فلما كان اليوم الثالث بكرت إلى مولاي فاستؤذن لي فدخلت فأذن لي بالجلوس فجلست فقال ع الحمد لله الذي اصطفانا و لم يصطف علينا اصطفانا بعلمه و أيدنا بحلمه من شذ عنا فالنار مأواه و من تفيأ بظل دوحتنا فالجنة مثواه قد شرحت لك يا مفضل خلق الإنسان و ما دبر به و تنقله في أحواله و ما فيه من الاعتبار و شرحت لك أمر الحيوان و أنا أبتدئ الآن بذكر السماء و الشمس و القمر و النجوم و الفلك و الليل و النهار و الحر و البرد و الرياح و الجواهر الأربعة الأرض و الماء و الهواء و النار و المطر و الصخر و الجبال و الطين و الحجارة و النخل و الشجر و ما في ذلك من الأدلة و العبر