فانظر كيف قدر بعضها يلقى بعضا فجعل لكل حاسة محسوسا يعمل فيه و لكل محسوس حاسة تدركه و مع هذا فقد جعلت أشياء متوسطة بين الحواس و المحسوسات لا تتم الحواس إلا بها كمثل الضياء و الهواء فإنه لو لم يكن ضياء يظهر اللون للبصر لم يكن البصر يدرك اللون و لو لم يكن هواء يؤدي الصوت إلى السمع لم يكن السمع يدرك الصوت فهل يخفي على من صح نظره و أعمل فكره إن مثل هذا الذي وصفت من تهيئة الحواس و المحسوسات بعضها يلقى بعضا و تهيئة أشياء أخر بها تتم الحواس لا يكون إلا بعمل و تقدير من لطيف خبير