فكر في ضروب من التدبير في الشجر فإنك تراه يموت في كل سنة موته فتحتبس الحرارة الغريزية في عوده و يتولد فيه مواد الثمار ثم يحيى و ينتشر فيأتيك بهذه الفواكه نوعا بعد نوع كما تقدم إليك أنواع الأطبخة التي تعالج بالأيدي واحدا بعد واحد فترى الأغصان في الشجر تتلقاك بثمارها حتى كأنها تناولكها عن يد و ترى الرياحين تتلقاك في أفنانها كأنها تجئك بأنفسها فلمن هذا التقدير إلا لمقدر حكيم و ما العلة فيه إلا تفكيه الإنسان بهذه الثمار و الأنوار و العجب من أناس جعلوا مكان الشكر على النعمة جحود المنعم بها