قال المفضل فقلت صف نشوء الأبدان و نموها حالا بعد حال حتى تبلغ التمام و الكمال قال ع أول ذلك تصوير الجنين في الرحم حيث لا تراه عين و لا تناله يد و يدبره حتى يخرج سويا مستوفيا جميع ما فيه قوامه و صلاحه من الأحشاء و الجوارح و العوامل إلى ما في تركيب أعضائه من العظام و اللحم و الشحم و العصب و المخ و العروق و الغضاريف فإذا خرج إلى العالم تراه كيف ينمو بجميع أعضائه و هو ثابت على شكل و هيئة لا تتزايد و لا تنقص إلى أن يبلغ أشده إن مد في عمره أو يستوفى مدته قبل ذلك هل هذا إلا من لطيف التدبير و الحكمة