الصفحة 94
وفيه فصول:
* (الفصل الأول) *
[ من ] ادعى الإمامة وظهر المعجز على يده، فهو نص من الله على إمامته وهي أمور كثيرة نذكر منها في هذا المختصر نبذة يسيرة، منها ما أسنده ابن جبر، في كتاب نخب المناقب، لآل أبي طالب، إلى جابر. إلى الخدري، إلى ابن عباس أن خالدا لما رجع في عسكره من قتال أهل الردة رأى عليا في أرض له وقد ازدحم الكلام في حلقه كهمهمة الأسد فقال له: ويك أو كنت فاعلا يعني لما أمره أبو بكر بقتله بعد الصلاة فقال: أجل فنكسه عن فرسه وفتل حديد رحى الحارث كالأديم بيده و ألقاها في عنقه وأصحابه كأنهم نظروا إلى ملك الموت وبقي أياما في عنقه والناس في المدينة يضحكون عليه مما في عنقه فلما حضر جاء به أبو بكر إلى علي يستشفع في فكه عنه فقال عليه السلام: لما رأى تكاثف الجنود أراد أن يضع مني فوضعت منه فنهض الجماعة وأقسموا عليه فجعل يفتل منه شبرا شبرا ويرمي به وفي رواية أن خالدا أحدث في ثيابه وصاح صيحة منكرة مما نزل به. قال بعضهم:
يا خالدا اذكر صنيعة حيدر لما بعثت إليه كي تدعوه
وأردت إظهار الشجاعة عند من أبدى الشجاعة جده وأبوه
فرجعت بالطوق الحديد مطوقا هذا وأنت على الرجال تتيه
فلأن جحدت فسل لأصحاب النبي قطب الرحى في خلق من فتلوه
وروى جماعة عن خالد بن الوليد قال: رأيت عليا يصلح حلقات درعه بيده فقلت: هذا كان لداود! فقال عليه السلام بنا ألان الله الحديد لداود فكيف لنا وستأتي
الصفحة 95
حكايته في المسجد إن شاء الله.
وروى أيضا في نخبه أن حصن ذات السلاسل علقوا على حيطانه غراير قطن أو تبن حتى لا يعمل فيه حجر المنجنيق فرمى علي نفسه بالمنجنيق والترس تحت قدميه ونزل على الحايط وضرب على السلاسل ضربة واحدة فقطعها وسقطت الغراير، ومن هذا ونحوه قالت الغلاة فيه: إنه الخالق المعبود وإنه هو أرسل محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة وادعوا أن له خطبة سماها خطبة الكشف قال فيها: (أنا شققت أنهارها، وأينعت أثمارها، وأظلمت ليلها، وأضأت نهارها، وأنا نبأت النبيين وأرسلت المرسلين).
وهذا مكذوب عليه لمنافاته ما اشتهر عنه من الخشوع لله تعالى وعظم الثناء لديه ولو سلم فهو قابل للتأويل بالانكار أي إن كان كما تقولون من إلهيتي فأنا فعلت كذا وكذا لكني ما فعلت فلست باله، ويمكن حمله على السببية لما اشتهر في الحديث: لولاهم لما خلق الله خلقه فكأنه عليه السلام فاعل ذلك بالسبب وقد جاء عنهم عليه السلام: قولوا في فضلنا ما شئتم بعد أن تثبتونا عبيدا مربوبين.
وأسند في نخبه أيضا إلى جابر: صلينا خلف على الصبح فالتفت وقال: أعظم الله أجوركم في أخيكم سلمان فتكلم الناس في ذلك فمضى إليه وقال: يا قنبر عد عشرا فإذا نحن على باب سلمان فكشف عنه فتبسم سليمان له فقال عليه السلام: إذا لقيت رسول الله فقل ما مر على أخيك من قومك ثم جهزه.
وأسند إلى الجارود أن أسدا أقبل من البر إلى الكناسة فقام بين يدي علي عليه السلام فوضع يده بين عينيه وقال: ارجع بإذن الله لا تدخل دار هجرتي وبلغ ذلك السباع عني.
وروى ابن وهبان والفتال في كتابيهما عن جويرية بن صخر أنه خرج مع علي نحو بابل فرأى الأسد باركا في الطريق فمكث ليرجع فقال عليه السلام إنما هو كلب الله ثم تلا: (وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) الآية فأقبل الأسد إليه مسلما عليه.
