تأمل الريق و ما فيه من المنفعة فإنه جعل يجري جريانا دائما إلى الفم ليبل الحلق و اللهوات فلا يجف فإن هذه المواضع لو جعلت كذلك كان فيه هلاك الأسنان ثم كان لا يستطيع أن يسيغ طعاما إذا لم يكن في الفم بلة تنفذه تشهد بذلك المشاهدة و اعلم أن الرطوبة مطية الغذاء و قد تجري من هذه البله إلى مواضع أخر من المرة فيكون في ذلك صلاح تام للإنسان و لو يبست المرة لهلك الإنسان