كتاب الاعتبار في إبطال الاختيار إلى ذي الشهادتين قول النبي صلى الله عليه وآله في علي: أنه باب حطة المبتلى به، مثله فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هوى وأسند نحوه ابن المغازلي الشافعي عن ابن عباس إلا أن فيه مثل أهل بيتي وفي رواية ابن الأكوع عن أمية مثل أهل بيتي وفي روايتي ابن عباس وأبي ذر مثل أهل بيتي، وفي آخرهما ومن تخلف عنها غرق.
وفي رواية أخرى عن أبي ذر من قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال وكان ذلك بيانا للفرقة المحقة، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله في رواية المنقري: ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا واحدة، وتفترق الواحدة إلى اثني عشر فرقة كلها هالكة إلا واحدة، قال البختري:
مخالف أمركم لله عاصي ومنكر حقكم يلقى أثاما
وليس بمسلم من لم يقدم ولايتكم وإن صلى وصاما
وقال شاعر آخر:
إذا فاض طوفان المعاد فنوحه علي وإخلاص الولاء له فلك
وقال عمرو بن العاص:
هو النبأ العظيم وفلك نوح وباب الله وانقطع الخطاب
تذنيب:
اشتهر بين المسلمين قوله صلى الله عليه وآله: إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي
الصفحة 102
أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، وقد ذكره ابن مردويه من تسعة وثمانين طريقا.
[ قالوا: ] وقد قال أبو بكر: أنا من العترة قلنا: خبر شاذ، مع إمكان حمله على المجاز فإن الانسان يقول للأجنبي: هذا أبي، هذا ابني.
قالوا: الحمل على الحقيقة واجب قلنا: يمنع منها قوله صلى الله عليه وآله (أهل بيتي) فإنه ليس من أهل البيت قطعا، ولو أطلق على البعيد أنه من العترة، لأطلق على جميع بني آدم أنهم من العترة إذ لا بد من وصلة.
إن قالوا: نفى النبي الضلال عن من تمسك بهما، ولا يلزم نفيه عن من تمسك بالعترة خاصة منهما قلنا: كان يلزم العتب على النبي صلى الله عليه وآله حيث ضم إلى الكتاب ما لا فائدة فيه، ولا وجه لتخصيصهم بالضم دون غيرهم، وقد تواتر النقل فيهم، فيجب القطع بإمامتهم، وإن نيطت صحة الاجماع بقولهم لأن النبي صلى الله عليه وآله أراد بالتمسك بقولهم إزاحة العلة، فلا بد في كل واحد من وصفه بالعصمة، ولله النعمة.
تذنيب آخر:
ذكر ابن مردويه في كتاب المناقب من مائة وثلاثين طريقا أن العترة علي وفاطمة والحسنان.
وأسند عباد ابن يعقوب في كتاب المعرفة قول النبي صلى الله عليه وآله: ترد أمتي الحوض على خمس رايات: راية العجل، وراية فرعون أمتي، وراية فلان، وراية المخزج وآخذ بيد كل واحد فيسود وجهه، وترجف قدماه، وتخفق أحشاؤه، وكذلك أتباعه، فأقول: ما أخلفتموني في الثقلين؟ فيقولون: كذبنا الأكبر، واضطهدنا الأصغر، فأقول: اسلكوا ذات الشمال، فينصرفوا ظامئين مسودين، لا يذوقون منه قطرة، ثم يرد أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجه أتباعه، فأقول: ما أخلفتموني في الثقلين؟ فيقولون: تبعنا الأكبر، ونصرنا الأصغر، فيشربون وينصرفون، ووجه إمامهم كالشمس ووجوههم كالبدر.
الصفحة 103
قال الحارث: اشهدوا علي غدا عند الله أن صخر بن الحكم حدثني، وقال صخر:
اشهدوا علي غدا عند الله أن حيان حدثني، وقال حيان: اشهدوا علي غدا عند الله أن الربيع حدثني، وقال الربيع: اشهدوا علي عند الله أن مالكا حدثني، وقال مالك: اشهدوا علي عند الله أن أبا ذر حدثني به، وقال أبو ذر: اشهدوا علي عند الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني به، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اشهدوا علي جبرائيل حدثني به عن الله.
(1)
فصل
جعل الأئمة من الحجج الماضين أبدالا، وضرب لهم في كتابه أمثالا فقال تعالى: (فانفجرت منه اثنتي عشرة عينا) و (قطعناهم اثنتي عشرة أسباطا(1) و لما بايع النبي صلى الله عليه وآله الأنصار ليلة العقبة، قال: أخرجوا إلي منكم اثنى عشر نقيبا، فصار ذلك طريقا متبعا، وعددا مطلوبا، قال تعالى. (وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا(2)) وإنما اختار النقباء للقيام بأمة موسى عليه السلام وبالشهور يعرف أوقات العبادات، وعدد النساء، وغيرها، وأجل المعاملات، وبالبروج الاثني عشر والكواكب، يعيش الحيوان، وينمو النبات وبالأئمة تستقيم أحوال الناس لمعاشهم ومعادهم.
فبهم تحصل السعادة بالعمل بالديانات لمعادهم، والاستضاءة من الضلالة بأنوارهم وهذا منزل على حديث ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله كم عدد الأوصياء؟ فقال صلى الله عليه وآله: (والسماء ذات البروج(3) عددهم عدد البروج، ورب الأيام والليالي والشهور، ثم وضع يده على كتف علي، وقال: أولهم هذا، و
____________
(1) الأعراف: 160.
(2) المائدة: 12، براءة: 36.
(3) البروج: 1.
الصفحة 104
آخرهم المهدي من ولده.
إن قيل: وكل مذهب لا يخلو من تمثال فللكيسانية أركان البيت الأربعة والتسبيحات الأربعة والطبايع الأربع وللسبعية:(1) البحار والأرضون، والسماوات والكواكب السيارة، وألفاظ الشهادات، وغير ذلك من المفروضات.
قلنا: لم يتواتر في هذه من الروايات ما أوجب صحة هذه التمثيلات، بل هي مجرد خيالات، وليس لها شاهد كما ذكرناه من الروايات، وقد قرنهم رسوله بكتاب ربهم، وحكم بعدم افتراقهم، فوجب الكون معهم، والاقتداء بهم، لأمن خطائهم، بحديث النبي صلى الله عليه وآله فيهم، وبينهم بأعيانهم وأسمائهم، وختمهم بثاني عشرهم كما ختم الله النبوة بجدهم، وقد نص في مواطن مشهورة عليهم، وأوضح في مواضع غير محصورة، وما أمر الله فيهم حتى علمت الشيعة ذلك بضرورة التواتر لما اشتهر فيه من التكاثر.
إن قيل: هب أن الكثرة المعتبرة في التواتر حاصلة الآن، فمن أين علمتم حصولها لأسلافكم، فيما مضى من الأزمان؟
قلنا: للعلماء في ذلك طريقان: الأول: أنهم نقلوا عن الكثيرين الحاضرين تكثير الطبقات السالفين، إلى أن انتهى النقل إلى النبي صلى الله عليه وآله المعصومين وإنا لم نسألهم لأنا نعلم ذلك بالضرورة من حالهم.
والثاني أن النص عليهم لو كان منتحلا حادثا لعلم زمان حدوثه، كما علم زمان حدوث غيره من المذاهب، كحدوث المنزلة بين المنزلتين من واصل وعمرو بن عبيد، ومذهب الخوارج عند التحكيم، والعلاف في تناهي مقدورات الله، والنظام في الجنة والطفرة إن قيل: فقد علم زمان حدوث النص على علي من هشام بن الحكم، ومن ابن الراوندي، ومن أبي عيسى الوراق.
قلنا: لا وإلا لما جاز أن يرد ذلك على حد ردنا.
إن قيل: التحكيم خارج، ولو كان كذلك لم يغفل أعداؤهم عن وضع تاريخه
____________
(1) وهم الواقفية الواقفين على الإمام الكاظم عليه السلام.
الصفحة 105
لما فيه من تقوية قولهم وتصحيحه [ قلنا ] لو حدث في الجم الغفير ذلك لكان عن اجتماع وتوافق، ولا يخفى على أحد ما هذا شأنه، فلما لم تحدث تلك النصوص، علمنا أنها لم تقع عن تواطؤ.
إن قيل: جاز أن يضعها واحد ويكتمه ليتم استدلاله، قلنا: لا يلزم من كتمانه عدم معرفة زمانه.
إن قيل: فقد ابتدعت صنائع ومذاهب لم يعرف زمانها. قلنا: فقد عرف ابتداعها، ولو عرف زمانها لم يحكم بابتداعها.
إن قيل: يجوز أن يدعوهم داع واحد إلى افترائه. فلا يحتاج إلى اجتماعهم فلا يظهر الافتراء [ قلنا ] لو افتعلوه بغير إجماع لاختلف ألفاظ النصوص فإن الداعي الواحد لا يوجب اتفاق الألفاظ، ولما نقلت الشيعة في النصوص ألفاظا متفقة، علمنا أنها ليست عن داع واحد، بل اتفاق الألفاظ إما لاجتماعهم ومثله لا يخفى إذ هو من المهمات التي يتوفر دواعي المخالف إلى نقلها، فإذا بطل الداعي الواحد لها وعلم الاتفاق في ألفاظها علم أن النبي مصدرها، فلهذا كل من ترك الهوى، و الميل إلى الدنيا، أذعن لقبولها، لعلمه باستمرار شرائط التواتر فيها.
إن قيل: لا يمتنع اتفاق الألفاظ مع تباعد البلدان كما في المواردة، فإن امرء القيس وطرفة اتفقا في بيت مع تباعدهما، فلما تنافسا فيه أحضر طرفة خطوط أهل بلده، فكان اليوم نظما فيه واحدا:
وقوف بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجلدا
قال طرفة: وتجلد. قلنا: لا شك أن ذلك من أندر الأشياء وقوعا، ولولا ندوره لم يختصما فيه، ولما اتفقت ألفاظ النصوص التي ملأت الأقطار، علم أنها ليست عن داع واحد بلا إنكار.
إن قيل: فالنصوص التي تذكرونها إن صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله في قوم قليلين فلا تواتر لعدم الكثرة المعتبرة فيه عنهم، وإن صدرت في كثيرين وجب اشتهارها لكونها أمرا عظيما في الدين، ولو اشتهرت امتنع إنكارها من التابعين.
الصفحة 106
قلنا: حاصل هذا الكلام أن النص لو وقع لما وقع فيه الخلاف كما أنه لما نص على القبلة وغيرها لم يقع فيها الخلاف.
وقلنا: لو لم ينص لم يقع فيه الخلاف كما أنه لما لم ينص على أبي هريرة وشبهه فلم يقع فيه الخلاف، مع أنه قد اشتهر الانكار على المعتدين في الصدر الأول والتابعين، قال النابغة:
(نكث بنو تيم بن مرة عهده) وقال علي بن جنادة:
أيؤتى إليكم ما أتى من ظلامة وفيكم وصي المصطفى صاحب الأمر
وقال عتبة بن أبي لهب:
تولت بنو تيم على هاشم ظلما وذادوا عليا عن إمارته قدما
على أن قولكم: إن صدرت عن كثيرين وجب اشتهارها، معارض بكثير من معجزات النبي صلى الله عليه وآله حيث وقعت في كثيرين وقد ذاع في الجاحدين إنكارها، وقد اختلفت الصحابة في كثير من الأحكام كالإقامة وغيرها مع تكرارها، ولو سلمنا جدلا وجوب الانتشار لكنه مع فقد دواعي الإستار، لكن دواعي الكتمان موجودة من الحسد لقوم، بما أظهر النبي صلى الله عليه وآله من فضائلهم والحقد لآخرين، بما قتل أبوهم من أقاربهم، وتشبه على آخرين قول أبي بكر: الأئمة من قريش، فظنوا أنه ناسخ للنصوص فيهم، أو أنهم لما رأوا وجوه الصحابة تركوا العمل بها اعتقدوا أنهم لو لم يعلموا ناسخها لم يتركوها.
إن قيل: يبعد من الخلق الكثير إنكار المعلوم كما سلف قلنا: قد أسلفنا الجواب عنه، ونزيد هنا أن الصحابة لم تكن معاشر قوم موسى مع اتخاذهم العجل إلها على معرفتهم بربهم ونبيهم بفلق البحر لهم، وإظهار الأمر الخارق فيهم، ولولا أن القرآن جاء بذلك منهم، لم يصدق أحد إضافته إليهم، فما ظنك بالصحابة القليلين.
وكل واحد لو تدبر أحوال الخلق، رأى فيهم من الدواعي والهوى، ما يصرفه عن طريق الهدى، وقد قال تعالى: (يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن
الصفحة 107
فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون(1)) وقال: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا(2)).
وقد صرح طلحة والزبير ومعاوية وابن العاص وأتباعهم على علي بالحرب واللعن مع سماعهم قول النبي صلى الله عليه وآله: حربك حربي، الحق يدور مع علي حيث دار، فإذا جاز ذلك على العالمين بحاله، فعلى التابعين أجوز لا محالة.
إن قيل: إذ جاز كتمان النصوص للعلل التي ذكرتم، جاز أن تكتم الأمة العبادات، فلا وثوق بالشرعيات قلنا: قد علمنا بالضرورة عدم الزيادة على المنصوصات.
إن قيل: فلعل معجزات النبي صلى الله عليه وآله لم تكن في كثيرين فلهذا وقع الانكار لها من الجاحدين قلنا: قد علمنا تواترها معنى وإن كانت أفرادها آحادا، فقد اشتركت في الأمر الخارق، وهو متواتر، فعلم من حصول التواتر المعنوي حصول شرطه في المعنى، وكذا النصوص لو جوزنا كونها آحادا لكنها اشتركت في معنى واحد، وهو الاستخلاف، فحصل العلم به تواترا.
إن قيل: اعتقدوا أن حربه حربه، إذ لم يصدر منه عصيان، وقد صدر حيث لم يقتص من قتلة عثمان، والاجماع حجة. قلنا: هذا من الهذيان بل من البهتان كيف ذلك وقد أجمع الصحابة على قتل عثمان، والاجماع حجة بالحديث المقبول بلا نكران، وأيضا فعدم الاقتصاص إن كان حقا فلا عصيان، وإن كان باطلا انفك المتلازمان، وهما قوله: علي مع الحق والحق مع علي.
إن قيل: فلعل المعجزات وما اختلف فيه من الشرعيات كان متواترا، لكن اشتغلوا بالحروب عن نقلها، أو رآها بعضهم من فروع الدين فتساهل عنها في تركها واعتقدوا أن بعضهم يحفظها فصارت آحادا لقلة نقلها، فلهذا أمكن الجاحدين إنكارها. قلنا: ومن الذي يسد علينا هذا الباب ويفتحه لكم؟ فإنا نقول: كان نقل النصوص متواترا فمات بعض نقلته، واشتغلوا بالحروب عنه ومهمات الدنيا، أو
____________
(1) البقرة: 146.
(2) النمل: 14.
الصفحة 108
رآه بعضهم من فروع الدين فتساهل في تركه.
