في السنة الأخيرة من حياة الفقيه الكبير المرحوم الميرزا جواد التبريزي(قدس سره) وفي ايام العزاء لحضرة السيدة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) لسنة (1427 هـ ق) بكى المرحوم بكاء شديداً وحاول الذين يحيطون به ان يقنعوه
بأن يراعي نفسه فكان(قدس سره) يقول لا استطيع فأن المصائب التي عانت منها الزهراء(سلام الله عليها) كانت بالقدر الذي لا يستطيع احد ان يسيطر على نفسه وعليه فأن شدة البكاء ادت في النهاية الى انحراف في عينه اليسرى والقريبون منه يشاهدون ذلك بوضوح وعند مراجعة الاطباء لمعالجة عينه كانوا يقولون له بعد الفحص الطبي بأنه لا يوجد أي عيب في العين ولكن كثرة البكاء اتعبت العين وسبب ضغطاً عليها (قدس سره) حتى ادى ذلك إلى انحراف عينه وبعد ان يعرفوا بأن ذلك بسبب البكاء الشديد على حضرة السيدة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) فأنهم يتأثرون كثيراً ويدعون للمرحوم الميرزا(قدس سره) على وفائه لحضرت الزهراء(سلام الله عليها). وكان المرحوم الميرزا (قدس سره) يقول انتم لا تعلمون ماذا جرى على فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) ثم يجهش بالبكاء. فكان (قدس سره) يقول أي مصائب عانت بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وان زوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) قد صبر كثيراً للدفاع عن حرمة الولاية حتى لا تضيع الجهود التي بذلها الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) من اجل الرسالة الالهية هدراً. وقد تحملت (سلام الله عليها) مصائب كثيرة من الذين غصبوا حقها وحق بعلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) فأنهم لم يراعوا حرمتها وقد هجموا على بيت الوحي وحرقوا باب البيت وقاموا بضربها فلم يراعوا حرمة رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيها وعلى اثر ذلك مرضت ثم وافاها الاجل (سلام الله عليها).