كان المرحوم آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي في درجة من الزهد بحيث أبى في حياته الكريمة أن يجلس على سجادة فاخرة حتى في حسينيته التي أوقفها للأنشطة الإسلامية في مشهد المقدسة، إذ كان يجلس في حجرة منها لخدمة الناس.
فقد قيل له ذات مرة أن المكان أوقفته فهو خارج عن ملكيتك، فاسمح لنا أن نفرشه بسجادتين فاخرتين تقيانك من البرد!..
فقال السيد رحمه الله: تريدون في آخر عمري أن تغيروا نهجي في الحياة، وتجعلوني كالأغنياء؟..
سبحان الله، كلا يستحيل أن أسمح لكم بذلك.
وكان طعام سماحته لا يتجاوز غالباً عن مرق لحم أو اللبن (الرائب)، إلا فترة ضعفه فمن باب ضرورة استعادة قواه لمزاولة أعماله الإسلامية، كان أحياناً يأكل شيئاً من الكباب.
وأما في شهر رمضان المبارك حيث من العادة أن يضاف إلى مائدة الإفطار شيء من الحلوى فقد كان رحمه الله بمجرد أن يجلس فيرى نوعين من الطعام على المائدة يقول: لا أفطر ما لا ترفعوا واحداً من الاثنين.
وكان يأخذ الإناء الذي يتناول فيه طعامه بعد الانتهاء منه، ويذهب به إلى المكان المخصص لغسله، فلم يكلّف أحداً في البيت أن يخدمه ما دام يتمكن من القيام.
ولقد شوهد مرات عديدة يغسل بعض ألبسته بنفسه رغم كثرة مشاغله في التصدي لشؤون المسلمين.. فيقال له: حبذا أن تعطوا غيركم هذه المهمة.. فيقول: إن واجبي الشرعي يفرض عليَّ أن أقوم بنفسي ولا أكلّف عائلتي.