أو لعله كان في جملة الناقلين جمع من المنافقين كما قال تعالى: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم(1)) فحرصوا على الكتمان واستخرجوا لذلك النص شروطا لبسوا فيها على من اعتقد فيهم وعلى ضعفاء الأذهان، خصوصا والزمان كان لبني هند وبني مروان، فقد لعنوا عليا ألف شهر بالاعلان وشردوا أولاد نبيهم وشيعتهم في البلدان، وأخافوا من يروي لهم فضيلة في كل مكان و أوان، فالداعي إلى إنكار النصوص وهو حصول الرئاسة وموجب النفاسة، لم يوجد في إنكار العبادات، وذلك معلوم لمن سبر العبادات.
وأيضا فلو كان النص مكذوبا لم ينقله المنحرفون عن سبيل الإمامية، ولما نقلوه علم بطلان هذه الكلمة الفرية، فقد سخرهم الله سبحانه لنقل ما يخالف معتقدهم وينقض عليهم أمر دينهم، خرقا للعادة في حججه، وظاهر فلجه وسيأتي.
قالوا: نقل المخالف لعله كان قبل الثبوت عنده، فإن بعض المحدثين يروي الغث والسمين، أو كان ممن يتهم بالتشيع. قلنا: في هذا القدح يمكن أن يقدح في جميع الأحاديث المنقولة للأمة إذ لكل أحد أن يبطل قول خصمه بمثله.
قالوا: عندكم أن الأكثر ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا تواتر في الباقين لقلتهم جدا قلنا: حديث الردة آحادي، ولو سلم فمحمول على أنهم تركوا الأولى كما حمل ما روي من معاصي الأنبياء.
على أن المتواترين لا يشترط فيهم اتحاد الدين، بل ربما يكون أوكد حيث صدر عن المختلفين، على أنكم أثبتم تواتر كثير من المعجزات، فيها استواء الطبقات وأثبتم القراءات المتواترات، وهي منتهية إلى السبعة المشهورات، بل واحدة فيها وردت عن واحد، ولم تخرج بذلك عن كونها من المتواترات.
قالوا: وعلماؤكم لا يثبت التواتر بهم لقلتهم، وعوامكم مقلدون لهم، فلا علم عندهم قلنا: أما علماؤنا فقد ملأت الخافقين رؤياهم، وبهر النيرين سناهم
____________
(1) براءة: 101.
الصفحة 109
حتى لو تفحص عنهم في المدن والأصقاع، لوجد من مبرزيهم ما يملأ الأسماع لكن تستروا من شناعة الرفض فيهم، واختفوا خوفا من فتوى علماء السوء بقتلهم وأما عوامهم فحصلت لهم هذه الأمور بضرورة عقولهم، حيث فهموا ورودها عن قوم لا يمكن على الكذب تواطؤهم، لتباعد أوطانهم، حتى أنه يمكن إيراد ذلك من البله والعجايز وغيرهم، والعجب أن خصومنا أجمعوا على وجوب قبول خبر الواحد العدل ظاهرا ولم يقبلوا في النصوص المائتين ولا الألف، لكون ذلك لهوائهم غير مألوف.
إن قالوا: مسألة الإمامة من العلميات، فلا يمكن فيها خبر الواحد، لأنه من الظنيات.
أجاب الإمام قطب الدين الكيدري في كتاب بصائر الأنس في الإمامة بأنه قد روي عن الأئمة أحاديث في الشرعيات، يجب عليكم قبولها فهلا استدللتم بوجوب قبولها على وجوب إمامة ناقليها.
وفي هذا الجواب نظر فإن قبول الخبر أعم من وجوب اعتقاد الإمامة، ولو وجب ذلك وجب اعتقاد الإمامة لكل مخبر، إلا أن يقال: جزمهم بقبولها دال على جزمهم بصدق مصدرها وذلك هو المعصوم، فهو الإمام.
والحق في الجواب أن عندكم مسألة الإمامة ليست من أركان الدين، بل من فروعه، فالتزموا حجيتها من الآحاد، ولهذا جوزتم عقد الإمامة لأبي بكر بقوم لم يبلغوا حد التواتر، على أنه قد صح لنا بحمد الله التواتر في ذلك من طريقي الخاصة والعامة وسنورده قريبا إن شاء الله.
قالوا: كيف تواتر عندكم ولم يصل إلينا؟ قلنا: قد شرط المرتضى في العلم التواتري عدم سبق شبهة إلى سامعه، تمنع من حصوله، وقد بيناها فيكم.
الصفحة 110
(2)
فصل
فيه نبذ من عيون أخبار الرضا وغيره في النصوص حذفت بعض رجالها، و ألفاظها، طلبا للاختصار، ولأن الطاعن في الحديث يمكنه الطعن في رجاله.
منها ما حدث به جابر أبا جعفر الباقر عليه السلام قال: دخلت على مولاتي فاطمة لأهنئها بمولد الحسين عليه السلام فإذا في يدها صحيفة من درة بيضاء، فقلت: ما هذه؟
قالت: فيها أسماء الأئمة من ولدي، قلت: ناولينيها لأنظر فيها، قالت: قد نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي، ولكن انظر من ظاهرها فقرأت فإذا فيها أبو القاسم محمد بن عبد الله أمه آمنة ثم الأئمة كل واحد باسمه واسم أبيه في ذلك الكتاب.
وقد أورده الكيدري في كتاب بصائر الأنس من أراده وقف عليه، ونحوه رواه جابر أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وأنه ذكر له أسماءهم وصفاتهم وعدتهم.
ومنها: ما قال ابن عباس: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: أنا وعلي والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون وسمعته يقول: أنا سيد النبيين، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وآخرهم القائم المهدي.
ومنها: عن علي عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي، وخلقهم من طينتي، فويل للمتكبرين عليهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي.
وقال: كيف تهلك أمة أنا وعلي وأحد عشر من ولدي أولوا الألباب أولها والمسيح بن مريم آخرها، ولكن يهلك بين ذلك من لست منه وليس مني، وقال صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها.
ومنها: أن رجلا دخل على علي عليه السلام يسأله عن مسائل فأمر الحسن عليه السلام فأجابه عنها، فتشهد الشهادتين وأقر لعلي بالوصية، وأشار إلى كل واحد من
الصفحة 111
الأئمة باسمه إلا المهدي، فإنه قال: لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا، ثم خرج.
فقال عليه السلام: للحسن انظر أين يذهب؟ فخرج الحسن عليه السلام فلم يجده، فأخبره فقال علي عليه السلام هو الخضر عليه السلام وذكره الكيدري في بصائره مرويا عن أبي جعفر الطوسي برجاله، وعن ابن بابويه، ومحمد بن الحسن وعبد الله بن جعفر ومحمد بن العطار وأحمد بن إدريس ورواه المفيد أيضا.
ومنها: ما أسنده الحسين بن محمد إلى الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (ولقد وصلنا لهم القول(1)) قال: إمام إلى إمام.
وأسند إليه أيضا أن الشيعة تقول يوم القيامة: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله(2)) أي: هدانا لولاية علي والأئمة من ولده.
وأسند إليه في قوله تعالى: (الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون(3)) قال عليه السلام: استقاموا على الأئمة واحدا بعد واحد.
ومنها: ما قاله الحسين عليه السلام: منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين، و آخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق، يحيي الله به الأرض بعد موتها، و يظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون، فيؤذون ويقال: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين الصابرين في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله.
____________
(1) القصص: 51.
(2) الأعراف: 43.
(3) الأحقاف: 13.
الصفحة 112
(3)
فصل
نذكر فيه ما ورد من الصحابة إجمالا في عددهم، ثم نتبعه بما ورد تفصيلا ليكون أضبط للطالب، وأربط للراغب، وسنعد هؤلاء فمن قنع بالاقتصار تلاهم ومن طلب التوسط أخذ ما سطرناه عنهم، ومن ترقى إلى معرفة الأسانيد أحلناه على الكتب الموضوعة فيهم.
فمن الصحابة ابن مسعود، وجابر بن سمرة، وأبو جحيفة، وعمر بن الخطاب وابنه عبد الله، وعبد الله الأسلمي، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وأبو قتادة، و أبو أيوب، وعبد الرحمن بن سمرة، والخدري، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم وأبو أمامة، وواثلة بن الأسقع، وعمران بن حصين، وسعيد بن مالك، وحذيفة ابن اليمان، وعمار، وأبو ذر، وسلمان، وأبو سلمى: راعي رسول الله صلى الله عليه وآله وعبد الله بن جعفر، وجابر بن عبد الله، والعباس وولده عبد الله.
ومن النساء فاطمة عليها السلام وعائشة، وأم سلمة، وأم سليم: صاحبة الحصى وسيأتي إن شاء الله تفصيل أسمائهم وعددهم في فصل مفرد عن الرواة المذكورين و غيرهم.
سأل أعرابي ابن مسعود هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟
قال: نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل وروي عنه ذلك بطريقين آخرين، و عن جابر بن سمرة من أحد وعشرين طريقا بعضها في صحيح مسلم، وبعضها في صحيح البخاري، وبعضها في حلية الأولياء، ذكر ذلك الكيدري في كتاب بصائر الأنس وذكر أسماء الرواة أيضا، ونحن أعرضنا عنها خوف الإطالة بها.
وحكى عن سمرة محمد اللبان في روضة الواعظين أن النبي صلى الله عليه وآله قال: هم اثنا عشر، تسعه من ولد الحسين، تاسعهم قائمهم.
قال ابن سمرة: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: يكون من بعدي اثنا عشر خليفة
الصفحة 113
ثم أخفى صوته، فقلت لأبي: بما أخفى صوته؟ قال: قال: كلهم من قريش، و في بعضها اثنا عشر أميرا وفي بعضهم وكلهم لا يرى مثله، قال الكيدري: كل من قال بهذا العدد قال بهؤلاء، ومن قال بغيرهم لم يقل به، فالقول به دون القول بهم خرق الاجماع، وسيأتي في تفصيل الاجمال أحاديث تملأ الأسماع.
وروى أبو جحيفة وهب بن عبد الله مثل ذلك مسندا برجاله، وأسنده صاحب المقتضب برجاله وأبو جعفر الطوسي برجاله ورواه أحمد بن محمد الجوهري إلى عبد الله بن أبي أوفى برجاله.
ورواه الشيخ أحمد بن محمد عن أنس برجاله، وفي آخره (فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها).
وأسند الشيخ السعيد علي بن محمد بن علي الخزاز في كتابه الكفاية إلى أنس أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله عن حواري عيسى، فقال: اثنا عشر، قلت: فما حواريك قال صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر، هم من صلب علي وفاطمة عليها السلام.
وأسند مثله [ من ] حديث جابر محمد بن عبد الله البغدادي.
ونحوه أسند علي بن محمد إلى النبي صلى الله عليه وآله وفي آخره تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم.
وأسند أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله رأى أسماءهم على ساق العرش، فسأل ربه عنهم فقال: هم الأوصياء من ذريتك، بهم أثيب وبهم أعاقب.
وأسند نحوه المعافى ابن زكريا إلى أبي أيوب الأنصاري في خبر طويل تركناه خوف التطويل. وأسند الحسين بن سعيد نحوه إلى جابر.
وأسند أيضا علي بن محمد بن معاوية إلى أنس إلى النبي صلى الله عليه وآله وعلي بن محمد ابن علي إلى أنس إلى النبي وأسنده القاضي أبو الفرج إلى أنس إلى النبي صلى الله عليه وآله.
وأسند أيضا إلى أنس قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: أنا خير الأنبياء وأنت خير الأوصياء، وسبطاك خير الأسباط، ومن صلبهما تخرج الأئمة التسعة مطهرون معصومون قوامون بالقسط، والأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل هم عترتي من
الصفحة 114
لحمي ودمي، وأسند جابر بن يزيد إلى أبي أيوب الأنصاري نحوه.
وأسند صاحب الكفاية إلى أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي أولهم علي وأوسطهم جعفر، وآخرهم محمد، مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه.
وأسند صاحب الكفاية أيضا قول النبي صلى الله عليه وآله لأبي هريرة حين سأله عن قوله تعالى: (وجعلها كلمة باقية في عقبه(1)) قال صلى الله عليه وآله: جعل الإمامة باقية في عقب الحسين، يخرج من صلبه تسعة منها مهدي هذه الأمة.
وسأل المفضل بن عمر الصادق عليه السلام لم جعلها في ولد الحسين عليه السلام دون الحسن فقال عليه السلام: جعل الله النبوة في صلب هارون دون موسى، ولم يكن لأحد أن يقول:
لم فعل ذلك لا يسأل عما يفعل.
وأسند إلى أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وآله: ألا أذكركم الله في أهل بيتي!
قالوا نساؤه قال: لا، صلبه وعصبته، فهم الأئمة الاثنا عشر الذي ذكرهم في قوله:
(وجعلها كلمة باقية في عقبه)(1).
وأسند ابن النجار النحوي إلى أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وآله في علي: ألا إنه المبلغ عني، والإمام بعدي، وأبو الأئمة الزهر الاثني عشر ومنها مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا لا تخلو الأرض منهم ولو خلت لساخت بأهلها.
وأسند محمد بن وهبان إلى أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيى.
حياتي، ويموت ميتتي فليتول علي بن أبي طالب، وليقتد بالأئمة من بعده عدد؟
الأسباط.
وأسند الشيباني إلى أبي هريرة: الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، قال:
ومن هم؟ قال: عترتي من لحمي ودمي، هم الأئمة من بعدي، عدد نقباء بني إسرائيل.
____________
(1) الزخرف 28.
الصفحة 115
وأسند الحارث بن ربعي إلى قتادة قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل وعن المفضل عن أبي قتادة نحوه. وعن المفضل عن فاطمة عليها السلام نحوه وأسند علي بن الحسن عن أبي قتادة نحوه.
وأسند محمد بن وهبان إلى قتادة قول النبي صلى الله عليه وآله: كيف تهلك أمة أنا أولها واثنا عشر من بعدي أئمتها، إنما يهلك فيما بين ذلك ثبج أعوج(1) لست منهم و ليسوا مني. ونحوه أسند الشيباني إلى أبي قتادة.
وأسند الشيخ أبو جعفر محمد بن علي أن سمرة قال: يا رسول الله أرشدني إلى النجاة، فقال صلى الله عليه وآله: إذا اختلف الأهواء فعليك بعلي، فإنه إمام أمتي، و خليفتي عليهم من بعدي، من سأله أجابه، ومن طلب الحق عنده وجده، ومن استمسك به نجى، ومن اقتدى به هدى، سلم من سلم له وهلك من عاداه ورد عليه منه إماما أمتي سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائمهم، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وأسند الشيخ علي بن محمد الخزاز إلى الخدري نحوه، وأسند إليه علي بن الحسين أيضا، و علي بن الحسين أيضا ومحمد بن جرير الطبري إلى الخدري نحوه، [ وصاحب الكفاية أيضا(1) ] وأسنده الشيباني والصفواني عن الخدري وفي بعضها ومنهم مهدي هذه الأمة.
وأسند صاحب الكفاية إلى زيد بن ثابت نحوه، وفي آخره والتاسع منهم قائمهم، وأسند محمد بن عبد الله إلى زيد بن ثابت نحوه، وفي آخره من صلب الحسين عليه السلام تخرج الأئمة التسعة منهم مهدي هذه الأمة.
وأسند أبو صالح إلى زيد بن ثابت قول النبي صلى الله عليه وآله: لا تذهب الدنيا حتى
____________
(1) الثبج: المتوسط بين الخيار والرذال، والأعوج: المائل البين العوج، و السيئ الخلق.