الصفحة 96
وروى محمد بن وهبان في معجزات النبوة عن البراء بن عازب أنه مر في السماء على رأس أمير المؤمنين خيط من الوز فصرصر وصاح فقال عليه السلام: قد سلم علينا فتغامز المنافقون بينهم فقال: يا قنبر قل لهم: أجبن أمير المؤمنين وأنزلن. قال:
فنزلن إلى صحن المسجد فخاطبها بلغة لا نعرفها فلوت أعناقها إليه وصرصرت فقال:
لهن انطقن فانطقن بالسلام عليه.
وفي كتاب ابن شهرآشوب قال الباقر قال علي عليه السلام لجويرية بن مسهر:
يعرض لك الأسد في طريقك فسلم عليه وقل له إني أعطيتك الأمان منه فلقيه فأبلغه ما قال علي عليه السلام فولى وهمهم خمسا فلما رجع جويرية قال له أمير المؤمنين إنه رد السلام وعقد بيده خمسا.
وروى الجدلي عن الرضا عليه السلام قال: قال الحسين عليه السلام: كنت مع أبي فهرول إليه ذئب وجعل يلطع قدميه بلسانه ويتمسح به فقال له: انطق بإذن الله فانطلق بالسلام إليه بإمرة المؤمنين.
قال ابن زريك:
إمام له غاض الفرات وقد طغى وخاطبه ذئب بأرض فلات
وأنشأ في ذلك حيص بيص والنانستي والبياضي وغيرهم فلم ينكر عليهم.
وروى حملة الآثار عن صعصعة بن صوحان في روضة الواعظين وعن محمد بن علي الصيرفي في الدلالات أن ثعبانا رقى إلى المنبر إلى علي في الكوفة فقصده الناس فنهاهم عنه فالتقم عليه السلام أذنه محركا شفتيه والثعبان كالمصغي إليه ثم ذهب فكأن الأرض ابتلعته فتحير الناس فيه فسألوه فقال: هو حاكم الجن التبس عليه مسألة فأفهمته إياها. وقد أنشأ في ذلك العوني ودعبل وابن حجاج وابن عضد الدولة وغيرهم فلم ينكر عليهم.
وفي فضائل الكوفة لعمر بن حمزة قال: قام رجل من حضرة علي للوضوء فعرض له أفعى ليلتقمه فهرب منه إلى علي عليه السلام فأخبره فأخذ سيفه وأدخله في ثقب الأفعى وقال: إن كنت معجزة مثل عصى موسى فأخرجه فخرج فساره ساعة ثم
الصفحة 97
قال للأعرابي: لما قمت من بين يدي أراك ظننت أني رابع أربعة قال نعم ثم بعد؟
ذلك لطم على رأسه وأسلم.
وفي الامتحان عن عمار وجابر قال: كنت مع علي في برية فضحك وقال:
أحسنت [ يا ] أيها الطير قال: قلت: أترى طيرا قال عليه السلام أتحب أن تراه وتسمع كلامه؟ قلت: نعم فدعا خفيا فهوى الطير على يده فمسح ظهره وقال: انطق فسلم عليه بإمرة المؤمنين فرد عليه السلام وقال من أين مطعمك ومشربك في هذه البرية التي لا نبات فيها ولا ماء؟ قال: إذا جعت ذكرت ولايتكم فأشبع وإذا عطشت تبرأت من أعدائكم فأروى.
وفي العلل عن القزويني عن الأعمش أن عليا عليه السلام وقف على الفرات ونادى يا هناش يا هناش فأطلع الجري رأسه فقال: من أنت؟ قال من بني إسرائيل عرضت علي ولايتك فلم أقبلها فمسخت جريا.
وفي حديث سعد الخفاف أنه ناداه يا جري فلباه فقال: من أنا قال: إمام المؤمنين قال: فمن أنت؟ قال ممن جحد ولايتك فمسخ جريا.
