خرج العالمان الكبيران (الشيخ البهائي العاملي) و(السيد مير محمد باقر الداماد) في موكب الشاه عباس الصفوي إلى رحلة للصيد والاستراحة.. والمعروف أن العالمين المذكورين كانا ممن يستعين بهما الحكم الصفوي في إيران لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.
كان (السيد مير محمد) بديناً، وكان جواده يمشي متباطئاً.. بينما كان (الشيخ البهائي) نحيفاً، وكان الجواد الذي يركبه يمشي مسرعاً وموجفاً!.. أراد الشاه عباس أن يمتحن علاقة هذين العالمين القلبية ببعضهما، لأن المعروف بين الناس أن العلماء (يتحاسدون) فيما بينهم!..
فاقترب الشاه من السيد وقال له: انظر إلى جواد الشيخ إنه ليس من الأدب والوقار أن يقود الشيخ جواده بهذه الطريقة!..
فقال السيد مير محمد: "كلامك صحيح، ولكن الجواد الذي يركبه سماحة الشيخ البهائي يفعل ذلك لسروره بالشيخ، لأنه يحمل علماً كبيراً على ظهره"!..
وبعد قليل دنا الشاه من الشيخ البهائي وقال له: انظر ليس من المفروض أن يكون العالم سميناً يعجز الجواد عن حمله!..
فرد عليه الشيخ: "أجل السمنة ليس شيئاً جيداً، ولكن بطء حركة جواد السيد مير محمد ليس من سمنة السيد، إنما لثقل علم السيد"!..
يقال: نزل الشاه عباس من جواده فوراً، وسجد لله سجدة الشكر، لكونه يعاصر عالمين في هذه الدرجة من الأخوة وصفاء القلب.