(1) المراد بالكفاية هو كتاب كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر ومؤلفه هو علي بن محمد الخزاز، فما جعلناه بين المعقوفتين تكرار.
الصفحة 116
يقوم بأمر أمتي رجل من صلب الحسين عليه السلام يملأها عدلا كما ملئت جورا قلنا:
من هو؟ قال: هو الإمام التاسع من ولد الحسين عليه السلام، وبمعناه حدث الحسين بن علي الرازي وفي آخره إنه ليخرج من صلب الحسين أئمة أبرار معصومون، منها مهدي هذه الأمة، الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه، وهو التاسع من صلب الحسين عليه السلام.
وأسند صاحب الكفاية إلى زيد بن أرقم قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: أنت سيد الأوصياء، وابناك سيدا شباب أهل الجنة، ومن خلف الحسين تخرج الأئمة التسعة، إذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالؤون عليك ويمنعوك حقك.
وأسند الحسين(1) إلى زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله خطب الناس وزهدهم في الدنيا وقال: أوصيكم بعترتي وهم الأمناء المعصومون بعدي، فقال ابن عباس:
وكم هم؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى، تسعة من صلب الحسين منهم مهدي هذه الأمة إن الله عهد إلي، ونحوه أسند أحمد بن عبد الله بن الحسن إلى عمران بن حصين ونحوه أسند محمد بن عبد الله بن المطلب إلى عمران بن حصين ونحوه أسند علي بن محمد بن الحسن إلى عمران بن الحصين.
وأسند علي بن محمد القمي إلى أبي أمامة قول النبي صلى الله عليه وآله: لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق منا، إذا صارت الدنيا هرجا مرجا، وهو التاسع من صلب الحسين.
وأسند علي بن محمد إلى أبي أمامة قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم.
وأسند المعافا ابن زكريا إلى واثلة بن الأسقع قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر من أحبهم واقتدى بهم فاز ونجى، ومن تخلف عنهم ضل وغوى.
وأسند الشيباني إلى واثلة قول النبي صلى الله عليه وآله لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت، عهد الله أنه لا يحبنا إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق شقي، طوبى
____________
(1) هو الحسين بن علي أبو الفتوح الرازي.
الصفحة 117
لمن تمسك بي، وبالأئمة الأطهار من ذريتي، قيل: فكم الأئمة بعدك؟ قال صلى الله عليه وآله: عدد نقباء بني إسرائيل وأسند الحسين بن سعيد إلى واثلة نحوه.
وأسند الخزاز إلى واثلة قول الله للنبي صلى الله عليه وآله في الإسراء: يا محمد ما أرسلت نبيا فانقضت أيامه إلا وأقام بالأمر من بعده وصيه، فاجعل علي بن أبي طالب الوصي بعدك، ثم أراه اثني عشر نورا وقال: يا محمد هؤلاء أسماء الأئمة بعدك أمناء معصومون، ونحوه أسند محمد بن عبد الله برجاله إلى حذيفة بن اليمان وفيه: رأيت في ساق العرش مكتوبا بالنور (لا إله إلا الله، محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به) ثم رأيت أنوار الحسنين وفاطمة والأئمة من ولدها، ونحو هذا روت أم سلمة وذكرت أسماءهم وأن المهدي آخرهم.
وأسند الموفق الخوارزمي وهو المسمى عندهم بصدر الأئمة برجاله أن النبي صلى الله عليه وآله ليلة الأسرى قال له الله تعالى: يا محمد بن خلفت لأمتك؟ قال: خيرهم قال: علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم، فقال لي: يا محمد اعلم أني اطلعت إلى أهل الأرض فاخترتك، وثانية فاخترت عليا، فخلقتك وخلقته، وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين، ولو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم. ثم أراهم إياه بأسمائهم والمهدي في وسطهم.
وأسند محمد بن وهبان إلى سعيد بن مالك قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: حبك إيمان وبغضك نفاق، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة معصومون مطهرون، ومنهم مهدي هذه الأمة الذي يقوم بالدين في آخر الزمان، كما قمت في أوله.
وأسند محمد بن وهبان إلى حذيفة بن أسيد حديث الحوض فلما أوصى النبي صلى الله عليه وآله بعترته ثلاثا قال سلمان: كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي، لا تعلموهم فإنهم أعلم
الصفحة 118
منكم، واتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم.
وأسند الحسين بن محمد إلى حذيفة بن أسيد نحوه وفي آخره: ومنها مهدي هذه الأمة، ونحوه أسند أبو جحيفة إلى حذيفة.
وأسند أبو المفضل الخثمعي الكوفي إلى عمار بن ياسر: علي مني وأنا منه وإنه أبو سبطي والأئمة بعدي، منهم مهدي هذه الأمة إن الله عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين تسعة تاسعهم يغيب عنهم طويلا، يرجع عنه قوم، ويثبت عليه آخرون، وذلك قوله تعالى: (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين(1)) فإذا كان آخر الزمان يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا يا عمار سيكون بعدي فتنة فاتبع عليا إنه مع الحق والحق معه.
وأسند صاحب الكفاية إلى أبي ذر قول النبي صلى الله عليه وآله له في مرضه: فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني، بعلها سيد الوصيين، وابناها إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما، وسوف يخرج من صلب الحسين تسعة معصومون قوامون بالقسط، ومنها مهدي هذه الأمة والأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل، ونحوه عنه من طريق آخر، وفيه لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى علي وعلى أهل بيتي وأسند صاحب المقتضب من طرق العامة إلى سلمان قول النبي صلى الله عليه وآله للحسين:
أنت إمام بن إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم أفضلهم.
وأسند صاحب الكفاية إلى سلمان قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر عدة شهور الحول ومنها مهدي هذه الأمة، له غيبة موسى، وبهاء عيسى، وحكم داود، وصبر أيوب.
وأسند إلى سلمان بطريق آخر قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة من بعدي اثنا عشر وفي كتاب كشف الحيرة أن سلمان سأل النبي صلى الله عليه وآله عن الذين قال الله فيهم:
(لتكونوا شهداء على الناس(2)) قال: هم ثلاثة عشر رجلا خاصة أنا وأخي علي
____________
(1) الملك: 30.
(2) البقرة: 143.
الصفحة 119
وأحد عشر من ولده. وأسند أخطب خوارزم برجاله إلى سليم بن قيس الهلالي قول النبي صلى الله عليه وآله للحسين: أنت سيد ابن سيد، أبو سادة تسعة، إمام بن إمام، أبو أئمة تسعة، أنت حجة ابن حجة، أبو جحج تسع من صلبك، تاسعهم قائمهم، ورواه الشيخ أبو جعفر عن سالم عن سلمان.
وأسند في مراصد العرفان إلى سلمان حين سأله من الخليفة بعدك يا رسول الله؟
قال: أدخل على أبا ذر والمقداد وأبا أيوب، فقال: اشهدوا وافهموا أن عليا وصيي، ووارثي، وقاضي ديني، وحامل لوائي، وولده بعده، ثم من ولد الحسين أئمة تسعة هداة إلى يوم القيامة، أشكو إلى الله جحد أمتي له وأخذهم حقه.
وأسند الشيخ محمد بن علي إلى سليم إلى سلمان قول النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة في مرضه - وقد بكت وقالت: أخشى الضيعة بعدك - فقال صلى الله عليه وآله: إن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني نبيا، وثانية فاختار بعلك وصيا، أول الأوصياء بعده حسن، ثم حسين، ثم تسعة من ولد الحسين.
وقريب من هذا أسند صاحب الكفاية والكيدري في بصائر الأنس عن القاسم بن حسان عن جابر بن عبد الله إلى أن قال: ويخرج الله من صلب الحسين تسعة أمناء معصومين ومنا مهدي هذه الأمة، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوله، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما، وقد سلف نحو هذا وسيأتي نحوه أيضا من صاحب الكفاية مسندا إلى ابن عباس وأسند نحوه التلعكبري إلى فاطمة.
وأسند الإمام محمد بن جرير الطبري في كتاب المناقب المؤلف على حروف المعجم، المجموع من روايات المصريين ومكة والمدينة والشام إلى جابر قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: أنت أخي ووزيري في الدنيا والآخرة تختم بالعقيق الأصفر فإنه أول حجر أقر لله بالربوبية، ولي بالنبوة ولك بالخلافة ولذريتك بالإمامة، ولشيعتك ومحبيك بالجنة.
وأسند الخزاز إلى سلمان أن النبي صلى الله عليه وآله وضع يده على كتف الحسين عليه السلام
الصفحة 120
وقال: إنه إمام ابن الإمام، تسعة من صلبه أئمة أبرار، أمناء معصومون، والتاسع قائمهم.
وفي أحاديث سليم قال: سمعت عبد الله ابن جعفر الطيار يقول: قلت لمعاوية سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثم ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم يكمله(1) اثنى عشر إماما تسعة من ولد الحسين قال عبد الله: واستشهد على ذلك الحسن، والحسين، وابن عباس، وأبا سلمة وأسامة بن زيد فشهدوا عند معاوية قال سليم: وكنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة أنهم سمعوه من النبي صلى الله عليه وآله، وروى ذلك الشيخ الطوسي بطريقين عن الكليني.
وأسند الشيخ أحمد بن محمد الجوهري إلى جابر الأنصاري صلى الله عليه وآله: اختار الله من الأيام الجمعة، ومن الليالي القدر، ومن الشهور رمضان، واختارني وعليا واختار من علي الحسن والحسين، حجة الضالين، تاسعهم قائمهم أعلمهم وأحكمهم وأسند نحوه صاحب المقتضب وأبو جعفر ابن بابويه إلى الباقر عليه السلام.
وفي حديث جابر لما اجتمع بالباقر عليه السلام وأبلغه سلام رسول الله صلى الله عليه وآله حكى عنه أنه قال: إنه سميي وأشبه الناس بي، علمه علمي، وحكمه حكمي سبعة من ولده أمناء معصومون، أئمة أبرار والسابع مهديهم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا)(2) الآية.
وذكر صاحب البصائر عن جابر قول النبي صلى الله عليه وآله: ابناي خير الأسباط، و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار، والتاسع قائمهم يملأ الأرض قسطا وعدلا يقاتل على التأويل كما؟ قاتلت على التنزيل.
____________
(1) تكملة خ ل.
(2) الأنبياء: 73.
الصفحة 121
وأسند جعفر بن محمد الدوريستي قول ابن عباس للنبي صلى الله عليه وآله حين حضرته الوفاة: إذا كان ما نعوذ بالله منه فإلى من؟ فأشار إلى علي، وقال: إلى هذا فإنه مع الحق والحق معه، ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته.
وأسند محمد بن علي القطان إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله: أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ونحوه أسند الشيخ محمد بن علي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وأسند ابن بابويه إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون، وأسند صاحب الكفاية إلى ابن جبير إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله: إن الله اطلع إلى الأرض فاختارني فجعلني نبيا، وثانية فاختار عليا، وأمرني أن اتخذه وصيا، فهو أبو سبطي جعلني الله وإياهم حججا على عباده، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي، والتاسع منهم قائم أهل بيتي، وأشبه الناس بي، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة.
وذكر الكيدري في بصائر حديثا مسندا إلى ابن عباس وهو قول النبي صلى الله عليه وآله: ناداني ربي في المعراج: فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قلت: إلهي وسيدي أنت أعلم قالت: هلا اتخذت من الآدميين وزيرا قلت: اختر لي أنت يا إلهي قال: قد اخترت علي بن أبي طالب، هو وارثك وصاحب لوائك، أقسمت على نفسي أن لا يشرب منه مبغض لك ولأهلك حقا أقول: لأدخلن الجنة جميع أمتك إلا من أبى، قلت: يا رب وأحد يأبى دخول الجنة؟ قال: من أبى حق علي، قلت:
يا رب وما حق علي؟ قال: حقه على أمتك كحقك عليهم في حياتك، فمن أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنة، عزيمة مني لا يدخل الجنة من أبغضه وعاداه وأنكر ولايته، وقد أعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا آخر رجل منهم يصلي عيسى خلفه.
وأسند جعفر بن محمد الدوريستي إلى العباس بن عبد المطلب قول النبي صلى الله عليه وآله
الصفحة 122
يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة، ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله تعالى أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ويمكث ما شاء الله، ثم يخرج الدحال.
وذكر صاحب البصائر وصاحب الكفاية حديثا مسندا إلى عمر بن الخطاب هو قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر، ورواية عمر بن الخطاب في هذا الباب فصل الخطاب.
وأسند علي بن الحسين إلى عمر قول النبي صلى الله عليه وآله: عترتي من ولد علي و فاطمة، وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار، هم عترتي من لحمي ودمي.
وأسند علي بن الحسين إلى ابن المسيب إلى عمر قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي تسعة من صلب الحسين، منها مهدي هذه الأمة من تمسك من بعدي بهم فقد استمسك بحب الله.
وأسند الدوريستي أن المثنى سأل عائشة كم خليفة بعد الرسول صلى الله عليه وآله فقالت:
أخبرني باثني عشر أسماؤهم عندي مكتوبة بإملائه، فقلت: اعرضيها علي فأبت.
وأسند صاحب الكفاية إلى أم سلمة حين سألت النبي صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى:
(فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم(1)) الآية، قال: (الذين أنعم الله عليهم من النبيين) أنا (والصديقين) علي بن أبي طالب (والشهداء) الحسنان (والصالحين) حمزة (وحسن أولئك رفيقا) الأئمة الاثنا عشر.
وأسند الحسين بن محمد إليها قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي، فالويل لمبغضيهم.
وأسند علي بن محمد عن علي بن الحسين إلى فاطمة قالت: سألت أبي عن قول الله تعالى: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم(2)) قال: هم الأئمة بعدي علي وسبطاي، وتسعة من صلب الحسين، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و
____________
(1) النساء: 69.
(2) الأعراف: 48.
الصفحة 123
يعرفونه، والنار من أنكرهم وينكرونه.
وأسند الكوفي إلى محمود بن أسيد أنه سأل فاطمة عليها السلام هل نص النبي صلى الله عليه وآله قبل وفاته على علي بالإمامة؟ فقالت: واعجبا أنسيت يوم غدير خم؟ قلت: قد كان ذلك فأخبريني بما أسر إليك، قالت: أشهد بالله أني سمعته يقول: علي خير من أخلفه فيكم، وهو الإمام والخليفة بعدي، وسبطاي وتسعة من ولد الحسين أئمة أبرار، لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين، ولئن خالفتموهم ليكونن الخلاف فيكم إلى يوم القيامة.
ثم قالت: أما والله لو تركوا الحق على أهله، لما اختلف في الله اثنان و لورثها خلف بعد خلف، حتى يقوم التاسع من ولد الحسين، ولكنهم قدموا من أخر الله بشهادتهم، وأخروا من قدم بآرائهم، ولم يسمعوا ما قال الله: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من أمرهم(3).
وأسند علي بن محمد أن فاطمة عليها السلام ناولت النبي صلى الله عليه وآله الحسين ملفوفا في خرقة فرده إليها وقال: إنه الإمام أبو أئمة تسعة من صلبه أئمة أبرار التاسع قائمهم وأسند مثله من طريق آخر.