وفي المعجزات والروضة ودلائل ابن عقدة والحارث والسبيعي قال: رأينا شيخا باكيا قائلا أشرفت على المائة وما رأيت العدل إلا ساعة فسئل عن ذلك فقال:
توجهت إلى الكوفة فنفدت مالي عند القبة المسبحة فدخلت على علي فأخبرني بذلك وخرج معي ثم صلى ودعى وقرأ: (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران) ثم قال ما هذا العبث؟ والله ما على هذا بايعتموني وعاهدتموني؟
فرأيت مالي يخرج من القبة فأسلمت وأقررت له بالولاية ولما قدمت الآن وجدته مقتولا. قال الوراق:
علي دعا جنا بكوفان ليلة وقد سرقوا مال اليهودي عدهم
على نقض عهد أو تردوا متاعه فردوا عليه ماله لم يقسم
وفي حديث عمار أرسل النبي عليا إلى عمان يقاتل الجلندي فكان بينهما حرب عظيم فقال لغلامه المعروف بالكندي إن أتيت بصاحب العمامة السوداء والبغلة
الصفحة 98
الشهباء أسيرا أو عفيرا فابنتي التي لم أنعم لأولاد الملوك بها أزوجكها فركب الكندي فيلا أبيض وحمل بالعسكر وفيه ثلاثين فيلا على المسلمين فنزل علي عن البغلة فكشف رأسه فأشرقت الفلاة منه ودنا من الفيلة وكلمها بما لا نفهمه فانقلب منها تسعة وعشرون تقاتل المشركين حتى أدخلتهم باب عمان ثم رجعت قائلة يا علي كنا نعرف محمدا ونؤمن به وبربه كلنا إلا الفيل الأبيض فزعق الإمام عليه السلام فيه فوقف فضربه فرمى برأسه وأخذ الكندي من ظهره فأخبر جبرائيل النبي بذلك فصعد السور وقال: هبه لي فخلى سبيل الكندي فقال ما حملك على إطلاقي فقال:
أنظر، فكشف الله عن بصره فرأى النبي على سور المدينة في صحابته وبينهما أربعين يوما فأسلم وقتل [ علي ] الجلندي وجماعة من عسكره فأسلم الباقون وسلم الحصن للكندي وزوجه ابنت الجلندي وفي كلمة ابن حماد حديث الملك:
ولقد غدى يوما إلى الهادي إذا بالباب معترضا شجاع أقرع
فسعى إلى مولاي يلحس ثوبه كالمستجير به يلوذ ويضرع
حتى إذا بصر النبي يصوته ورأى الشجاع له يذل ويخضع
والطهر يأوى(1) للشجاع بمكة ويذوده بالرفق عنه ويدفع
ناداه رفقا يا علي فإنه ملك له من ذي المعارج موضع
أخطأ فأهبط من علو مقامه فأتى بجاهك خاشعا يتشفع
فادع الإله ليغفر ذنبه فاشفع فإنك شافع ومشفع
فدعا علي والنبي وأخلصا فغدا الشجاع يصيح وهو مجعجع
لله من عبدين ليس لربنا عبدان أوجه منهما أو أطوع
وفي الأغاني قال المدائني: قال الحميري: من جاء بفضيلة لعلي لم أقل فيها شعرا فله فرس فجعلوا يحدثونه وينشدهم فيه فروى رجل أن عليا نزع خفه فانساب فيه حية أفعى فلما عاد ليلبسه انقض عقاب غرابي فحلق به ثم رماه فخرج الأفعى منه فأعطاه الحميري ما وعد وأنشأ عند ذلك شعرا:
____________
(1) يرمى. خ.
الصفحة 99
ألا يا قوم للعجب العجاب لخف أبي الحسين وللحباب
عدو من عداة الجن عبد بعيد في المرادة من صواب
كريه اللون أسود ذو بصيص حديد الناب أزرق ذو لعاب
أتا خفا له فانساب فيه لينهش رجله منه بناب
فقض من السماء له عقاب من العقبان أو شبه العقاب
فطار به وحلق ثم أهوى به للأرض من دون السحاب
فصك بخفه فانساب منه وولى هاربا خوف الحصاب
ودوفع عن أبي حسن علي نقيع سمامه بعد انتياب
إن قيل: بذل السيد الحميري رحمه الله فرسه لمن يأتي بفضيلة لعلي ليس فيها شعر له يدل على حصرها وهو خلاف دعواكم من بعدها عن الاحصاء لكثرتها قلنا:
لا يلزم من اعتقاده حصرها مطابقته لها وناهيك بما خرج عن شعره من العقاب و الحية وما أنشأ فيها.
نكتة:
فإذا انحصرت في علي مزايا(1) النبوة وليس له نبوة فهي دالة على الإمامة إذ يمتنع من الله أن يضع العلامة ويخص بالكرامة من ليس له زعامة.
إن قيل: ما ذكرتم من الأحاديث ونحوها أخبار آحاد أو انفردتم بنقلها فلا حجة لكم فيها. قلنا: لا، بل كل طائفة من المسلمين روت شيئا منها فاشتركت آحادها في التواتر المعنوي اللازم عن مجموعها فأعجوبة رد الشمس أصحاب الشافعي روتها وروت غيرها وروى غيرهم غيرها ومن تتبع كتب القوم وجد ذلك فيها فكيف يمكن معانديهم إنكارها وفي كتب أئمتهم إظهارها وبهذا يندفع ما لعله يتوهم من كونها صدرت عن داع واحد، على أن للكفار اللئام أن يعارضوا بمثله في معاجز النبي عليه السلام.
