فكر يا مفضل في حمل اليقطين الضعيف مثل هذه الثمار الثقيلة من الدباء و القثاء و البطيخ و ما في ذلك من التدبير و الحكمة فإنه حين قدر أن يحمل مثل هذه الثمار جعل نباته منبسطا على الأرض و لو كان ينتصب قائما كما ينتصب الزرع و الشجر لما استطاع أن يحمل مثل هذه الثمار الثقيلة و لتقصف قبل إدراكها و انتهائها إلى غاياتها فانظر كيف صار يمتد على وجه الأرض ليلقي عليها ثماره فتحملها عنه فترى الأصل من القرع و البطيخ مفترشا للأرض و ثماره مبثوثة عليها و حواليه كأنه هرة ممتدة و قد اكتنفتها جراؤها لترضع منها