(4)
فصل
لما تقرر بما سلف تعيينهم من غيرهم، وقامت الحجة بنقل من سواهم فيهم فخليق أن نذكر ما صدر في ذلك عنهم، فنبدء بجملة، ليكون على نسق ما سبق فإذا أتينا بالمفصل من غيرهم بعد هذا كما وعدنا، أتينا بالمفصل منهم إن شاء الله تعالى.
علي عليه السلام:
أسند الشيخ الجليل أبو جعفر بن بابويه [ إلى ابن نباتة ](2) قال: خرج علينا علي وفي يده يد ولده الحسن، وقال: هكذا خرج النبي صلى الله عليه وآله ويده في يدي، وقال:
____________
(1) القصص: 68 (2) الزيادة من نسخة كمال الدين ص 150.
الصفحة 124
خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا، وهو إمام كل مسلم ومولى كل مؤمن، وأنا أقول في ابني هذا مثل قوله ألا إنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول الله، وخير الخلق بعده الحسين الشهيد، ومن بعده تسعة من صلبه، خلفاء الله في أرضه، وحججه على عباده، تاسعهم القائم لقد نزل بذلك الوحي.
وسئل النبي صلى الله عليه وآله عنهم وأنا عنده، فقال: (والسماء ذات البروج(1)) [ ثم ] إنهم كعدد البروج، أولهم هذا، ووضع يده على رأسي، وآخرهم المهدي من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني، وهم خلفائي وأئمة المسلمين بعدي.
وأسند الشيخ أبو جعفر بن بابويه إلى أبي جعفر الثاني إلى آبائه إلى علي عليه السلام قول علي عليه السلام لابن عباس: ليلة القدر في كل سنة ويبين فيها أمر السنة وكذلك ولاة الأمر من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله قال ابن عباس: من هم؟ قال:
أنا وأحد عشر من صلبي أئمة مهديون محدثون ونحوه روى الشيخ أبو جعفر الطوسي.
وفي أحاديث الكليني عن النبي صلى الله عليه وآله آمنوا بليلة القدر فإنه ينزل فيها أمر السنة وكذلك ولاة الأمر من بعدي علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده.
وأسند علي بن محمد القمي إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة على الأحياء من أمتي، وأنت أبو الأئمة الإحدى عشر من صلبك، مطهرون معصومون، ومنهم المهدي.
وأسند أيضا بطريق آخر إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي من ذريتك عدد نقباء بني إسرائيل من رد عليهم وأنكرهم فقد رد علي وأنكرني.
وأسند صاحب المقتضب إلى أبي الطفيل قول علي عليه السلام يقول: ليلة القدر كل سنة على الوصاة بعد النبي صلى الله عليه وآله قلت: ومن الوصاة؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي الأئمة المحدثون، وروي ذلك عن ابن عباس.
وأسند أبو جعفر بن بابويه قول النبي صلى الله عليه وآله كيف تهلك أمة أنا وعلي وأحد عشر من ولدي أولوا الألباب أولها، والمسيح آخرها، ولكن يهلك بين
____________
(1) البروج: 1.
الصفحة 125
ذلك من لست منه وليس مني وقد سلف ونحوه أسند حمزة بن علي إلى الصادق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأسند علي بن محمد بن الحسين عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأسند أن يهوديا سأل عمر فأرشده إلى علي عليه السلام فقال: أخبرني كم بعد نبيكم إمام؟ وفي أي جنة هو؟ ومن يسكن معه؟ فقال عليه السلام: اثنا عشر، وهم مع النبي صلى الله عليه وآله في جنة عدن، فأسلم اليهودي وقال: أنت أولى بهذا المجلس من هذا، أنت الذي تفوق ولا تفاق.
وذكره صاحب البصائر مسندا بإسناد الشيخ الطوسي برجاله، والشيخ المفيد برجاله، وفي آخره إني لأجد ذلك في كتب أبي هارون بيده.
ورواه أيضا الشيخ أبو جعفر بن بابويه برجاله وذكره صاحب المقتضب برجاله من طرق العامة، وزاد فيه إنه أخرج إلى علي كتابا فعرف اسمه وقال:
إنه عبراني وأنت عربي؟ فقال: نعم اسمي في التوراة هابيل، وفي الإنجيل حيدار فحلف أنه بخط أبيه، وإملاء موسى يتوارثونه.
وأسند أبو جعفر بن بابويه إلى الرضا إلى آبائه أب أب إلى علي عليهم السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: ما خلق الله أفضل مني، إن الله فضل المرسلين على الملائكة المقربين وفضلني على المرسلين، والفضل بعدي لك يا علي، وللأئمة من بعدك، إن الله تعالى خاطبني في الأسرى بأنك نوري في عبادي، ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي، ثم أراني اثني عشر نورا على ساق العرش، في كل نور اسم وصي أولهم علي، وآخرهم المهدي، ثم ناداني يا محمد وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأنصرنهم بجندي، حتى تعلو دعوتي، وتجتمع الخلق على توحيدي ولأداولن الأيام إلى يوم القيامة بين أوليائي، وهذا حديث طويل اشتمل على تعليمهم الملائكة تسبيح ربهم، وعلى عظم الثناء عليهم، أخذنا منه موضع الفرض من هذا الكتاب.
وأسند الحاجب إلى الحسن العسكري إلى آبائه أب أب إلى علي عليهم السلام
الصفحة 126
قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة من ولدك ينظرون بنور الله قذف الحكمة في قلوبهم أولهم أنت، وأوسطهم علي، وآخرهم مهدي يملأ الأرض عدلا.
وأسند علي بن محمد إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة ناجية، وهم المتمسكون بولايتكم لا يعملون برأيهم أولئك ما عليهم من سبيل، وسأله عن الأئمة فقال صلى الله عليه وآله: عدد نقباء بني إسرائيل.
وأسند ابن بابويه إلى زين العابدين عليه السلام إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم المهدي، يفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها، ورواه محمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله وعبد الله الحميري ومحمد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن ابن أبي الخطاب وأحمد بن عيسى والبرقي وإبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال.
وبهذه الطرق أن الأصبغ دخل على علي فوجده متفكرا فقال: فيم؟ فقال:
في الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يكون له حيرة وغيبة يضل فيها قوم، و يهتدي فيها آخرون، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة، ونحوه أسند ابن بابويه بطريقين إلى علي عليه السلام.
وأسند ابن ماجيلويه إلى الرضا إلى آبائه عليهم السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: من أحب أن يستمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي، فليقتد بعلي فإنه خليفتي على أمتي، قوله قولي، وأمره أمري، من فارقه فارقني، لم يرني ولم أره يوم القيامة وحرم الله تعالى عليه الجنة، والحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما، ومن ولد الحسين أئمة تسعة تاسعهم القائم، طاعتهم طاعتي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم المضيعين حرمتهم بعدي ونحوه أسند أحمد بن زياد إلى الرضا إلى آبائه عليهم السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله.
وأسند علي بن الحسين عليه السلام أن رجلا قال لعلي عليه السلام تدعى أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم؟ قال: الله تعالى، قال: فغضب فقال له النبي صلى الله عليه وآله: هو أمير المؤمنين بولاية من الله عقدها له فوق عرشه، من جهله فقد جهلني، ومن جحد إمرته فقد
الصفحة 127
جحد رسالتي، وهو زوج ابنتي، وأبو ولدي، أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه.
وروى سليم برجاله قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: قد استجاب الله تعالى فيك و في شركائك من بعدك الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعتي في قوله تعالى: (و أولي الأمر منكم(1)) أولهم أنت يا علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم سيد العابدين، ثم محمد الباقر، ثم تكملة اثني عشر إماما من ولدك يا حسين إلى مهدي أمة محمد، والله والله إني لأعرفه باسمه، حيث يبايع له بين الركن والمقام، وأعرف اسم أنصاره وقبائلهم.
قال سليم: فلقيت الحسنين فحدثتهما به فقالا: صدقت وحدثت به علي بن الحسين فقال: أقرأنيه أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال أبان بن أبي عياش: حدثت علي بن الحسين بذلك عن سليم فقال: صدق قال أبان: فلقيت الباقر فحدثته فقال: صدق وأورده جعفر بن بابويه.
وأسند قول النبي صلى الله عليه وآله لابن مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي، و خليفتي عليكم، فإذا مضى فالحسن، فإذا مضى فالحسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد، قائمهم تاسعهم، لا يحبهم ويواليهم إلا مؤمن طابت ولادته، ولا يبغضهم ويعاديهم إلا كافر خبثت ولادته، من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، ما أنا ناطق عن الهوى في علي والأئمة من ولده.
وأسند علي بن محمد إلى الصادق إلى آبائه عليهم السلام قول رسول الله صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم، هم خلفائي، المقر بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر.
وأسند أيضا إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: قال الله تعالى: لأعذبن كل رعية دانت بإمام جائر وإن كانت في نفسها برة تقية، ولأرحمن كل رعية دانت بإمام عادل مني وإن كانت في نفسها غير برة تقية.
____________
(1) النساء: 59.
الصفحة 128
قلت: فكم يكون بعدك؟ قال: تسعة من ولد الحسين عليه السلام تاسعهم قائمهم يحزن لفقده أهل الأرض والسماء فكم مؤمن متأسف حيران، كأني بهم آيس ما يكون إذ نودي في رجب ثلاثة أصوات: نداء يسمع من البعد كالقرب (ألا لعنة الله على الظالمين(1)) والثاني (أزفة الآزفة(2)) والثالث يرون بدنا مع قرن الشمس أن الله قد بعث فلان بن فلان حتى ينسبه إلى علي عليه السلام.
الحسن عليه السلام:
أسند عتبة الحمصي إلى الحسن عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: الأمر يملكه بعدي اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي وأسند الشيباني إلى الصادق إلى آبائه إلى الحسن بن علي عليهم السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل، وحواري عيسى، من أحبهم فهو مؤمن، ومن أبغضهم فهو كافر.
وأسند الخزاز إلى جنادة ابن أبي أمية أنه دخل على الحسن عليه السلام في مرضه وهو يقذف الدم في طشت من سمه فقلت: ألا تعالج نفسك؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة وما منا إلا مسموم أو مقتول وأسند نحوه الشيخ محمد بن علي بن الحسين إلى الحسن عليه السلام.
وأسند القمي إلى الأصبغ بن نباتة قول الحسن عليه السلام الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر تسعة من صلب الحسين ومنهم مهدي هذه الأمة ونحوه أسند علي بن الحسين إلى الحسن عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله وفي آخره: متى يخرج القائم؟ قال عليه السلام: مثله كالساعة، لا تأتيكم إلا بغتة ونحوه أسند علي بن محمد ومحمد ابن الحسن إلى الحسن عليه السلام.
وأسند الشيخ الثقة محمد بن علي أن الحسن عليه السلام لما صالح معاوية لأمه بعض الناس فقال: للذي عملت خير مما طلعت عليه الشمس لشيعتي، ألا تعلمون أني إمامكم بنص رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قالوا: بلى فقال: الخضر لما خرق السفينة، وقتل الغلام
____________
(1) هود: 18.
(2) النجم: 68.
الصفحة 129
وأقام الجدار، كان ذلك سخطا لموسى إذ خفي عليه وجه الحكمة، فما منا إلا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم وهو التاسع من ولد أخي يطيل الله عمره في غيبته، ثم يخرج في صورة شاب دون أربعين سنة.
الحسين عليه السلام:
أسند أبو جعفر ابن بابويه إلى الباقر عليه السلام إلى أبيه قول الحسين:
أجلسني أنا وأخي جدي على فخذيه، وقال: بأبي أنتما وأمي من إمامين صالحين اختار كما الله مني ومن أبيكما وأمكما، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم كلكم في الفضل سواء.
وأسند إلى الصادق إلى الباقر إلى أبيه قول الحسين عليهم السلام: في التاسع من ولدي سنة من يوسف، وسنة من عيسى، وهو قائمنا يصلح الله أمره في ليلة واحدة.
وأسند أيضا إلى الحسين عليه السلام قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة يقسم ميراثه وهو حي وأسند أيضا إليه: منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق.
وأسند صاحب المقتضب أيضا وصاحب الكفاية أيضا دخول الحسين عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فوجده متفكرا مغموما فسأله فقال صلى الله عليه وآله: أتاني جبرائيل وقال:
يقول لك رب العالمين: قد قضيت نبوتك فاجعل الاسم الأكبر وميراث علم النبوة عند علي بن أبي طالب فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي، فإني لا أقطع علم النبوة من ذريتك كما لم أقطعه من ذريات الأنبياء قبلك، فعلي أخي وخليفتي وبعده أخوك وبعده أنت وتسعة من صلبك تكملة اثنا عشر إماما حتى يقوم قائمنا.
وأسند أبو المفضل إلى الحسين عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: إن الله كتب على حواشي حجبه، وعلى أركان عرشه، وعلى أطوار أرضه، وعلى حدود لوحه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي وصيه، فمن زعم أنه يحب النبي ولا يحب الوصي
الصفحة 130
فقد كذب، ومن زعم أنه يعرف النبي ولا يعرف الوصي فقد كفر، ألا إن أهل بيتي أمان لكم فحبوهم كحبي: علي وسبطاه وتسعة من صلب الحسين عليه السلام.
وأسند علي بن الحسن إلى الحسين عليه السلام أن أعرابيا أتى النبي ومعه ضب فقال: لا أؤمن بك حتى يؤمن هذا الضب، فقال النبي صلى الله عليه وآله للضب: من أنا قال: محمد بن عبد الله فأسلم الأعرابي وقال: هل بعدك نبي؟ قال: لا، ولكن أئمة من ذريتي عدد نقباء بني إسرائيل أولهم علي وتسعة من صلب هذا، ووضع يده على صدري، والقائم تاسعهم. فمدح النبي صلى الله عليه وآله بشعر فحمله على ناقة، فقال قوم طمعا فجاء آخر وبقي يوما في الصفة لم يأكل شيئا فتقدم إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال:
يا أيها المرء الذي لا نعدمه قد جئت بالحق وشئ نعلمه
أنت رسول الله حقا نفهمه ودينك الاسلام دين نعظمه
نبغي مع الاسلام شيئا نقضمه
فتبسم النبي صلى الله عليه وآله ودفعه إلى علي فأعطاه ناقة وحملها تمرا.
وأسند الحسين عليه السلام: كان فيما بشرني النبي صلى الله عليه وآله به أن قال: أنت سيد ابن سيد [ أخو سيد ] أبو السادة تسعة من ولدك أئمة أبرار، والتاسع قائمهم، و نحوه أسند خالد الواسطي إلى أبيه إلى جده [ إلى ] الحسين عليه السلام.
وأسند المفيد إلى الحسين بن علي عليه السلام أن الله تعالى خلق محمدا واثني عشر من أهل بيته من نور عظمته، هم الأئمة بعده، ونحوه أسند ابن بابويه.
وأسند علي بن محمد القمي إلى علي بن الحسين قول أبيه عليهما السلام: عهد إلينا نبينا كون الأئمة بعده عدد نقباء بني إسرائيل ونحوه أسند الحسين بن محمد بن سعيد وروى نحوه علي بن محمد وعلي بن الحسن.
