فلما لم يكن لها في شيء من هذه الأعضاء موضع كان الرأس أسنى المواضع للحواس و هو بمنزلة الصومعة لها فجعل الحواس خمسا تلقى خمسا لكي لا يفوتها شيء من المحسوسات فخلق البصر ليدرك الألوان فلو كانت الألوان و لم يكن بصر يدركها لم تكن فيها منفعة و خلق السمع ليدرك الأصوات فلو كانت الأصوات و لم يكن سمع يدركها لم يكن فيها أرب و كذلك سائر الحواس ثم هذا يرجع متكافيا فلو كان بصر و لم تكن الألوان لما كان للبصر معنى و لو كان سمع و لم تكن أصوات لم يكن للسمع موضع