أ ما ترى الحمار كيف يذل للطحن و الحمولة و هو يرى الفرس مودعا منعما و البعير لا يطيقه عدة رجال لو استعصى كيف كان ينقاد للصبي و الثور الشديد كيف كان يذعن لصاحبه حتى يضع النير على عنقه و يحرث به و الفرس الكريم يركب السيوف و الأسنة بالمواتاة لفارسه و القطيع من الغنم يرعاه واحد و لو تفرقت الغنم فأخذ كل واحد منها في ناحية لم يلحقها و كذلك جميع الأصناف المسخرة للإنسان كانت كذلك إلا بأنها عدمت العقل و الروية فإنها لو كانت تعقل و تتروى في الأمور كانت خليقة أن تلتوي على الإنسان في كثير من مآربه حتى يمتنع الجمل على قائده و الثور على صاحبه و تتفرق الغنم عن راعيها و أشباه هذا من الأمور