____________
(1) مرايا، خ.
الصفحة 100
(الفصل الثاني)
* (في مساواة أمير المؤمنين لجماعة من النبيين) *
1 - قال الله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها). و (إني جاعل في الأرض خليفة(1)) وقال النبي (أنا مدينة العلم وعلي بابها). (من ناصب عليا على الخلافة بعدي فهو كافر) كما رواه ابن المغازلي الشافعي وغيره.
2 - إدريس أطعم بعد وفاته من الجنة ودرس الكتب وهو أول من وضع الخط وعلي عليه السلام أطعم منها في حياته وقد سلف وعنده أم الكتاب وهو أول من وضع علم النحو.
3 - نوح نجى من ركب في سفينته وقد مثل بها النبي أهل بيته فنجا من تمسك بعلي وذريته.
شعر
أيها المؤمن الذي طاب فرعا وزكا منه أصله وتمسك
طب بدين النبي نفسا وإن خفتت من النار في غداة تمسك
فاستجر من لظا لظا بعلي وبنيه وبالبتول تمسك
4 - إبراهيم (وهديناه إلى صراط مستقيم(2)) وعلي الصراط المستقيم (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت(3)) وفي علي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت(4)) (وإبراهيم الذي وفى(5)) وفي علي (يوفون بالنذر(6)) إبراهيم كسر الأصنام وأكبرها (افلون) وكسرها علي وأكبرها هبل.
5 - إسماعيل استسلم لذبح والد رفيق، واستسلم علي للكفار في المبيت و ليس فيهم شفيق.
____________
(1) البقرة: 31 و 30.
(2) الأنعام: 87. وفيه: وهديناهم.
(3) هود: 73.
(4) الأحزاب: 33.
(5) النجم: 37.
(6) الدهر: 7.
الصفحة 101
6 - يعقوب سأل الذئب هل أكل ولده يوسف فقال: لحوم الأنبياء علينا حرام، وتكلم الذئب والثعبان والأسد لعلي.
7 - يوسف (رب قد آتيتني من الملك(1)) ونزل في علي وأهله (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا(2)) ولما بان لإخوته فضله حسدوه وأظهروا نصحه وفي الباطن عادوه، وقريش سلموا على علي بإمرة المؤمنين وفي الباطن مقتوه وقيل ليوسف (أيها الصديق(3)) وعلي الصديق الأكبر وفي يوسف (ولما بلع أشده آتيناه حكما وعلما(4)) وعلي أوتي الأخوة والخلافة والعلم صغيرا، و في يوسف (ألا ترون أني أوف الكيل(5)) وفي علي (ويطعمون الطعام على حبه). (يوفون بالنذر(6)).
8 - موسى أحيا الله بدعائه قوما في قوله تعالى: (ثم بعثناكم من بعد موتكم(7)) وأحيى لعلي أهل الكهف، وروي أنه أحيى سام بن نوح وأحيى له جمجمة الجلندي ملك الحبشة صاحب الفيل الذي قصد به البيت ولها مشهد معروف ببابل. وعدو موسى رماه الله بالبرص وأنس حيث كتم الشهادة رماه الله بالبرص ونزل جبرائيل بعصى موسى، ونزل بذي الفقار لعلي. وعلا موسى الطور وعلا علي النبي وألقى الله على موسى محبة منه وأوجب محبة علي على الخلق حتى أن محبته حسنة لا يضر معها سيئة وأكرم موسى بالشبرين وعلي بالحسنين وجر موسى الحجر عن بئر مدين وكان لا يجره إلا أربعون ودحى علي الصخرة عن عين (مراجوما) عند الدير وقد عجز عنها مائة.
9 - هارون أول من آمن بموسى وقال له: (اخلفني في قومي(8)) وعلي أول من آمن بالنبي وقال له: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى).
____________
(1) يوسف 101.
(2) الدهر: 20.
(3) يوسف: 46.
(4) يوسف: 22.
(5) يوسف: 59.
(6) الدهر: 8 و 6.
(7) البقرة: 56.
(8) الأعراف: 141.
الصفحة 102
10 - يوشع ردت له الشمس وردت لعلي مرارا وسيأتي قريبا وقد أسند ابن جبر في نخبه وعلي بن مجاهد في تاريخه إلى النبي قوله لعلي عند وفاته (أنت مني بمنزلة يوشع من موسى).
11 - أيوب (إنا وجدناه صابرا(1)) وفي علي (والصابرين في البأساء و الضراء وحين البأس(2)).
