نشب نقاش علمي ساخن بين عالمين كبيرين، هما المولى خليل القزويني والملا محسن فيض الكاشاني، وكانت النتيجة أن لم يقتنع أحدهما برأي الآخر، والقناعة - كما تعلم - ليست بالقوة، فانقضّ المجلس من دون أن يحمل أحدهما على الآخر حقداً أو كراهية.
مرت أيام قليلة فعرف المولى خليل أنه كان مخطئاً، والحق في الموضوع هو بجانب الملا محسن، فخرج مشياً على قدميه من مدينته (قزوين) إلى مدينة (كاشان).
جاء وطرقباب منزل الملا محسن الكاشاني رافعاًصوتهمنوراء الباب: يا محسن قد أتاك المسيء!..
عرفه الملا محسن من صوته، فجاء مسرعاً، وفتح الباب فعانقه وأدخله المنزل، ثم بعد ساعة من الجلوس قام المولى خليل القزويني، وعاد إلى مدينته (قزوين).. حاول الملا محسن أن يبقيه عنده أياماً، ولكن المولى خليل أجابه: إنني جئتك لأعترف لك بخطئي وصحة رأيك لا أكثر.