علي بن الحسين عليه السلام:
أسند الشيخ أبو جعفر إلى الكابلي دخل على زين العابدين عليهما السلام وقال:
أخبرني عن الذين فرض الله طاعتهم، فقال: علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم أنا، وسكت. قلت: روي عن أمير المؤمنين أن الأرض لا تخلو من
الصفحة 131
حجة فمن الحجة بعدك؟ قال: ابني محمد اسمه في التوراة الباقر: يبقر العلم، وبعده ابنه جعفر اسمه عند أهل السماوات الصادق، قلت: كيف ذلك وكلكم صادقون؟
قال: حدثني أبي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أن يسميه بذلك، وقال: الخامس من ولده اسمه جعفر يدعي الإمامة حسدا لأخيه وافتراء على الله فهو جعفر الكذاب عند الله كأني به وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله، المغيب في حفظ الله.
قلت: وإن ذلك لكائن؟ قال: إي وربي ذلك مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا، قلت: ثم يكون ماذا؟ قال: تمتد غيبة الثاني عشر، وإن المنتظرين القائلين بإمامته، أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تعالى أعطاهم من العقول ما صارت به الغيبة كالعيان.
وأسند علي بن محمد إلى الكابلي أنه دخل على زين العابدين وسأله كم الأئمة بعدك؟ فقال عليه السلام: ثمانية لأن الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وآله اثنا عشر ثلاثة من الماضين وأنا الرابع، وثمانية من ولدي، من أحبنا وعمل بأمرنا كان معنا، ومن رد علينا أو على واحد منا فهو كافر.
وأسند المفضل إلى علي بن الحسين عليه السلام أنه كان يقول: ادعوا لي الباقر وقلت لابني الباقر، فقلت: ولم سميته الباقر؟ فتبسم وقال: الإمامة في ولده إلى أن يقوم قائمنا، والأئمة بعده سبعة ومنهم المهدي.
وأسند الحسين بن علي أن الزهري دخل على علي بن الحسين في مرضه وقال: إلى من نختلف بعدك؟ قال عليه السلام: إلى ابني هذا - وأشار إلى محمد - وصيي و باقر العلم، سوف يختلف إليه خلاصة شيعتي، فيبقر لهم العلم بقرا، قلت: هلا أوصيت إلى أكبر أولادك! قال عليه السلام: الإمامة ليست بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله عليه السلام، ووجدناه في اللوح والصحيفة، قلت: فكم يكون الأوصياء من بعده، قال: وجدنا في الصحيفة واللوح اثني عشر إماما بأسمائهم وأسماء آبائهم و أمهاتهم، ثم قال: يخرج من صلب ابني محمد سبعة منهم المهدي.
الصفحة 132
الباقر عليه السلام:
أسند المفيد إلى الباقر عليه السلام قال: من آل محمد اثنا عشر إماما كلهم محدثون.
وأسند أيضا إلى الباقر عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: أنا واثنا عشر من أهل بيتي علي بن أبي طالب أولهم أوتاد الأرض، فإذا ذهبوا ماجت الأرض بأهلها ولم ينظروا وعن الكليني من عدة طرق إلى الباقر عليه السلام نحو ذلك، ونحوه روى أيضا أبو جعفر الطوسي وأبو جعفر ابن بابويه من طريقين وأسند نحوه علي بن محمد القمي إلى محمد بن مسلم إلى الباقر عليه السلام.
وأسند الشيباني إلى الباقر عليه السلام: إنه لعهد عهده إلينا النبي صلى الله عليه وآله أن الأئمة بعده اثنا عشر: تسعة من صلب الحسين، ومنها المهدي(1) وأسند أبو جعفر ابن بابويه إلى الباقر عليه السلام ذكر سير الخلفاء الاثني عشر فلما بلغ آخرهم قال:
الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه.
وأسند أبو العباس: أن الباقر عليه السلام جمع ولده ثم أخرج إليهم كتابا بخط علي وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه حديث اللوح.
وأسند علي بن الحسين إلى عبد الغفار قال: قلت للباقر عليه السلام: قد كبر سني ولا أرى فيكم ما أسر به، وقمت على قائمكم أقول: يخرج اليوم أو غدا، فقال: هو السابع من ولدي، وليس هذا أوان ظهوره، ولقد حدثني أبي عن آبائه قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين والتاسع قائمهم، يخرج في آخر الزمان. قلت: فإن كان كائن فإلى من بعدك؟ قال: إلى ابني جعفر.
الصادق عليه السلام:
أسند الخزاز إلى مسعدة أن شيخا سلم على الصادق عليه السلام وقال: أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول: هذا الشهر، هذه السنة، وقد اقترب أجلي ولا أرى فيكم ما أحب، فبكى الصادق عليه السلام [ لبكائه ] وقال: إن أدركت كنت معنا، وإلا جئت يوم القيامة في ثقل محمد إن قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن من علي
____________
(1) في النسخ هنا زيادة: (الباقر عليه السلام) وأظنه هامشا قد خلط بالمتن.
الصفحة 133
وعلي من محمد، ومحمد من علي وعلي من ابني موسى. نحن اثنا عشر معصومون فقال الشيخ: لا أبالي بعد ما سمعت هذا.
وأسند النيشابوري في أماليه إلى الرقي أنه دخل على الصادق عليه السلام رجل وقال: ما أكذبكم؟ تقولون: عرض الله ولايتكم على يونس، فلما استثقلها حبسه في بطن الحوت فقال عليه السلام: يا رقي خذ بيد الرجل وضع يدك على عينيه والأخرى على عينيك، وثب به، فوثبت وفتحت عيني وأنا على شاطئ الجال(1) مسيرة أربعة أيام من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فصلى عليه السلام وتفل في البحر فتشققت أمواجه فضج بالشهادتين والاقرار بعلي وأولاده الأئمة، وخرج شئ رافع رأسه كالجبل وقال:
أنا زاليخا حوت يونس، فقال عليه السلام: لأي شئ حبس يونس فيك؟ فقال: عرضت ولايتكم عليه، فقال: لا أقدر على حملها، فحبس في وكان يسبح بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فقال عليه السلام: يا رقي ثب فقمت وتركت الرجل فدخل عليه بعد أربعة أيام، وقال: لم يكن خلق أبغض إلي منك، والآن فما خلق أحب إلي منك، فهل من توبة؟ فقال عليه السلام: من تاب تاب الله عليه.
وأسند الحاجب إلى داود بن كثير الرقي أنه دخل على الصادق عليه السلام وهو يبكي فقال عليه السلام: ما يبكيك؟ قال: قوم يزعمون أن الله لم يخصكم بشئ مما خص به غيركم؟ فقال عليه السلام: كذب أعداء الله وركض الدار برجله، فإذا بحر وسفينة فركبنا وانتهينا إلى جزيرة وإذا فيها قباب من الدر، ونودي منها: مرحبا بالصادق والخلف الناطق، قلت: ما هذه؟ قال: الأئمة كلما فقد منهم واحد انتهى إليها ثم رفع لنا الستر عن قبة فإذا فيها أمير المؤمنين عليه السلام فسلمنا عليه، ثم أتينا أخرى فإذا فيها الحسن عليه السلام فسلمنا عليه، ثم أخرى، فإذا فيها الحسين عليه السلام فسلمنا عليه، ثم أخرى فإذا فيها علي بن الحسين عليه السلام فسلمنا عليه، ثم أخرى فإذا فيها محمد الباقر عليه السلام فسلمنا عليه ثم قال لي: أنظر إلى يمين الجزيرة فنظرت فإذا خمس قباب بلا ستور قلت: لمن هذه؟ قال عليه السلام: للأوصياء من ولدي، ثم قال
____________
(1) الجال وهكذا الجول والجيل: ناحية البحر وجانبه قاله الفيروزآبادي.
الصفحة 134
لي: أنظر إلى وسط الجزيرة فنظرت فإذا قبة عالية فقال: هذه للقائم من آل محمد أشفيت صدرك؟ قلت: نعم ثم رجعنا من حيث جئنا.
وأسند محمد بن جعفر الآدمي إلى وهب بن منبه أن موسى نظر إلى شجرة في الطور وجدها ناطقة باسم محمد واثني عشر وصيا قال حسين بن علوان: فذكرت ذلك للصادق عليه السلام فقال: هم اثنا عشر: علي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، ومن شاء الله. قلت: إنما سألتك لتفتيني بالحق، فقال عليه السلام: أنا وابني هذا وأومأ بيده إلى موسى بن جعفر عليه السلام والخامس من ولده يغيب شخصه، ولا يحل ذكره باسمه.
وأسند الحسين بن إدريس قول الصادق عليه السلام: أن الله خلق أربعة عشر نورا قبل الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين آخرهم القائم بعد غيبته، يقتل الدجال، ويطهر الأرض.
وأسند جماعة منا: سأل السابوري الصادق عليه السلام عن قوله تعالى: (أصلها ثابت وفرعها في السماء)(1) فقال: النبي صلى الله عليه وآله أصلها، وعلي فرعها والحسنان ثمرها، و تسعة من ولد الحسين أغصانها، والشيعة ورقها.
وأسند المظفر بن جعفر العلوي إلى أبي بصير قول الصادق عليه السلام: يكون بعد الحسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم.
وقد وجد من بقية الأئمة النص على المهدي عليه السلام وهو يستلزم العدد المذكور، وستسمعه قريبا إن شاء الله في هذا المسطور.
____________
(1) إبراهيم: 30.
الصفحة 135
(5)
فصل
قد علمت أن النصوص متناجزة في أئمتنا عليهم السلام، متظاهرة في ساداتنا. وقد ذكرهم الله سبحانه في كتبه السالفة، وسخر لنقلهم الأمم الخالفة، ونقل النص بعددهم المخالف والمؤالف، ونطق بشرف قدرهم الجاهل والعارف، ووجدت الصفات المعتبرة في الاستحقاق في كل إمام، وحصلت الأسماء المنسوبة إليهم على الترتيب والنظام، وذلك أوضح دليل برهان، وأفصح حجة وبيان، على أنهم بعد النبي صلى الله عليه وآله أئمة الأزمان، وحجج الله على الإنس والجان. وقد جاء في قديم الأشعار، عدد الأئمة الأطهار: كشعر قس حكيم العرب فيهم، وشوقه إليهم وتحسره عليهم، وسيجئ وهو من الحجج اللامعة، والبراهين القاطعة، على ثبوت إمامتهم، وتحقيق ولايتهم، إذ لا يمكن حصول عرفانهم قبل أوانهم إلا بإعلام الخبير العلام.
ومن الأشعار أيضا ما أسنده الشيخ العالم أحمد بن عياش أن عبد الملك بن مروان بعث إليه عامله على المغرب(1): بلغني أن مدينة من صفر بمفازة من الأندلس بناها الجن لسليمان، وأودعها الكنوز وأن الإسكندر استعد عاما كاملا للخروج إليها فأخبر بموانع دونها [ فلم يهم بها ظ ] لبعد مسافتها وصعوبتها، وأن أحدا لم يهم بها إلا قصر عنها، فكتب عبد الملك إلى عامله أن يكثر من الأزواد، ويخرج إليها ففعل وبلغها وكتب إلى عبد الملك بأمرها وفي آخر كتابه: رأيت عند سورها كتابة بالعربية فقرأتها وأمرت بنسخها وهي هذه:
ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن يرجو الخلود وما حي بمخلود
لو كان خلق ينال الخلد في مهل لنال ذاك سليمان بن داود
سالت له القطر عين القطر فائضة بالقطر منه عطاء غير مردود
فقال للجن ابنوا لي به أثرا يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي
____________
(1) وهو موسى بن نصر على ما في البحار ج 51 من طبعته الحديثة.
الصفحة 136
فصيروه صفاحا ثم هيلسة(1) إلى السماء بإحكام وتجويد
وأفرغ القطر فوق السور منصلتا فصار أصلب من صماء جلمود
وبث فيه كنوز الأرض قاطبة وسوف تظهر يوما غير محدود
وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا مضمنا بطوابيق الجلاميد
لم يبق من بعده للملك باقية حتى تضمن رمسا غير أخدود
هذا ليعلم أن الملك منقطع إلا من الله ذي النعماء والجود
حتى إذا ولدت عدنان صاحبها من هاشم كان منها خير مولود
وخصه الله بالآيات منبعثا إلى الخليقة منها البيض والسود
له مقاليد أهل الأرض قاطبة والأوصياء له أهل المقاليد
هم الخلائف اثنا عشرة حجج من بعده أولياء السادة الصيد
حتى يقوم بأمر الله قائمهم من السماء إذا ما باسمه نودي
فلما قرأ عبد الملك الكتاب، قال: للزهري هل علمت من المنادي باسمه؟
قال الزهري: إله عن ذلك، فقال عبد الملك: قل: ساءني أم سرني، قال الزهري:
هو المهدي من ولد فاطمة قال: كذبت بل هو منا، قال الزهري: أنا رويته عن علي بن الحسين، فإن شئت فاسأله، قال عبد الملك: لا حاجة لي في سؤال بني أبي تراب، وإياك إن تسمع هذا أحدا، فقال الزهري: علي ذلك.
____________
(1) وفي نسخة البحار ج 51 من طبعته الحديثة ص 165: (هيل له).
الصفحة 137
القطب الثاني
* (في ذكر العدد المصاحب للأسماء والترتيب) *
وفيه فصول وفيها نصوص وسأورد [ عند ] ذلك في آخر هذه النصوص: ذكر أعاظم رجالها، إذ السبيل وعر لكثرتها إلى حصرها بكمالها.
فمن النصوص: الصحيفة التي أخرجها جابر وقال: اشهد بالله أني هكذا رأيته مكتوبا في اللوح.
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز العليم، لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا، قاصم الجبارين، و مذل الظالمين، وديان الدين، إني أنا الله لا إله أنا، فمن رجا غير فضلي، أو خاف غير عدلي، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين.
فإياي فاعبد، وعلي فتوكل، إني لم أبعث نبيا ثم أكملت أيامه وانقضت مدته، إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء، وأكرمته بشبليك بعده وسبطيك، حسن وحسين فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة، و ضمنت له السعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة جعلت الكلمة التامة معه، والحجة البالغة عنده.
بعترته أثيب وأعاقب أولهم سيد العابدين، وزين أوليائي الماضين، وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي، والمعدن لحكمي، وسيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، انتجبت بعده موسى وانتجبت(1) بعده فتنة عمياء حندس لأن خطة فرضي لا تنقطع، وحجتي لا تخفى، وإن أوليائي لا يشقون، ألا و
____________
(1) في الكافي ج 1 ص 528 (أتيحت).
الصفحة 138
من جحد واحدا منهم ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي، وويل للمفترين الجاحدين، عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي وإن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي. علي وليي وناصري ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمنحه الاضطلاع بها، يقتله عفريت متكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي، حق القول مني لأقرن عينيه بمحمد ابنه، وخليفته من بعده، فهو وارث علمي، ومعدن حكمي، وموضع سري وحجتي على خلقي، جعلت الجنة مثواه، وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجب النار.
فأختم بالسعادة لابنه علي ولي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي [ الحسن ] ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب، سيذل أوليائي في زمانه، ويهادون برؤوسهم كما تتهادى رؤس الترك فيقتلون ويخوفون، ويكونوا خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنين في نسائهم أولئك أوليائي حقا بهم أرفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل وأرفع الآصال والأغلال، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
قال عبد الله بن سالم قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله، وقد روي هذه الصحيفة عن جابر بنيف وأربعين رجلا ذكرهم صاحب عيون الرضا بأسمائهم وآبائهم، منهم الشيخ الجليل أبو جعفر الطوسي برجاله والشيخ أبو جعفر محمد بن علي برجاله، ومنهم محمد بن موسى المتوكل برجاله ومنهم محمد بن إبراهيم الطالقاني برجاله، ومنهم الفلكي مسندا إلى الصادق عليه السلام برجاله.