12 - جرجيس صبر في المحن وعذب بأنواع العذاب وعلى صبر في الفتن و عذب بأنواع الحروب.
13 - يونس (التقمه الحوت وهو مليم(3)) وعبد الله في موضع لم يعبده بشر وعلي سلمت عليه الحيتان وجعله الله إمام الإنس والجان وولد في الكعبة دون كل انسان.
14 - زكريا كان لبني إسرائيل واعظا ولمريم كافلا وعلي كان للأمة مفتيا ولفاطمة كافلا.
15 - يحيى (وآتيناه الحكم صبيا) وعلي أوتي الحكم والوزارة صبيا.
16 - داود (إنا جعلناك خليفة في الأرض(4)) (وقتل داود جالوت(5)) وكانت له سلسلة الحكومة وآتاه الحكمة وفصل الخطاب وعلي رابع الخلفاء آدم وداود وهارون. وقتل عمرا ومرحبا وقال النبي (أقضاكم علي) وقال الله فيه (ومن عنده علم الكتاب(6)).
17 - سليمان طلب الملك فأعطي خاتم الملك وعلي تصدق بالخاتم فنزلت فيه آية الولاية وقال: يا صفراء ويا بيضاء غري غيري. حملت الريح بساطه وردت الشمس له وحملت عليا على بساط النبي وردت الشمس له.
18 - صالح سماه الله صالحا وأخرج له ناقة وسمي عليا صالح المؤمنين و
____________
(1) ص: 44.
(2) البقرة: 176.
(3) الصافات: 142.
(4) ص: 26.
(5) البقرة: 251.
(6) الرعد: 43.
الصفحة 103
أخرج له ثمانين ناقة.
19 - عيسى نزلت المائدة عليه ونزلت على علي بنقل أهل المذاهب الأربعة فيه وقال في عيسى (ويعلمه الله الكتاب(1)) وفي علي (ومن عنده علم الكتاب) وفي عيسى: (وأحي الموتى بإذن الله(2)) وعلي أحيى سام وأهل الكهف والجمجمة بإذن الله واختلف في عيسى فاليعقوبية: هو الله والنسطورية: هو ابن الله والإسرائيلية:
هو ثالث ثلاثة لله واليهود هو كذاب على الله والمحقون هو عبد الله واختلف في علي فالمسلمون: هو عبد الله. والغلاة: هو الله والخوارج: كافر بالله والمخالفون أنه رابع افتراء على الله والمؤمنون المحقون أنه المقدم من الله ولأجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وآله إنه أشبه الخلق بعيسى.
20 - محمد خاتم النبيين وسيدهم وعلي خاتم الأوصياء وسيدهم. ركب النبي البراق وركب علي كتف النبي. علامة الرسالة في كتف النبي علامة الشجاعة في ساعدي علي.
تذنيب:
1 - الإسكندر سد الله به على يأجوج ومأجوج وكان يعرف لغات الخلق وعلي سد الله به كيد الشياطين عن الشيعة وكان يعرف لغات الملائكة والجن والبهائم وجميع الخلق.
2 - لقمان آتاه الله الحكمة وجعل النبي عليا باب دار الحكمة فاستفاضت منه الحكمة
تذنيب آخر:
أسند ابن جبر إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله (من أراد أن ينظر إلى آدم في حلمه وإلى نوح في فهمه وإلى موسى في مناجاته وإلى عيسى في سمته وإلى محمد في تمامه فلينظر إلى هذا الرجل) فتطاولت الأعناق وإذا هم بعلي عليه السلام.
وأسند ابن بطة في الإبانة إلى ابن عباس وروى نحوه أنس أيضا وقد ذكرناه
____________
(1) آل عمران: 48.
(2) آل عمران: 49.
الصفحة 104
في موضع آخر في كتابنا استيناسا وتيمنا.
وفي كتاب العقد عن المغربي أن فلانا أراد قتل هرمزان فاستسقى فجئ بقدح من ماء فارتعدت يده به فقيل له في ذلك فقال: خفت أن تقتلني قبل شربه. فقال:
لك الأمان حتى تشربه فرمى به فكسره فقال: ما كنت لأشربه أبدا وقد آمنتني حتى أشربه فقال: قاتلك الله أخذت أمانا منا ولم نشعر.
وفي رواياتنا: شكى ذلك إلى علي عليه السلام فدعا فصار القدح صحيحا مملوءا ماء فأسلم الهرمزان من المعجز.
