و كذلك هذه السباع لو كانت ذات عقل و رويه فتوازرت على الناس كانت خليقة أن تجتاحهم فمن كان يقوم للأسد و الذئاب و النمور و الدببة لو تعاونت و تظاهرت على الناس أ فلا ترى كيف حجر ذلك عليها و صارت مكان ما كان يخاف من إقدامها و نكايتها تهاب مساكن الناس و تحجم عنها ثم لا تظهر و لا تنتشر لطلب قوتها إلا بالليل فهي مع صولتها كالخائف من الإنس بل مقموعة ممنوعة منهم و لو كان ذلك لساورتهم في مساكنهم و ضيقت عليهم