وروى صحيفة أخرى بعبارة أخرى أولها أبو القاسم محمد المصطفى أمه آمنة بنت وهب أبو حسن علي بن أبي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد، أبو محمد الحسن ابن علي الزكي، أبو عبد الله الحسين بن علي الشهيد، أمهما فاطمة بنت محمد رسول الله، أبو محمد علي بن الحسين العدل أمه شهربانو، أبو جعفر محمد بن علي الباقر أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق
الصفحة 139
أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أبو إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم أمه جارية اسمها حميدة، أبو الحسن علي بن موسى الرضا أمه جارية اسمها نجمة أبو جعفر محمد بن علي الزكي أمه جارية اسمها خيزران، أبو الحسن علي بن محمد الهادي أمه جارية اسمها سوسن، أبو محمد الحسن بن علي العسكري وأمه جارية اسمها سمانة، أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله على خلقه القائم المنتظر أمه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين ومنها ما أسنده الشيخ السعيد علي بن محمد الخزاز صاحب الكفاية إلى أنس ابن مالك إلى أبي ذر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، روى أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لما أسري بي أوحى الله إلى أني اطلعت إلى الأرض فاخترتك منها، فجعلتك نبيا، وثانية فاخترت عليا فجعلته وصيك، وأخرج من أصلابكم الذرية الطاهرة، والأئمة المعلومون خزان علمي أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم فنوديت: إرفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنوار علي، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن ابن علي، والمهدي يتلألأ بينهم كأنه كوكب، قلت: يا رب من هؤلاء؟ قال تعالى: الأئمة بعدك، المعصومون من صلبك، وهذا الحجة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ويشف صدور قوم مؤمنين.
فقال الحاضرون: لقد قلت عجبا، فقال صلى الله عليه وآله: أعجب منه أن أقواما يسمعون مني مثل هذا ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله، يؤذونني فيهم، ما لهم؟
لا أنالهم الله شفاعتي.
وأسند نحو هذا الشيخ محمد بن بابويه، والشيخ أبو جعفر الطوسي برجالهما على تغاير يسير في ألفاظهما، تركنا إيرادهما خوف الإطالة بهما.
سؤال: ما الطريق إلى معرفة الإمام السابق عين الإمام اللاحق قبل وضع الاسم عليه، مع تعدد أولادهم؟
الصفحة 140
جواب: أما علي عليه السلام وولداه فقد ثبتت إمامتهم بنص النبي صلى الله عليه وآله على عينهم، والبقية يجوز كون ذلك فيهم بإلهام كما ألهم عبد الله تسمية النبي صلى الله عليه وآله محمدا، أو اقتران ذلك فيهم بعلامة فيه كما نقل من عدم ظل الإمام وغيره من العلائم أو بكرامة دالة على تعيينه عند ولادته كالنطق صغيرا، والسقوط إلى الأرض ساجدا وسيأتي قول الصادق في الكاظم: إن الدرع استوى عليه، وعرف النور في وجهه والرضا عليه السلام أرى الحسن بن الجهم خاتما بين كتفي الجواد عليه السلام وقال: مثل هذا كان من أبي.
وبالجملة فإذا ثبت صدق المتقدم حكمنا بصحة نصه على المتأخر، وليس علينا النظر في طريق ذلك كما ليس علينا النظر في خلق المؤذيات بعد علمنا بعدل الله سبحانه وسيأتي أن الله تعالى أنزل في الخواتيم أسماءهم وصفاتهم.
وأسند أيضا إلى أبي هريرة أن الحسين عليه السلام دخل على النبي صلى الله عليه وآله فأخذه وقبله وقال: حزقة حزقة ترق عين بقة، ثم قال: أنت الإمام ابن الإمام أبو أئمة تسعة - قال ابن مسعود: منهم؟ قال: يخرج من صلب ابني هذا ولد سمي جده مبارك عليه سيماء العباد، ونور الزهاد، ويخرج من صلبه سميي وأشبه الناس بي يبقر العلم بقرا ينطق بالحق، ويخرج من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق جعفر الراد عليه كالراد علي، ويخرج من صلبه مولود طاهر أسمر ربعة سمي موسى ويخرج من صلب موسى علي ابنه يدعى الرضا، موضع العلم، ومعدن الحلم، و يخرج من صلبه ابنه محمد المحمود المطهر أطهر الناس خلقا وأحسنهم خلقا ويخرج من صلب محمد علي ابنه طاهر الجنبة صادق اللهجة، ويخرج من صلب علي الحسن ابنه الميمون أبو حجة الله ويخرج من صلبه قائما أهل البيت يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، له عمر نوح، وغيبة موسى، وحلم داود، وبهاء عيسى، ثم تلا صلى الله عليه وآله: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم(1)) فقال له علي: من هؤلاء؟
____________
(1) آل عمران: 31.
الصفحة 141
قال: أسماء الأوصياء من بعدك، والعترة الطاهرة، والذرية المباركة والذي نفس محمد بيده لو أن عبدا عبد الله ألف عام بين الركن والمقام، ثم أتاني جاحدا لولايتهم لأكبه الله في النار كائنا ما كان، قال أبو علي بن همام: العجب من أبي هريرة يروي هذه الأحاديث وينكر فضائل أهل البيت.
وأسند الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عياش إلى عبد الله عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: أوحى الله إلي في الأسرى: من خلفت على أمتك؟ قلت: أخي علي بن أبي طالب، فقال سبحانه: اطلعت إلى الأرض فاخترتك منها، وثانية فاخترت عليا، وشققت له اسما من أسمائي يا محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد، ولو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحدا لولايتهم لأدخلته ناري، ثم أراه سبحانه أسماءهم وأعلمه بقائمهم.
قال ابن عمر: سماهم كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة: ينبوذ، قيدورا اوبايل، ميسور، مشموع، دموه، سوه، حيدور، وتمر، بطور، بوقيش، قيدمه.
قال أبو عامر هشام الدستواني سألت عنها يهوديا عالما فقال: هذه نعوت أقوام بالعبرانية صحيحة نجدها في التوراة ولو سألت عنها غيري لعمي عنها، للجهل بها أو تعامى لئلا يكون على دينه ظهرا، ولولا أني أؤمن بمحمد باطنا لما أقررت لك بها قلت: ولم؟ قال: لأني أجد في كتب آبائي من ولد هارون أنه لن يؤمن بهذا النبي صلى الله عليه وآله الذي اسمه محمد ظاهرا ويؤمن به باطنا حتى يظهر المهدي القائم من ولده.
قلت: فانعت لي هذه النعوت لأعلمها، قال: نعم فعه وصنه إلا عن أهله ثم نعت لي أسماء تخالف ما سلف، وأظنها من تصحيف الكتاب فقال: هو؟؟؟ وهو أول الأوصياء، ووصي آخر الأنبياء، قيدور ثاني الأوصياء العترة الأصفياء، دبيرا ثالث الأوصياء وسيد الشهداء، ستفوقا سيد من عبد الله، سموعا وارث علم الأولين والآخرين، دموه المدره الناطق عن الله الصادق عليه السلام مسهو حير المسجونين في سجن الظالمين، هذار تحفة المنجوع، النازح عن الأوطان الممنوع، تيمو القصير العمر
الصفحة 142
الطويل الأثر، بطود رافع اسمه، برقش سمي عمه، قيدموا المفقود من أبيه وأمه الغائب بأمر الله، والقائم بحكم الله، وسيأتي في باب خروج المهدي زيادة في خبر ابن عياش وأسماء تخالف هذه.
وأسند الشيباني إلى أبي أمامة قول النبي صلى الله عليه وآله: رأيت على ساق العرش مكتوبا بالنور لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدته بعلي ونصرته به، ثم بعده الحسن والحسين، ثم رأيت عليا عليا عليا، محمدا محمدا جعفرا موسى الحجة فقلت: ربي من هؤلاء فنوديت هم الأئمة من بعدك والأخيار من ذريتك.
(1)
فصل
أسند صاحب الكفاية إلى سلمان الفارسي قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إني راحل عن قريب، ومنطلق إلى المغيب، أوصيكم بعترتي خيرا، من فقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين، ومن فقدهما فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي، قال: ثم نزل فتبعته إلى منزل عائشة فسألته عن ذلك فقال صلى الله عليه وآله: أنا الشمس، وعلي القمر، والحسنان الفرقدان، والنجوم الزاهرة التسعة الطاهرة من ولد الحسين، والتاسع مهديهم، الأوصياء والخلفاء بعدي، أئمة أبرار، عدة أسباط يعقوب، وحواري عيسى.
قلت: فسمهم لي قال: علي وسبطاه، وبعدهما زين العابدين، وبعده محمد بن علي، باقر علم النبيين، والصادق جعفر بن محمد، وابنه الكاظم يسمى موسى سمي ابن عمران والذي يقتل بأرض الغربة ابنه علي ثم ابنه محمد والصادقان علي والحسن، و الحجة المنتظر في غيبته، فإنهم عترتي من لحمي ودمي، علمهم علمي، وحكمهم حكمي، من آذاني فيهم لا أناله الله شفاعتي.
وأسند الشيخ أبو عبد الله أحمد بن محمد إلى الطاطري إلى زاذان إلى سلمان قول النبي صلى الله عليه وآله: لم يبعث الله رسولا إلا وجعل له اثني عشر نقيبا قلت: قد عرفت
الصفحة 143
هذا من أهل الكتابين، قال صلى الله عليه وآله: عرفت من نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم الله للإمامة؟ ثم قال: خلقني الله من نوره، ومن نوري عليا، ومن نورينا فاطمة ومن أنوارنا الحسن والحسين، ومن الحسين التسعة الأئمة، قلت: عرفني بهم قال صلى الله عليه وآله: سيد العابدين علي بن الحسين، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين، ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله، ثم علي بن موسى الرضا لأمر الله، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على سر الله محمد بن الحسن المهدي الناطق القائم بحق الله.
وأسند موفق بن أحمد الخوارزمي إلى أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي الرب عز وجل في الأسرى، من خلفت لأمتك؟ قلت:
خيرها قال: علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم، فقال تعالى: خلقتك وعليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ نوري، لو أن عبدا جاحدا لولايتكم عبدني حتى ينقطع، ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، ثم أراني على يمين العرش عليا، وفاطمة، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر ابن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور، وأسنده صاحب المقتضب إلى الحسن بن علي الموصلي إلي أبي سلمى أيضا.
وأسند الشيخ أبو جعفر محمد بن علي إلى جابر بن عبد الله قوله للنبي صلى الله عليه وآله:
من أولي الأمر لما نزلت (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم(1)) قال: خلفائي وأئمة المسلمين بعدي علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة الباقر وستدركه يا جابر ثم الصادق جعفر، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه، يغيب
____________
(1) النساء: 59.
الصفحة 144
عن شيعته، ويفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها.
وأسند صاحب الكفاية إلى جابر المذكور قول النبي صلى الله عليه وآله للحسين عليه السلام:
يخرج من صلبك تسعة أئمة منهم مهدي هذه الأمة، فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده فإذا سم الحسن فأنت فإذا استشهدت فعلي ابنك، فإذا مضى علي فمحمد ابنه فإذا مضى محمد فجعفر ابنه، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه، فإذا مضى موسى فعلي ابنه فإذا مضى علي فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فعلي ابنه، فإذا مضى فالحسن ابنه، ثم الحجة بعد الحسن يملأ الأرض به قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ونحو هذا أسند علي بن محمد بن سعيد القزويني وذكر عدد الأئمة وأسماءهم.
(2)
فصل
أسند الشيباني إلى ابن عباس أن يهوديا اسمه نعثل سأل النبي صلى الله عليه وآله عن أشياء: فلما أجابه قال: من وصيك فما من نبي إلا وله وصي؟ قال صلى الله عليه وآله: وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلو تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار: فإذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى فابنه محمد، فإذا مضى فابنه جعفر فإذا مضى فابنه موسى، فإذا مضى فابنه علي، فإذا مضى فابنه محمد، فإذا مضى فابنه علي، فإذا مضى فابنه الحسن، فإذا مضى فالحجة بن الحسن، فأسلم اليهودي وقال: وجدت هذا في الكتب السالفة، وفيما عهد إلينا موسى: إن أحمد خاتم الأنبياء ويخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط، غاب منهم لاوي عن بني إسرائيل طويلا ثم عاد فأظهر شريعته، فقال صلى الله عليه وآله: كائن في أمتي مثله، يغيب الثاني عشر من ولدي حتى لا يرى، ولا يبقى من الاسلام إلا رسمه فيأذن الله له بالخروج فيظهر الاسلام.
وأسند ابن ماجيلويه إلى ابن عباس إلى النبي صلى الله عليه وآله أن الله تعالى أهبط جبرائيل في ألف قبيل من الملائكة والقبيل ألف ألف، يهنؤا محمدا بولده الحسين
الصفحة 145
عليه السلام، فهنأه وأخبره بقتله، وهنأ النبي صلى الله عليه وآله فاطمة وأخبرها بذلك، فبكت فقال صلى الله عليه وآله: لا يقتل حتى يكون منه الإمام، تكون منه الأئمة الهادية ثم قال: و الأئمة من بعدي: الهادي، والمهدي، والعدل، والناصر، والسفاح، والنفاح والأمين، والمؤتمن، والإمام، والفعال، والغلام، ومن يصلي عيسى بن مريم خلفه القائم عليه السلام فسكنت من البكاء. وفي رواية أحمد بن يعقوب الفارسي أسماؤهم المشهورة بدل هذا اللقب.
وأسند الشيخ علي بن محمد بن علي إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله: له والحسين عليه السلام على عاتقه يقبله، من زاره عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة، ومن زاره كمن زارني، ومن زارني كمن زار الله في عرشه، وحق الزائر على المزور وهو الله تعالى أن لا يعذبه في النار ألا إن الإجابة تحت قبته والشفاء في تربته، والأئمة من ذريته.
قلت: سم لي الأئمة بعدك! فقال صلى الله عليه وآله: اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين، فإذا انقضى الحسين، فابنه علي، فإذا انقضى فابنه محمد، فإذا انقضى فابنه جعفر، فإذا انقضى فابنه موسى، فإذا انقضى فابنه علي، فإذا انقضى فابنه محمد، فإذا انقضى فابنه علي، فإذا انقضى فابنه الحسن، فإذا انقضى فابنه الحجة.
يا ابن عباس إنهم أمناء معصومون، من أتاني يوم القيامة عارفا بحقهم أخذت بيده، وأدخلته الجنة، ومن أنكر واحدا منهم فكأنهم أنكرني، ومن أنكرني فكأنما أنكر الله.