(الفصل الثالث)
نذكر فيه طرفا مما نقل من معاجزه، مضافا إلى ما سلف من دلائله، وهذا باب واسع قد بلغ من الاشتهار، إلى حد يمتنع مقابلته بالانكار. لا يتهيأ لمحبه سبره، ولا لمبغضه ستره، من طلب شيئا [ من ذلك ] طالبه من مظانه وفيه كتب اختصت به. مثل الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري والخرايج لسعيد بن هبة الله الراوندي والواحدة لابن جمهور العمي والدرجات لسعد بن عبد الله وبصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار، وغير ذلك.
إن قيل: فقد ظهر عن حسين بن منصور الحلاج وغيره من المشايخ أمور خارقة للعادة فلا دلالة في ذلك على الإمامة. قلنا: إن صح ذلك فهو من الحيل المشهورة لهم وقد وقفت على كشف أسرارهم والتمويه على أتباعهم والله سبحانه أجل من أن يخرق العادة للكذابين وقد علم أن الحلاج دعا أصحابه إلى أنه المغني(1) وفي هذا تجسيم الرب تعالى، والأنبياء والأئمة دعوا إلى التوحيد والعدل وغيرهما فبينهما فرقان.
إن قيل:: فيما تدعونه لعلي رد الشمس، ولو كان لعلمه غيركم. قلنا ادعى المسلمون للنبي شق القمر ولو كان لعلمه غيرهم.
إن قيل: لو ظهر المعجز لهم لم يبق فرق بين الأنبياء وبينهم، فلا يفرق(2)
____________
(1) المعنى. خ.
(2) فلا يعرف: خ.
الصفحة 105
النبي من الإمام. قلنا: الفرق الدعوى فإن الإمام لا يدعي النبوة وقد ظهرت كرامات مريم من غير نبوة ومجئ آصف بعرش بلقيس من غير نبوة ودارت رحا فاطمة وهي نائمة من غير نبوة وقالت لبعلها إني أسمع أخبارا وأقاصيص فأملتها عليه فجمع كتابا منها يتضمن ما يكون من الحوادث وسماه مصحف فاطمة من غير نبوة وهذا الطرف نقلته من الخرايج والجرايح مختصرا لألفاظه وآتيا من ذلك بما يكفي في إثبات تواتره وهو أمور:
الأول: قال له أصحابه: إن موسى وعيسى كانا يريان المعجزات فلو أريتنا شيئا لنطمئن إليه فأراهم عليه السلام جنات من جانب وسعيرا من جانب وقال أكثرهم:
سحر وثبت اثنان فأراهم حصى مسجد الكوفة ياقوتا فكفر أحدهما وبقي الآخر قيل وهو ميثم التمار وقيل عمرو بن الحمق.
الثاني: اختصم خارجي وامرأة إليه فعلى صوته فقال له عليه السلام: اخسأ، فإذا رأسه رأس كلب فقيل له ما يمنعك عن معاوية إذا؟ فقال: بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. ونحو ذلك روى الأصبغ بن نباته في رجل آخر ونحوه أيضا فعل بخارجي فدمعت عيناه فرق له فدعا الله تعالى فعاد إلى الانسانية وتراجعت ثيابه من الهوى وقد كانت طارت عنه.
الثالث: أحيى رجلا من بني مخزوم صديقا له فقام وهو يقول: (وينه وينه نبيالا) يعني لبيك لبيك سيدنا فقال له عليه السلام: ألست عربيا قال: بلى، ولكني مت على ولاية فلان وفلان فانقلب لساني إلى لسان أهل النار.
الرابع: قال لرجل قد حمل جريا: قد حمل هذا إسرائيليا، فقال الرجل متى صار الجري إسرائيليا فقال عليه السلام إن الرجل يموت في اليوم الخامس فمات فيه ودفن فيه فرفس عليه السلام قبره برجله فقام قائلا: الراد على علي كالراد على الله ورسوله. فقال: عد في قبرك فعاد فانطبق عليه.
الخامس: تكلم في أذن مغن خياط خفيا فحفظ لوقته القرآن وكذلك فعل برجل يقال له زاذان.
الصفحة 106
السادس: تظلم إليه رجل فكتب بظلامته فهاج الناس وقالوا طعن على الشيخين:
فوقف رجل فتبرأ منهما ومن الثالث فقال عليه السلام: بقرت العلم في غير إبانه لتبقرن بطنك كما بقرته فشق بطنه وحشي حجارة وصلب.
