ثم فكر بعد هذا في ارتفاع الشمس و انحطاطها لإقامة هذه الأزمنة الأربعة من السنة و ما في ذلك من التدبير و المصلحة ففي الشتاء تعود الحرارة في الشجر و النبات فيتولد فيهما مواد الثمار و يتكثف الهواء فينشأ منه السحاب و المطر و تشتد أبدان الحيوان و تقوى و في الربيع تتحرك و تظهر المواد المتولدة في الشتاء فيطلع النبات و تنور الأشجار و يهيج الحيوان للسفاد و في الصيف يحتدم الهواء فتنضج الثمار و تتحلل فضول الأبدان و يجف وجه الأرض فتهيأ للبناء و الأعمال و في الخريف يصفو الهواء و ترتفع الأمراض و تصح الأبدان و يمتد الليل فيمكن فيه بعض الأعمال لطوله و يطيب الهواء فيه إلى مصالح أخرى لو تقصيت لذكرها لطال فيها الكلام