وأسند علي بن محمد عن أبي المفضل إلى عائشة قالت: كان لنا مشربة وكان جبرائيل إذا لقيه لقيه فيها فلقيه مرة فصعد إليه الحسين فأجلسه النبي صلى الله عليه وآله على فخذه فخبره جبرائيل بقتله فبكى فقال: لا تبك سينتقم الله من قاتليه بقائمكم أهل البيت التاسع من ولد الحسين، فإن ربي أخبرني أنه سيخلق من صلبه ولدا وسماه عنده عليا خاضع لله خاشع، ثم يخرج من صلب علي ابنه، وسماه عنده محمدا، قانت لله ساجد
الصفحة 146
ثم يخرج من صلبه ابنه وسماه عنده جعفرا ناطق عن الله صادق في الله، ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده موسى واثق بالله محب في دين الله، ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده عليا الراضي بالله والداعي إلى الله، ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده محمدا، [ المرغب في الله والذاب عن حرم الله ](1) ثم يخرج من صلبه ابنه و سماه عنده عليا المكتفي بالله والولي لله ثم يخرج من صلبه ابنه وسماه عنده حسنا مؤمن بالله مرشد إلى الله، ويخرج من صلبه كلمة الحق، ولسان الصدق، حجة الله على بريته، له غيبة يظهر الله به الاسلام وأهله، ويخسف به الكفر وأهله.
وأسند هذا الحديث علي بن زكريا البصري إلى أبي سلمة وأسنده محمد بن بدر إلى أبي سلمة ومحمد بن جعفر القرميسي إلى أبي سلمة وأبو العباس بن كشمرد إلى أبي سلمة ورواه الكركي النقيب عن أبي المفضل.
(6)
فصل
أسند الشيخ أحمد بن محمد بن عياش إلى عبد الله بن ربيعة رجل من قريش قال:
قال لي: إني محدثك بحديث فاحفظه عني، واكتمه علي ما دمت حيا، قال: قلت ما هو؟ قال: كنت ممن عمل مع ابن الزبير في الكعبة فحفرنا كثيرا فوجدت كتابا فأخذته وسترته، ولا أدري من أي شئ هو؟ إلا أنه يطوى كما تطوى الكتب فقرأته في منزلي، فإذا فيه: بسم الله لا شئ قبله، خلق الخلق بحكمته، وجعلهم قبائل لسابق علمه، وكرم من القبائل قبيلة هي أهل الإمامة، وجعل منها نبيا خصه بالرفعة، هم ولد عبد المطلب، ثم اختار منه نبيا يقال له: محمد يبشر به الأنبياء، ويرث علمه خير الأوصياء، يؤيده الله بنصره، ويعضده بأخيه وابن عمه ووصيه في أمته، ينصبه علما عند اقتراب أجله، هو باب الله ضل من أتاه من غيره، لا يزال محمودا محسودا ممنوعا من حقه لعلو مرتبته وعلمه، مسؤول غير سائل عالم غير جاهل، يقبضه الله شهيدا يدفن بالغري.
____________
(1) الزيادة من المصدر ص 312.
الصفحة 147
والقائم بعده ابنه الحسن سيد الشبان، وزين الفتيان، يقتل مسموما يدفن بالبقيع في طيبة، ويكون بعده أخيه الحسين إمام عدل يضرب بالسيف، ويقري الضيف، تقتله أولاد الطوامث والبغاة، على شاطئ الفرات، في الأيام الزاكيات يدفن بكربلا قبره للناس نور، ثم يكون من بعده ابنه علي سيد العابدين، وسراج المؤمنين، يموت بطيبة، ويدفن بالبقيع، ويكون بعده ابنه محمد المحمود فعاله، باقر العلم ومعدنه، يموت بطيبة، ويدفن بالبقيع.
ثم يكون بعده ابنه جعفر، وهو الصادق بالحكمة، وسراج الأمة، ومحيي السنة، يدفن بأرض طيبة، ثم الإمام بعده ابنه المختلف في دفنه سمي المناجي لربه موسى بن جعفر، يقتل بالسم في محبسه، يدفن بالزوراء، ثم الإمام القائم بعده علي ابن موسى المرتضى لدين الله يقتل بالسم في أرض العجم ثم القائم بعده ابنه محمد يموت ويدفن بالزوراء، ثم القائم بعده ابنه علي لله ناصر وولي، يموت ويدفن بالمدينة المحدثة ثم القائم بعده ابنه الحسن وارث علم النبوة، ومعدن الحكمة، يموت و يدفن أيضا في المدينة المحدثة.
ثم المنتظر بعده اسمه اسم النبي محمد، يكشف الله به الظلم، ويرعى الذئب في أيامه مع الغنم، يرضى عنه ساكن السماء، والحيتان في البحر، والطير في الهواء طوبى لمن أطاعه وقاتل معه، أولئك هم المهتدون، أولئك هم المفلحون، أولئك هم الفائزون. وأسند أيضا هذا الحديث الحا؟؟ المنصور برجاله إلى عمران بن عيسى ابن المنصور.
وأسند حسن بن علي إلى سهل بن سعيد الأنصاري قال: سألت فاطمة عن الأئمة عليهم السلام فقالت عليها السلام: كان النبي صلى الله عليه وآله يقول: يا علي أنت الإمام والخليفة من بعدي وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم
الصفحة 148
فإذا مضى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه القائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة الحق، وألسنة الصدق، منصور من نصرهم، مخذول من خذلهم.
وأسند أيضا الشيخ الجليل علي بن محمد القمي برجاله وذكره الكيدري في بصائره وأسند الحاجب إلى أمير المؤمنين عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: من سره أن يلقى الله وهو عنه راض فليتولك يا علي، ومن أحب أن يلقى الله مقبلا عليه فليتول ابنك الحسن، ومن أحب أن يلقى الله لا خوف عليه فليتول ابنك الحسين، ومن أحب أن يلقاه وقد محص عنه ذنوبه، فليتول علي بن الحسين، ومن أحب أن يلقاه وقد رفعت درجاته، وبدلت بالحسنات سيئاته فليتول محمد بن علي، ومن أحب أن يلقى الله وهو قرير العين، فليتول جعفر بن محمد، ومن أحب أن يلقى الله وهو مطهر فليتول ابنه موسى، ومن أحب أن يلقى الله وهو ضاحك فليتول ابنه عليا الرضا، ومن أحب أن يلقاه فيعطيه كتابه بيمينه، فليتول ابنه محمدا، و من أحب أن يلقاه فيحاسبه حسابا يسيرا ويدخل الجنة فليتول ابنه عليا، ومن أحب أن يلقاه وهو من الفائزين، فليتول ابنه الحسن، ومن أحب أن يلقاه وقد كمل أيمانه فليتول ابنه محمدا المنتظر.
فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمة الهدى، من تولاهم كنت ضامنا له على الله الجنة.
وأسند الشيخ أبو جعفر الطوسي إلى الحسين بن عبيد الله الغضائري إلى محمد ابن بابويه القمي برجاله إلى الصادق عليه السلام قال: أنزل الله على نبيه كتابا قبل موته، عليه خواتيم من ذهب، وقال: هذا وصيتك إلى النجيب من أهلك علي بن أبي طالب، فدفعه إلى علي وأمره أن يفك خاتما ويعمل بما فيه ففعل، ثم دفعه إلى الحسن ففك خاتما وفعل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين فإذا فيه: أخرج إلى
الصفحة 149
الشهادة واشر نفسك لله ففعل، ثم دفع إلى علي بن الحسين ففك خاتما فوجد فيه اصمت والزم بيتك واعبد ربك ففعل، ثم دفعه إلى ابنه محمد ففك خاتما فوجد فيه حدث الناس وأفتهم ولا تخافن إلا الله لا سبيل لأحد عليك ففعل، ثم دفعه إلي ففككت خاتما فوجدت فيه انشر علوم أهلك، وأنت في حرز وأمان ففعلت: ودفعته إلى موسى يدفعه إلى الذي بعده إلى قيام القائم عليهم السلام.
(7)
فصل
أسند محمد بن علي إلى الصادق إلى آبائه عليهم السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: حدثني جبرائيل عن ربي أن من علم أن لا إله إلا أنا وحدي، وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي وأن الأئمة من ولده حججي، أدخلته الجنة برحمتي ونجيته من النار بعفوي، وأوجبت له كرامتي، وجعلته من خالصتي، إن ناداني لبيته، وإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سكت ابتدأته، وإن أساء رحمته، وإن فر مني دعوته، وإن رجع إلي قبلته، وإن قرع بابي فتحته له.
ومن لم يشهد بوحدتي، أو شهد ولم يشهد لمحمد برسالتي، أو شهد ولم يشهد أن عليا خليفتي، أو شهد ولم يشهد أن ولده حججي، فقد جحد نعمتي، وصغر عظمتي، وكفر بآياتي، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيبته، وذلك مني جزاؤه وما أنا بظلام للعبيد.
فقام جابر وقال: من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ فقال صلى الله عليه وآله:
الحسن والحسين ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى ابن جعفر، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن ابن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
الصفحة 150
وأسند أخطب خوارزم برجاله إلى علي بن أبي طالب قول النبي صلى الله عليه وآله: أنا واردكم على الحوض، وأنت يا علي الساقي، والحسن الذائد، والحسين الآمر وعلي بن الحسين الفارس، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى ابن جعفر محصي المحبين والمبغضين، وقامع المنافقين، وعلي بن موسى معين، و محمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم، وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور العين، والحسن بن علي سراج أهل الجنة والمهدي شفيعهم يوم القيامة.
ورواه أيضا الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن شاذان مسندا إلى علي عليه السلام وأسند نحوه الأعمش وسعيد بن قيس عن النبي صلى الله عليه وآله.
وأسند البغوي إلى ابن عمر قول النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أنا نذير أمتي، و أنت هاديها، والحسن قائدها، والحسين ساقيها، وعلي بن الحسين جامعها، و محمد بن علي عارفها، وجعفر بن محمد كاتبها، وموسى بن جعفر محصيها، وعلي بن موسى معبرها ومنجيها، وطارد مبغضيها، ومدني مؤمنيها، ومحمد بن علي قائدها وسائقها، وعلي بن محمد ساترها وعالمها، والحسن بن علي مناديها ومعطيها، و القائم الخلف ناشدها وشاهدها (إن في ذلك لآيات للمتوسمين). وأسند ابن حنبل عن ابن عمر بأربعة وثلاثين طريقا وأسند علي بن محمد القمي إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد نزلت آية التطهير فقال:
يا علي هذه نزلت فيك وفي سبطيك والأئمة من ولدك فقلت: فكم الأئمة بعدك قال صلى الله عليه وآله: أنت يا علي ثم ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد جعفر ابنه، وبعد جعفر موسى ابنه، وبعد موسى علي ابنه وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه، والحجة من ولد الحسن هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش فسألت الله عنهم قال: هم الأئمة بعدك مطهرون معصومون، وأعداؤهم ملعونون.
وأسند الحاجب برجاله إلى أمير المؤمنين عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: رأيت ليلة الأسرى في السماء قصورا من ياقوت، ثم وصفها بما فيها من الفرش والثمار، فسألت
الصفحة 151
جبرائيل لمن هي؟ فقال: لشيعة علي أخيك وخليفتك على أمتك، وهم قوم يدعون في آخر الزمان باسم يراد به عيبهم يسمون الرافضة، وإنما هو زين لهم، لأنهم رفضوا الباطل، وتمسكوا بالحق ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة أخيه الحسين من بعده، ولشيعة علي بن الحسين من بعده، ولشيعة محمد بن علي من بعده ولشيعة ابنه جعفر بن محمد من بعده، ولشيعة موسى بن جعفر من بعده، ولشيعة علي ابنه من بعده، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة ابنه علي بن محمد من بعده، ولشيعة ابنه الحسن بن علي من بعده، ولشيعة ابنه محمد المهدي من بعده.
يا محمد هؤلاء الأئمة من بعدك أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، وشيعتهم و محبهم شيعة الحق، وموالي الله ورسوله، الذين رفضوا الباطل واجتنبوه، وقصدوا الحق واتبعوه، يتولونهم في حياتهم، ويزورونهم بعد وفاتهم، متناصرون متعاضدون على محبيهم رحمة الله عليهم [ رحمة الله عليهم ] إنه غفور رحيم.
وأسند برجاله أيضا قول النبي صلى الله عليه وآله: من سره أن يلقى الله آمنا مطهرا فليتولك وولدك الحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر ابن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، و الحسين بن علي، ثم المهدي وهو قائمهم، ليكونن في آخر الزمان قوم يتولونك يا علي، يشنؤنهم الناس، يؤثرونك على الآباء والأمهات، والعشائر والقرابات أولئك يحشرون تحت لواء الحمد، يتجاوز عن سيئاتهم ويرفع درجاتهم.
وأسند إلى ابن عباس أنه قال يوم الشورى: كم تمنعون حقنا، ورب البيت إن عليا هو الإمام والخليفة، وليملكن من ولده أئمة إحدى عشر، يقضون بالحق أولهم الحسن بوصية أبيه إليه، ثم الحسين بوصية أخيه إليه، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه، ثم ابنه جعفر بوصية أبيه إليه، ثم ابنه موسى بوصية أبيه إليه ثم ابنه على بوصية أبيه إليه، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه، ثم ابنه الحسن بوصية أبيه إليه، فإذا مضى فالمنتظر صاحب الغيبة قال عليم لابن عباس: من أين لك هذا؟ قال: وإن رسول الله
الصفحة 152
صلى الله عليه وآله علم عليا ألف باب فتح له من كل باب ألف باب، وإن هذا من ثم.
تذنيب:
أسند الشيخ أبو جعفر الطوسي برجاله إلى علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله عند وفاته أملا عليه وصيته، وفي بعضها: سيكون بعدي اثنا عشر إماما أولهم أنت، ثم عد أولاده، وأمر أن يسلمها كل إلى ابنه، قال: ومن بعدهم اثني عشر مهديا.
قلت: الرواية بالاثني عشر عبد الاثني عشر شاذة، ومخالفة للروايات الصحيحة المتواترة الشهيرة بأنه ليس بعد القائم دولة، وأنه لم يمض من الدنيا إلا أربعين يوما فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة، على أن البعدية في قوله: من بعدهم لا تقتضي البعدية الزمانية كما قال تعالى: (فمن يهديه من بعد الله(1)) فجاز كونهم في زمان الإمام وهم نوابه عليه السلام.
إن قلت: قال في الرواية: (فإذا حضرته يعني المهدي الوفاة فليسلمها إلى ابنه) ينفي هذا التأويل، قلت: لا يدل هذا على البقاء بعده يجوز أن يكون لوظيفة الوصية لئلا يكون ميتة جاهلية، ويجوز أن يبقى بعده من يدعو إلى إمامته ولا يضر ذلك في حصر الاثني عشر فيه وفي آبائه.
قال المرتضى: لا يقطع بزوال التكليف عند موته، بل يجوز أن يبقى حصر الاثني عشر فيه، بعد أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله، ولا يخرجنا هذا القول عن التسمية بالاثني عشرية لأنا كلفنا بأن نعلم إمامتهم إذ هو موضع الخلاف وقد بينا ذلك بيانا شافيا فيهم، ولا موافق لنا عليهم، فانفردنا بهذا الاسم عن غيرنا من مخالفيهم.
وأنا أقول: هذه الرواية آحادية، توجب ظنا، ومسألة الإمامة علمية و لأن النبي صلى الله عليه وآله إن لم يبين المتأخرين بجميع أسمائهم، ولا كشف عن صفاتهم
____________
(1) الجاثية: 23.
الصفحة 153
مع الحاجة إلى معرفتهم، فيلزم تأخير البيان عن الحاجة، وأيضا فهذه الزيادة شاذة لا تعارض الشائعة الذائعة.