السابع: أتى يهودي أبا بكر ثم عمر وسألهما عن أموال أبيه وقد مات ولم يعلمه بها فأوجع ضربا فأتى عليا عليه السلام فسلم عليه بإمرة المؤمنين فقيل: لم لم تسلم عليهما مثله؟ فقال: والله ما سميته حتى وجدته في كتب آبائي في التوراة ثم سأله عن كنوز أبيه فقال: خذ ألواحا وصر بها إلى وادي برهوت بحضرموت فإذا وصلت [ وكان عند الغروب ] وجدت عند القبور غرابين فاهتف باسم أبيك وقل: أنا رسول وصي محمد فاسئله واكتب ما يخبرك، ففعل فوجد كما قال، فأخبره بموضع المال فرجع فنبشه وأوقر منه عيرا وأتى به عليا وأسلم وأقر له بالوصية والإمرة والأخوة.
الثامن: خرج يوما فرأى على الباب أكمه ومقعدا ومكفوفا وأبرص.
فقالوا: جئناك لما بنا فرجع عليه السلام وفتح حقا وأخرج رقا أبيض فيه كتاب أبيض فقرأه عليهم فقاموا من غير علة.
التاسع: قدم رجل الكوفة فأفشى فيها أن معاوية قد مات وأنه كان ممن دفنه فكذبه علي عليه السلام وقال: لن يموت حتى يهلك هذه الأمة ويملك ويفعل ويفعل.
فقال قوم: لم قاتلته وأنت تعلم ذلك؟ فقال عليه السلام للحجة.
العاشر: قال بذي قار وهو جالس للبيعة: يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل لا يزيدون ولا ينقصون، قال ابن عباس فعدوهم فنقصوا رجلا فاسترجعت وقلت ما حمله على ما قال؟ فتكملوا بأويس القرني.
الحادي عشر: لما بلغه صنع بسر ابن أرطاة باليمن دعى عليه بسلب عقله فخولط فيه واتخذ له سيفا من خشب يلعب به حتى مات.
الثاني عشر: دعى على الغيزار وكان يرفع أخباره إلى معاوية وسأله عن ذلك فأنكر فقال: إن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك فما دارت الجمعة حتى عمي.
الثالث عشر: لما أنكر أنس الشهادة له بغدير خم دعى عليه بالبرص فأبرص
الصفحة 107
وقال ابن عمر: أشهد بالله لقد رأيتها بيضاء بين عينيه.
الرابع عشر: أسلم راهب شيخ وحدث أنه رأى طيرا تقيا ربع انسان ثم ذهب وجاء فتقيأ ربعا آخر وهكذا إلى الآخر فلما أكمله جاء فأخذ ربعا وهكذا فلما خلص أتى بربع وهكذا فلما كمل سألته من أنت؟ فقال ابن ملجم. قلت:
فما عملت؟ قال: قتلت عليا فوكل بي هذا الطير يقتلني، ثم جاء الطير فأخذ ربعه فسألت من علي؟ فقيل لي: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله.
الخامس عشر: دعى لشجرة كمثرى يابسة فاخضرت وحملت لوقتها وأكلوا منها وعلى رمانة فاخضرت وحملت وأكل محبوه منها وأرادها مبغضوه فلم ينالوها.
السادس عشر: لما رجع من صفين كلم الفرات فاضطربت وسمع الناس صوتها بالشهادتين والاقرار له بالخلافة وفي رواية عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أنه ضربها بقضيب فانفجرت وسلمت عليه حيتانها وأقرت له بأنه الحجة.
السابع عشر: شكوا إليه في صفين نفاد زادهم والعلف لدوابهم فقال عليه السلام.
غدا يأتيكم فصعد عليه السلام في الغد على تل فدعا فأقبلت الجمال قطارا قطارا فيها جميع ما يحتاجون إليه حتى الخيط والمخيط وانصرفوا ولم يدر أحد أهم من الجن أم من الإنس؟.
الثامن عشر: قال ابن عباس: لما فتح النبي صلى الله عليه وآله مكة قال لعلي: كلم الشمس فسلم عليها فردت عليه بالأخوة والوصية وأبلغته من الله التحية وبشرته عنه له ولمحبيه بأعلى منزلة من الله.
التاسع عشر: رأى الحسن البصري يتوضى فقال له: أسبغ وضوءك يا كفتى فقال: كان بالأمس رجال يسبغون الوضوء فقال عليه السلام: إنك لحزين عليهم من ذلك؟ قال: نعم. قال: فأطال الله حزنك. قال أيوب السجستاني ما رأيت الحسن إلا حزينا فقلنا له في ذلك فقال: عملت في دعوة الرجل الصالح. وكفتى بالنبطية شيطان سمته أمه بذلك في صغره فلم يعرفه أحد به حتى دعاه به علي عليه السلام.
