ثم جعل في الكلب من بين هذه السباع عطف على مالكه و محاماة عنه و حافظ له ينتقل على الحيطان و السطوح في ظلمة الليل لحراسة منزل صاحبه و ذب الذعار عنه و يبلغ من محبته لصاحبه أن يبذل نفسه للموت دونه و دون ماشيته و ماله و يألفه غاية الألف حتى يصبر معه على الجوع و الجفوة فلم طبع الكلب على هذه الألفة و المحبة إلا ليكون حارسا للإنسان له عين بأنياب و مخالب و نباح هائل ليذعر منه السارق و يتجنب المواضع التي يحميها و يخفرها