إن قلت: لا معارضة بينهما لأن غاية الروايات يكون بعدي اثنى عشر خليفة.
الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل ونحوها قلت: لو أمكن ذلك لزم العبث و التعمية في ذكر الاثني عشر، ولأن في أكثر الروايات وتسعة من ولد الحسين ويجب حصر المبتدأ في الخبر، ولأنهم لم يذكروا في التوراة وأشعار قس وغيرها ولا أخبر النبي صلى الله عليه وآله برؤيتهم ليلة إسرائه إلى حضرة ربه، ولما عد الأئمة الاثني عشر، قال للحسن: لا تخلوا الأرض منهم، ويعني به زمان التكليف، فلو كان بعدهم أئمة لخلت الأرض منهم، ويبعد حمل الخلو على أن المقصود به أولادهم لأنه من المجاز، ولا ضرورة تحوج إليه.
(8)
فصل
أسند علي بن محمد بن علي برجاله إلى الأصبغ ابن نباتة إلى علي عليه السلام قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة فدخل سلمان وأبو ذر والمقداد و ابن عوف وجماعة فقال سلمان: يا رسول الله إن لكل نبي وصيا، وسبطين فمن وصيك وسبطاك؟ فأطرق.
ثم قال: إن الله تعالى بعث أربعة آلاف نبي وكان لهم أربعة آلاف وصي و ثمانية آلاف سبط، والذي نفسي بيده لأنا خير الأنبياء، ووصيي خير الأوصياء و سبطاي خير الأسباط.
إن آدم أوصى إلى ابنه شيث، وشيث إلى سنان، وسنان إلى مجلث، و مجلث إلى محوق، إلى عثميشا، إلى أخنوخ، إلى ياخور، إلى نوح، إلى سام إلى عتامر، إلى برعيشاشا، إلى يافث، إلى بره، إلى حفيسة إلى عمران، إلى إبراهيم، إلى إسماعيل، إلى إسحاق، إلى يعقوب، إلى يوسف إلى ريثا، إلى شعيب
الصفحة 154
إلى موسى، إلى يوشع، إلى داود، إلى سليمان، إلى آصف، إلى زكريا، إلى عيسى، إلى شمعون، إلى يحيى، إلى منذر، إلى سلمه، إلى برده، ودفعها برده إلي، وأنا أدفعها إليك يا علي، وأنت تدفعها إلى الحسن والحسن إلى الحسين والحسين إلى ابنه علي، وعلي إلى ابنه محمد، ومحمد إلى ابنه جعفر، وجعفر إلى ابنه موسى، وموسى إلى ابنه علي، وعلي إلى ابنه محمد، ومحمد إلى ابنه علي، وعلي إلى ابنه الحسن، والحسن إلى ابنه القائم، ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله.
ثم رفع صوته وقال: الحذر الحذر إذا؟ فقد الخامس من ولد السابع من ولدي ثم يخرج من اليمن من قرية يقال لها: كرعة ينادى هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه.
وأسند محمد بن علي القمي برجاله إلى الحسن عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله خطب قبل وفاته وقال بعدها: اللهم إني أعلم أن العلم يبيد، وأنك لا تخلي أرضك من حجة ظاهرة، ليس بالمطاع أو خائف مغمور.
فلما نزل قلت: يا رسول الله! ألست الحجة على الخلق؟ قال صلى الله عليه وآله: أنا الحجة المنذر، وعلي الهادي، فهو الإمام والحجة بعدي، وأنت الحجة بعده والحسين الحجة بعدك، والحجة بعده علي ابنه، والحجة بعده محمد ابنه، والحجة بعده جعفر ابنه، والحجة بعده موسى ابنه، والحجة بعده علي ابنه، والحجة بعده محمد ابنه، والحجة بعده علي ابنه والحجة بعده الحسن ابنه والحجة بعده القائم إمام زمانه ومنقذ أوليائه يغيب ثم يظهر، لا تخلو الأرض منكم، أعطاكم الله علمي وفهمي وأسند علي بن الحسين إلى الحسن بن علي قول النبي صلى الله عليه وآله: لعلي: أنت وارث علمي، ومعدن حكمي، والإمام بعدي، فإذا استشهدت، فابنك الحسن فإذا استشهد فالحسين، فإذا استشهد فعلي ابنه: يتلوه تسعة أئمة أبرار قلت: فما أسماؤهم قال: علي، ومحمد، وجعفر، وموسى، وعلي، ومحمد، وعلي، والحسن والمهدي.
وأسند الشيخ أبو جعفر ابن بابويه إلى الجواد إلى آبائه أب أب إلى الحسين عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: مرحبا بك يا زين السماوات و
الصفحة 155
الأرض، قال أبي بن كعب: وهل لهما زين غيرك يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله:
للحسين في السماء أكبر منه في الأرض، ثم وصفه وقال: يخرج من صلبه نطفة طيبة اسمه علي، ثم وصفه فقال أبي: هل من خلف له؟ قال صلى الله عليه وآله: نعم محمد ابنه ثم وصفه، فركب الله في صلبه نطفة طيبة وسماها جعفرا، ثم وصفه وركب في هذه نطفة زكية وسماها موسى.
قال أبي: يا رسول الله كأنهم يتواصفون؟ قال صلى الله عليه وآله: وصفهم لي جبرائيل عن رب العالمين وركب الله في صلبة نطفة مرضية سماها عليا، ثم وصفه، وركب في صلبه نطفة مباركة سماها محمدا ثم وصفه، وركب في صلبه نطفة بارة غير طاغية سماها عليا ثم وصفه، وركب في صلبه نطفة سماها الحسن ثم وصفه، ووصف دعاء كل إمام عند ذكره، تركناه حذر التطويل به، وركب الله في صلب الحسن نطفة مباركة يرضى بها كل مؤمن، فهو إمام تقي مهدي يحكم بالعدل، ويأمر به، يصدق الله في قوله، يخرج من تهامة حين تظهر العلامات، وهي علم ينشر، وسيف ينضى وينطقان بإذن الله: أخرج يا ولي الله، واقتل أعداء الله، فيخرج وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة، ورجال مسومة، ويجتمع إليه من أقاصي البلاد، عدة أهل بدر، معه صحيفة مختومة فيها عدة أصحابه، وأسماؤهم وبلدانهم وحلاهم كدادون مجدون في طاعته، يخرج وجبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وشعيب بن صالح على مقدمته، قال أبي: كيف بيان هؤلاء الأئمة عن الله؟ قال صلى الله عليه وآله إن الله تعالى أنزل اثني عشر خاتما واثني عشر صحيفة، اسم كل إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته.
وأسند محمد بن علي القمي إلى الحسين عليه السلام قال: لما نزلت آية (أولي الأرحام) سألت النبي صلى الله عليه وآله عنها فقال: ما عني بها غيركم، إذا مت فأبوك علي أولى بمكاني، فإذا مضى فأخوك أولى به، فإذا مضى فأنت أولى به، ثم ابنك علي أولى بك، فإذا مضي فابنه محمد فإذا مضى فابنه جعفر، فإذا مضى فابنه موسى، فإذا مضى فابنه علي، فإذا مضى فابنه محمد فإذا مضى فابنه علي، فإذا مضى فابنه الحسن
الصفحة 156
فإذا مضى وقعت الفتنة في التاسع من ولدك.
وأسند صاحب الكفاية أن أعرابيا أتى الحسين عليه السلام فسأله عن أشياء فكان في آخرها: كم الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: اثني عشر قال: سمهم لي فأطرق ثم قال: الإمام والخليفة بعده علي بن أبي طالب، والحسن، وأنا، وتسعة من ولدي، منهم علي ابني، وبعده محمد ابنه، وبعده جعفر ابنه، وبعده موسى ابنه، و بعده علي ابنه، وبعده محمد ابنه، وبعده علي ابنه وبعد الحسن ابنه، وبعده الخلف التاسع المهدي من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان.
وأسند أيضا عن يحيى بن زيد قال: سألت أبي عن الأئمة فقال: اثنا عشر أربعة من الماضين، وثمانية من الباقين، قلت: سمهم لي قال: الماضون علي والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، والباقون أخي الباقر، وبعده جعفر ابنه، وبعده موسى ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده محمد ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده الحسن ابنه، وبعده المهدي.
قلت: يا أبت لست منهم؟ قال: لا، ولكني من العترة قلت: فمن أين عرفت أسماءهم قال: بعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأسند أبو المفضل إلى ابن الكميت أنه دخل على الباقر فأنشده شعرا يقول فيه:
متى يقوم الحق فيكم متى يقوم مهديكم الثاني
فقال مرتين: سريعا إن شاء الله. ثم الأئمة اثنا عشر أولهم علي بن أبي - طالب وبعده الحسن، وبعده الحسين، وبعده علي بن الحسين وأنا، ثم بعدي هذا، ووضع يده على كتف جعفر.
قلت: فمن بعده؟ قال: ابنه موسى، وبعده ابنه علي، وبعده ابنه محمد، و بعده ابنه علي، وبعده ابنه الحسن، وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويشف صدور شيعتنا(1) قلت: فمتى يخرج: قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك فقال: مثله كالساعة، لا تأتيكم إلا بغتة.
____________
(1) صدور قوم مؤمنين: خ ل.
الصفحة 157
(9)
فصل
أبو محمد الحذاء وهو يروي عن الكشي عن العياشي نقلت هذا الحديث من مجموع قرئ عليه، وأثبت خطه عليه، أسند علي بن محمد أن يونس بن ظبيان دخل على الصادق عليه السلام فوجد عنده قوما يختلفون في صفات الله فرد عليهم، وفسر لهم، ثم قال بعد كلامه: يا يونس إذا أردت العلم فعندنا أهل البيت، الأئمة الاثنا عشر، فقلت: سمهم لي، فقال: علي بن أبي طالب، وبعده الحسن، والحسين وبعده علي بن الحسين، وبعده محمد بن علي، وبعده جعفر بن محمد، وبعده موسى بن جعفر، وبعده علي بن موسى، وبعده محمد بن علي، وبعده علي بن محمد، وبعده الحسن بن علي، وبعد الحسن الحجة: اصطفانا الله وطهرنا وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين.
قال صاحب المقتضب: من أعجب الروايات في أعداد الأئمة وأسمائهم من طريق المخالفين ما أسنده عبد الصمد ابن مكرم الطشي إلى داود بن كثير الرقي قال:
دخلت على الصادق عليه السلام فقال: ما أبطأك يا داود؟ قلت: عرض لي حاجة في الكوفة قال: ما رأيت بها؟ قلت: عمك زيدا يدعو إلى نفسه، قال: يا سماعة آتني بتلك الصحيفة فجاءه فدفعها إلي وقال: هذه مما أخرج إلينا أهل البيت يسر به كابر كابر من لدن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقرأتها فإذا سطران الأول لا إله إلا الله محمد رسول الله والسطر الثاني (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم)(1) علي بن أبي طالب، والحسن و الحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر وعلي بن، موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد والحسن بن علي، والخلف منهم الحجة لله.
____________
(1) براءة: 36.
الصفحة 158
يا داود! أتدري أين كان؟ ومتى كان مكتوبا؟ قلت: الله ورسوله أعلم وأنتم فقال: قبل خلق آدم بألفي عام، فأين يتاه بزيد ويذهب به، إن أشد الناس لنا عداوة وحسدا الأقرب إلينا فالأقرب.
وأسند علي بن محمد القمي أن الصادق عليه السلام قال: لعلقمة الحضرمي: الأئمة اثنا عشر: علي ابن أبي طالب، والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي ثم أنا وقد أوصيت إلى ولدي موسى، وبعده علي ابنه، يدعى بالرضا، وبعد علي ابنه محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، والمهدي من ولد الحسن.
وأسند القطان والدقاق ومحمد الشيباني والوراق أن تميم بن بهلول سأل عبد الله بن أبي الهذيل فيمن تجب الإمامة وما علامتها؟ فقال: الحجة على المسلمين والقائم بأحكام الدين، أخو نبي الله صلى الله عليه وآله وخليفته ووصيه، الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، ونزل الكتاب بطاعته في قوله تعالى: (وأولي الأمر منكم(1)) وبولايته في قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله الآية(2) المدعو له في غدير خم بالإمامة، وذلك علي بن أبي طالب، وبعده الحسن، ثم الحسين، ثم علي ابن الحسين، ثم محمد به علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم ابن الحسن واحدا بعد واحد قال تميم: وحدثني معاوية عن الأعمش عن الصادق عليه السلام مثله.
وأسند الشيخ أبو جعفر محمد بن علي إلى الفضل بن شاذان أن المأمون لما سأل الرضا عليه السلام أن يكتب له صحيفة الاسلام على اختصار فكتب الشهادتين وشيئا من صفات الله ورسوله، والاقرار بسالفي أنبيائه، والتصديق بكتابه، والعجز عن معارضته، وأن علي بن أبي طالب الناطق به العالم بأحكامه، والخليفة بعد نبيه وبعده الحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم المنتظر صلوات الله عليهم أشهد لهم بالوصية والإمامة، وأن الأرض لا تخلو من حجة في كل عصر، ثم وصفهم بالأوصاف الجميلة.
____________
(1) النساء: 59.
(2) المائدة: 55.
الصفحة 159
وأسند الشيخ محمد بن علي أن عبد العظيم بن عبد الله الحسني دخل على الجواد عليه السلام فأعرض عليه دينه فوصف الله تعالى بما يليق بجلاله، وسلب عنه المنافي لكماله، وأقر برسالة نبيه وختمه، وإمامة علي بن أبي طالب من بعده ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم أنت.
فقال عليه السلام: ومن بعدي علي ابني، ثم من بعده الحسن ابنه، وكيف للناس بالخلف من بعده؟ قلت: كيف ذلك؟ قال: لا يرى شخصه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا.
ثم أقر بوجوب طاعتهم وبأحوال الآخرة، وبالفرائض المعلومة، فقال عليه السلام: هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
وحدث أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد الموصلي عن الصقر بن أبي دلف قال: دخلت إلى مولاي أبي الحسن الهادي عليه السلام فقلت: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: لا تعادوا الأيام فتعاديكم؟ قال: نحن الأيام ما قامت السماوات والأرض: فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله، والأحد اسم أمير المؤمنين والاثنين الحسن والحسين، والثلاثاء علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، والأربعاء موسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وأنا، والخميس ابني الحسن والجمعة ابن ابني إليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة. ورواه أيضا علي بن محمد القمي عن علي بن محمد بن رمسويه عن أحمد بن زياد.
فهذه نبذة من النصوص في أئمة العباد، وسادات البلاد، نقلها الثقاة والفراد والجم الغفير والأمجاد، مع تباعد مكانهم، وتباين زمانهم لا يقبل العقل السقيم فضلا عن السليم، إنكارها لاشتهارها، ولا يميل الطبع اللئيم فضلا عن الكريم إلى
الصفحة 160
جحدها لانتشارها، إلا أن تفتله دنياه الغرور عن دينه، وتقتله بغدرها المائل به إلى طيب العيش ولينه، فأشغلته عن صحيح النظر، فقنع بعقائد الآباء السالفين، ولم يسمع قول الله في كتابه المبين: (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين)(1) (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون(2)) فدخلوا بذلك في قوله تعالى: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون)(3) (بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون(4)).