العشرون: كانت أم فروة تعيب على أبي بكر فقتلها عمر ودفنت، فدعا لها
الصفحة 108
عليه السلام فعاشت وولدت لزوجها غلامين وماتت بعد علي عليه السلام بستة أشهر.
الحادي والعشرون: حم النبي صلى الله عليه وآله فوضع علي يمناه على صدره وقال:
أخرجي إنه عبد الله ورسوله فخرجت في الحال فبشره النبي بطاعة الأوجاع له.
الثاني والعشرون: دخل على الصادق عليه السلام رجل من الصين فقال له: تعرفوننا بالصين؟ قال: نعم. قال عليه السلام بم؟ قال: عندنا وردة نجد مكتوبا على وردها أول النهار (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وفي آخره (لا إله إلا الله علي خليفة رسول الله).
الثالث والعشرون: قال الباقر عليه السلام. للإمام عشر دلائل: يولد مختونا وناطقا بالشهادتين، ومكتوب على عضده الأيمن: (وتمت كلمة ربك صدقا و عدلا) ولا يتمطى، ولا يتثاءب، ولا يحتلم، ولا ظل له، ورائحة نجوه كالمسك وتستره الأرض، ويختم الحجر، ويستجاب دعوته.
الرابع والعشرون: قال له رجل: لا نرى لكم من الدنيا شيئا فقبض عليه السلام كفا من حصى مسجد الكوفة فإذا هو جواهر ثم رمى به فعاد حصا.
الخامس والعشرون: قال الأصبغ بن نباته: كان إذا وقف بحضرة علي شخص، يقول: استعد لنفسك فإنك تمرض يوم كذا فيكون كما قال.
السادس والعشرون: بعثت عايشة إليه رجلا شديد العداوة بكتاب وأوصته أن لا يأكل عنده شيئا فلما قدم دعى إلى الأكل فأبى فقال عليه السلام قالت لك لا تأكل فإن فيه السحر قال: نعم. فرجع إلى محبته وأصيب بصفين فقالت: ما نبعث إليه أحدا إلا أفسده علينا.
السابع والعشرون: قام إليه رجل وقال: إني أحبك قال: صدقت، فدست الخوارج إليه رجلا فقال: إني أحبك فقال عليه السلام كذبت، ولا تحبني قط و كأني بك وقد قتلت على ضلالك، ووطئت دواب العراق وجهك، فلم يعرفك قومك، فقتل بالنهروان كما قال عليه السلام.
الثامن والعشرون: مر عليه السلام بجبل في طريقه إلى صفين فخرج من الجبل هامة بيضاء ولحية ووجه كذلك فسلمت عليه بإمرة المؤمنين فقال: وعليك السلام
الصفحة 109
يا شمعون، فسأله عنه عمار ومالك وأبو أيوب الأنصاري وقيس بن سعد وعمرو بن الحمق وعبادة بن الصامت فقال: هو وصي عيسى عليه السلام.
التاسع والعشرون: اصطاد عمرو بن حريث ضبا فبايعه في البرية بالخلافة فخطب عليه السلام وذكر ذلك وقال: إنه سيبعث وإمامه ضب قال ابن نباته فرأينا عمرا ينتفض جبنا ونفاقا.
تذنيب:
إن قيل: لم لا تكون هذه لسبب(1) اختص بذلك من تقريب جسم أو مقارنة شئ أو حدوث أمر، قلنا: لو كان ذلك بسبب لاشتهر كما اشتهر حجر المقناطيس بجذب الحديد ولو كان كذلك لم نثق بشئ أصلا إذ يجوز حينئذ أن تكون حياة الميت إنما هي بقرب جسم منه أو نحوه والضرورة ترد ذلك.
قدم إليه حكيم يوناني وقال له: بوجهك صفار وعندي دواؤه وأما رقة ساقيك فلا حيلة لي فيها والرأي عندي أن ترفق بهما فقال عليه السلام هل تعرف شيئا يزيد في صفاري فدفع إليه حبا وقال: حبة منه تقتل رجلا فشرب منه عليه السلام مثقالين فارتعد الرجل وقال سيقتلوني به فاحمر وجه الإمام عليه السلام بذلك وحمل أسطوانة بسقفها وغرفتين كانتا عليها فأسلم اليوناني وأقر بوصيته وقال:
إذا ما الكرامات اعتلى قدر ربها وحل بها أعلى ذرى شرفاته
فإن عليا ذا المناقب والنهى كراماته العليا أقل صفاته
____________
(1) لم لا يجوز أن تكون هذه لأجل سبب. خ.